المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوقاية شبه معدومة في البقالات الصغيرة


شاهين
03-27-2020, 09:22 PM
لاحقا لما نشرته بالأمس. بالأمس لاحظت أن محلات السوبرماركت تضع شابا على الباب يعطي القادمين أرقاما ويطلب إليهم أن ينتظروا خارجا ليأتيهم الدور.. لم أر ذلك أمام البقالات التي كانت بضاعتها من الخضار قد نفدت .. ومن لا يبيع إلا الخضار والفواكه أغلق.
لم أحصل بالأمس ولو على حبة بندورة. كنت أفكر في الذهاب باكرا اليوم لعلني أحصل ولو على بضع حبات ليمون . لكني نمت متأخرا ولم أقرر النهوض لإدراكي أنني سأجد زحاما على البقالة لا قدرة لي على اختراقه . حضرت قائمة بما أريد لأسلمها للبقال ليرسل لي مع عامليه ما أريد في اليوم التالي . بعد الرابعة عصرا تهيأت للخروج.ارتديت الكمامة ومريول العمل وطاقية وكفوفا وجرابات (فوق الحذاء، وهذه أنزعها أمام الباب لأدخل البيت بالحذاء )
اصطحبت كيس القمامة معي وصعدت .. نظرت إلى البقالة عن بعد. كانت الحركة قليلة . تابعت، شاهدت أمام البقالة مجموعة من صناديق البرتقال الممتلئة. يبدو أن الناس اكتفوا برتقالا. كان هناك عاملون مساعدون لصاحب البقالة إضافة إلى ابنه ، لم يكن أي منهم يرتدي كمامة أو كفوفا، ولم يكن هناك أي اكتراث لمسافات تفصل بينهم ، فمساحة البقالة لا تسمح بذلك . كان البقال يحاسب زبونين يقفان إلى جوار بعضهما .. والمسافة بينهم وبينه أكثر قليلا عن عرض الطاولة التي يجلس خلفها .. قلت لنفسي سأعطيه القائمة بسرعة وأهرب. أعطيتها له . قال لي أنه لم يعد يرسل طلبات إلى البيوت لكثرة الناس المتزاحمين على البقالة . اقتحم المحل ثلاثة شباب يسألون عن دخان لا يرتدون شيئا .. فتاتان أجنبيتان لا ترتديان شيئا تدخلان .. اللعنة هربت إلى الخارج وأنا أصطحب كيسا .. انتقيت عشر حبات برتقال . حضر زبون وشرع ينتقي أيضا ..أحرجت ! كان بودي أن أطلب إليه أن يقف بعيدا إلى أن أنتهي، غير أنني لم أطلب.. لم يفرغ المحل من أحد. أخذت مرطبان رب البندورة وزجاجة مخلل تفاح عن رفوف المحل ،وطلبت إلى عامل أن يحضر عبوّتي لبن . أريد أن أحاسب وأهرب من هذا الجحيم .. حاولت قدر الامكان أن أمد يدي بالنقود من بعيد من جانب أحد الواقفين .. نجحت .. أوصل لي عامل باقي النقود .. كيلو البرتقال بدينار وثلاثين قرشا . دفعت حوالي خمسة دنانير ل إحدى عشرة برتقالة ..أي أن ثمن البرتقالة الواحدة أكثر من أربعين قرشا .. هربت وأنا آمل أن لا أكون قد أصبت بكورونا رغم أنني كنت متسربلا بعدة الحرب التي تتطلبها مواجهته ..أعتقد أنه لا يمر يوم دون أن يصاب بعض الناس بكورونا سواء من هذا المحل أو غيره . وأعتقد أن صاحب المحل وعماله لن ينجوا ، حتى وإن نجوا حتى اليوم .
نسيت أن أنزع الجرابات عن الحذاء أمام البيت . كنت أفكر في وضع الأشياء وغسل يدي ووجهي وفمي وأنفي .. وضعت المشتريات في البلكونة ولن أدخلها إلى المطبخ إلا إلى الغد .
نزعت الجرابات أخيرا وتركتها امام الباب من الداخل.دخلت إلى الحمام وغسلت يدي ووجهي وتنشقت بماء ساخن وتغرغرت بالملح ...
صفارات الإاسعاف في الخارج تضج بصخبها .. المصابون يزدادون .. يبدو أن حالات الخوف والهلع والإصابات والأمراض تزداد .. أيها الكورونا رأفة بنا ، وأنت أيتها الطاقة القائمة بالخلق ، هل أنت عاجزة فعلا عن ايقاف هذا الوباء أ أم أنك لم تعرفي ذلك بعد . وأنتم أيها الآلهة ألن تنقذوا عبادكم إن كان لكم حقا وجود ؟! تعاونوا إن كنتم موجودين فعلا يعني إله المسلمين مع آلهة اليهود والمسيحيين والهنود وغيرهم ، وافعلوا شيئا وإلا تباً لكم !

فجر
03-28-2020, 12:29 AM
انتبه على نفسك يا غالي

شاهين
03-28-2020, 09:04 PM
شكرا فجر