شبكة الإلحاد العربيُ

شبكة الإلحاد العربيُ (https://www.il7ad.org/index.php)
-   حول الإيمان والفكر الحُر ☮ (https://www.il7ad.org/forumdisplay.php?f=13)
-   -   الثلاثي المقدس: الإسلام والعروبة ودولة حكم الأقلية [1] (https://www.il7ad.org/showthread.php?t=17253)

المسعودي 01-15-2020 01:05 PM

الثلاثي المقدس: الإسلام والعروبة ودولة حكم الأقلية [1]
 
https://anamariaoprea.files.wordpres...0&h=600&crop=1
1.
سنظلُّ نرتاد "مقاهي" الغربة حتى الرمق الأخير. والأمر، رغم مأساويته، فيه شيء من المنطق: فقد ولدنا غرباء، وهذا ما جعلنا غرباء كما هو مفترض أن نكون! فابن الفيل لن يكون نمراً أبداً، ولون البشرة لن يتغير بتغيير المناخ ولون العينين يبقى كما هو حتى الموت!
إذن ما هو مصدر مأساتنا؟
المأساة الحقيقية ليست في "الغربة" ذاتها، بل في عجزنا المتغلغل عميقاً في وعينا عن أدراك أسبابها؛ المأساة في وَهْم الانتماء الذي أسكرتنا نشوته وضيعت علينا رؤية أنفسنا. إذ غالباً ما يُفَسَّر "اغترابنا" سياسياً أو دينياً (رغم ما للسياسة والدين من أثر في تعميق اغترابنا) وكأنَّ سقوط عامل سلطة السياسة والدين سَيُعيد إلينا الإلفة والإحساس بالانتماء. ألسنا الآن خارج سلطة السياسة والدين؟
فما الفرق؟!
إذنْ ثمة عامل آخر يكاد يحتلُّ مساحة الغربة بأسرها.
إنَّهُ غياب الانتماء!
2.
نحن لا انتماء لنا، لأننا لا نعرف مَنْ نحن!
نحمل افتراضاً مهلهلاً بائساً، وهي من غير شك كاذباً، بأننا "عرب"، تحكمنا قيمٌ وأنظمة سياسة تجعل الهروب من هذا الافتراض أمراً عصياً.
هو افتراض بائس لأنه لا دليل على صحته ولا أمل في العثور على هذا الدليل.
منذ عصور التدوين، التي لعبت دوراً حاسماً ضد "تدوين" التاريخ، قامت سلطة الإسلام (بدعم من شيوخ الحكم المطلق العربي: الفقهاء والمحدثين وحتى النحويين) على تدمير وتذويب كل الأدلة المتعلقة بجذورنا الوطنية صانعة "تاريخاً مزيفاً" بعد أنْ أتلفت كل الأدلة المادية التي من شأنها أن تلقي الضوء على أصولنا.
نحن الآن من غير أصول. لم يبق لدينا إلَّا الـ"دَنَا" [1] الشخصي لكل واحد منَّا على انفراد!
فعلوا بنا تماماً كما فعلت بنا دائرة النفوس العراقية عندما قررت أنَّ "الأول من تموز" هو ميلاد نصف العراقيين في إحصاء السكان لعام 1957؛ فنحن جميعاً "عرب" بقرار علوي "مقدس"، حتى يثبت التاريخ عكس ذلك! ولأنَّ التاريخ كتبه الحُكَّام بمباركة "فقهاء الإسلام" منذ القرن الثامن حتى الآن، فإن نسبة احتمال العثور على دليل يثبت العكسَ معادلةٌ لنسبة فكرة الحرية في منظومة مملطة الطغيان الإسلامية.
3.
نحن فقدنا انتمائنا عندما فقدنا أصولنا وجذورنا الإنسانية. أذابوا بداياتنا في حامض الهيدروكلوريك وتحللت جميع المعلومات الأولية لأصولنا إلى عناصر فاقدة للمعنى ولا تحمل أية أدلة على عمليات النشوء والتكوين. وقد كان الإسلام، وعن جدارة، هو حامض الهيدروكلوريك! حرق أصُولنا حرقاً لم يتبق بعدها غير روائح كريهة لأقدام وسخة كتلك الروائح المنتشرة في الجوامع و"أضرحة الأئمة" وأماكن الطقوس وتقديم القرابين!
4.
لم تدمر ديانة جذور الشعوب المحتلة مثلما قام به الإسلام. لم يقم بما قام به الإسلام حتى المهاجرين إلى أمريكا الشمالية ولا حتى الإسبان في أمريكا اللاتينية. رغم عمليات الإبادة التي تعرض لها السَّكان الأصليين لأمريكا (الشمالية والجنوبية) والذين سموهم فيما بعد "الهنود الحمر"، فإنَّ هؤلاء السكان الأصليين تمكنوا من الاحتفاظ بذاكرة البدايات. إنهم ظلوا حاملين ذاكرة الجذور ولم تستطع جحافل المسيحية أن تهدم هذه الذاكرة.
فلماذا فقدنا نحن ذاكرتنا؟
هل كنَّا أقل مقاومة من سكان أمريكا الأصليين أما كان الإسلام أكثر تدميراً وقسوة من المسيحية؟
لماذا استطاع الإسلام أن يروض ثقافات شعوب ما بين النهرين العالية وأن يبيد تاريخها ويلبس سكان العراق لباساً واحداً لا يليق بغير نزلاء مستشفيات المجانين الهائجين؟
لماذا أصبحنا "عرباً" بكل هذه البساطة وقررنا التخلي عن جذورنا وعن أصولنا العقلية والثقافية وانتمينا إلى ثقافة الوهم والخرافة؟
هل قاومنا؟
هل بذلنا جهداً للحفاظ على انتمائنا الوطني وعلى تاريخنا العراقي الخاص؟
وهل كان لدى أجدادنا متسعاً من المقاومة وحيزاً في الذاكرة للحفاظ على أصالة الجذور؟
هل ...

القط الملحد 03-23-2020 11:15 PM

متابع للسلسلة و في انتظار التتمة.

المسعودي 11-17-2020 11:16 PM

الثلاثي المقدس: الإسلام والعروبة ودولة حكم الأقلية [2]
الثلاثي المقدس: الإسلام والعروبة ودولة حكم الأقلية [3]

المسعودي 02-14-2021 12:01 AM

1.
إن من أكبر جرائم الإسلام هو تدميره لثقافة الشعوب التي احتلها واجتثاث جذورها وتذويب أصولها.
إن كراهية الإسلام لحضارات الشعوب التي احتلها يمكن أن تقاس من غير مبالغة وشطط بما قامت به المسيحية في جنوب أمريكا وشمالها في تدمير وجود وحضارة سكان القارة الأصليين.
2.
وقد صاحب الغزو الديني غزو الأعراب الذين لم يكن يجذبهم في جيوش المسلمين المحتلة غير الغنائم المادية واغتصاب النساء- أما المتنفذين من قادة الجيوش: الأراضي.
فكان لهذا الطاعون المزدوج تأثيراً كارثياً على شعوب وحضارة منطقة الشرق الأوسط.
3.
كانوا هؤلاء الجحافل عاجزة عن القيام بأية حضارة ولا يزالون. وإن ما سمي بمجد "العرب والإسلام" الذين يطبلون له هو في الحق من إنجاز عبقرية السكان الأصليين زائداً الكثير من الأدباء والمثقفين من شعوب أخرى لا علاقة لهم بعرب محمد.
4.
والآن تبدو اللوحة واضحة:
فبعد أن أكل الدهر على ما أنجزه سكان المنطقة في تلك القرون وشرب؛ وبعد أن قضت الخلافة العثمانية على ما تبقى من حضارة شعوب الشرق الأوسط وأعادتهم إلى القرون المظلمة فإن العصر الحديث فاجأ العرب بحالة رهيبة من التخلف. وما زالوا حتى اللحظة الراهنة عاجزين عن مواكبة التطور وحضارة القرن الحادي والعشرين.
وعلى الجميع أن يدفع الثمن!

المسعودي 03-07-2021 07:35 AM

إن الإنجاز الثقافي الحقيقي والأصيل للإسلام هو: التوحش.
هذا هو التعبير النموذجي عن قيم الأيديولوجيا الشمولية التي أخذ تتبلور نهائياً في الطور الأخير من نهاية الإسلام - وهو الطور التي مرت أغلب ممالك الطغاة في لحظة انهيارها.
فعدم القدرة على الدخول في حضارة القرن الحادي والعشرين دفع المسلمين وبصورة لم يسبق لها مثيل إلى العودة إلى الماضي الكئيب: قرون التخلف الأولى للإسلام.
علينا أن نراقب الانهيار البطيء والحثيث لثقافة التوحش . . .


الساعة الآن 06:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond

 .::♡جميع المشاركات والمواضيع المكتوبة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ,, ولاتعبر عن وجهة نظر إدارة المنتدى ♡::.


Powered by vBulletin Copyright © 2015 vBulletin Solutions, Inc.