الوليد
06-02-2016, 08:52 PM
حسب العديد من التقارير المنشورة على صفحات الجرائد العربية ، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في في السنوات الأخيرة مقارنة مع العقود السابقة . وتتنوع أسباب الطلاق منها الاقتصادية و الاجتماعية وخاصة الثقافية.
فهل من سبيل للحد من تفاقم هذه الظاهرة والتي تحلف عواقب وخيمة على الفرد و المجتمع ؟
http://sosparents.eu/wp-content/uploads/2016/02/carte-divorce.png
تؤكد الإحصاءات أن نسبة الطلاق في معضم بلدان العالم مرتفعة بحيث كلما إزداد تقدم البلد إلا و إزدادت نسبة الطلاق فيه ، كما تؤكد الجرائد العربية أن هذه الآفة في تزايد مضطرد في هذه البلدان .
يتسبب الطلاق في تمزق الأسرة ,وينتج عن ذلك نمو الحقد و الكراهية بين الأسرة و العائلات . كما تكتض المحاكم بالقضايا المتعلقة بالطلاق وما يصاحبها من قضايا الكفالة و مصاريف أتعاب المحامين و التغيب عن العمل المهدد بالطرد ,وانشغال القضات عن قضايا أخرى أكثر حساسية ..
كما يترتب عن ذلك في بعض الحالات تشرد الأطفال نتيجة فقر المعيل ، أو نتيجة انشغال الزوجين في تكوين اسرة جديدة لا صلة لها بأخطاء الماضي ..
و تشير الاحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من النساء المطلقات تتعاطين الدعارة خصوصا في البلدان العربية التي تحتقر المراة المطلقة.
وبالتالي فأول المتضررين من الطلاق هم الأطفال ; نظرا لإنعكاساته السلبية على نفسيتهم بل وعلى هويتهم ككل ! خصوصا المتشردين منهم.
كما يضاعف تفاقم ظاهرة الطلاق فقدان الشباب الثقة في الزواج وبالتالي الاكتفاء بانشاء علاقات عابرة الشيء الذي ينتج عنه كوارث جديدة كإنتشار الأمراض الجنسية الخطيرة و أطفال الزنا و المتاجرة في البشر , كدور الدعارة و الخلايا الارهابية التي تستغل اطفال الشوارع في التسول أو المتاجرة في المخدرات أو السياحة الجنسية أو حتى جرائم القتل !
ولهذا السبب اهتمت الاديان ,خاصة السماوية , بالسبل الكفيلة للحد من تفاقم ظاهرة الطلاق حتى يتم بذلك الحد من تبعاته الوخيمة ، فالمسيحية مثلا تحرم الطلاق و القانون الكندي يمنع الطلاق إن لم يكن هناك داع حقيقي لذلك أبرزها :
-فراق الزوجين لمدة تتجاوز السنة
-خيانة أحد الازواج لشريكه
-العنف الزوجي المتكرر
نفس الامر بالنسبة لكافة الدول الاسلامية , فالطلاق يعد في الإسلام من أبغض الحلال, وهناك الكثير من الشروط الموضوعة حتى يقبل طلب أحد الأزواج تطليق شريكه,بل وهناك حالات يبقى فيها الشريكين مرتبطين في الاسلام ولو بعد حين, رغما عن رغبتهم في الفراق .
أسباب الطلاق :
تتعدد أسباب الطلاق بتعدد الثقافات و المجتمعات , ومن أبرز أسباب الطلاق في المجتمعات العربية :
-الازمة الاقتصادية أو الفقر : فانعدام فرص الشغل أو حتى الوظائف المؤقتة الناجمة عن العقود الغير محددة الزمن و كذا إفلاس الشركات والمصانع , يعرض العمال للبطالة وبالتالي تفاقم الصراع بين الزوجين , خصوصا حين يكون أحد الزوجين يعاني من إدمان المخدرات أو القمار .
-تغير القيم الثقافية الناتج عن القيم الغربية الوافدة على المجتمعات العربية عبر بوابة القنوات الفضائية و الهجرة و السياحة. لتنحصر القيم الاصيلة أكثر فأكثر في البوادي , والتي هي الأخرى أصبحت مهددة بالانقراض, بعد أن بلغ مستوى التخلف درجة استيراد القمح و باقي المواد الاساسية من الخارج !
-شيوع ثقافة الاستهلاك , بحيث أصبحت معضم المجتمعات العربية تتحول من مجتمعات تقليدية تسود فيها قيم التضامن و التآزر, إلى مجتمع استهلاكي تطغى عليه قيم الراسمالية من فردانية و أنانية من أجل إشباع الرغبات و البحث عن اللذة السريالية التي تقدمها الأطباق الاعلامية و الوصلات الاشهارية . ليصير بذلك كل فرد أسير غرائزه تحت رعاية رب عمله الذي يضمن له "علفه" الذي أدمن عليه بدون أي سبب واضح ولو على حساب أسرته .
فمثلا ; قد ينفق الزوج يوميا قسطا هاما من مداخيله على الخمور و التدخين و القمار في الوقت الذي تعاني فيه الزوجة و الاطفال من نقص حاد في المواد الاساسية !
-كذلك طغيان القيم الرجولية في المجتمعات العربية . اذ لازال الرجل العربي لم يستوعب مستجدات العصر التي تتطلب تكثيف جهود العنصر النسوي و الدكوري على حد سواء من أجل النهوض بالمجتمع ، لأن التطور التقني قد أزال قوامة الرجل الفيزيائية و التي كانت أساسية في جلب القوت في العصور الماضية وليس في هذا العصر !
سبل الحد من الظاهرة :
-يجب العمل على تقوية المنظومة الدينية و الأخلاقية وتنقيحها لما يناسب متطلبات العصر . وهذا من شأنه رد الاعتبار لمؤسسة الزواج.
-ينبغي على الدولة الاهتمام بوضعية الأسر بدعمهم للحصول على مصدر رزق, بتشجيعهم على خلق مقاولات صغرى والأعمال الحرة , و حماية عقود العمال المتزوجين منهم خاصة .
-نشر الثقافة الجنسية على أسس دينية , تجنبا لوقوع المقبلين الجدد على الزواج, في خطأ الإعتماد على الغرائز الجنسية و كذلك الثقافة الاعلامية الغربية في إختيار شريك المستقبل.
خلاصة :
يتضح أن أسباب الطلاق متعددة بين ماهو ثقافي واقتصادي واجتماعي .
وللحد من هذه الآفة لابد من القيام بثورة ثقافية تربوية. لأن الكثير من المتزوجين لايفرقون بين الكماليات و الضروريات المؤدية إلى تفاقم باقي المعضلات المحفزة للطلاق .
وتبقى القناعة و الصبر في سبيل صالح الأبناء أهم عامل يساعد على استمرار الحياة الزوجية .
لكن وللأسف لاقيمة لهما بين زخم الحياة العصرية .
هوامش :
https://www.educaloi.qc.ca/capsules/les-trois-causes-permises-pour-divorcer
http://www.masress.com/shomos/18258
http://www.alriyadh.com/794657
موضوعي القادم سيكون حول الإدمان : ما الأسباب و ما الحلول ؟
تحياتي :8:
فهل من سبيل للحد من تفاقم هذه الظاهرة والتي تحلف عواقب وخيمة على الفرد و المجتمع ؟
http://sosparents.eu/wp-content/uploads/2016/02/carte-divorce.png
تؤكد الإحصاءات أن نسبة الطلاق في معضم بلدان العالم مرتفعة بحيث كلما إزداد تقدم البلد إلا و إزدادت نسبة الطلاق فيه ، كما تؤكد الجرائد العربية أن هذه الآفة في تزايد مضطرد في هذه البلدان .
يتسبب الطلاق في تمزق الأسرة ,وينتج عن ذلك نمو الحقد و الكراهية بين الأسرة و العائلات . كما تكتض المحاكم بالقضايا المتعلقة بالطلاق وما يصاحبها من قضايا الكفالة و مصاريف أتعاب المحامين و التغيب عن العمل المهدد بالطرد ,وانشغال القضات عن قضايا أخرى أكثر حساسية ..
كما يترتب عن ذلك في بعض الحالات تشرد الأطفال نتيجة فقر المعيل ، أو نتيجة انشغال الزوجين في تكوين اسرة جديدة لا صلة لها بأخطاء الماضي ..
و تشير الاحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من النساء المطلقات تتعاطين الدعارة خصوصا في البلدان العربية التي تحتقر المراة المطلقة.
وبالتالي فأول المتضررين من الطلاق هم الأطفال ; نظرا لإنعكاساته السلبية على نفسيتهم بل وعلى هويتهم ككل ! خصوصا المتشردين منهم.
كما يضاعف تفاقم ظاهرة الطلاق فقدان الشباب الثقة في الزواج وبالتالي الاكتفاء بانشاء علاقات عابرة الشيء الذي ينتج عنه كوارث جديدة كإنتشار الأمراض الجنسية الخطيرة و أطفال الزنا و المتاجرة في البشر , كدور الدعارة و الخلايا الارهابية التي تستغل اطفال الشوارع في التسول أو المتاجرة في المخدرات أو السياحة الجنسية أو حتى جرائم القتل !
ولهذا السبب اهتمت الاديان ,خاصة السماوية , بالسبل الكفيلة للحد من تفاقم ظاهرة الطلاق حتى يتم بذلك الحد من تبعاته الوخيمة ، فالمسيحية مثلا تحرم الطلاق و القانون الكندي يمنع الطلاق إن لم يكن هناك داع حقيقي لذلك أبرزها :
-فراق الزوجين لمدة تتجاوز السنة
-خيانة أحد الازواج لشريكه
-العنف الزوجي المتكرر
نفس الامر بالنسبة لكافة الدول الاسلامية , فالطلاق يعد في الإسلام من أبغض الحلال, وهناك الكثير من الشروط الموضوعة حتى يقبل طلب أحد الأزواج تطليق شريكه,بل وهناك حالات يبقى فيها الشريكين مرتبطين في الاسلام ولو بعد حين, رغما عن رغبتهم في الفراق .
أسباب الطلاق :
تتعدد أسباب الطلاق بتعدد الثقافات و المجتمعات , ومن أبرز أسباب الطلاق في المجتمعات العربية :
-الازمة الاقتصادية أو الفقر : فانعدام فرص الشغل أو حتى الوظائف المؤقتة الناجمة عن العقود الغير محددة الزمن و كذا إفلاس الشركات والمصانع , يعرض العمال للبطالة وبالتالي تفاقم الصراع بين الزوجين , خصوصا حين يكون أحد الزوجين يعاني من إدمان المخدرات أو القمار .
-تغير القيم الثقافية الناتج عن القيم الغربية الوافدة على المجتمعات العربية عبر بوابة القنوات الفضائية و الهجرة و السياحة. لتنحصر القيم الاصيلة أكثر فأكثر في البوادي , والتي هي الأخرى أصبحت مهددة بالانقراض, بعد أن بلغ مستوى التخلف درجة استيراد القمح و باقي المواد الاساسية من الخارج !
-شيوع ثقافة الاستهلاك , بحيث أصبحت معضم المجتمعات العربية تتحول من مجتمعات تقليدية تسود فيها قيم التضامن و التآزر, إلى مجتمع استهلاكي تطغى عليه قيم الراسمالية من فردانية و أنانية من أجل إشباع الرغبات و البحث عن اللذة السريالية التي تقدمها الأطباق الاعلامية و الوصلات الاشهارية . ليصير بذلك كل فرد أسير غرائزه تحت رعاية رب عمله الذي يضمن له "علفه" الذي أدمن عليه بدون أي سبب واضح ولو على حساب أسرته .
فمثلا ; قد ينفق الزوج يوميا قسطا هاما من مداخيله على الخمور و التدخين و القمار في الوقت الذي تعاني فيه الزوجة و الاطفال من نقص حاد في المواد الاساسية !
-كذلك طغيان القيم الرجولية في المجتمعات العربية . اذ لازال الرجل العربي لم يستوعب مستجدات العصر التي تتطلب تكثيف جهود العنصر النسوي و الدكوري على حد سواء من أجل النهوض بالمجتمع ، لأن التطور التقني قد أزال قوامة الرجل الفيزيائية و التي كانت أساسية في جلب القوت في العصور الماضية وليس في هذا العصر !
سبل الحد من الظاهرة :
-يجب العمل على تقوية المنظومة الدينية و الأخلاقية وتنقيحها لما يناسب متطلبات العصر . وهذا من شأنه رد الاعتبار لمؤسسة الزواج.
-ينبغي على الدولة الاهتمام بوضعية الأسر بدعمهم للحصول على مصدر رزق, بتشجيعهم على خلق مقاولات صغرى والأعمال الحرة , و حماية عقود العمال المتزوجين منهم خاصة .
-نشر الثقافة الجنسية على أسس دينية , تجنبا لوقوع المقبلين الجدد على الزواج, في خطأ الإعتماد على الغرائز الجنسية و كذلك الثقافة الاعلامية الغربية في إختيار شريك المستقبل.
خلاصة :
يتضح أن أسباب الطلاق متعددة بين ماهو ثقافي واقتصادي واجتماعي .
وللحد من هذه الآفة لابد من القيام بثورة ثقافية تربوية. لأن الكثير من المتزوجين لايفرقون بين الكماليات و الضروريات المؤدية إلى تفاقم باقي المعضلات المحفزة للطلاق .
وتبقى القناعة و الصبر في سبيل صالح الأبناء أهم عامل يساعد على استمرار الحياة الزوجية .
لكن وللأسف لاقيمة لهما بين زخم الحياة العصرية .
هوامش :
https://www.educaloi.qc.ca/capsules/les-trois-causes-permises-pour-divorcer
http://www.masress.com/shomos/18258
http://www.alriyadh.com/794657
موضوعي القادم سيكون حول الإدمان : ما الأسباب و ما الحلول ؟
تحياتي :8: