المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فينيقيُّون في البرازيل


فينيق
01-22-2016, 07:41 PM
[/URL]http://4.bp.blogspot.com/-ppdopwfLFk0/Vc3OBTNXWCI/AAAAAAAAEYY/UUrjyWA4hmE/s320/111111111111111111.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-ppdopwfLFk0/Vc3OBTNXWCI/AAAAAAAAEYY/UUrjyWA4hmE/s1600/111111111111111111.jpg)

الاستيطان الفينيقيّ




منذ حوالي 11000 عام { بحدود 9500 قبل الميلاد } أصاب كوكبنا كارثة كبرى: وذلك إثر ارتفاع قسم كبير من سلسلة جبال الآنديز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%B2) عن سطح الأرض.




جفّت البحيرة الكبرى التي كانت بموقع الصحراء الكبرى اليوم، تغيّرت ملامح البحر المتوسِّط وحدوده، وغرقت الجزيرة- القارة أطلانطس والتي كانت وسط المحيط الأطلسيّ. لا تكون كل أسباب الكارثة معروفة حتى الآن، ولكن تكون فرضيّة مرور جسم فضائيّ ضخم قرب الأرض، ربما قد تسبّب بحدوث ضغوطات ضخمة على الصهارة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A9) الجوفية لكوكبنا، هي الأكثر ترجيحاً. وهذا ما أدَّى، بدوره، لتعريض القشرة الأرضيّة الرقيقة المتماسكة لضغوطات قويّة لم تتحملها. ولهذا جرى هبوطات في كثير من المواقع وارتفاعات في مواقع أخرى من سطح الأرض.




كانت أطلانطس الضحيّة الرئيسيّة، والتي سقطت حضارتها القويّة جرّاء تلك الكارثة. فيكفي أن تُشير عدّة نصوص قديمة لأنّ من تبقى على قيد الحياة من سكانها قد ذهبوا إلى أفريقيا بالنهاية.




يحدثنا أفلاطون عن صراعات أهل اطلانطس مع المصريين واليونانيين، وكيف تعرضوا للهزيمة. مع هذا، فقد تركوا آثار لا تُمحى في ثقافة الشعوب القديمة، كما حصل مع الحضارة الفينيقيّة التي تُعتبر خليفة أطلنطس في التجارة البحريّة.




سكن الفينيقيُّون سواحل المتوسط، سيما في المناطق الضيِّقة والخصبة بين جبال لبنان والبحر المتوسّط.




ربما ساهمت مساحة الأرض الصغيرة، حضور الجيران الأقوياء وتوفُّر الكثير من شجر الأرز { الممتاز لبناء السفن }: العوامل التي دفعت الفينقيون باتجاه استكشاف عالم البحار.




ولهذا قاموا ببناء الكثير من الأساطيل القويّة. فزاروا شواطيء شمال أفريقيا وسواحل جنوب أوروبا، اشتغلوا بالتجارة مع إيطاليا ودخلوا البحر الأسود، خرجوا من البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق { سميّ قديماً بأسماء عديدة منها: أركان ملقرت أو ملقارت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%AA) وأعمدة هرقل } وبلغوا المحيط الأطلسيّ والشاطيء الأفريقي المطلّ عليه، كما أنهم وصلوا لجزر القصدير البريطانيّة.




عملوا بالتجارة دوماً، بنوا الأسواق والمخازن في كل كل طرقهم البحرية. كانوا يسرقون القليل عندما يتمكنون، لكنهم لم يحاولوا استفزاز أعداء أقوياء محتملين أبداً، وتفادوا شرورهم بالذهب لا بالسيف أو المعارك دوماً.




مارس الفينقيون الدبلوماسيّة في كل الحروب التي خاضوها بذاك الزمن، وقد تعودوا على تحصيل المنافع منها.




أبحر الفينيقيُّون على الساحل الأفريقي بقصد السير بطريق مُعاكس للطريق الذي سلكه البحّار البرتغالي فاسكو دي غاما (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%83%D9%88_%D8%AF%D8%A7_%D8%AC %D8%A7%D9%85%D8%A7) بوقت متأخِّر جداً. ويبدو أكثر تأكيداً هو أنّ الفينيقيين قد استخدموا هذا الطريق لاجتياز المحيط الأطلسيّ لزيارة " قارة جديدة ".




استعمل الفينيقيون تقنية التوجيه بوساطة النجوم خلال إبحارهم، اضافة للتيارات البحرية ومجرى الرياح.




بالتالي وبأخذ تلك العوامل بعين الاعتبار، فقد أبحر قباطنتهم لمسافات هائلة تحديداً. وقد نمت قوتهم بحدود العام 2000 قبل الميلاد، وبلغت حدّها الأقصى مع أبي بعل { بحدود العام 1020 قبل الميلاد } على خطى حيرام.




شكّلت بيبلوس، صيدون وطرابلس عواصم متتابعة لامبراطورية الدولة – المدينة التجارية، وهي المتحدة بروابط مصالح، عادات ودين بدلاً من البنية السياسية الأكثر جمود.




http://2.bp.blogspot.com/-PgzfCWSaQyY/Vc3QY1_OiQI/AAAAAAAAEYk/zPZi3AfFNno/s1600/44444444444.jpg (http://2.bp.blogspot.com/-PgzfCWSaQyY/Vc3QY1_OiQI/AAAAAAAAEYk/zPZi3AfFNno/s1600/44444444444.jpg)



فينيقيُّون في البرازيل




يوجد الكثير من الآثار في البرازيل التي تدل على حضور الفينيقيين بأراضيها، ومن الواضح أنّ هذا الحضور يتميّز بنشاط مركّز في المنطقة الشمالية الشرقية.




وبعيداً عن التقاء بارنايبا بالأنهار بمسافة قليلة في ولاية بياوي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%88%D9%8A)، يوجد بحيرة اكتشفوا بها أحواض بناء سفن فينيقية وميناء مع مكان مخصص لفحص المراكب الشراعيّة المسماة Carpássios { وهي مراكب قديمة تُبحر لمسافات طويلة }.




http://4.bp.blogspot.com/-fybf9OqfkMc/Vc3QjmJ5TJI/AAAAAAAAEYs/FIvV-OvGGDk/s320/33333333333.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-fybf9OqfkMc/Vc3QjmJ5TJI/AAAAAAAAEYs/FIvV-OvGGDk/s1600/33333333333.jpg)



خلال الإبحار في نهر Mearim بالشمال بولاية مارانهاو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%88) Maranhão وعند الوصول لنقطة التقاء أنهار Pindaré وGrajaú، نجد بحيرة Pensiva والمسماة سابقا باسم Maracu. يُعثر عند حدود هذه البحيرة على أحواض بناء سفن مصنوعة من خشب مُتحجِّر فيه مسامير ضخمة واوتاد نحاسيّة.




http://4.bp.blogspot.com/-qD_Dd98nIKI/Vc3RQC0XFkI/AAAAAAAAEZE/Z2z8vSp-COM/s1600/1111111111.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-qD_Dd98nIKI/Vc3RQC0XFkI/AAAAAAAAEZE/Z2z8vSp-COM/s1600/1111111111.jpg)



نقَّبَ الباحث Raimundo Lopes المولود في ولاية مارانهاو، بهذا الموقع بنهاية عشرينيّات القرن الماضي، واكتشف أدوات فينيقيّة تقليدية. وفي نهر الشمال الكبير وإثر إبحار بقناة مائية لمسافة 11 كيلومتر، اعتادت القوارب الفينيقيّة الرسوّ في بحيرة Extremoz.




http://3.bp.blogspot.com/-bGoRvqc7lGc/Vc3Rc9o3bzI/AAAAAAAAEZM/Xt_Xyll1Qwk/s1600/22222222.jpg (http://3.bp.blogspot.com/-bGoRvqc7lGc/Vc3Rc9o3bzI/AAAAAAAAEZM/Xt_Xyll1Qwk/s1600/22222222.jpg)

درس الباحث النمساوي Ludwig Schwennhagen الأجزاء تحت الأرضيّة والسدود في الموقع باهتمام شديد، اضافة لمواقع قرب منطقة Touro، والتي رسى بها البحارة الفينيقيون إثر إبحارهم لمسافة 10 كيلومتر بقناة مائيّة.




ويخبرنا الباحث النمساوي ذاته بأنه عُثِرَ على نقوش فينيقية في منطقة الامازون، والتي احتوت على إشارات لكثير من ملوك صيدا وصور { 887 – 856 قبل الميلاد }.




يرى الباحث النمساوي Schwennhagen بأنّ الفينيقيين قد استخدموا البرازيل كقاعدة خلال 800 عام على الأقلّ، وقد تركوا اضافة للأدلة الماديّة: تأثير لغويّ هائل بين سكان البرازيل الأصليين المولودين فيه.




في أنهار Camocim { بولاية Ceará }، بارانايبا Parnaíba { بولاية Piauí و نهر Mearim { بولاية Maranhão }: يوجد مداخل حجرية وبجدران كلسية قد بناها الفينيقيون القدماء.




سافر الباحث الفرنسيّ Apollinaire Frot عبر كامل الريف البرازيلي، وذلك لأجل جمع نقوش فينيقية بمناطق Minas Gerais, Goiás، Mato Grosso و Bahía sierras. وبحسب الباحث الفرنسي فإن تلك النقوش كثيرة العدد وربما سيحتاج نشرها للكثر من المجلدات.




http://2.bp.blogspot.com/-Kst8lkocDPg/Vc3QqO1AkpI/AAAAAAAAEY0/9_kdDhda1Bg/s1600/555555555555.jpg (http://2.bp.blogspot.com/-Kst8lkocDPg/Vc3QqO1AkpI/AAAAAAAAEY0/9_kdDhda1Bg/s1600/555555555555.jpg)

تُشير ترجمة تلك النقوش لأعمال الفينيقيين في البرازيل، ونشاطهم التجاري القائم بمناطق بعيدة وفي قارة أطلنطس الغارقة. تُبيّن بعض تلك النقوش، وبحسب الحوادث الجيولوجية التي أثرت بأطلنطس، ذهاب الباقين على قيد الحياة من سكانها إلى شمال أفريقيا لأجل تأسيس الامبراطورية المصرية، وكثير من بلدان المنطقة المعروفة اليوم باسم " الشرق الأوسط Oriente Medio ".




تذكر بعض تلك النقوش الطوفان المذكور بالكتاب المقدس، والذي لم يكن كارثة عالمية بحسب تلك النقوش، بل عبارة عن اضطراب محليّ بمنطقة وادي الرافدين فقط. وهذا واقع يقبله الاخصائيون علمياً بوصفه صحيحاً بالوقت الراهن.




سمحت القيادة الاقتصادية، من خلال اعتماد آخرين على تجارتها، بنوع من الاستقرار لفينيقيا وبالتالي لاستمراريتها لوقت طويل دون امتلاك قوى مسلحة قويّة. فقد بقيت فينيقيا على قيد الحياة بظلّ الهيمنة المصرية، الآشورية وحتى الفارسيّة.




وبالنهاية ظهر عنصر عرقيّ غريب بالنسبة للغزاة الأوروبيين، فواجهت فينيقيا بداية الغزو اليوناني بقيادة الاسكندر الأكبر، وبوقت لاحق واجهت فيالق روما القوية. وبظل تلك الحروب، تراجع العمل التجاريّ وهُجِرَتْ المستوطنات البعيدة والأسواق، وجرى تدميرها على أيدي الجماعات المحليّة.




عادت جماعات المناطق البعيدة عن العاصمة إلى حالتها البدائيّة. بالرغم من كون هذا مجرّد فرضيّات، فهو سيفسّر حضور الشعر الأشقر وبعض الملامح الجسدية التي يمكن العثور عليها بسكّان الغابات من قبائل الهنود البرازيليين بمناطق الأمازون. كذلك سيفسّر حضور لون الجلد الفاتح والعدد الكبير من الكلمات والتعابير الفينيقية المستخدمة من قبل قبيلة Tiriós الهندية بولاية بارا البرازيلية.




بقيت قرطاجة كأكبر مستوطنة فينيقية، وازدهرت عندما ورثت العمل التجاريّ البحريّ بين المستوطنات القديمة.




كما أنّ المؤرّخ اليوناني الشهير هيرودوت، يقول لنا:







" فقد أصدر مجلس الشيوخ القرطاجي قانوناً – ينصّ على الإعدام – لمن ينظِّم أو يقوم برحلات بحرية للجانب الآخر من المحيط الأطلسيّ، وذلك لتكرار القيام بتلك الأسفار لأشخاص وموارد وإفراغ العاصمة ".




أخيراً لدينا النقش الشهير على " صخرة Gavea " في ريوديجانيرو، يقول:" هنا Badezir ملك صور، الإبن الأكبر ".




لا يوجد أيّ عمل علميّ أو ثقافيّ في البرازيل: يقدم معطيات قاطعة حول قدوم الفينيقيين لأراضيها.




مع هذا، يوجد إشارات غريبة بمصادر ملاحية فينيقية لأراضي البرازيل قبل أن يكتشفها الأوروبيين. بالرغم من إمكان ظهور المعلومة بوصفها غير واقعية، خيالية واسطورية، أميل لتصديقها.




توجد النقوش الفينيقية التي عُثِرَ عليها في مدينة صور { ساحل لبنان الجنوبي على المتوسط } على لوحات { بمثابة شواهد قبور } وهي في لندن حالياً.




تُشير ملاحظات بحّار فينيقي لمناطق أبعد مما يُعرف اليوم بمضيق جبل طارق، بمكان حيث " يتداخل البحر مع الأرض .. " حيث توفّر الطعام بكثرة وكان يوجد كميّات هائلة من الأخشاب.




يوجد لدينا واقعة أخرى: ففي الحفريات التي أجريت بمدينة صيدا، عثر آثاريون فرنسيون في العام 1860 على أدوات خشبية يمكن أن تكون مأخوذة من البرازيل فقط، وذلك بحسب الاختبارات الأثرية التي أجروها.




وهنا يحضر الخشب المأخوذ من شجر quebracho كما هو معروف بالبرازيل. كذلك عُثِرَ على خشب أحمر اللون يسمى بالعربية ما أسماه الفينيقيون " بالشجر الأحمر " والمعروف بالبرتغالية Pau-Brasil وهي اللغة الرسمية بالبرازيل. وهنا نتساءل: ما هو أصل الاسم الذي أعطي لنهر الامازون إثر ولادته؟




[URL="http://2.bp.blogspot.com/-y45Wo5V_g0M/Vc3QwAffgEI/AAAAAAAAEY8/Z9q5d_DXx6c/s1600/222222222222.jpg"]http://2.bp.blogspot.com/-y45Wo5V_g0M/Vc3QwAffgEI/AAAAAAAAEY8/Z9q5d_DXx6c/s1600/222222222222.jpg (http://2.bp.blogspot.com/-y45Wo5V_g0M/Vc3QwAffgEI/AAAAAAAAEY8/Z9q5d_DXx6c/s1600/222222222222.jpg)



يحضر الجواب على هذا السؤال في أرشيف متحف اللوفر الفرنسي الأشهر، وفي المتحف الملكي بلندن وكذلك في مكتبة الفاتيكان ووثائق تاريخية في لشبونة، وتشير كلها إلى أنّ اسم النهر الأوّل هو río Solimões ويمكن أن يكون نهر " سليمان "، وهو شرف كبير لملك " اسرائيل " الأكبر سليمان حيث وصل بعض انصاره لتلك المناطق وبرفقة أدلائهم من الفينيقيين وهذا بوقت سابق للحقبة المسيحية.




كل النقوش المسمارية المُكتشفة في مناطق الأمازون العديدة: تحمل إشارات واضحة لأصلها الآرامي، السرياني وحتى السنسكريتي.




نرى في متحف التاريخ الوطنيّ كثير من الصورة لنقوش ضخمة متوزعة على مناطق واسعة في نهر سليمان Río Solimões وصولاً للنقطة التي يتغير فيها اسم النهر ليصبح نهر الأمازون Río Amazonas. تثبت تلك النقوش شيء من عظمة أولئك الذين تواجدوا في البرازيل في الماضي البعيد.




حاول البعض، في ريودي جانيرو، إثبات أن قبائل المايا هي من صنعت تلك النقوش القائمة على صخور حي Gavea. مع ذلك، تكون تلك النقوش هروغليفية ممزوجة بالأبحدية الفينيقية وقد طبعها بالاصل بحّارة فينيقيون. تشتمل أدلة أخرى من خلال أربعة علامات فينيقية مميزة مطبوعة بأعلى صخرى كبرى معروفة باسم خبز السكّر Pão de Açúcar.




يوجد العديد من التاكيدات في البرازيل، والتي تعتبر بأنها كانت معروفة من قبل كثير من البحارة القادمين من الشرق القريب، وحتى قبل اكتشافها من قبل البرتغاليين.




كان أوّل بحّار أوروبي، قد وصل إلى تلك الأراضي، هو الروماني ،Pompeyo Severus ويتوفّر كل ما يتصل بهذه الرحلة من وثائق في أرشيف الفاتيكان. وقد كان لدى هذا البحّار الروماني عبد " سوريّ " وهذا تقرير وتأكيد لوجود آخرين بتلك الأراضي. يكون مجهولاً سبب عدم قيام هذا البحّار بالتدقيق بتلك الروايات من قبله ذاته.




لم تحظَ تلك الأراضي باهتمام المُكتشفين الفينيقيين. فقد كانوا يهتمون اصلاً بمنتجاتهم وتسويقها، بمعنى أنهم لم يكونوا شعبا يغوى الاستيطان، بل شعب يحبّ التجارة والتنقُّل في سبيلها.




لم يكن كريستوف كولومبوس متواجداً في الأراضي التي اعتاد الحديث عنها سابقاً. مع ذلك، امتلك خط سير، خارطة ووثائق حقيقية أخرى حول تلك الأراضي، فمن أين أتى بها؟


تعليق فينيق

نظراً لطول الموضوع سأضعه على عدّة مداخلات .. لا يكون موضوع وصول الفينيقيين للقارة الأميركية جديداً، ولو أنّه بالنسبة لبعض المؤرخين لا يعدو كونه فرضيّة غير مثبتة بصورة قطعية حتى الآن، في حين يصرّ مؤرّخون آخرون على إبراز أدلة يعتبرونها كافية لإثبات حضور فينيقي ما بتلك القارة .. أشكر أيّ تصويب أو إضافة :20::8:

فينيق
01-22-2016, 07:43 PM
http://2.bp.blogspot.com/-DNd_t_NQQBs/VdDba3TNeGI/AAAAAAAAEdU/mLK31CuCEz4/s320/123.gif (http://2.bp.blogspot.com/-DNd_t_NQQBs/VdDba3TNeGI/AAAAAAAAEdU/mLK31CuCEz4/s1600/123.gif)
غلاف كتاب " الفينيقيون في البرازيل " للباحث النمساوي Ludwig Schwennhagen








يقصّ علينا بعض المؤرخين القدماء الآتي:


" بيوم من الأيام، أثار فضول كولومبوس شيء مطمور بالارض في منطقته، فبدأ الحفر بصورة سريعة ووجد صندوقاً خشبياً مهترئاً. وجد داخل الصندوق عظاما بشرية { بما فيها جمجمة } وعثر بين تلك العظام على وثائق مكتوبة على ورق البردي ".


وبناء على انه امتلك معارف ملاحيّة – فقد كان بحاراً جيداً – بدأ بالاهتمام بالاكتشاف وبحث عن معلومات مع عمه الذي كان منتسباً لمعهد ديني ويحظى باحترام العائلة الملكية الاسبانية. فقد أعطى لعمه ما عثر عليه، وقام عمّه بعرضه على زملائه. تحققا كلاهما من كون تلك الوثائق قد كاتت عبارة عن خرائط توصيفية محققة من قبل بحّار طرابلسيّ وقد كانت مطمورة لقرون كثيرة قبل القرن الخامس عشر ميلادي بمكان منزل كولومبوس الذي شكّل منطقة حدود بحرية.


http://4.bp.blogspot.com/-o1M_3moysuQ/VdDcVtDtp6I/AAAAAAAAEdk/Ug-Y6hsEiHM/s1600/125.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-o1M_3moysuQ/VdDcVtDtp6I/AAAAAAAAEdk/Ug-Y6hsEiHM/s1600/125.jpg)


بوقت لاحق، حصل كولومبوس على رأي راسم خرائط مهم جداً ينطوي على نتائج استثنائيّة. فقد اعتبر أنّ المنطقة التي تقع فيما بعد مضيق جبل طارق تكون هائلة المساحة. كذلك قال بأنّها منطقة غنيّة فيها كثير من الكنوز المحفوظة، وأن من يسيطر عليها سيكون " سيِّد العالم ".


بدأ كولومبوس من وقتها، وبحماية عمّه، بزيارة المحاكم البرتغالية والاسبانية بقصد الحصول على منحة لتمويل رحلة تدعم تحقيق فكرة " سيّد العالم " آنفة الذكر. يُقال بأنّ ما ورد هو رواية لا أكثر، لكن أرى بأنها صحيحة: فقد سافر كولومبوس واكتشف القارة الأميركية فعلاً.


عثروا على كثير من النقوش بكثير من مناطق البرازيل، وقد توصّل بعض الباحثين الإحاثيُّين للكتابة عن أصل هنديّ لها. دخل باحثون إحاثيُّون آخرون آلاف الكهوف والآبار، تحدثوا عن عدم إمكان تحديد الانبثاق الجيولوجي الدقيق لأراضي البرازيل ولا تحديد استقرار قديم فيها قبل أن يكتشفها الأوروبيون.


مع هذا فقد نشأت وسادت قبائل المايا، التولتيك وحضارات الأزتيك بكامل القارة الأميركية. لم تنبت تلك الجماعات من الأرض وأمكن لشعبان، فقط، أن يشكلا أسلافها:


الفينيقيون أو الصينيون.


http://1.bp.blogspot.com/-tfwiZC4VC6M/VdDcI-uErGI/AAAAAAAAEdc/Dglad9KCDOk/s320/124.jpg (http://1.bp.blogspot.com/-tfwiZC4VC6M/VdDcI-uErGI/AAAAAAAAEdc/Dglad9KCDOk/s1600/124.jpg)


فالفينيقيون سيطروا على البحار الغربية، أما الصينيون قد سيطروا على بحار الشرق الأقصى. مع ذلك، تكون هذه القواعد غير مؤكدة وناقصة، لأنّ المؤرخين حتى اليوم لم يتمكنوا من التوصُّل لإيضاحات قاطعة بمسألة تاريخية يكتنفها الغموض: هي مسألة ما قبل الحضارة الأميركية.


http://2.bp.blogspot.com/-qFI4vKM9rP0/VdDcpA7hN0I/AAAAAAAAEds/lBtF4Nr6_SA/s320/126.png (http://2.bp.blogspot.com/-qFI4vKM9rP0/VdDcpA7hN0I/AAAAAAAAEds/lBtF4Nr6_SA/s1600/126.png)


عندما قام المستكشف الألماني von Humboldt بنهايات القرن الثامن عشر بتحقيق رحلات بحث لاكتشاف الريف البرازيلي، وصل لضفاف نهر الأورينوكو وتفاجأ بعظمة حضارات المايا، الإنكا والأزتيك. وقد تحقّق من روايات تتصل بوجود نساء أمازونيّات – وهي تسمية نسبة للنهر – وأنها كانت روايات صحيحة.




http://4.bp.blogspot.com/-cScuXg4HaG4/VdDc-JKp0MI/AAAAAAAAEd0/lXN6exsSxK8/s320/127.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-cScuXg4HaG4/VdDc-JKp0MI/AAAAAAAAEd0/lXN6exsSxK8/s1600/127.jpg)


وتجدر الاشارة للتأثير الهام لحضارة الإنكا بحضارة أميركا الجنوبية، كتأثير حضارة الأزتيك في المكسيك وفي مجتمعات أميركا الوسطى. ويمكننا حتى اليوم الاستماع والكلام عن مدن هائمة في مناطق البرازيل الريفية، مدن منحوتة حجرية مثل " المدن السبعة Sete Cidades " في ولاية بياوي ومدن أخرى بمناطق بريّة كولايات Mato Grosso، Goiás والامازون.


من منطقة São Luis dos Cáceres إلى شمال ولاية Mato Grosso: يوجد أماكن تبين وجود مدن مطمورة بها بقايا واضحة لحضارة ألفيّة { عمرها آلاف الأعوام }.


http://3.bp.blogspot.com/-CpvkB4NbjYM/VdDdQ1qkbRI/AAAAAAAAEd8/bpvxnvsSzhM/s1600/128.jpg (http://3.bp.blogspot.com/-CpvkB4NbjYM/VdDdQ1qkbRI/AAAAAAAAEd8/bpvxnvsSzhM/s1600/128.jpg)


يتفق الدكتور الدانمركي Peter W. Lund مع فرضية الحضارة السابقة بالبرازيل والإسهام الفينيقيّ بتكوينها.


تمتلك أسماء هنود البرازيل المعروفين باسم Carajás و Carajá-ís أصول فينيقية يمكننا العثور عليها باللغة العربية اليوم. كذلك يستخدم أفراد قبائل هندية برازيلية أخرى مثل los guaraníes، los Tupis، el Guajajaras، los Chambicás، los Anajás، los Carijós، etc بأحاديثهم آلاف الكلمات العربية ذات الأصل الفينيقيّ.




لا تختلف حضارات المايا والأزتيك كثيراً عن حضارة الفينيقيين: فتجارها، حكامها، الإدارة، القبائل والتعليم الأخلاقي، كلها تبين لنا بوضوح وجود حياة إتنية بصيغة متمدنة حضارية.




يستخدم الهنود الزيت بشمال البرازيل، ولليوم يقومون بتصنيع الاواني، كما أنهم يستخدمون ذات الأنظمة التي استخدمها العمال الفينيقيون عبر مزج الزيت والخشب ورماد شجر الكرمة والوحل بغية إنتاج السيراميك.


تكون أوجه الشبه هائلة بين رسوم، أشكال الأواني، التماثيل الصغيرة وأعمال هندية أخرى وما أنتجه الفينيقيون منها. حتى أنّ قبائل هنود البرازيل قد استنسخت طقس دفن الموتى الفينيقي – بحيث يُدفن الميت مع كل ما يمت له بصلة – ذاته بالضبط.


http://2.bp.blogspot.com/-xyLQcxqu9J4/VdDdrVIUmjI/AAAAAAAAEeE/sXxox348fPk/s320/129.jpg (http://2.bp.blogspot.com/-xyLQcxqu9J4/VdDdrVIUmjI/AAAAAAAAEeE/sXxox348fPk/s1600/129.jpg)


امتلك الفينيقيون مصنعاً أو مركزاً تجارياً في منطقة معروفة باسم اطلانطس La Atlántida والتي تعني وفق اللغة الفينيقيّة { المصطلح الفينيقي " Al-Atlántico " }: الشاسع، الضخم، الواسع واللانهائيّ.


ويعني Al-Atlántico بالعربيّة الضخم والعملاق. وعندما ذهبت لمناطق الريف البرازيلي ببعض الرحلات، رأيت بعض قطع النقود، التي عثروا عليها بتلك المناطق والمجهولة الأصل بصورة كاملة. وبإجراء مقارنة لها مع قطع نقود بالباراغواي، بوليفيا، البيرو، سنجد أن شبهها سيكون أكبر مع قطع نقود تعود لصيدا وصور.


يوجد بالمتحف الوطني في ريوديجانيرو شواهد قبور عليها نقوش فينيقية، سريانية وسنسكريتية وكان قد عُثِرَ عليها بريف البرازيل.


يؤكّد المؤرّخ اللبناني إدمون بليبيل (http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=885) بكتابه " سلسلة تاريخ لبنان العام " المنشور في بيروت في العام 1937 على أنّه:


" عندما استقرّ الفينيقيون بأفريقيا، وقد شكّل جبل طارق حدود امبراطوريتهم، وقد أبحروا لاجتياز المحيط الأكبر باتجاه المجهول ".


وبحسب الاسطورة فقد حضّر قدموس وزوجته هرمونيا سفينة كبيرة وأبحرت في البحر الكبير بحثاً عن " الجزر الخالدات " { جزر الكانارياس }، لكنها اختفت إلى الأبد. ويقال بأن روحيهما قد تجسدتا بأفاعي، ما يعني أن حياتهما قد تجددت بإرادة الإله بعل. ثمّ جرى تأكيد اجتيازهم للمحيط الأكبر واكتشاف المنطقة التي تقع بها أميركا الجنوبية اليوم. وقد حدث هذا تقريباً قبل اكتشاف كريستوف كولومبوس بحوالي 3000 عام. وقد أسموا تلك الأرض الجديدة " Barr Ilu " والذي يعني " قارة الإله ". وعندما تكونت الجماعة وتأسست إدارتها، اختاروا الملكة Mirinieh Mirubieh الشهيرة " بملكة الأمازون " ويعني اسمها " ملكة المُحاربين ".


جرى إرسال تلك الملكة إلى لبنان لإنقاذ قدموس الذي كان في وضع حرج.


أطلقت " ملكة الأمازون " مصطلح " المحيط الأكبر " على المحيط المعروف اليوم بالأطلسي والذي عُرِفَ قديماً تحت اسم " محيط Mirubi ". وقد جرت تسمية المحيط الأطلسي نسبة للملك الفينيقي الأعظم أطلس ملك ليبيا، وهو بحّار كبير من صور، وقد ترك مدينته في ذهابه بإرساليّة علمية تهدف لدراسة اللغة المحكية بالبرازيل والمسماة Cuchite. وقد درس بعض المؤرخون أصل تلك اللغة، ووجدوا كثير من الأدلة التي تؤكد وصول الفينيقيين إلى البرازيل وقد جلبوا معهم بعض العمال اليونانيين قبل أي شعب آخر.


وقد تحدث المؤرّخ الشهير ديودوروس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D8%B3) عن الصيغة التي أمكنهم الوصول عبرها إلى هنا.


كذلك أكّد الواقعة المؤرّخ بلوتارخ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D9%88%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%AE) وتمت الاشارة لهذا من قبل المؤرّخ والكاتب البرازيلي الكبير Rui Barbosa، كما أنّ شعراء برازيليين قد تغنوا بمقاطع من أعماله حول الفينيقيين وآثارهم في أراضي البرازيل.


تكوّن كل إسطول قد غادر صيدا، جبيل، صور من 200 إلى 300 سفينة متوجهة للبرازيل.
وكانت تُستخدم السفينة الأصغر لحمل الملاحين وموادهم اضافة لفريق الدعم. كانوا يتوقفوا، بالعادة، للراحة وشراء لوازم في تونس وجزر الكاناري.


وقد بنى الفينيقيُّون في البرازيل مدينة أسموها Airo، ولا يوجد أثر لها اليوم في هذا البلد ذو التاريخ المثير للدهشة. وقد تفاخر سكانها القدماء بالانتماء لفينيقية، كما يعتزّ الإيرلنديُّون بالانتماء لإيرلنده اليوم. قالوا بأنهم تحدّروا من صور Tyria وقد تمكنوا من الحصول على الذهب خلال عهد الملك حيرام. حملوا الذهب إلى صور وإلى الملك سليمان في القدس من أرض Ofir حيث توفّر فيها الذهب بكثرة وهي تقع على ضفاف نهر الأمازون.


بالنهاية نتأكد من وضوح الموضوع وإيجابيته


يسرُّني أن تقوم حكومة البرازيل بتقديم العون لأخصائيين علميين اشتغلوا في القرن العشرين، بغية إكمال أبحاثهم على طول الأراضي البرازيلية وعرضها والوصول لتأكيد وقائع تاريخية تخصّ حضارتها القديمة وربما سنتجاوز الحضارات اليونانية والرومانية حتى.


http://4.bp.blogspot.com/-roo-31r310I/VdDevuUcq2I/AAAAAAAAEeQ/I5sIoRE-o7g/s320/213.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-roo-31r310I/VdDevuUcq2I/AAAAAAAAEeQ/I5sIoRE-o7g/s1600/213.jpg)


المراجع


1- كتاب " أسرار البشرية الكبرى " للكاتبين Lisboa, Luiz C و Roberto P – الفصل الخامس " القادة قبل كولومبوس " صفحات 96 – 100. دار النشر Circle Book Editorial SA. Sao Paulo سان باولو، العام 1969


2- ذات الكتاب السابق – الفصل الخامس " أسلاف كولومبوس " صفحات 96 -100


3- كتاب " لبنان واللبنانيين في البرازيل "، للمؤلف جورج طنوس البستاني، الفصل الثامن " دليل وصول الفينيقيين للبرازيل "، صفحات 155 – 159. طبعة خاصة، ريوديجانيرو 1945


4- ذات الكتاب السابق – الفصل الثامن " بصمات وصول الفينيقيين للبرازيل "، صفحات 155 – 159

فينيق
01-22-2016, 07:46 PM
http://4.bp.blogspot.com/-9tUaCEgdxzk/VdLlsQnOhXI/AAAAAAAAEgs/Gvu8SCKkWL4/s1600/123.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-9tUaCEgdxzk/VdLlsQnOhXI/AAAAAAAAEgs/Gvu8SCKkWL4/s1600/123.jpg)




الفرضيّة البديلة حول حضور الفينيقيين في البرازيل


بحسب الرؤية التاريخية الآرثوذكسية { التقليدية }، لم يحصل أيّ تماس بين عالم شرق المتوسِّط وأميركا قبل وصول كريستوف كولومبوس إليها في العام 1492.


مع هذا، فيوجد الكثير من الأدلة على حصول تماس لسكّان من شرق المتوسِّط وشعوب كلتية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%AA) - ميغالية مع أميركا الجنوبيّة واعتباراً من حقبة السومريين.


http://3.bp.blogspot.com/-yzjimt644Qo/VdLl80clAzI/AAAAAAAAEg0/bMt9BwaR4UI/s1600/125.jpg (http://3.bp.blogspot.com/-yzjimt644Qo/VdLl80clAzI/AAAAAAAAEg0/bMt9BwaR4UI/s1600/125.jpg)


يدعم فرضيّة التماس السابق للسومريين مع أميركا الجنوبية عناصر تشابه لغوية بين لغة سومر القديمة ولغة أيمارا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A3%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%B1% D8%A7) المُتحدّث بها بيومنا هذا في بوليفيا، اضافة إلى العثور على قطعتين أثريتيين بالغتي الخصوصيّة في بحيرة تيتيكاكا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%AA%D9%8A%D8%AA% D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%83%D8%A7).


http://3.bp.blogspot.com/-AbM1WXV4rE0/VdLmimPF4WI/AAAAAAAAEg8/BbXhKVOdr4s/s1600/126.jpg (http://3.bp.blogspot.com/-AbM1WXV4rE0/VdLmimPF4WI/AAAAAAAAEg8/BbXhKVOdr4s/s1600/126.jpg)


وأقصد هنا وعاء خزفيّ ومنحوتة حجرية، حيث يحتوي كليهما على نقوش، فكّ شيفرتها عالم الكتابات المنقوشة القديمة Clyde Winters.


كذلك ما يدعم فرضيّة الاكتشاف الصدفويّ لأميركا، هو مسألة أنّ الشعوب القديمة كالسومريين هنا، قد كانوا بحّارة ماهرين وأمكنهم القيام برحلات حول أفريقيا وباتجاه مكافيء لاتجاه دوران الساعة، أو بعبور البحر الأحمر والاتجاه نحو رأس الرجاء الصالح. مع ذلك، بالكاد قد وصلوا لجزر الرأس الأخضر، وفي الغالب دفعتهم الرياح الموسمية التجارية نحو البرازيل، وبهذه الطريقة ربما قد وصلوا للمرّة الأولى إلى منطقة الامازون.


بحسب هذه الفرضيّة، فإنّ الشعب الثاني الذي وصل للقارة الأميركية بالصدفة الفينيقيين، الذين تركوا بدورهم الكثير من الأدلة الأثرية واللغوية في اللغات المحلية، مثل لغة Tupí Guaraní (http://en.wikipedia.org/wiki/Tup%C3%AD_people).


كان أحد أهم الداعمين لفرضيّة الحضور الفينيقي القديم في البرازيل البروفيسور Ludwig Schwennhagen والذي أورد في كتابه " تاريخ البرازيل القديم " شهادات عن دراسات لحانفريدو الرابع Hunfredo IV التبنيني { قرية تبنين – جنوب لبنان اليوم } الذي عاش في القرن الثالث عشر ميلادي، والذي بدوره قام بتوصيف أسفار ملك صور حيرام { في العام 993 قبل الميلاد } والملك سليمان ملك يهودا { العام 960 قبل الميلاد }، التي وصلت إلى مصبّ نهر الامازون.


يعتبر البروفيسور Schwennhagen بأنّ اللغة Tupí Guaraní تمتلك ذات الأصل الذي تمتلكه اللغات المشرقية، سيما بوجود تشابهات كبرى مع اللغة السومرية.


http://2.bp.blogspot.com/-xtyazvuJOds/VdLm-54gYHI/AAAAAAAAEhE/akksBxXUohQ/s1600/124.jpg (http://2.bp.blogspot.com/-xtyazvuJOds/VdLm-54gYHI/AAAAAAAAEhE/akksBxXUohQ/s1600/124.jpg)

وبخصوص الأدلة الأثرية والوثائق المتعلقة بالحضور القديم للفينيقيين في البرازيل، فسيتوجب علينا الاشارة، قبل كل شيء، إلى قضيّة حجر بارايبا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A8%D8%A7) المُكتشف في العام 1872 بمنطقة Pouso Alto في بارايبا.


لم يُستعادْ الحجر المُقسّم لأربع أجزاء بصورة كاملة، لكن جرى نسخ النقوش الموجودة عليه، كما أًرسلَتْ نسخة النقوش تلك إلى رئيس معهد التاريخ في ريودي جانيرو Sapuachay.


http://3.bp.blogspot.com/-vjthGrxpT2M/VdLntWVGQOI/AAAAAAAAEhM/NydFFRj4hf0/s1600/127.jpg (http://3.bp.blogspot.com/-vjthGrxpT2M/VdLntWVGQOI/AAAAAAAAEhM/NydFFRj4hf0/s1600/127.jpg)


جرى اعتبار تلك النقوش، في البداية، مزيّفة، لكن في العام 1960 أكّد الأخصائيّ بعلم النقائش أو النقوش (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7% D8%A6%D8%B4) Cyrus Gordon بأنّ النص الفينيقي المنقوش على حجر بارايبا: لا يمكن أن يكون مزيّفاً لأنه حمل مصطلحات قواعدية باللغة الفينيقية، والتي بقيت مجهولة حتى العام 1872، عندما كان الإلمام بتلك اللغة المشرقية القديمة محدود للغاية في العالم كلّه. وإليكم ترجمة نص حجر بارايبا:


نحن كنعانيو صيدا مدينة الملك التاجر. نصل إلى هذه الجزيرة البعيدة ذات الأراضي الجبلية. نضحي بشاب للآلهة السماوية بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لاعتلاء الملك حيرام العرش، توقفنا في منطقة Ezión-Geber في البحر الأحمر. سافرنا بعشر سفن ولمدة عامين حول أفريقيا، ثم تفرقنا بإرادة الإله بعل وابتعد اصدقاؤنا عنّا. هكذا وصلنا إلى هنا، كنا 12 رجل و3 نساء، في جزيرة الحديد وشاطيء جديد، قائد البحّارة، الحكومة. لكن الآلهة، وبكل تأكيد، ستحمينا.


بحسب السيِّد Cyrus Gordon فالملك حيرام المذكور بالنص هو حيرام الثالث، أي ما يعني أنّ تأريخ الوصول للبرازيل يعود لفترته بحدود العام 531 قبل الميلاد. اضافة لأنّ الاشارة إلى " يد الإله بعل " وهو إله الامطار والعواصف، فربما يدعم الرأي القائل بمسؤولية الرياح التجارية بمنطقة جزر الرأس الأخضر، والتي تهبّ بصورة ثابتة باتجاه البرازيل.


http://3.bp.blogspot.com/-PbK5_T0QIgw/VdLn5ULO-gI/AAAAAAAAEhU/EapTLmBO3HQ/s1600/128.jpg (http://3.bp.blogspot.com/-PbK5_T0QIgw/VdLn5ULO-gI/AAAAAAAAEhU/EapTLmBO3HQ/s1600/128.jpg)


يوجد مصادر موثقة أخرى حول إمكانيّة وصول قوارب فينيقية إلى البرازيل. فعلى سبيل المثال، يُشير المؤرخ هيرودوت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%AA) لقصة رحلة فينيقية بالاتفاق مع فرعون مصر نخاو الثاني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%AE%D8%A7%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7% D9%86%D9%8A) قد غادرت البحر الاحمر ووصلت لمضيق جبل طارق بعد مرور 3 سنوات. كذلك تتوجب الاشارة إلى رحلة قرطاجية في العام 425 قبل الميلاد بقيادة الرحالة الأشهر حنون، الذي كان يجب عليه تأسيس مستوطنات في خليج غينيا، وخلال تلك الرحلة من المرجّح بأنّ القرطاجيين { متحدري الفينقيين } قد تمكنوا من الوصول إلى البرازيل.


وفيما يتصل بالوثائق، يتوجب تسمية حجر منطقة Gávea { حي في جنوب العاصمة ريو دي جانيرو } وحجر منطقة Ingá { بمنطقة بارايبا }.


يقع الحجر الأوّل في Barra da Tijuca في مدينة ريو دي جانيرو ويحتوي على نقوش، فكَّ الغازها جزئيا الاخصائي Bernardo de Azevedo da Silva Ramos. وبحسب تفسيره لتلك النقوش، يمكن قراءته على الشكل التالي:


LAABHTEJBARRIZDABNAISINEOFRUZT


والذي يمكن ترجمته إلى:


هنا Badezir، ملك صور، ابن جاتبعل الأكبر سناً.


وتعود النقوش للعام 840 قبل الميلاد تقريباً، حيث كان جاتبعل ملكاً حتى العام 847 قبل الميلاد.


فيما لو يعتبر بعض المؤرخين الآرثوذكسيين بأنّ نقوش حجر Gávea مزيّفة، يجب أن يقولوا لنا كيف كان ممكناً ببدايات القرن 19 ميلادي، إنتاج نقش فينيقي، مع اخذنا بالحسبان لأنّ الإلمام بتلك اللغة كان محدودا جداً بطول العالم وعرضه { وهو ما حصل مع حجر بارايبا }.


أما الدليل الأثريّ الآخر على الحضور المُفترض للفينيقيين { وربما الحثيين أيضاً .. بحسب رأي الباحث الايطالي – البرازيلي Gabriel D’Annunzio Baraldi } في البرازيل، فهو النقوش الغامضة والمعقدة، المرسومة على حجر منطقة Ingá، والذي قمت بدراسته خلال زيارة حديثة لي إلى البرازيل.


يمكن من خلال تحليل حجر Ingá ملاحظة كثير من الاشارات، والتي بحسب Baraldi، قد صُنِعَتْ عبر استخدام قوالب، على اعتبار أن الحجر كان عبارة عن قطعة ضخمة من صهارة بركانية تبردت بعد القذف البركاني.


http://2.bp.blogspot.com/-l2d9x1-4udM/VdLpPxSDJII/AAAAAAAAEhc/hRBwMehCNI8/s1600/129.png (http://2.bp.blogspot.com/-l2d9x1-4udM/VdLpPxSDJII/AAAAAAAAEhc/hRBwMehCNI8/s1600/129.png)


فعلى سبيل المثال، يُلاحَظْ اشارة شبيهة بالقاف الفينيقية، او دائرة مع خط عمودي في المركز والتي تتوافق مع حرف q اللاتيني.


الدليل الأخير الموثّق حول حضور محتمل لشعوب مشرقية { ربما قرطاجية كذلك } في داخل البرازيل: هو الوثيقة الشهيرة باسم " الوثيقة 512 " والتي جرت ترجمتها مؤخراً من البرتغالية القديمة.


مما سبق، تكون إمكانيّة وصول الفينقيين للبرازيل بحقب قديمة مدعومة بوثائق عديدة، أثرية ولغوية.


يجب التحقُّق من إمكانية استقرارهم باميركا الجنوبية، وفيما لو أمكنهم استثمار مناجم معادن قيِّمة استخدمها فرسان الهياكل الدينية في قرون لاحقة، كما يطرح بعض باحثي المخروط الجنوبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AE%D8%B1%D9%88%D8%B7_%D8%AC%D9%86%D9%88% D8%A8%D9%8A) { اميركا الجنوبيّة }.


http://1.bp.blogspot.com/-xMUJlgNSP2o/VdLpobEEBQI/AAAAAAAAEhk/Z0QysiAgJeM/s320/yuri-leveratto.jpg (http://1.bp.blogspot.com/-xMUJlgNSP2o/VdLpobEEBQI/AAAAAAAAEhk/Z0QysiAgJeM/s1600/yuri-leveratto.jpg)


الكاتب: يوري ليفيراتو

ملاحظة


http://1.bp.blogspot.com/--KkFjbRW6PY/VdLqZISSDMI/AAAAAAAAEhs/H5yYLQ0P7k4/s320/1210.gif (http://1.bp.blogspot.com/--KkFjbRW6PY/VdLqZISSDMI/AAAAAAAAEhs/H5yYLQ0P7k4/s1600/1210.gif)

ترجمة الباحث Silva Ramos للنقش الفينيقي على صخرة منطقة Gávea


أمضى Bernardo de Azevedo عدّة عقود متنقلاً في أحراش الأمازون بحثاً عن آثار، وقد عثر على 2800 نقشاً صخرياً، والتي تعرّف بغالبيتها على نصوص فينيقية ويونانية قديمة. وقد نشرها في العام 1930 وفق التسمية البرازيلية:


Inscripçoes e tradiçoes da America prehistorica, especialmente do Brasil. Río de Janeiro, Imprenta Nacional, 1930


بعد مسير حوالي 11 كيلومتر في النهر الكبير، شمال البرازيل، كانت ترسو سفن الفينيقيين عادة في بحيرة Extremoz، بحسب أستاذ التاريخ Sr. Ludwig Schwennhagen من النمسا، والذي درس منطقة البحيرة، سواء طبقات تحت الأرض أو المدرجات القريبة من البحيرة، وقد عثر بالقرب من بلدة Touro على نقوش فينيقيّة في منطقة الأمازون، والتي تضمنت إشارات لكثير من ملوك صيدا وصور بالفترة الممتدة ما بين 887 – 856 قبل الميلاد.


يرى الاستاذ Schwennhagen بأنّ الفينيقيُّون قد استخدموا البرازيل كقاعدة لهم خلال 800 عام على الأقلّ، وقد تركوا خلالها عدد من الآثار والأدلة المادية، إضافة لترك مؤثرات لغوية هامّة.

انتهى :20: