المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصّة كنز بني النّضير وتحليل للنّزعة الإجراميّة عند نبيّ الرّحمة محمّد بن آمنة


ترنيمه
07-27-2014, 09:47 PM
قصّة كنز بني النّضير وتحليل للنّزعة الإجراميّة عند نبيّ الرّحمة محمّد بن آمنة



مالك بارودي (http://www.ahewar.org/search/search.asp?U=1&Q=%E3%C7%E1%DF+%C8%C7%D1%E6%CF%ED)
الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 22:19 (http://www.ahewar.org/search/Dsearch.asp?nr=4292)
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني (http://www.ahewar.org/debat/show.cat.asp?cid=139)





أبعد محمّد بن آمنة قبيلة بني النضير اليهودية عن المدينة، ففرّوا إلى مستعمرة خيبر. لقد سُمح لهم بأخذ ما كانت جمالهم قادرة على حمله فحسب، وما تبقّى من ممتلكاتهم تركوه عند مسلمي المدينة. ومن البديهي أن يكونوا قد حملوا معهم الذّهب والفضّة ممّا كان خفيف الوزن وغالي الثّمن.

كان كنانة بن الرّبيع، أمين مخازن بني النّضير، شخصا محترما وقد أُؤتُمن على الثّمين من ممتلكاتهم. ولمّا كان محمّد بن آمنة ورفاقه يبحثون عن الغنائم مثل اللّصوص وقطّاع الطّرق، فقد قاموا بمهاجمة خيبر لعلمهم بوجود الذّهب والفضّة هناك.

"وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكنانة بن الربيع، وكان عنده كنز بني النضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعرف مكانه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من يهود، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنانة:‏ أرأيت إن وجدناه عندك، أأقتلك؟‏ قال: نعم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخربة فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي، فأبى أن يؤدّيه.‏ فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام، فقال:‏ عذبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزندٍ في صدره، حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى محمّد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة." (إبن هشام، السّيرة النّبويّة، المجلّد الرّابع، باب "ذكر المسير إلى خيبر في المحرّم سنة سبع")

وبالمناسبة، لا يجب أن نتخيّل أنّ كنانة نفسه كان مسؤولا عن موت محمود بن مسلمة، ذلك أنّ هذا الأخير قُتل في الهجوم الذي شنّه محمّد بن آمنة وأتباعه على بني النّضير. وقد ورد في نفس المرجع لإبن هشام وفي نفس الباب: "وتدنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأموال يأخذها مالاً مالا، ويفتتحها حصناً حصنا، فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة، ألقيت عليه منه رحا فقتلته، ثم القموص، حصن بني أبي الحقيق." ثمّ أنّ المسلمون هم المعتدون.

وتظهر لنا من هذه القصّة ملامح الشّخصيّة المحمّديّة الإجراميّة واضحة في تفاصيل تثبت ما ذهبنا إليه في مقالاتنا السّابقة من أوصاف ونعوت ألصقناها به، وما كان ذلك إفتراء ولا كذبا منّا على من يدّعي المسلمون أنّه رسولهم ولكن خلاصة فحصنا وتفحّصنا لتاريخ الإسلام ورسوله والأحاديث المرويّة عنه. ولا أعتقد أنّ التّاريخ الإسلامي الذي وصلتنا من خلاله تلك الأخبار كان يفتري على محمّد بن آمنة وصحابته... ولو كان كذلك لما وصل إلينا أصلا ولأحرقت كتبه منذ زمن بعيد.

ومن ملامح الشّخصيّة المحمّديّة الإجراميّة الواضحة في هذه القصّة خمس نقاط وهي:

أوّلا، جشع محمّد، وهو الشّيء الأبرز هنا. فقد كان محمّد بن آمنة جشعا طامعا في الحصول على كنوز بني النّضير والتي أُؤتُمن عليها الشّريف كنانة بن الرّبيع. ولم يكتف محمّد بإبعادهم عن بيوتهم وأراضيهم في المدينة (وكانت هذه خطوة أولى في مسار إنتهى بالأمر بتهجير اليهود من كامل أرض جزيرة العرب وهو على فراش الموت، الشّيء الذي إستكمله صحابته بعد موته) بل لاحقهم رغبة منه في الإستيلاء على ذهبهم وفضّتهم. أليست هذه تصرّفات قطّاع طرق؟

ثانيا، إستعماله للتّهديد. فقد هدّد محمّد بن آمنة كنانة بالموت إذا هو لم يفصح له عن مكان الكنوز المخبّأة. غير أنّ كنانة كان قيّما أمينا ولم تخفه تهديدات محمّد. ولو كان شخص آخر في مكانه، أقلّ منه منزلة وجرأة، لخان الثّقة تحت وطأة التّهديد، ليحافظ على حياته.

ثالثا، إستعماله للتّعذيب. أعطى محمّد بن آمنة أوامره بتعذيب كنانة قائلا للزّبير بن العوّام: "عذّبه حتّى تستأصل ما عنده". فأضرم الزّبير نارا على صدر كنانة قاربت أن تقضي على حياته. وتحمّل كنانة هذا التّعذيب الوحشي ولم يذعن لمطالب محمّد ولم يستجب لرغباته الإجراميّة. وهنا، يتبادر إلى ذهني سؤال للمسلمين الذين يتحدّثون عن فضاعة التّعذيب الذي يتعرّض له المسلمون في سجن "أبو غريب" على سبيل المثال: أليس الأولى أن تستنكروا التّعذيب الذي كان يقوم به رسولكم والذي يفوق كلّ تصوّر؟

رابعا، تشريع ضرب الأعناق. نرى في هذه القصّة أنّه عندما قارب كنانة من الموت دفعه محمّد بن آمنة ليُضرب عنقه. وهذا التّشريع موجود في القرآن والأحاديث بما لا يدع مجالا للشّكّ في طبيعته أو طرق تنفيذه وموثّق أيضا في كتب السّيرة وفي التّاريخ الإسلامي كلّه. فلماذا يستنكر المسلمون اليوم رؤية "أتباع محمّد" من الإرهابيّين يقومون بقطع أعناق الأبرياء العزّل؟ أليسوا بقيامهم بذلك الفعل الإجرامي يطبّقون القرآن والأحاديث ويحيون سنّة رسولهم قاطع الطّريق؟

خامسا، الشّهوة. هل كان محمّد، عندما قتل كنانة، طامعا في كنز بني النّضير فقط، أم كانت له أشياء أخرى يطمع في الحصول عليها؟ "السّيرة النّبويّة" لإبن هشام لا تترك مجالا للتّساؤل، فالقصّة فيها واضحة جدّا. الطّمع في الكنز ليس إلاّ نصف الحقيقة، أمّا النّصف الآخر فهو إشتهاؤه إمتلاك ونكاح زوجة كنانة بن الرّبيع المسمّاة صفيّة بنت حييّ.

يقول إبن هشام: "وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سبايا، منهن صفية بنت حيي بن أخطب، وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وبنتي عم لها؛ فاصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفيّة لنفسه. وكان دحية بن خليفة الكلبي قد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية، فلما أصفاها لنفسه أعطاه ابنتي عمها، وفشت السبايا من خيبر في المسلمين."

ويقول أيضا: "قال ابن إسحاق:‏ ولمّا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم القموص، حصن بني أبي الحقيق، أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيي بن أخطب، وبأخرى معها، فمر بهما على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صاحت، وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها. فلمّا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:‏ اعزبوا عنّي هذه الشيطانة، وأمر بصفيّة فحيزت خلفه، وألقى عليها رداءه؛ فعرف المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال، فيما بلغني ، حين رأى بتلك اليهودية ما رأى، أنزعت منك الرحمة يا بلال، حين تمر بامرأتين علي قتلى رجالهما؟‏" (إبن هشام، السّيرة النّبويّة، المجلّد الرّابع، باب "ذكر المسير إلى خيبر في المحرّم سنة سبع")

وإنّي لأجد أنّ هذه الجملة الأخيرة جديرة بمسرحيّة كوميديّة: "أنزعت منك الرحمة يا بلال، حين تمر بامرأتين علي قتلى رجالهما؟‏" يا سلام على الرّحمة والإنسانيّة... يقتل الرّجال ببرودة دم وساديّة لا حدود لها ويلوم بلالا على جرح مشاعر نساء القتلى لأنّهنّ رأين جثثهم. قمّة النّفاق والجنون...

إذن، رأينا من خلال قصّة محمّد بن آمنة مع كنز بني النّضير أنّ رسول الرّحمة كان مدفوعا بشهوته الجنسيّة لإمرأة رجل آخر وجشعه وطمعه في الإستيلاء على كنوز القبيلة. هدّد محمّد كنانة بالموت ليجعله يتخلّى عن الذّهب والفضّة التي كانت بحوزته. لكن هذا التّهديد لم ينفع مع كنانة، فعمد محمّد إلى تعذيبه ثمّ قطع رأسه. وبما أنّ الحرّيّة الفكريّة عند المسلمين غير موجودة أصلا ليتساءلوا علنا عن تصرّفات نبيّ الرّحمة، فسنسألهم نحن أن يقيّموا بهدوء، وفي داخلهم ومع ذواتهم، أفعال محمّد كما رواها لنا إبن هشام عن إبن إسحاق في كتابه "السّيرة النّبويّة"... هل هذه أفعال نبيّ؟ هل يستحقّ من قام بهذه الأفعال أن يسمّى "نبيّ الرّحمة"؟ هل يستحقّ التّقدير؟ هل تتناسب تصرّفات محمّد بن آمنة مع ما يزعمه الشّيوخ من أنّ الإسلام دين سلام وقناعة وإحترام وأنّه يحرّم الإعتداء على الآخرين وسرقتهم وإضطهادهم وقتلهم؟ وإذا كانت عمليّات التّعذيب والقتل وضرب الأعناق التي نراها اليوم في أماكن كثيرة من العالم، وحتّى في الدّول التي تزعم أنّها عربيّة إسلاميّة، مخالفة لتعاليم الإسلام، فهل كانت أفعال محمّد بن آمنة تتعارض مع تعاليم الإسلام؟ وهل كان محمّد بن آمنة مسلما حقيقيّا؟