المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلم والتكنلوجيا..هل هي آفة خطيرة ؟


الوليد
05-25-2016, 09:41 AM
http://i.imgur.com/w2VsjIl.jpg

عرفت البشرية منذ قرون تطورا علميا و تكنلوجيا متصاعدا إلى حدود القرن الثامن عشر و التاسع عشر . حيث شهدت البشرية طفرة علمية و تكنلوجية بعد إختراع الآلة البخارية و إكتشاف الكهرباء. ليتغير منحى التطور التكنلوجي و العلمي بشكل متسارع وجنوني, لدرجة أننا صرنا نعيش في عالم كان يراه جيل بداية القرن العشرين فقط في أفلام الخيال العلمي كالفلم الألماني الرائع : Metropolis . رغم إمكانياته البسيطة, فقد تنبأ بإمكانية صنع آلات مبرمجة تشبه البشر ! ,وكذلك فلم فرنكشتاين الذي تنبأ بإمكانية إستنساخ البشر وإضفاء تغييرات على خلقتهم !
و قد تطرقت هذه الأفلام كذلك , لمدى خطورة هذه الإمكانيات التكنلوجية و العلمية على الفرد و المجتمع, بل و البشرية جمعاء !
السؤال المطروح :هل يجب الحد ولو نسبيا من سرعة هذه الطفرة التكنلوجية و العلمية تفاديا لما قد ينجم عنها من تهديدات؟


آفة العلم و التكنلوجيا :

حسب الموقع psychologie و المتخص في مواضيع علم النفس, فإن جل الخبراء في علم النفس الذين تم إستجوابهم ليسوا بأقل قلقا من غيرهم من تداعيات تكنلوجيا اليوم . وهنا يركزون خاصة على الإنترنيت و الحاسوب والهواتف الذكية و اللوحات الإلكترونية . ومن ضمن التداعيات التي يخشونها هؤلاء الخبراء على مستعملي هذه التكنلوجيات:

-التبعية الشديدة و المزمنة لهذه التكنلوجيات
-التلاشي المستمر للروابط العائلية و الأسرية التي تجمع بين الأفراد و المجتمع
-الفقدان المستمر لخصوصيات الفرد , مما يجعله قابلا للتقولب و الأدلجة بسهولة .

يرى هؤلاء الخبراء أفرادا عبارة عن عقول ممتلئة عن آخرها بمعلومات سطحية في كل المجالات, الشيء الذي يزيد هؤلاء الأفراد من صعوبة التفكير فيما هو أساسي من أجل سعادتهم. بل مفهوم السعادة التي يحتاجون إليها فعلا يصير صعبا عليهم تحديدها نظرا لإمتلاء عقولهم بالتفاهات الملهية إلى ما لا نهاية .
بالنسبة لهؤلاء الخبراء فطريقة التعامل مع هذه التكنلوجيات تقلقهم أكثر من هذه الوسائل بحد ذاتها . من قال أن الشاشة الإلكترونية هي من تتسبب في مشاكل الفرد فقط بمجرد النظر إليها ؟

أما على مستوى الإجتماعي فإن الصناعة التكنلوجية المستعرة تتسبب في تلوث البيئة بدخان مصانعها و الفضلات الكيماوية و الإشعاعية التي تلفضها هذه المصانع على أراض صالحة للزراعة وكذلك في البحار ما يتسبب في تسمم الموارد الطبيعية للبلد وكذا إنتشار أمراض الحساسية و الربو و السرطان .
أما على المستوى الإنساني فإن من التكنلوجيات ما تهدد البشرية بأسرها ؛فقد تسببت صناعة القنبلة النووية في موت آلاف الأبرياء دون ذكر من ماتوا بعد ذلك بسبب الإشعاعات المنتشرة اليوم في معضم دول العالم !
هذا زيادة على المشاكل الأخلاقية التي قد تتسببه التكنلوجيا ; كمعضلة الإستنساخ البشري الذي يهدد بنشوء مجتمع فرنكشتايني إن تمت المصادقة عليه !


إيجابيات العلم و التكنلوجيا :

لاكن من جهة أخرى لايمكن نكران الدور الحيويي الذي لعبته العلوم و التكنلوجيا في ما نحن عليه رفاهية و إمكانية تعميمها على كل سكان العالم !
فقد تمكنت البشرية بفضل العلوم الدقيقة في الفيزياء و الكيمياء و الطب , من اختراع أدوية بفضلها تم القضاء على أمراض فتاكة كالطاعون و الكوليرا و السل .
وقد تمكنت البشرية كذلك من رفع إنتاجية الثروات الزراعية و البحرية, الشيء الذي مكن من ضمان قوت ملايين البشر دون اللجوء إلى العنف .
وبفضل العلوم والتكنلوجيا صار العالم عبارة عن قرية صغيرة تتلاقح فيها الثقافات و التجارب الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية بل وبفضلها صار ممكنا المساواة بين فرص كل البلدان في تحقيق النمو و الإزدهار بنفس الوتيرة !




إذن فالعيب ليس في العلم و التكنلوجيا, بل العيب في طريقة إستعمالها .
فالمتفجرات مثلا يمكن أن تستعمل في قتل المعارضين و الأبرياء في آن واحد, كما يمكنها أن تستعمل في هدم الأبراج التي إنتهت مدة صلاحيتها من أجل إعادة إستغلال المساحة التي كانت تعمرها إستغلالا أكثر حكمتا وبعد نظر ..
ولا يختلف إثنان في القول بأن طفرة العلوم و التكنلوجيات التي نعيشها ليست هي المشكل في حد ذاته. بل المشكل في من يمتلك هذه الوسائل وفي أي شيء يستخدمها.
فحين سيكتفي الفرد بالأمور التي يحتاجها لتحقيق سعادته , حينها سيتجنب الوقوع فيما يخشاه خبراء علم النفس; ألا وهو ملأ الدماغ و البطن و الفرج بكل ما هب ودب ! , حينها ستقل السرعة الجنونية التي تسير عليها الصناعات التكنلوجية ولو على حساب الطبيعة و صحة العمال "الأسيويين منهم خاصة"
لأنه يبدو أن منحى تطور الصناعة التكنلوجية قد إنحرف من الأساسيات إلى الكماليات "كصناعة السيارات الفارهة و ملأ الفضاء بالأقمار الصناعية وتطوير الأسلحة المناسبة للأعداء !

فمن العدو يا ترى ؟

هل هو الإنسان أم الآلة ؟


هوامش :

http://www.psychologies.com/Culture/Ma-vie-numerique/Articles-et-Dossiers/Trop-d-ecrans-l-alerte/Internet-smartphones-tablettes-des-ecrans-a-risques

لمن يجيد الفرنسية هذا شريط لنقاش فلسفي سوسيولوجي بين عالم النفس Cyrulnik Boris ذائع الصيت في فرنسا و عالم الإجتماع Jean-Claude Kaufmann
موضوع النقاش كان حول مدى تأثير التكنلوجيا على طريقة تفكيرنا
نقاش ممتع ومليء بالأفكار و الملاحظات المثيرة للإهتمام

c6LYlfdYxoI

موضوعي المقبل سيكون عن الإشهار : هل تشاطر نفس رأي من يقولون أن الإشهار ظاهرة خطيرة ؟

إلى ذلكم الحين.. دمتم بخير :20: