فينيق
01-15-2016, 10:22 PM
مقدمة
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTnB7KJL7vxxVB53VZmQYKTJ0I6_PxWT tLQJazWmq_SQ_1pQcLK
انه لأمر شاق ومتعب ان تحاول أن تدرس التدوين التاريخي في عصرين أو ثلاثة عصور فما بالك وأنت تقوم بدراسته منذ نشأة التاريخ وحتى بواكير القرن الحادي والعشرين.. والأصعب من ذلك كيف تضع منهاجا تسير عليه في محاولة لتأريخ التاريخ كيف تسير دون أن تتوه أو تضيع في مداخل العصور وكيف تتخير المؤرخين الذي سوف تكتب عنهم وكيف ستتكلم وكيف ستعرض أفكارهم كل ذلك كان من الأشياء الصعبة في محاولة كتابة ذلك الموضوع بالإضافة إلي ذلك حاول أن تتخيل كم الكتب التي قرأت منها وكم الكتب التي وصلت أليها ولم أجد بها ما يخدم موضوعي ولكنني اشهد أنني استفدت من هذا الموضوع ومن مجرد حتى التفكير في تناوله كاملا منذ البداية إلي النهاية كثيرا. لقد تعرضت لكتب تتناول موضوعات شتي منها ما يتناول التاريخ والعلوم السياسية والاقتصاد والعلوم الاجتماعية ومنها علم الاجتماع بالإضافة لمجالات أخرى كثيرة استفدت منها كثيرا.
كما أنني تعرفت على نظريات ومؤرخين وتصفحت كتب وتعرفت على أشياء لم أكن اسمع عنها أو أنني سمعت عن القليل منها وغضضت السمع نظرا لصعوبتها أو استحالة ان أدرك ان تلك الأشياء تخصني إلا إني أدركت أنها من بديهيات ان تكون مثقفا. تناولت في مقدمة موضوعي الصغير هذا كيف نشأ التاريخ وكيف بدأ وكيفية ترتيب العصور الزمنية بالإضافة إلي محاولات الأقدمين في تدوين التاريخ ثم انتقلت إلي عصور الإغريق والرومان بالإضافة إلي تناول للعصور الوسطي الإسلامية منها والمسيحية.
ثم انتقلت إلي عصر النهضة وهو عصر التنوير في أوروبا ودرست منها ميكافيللي ودانتي وقرأت بتمعن في كتاب الأمير الخاص بميكافيللي وتصفحت كتابة الأكثر من رائع مطارحات ميكافيللي وقرأت بمتعة كبيرة كتاب الكوميديا الإلهية الخاص بدانتي والتي تشعر وأنت تقراها انه ليس بكتاب مترجم بل من روعته ان تخطي اللغات ووصل أليك ببلاغته وأفكاره الأكثر من رائعة. ثم انتقلت إلي العصر الأكثر أمتاعا وهو القرن الثامن عشر والذي يمكنك ان تسمه العصر الفرنسي لكثرة ما أفاد فيه الفرنسيين غيرهم من الأوربيون وغير الأوربيون من علومهم معارفهم وقرأت بنهم ما كتب فولتير وروسو (ليس في نصوصها الأصلية ولكن فيما نقل عنهم في الكتب التي أدرجت أسمائها في ذيل البحث) ثم انتقلت إلي القرن التاسع عشر وهو القرن الذي أسموه بقرن الحقائق الأكيدة واسميه أنا قرن الألمان نظرا لجهود الألمان الضخمة في تطوير ونشر وتفسير الكثير من العلوم وعرضت باختصار لأفكار العظيم هيجل صاحب الجدلية في التفسير التاريخي وكارل ماركس صاحب التفسير المادي للتاريخ. ثم انتقلت للقرن العشرون وعرضت لأفكار ارنولد توينبي وأفكاره الخاصة بالتحدي والاستجابة ثم أنهيت العرض ببواكير القرن الحالي وما نشهده من نشأة نظريات خاصة بنهاية التاريخ وصدام وصراع الحضارات.
- تمهيد :
1- مدخل. مدخل : ارتبط اصطلاح التاريخ في استعماله العام بمعنيين مختلفين : فهو يستعمل عادة للتعبير عن حصيلة النشاط الإنساني في الأزمان السابقة. أما الاستعمال الأكثر شيوعا فهو ذلك الذي يعتبر التاريخ سجلا للأحداث لا مجرد سرد للأحداث ذاتها. وهذا المعني الأخير الأكثر تقبلا وشيوعا يمدنا بتعريفين للتاريخ الأول موضوعي وهو "كل ما نعرفه عن كل شيء فعله الإنسان أو فكر فيه أو أحس به أو تمناه" أما التعريف الثاني وهو إلي حد كبير تعبير موضوعي أو نفساني، فهو ان التاريخ سجل لكل ما حدث داخل نطاق الإدراك البشري. وقد وضح لنا علم الآثار – بعد تطوره وتطور أدواته في العصر الحالي – كثيرا مما خفي من مراحل معينة في حياة الإنسان الباكرة وعلى هذا لم يعد سليما ان تستخدم اصطلاح "ما قبل التاريخ" على الفترة المبكرة من حياة الإنسان ولكن الأدق ان نحل مصطلح "ما قبل الكتابة" محل اصطلاح "ما قبل التاريخ" ونعني بهذا المصطلح تلك الفترة من التطور البشري التي نستمد معلوماتنا عنها من القرائن الأثرية لا من كتابات مدونة. وخلاصة القول : فان هناك اتفاقا على ان اصطلاح "ما قبل التاريخ" يحوي كثيرا من التناقض والبعد عن الحقيقة إذا ما استخدم في وصف أية فترة وجد لها سجل غني سواء اتخذ هذا السجل شكل كتابة أو أحجار أو عظام أو أدوات معينة استخدمت في ذلك العصر.
2- التاريخ والتدوين والكتابة التاريخية.
2- التاريخ والتدوين والكتابة التاريخية : لا شك في أن التاريخ قديم جدا يقترن بوجود الإنسان فلقد بدأ التاريخ من نشأة الإنسان ويرجع إلي الوقت الذي ترك فيه الإنسان آثاره على الصخور فالإنسان البدائي الذي عاش في الكهوف زين كهفه بتلك النقوش البدائية التي تصور حياته وربما كانت تلك الصور التي حفظتها لنا كهوف الإنسان الأولي هي أول ما دون الإنسان من تاريخه ولكنها ليست أول تاريخ للإنسان.وهذا يؤدي بنا إلي القول بان التدوين التاريخي يسبق بكثير اهتداء الإنسان إلي الكتابة، إذ عمل الإنسان الأول على ان يصور حياته ويسجلها في تلك الصور التي يحفرها على جدران كهفه البدائي وبالتالي نستطيع القول بان التاريخ نفسه يسبق مرحلة التدوين التاريخي، إذ انه قديم قدم الحياة الإنسانية على الأرض وان لم يصل علمنا أليه إلا من ثنايا الحفريات التي تكشف كل يوم عن الجديد من حياة الإنسان الأول أو تطور الحياة على سطح الأرض غير ان علمنا بالتاريخ. هكذا فالتدوين يسبق الكتابة التاريخية والتاريخ يسبق الاثنان.
3- تطور تاريخ ما قبل الكتابة.
- تطور تاريخ ما قبل الكتابة : لا شك ان التاريخ هو سجل أعمال الإنسان ومنجزاته منذ اللحظة التي ظهر فيها على سطح الأرض وأخذ يتفاعل مع بيئته فبدأ في أنتاج مظاهر حضارته المختلفة وتدرج فيها، وبالطبع فان الإنسان لم يتوصل إلي ما وصل أليه من حضارات راقية إلا بعد آلاف عديدة من السنين. ولقد بدأت معرفته الحضارية حين تعلم كيفية الحصول علي غذاءه، فبدأ مجتمع الصيد، ثم حين صار لديه القدرة على أنتاج قوته، بدأ مجتمع الرعي والزراعة وبدأ يعيش في مجتمع ريفي صغير، ثم تحول من القرية إلي مجتمع المدينة ذات النظام الاجتماعي المعقد. وصارت المدن مراكز ثقافية واستراتيجية في أجزاء متفرقة من العالم. ويعتقد الباحثون ان التحول من مجتمع القرية إلي مجتمع المدينة قد تم إبان الألف الثالثة ق.م، عندئذ تمكن الإنسان من التغلب على مشكلة الغذاء وأصبح منتجا ومستهلكا في نفس الوقت وتعلم الاستقرار. ويتفق الباحثون ان تأسيس المدن واكبه استخدام الإنسان لمعدن البرونز كمادة للصناعة وهو خليط من النحاس والقصدير. وكان النحاس قد استخدم ليحل محل الحجر الصوان. وفي كل مرة استخدم فيها معدن جديد حدثت طفرة حضارية. ولذلك آثر بعض علماء الحضارة ان يقسموا التاريخ إلي عصور تقوم علي أساس استخدام هذه المواد (العصر الحجري، عصر النحاس، عصر الحديد... إلي أخره).
هكذا فان الإنسان قد مر بمراحل حضارية مختلفة وان أسلوب حياته اختلف في هذه المراحل. ولقد قسم العلماء تاريخ الإنسان في مراحله الأولي حسب المادة التي صنع منها أدواته وقسمت إلي دورين "دور استعمال الحجر" و"دور استعمال المعادن". وهذا التقسيم قائم على أساس اقتصادي حين بدأ "مرحلة جمع الطعام" إلي "مرحلة أنتاج الطعام". ولا شك ان أنتاج الإنسان لطعامه كان ثورة صناعية، لما صاحب هذا الإنتاج من صناعات جديدة كصناعة أدوات الزراعة واحتياجاته المادية الضرورية الأخرى.
4- اكتشاف الزمن ونشأة الترتيب الزمني للعصور.
- اكتشاف الزمن ونشأة الترتيب الزمني للعصور : على الرغم من أن وجود طريقة لقياس الزمن كان لازمة أساسية لعملية تسجيل أفكار الإنسان وأعماله وترتيبها فان التقويم لم يبتدع أصلا لهذا الغرض ولقد أتضح ان التقاويم الأولي صنعت لتحديد وتسجيل أعمال الآلهة وليس أعمال البشر ثم تطور احتياج الإنسان لضرورة وجود تقويم يحدد به أيامه المقدسة ويميز به الأيام عن بعضها. وكان التقويم القمري ابسط أنواع التقاويم وأكثرها بدائية وعلى الرغم من أن التقويم القمري لم يزود الإنسان بتقسيمات محددة للزمن طولا أو قصرا فانه ظل شائعا بين كل الشعوب القديمة باستثناء المصريين الذين انفردوا – ومعهم سكان المكسيك الأصليين- بشرف ابتكار ما يعتبر في جوهره تقويما شمسيا وبداية للتقويم الحديث ولعل اتجاه المصريين القدماء إلي السنة الشمسية كان مبعثه طبيعة الحياة الزراعية على ارض وادي النيل والأهمية القصوي لأله الشمس. وهكذا صنع المصريون أول تقويما ثابتا للتاريخ. ونستبين مما سبق ان وجود نوع ما من التقويم كان أمرا ضروريا للكتابة التاريخية المنظمة.
أما البابليون فأنهم لم يتعدوا مرحلة تمييز السنين والتعرف عليها بما وقع خلالها من أحداث كبري ثم ظهر في العصر الآشوري بعض الحوليات التي كانت تتحدث عن أعمال الملوك سنة بعد أخرى. وأما الترتيب الزمني عند العبرانيين فلم يعتد مرحلة تقدير الزمن بالأجيال على اعتبار ان كل جيل يستمر أربعين سنة. وأما المؤرخون الاغريق الأوائل فأنهم لم يفعلوا أكثر من الأقدمين بخصوص ابتكار تقويم زمني. ولما كان الرومان يتصفون بالواقعية وبأنهم شعب عملي فأنهم أول من ابتكر نظاما جيدا لترتيب الزمن يمكن الاعتماد عليه وبدوا يؤرخون سنواتهم بادئين من تاريخ تأسيس روما الأسطوري.
وجاء تطور عملية الترتيب الزمني للأحداث مرتبطا بفكرة تقسيم التاريخ إلي فترات وعصور وهو التقسيم المعروف لنا جميعا والذي يجعل من التاريخ ثلاثة عصور كبري : قديمة ووسطي وحديثة. ويجدر بنا ان نشير إلي ان هذا التقسيم لم يخرج إلي الوجود إلا قرب نهاية القرن السابع عشر. وكانت الآراء الأولي لتقسيم التاريخ إلي مراحل تقوم على التأمل والتفكير في الماضي فاليهود والمسيحيون رجعوا إلي الجنة التي عاش فيها ادم وحواء قبل هبوطهما على الأرض. ومن ثم فقد قسموا التاريخ إلي قسمين رئيسين هما : المرحلة التي سبقت الخروج من الجنة والمرحلة التي أعقبت ذلك الخروج. وبالمثل فان اليهود قد استخدموا وقائع طردهم أساسا لتاريخهم وترتيبهم الزمني للأحداث أما الاغريق فاتوا بفكرة مماثلة وهي فكرة اضمحلالهم بعد أن كانوا في عصر ذهبي وعبر "هزيور" عن هذا المفهوم أحسن تعبير عندما قسم عصور التاريخ البشري إلي خمسة أقسام هي : الذهبي والفضي والبرونزي وعصر الأبطال والعصر الحديدي.ان نظرية دورات التطور البشري كانت أكثر شيوعا بين الاغريق والرومان إذ ساد الاعتقاد بان الحضارة تمر بمراحل متعاقبة من الارتقاء والاضمحلال وان هذه العملية تكرر نفسها إلي ما لا نهاية.
ثم بدأ الاعتبار ان العصور الوسطي حقبة انفصلت فيها شعوب أوروبا الغربية عن روما وخلقت لنفسها تاريخا وثقافة خاصة بها بمعني ان هناك قسمين على الأقل للتاريخ هما العصر القديم والعصر الوسيط. وجاء بعد ذلك العلامة الهولندي كرستوف كيلر الذي قسم التاريخ إلي أقسامه التقليدية الثلاثة التي نعرفها اليوم وهي : التاريخ القديم إلي ينتهي بعصر قسطنطين العظيم. والتاريخ الوسيط الذي ينتهي بسقوط القسطنطينية 1453 ثم التاريخ الحديث من سنة 1453 فصاعدا
1- مدخل. 5- الحيثيين.
2- المصريين القدماء. 6- الصينيون.
3- البابليين والآشوريين. 7- اليابانيون.
4- الفرس. 8- العبرانيون (اليهود القدامى).
- التاريخ في العصور القديمة :
1- الاغريق وكتابة التاريخ :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- هيرودوت.
ب- بوليبيوس.
2- الرومان وكتابة التاريخ : 1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- تيتوس ليفيوس.
ب- تاكيتوس.
- التاريخ في أوروبا في العصور الوسطي :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- القديس أوغسطين.
ب- المؤرخين الرهبان.
- الكتابة التاريخية في العهد الإسلامي :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- الطبري.
ب- ابن خلدون.
- عصر النهضة (ق 16- 17) :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- دانتي اليجري.
ب- نيقولا ميكافيللي. - القرن الثامن عشر :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- فولتير.
ب- روسو.
- القرن التاسع عشر :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- هيجل
ب- كارل ماركس.
- القرن العشرون :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- كروتشة.
ب- ارنولد توينبي.
- بواكير القرن 21 (النظريات الجديدة) :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- فرانسيس فوكوياما.
ب- صامويل هنتنجتون.
تعليق فينيق
بعد نشر ترجمتي لموضوع ما قبل التأريخ، وبعد اطلاعي على هذا الموضوع المنقول من ويكبيديا الخاص بالتأريخ، رغم أنه قد لا يُرضي الكثيرين! فأراه معقول لتشكيل فكرة عن تشكُّل التأريخ وأهم أبطاله المؤرخين على امتداد العالم. شاكراً أيّ تصويب أو إضافة :20::8:
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTnB7KJL7vxxVB53VZmQYKTJ0I6_PxWT tLQJazWmq_SQ_1pQcLK
انه لأمر شاق ومتعب ان تحاول أن تدرس التدوين التاريخي في عصرين أو ثلاثة عصور فما بالك وأنت تقوم بدراسته منذ نشأة التاريخ وحتى بواكير القرن الحادي والعشرين.. والأصعب من ذلك كيف تضع منهاجا تسير عليه في محاولة لتأريخ التاريخ كيف تسير دون أن تتوه أو تضيع في مداخل العصور وكيف تتخير المؤرخين الذي سوف تكتب عنهم وكيف ستتكلم وكيف ستعرض أفكارهم كل ذلك كان من الأشياء الصعبة في محاولة كتابة ذلك الموضوع بالإضافة إلي ذلك حاول أن تتخيل كم الكتب التي قرأت منها وكم الكتب التي وصلت أليها ولم أجد بها ما يخدم موضوعي ولكنني اشهد أنني استفدت من هذا الموضوع ومن مجرد حتى التفكير في تناوله كاملا منذ البداية إلي النهاية كثيرا. لقد تعرضت لكتب تتناول موضوعات شتي منها ما يتناول التاريخ والعلوم السياسية والاقتصاد والعلوم الاجتماعية ومنها علم الاجتماع بالإضافة لمجالات أخرى كثيرة استفدت منها كثيرا.
كما أنني تعرفت على نظريات ومؤرخين وتصفحت كتب وتعرفت على أشياء لم أكن اسمع عنها أو أنني سمعت عن القليل منها وغضضت السمع نظرا لصعوبتها أو استحالة ان أدرك ان تلك الأشياء تخصني إلا إني أدركت أنها من بديهيات ان تكون مثقفا. تناولت في مقدمة موضوعي الصغير هذا كيف نشأ التاريخ وكيف بدأ وكيفية ترتيب العصور الزمنية بالإضافة إلي محاولات الأقدمين في تدوين التاريخ ثم انتقلت إلي عصور الإغريق والرومان بالإضافة إلي تناول للعصور الوسطي الإسلامية منها والمسيحية.
ثم انتقلت إلي عصر النهضة وهو عصر التنوير في أوروبا ودرست منها ميكافيللي ودانتي وقرأت بتمعن في كتاب الأمير الخاص بميكافيللي وتصفحت كتابة الأكثر من رائع مطارحات ميكافيللي وقرأت بمتعة كبيرة كتاب الكوميديا الإلهية الخاص بدانتي والتي تشعر وأنت تقراها انه ليس بكتاب مترجم بل من روعته ان تخطي اللغات ووصل أليك ببلاغته وأفكاره الأكثر من رائعة. ثم انتقلت إلي العصر الأكثر أمتاعا وهو القرن الثامن عشر والذي يمكنك ان تسمه العصر الفرنسي لكثرة ما أفاد فيه الفرنسيين غيرهم من الأوربيون وغير الأوربيون من علومهم معارفهم وقرأت بنهم ما كتب فولتير وروسو (ليس في نصوصها الأصلية ولكن فيما نقل عنهم في الكتب التي أدرجت أسمائها في ذيل البحث) ثم انتقلت إلي القرن التاسع عشر وهو القرن الذي أسموه بقرن الحقائق الأكيدة واسميه أنا قرن الألمان نظرا لجهود الألمان الضخمة في تطوير ونشر وتفسير الكثير من العلوم وعرضت باختصار لأفكار العظيم هيجل صاحب الجدلية في التفسير التاريخي وكارل ماركس صاحب التفسير المادي للتاريخ. ثم انتقلت للقرن العشرون وعرضت لأفكار ارنولد توينبي وأفكاره الخاصة بالتحدي والاستجابة ثم أنهيت العرض ببواكير القرن الحالي وما نشهده من نشأة نظريات خاصة بنهاية التاريخ وصدام وصراع الحضارات.
- تمهيد :
1- مدخل. مدخل : ارتبط اصطلاح التاريخ في استعماله العام بمعنيين مختلفين : فهو يستعمل عادة للتعبير عن حصيلة النشاط الإنساني في الأزمان السابقة. أما الاستعمال الأكثر شيوعا فهو ذلك الذي يعتبر التاريخ سجلا للأحداث لا مجرد سرد للأحداث ذاتها. وهذا المعني الأخير الأكثر تقبلا وشيوعا يمدنا بتعريفين للتاريخ الأول موضوعي وهو "كل ما نعرفه عن كل شيء فعله الإنسان أو فكر فيه أو أحس به أو تمناه" أما التعريف الثاني وهو إلي حد كبير تعبير موضوعي أو نفساني، فهو ان التاريخ سجل لكل ما حدث داخل نطاق الإدراك البشري. وقد وضح لنا علم الآثار – بعد تطوره وتطور أدواته في العصر الحالي – كثيرا مما خفي من مراحل معينة في حياة الإنسان الباكرة وعلى هذا لم يعد سليما ان تستخدم اصطلاح "ما قبل التاريخ" على الفترة المبكرة من حياة الإنسان ولكن الأدق ان نحل مصطلح "ما قبل الكتابة" محل اصطلاح "ما قبل التاريخ" ونعني بهذا المصطلح تلك الفترة من التطور البشري التي نستمد معلوماتنا عنها من القرائن الأثرية لا من كتابات مدونة. وخلاصة القول : فان هناك اتفاقا على ان اصطلاح "ما قبل التاريخ" يحوي كثيرا من التناقض والبعد عن الحقيقة إذا ما استخدم في وصف أية فترة وجد لها سجل غني سواء اتخذ هذا السجل شكل كتابة أو أحجار أو عظام أو أدوات معينة استخدمت في ذلك العصر.
2- التاريخ والتدوين والكتابة التاريخية.
2- التاريخ والتدوين والكتابة التاريخية : لا شك في أن التاريخ قديم جدا يقترن بوجود الإنسان فلقد بدأ التاريخ من نشأة الإنسان ويرجع إلي الوقت الذي ترك فيه الإنسان آثاره على الصخور فالإنسان البدائي الذي عاش في الكهوف زين كهفه بتلك النقوش البدائية التي تصور حياته وربما كانت تلك الصور التي حفظتها لنا كهوف الإنسان الأولي هي أول ما دون الإنسان من تاريخه ولكنها ليست أول تاريخ للإنسان.وهذا يؤدي بنا إلي القول بان التدوين التاريخي يسبق بكثير اهتداء الإنسان إلي الكتابة، إذ عمل الإنسان الأول على ان يصور حياته ويسجلها في تلك الصور التي يحفرها على جدران كهفه البدائي وبالتالي نستطيع القول بان التاريخ نفسه يسبق مرحلة التدوين التاريخي، إذ انه قديم قدم الحياة الإنسانية على الأرض وان لم يصل علمنا أليه إلا من ثنايا الحفريات التي تكشف كل يوم عن الجديد من حياة الإنسان الأول أو تطور الحياة على سطح الأرض غير ان علمنا بالتاريخ. هكذا فالتدوين يسبق الكتابة التاريخية والتاريخ يسبق الاثنان.
3- تطور تاريخ ما قبل الكتابة.
- تطور تاريخ ما قبل الكتابة : لا شك ان التاريخ هو سجل أعمال الإنسان ومنجزاته منذ اللحظة التي ظهر فيها على سطح الأرض وأخذ يتفاعل مع بيئته فبدأ في أنتاج مظاهر حضارته المختلفة وتدرج فيها، وبالطبع فان الإنسان لم يتوصل إلي ما وصل أليه من حضارات راقية إلا بعد آلاف عديدة من السنين. ولقد بدأت معرفته الحضارية حين تعلم كيفية الحصول علي غذاءه، فبدأ مجتمع الصيد، ثم حين صار لديه القدرة على أنتاج قوته، بدأ مجتمع الرعي والزراعة وبدأ يعيش في مجتمع ريفي صغير، ثم تحول من القرية إلي مجتمع المدينة ذات النظام الاجتماعي المعقد. وصارت المدن مراكز ثقافية واستراتيجية في أجزاء متفرقة من العالم. ويعتقد الباحثون ان التحول من مجتمع القرية إلي مجتمع المدينة قد تم إبان الألف الثالثة ق.م، عندئذ تمكن الإنسان من التغلب على مشكلة الغذاء وأصبح منتجا ومستهلكا في نفس الوقت وتعلم الاستقرار. ويتفق الباحثون ان تأسيس المدن واكبه استخدام الإنسان لمعدن البرونز كمادة للصناعة وهو خليط من النحاس والقصدير. وكان النحاس قد استخدم ليحل محل الحجر الصوان. وفي كل مرة استخدم فيها معدن جديد حدثت طفرة حضارية. ولذلك آثر بعض علماء الحضارة ان يقسموا التاريخ إلي عصور تقوم علي أساس استخدام هذه المواد (العصر الحجري، عصر النحاس، عصر الحديد... إلي أخره).
هكذا فان الإنسان قد مر بمراحل حضارية مختلفة وان أسلوب حياته اختلف في هذه المراحل. ولقد قسم العلماء تاريخ الإنسان في مراحله الأولي حسب المادة التي صنع منها أدواته وقسمت إلي دورين "دور استعمال الحجر" و"دور استعمال المعادن". وهذا التقسيم قائم على أساس اقتصادي حين بدأ "مرحلة جمع الطعام" إلي "مرحلة أنتاج الطعام". ولا شك ان أنتاج الإنسان لطعامه كان ثورة صناعية، لما صاحب هذا الإنتاج من صناعات جديدة كصناعة أدوات الزراعة واحتياجاته المادية الضرورية الأخرى.
4- اكتشاف الزمن ونشأة الترتيب الزمني للعصور.
- اكتشاف الزمن ونشأة الترتيب الزمني للعصور : على الرغم من أن وجود طريقة لقياس الزمن كان لازمة أساسية لعملية تسجيل أفكار الإنسان وأعماله وترتيبها فان التقويم لم يبتدع أصلا لهذا الغرض ولقد أتضح ان التقاويم الأولي صنعت لتحديد وتسجيل أعمال الآلهة وليس أعمال البشر ثم تطور احتياج الإنسان لضرورة وجود تقويم يحدد به أيامه المقدسة ويميز به الأيام عن بعضها. وكان التقويم القمري ابسط أنواع التقاويم وأكثرها بدائية وعلى الرغم من أن التقويم القمري لم يزود الإنسان بتقسيمات محددة للزمن طولا أو قصرا فانه ظل شائعا بين كل الشعوب القديمة باستثناء المصريين الذين انفردوا – ومعهم سكان المكسيك الأصليين- بشرف ابتكار ما يعتبر في جوهره تقويما شمسيا وبداية للتقويم الحديث ولعل اتجاه المصريين القدماء إلي السنة الشمسية كان مبعثه طبيعة الحياة الزراعية على ارض وادي النيل والأهمية القصوي لأله الشمس. وهكذا صنع المصريون أول تقويما ثابتا للتاريخ. ونستبين مما سبق ان وجود نوع ما من التقويم كان أمرا ضروريا للكتابة التاريخية المنظمة.
أما البابليون فأنهم لم يتعدوا مرحلة تمييز السنين والتعرف عليها بما وقع خلالها من أحداث كبري ثم ظهر في العصر الآشوري بعض الحوليات التي كانت تتحدث عن أعمال الملوك سنة بعد أخرى. وأما الترتيب الزمني عند العبرانيين فلم يعتد مرحلة تقدير الزمن بالأجيال على اعتبار ان كل جيل يستمر أربعين سنة. وأما المؤرخون الاغريق الأوائل فأنهم لم يفعلوا أكثر من الأقدمين بخصوص ابتكار تقويم زمني. ولما كان الرومان يتصفون بالواقعية وبأنهم شعب عملي فأنهم أول من ابتكر نظاما جيدا لترتيب الزمن يمكن الاعتماد عليه وبدوا يؤرخون سنواتهم بادئين من تاريخ تأسيس روما الأسطوري.
وجاء تطور عملية الترتيب الزمني للأحداث مرتبطا بفكرة تقسيم التاريخ إلي فترات وعصور وهو التقسيم المعروف لنا جميعا والذي يجعل من التاريخ ثلاثة عصور كبري : قديمة ووسطي وحديثة. ويجدر بنا ان نشير إلي ان هذا التقسيم لم يخرج إلي الوجود إلا قرب نهاية القرن السابع عشر. وكانت الآراء الأولي لتقسيم التاريخ إلي مراحل تقوم على التأمل والتفكير في الماضي فاليهود والمسيحيون رجعوا إلي الجنة التي عاش فيها ادم وحواء قبل هبوطهما على الأرض. ومن ثم فقد قسموا التاريخ إلي قسمين رئيسين هما : المرحلة التي سبقت الخروج من الجنة والمرحلة التي أعقبت ذلك الخروج. وبالمثل فان اليهود قد استخدموا وقائع طردهم أساسا لتاريخهم وترتيبهم الزمني للأحداث أما الاغريق فاتوا بفكرة مماثلة وهي فكرة اضمحلالهم بعد أن كانوا في عصر ذهبي وعبر "هزيور" عن هذا المفهوم أحسن تعبير عندما قسم عصور التاريخ البشري إلي خمسة أقسام هي : الذهبي والفضي والبرونزي وعصر الأبطال والعصر الحديدي.ان نظرية دورات التطور البشري كانت أكثر شيوعا بين الاغريق والرومان إذ ساد الاعتقاد بان الحضارة تمر بمراحل متعاقبة من الارتقاء والاضمحلال وان هذه العملية تكرر نفسها إلي ما لا نهاية.
ثم بدأ الاعتبار ان العصور الوسطي حقبة انفصلت فيها شعوب أوروبا الغربية عن روما وخلقت لنفسها تاريخا وثقافة خاصة بها بمعني ان هناك قسمين على الأقل للتاريخ هما العصر القديم والعصر الوسيط. وجاء بعد ذلك العلامة الهولندي كرستوف كيلر الذي قسم التاريخ إلي أقسامه التقليدية الثلاثة التي نعرفها اليوم وهي : التاريخ القديم إلي ينتهي بعصر قسطنطين العظيم. والتاريخ الوسيط الذي ينتهي بسقوط القسطنطينية 1453 ثم التاريخ الحديث من سنة 1453 فصاعدا
1- مدخل. 5- الحيثيين.
2- المصريين القدماء. 6- الصينيون.
3- البابليين والآشوريين. 7- اليابانيون.
4- الفرس. 8- العبرانيون (اليهود القدامى).
- التاريخ في العصور القديمة :
1- الاغريق وكتابة التاريخ :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- هيرودوت.
ب- بوليبيوس.
2- الرومان وكتابة التاريخ : 1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- تيتوس ليفيوس.
ب- تاكيتوس.
- التاريخ في أوروبا في العصور الوسطي :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- القديس أوغسطين.
ب- المؤرخين الرهبان.
- الكتابة التاريخية في العهد الإسلامي :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- الطبري.
ب- ابن خلدون.
- عصر النهضة (ق 16- 17) :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- دانتي اليجري.
ب- نيقولا ميكافيللي. - القرن الثامن عشر :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- فولتير.
ب- روسو.
- القرن التاسع عشر :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- هيجل
ب- كارل ماركس.
- القرن العشرون :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- كروتشة.
ب- ارنولد توينبي.
- بواكير القرن 21 (النظريات الجديدة) :
1- مدخل.
2- أهم المؤرخين ومناهجهم : أ- فرانسيس فوكوياما.
ب- صامويل هنتنجتون.
تعليق فينيق
بعد نشر ترجمتي لموضوع ما قبل التأريخ، وبعد اطلاعي على هذا الموضوع المنقول من ويكبيديا الخاص بالتأريخ، رغم أنه قد لا يُرضي الكثيرين! فأراه معقول لتشكيل فكرة عن تشكُّل التأريخ وأهم أبطاله المؤرخين على امتداد العالم. شاكراً أيّ تصويب أو إضافة :20::8: