خديجة بنت خويلد والدليل التجريبي على نُبُوَّة محمد!
 

https://i.pinimg.com/originals/8b/8b...e92c95a50d.jpg
1.
من أشدَّ ما يكره اللاهوت الإسلامي هو المنطق العلمي التجريبي. والسبب بسيط ومتجذر في القضايا اللاهوتية ذاتها: هو استنادها المطلق إلى الإيمان الغيبي. وبالتالي فإن الأدلة التجريبية ستقع لا محالة خارج الثقافة الدينية فهي ألد أعداء هذه الثقافة. أما ما يعتقدوه منطقاً تجريبيا للبرهنة على وجود الله وحقيقة خلقه للعالم فهو منطق فاسد في جوهره، وساذج في جدليته، لا يصلح إلا للمؤمنين والمؤمن "جاهز" لتلقي مثل هذه البراهين من نوع: " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ. . . . . . . " [الغاشية/ 17- 20].
حسناً:
كيف خُلقت الإبل؟
وكيف رُفعت السماء؟
وكيف نُصبت الجبال؟
وكيف سُطحت الأرض؟
لا توجد إجابات!
2.
ولأنَّ الحق ينبغي أن يقال، إنْ كان لنا أو علينا، فإن تاريخ الإسلام لا يخلو من الأدلة التجريبية مطلقاً. رغم أنها حادثة واحدة وحيدة لا غير وكأنها غراب أبيض تلوح في أفق السيرة الإسلامية الملتبسة و"حَمَّالة الأوجه". وبطل هذه الحادثة التجريبية هي خديجة بنت خويلد، وللتعريف: زوجة محمد الأولى.
3.
فكلنا يعرف ومنذ سنوات المدرسة "الحدوتة" الأثيرة على قلوب المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والخاشعين والخاشعات التي تحكي لنا قصة محمد الذي أرعبه "ظهور" الملك جبرئيل له والذي كاد يلقي بنفسه (المقصود محمد) من أعلى الجبل (لماذا لم يفعلها؟)، فيذهب إلى زوجته يشكو لها مخاوفه وشكوكه.
ولهذا تقوم خديجة بتجربة "عِلْمِيَّة"، يحسدها عليها العلم المعاصر، للبرهنة على أن من يخاطبه ويظهر له في خلوته ليس الشيطان. فتطلب منه أن يخبرها حين يظهر له "صاحبه"، كما تقول السيرة. وحين جاء صاحبه "جبرئيل" كما كان يأتيه عادة أخبر محمدٌ خديجةَ بحضوره. فطلبت خديجة من محمد أن يجلس على فخذها اليسرى ثم طلبت منه أن يجلس على فخذها اليمنى. وفي الحالتين ظل جبرئيل ولم يغادر المكان وكان محمد يراه في الحالتين. فحينئذ تحسرت خديجة.
وها هو تَحَسُّر خديجة يلقيني في هوة الحيرة!
لماذا تحسرت؟
هل هو دليل على حيرتها، مثل حيرتي، أم أنها اكتشفت البرهان التجريبي على نبوة محمد؟
4.
إذن، تحسرت السيدة خديجة وكأنها تردد في سرها صيحة الاكتشاف “وَجَدُتَها!". ثم طلبت من محمد أن يجلس في حجرها رافعة خمارها. وهذه هي "الخطوة التجريبية" الحاسمة: فإذا كان مَنْ يظهر لمحمد شيطان فإنه لن يخجل من "عري" خديجة ولن يغادر الغرفة. أما إذا كان الذي يظهر لمحمد هو "الملك جبرئيل" فإن "حياءه" سيمنعه من البقاء في الغرفة وسيختفي حالاً!
وحالما رفعت خديجة خمارها فإن جبرئيل قد قرر الاختفاء (أو الهرب، لا أحد يعرف) ولم يعد محمد يراه.
- لم أعد أراه!
قال محمد متنهداً.
فقالت خديجة بكل ثقة "علمية":
- يا بن عمِ، اثبتْ وأبشرْ! فوالله إنه لملكٌ وما هو بشيطان!
وها أنا أخُرُّ على ركْبَتَي من شدة الانفعال وجسامة التجربة الدينية التي مررتُ بها مع خديجة وأنا أستعيد "الحدوتة" في ذاكرتي وكأنني خديجة نفسها أشاهد بأم عيني ولادة نبيٍّ مصطفى من ربه. في هذه التجربة الروحية تشهد خديجة عقيلة محمد وخازن أسراره"بل تبرهن" بأن محمداً هو الرسول المُرْتَقَب!
5.
ها هو البرهان التجريبي الذي عجزت أكثر من 14 قرناً من تاريخ الإسلام عن تقديمه على نبوة محمد!
البرهان الذي حير اللاهوت الإسلامي وحيرنا معه (لأنهم بدلاً من تقديم البرهان أخذوا يطالبوننا بتقديمه).
إنه البرهان الصَّلْبُ الذي لا يمكنه إبطاله مهما حاول الملحدون!
فقد أثبتت خديجة وبصورة تجريبية/ عيانية/ علمية/ استقرائية/ واضحة/ بسيطة/ مقنعة/ قابلة للتكرار/ ومفهومة من قبل جميع البشر أن الذي كان في غرفة نومها هو مَلَاكاً أميناً على إبلاغ العَهْدِ لمحمد، عفيفاً/ شريفاً / خجولاً/ مؤدباً/ خلوقاً/ لا ينظر إلى عري النساء!
الله أكبر!
إنه الملك الأمين!
6.
هنا لدينا مادة للتأمل:
إنَّ مَنْ كان في غرفة نوم محمد وخديجة ليس الشيطان. أليس هذا ما تقوله "الحدوتة"؟
وهذا يعني، منطقياً، أن الشيطان أكثر عفة واحتراماً لحياة الناس الشخصية. فــ"الملك" هو الذي كان "يبصبص" في غرفة نوم خديجة! لأنه لم يكن مضطراً الظهور لمحمد في غرفة النوم. فصحراء الله العربية لا حدود لها وكان يمكن أن يختلي بمحمد في أية نقطة من هذه الصحراء الشاسعة!
7.
ولكننا لا يمكن أن نغير أحداث الماضي. هذا ما حدث وعلينا قبوله. هكذا يقول منطق التاريخ. لكن وجود الملك في غرفة نوم محمد يقلقنا.
كما أننا لا نعرف سبب مغادرته الغرفة عندما رفعت خديجة خمارها؟!
هذا سؤال بمثابة مفترق طرق.
فالإجابة عليه تغير مسارات الحدوتة والدروس المستفادة منها. فهي تقول لنا بأن الذي كان في غرفة نوم محمد وخديجة هو الملك. وإذا كان هو الملك حقاً فلماذا ظل في مخدع الرسول المنتظر مع زوجته حتى رفعت الأخيرة خمارها؟!
ما هو هدف هذا "الملك" من وجوده في مخدع محمد وخديجة من حيث المبدأ؟ فإذا كان يريد أن ينقل رسالة من ربه لمحمد فلماذا لم يتفوه بكلمة (الآن يخطر على بالي قصيدة أحمد شوقي التي يقول فيها: وتعطلت لغة الكلام وخاطبت/عيني في لغة الهوى عيناك"؟
لماذا لم يحرك ساكناً إلا عندما رفعت العجوزُ خمارها؟
فهل كان خروجه (أو اختفاءه) عفة أم هروباً من هول الصدمة؟!
8.
إن "دماغي المعاصر" وثقافتي الحياتية وتعليمي الأكاديمي تأبى عليَّ أن أقف عند هذا الحد.
ثمة قوة هائلة تنبع من أعماقي تصرخ بأعلى صوتها: كيف يمكن لشخص عاقل في القرن الحادي والعشرين يمكن أن يأخذ هذه الخرافات مأخذ الجد؟!
أيُّ انهيار يصيب خلايا الدماغ ويعيق عملياته لكي يقبل الإنسان مثل هذه الترهات؟!
9.
كما تسرد لنا "الحدوتة" هذا الحَدَثَ النبوي العظيم وبلسان شيوخ الإسلام أنفسهم فإن تفاصيله تدفعني إلى أن أسجل دهشتي، بل حيرتي العميقة، إزاء سلوك هذا الرجل الذي تجاوز الأربعين، كما تخبرنا "السيرة":
أولا، كان محمد ينفذ كل ما تطلبه منه خديجة، وكأنه صبي معتوه، من غير سؤال أو اعتراض أو ملل، وهذا الرجل الذي لا حول له ولا قوة سيصبح "نبياً"!
ثانياً، كما تقول لنا السيرة، وعلينا أن نثق بها "!"، فإن خديجة أكثر "حكمة" ومعرفة بأمور السماوات وجبرائيل "شخصياً" من محمد نفسه. وهذا أمر جدير بالاهتمام.
إلى متى سيماطل المسلمون بالتهرب من المنطق السوي؟ فإذا كان محمد مختاراً من الله فلماذا لا يخبره الله شخصياً أو عن طريق "الملك" (وتنتهي المشكلة)؟
هل يريد اختبار إيمان محمد؟
إذن، فإن محمد قد فشل في الامتحان فشلاً ذريعاً بغض النظر عن طبيعة الأنظمة والمناهج الامتحانية المتبعة في العالم: فهو كان خائفاً/متردداً/ مرتعباً/شكاكاً/مرعوباً/ ترتجف فرائصه وكلما "يظهر" له الملك يسارع لإخفاء رأسه في أحضان زوجته صارخاً: "زملوني .. زملوني .. دثروني .. دثروني"!
ثالثاً، لم أستطع (ولن أستطع) أن أفهم ماذا يفعل جبرئيل في غرفة نوم محمد وخديجة؟ فإذ كان هذا "الجبرئيل" مؤدباً وعفيفاً حقاَ، كما شاءت السيرة أن يكونَ، فلماذا اكتفى بالمراقبة السلبية بدلاً من أن يفعل شيئاً وينهي الموضوع! فهل هو على اتفاق مع خديجة؟ وأليس من الممكن أن يكون هذا "الملك" خادماً من خدمها؟
10.
لكم تمنيت أن تكون برهنة خديجة التجريبية على نبوة محمد تمتلك ما يكفي من التماسك، ولكن للأسف أدى سلوك "الملك" إلى أتلاف تجربة البرهان "الخديجي". كاد البرهان ينجح لو أن "الملك" قد غادر غرفة نوم محمد وخديجة منذ جلوس محمد على فخذ خديجة!
لقد فشلت التجربة وها نحن بخفي حنين!
ومن جديد لا أدلة تجريبية على نبوة محمد ولا هم يحزنون!

أليس هذا جبريل هو ذاته الذي نفخ في فرج مريم الشابة الجميلة و لم يستحي لأن المسلمون يقولون هذا مع العلم ان ربهم نسب فعل النفخ إلى ذاته (هل اكتفى فقط بالنفخ🤑) لكن المسلمين يقولون جبرائيل نفخ السؤال الآن لماذا لم يستحي من رؤية فرج الفتاة الشابة الجميلة و استحى و هرب من وجه او رأس العجوز؟؟؟؟

يقولون ان الملائكة ليست اناثا و ليست ذكورا
لكنهم يعطونها صفات الذكور و الرجال
و هذا شيء اخر وجب اظافته... لماذا يستحي جبريل من رؤية امرأة؟
و سؤال آخر، هل تستحي الملائكة كمخلوقات غير بشرية من البشر؟ هل شاهدتم قطا يستحي من بقرة مثلا؟

أنت متأكد أنك ملحد وبهذا الفكر أم حاقد على الإسلام لا غير ؟

كلامك مضحك وغير منطقي بالمره .

يعني الاسلام حيبكي و لا كرامته حتوجعه؟
هل سينقص منه ورك من اوراك الاسلام؟

انا لا اهاجم شخصا! انا اهاجم منظومة و هذا حقي
ماذا لو كنت حاقدا على الاسلام و على الاديان؟ يعني ما المعيب في ذالك؟
و انا لا اهاجمك و لا انعتك باشياء... رغم ان ذالك سهل جدا. لذا ارجوك ان تحترم اداب الحوار صديقي فنحن لسنا بصدد حرب خيالية ظد ايمانك... انت في الاخر تؤمن او لا تؤمن لن يتغير العالم من اجلك و لا من اجلي...
آمن انت بما شئت لكن انا عندي حرية انتقاد الاديان التي ارى انها منظومة ارهابية تجعل الانسان عبدا طول حياته من اجل حياة ابدية و حسية.
مهما كانت قيم الاديان عالية فهي تنهار فور ممارستها لانشطة غير انسانية و عند دعوتها للكراهية و التحريض على القتل و رفض الاختلاف.

انا سعيد انك تظحك و لكننيي لست هنا كي اسلي حظرتك
ادعوك الى ان تنظج قليلا عن تصرفات اطفال المدارس. و تنتقد كلامي اذا شئت بطريقة اكثر تحظرا!
تحياتي

بالعكس ان أحب ان أتحاور ولكن هل هو تحاور ما تقوم به أم هجوم غير عادل .

بالنسبة للأديان نزلت لتعديل الوضع والإنسان هو من كيفها على مزاجه .

على أساس أن الصين الشيوعية الملحدة وروسيا الأشد إلحادا وبقية جوقة أوروبا ولاتهون

كوريا الشمالية يا يعني أكثر رحمة ورأفة ..

انظر فقط لما تدعو له الأديان كتشريعات ربانية لم تطالها يد العبث وقلب صفحة النظم

الوضعية لترى مدى الإنسانية في أحلى حله !!

الفكرة مضحكة وليس شخصك حتى تطالبني بالتحضر .

تحياتي

شكرا لك
هل نكون عادلين اذا كان الظلم الذي ننشره بالتعاليم الدينية حسب نظرتك اقل ظلما من المنظومات السياسية المختلفة؟

كلام حظرتك كلام عمومي بحث لا يحمل اي معلومات يمكن النظر اليها و فهم ماتقصده فحاول ان تحدد شيئا في كلامك.
لقد نظرت يا سيدي او سيدتي ما تدعو اه الاديان من قطع الرقاب و رجم و قطع الأيدي و قتل الكفار و محاربتهم اين وجدتموهم و استيلاء على أراضي و املاك الغير لنشر الاديان و هذه تعاليم موجودة في الكتب الدينية من طرف اله تصفه بالعادل! لماذا استفحل الاسلام في كل ارجاء السعودية رغم رفض القبائل له: الم ينتشر بحد السيف؟
و كيف انتشر الى مصر و سوريا و تونس و غيرها؟ اليس بحد السيف؟
كيف تصف تطبيق داعش للاسلام؟
بالنسبة للمسيحية : كيف انتشرت ؟ الم تكن بنفس الطريقة الوحشية؟
و اليهودية؟ اليست اسرائيل دليلا على همجية الديانات الابراهيمية؟
فصل الدين على الدولة شيء و كون مصدر الاديان انساني شيء اخر!
تقول الاديان نزلت؟ من اين نزلت؟
ارى ان الاديان تاليف انساني بغاية عسكرية سياسية بحثة ! فالمسيحية لم تنتشر دون استخدام روما لها، و الاسلام لن ينتشر لولا رغبة عمر في توحيد الحزيرة و استعمار الدول و اليهودية نفس الشيء و الباقي ألعن.
تحياتي لك

وحده وحده .

لا تخلط الشريعة بالحروب .

العقوبات التشريعية لو لم يوجدها الإسلام لأوجدها الناس أو لقتلوا بعضهم البعض ونهبوا أموال بعضهم البعض واغتصبوا بعضهم البعض .

ولكل جريمة عقاب مساوية لها في المقدار وكن المظلوم حتى تقرر العقوبة التي تحميك من الظالم .

أما الحروب ففهمك للحروب أنها أعتداء فأريد ان أبلغك أن الحروب الإسلامية دفاع دفاع

ودفاع مشروع وتحتاج تفصيل أكثر لا يتسع المجال لذكرها .

فنحن بشر نشعر ونحس مثلكم تماما ولو وجدنا أن الدين مؤذي ومضر وكذب وهرطقة لتركناه وتملحدنا ولكنا وجدنا العكس .


تحياتي

"الله" أعلم يا فجر!
تحياتي

1.
قد يسأل القارئ المحايد: لماذا يقضي المسلمون عمرهم بالدفاع عن "ربهم" و"نبيهم" و"أولياءهم" الصالحين بدلاً من المحاججة؟!
2.
قد يسأل القارئ المحايد لماذا يدافع المسلمون عن "ربهم" و"نبيهم" و"أولياءهم" الصالحين بدلاً من أن يدافع ا"ربهم" و"نبيهم" و"أولياءهم" الصالحين عن أنفسهم؟!
3.
قد يسأل القارئ المحايد إذا كان "ربهم" و"نبيهم" و"أولياءهم" الصالحين كيانات قدسية تستوي فوق النقد والشبهات وفوق السماء والأرض وجميع الكائنات فما هو ضرورة الدفاع عنهم؟!
ها أنا مثلاً على قناعة راسخة (مثل قناعة المسلمين بربهم) بأن الأرض كروية وتدور حول الشمس فهل سأشعر بأي غضاضة إذا قال المسلمون بأن الأرض مسطحة والشمس تدور حولها!