المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدين، تطوٌر أم حاجة بشرية


Red light
02-10-2016, 01:13 AM
مرحبا أصدقائي الأعزاء

اشكر القائمين على هذا المنتدى الذي أتاح لنا الفرصة لنناقش و نتبادل الأفكار في هذه المواضيع اللتي طالما حاولنا السؤال عنها منذ صغرنا و طالما أُجبنا بما لا يقبله العقل.

عندما يبدأ الطفل بالتساؤل عن الاله الذي يعبده والديه و الدين الذي يتبعونه، يجيبونه بأننا لا نستطيع رؤية هذا الاله و لكنه يرانا. و نحن يجب ان نعبده و نصلي له لكي يرضى عنا و يدخلنا الجنة و الا فهو سوف يعذبنا و يدخلنا النار. لن يفهم الطفل حتى الان من هو هذا الاله و لكنه بالتأكيد بدأ برسم صوره في ذهنه عن هذا الاله الذي يحرق و يعذب بالنار اذا عصيته و يكافئ بالجنه اذا اطعته، إذاً عامل الوالدين و الخوف من العقاب المُرهب هما الدوافع الرئيسيه لعبادة هذا الاله دون غيره، و بما انه ممنوع من السؤال اكثر من ذالك لانه بهذا سيكفر و يدخل النار، اذا سيبقى هذا الطفل خائفاً حتى من التفكير في هذا الموضوع لأن مجرّد تخيٌل بعض الأشخاص يحترقون و يعذَّبون في نار لا يستطيعون الخروج منها هي كارثية بالنسبة لعقل طفل ذنبه الوحيد ان عقله بدأ للتو بالتفكير فيما حوله.

عندما يكبر هذا الطفل و يرى كيف يعيش هذا المجتمع من حوله، سيشعر بالراحة لان جميع من حوله يفعلون مثلما يفعل والديه و حتى ان كان يعيش في مجتمع مختلف فبالتأكيد والديه سوف يقنعوه بخطأ هذا المجتمع و انهم من المغضوب عليهم و سيدخلون النار لامحالة.

لقد عاش الانسان منذ القدم و هو يبحث عن حقيقة وجوده، و تدور في رأسه الكثير من الاسأله حول هذا الكون، كيف وُجد و كيف أُوجدنا فيه.

اقدم تاريخ بشري مكتشف ذو علاقة بالاديان هو تاريخ الحضارة البابلية حيث تم اكتشاف بعض الألواح الطينية المكتوبة باللغة المسمارية و اللتي اثبتت ان في هذه الحقبة من التاريخ كان الانسان يعبد اكثر من اله منها آلهة الزواج و آلهة المطر و آلهة الشمس ... الخ. و كانت الالهه أيضاً تتزوج و تنجب حسب معتقداتهم. لكن الان في هذا الوقت لا نستطيع ان نقبل بهذه العبادات لأننا اكتشفنا خطأُها كعبادة. ثم بعد ذلك في مصر حيث كان لدى الفراعنة أيضاً آلهة متعددة و يُعتقد ان أقواها كان اله الشمس (رع).
في تلك الفترة ايضا كان هناك مجتمعات في منطقة فلسطين تعبد الأصنام و تقدم الاضاحي البشرية، الى ان بدأت تظهر الأديان التوحيدية ( الإبراهيمية ) و اللتي من الواضح انها تأثرت بشكل ملحوظ بما سبقها او عاصرها من المعتقدات الاخرى كالبابليه و الفرعونية و الكنعانيه.

الديانات القديمة بالتأكيد كانت مقنعه في وقتها و من المؤكد ايضا انها لم توجد من فراغ ولكنها قد انتهت ولن تعود مرة اخرى لانها ببساطة لا تستطيع ان تقنع عقل الانسان في الوقت الحاضر فلقد اكتشف الانسان ان الشمس عبارة عن نجم عبادته غير مجدية و الأصنام كذلك فهي مادة كأي مادة اخرى لا تستطيع فعل شيء.

من هنا بدأت الأديان التوحيدية بالظهور و ظهر الاله الواحد الخفي الذي لا يستطيع احد ان يراه او يسمعه إلا عن طريق أشخاص معنيين و على فترات تاريخية متباعدة بدأً من اليهوديه ثم المسيحية ثم اخيراً وليس آخراً الاسلام. وأقول ليس آخراً لان كل هذه الأديان بدأت بالتفرغ و التشعب منذ ظهورها حتى الان ولا ندري ماللذي سيحدث مستقبلا لهذه الديانات ولكنها بالتأكيد إما انها ستتطور لتواكب تتطور الانسان و العلم او انها ستنهار كما حدث مع سابقاتها.
مما لاشك فيه ان هذه الأديان بدأت بالانعزال على نفسها و أصبحت بعيدة كل البعد عن الحقائق التي يثبتها العلم. و لكن ماهو فعلا مصير الانسان؟

لقد تحدثت نظرية داروين عن تطور الكائنات الحية و أنواعها و انا أستطيع ان اجزم ايضا ان الأديان كان لها نصيبها من هذا التطور من بداياتها الى ما وصلت اليه الان.

السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، لماذا وجدت هذه الأديان القديمة و الجديدة منها أصلاً؟ و هل الانسان بطبيعته البشرية بحاجه الى اله يعبده؟
نحن نعلم ان العقل البشري بحاجه الى جواب يقتنع به عن سبب وجوده و ماذا سيكون مصيره بعد الموت.

ميزة الإلحاد او اللادين او الااله هو انه مرتبط بالعلم بشكل مباشر و بذلك فهو منطقي و متطور لا يقبل بالمسلّمات ولكن هل هو حل مقنع يستطيع العقل البشري ان يرضى به؟

Basim
02-10-2016, 09:01 AM
الجزء الاسطوري والخرافي من المعرفة الانسانية ما هو الا نتاج ثانوي او اعراض جانبية للوعي والادراك العقلي البشري للواقع والطبيعة من حولهم .. التساؤل عن سبب ومعنى الوجود وكل شيء في زمن المعرفة اللاعلمية حرّف التفسير العقلي نحو المجهول واللامرئي المتحكم بالظواهر الطبيعية والانسان ..
اليوم بات من الممكن التخلي عن هذا النتاج الثانوي وتلك الاعراض الجانبية (الاديان) فلم نعد بحاجة اليها وفي المستقبل ستوضع هذه الافكارالدينية في مكانها الصحيح مع القصص والروايات التاريخية الاسطورية على رف من رفوف المعرفة الانسانية ..
تحياتي ..

ابن دجلة الخير
02-10-2016, 09:26 PM
اهلا بك عزيزي رد لايت
من الممكن ان تكون افكارنا الدينية وتوجهاتنا الروحانية ليست إلا نتيجة من نتائج تفاعلات كيميائية في الدماغ. هذا مايعتقده عالم الجينات الامريكي Dean Hamer: هذا العالم تمكن من تحديد وعزل احد الجينات التي يظهر انها المسؤولة عن السيطرة على مشاعرنا الايمانية. وسط الناس الذين يملكون جين معين ، يوجد الكثير من المؤمنين الدينيين، في حين التتدين ليس جذابا بنفس القدر عند الناس الذين لايملكون جينات من انواع اخرى. المورث الفاعل لهذا التبديل يسمى VMAT2.
مصادر:
هل الجينات هي المسؤولة عن الدين؟
the God Gene
God In Our Genes
Forskare hittar genen för Gud
Children-are-born-believers-in-God-academic-claims
vetenskap nr1/ 2006