شبكة الإلحاد العربيُ

شبكة الإلحاد العربيُ (https://www.il7ad.org/index.php)
-   مقالات من مُختلف الُغات ☈ (https://www.il7ad.org/forumdisplay.php?f=15)
-   -   مشاغبات فى التراث (https://www.il7ad.org/showthread.php?t=12201)

خلوووود 09-05-2017 06:41 AM

مشاغبات فى التراث
 
مشاغبات فى التراث-الأديان بشرية الفكر والهوى

سامى لبيب
الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=462302



- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (49) .

فلنبدأ ألف باء تأمل ولنراجع كل مفرداتنا الإيمانية والفكرية من البدايات بلا تشنج وبدون أن نضع العربة أمام الحصان , فليكن عقلنا وفكرنا المنطقى سبيلنا لمراجعة كل مواريثنا وفنتازيتنا وثقافتنا المهلهلة لنبدأ رحلة الشك ..نعم رحلة شك وفرز وغربلة لكافة مواريثنا التى ألفناها وإعتبرناها قصور شامخة وماهى إلا قصور من وهم خلقناها وتماهينا فيها لدرجة أنها إنفصلت عن وعينا ليتخلق لها وجود وهى بلا وجود .
رحلة الشك قد تكون مؤلمة ولكننا سنتعاطى معها بهدوء وبلا تشنج ليكون سبيلنا منطقنا وعقلنا لإزالة الغشاوة عن عيوننا ولنعيش الحياة بعيون نظيفة , ففكرة الإله والتراث الدينى لم تعد فكرة خرافية فحسب بل فكرة دمرت وخربت الكثير من إنسانيتنا وقد تطرقنا لهذا فى أبحاث سابقة ومازال هناك أبحاث فى الطريق .
موضوعنا عن منطق الله والتراث الدينى فمن باب التهذب سنقول منطق الله بديلاً عن قول هراء وسذاجة وتهافت الأديان بغية عدم التصادم مع المشاعر الملتهبة التى ألفت فكرة الإله أو للدقة هراء وسذاجة وتهافت مُبدعى فكرة الإله والتراث الميثولوجى , فلا وجود لإله حتى يكون له منطق أو لا منطق بل هو منطق وفكر بشرى لحماً ودماً وأعصاباً وليد مخاض زمنه لذا جاء متهافتاً .
هى مشاغبات فى مشاهد متنوعة نمر عليها فى التراث فلا نفطن لها ولكنها تحمل الكثير من السذاجة والتهافت كما تفضح فى الوقت بشرية النص ورؤى من أبدعوه ليحق لنا القول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .

*هل يمكن من هنا أن نفهم أن الجهاد عملية غزو ونهب فقط .
يروج المسلمون أن الجهاد فى سبيل الله هو لإعلاء راية الإسلام والتوحيد وبالرغم أن هذه الرؤية شديدة الإنتهاك لحرية الإنسان فى الإعتقاد فهى تعنى قهر البشر على الإيمان بالإسلام رغماً عنهم ,فإما الإسلام أو القتل بالنسبة للكافرين أو الإسلام أو الجزية أو القتل بالنسبة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى ولكن لنا أن نثبت بأن هذه الرؤية فاسدة ومزيفة بالرغم من بشاعتها وإنتهاكاتها لحرية الإنسان فى الفكر والعقيدة .
فالقرآن يقول ( فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِقًا حَرَجًا كَأَنَمَا يَصَعَدُ فِي السَّمَاءِ) الانعام 125- لنلاحظ أن الهداية من إرادة ورغبة الله ليشرح الصدور للإسلام كذا الضلال من إرادة الله أيضا ليجعل صدره ضيقاً لذا فلا معنى للجهاد وإجبار البشر على الإيمان ,فالأمور فى يد الله حصراً .
آية أخرى من سورة الأنعام 111 ( ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) لتصرح هذة الاية بأن الهداية والايمان لا يحصلان بإرسال الرسل ,ولا بإنزال الكتب من السماء ,ولا بالخوارق والمعجزات , وانما يحصلان بشيء واحد فقط هو مشيئة الله ..فإذا شاء الله هدايتهم إهتدوا وآمنوا ، واذا لم يشأ لم يهتدوا ولم يؤمنوا لنسأل هنا ما معنى وجدوى إرسال الرسل والكتب والخوارق والمعجزات وما فائدة العقل هنا ؟! بل ما معنى الإختبار الإلهى أصلاً إذا كانت الهداية والضلال فى يده حصراً , وبالتالى لا معنى للجهاد وغزو البلاد وقهر البشر على الإيمان .
آية أخرى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) البقرة 6-7وآية سورة النساء 165 (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ) .
إذن الكفار لا يؤمنون سواء أنذرتهم أو لم تنذرهم أو دخلت بلادهم غازياً لتضع السيف على رقابهم وتجبرهم على الإيمان ,فالله ختم بختم الضلال على قلوبهم وسمعهم وابصارهم فلا معنى للغزو والجهاد هنا .
نكتفى بهذا القدر من الآيات التى تعلن أن الهداية والضلال فى يد الله حصراً فلا قدرة لنبى أو ملائكة أو معجزات أن تحول دون إرادة الله أو ختم القلوب بالضلال لنتوقف أمام آية سورة التوبة 29( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) فالأمور لا تستدعى أبداً القتال فلا معنى للجهاد فى سبيل الله ورفع رايات الإسلام والتوحيد ونشر الإسلام بالسيف , فالهداية والضلال من الله وتقديره وترتيبه .. ألا يعنى هذا أننا أمام رغبات فى التوسع والغزو والنهب والسبى فلا إيمان ولا يحزنون .

* ملك إيمانكم من فتياتكم المؤمنات .
فى سورة النساء25( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ ولا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِن نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَات مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
فلنتوقف عند قوله " فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ" وهذا يعنى أن الإيمان بالإسلام لا يُحرر المرأة من السبى والإماء لتظل أَمه فى ملك اليمين .!
عندما نوجه نقداً على إبقاء الإسلام لنظام العبودية والجوارى يقال هكذا هو نظام المجتمعات الإنسانية فى هذا الزمان لنسأل ألا يُفترض فى الرسالة السماوية والشرع الإلهى وخاتم الأديان أن يتجاوز ويتحدي كل الشرائع الوَضعية المُنتهكة لحرية وكرامة الإنسان أم ننتظر سبارتاكوس ليفعلها .!
سننصرف عن هذا فمازال المعاصرون أمثال الدواعش يَسبون النساء ومازال الشرع ماثلاً ومؤيداً لهكذا نهج ولنتوقف ثانية أمام " مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ " ونقول أن إيمان المسبيات بالإسلام لم يشفع لهن أن تتحررن كما يروجون بأن الإسلام يحرر معتنقيه أو كما يُفترض أن يكون الإيمان محرراً المؤمنين من العبودية لأتصور أن هذا النهج يَصب فى رؤية : فلندعهم أماء حتى يكون للمسلم بحبوحة فى ملك اليمين .

*هل منطق الله القتال بلا سلام أم هو منطق سياسى متعطش للدماء .
( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السّلْمِ وَأَنتُم الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِركُمْ أَعْمَالَكم ) ما معنى هذه الآية وماذا يريد الله .. هل يريد قتال على الدوام .. وما معنى السلام لدى الله .. فهانحن الأقوى والأعلى على الأعداء لذا فلا نهاية للقتل والدم والوصول للسلم حسب رؤية الآية فيبدو أن التعامل مع السلم لا يأتى إلا فى حالة الضعف والخنوع لا رغبةً فى السلام بحد ذاته والدليل أنه طلب من المؤمنين "وإن جنحوا للسلم فإجنح لها وتوكل على الله" فالجنوح هنا عن ضعف فإذا كانت هناك قوة فهو يرفضها "فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون" إذن الجنوح فى حال الضعف فهل نحن أمام فكر سياسى لا يعنيه السلم فكل نزعاته قتال ودم أم هكذا فكر إلهى متعطش للقتال .

* القتال خير والسلام شر .
فى البقرة 216.( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتمْ لا تَعلَمُونَ)..هنا الاله يرى القتال خير بينما نحن البشر المثقلين بالضعف والشرور والخطايا نراه شر فأى منطق هذا , فهل علينا أن نحب القتال والدم فهو خير لنا أم ننشد السلام والمحبة والوفاق ولكن الله يرى أن محبتنا للسلام شر لنا ونحن لا نعلم هذا .!

* ناموس إلهى لكل زمان أم موائمات بشرية .
فى سورة التوبة 5 أمر إلهى بقتال المشركين بعد إنسلاخ الأشهر الحرم حتى يؤمنوا ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) لنسأل سؤالنا : هل هذا الأمر الإلهى سارى المفعول على كل زمان بإعتباره دستور إلهى ليقوم المسلمون بقتال الكفار كل عام متى إنسلخت الأشهر الحرم أم سيقول العقلاء أن هذه الآية خاصة بحدث معين وهناك فقه أسباب التنزيل الذى يقدم تفسير لكل آية والظروف المحيطة بها التى أنتجتها ,لنقول حسنا فهكذا نحن أمام نصوص بشرية لا تصلح أن تكون ناموسا لكل زمان فهى ملك ظرفها الموضوعى .. فهل هكذا وصلت المشاغبة .

* هل تؤمن بإله صاحب تاريخ دموى أم هكذا تاريخ إنسانى .
فى الكتاب المقدس كثير من الآيات الشديدة الدموية ( ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم ) ارميا 48 عدد 10- (الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من إنسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت )حزقيال9 عدد6 - (وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف ) يشوع 6 عدد21 .
لا تقول هنا أن هكذا كان سلوك وتاريخ العبرانيين وأن الرب قام بتدوين هكذا تاريخ أو سمح به فالرب هنا هو الذى يدعو ويأمر بقتل الاطفال وشق الحوامل وليس احد آخر ليكون السؤال هل يحق للمسيحى أن يفعل هذا فى عصرنا بإعتبارها أوامر إلهية فلو صرخ المسيحيين فى وجهى وقالوا طبعا لن نفعل فلدينا العهد الجديد فحينها إما نكون أمام إله همجى أو قصص بشرية لعالم من الهمج تم إلصاقها بفكرة الإله .
المسيحيون بالفعل لا يتعبوننا كثيرا فيرون أن هذه التوصيات الإلهية لم تعد فاعلة وأنها لزمانها وحسنا يقولون هذا بالرغم أن الرب قال ( ما جئت لأنقض بل لأكمل ) كما قال المسيح (فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل) مت 5:18 .ولكن ألا يفكرون أن الإله كان صاحب همجية ووحشية فهل الإله أصابه الخلل حينها أم أدركه العقل والمحبة بعدها أم هى نصوص بشرية سخرت فكرة الإله لمطامعها ووحشيتها .
هل نقول أنه من الهراء الإيمان بإله هكذا كان ماضيه باحث عن تحطيم الأطفال وشق بطون الحوامل حتى الحمير الغلابة لم تسلم من همجيته , فهل تحترم وتقتنع بإله هكذا كان ماضيه أم تقتنع بأن كل هذه النصوص كتابات بشرية ولا إله ولا يحزنون بل همجية بعض البدو فى هذا الزمن .

* لو لم يجيب الدعاء سيفقد ألوهيته .
الله مجيب الدعاء هكذا صفة من صفاته وقدرة من قدراته فهو القائل فى القرآن ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة: 186 و( قَالَ رَبكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )غافر: 60 كذا القائل فى الكتاب المقدس( إِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ ) متى 7:7 ( وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.) لوقا 11: 9
كون الله إله واحد أحد يتفرد بالألوهية وبالقدرة على تلبية الدعاء فقد تحدى أن يوجد إله آخر يجيب الدعاء( إِن الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَاد أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَليَستجِيبُوا لَكُم إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) الأعراف 194 – ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم ) فاطر14 (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) الأحقاف: 5 .
إذن الله مجيب الدعاء ويتفرد بهذا ويتحدى أن تجيب آلهة الوثنيين والكفار وأصحاب العقائد الضالة دعاء أتباعها ليكون لنا توقف يمكن ان نتلمسها وهى أن المؤمنين بالله لا يُجاب دعاءهم دوماً بينما أصحاب العقائد الوثنية يرون أن آلهتهم تجيب دعاءهم فكيف يكون هذا مع إدعاء الله أنه المجيب الحصرى للدعاء ويتحدى من يلجأ إلى آلهة أخرى أن يُستجاب دعاءهم .!

* من سيعبد الشمس والقمر والأصنام ستدخل معه الى نار جهنم .!
( وَيَوْمَ نَحْشُرهُمْ جَمِيعاً ثم نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وشُركَآؤكُم فَزَيَلْنَا بَينهُمْ وَقَالَ شُرَكآؤهُم ما كُنتُم إِيانَا تَعْبدُونَ) يونس : 28 ليقول الجلالين فى تفسيره : ثم نقول للذين أشركوا بالله :إلزموا مكانكم أنتم وشركاؤكم الذين كنتم تعبدونهم من دون الله حتى تنظروا ما يُفْعل بكم, فَفَرقنا بين المشركين ومعبوديهم .. فهل من يؤمن بالقمر أو الشمس أو الأصنام سيدخلهم الله نار جهنم كون الإنسان عبدهم , فما المنطق فى أن يتم عقاب جماد لا وعى له ولا إرادة لم يطلب من أحد أن يعبدهم , وما معنى وجودهم فى الجحيم , لأكتفى بهذا فالصورة شديدة السذاجة والتهافت تعلن عن عقلية تعتقد بأن الشمس والقمر موجودات مشخصنه تنافس الإله أو هى رؤية سودواية متهافتة الفكر ذات نزعة انتقامية شاذة .

* هناك رغبة ومشيئة بملأ جهنم .
فلنتوقف أمام هاتى الآيات الثلاث ( وَلَوْ شِئْنَا لأتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقولُ مِنِّي لأمْلأن جَهَنَمَ مِنَ الْجِنَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) السجدة 32: 13.( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِكَ لأملأن جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) هود 119:11 ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) سورة ق 30. وهناك حديث لمحمد يقول : " لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قط قط .!!
سننصرف عن أن الله يضع قدمه والنار التى تقول قط قط وسننظر للآيات الثلاث التى تعهد الله أن يملأ جهنم من الجن والناس أجمعين ومخاطبته لجهنم ككيان عاقل ذو إرادة وإدارة هل إمتلأتى وكاملة العدد أم تحتاجى المزيد وقد يكون هذا سبب أنه لا يأتى كل نفس هُدَاها حتى يحقق رغبته بملأ جنهم لنسأل عن ماهية هذا الإله ولأكتفى بهذا . ولا تعليق .

*بماذا تفسر .
(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) يقال أنها منسوخة لفظاً وباقية حكماً ولا تعلم مامعنى هذا ومدى مصداقيته , فهل القرآن ناقص ومُحرف , وكيف أدركوا ان هذه الآية كانت بالقرآن حتى يقولوا منسوخة لفظاً وباقية حكماً , وأين مقولة أنه كتاب محفوظ , ولكننا نجد فى المقابل بالقرآن الكثير من الآيات المنسوخة مثل "لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى" فهى منسوخة حكماً باقية لفظاً فكيف تفسر هذه المعادلة, فالمنسوخ لفظاً باقى حكماً بينما الباقية لفظاً منسوخة حكماً .!

* النسيان من الشيطان .
يشير القرآن الى أن الشيطان له تأثير خطير فهو قادر ان ينسي محمد ( إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )الأنعام 6: 68 ولكن حسب القرآن ذاته فمن ينسيهم الشيطان فهم من حزب الشيطان يقول( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ) المجادلة58: 19... ولا تعليق .

* تكريم المرأة
يتباهى المسيحيون أن كتابهم المقدس يحترم المرأة فلا ذكر أنها نجسة وعورة وناقصة عقل ودين بل كرم الرب المرأة كالرجل .. بالرغم أن قولهم هذا بعيد عن الحقيقة ومن يفتش فى الكتاب المقدس سيجد إنتهاكات لإنسانية المرأة ولكن ما سيعنينا هى قصة كرامتها فحسب الإصحاح الثانى من سفر التكوين نجد شئ غريب لم يفطن إليه أحد وهو أن خلق المرأة جاء بعد أن خلق الله آدم ثم خلق له حيوانات البرية ليسميها ويتسلي بها ليجد فى النهاية أن الباشا آدم غير مبسوط فيخلق له حواء لتسليته , لنتوقف أمام مشهد أن خلق حواء جاء بعد خلق الحيوانات ولا عزاء لكرامة المرأة .!
تكوين 15:2 ( و اخذ الرب الاله ادم و وضعه في جنة عدن ليعملها و يحفظها ,و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا , و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت , و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره , و جبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها , فدعا ادم باسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية و اما لنفسه فلم يجد معينا نظيره , فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فأخذ واحدة من اضلاعه و ملأ مكانها لحما , و بنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم , فقال ادم هذه الان عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت ) .

* هل تتذكر.؟!
فى سورة الكهف 51 ( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُد ).. الله يقول أنه لم يشهد الإنسان خلق نفسه ولا السموات والأرض وهذا كلام منطقى ولكنه يناقض هذا القول فى الأعراف : 172 (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) . فهو هنا أشهدنا على انفسنا في عالم الغيب و جعله حجة .
فهل أشهدنا أم لم يشهدنا وإذا كان قد أشهدنا فهل تتذكر أنك شهدت وتحملت الأمانة .. هل تتذكر هذا التعاقد قبل أن تُوجد .

* ماهذا الشذوذ النفسى .
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 15خلاصة حكم المحدث: صحيح .- ويقول المسيح ايضا : ( مَن أحب أباً أو أُماً أكثر مني فلا يستحقني . ومَن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني ) مت 10: 37 وقال أيضا : ( إن كان أحد يأتي إليَّ، ولا يُبغض أباه وأُمَّه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً ) لو 14: 26.
كيف نصنف هذه التصريحات فألا نعتبرها نرجسية وشذوذ نفسى , فالطبيعة البشرية تحب بدون أمر ولا إكراه , ولا يوجد إنسان طبيعى سيحب أحد سواء أكان نبى أو إله أكثر من أولاده فالحب القوى يلزم تواصل ومعايشة ووجود حاضر ماثل ومتحقق ومتفاعل , فكيف يأمر بأن يكون الحب للنبى أو الرسول أو الإله أكثر من الناس أجمعين .!
يتصاعد سقف النرجسية والشذوذ النفسى عندما يجعل من يحب الأب والأم أكثر منه فلا يستحقه ويزداد الشذوذ عندما يطالب ببغض الأب والأم والزوجة والأخوات حتى يستحق الإيمان ويكون أحد مريديه ولا تعليق أكثر فلن يفلح مجاز أو رمز فى تخفيف البشاعة فنحن أمام عسكرة مشروع إيمانى شاذ .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .

خلوووود 09-05-2017 06:46 AM

مشاغبات فى التراث2-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
 







- مشاغبات فى التراث 2 .

فلنبدأ ألف باء تأمل ولنراجع كل مفرداتنا الإيمانية والفكرية من البدايات بلا تشنج وبدون أن نضع العربة أمام الحصان , فليكن عقلنا وفكرنا المنطقى سبيلنا لمراجعة كل مواريثنا وفنتازيتنا وثقافتنا المهلهلة لنبدأ رحلة الشك ..نعم رحلة شك وفرز وغربلة لكافة مواريثنا التى ألفناها وإعتبرناها قصور شامخة وماهى إلا قصور من وهم خلقناها لنتماهى فيها لدرجة أنها إنفصلت عن وعينا ليتخلق لها وجود وهى بلا وجود .
رحلة الشك قد تكون مؤلمة ولكننا سنتعاطى معها بهدوء وبلا تشنج ليكون منطقنا وعقلنا سبيلنا لإزالة الغشاوة عن عيوننا ولنعيش الحياة بعيون نظيفة , ففكرة الإله والتراث الدينى لم تعد فكرة خرافية فحسب بل فكرة دمرت وخربت الكثير من إنسانيتنا وقد تطرقت لهذا فى أبحاث سابقة ومازال هناك أبحاث فى الطريق .
موضوعنا عن سذاجة وتهافت الطرح فى التراث الدينى ومن باب التهذب سنقول منطق الله بديلاً عن قول هراء وسذاجة وتهافت الأديان بغية عدم التصادم مع المشاعر الملتهبة التى ألفت فكرة الإله أو للدقة هراء وسذاجة وتهافت مُبدعى فكرة الإله والتراث الميثولوجى , فلا وجود لإله حتى يكون له منطق أو لا منطق بل هو منطق وفكر بشرى لحماً ودماً وأعصاباً وليد مخاض زمنه لذا جاء متهافتاً .
هى مشاغبات فى مشاهد متنوعة نمر عليها فى التراث فلا نفطن لها ولكنها تحمل الكثير من السذاجة والتهافت كما تفضح فى الوقت بشرية النص ورؤى من أبدعوه ليحق لنا القول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .

- للإله ساق بجد مش مجاز .
فلنتوقف عند هذه الآية ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ) القلم 42 . فهل الله له ساق.!!
حتى لا نحظى على تدليس المدلسون وأصحاب المجاز والباذنجان فلنستمع لشرح هذه الآية من الرسول محمد : قَالَ الْبُخَارِيّ هَهُنَا حَدثنَا آدَم حَدثنَا الليث عَنْ خَالِد بن يَزِيد عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلال عَن زَيْد بن أَسْلم عَنْ عَطَاء بْن يَسَار عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدرِي قَالَ سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول :( يَكْشِف رَبّنَا عَنْ سَاقه فَيَسْجُد لَهُ كُلّ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَة وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُد فِي الدُّنْيَا رِيَاء وَسُمْعَة فَيَذْهَب لِيَسْجُد فَيَعُود ظَهْره طَبَقًا وَاحِدا ) وَهَذَا الْحَدِيث مُخَرج فِي الصحِيحَيْنِ .. أليس هذا هو التجسيم والتشخيص بعينه ويمكن أيضاً العثور على يد الله , وعين الله , وضحك الله , وغضب الله ثم تجدهم يصرخون فى وجهك عندما تذكر لهم أنه لا يوجد مشهد واحد فى القرآن يخلو من التجسيم والتشخيص .

- ليس تجسيما وتشخيصا فقط بل ينام ويغرق فى الخمر .!
( فَاسْتَيْقَظَ الرب كَنَائِمٍ كَجَبارٍ مُعَيِّط مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65 .!

- الله يتمشى .!
( وسمعا صوت الرب الاله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار فإختبأ آدم و امراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة) تكوين 8 :3 .

- الرب يندم .. مش هعملها تانى .!
( فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسفَ فِي قَلْبِهِ.) تكوين 6:6 وأيضا ( فَقَالَ الرب: أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقتهُ الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَني عَمِلْتهُمْ.) تكوين 6: 7، وأيضاً ( فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِه ) خروج 32: 14 ، وأيضاً (وَالرَّب نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35 .!

- سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
ذكر محمد في حديث رواه البخاري عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلّق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه ) .
كلام جميل , ولكن لنا أن نتوقف أمام " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " فهنا إشكاليات خطيرة فأولا نحن أمام تجسيم الله ككيان مادى له ظل , ثم من أين يأتى الضوء الذى يعكس ظل الله ويجعل له ظل فى يوم القيامة حيث لا وجود لأى مصدر للضوء .

- الله له نفس ويهرول للقاء حبيبه المؤمن .
عن ابى هريرة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح .
دبوس 1: هل الله له نفس , فالنفس مجردة من المادة في مقام الذات ولكنها مرتبطة بالمادة في مقام الفعل ومعنى ذلك أن النفس لايمكن ان ترى الا بمعونة العين ومعنى الرؤية هنا إدراك المرئي . بينما يُفترض أن الإله ليس مادة أو مرتبط بالمادة ولكن يبدو أن الله له نفس ( وَإِذَا جَاءكَ الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقلْ سَلاَم عَلَيْكُم كَتَبَ رَبكم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) وأيضا ( تَعلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ) .!
دبوس 2: هل يليق لخالق كلى العظمة والجلال والعزة والإكرام أن يقول لعبده : وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .!!

- إله يقسم .
شيء غريب أن يقسم الله بمخلوقاته وبأشياء تافهه من خلقه .
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
وَالْعَصْر
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
وَلَيَالٍ عَشْرٍ
وَالشَفعِ وَالْوَتْرِ
كيف يُعقل أن يقسم الله كلى العظمة والجلال والعزة وخالق الكون بمخلوقاته لنراه يقسم مثلاً بالعاديات أي الخيل أو الإبل التي تعدوا , فهل هذا يليق , ولمن يقسم , فهل يبحث أن يصدقه الإنسان ليعتمد كلامه فهكذا معنى القسم .!

- عقلية غريبة تصر على إهانة الإله .
فى سورة البلد1( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) أى الله لا يقسم بمكة وهذا قول محترم يليق بإله ولكن فى سورة التين 1-3 نجده يقسم (والتين والزيتون‏ .‏ وطور سينين ‏.‏ وهذا البلد الأمين) فهل هو يقسم أم لا لتتفتح عقيرة الفكر الإسلامى فبدلاً من أن تنزه الله عن القسم بمكة تعتبر أن الله يقسم بهذا البلد , وأن "لا" فى آية "لا أقسم بهذا البلد" زائدة أى ملهاش لزمة أى غلطة مطبعية .!

- طب مين اللى يعرف ؟!
إذا أخذنا سورة الكهف الآية 22 عندما سأل أهل مكة النبي عن عدد اهل الكهف: ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ) .
أي منطق هذا لإقناع الناس بأن القرآن من عند الله , فهم يسألون عن شئ بحكم ان الله أعلم ولذلك سألوا النبي أن يخبرهم بعدد أهل الكهف، ولكن بدلاً من الاجابة المباشرة بعددهم بحكم أن الله أعلم يخبرنا القرآن بما قال الناس عن عددهم وأن كل هذا القول تخمين والله أعلم !. فلماذا إذاً لا يخبرهم بالعدد الحقيقي حتى لا يكون هناك داعي للتخمين , وماذا قدم هنا من معلومة وخبر ليؤكد تفرده بالمعرفة والعلم .

- لا محصلش .
( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدنيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ )غافر 51.- معنى الآية أن الله يرسل الرسل وينصرهم فى الحياة الدنيا وحتى يوم القيامة .
دبوس 1: نعلم من القرآن أن اليهود قتلة الأنبياء ( وَضُرِبَتْ عَلَيهِمُ الذلةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقتلُونَ النبِيِّينَ بِغَيرِ الْحَق ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعتدُونَ)البقرة: 61 وقال أيضا :( إِن الَّذِينَ يَكْفرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النبِيّينَ بِغَيرِ حَق وَيَقتلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشرهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) آل عمران: 21 وقول آخر( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلةُ أَيْنَ مَا ثقِفُوا إِلا بِحَبلٍ مِنَ اللهِ وَحَبل مِنَ الناسِ وَبَاءُوا بِغَضَب مِنَ اللهِ وَضرِبَت عَلَيْهِمُ الْمَسكَنَة ذَلِكَ بِأَنهُمْ كَانُوا يَكْفرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقتلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَق ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانوا يعتدون) آل عمران: 112 وقال : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) النساء: 155.
فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصر رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا .!
دبوس 2: يوم الأشهاد هو يوم القيامة وهذا يعنى أن محمد ليس خاتم الرسل فالله يقول إنه سينصر رسله إلى يوم القيامة أى هناك رسل بعد محمد حتى يوم القيامة .!

- النسيان والقرآن .
( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ) سورة الأعلى6-7 . وفى حديث رواه البخاري 5038 ومسلم 788 (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ رَجُلا يَقرأُ فِي سُورَة بِالليْلِ فَقَالَ : " يَرْحَمُهُ اللهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَة كُنتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا ") . أي أن النبى يقر فى حديثه بأنه كان ينسى ,وكذلك القرآن يعترف بأن هناك آيات نزلت علي محمد وقد نسيها والدليل الاستثناء ( إلا أن يشاء الله ) . فهل بالقرآن آيات منسية .؟!

- الشمس والقمر والأصنام فى الجحيم والعذاب الأليم بالرغم إنهم قالوا ملناش دعوة .!
(وَيَوْمَ نَحشُرُهُمْ جَمِيعاً ثم نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشرَكُوا مَكَانَكُم أَنتم وَشرَكَآؤكُم فَزيلنَا بَينَهُم وَقَالَ شُرَكَاؤهُم ما كُنتم إِيانَا تعبُدُونَ ) يونس : 28 . وحديث لمحمد قال : ( يكون يوم القيامة ساعة فيها شدة ، تنصب لهم الآلهة التي كانوا يعبدون ، فيقال : " هؤلاء الذين كنتم تعبدون من دون الله " فتقول الآلهة : "والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل ، ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا " ! فيقولون : " والله لإياكم كنا نعبد " فتقول لهم الآلهة : فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين ) .!
هذا يعنى إقرار بوجود آلهة أخرى غير الله تقول وتتكلم وسيتم فصلها عن المشركين وهذه الآلهة ستدافع عن نفسها " فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم" وطبعا هناك عقاب لهذه الآلهة فى الجحيم , فما المنطق والمعنى فى حساب وعقاب الأصنام والقمر والشمس أم أننا أمام حكايات كليلة ودمنه .

- ( الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) .
الآية تذكر "علم القرآن" أولاً ثم "خلق الانسان" ثانياً , فكيف الله يُعلم القران ثم يخلق الانسان فهو لم يخلقه بعد , فالمنطقى قوله خلق الانسان ثم علم القرآن أليس كذلك .

- معقولة ! الرب يرفض أن يعى الإنسان الخير والشر .
( فقالت الحية للمراة لن تموتا , بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر) تكوين 4:3
دبوس1: بعد قراءة هذه الآية قد تقول أن الحية ( الشيطان ) تكذب وتدعى أن شجرة البرقوق هى شجرة معرفة الخير والشر بينما مزاج الله لايريد أن يأكل آدم وحواء من شجرة البرقوق ولكن تتمة هذه القصة يتضح أنها شجرة معرفة الخير والشر بصحيح والله يرفض أن يعلم الإنسان بل يخشى على شجرة الخلود التى يأكل منها ويستمد منها خلوده أن تطالها يد الانسان فيفرض حراسات مشددة على الجنة خوفاً من آدم .! ( وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والآن لعله يمد يده و ياخذ من شجرة الحياة ايضا و يأكل و يحيا الى الابد )تكوين 3 :22 .ولنسأل ألف باء منطق ألا يُفترض ويَحق لآدم أن يعرف الخير والشر .! ولنتوقف أيضا أمام مقولة "والآن لعله يمد يده" وكلمة "لعل" التى تعنى عدم العلم فأين ذهب قول المعرفة والعلم المطلق .!
دبوس2: هل لنا ان نتوقف أمام قول "و قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير و الشر" ولننتبه أكثر لقول "كواحد منا " فهل هناك مجمع آلهة أم ماذا ؟! .

- طب إزاى آدم وحوا أشركا وهما لوحدهما .!
( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين , فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون) الأعراف 190.
آدم وحواء أشركا بالله ولم يكن غيرهما على الأرض ولم يكن هناك عقائد ولا أديان ولا مُدعين بآلهة أى لا شئ حتى يشركا بل كان تعاملهما مع الله مباشرة فألا يعتبر هذا المشهد ساذج وغير منطقى وإساءة لله ولآدم وحواء .

- طب فين الجحيم .
( سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن ربكُمْ وَجَنة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران133
دبوس 1: هل يوجد أى منطق وصحة عندما يذكر الله الجنه بعرض السموات والارض أى عندما نقول عرض الأرض تساوى 100 الف ميل و1 سم , فهل هناك معنى وأهمية لذكر 1سم .!
دبوس 2: عندما يقول جَنةٍ عَرضُهَا السمَاوَاتُ وَالأرض فأين مكان الجحيم مع العلم أن زبائن الجحيم أكثر عدداً وأن الله سيملأ جهنم بالناس ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) السجدة 13( وَلَوْ شَاءَ رَبكَ لَجَعَلَ الناسَ أُمةً وَاحِدَة وَلا يَزَالُونَ مُختلِفِينَ إِلا مَن رحِمَ رَبكَ وَلِذَٰ-;-لِكَ خَلَقهُمْ وَتَمَّت كَلِمَةُ رَبكَ لأملأن جَهَنمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) هود 119.

- ينفع الكلام ده .. الواحد لا يأمن مكر الآلهة .
( وَأَعْطَيتهُم أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَة وَأَحكَاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا ) حزقيال 20 : 25 . ماشى يا عم الضال .!

- طب إيه لازمة حلمة الرجل .!
معلوم أن الله خلق حواء من ضلع من ضلوع آدم وبغض النظر عن كون هذا الضلع معوج أو صحيح فحواء جاء خلقها بعد آدم ( فأوقع الرب الاله سباتا على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً و بنى الرب الاله الضلع التي أخذها من آدم إمرأة و احضرها الى آدم )تكوين 2 :21 . وما رواه البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً ).
ليكون الدبوس : طالما أن آدم أول الخلق فلماذا يوجد لديه حلمتين ضامرتين , فما معنى وجودهما , وما مغزاه , فهل كانت هناك نية ان يقوم آدم بالرضاعة مستقبلاً ثم تم صرف النظر عن هذا أم أننا أمام قصة الخلق الطينية الحافلة بالسذاجة والتهافت .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .

خلوووود 09-05-2017 06:48 AM

مشاغبات فى التراث3-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
 



فلنبدأ ألف باء تأمل ولنراجع كل مفرداتنا الإيمانية والتراثية من البدايات بلا تشنج وبدون أن نضع العربة أمام الحصان , فليكن عقلنا وفكرنا المنطقى سبيلنا لمراجعة كل مواريثنا وفنتازيتنا وثقافتنا المهلهلة لنبدأ رحلة الشك ..نعم رحلة شك وفرز وغربلة لكافة مواريثنا التى ألفناها وإعتبرناها قصور شامخة وماهى إلا قصور من وهم خلقناها لنتماهى فيها لدرجة أنها إنفصلت عن وعينا لتحلق بعيداً ويتخلق لها وجود وهى بلا وجود .
رحلة الشك قد تكون مؤلمة ولكننا سنتعاطى معها بهدوء وبلا تشنج ليكون منطقنا وعقلنا سبيلنا لإزالة الغشاوة عن عيوننا ولنعيش الحياة بعيون نظيفة , ففكرة الإله والتراث الدينى لم تعد فكرة خرافية فحسب بل فكرة دمرت وخربت الكثير من إنسانيتنا وقد تطرقت لهذا فى مقالات سابقة ومازال هناك أبحاث فى الطريق .
موضوعنا عن سذاجة وتهافت الطرح فى التراث الدينى ومن باب التهذب سنقول منطق الله بديلاً عن قول هراء وسذاجة وتهافت الأديان بغية عدم التصادم مع المشاعر الملتهبة التى ألفت فكرة الإله أو للدقة هراء وسذاجة وتهافت مُبدعى فكرة الإله والتراث الميثولوجى , فلا وجود لإله حتى يكون له منطق أو لا منطق بل هو منطق وفكر بشرى لحماً ودماً وأعصاباً وليد مخاض زمنه لذا جاء متهافتاً .
هى مشاغبات فى مشاهد من فكرة الناسخ والمنسوخ نمر عليها فلا نفطن لها ولكنها تحمل الكثير من السذاجة والتهافت كما تفضح فى الوقت بشرية النص ورؤى من أبدعوه ليحق لنا القول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .

* بماذا تفسر .
قول القرآن ( لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ) سورة يونس 10: 46 و( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) سورة الكهف 18: 27 فهذا كلام محترم ومنطقى , فالله كلى الحكمة والعلم والقدرة لن يبدل من كلماته أبداً وإلا صار مُتردد صاحب هوى ليفقد بذلك ألوهيته ولكن آية سورة البقرة 22 ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أومثلها ) كذلك آية النحل 101( وإذا بدلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما يبدل قالوا إنما أنت مفتر ) تجعل الله مُتردد ويُبدل فى كلماته , فكيف تفسر هذا التناقض , فهل الله يبدل أم لا يبدل أم أننا أمام محاولة إسعاف التناقضات التى تم إثارتها بأن الله ينسخ ويبدل .. إختار إحدى الإجابتين مع التعليل .

* الناسخ الذى جاء قبل المنسوخ .!!
فى سورة البقرة 234 :(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة اشهر وعشراً ) وفى نفس السورة آية 240: ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجاَ وصية لأزواجهم متاعاً الى الحول غير إخراج ) لنجد انفسنا أمام تناقض غريب فالآية 234 تقول أن المرأة التي مات زوجها تتربص بنفسها اربعة اشهر وعشرة، بينما آية 240 من نفس السورة تحدد المدة بعام كامل فأيهما صحيحا ؟!.
يأتى فقه الناسخ والمنسوخ لحل هذه الإشكالية فهناك آية ناسخة للأخرى لنسأل أولا ألم يكن يعلم الله بالمدة المناسبة من البدايات وما قرره بهذا الشأن فلماذا أَخبر بمدتين مختلفتين بدلا من الإنزلاق إلى هذا التناقض , والغريب أن هذا التضارب يأتى فى نفس السورة فكيف تحل هذه الفزورة ؟! .
الفزورة الأقوى والأصعب هى أن آية 234 ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة اشهر وعشراً ) نسخت الآية التي تأتي بعدها أى الآية 240 من نفس السورة:( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجاَ وصية لأزواجهم متاعاً الى الحول غير إخراج ) . فبالعقل والمنطق السليم والفهم البديهى أن الآية النَاسخة تأتى دوماً بعد الآية المنسوخة لكونها ناسخة لحكم سابق وإلا ما معنى النسخ . فكيف تفسر الناسخ الذى يأتى قبل المنسوخ .؟!!

* النسخ الذى يأتى فجأة .
عن الراوي: سهل بن حنيف المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 17/186خلاصة حكم المحدث: صحيح ( أن رجلا كان معه سورة فقام يقرأها من الليل فلم يقدر عليها ، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها ، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها ، فأصبحوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : ذهبت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها ، وقال الآخر : ما جئت إلا لذلك ، وقال الآخر : ما جئت إلا لذلك ، وقال الآخر وأنا يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها نسخت البارحة ).!!
المشاغبة تسأل: هل يمكن أن تنسخ سورة بأكملها فى ليلة واحدة فلا يكون لها أى أثر وهى كلام الله أم أن محمد نسي السورة أيضا وللخروج من المأزق والحرج قال أنها نسخت البارحة مثلما ضاع من سورة البراءة والأحزاب التي كانت تعادل سورة البقرة أم أننا أمام كتابات بشرية ذات هوى وعدم تركيز .

* النسخ الذى يأتى بعد ساعة بناء على طلب الجمهور .!
- هل تعلم ان النسخ فى القرآن لا يشترط مرور عام أو أكثر على النسخ فيكفى ساعة واحدة لتنسخ آية آية اخرى ,فآية ( يَا أَيهَا الَذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )المجادلة12 نسختها آية ( أَأَشفَقتمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )المجادلة13
قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، ومقاتل بن حيان : سأل الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه بالمسألة ، فقطعهم الله بهذه الآية ، فكان الرجل منهم إذا كانت له الحاجة إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة ، فاشتد ذلك عليهم ) ليغير محمد الرخصة بعد ذلك : فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم .!
كذلك تفسير ابن كثير لها : قال مَعمَر، عن قتادة: ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً إنها منسوخة ما كانت إلا " ساعة من نهار".) وكذا روى عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن مجاهد قال علي: ( ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت قال علي، رضي الله عنه: آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد قبلي، ولم يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت ولم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي ).
إذن هى آية نسخت الآية السابقة لها مباشرة (المجادلة 12,13) بعد شكوى المسلمين انهم لن يستطيعون أن يقضوا حاجتهم إلا بعد تقديم صدقة لتنسخها بعد ساعة من النهار!! ولم يطبقها إلى على بن ابى طالب فبماذا تفسر آية تنزل وتنسخها آية أخرى فهل الأمور تقف على رد فعل المؤمنين فما لا يروق لهم يتم تنزيل آية اخرى تفى الطلب وبعد ساعة من النهار .!!

* آيات بناء على طلب الصحابة والحديث الذى نسخ آية .
آية سورة البقرة284: ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ) أى ان الله سيحاسب الناس بما يخفون في صدورهم وما يعلنون , وحين إحتج الصحابة للرسول عند سماعهم تلك الآية وبعد ان جثوا على ركبهم وبكا منهم البعض أقروا بعدم مقدرتهم على هذا الحساب فى أن يوقفوا حديث النفس , فقال لهم الرسول بعد ان طلب منهم ان يقولوا سمعنا واطعنا( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) ليبطل حديثه هذا كلام الله لتنزل آية اخرى على أثر هذا تبطل سابقتها( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ) .!!

* آيات يا ليتها لم تُنسخ .
- آية سورة البقرة 190 (قاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) منسوخة بآية سورة التوبة 5 ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقتلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رحِيمٌ ). كما تم نسخها بآية التوبة 36( إِنَّ عِدة الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِن أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) وأشار لذلك النحاس والنيسابوري ومرعي بن يوسف الكرمي وهبة الله ابن سلامة , لذا فليكف الذين يرفعون هذه الآية دوماً عند مواجهتهم بالآيات الشديدة الحرج الداعية للقتل والغزو .

- الآية الجميلة من سورة الأعراف 199 ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )منسوخة بالتوبة 5 ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُر الْحرم فَاقتلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتّتمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رحِيم ) حسب قول هبة الله ابن سلامة .

- كذلك آية البقرة 191( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ منسوخة بآية البقرة 193 بالرغم أن الإختلاف طفيف (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) كذلك نسختها آية سورة التوبة 5( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرم فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) . وقال بهذا السيوطي والنحاس ومرعي بن يوسف الكرمي ومكي ابن أبي طالب وهبة الله ابن سلامة .

- كذلك آية البقرة 192( فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) منسوخة بآية سورة التوبة 5 حسب قول هبة الله ابن سلامة( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقتلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

- آية سورة البقرة256 ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) منسوخة بآية سورة التوبة 5( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُم وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رحِيمٌ ) وذلك حسب قول السيوطي والنحاس والنيسابوري ومرعي بن يوسف الكرمي وهبة الله ابن سلامة .

- كذلك آية آل عمران 20( فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل للذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) نسختها التوبة 5( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُور رحِيمٌ ) كذلك نسختها آية التوبة 29 ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَق مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) . كما أشار النيسابوري ومرعي بن يوسف الكرمي وهبة الله ابن سلامة .

-كذلك آل عمران 186( لتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وتتقواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) نسختها آية التوبة 29 حسب قول هبة الله ابن سلامة( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَق مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) .

* آيات المصالح المتغيرة .
- فى البقرة 215( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيم ) منسوخة بآية التوبة 60 ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً منَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وقال بذلك مرعي بن يوسف الكرمي وهبة الله ابن سلامة
لتقول ما الفرق ,, أقول إنتبه إلى المؤلفة قلوبهم فهى القضية المعنية بمراضاة المنافقين واصحاب السطوة .

- فى الأنفال 1 ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مؤْمِنِينَ ) منسوخة بالأنفال 41 ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقال بهذا النحاس ومرعي بن يوسف الكرمي وهبة الله ابن سلامة .
الغنائم هو النهب المصاحب للغزو والقتال لتأتى بداية ( قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) ليثير هذا قنوط وتذمر المقاتلين لتأتى ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ) لتحل الإشكالية والتذمر .!

- آية البقرة 221 ( ولاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) نسختها المائدة 5 حسب قول مرعي بن يوسف الكرمي وهبة الله ابن سلامة ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .
لتستغرب من شئ أنه من الطبيعى ان لا يتم الزواج من المشركات للحفاظ على الدين وخصوصا أن القرآن حافل بالتحذير ولعن المشركين والكفار ووعدهم بعذاب أليم فكيف تؤتمن على بيت وأولاد ولكن يبدو أن بحبوحة الرغبات الجنسية طلبت هذا .

فلنتوقف ونتأمل ونفكر لنصل إلى أن الأديان فكر بشرى يتوائم مع ظرفه السياسى والإجتماعى ولم يتحرر من الهوى والتهافت وعدم التركيز .

خلوووود 09-05-2017 06:51 AM

كتابات ساخرة ولكن ليست كتاباتى-مشاغبات فى التراث4
 

- مشاغبات فى التراث (4) - تسالى رمضانية .


أستغرب من إدعاء المؤمنين بأن الملحدين واللادينيين يشخصون الله عندما يتناولون حضوره فى الفكر الديني بقراءة يرونها مغلوطة ومخالفة لإيمان المؤمنين ,لأضرب كفا بكف وأقول أليس الذى يشخصن الإله هو الفكر والتراث الدينى فهو المصدر والوكيل الرسمى فلم يُترك سطراً واحداً فى الكتب الدينية دون أن تفوح منها رائحة الشخصنة فى التوصيف بصفات مُغرقة فى بشريتها إلى إستدعاء ملامح بشرية كالوجه واليد والساق لأتناول هذا فى مقال سابق طارحاً عشرات صور للتشخيص التى تثبت بما لا يدع مجال للشك أننا أمام فكرة إله أنتجها ورسمها الإنسان القديم برؤيته وخياله وإنفعالاته .
فى هذا المقال سنتناول التشخيص عندما يكون فجاً ينال من فكرة الله بسذاجة الطرح وبصورة شديدة السخرية والتهافت والبلاهة لتدعو كل من يمتلك القليل من الجرأة أن يبتسم بل يضحك على فكرة إله رسمها إنسان قديم بكل سذاجته وبراءته وبلاهته لتصوره بصورة متهافتة ساذجة لنقول أن المؤمنين لم يكتفوا بأنهم لم يقدروا الإله حق قدره بل سخفوه بشكل ساخر ومتهافت ليصب هذا فى رؤيتى أن الأديان فكر بشرى الهوى والهوية والتهافت .
تعالوا نستدعى صور من التراث الدينى تبين كيف أنهم نالوا من فكرة الله بسخرية وسذاجة وبطريقة لا يمكن توصيفها اكثر من أننا أمام مُبدع لم يحترم فكرة إلهه ولم يعطه حق قدره بل سخف الفكرة وإستجلب لها المهانة والسخرية أو قل للدقة أن مُبدع فكرة الإله صدر كل ما يحمله ذهنه من براءة وتسطيح وسذاجة وغفلة , وطالما هى صور طريفة تقترب من الكوميديا فيكون مناسباً عرضها فى شهر رمضان الذى يطلب التسلية والفرفشة , وطالما هى ساخرة بما فيه الكفاية لذا لا تحتاج لتعليق منى فلا معنى للجدية و للصرامة فى العرض والتحليل ولنكتفى أنها كتابات ساخرة ولكن ليست من إنتاجى .

- أصل الدنيا ضلمة واللى يخطأه الله ضل وإنت ونصيبك .!.. شوف أصل الهدى والضلال .!
( إن الله تعلى خلق خلقه في ظلمة ، فألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى ، و من أخطأه ضل ) - الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص-خلاصة الدرجة: صحيح-المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الجامع .

- فى أى قبضة يا بنى آدم .. إنت وحظك .!
( عن أبي نضرة أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له أبو عبد الله، دخل عليه أصحابه يعودونه، وهو يبكي فقالوا له: ما يبكيك؟ ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقاني” قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل قبض بيمينه قبضة، وأخرى باليد الأخرى، وقال:”هذه لهذه، وهذه، ولا أبالي” فلا أدري في أي القبضتين أنا ) .

- حاول تِضحك الله بنكته حلوة وهتدخل الجنه .!
( فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه ، فإذا ضحك منه قال له : ادخل الجنة )! -الراوي: أبو هريرة-خلاصة الدرجة: صحيح -المحدث: البخاري-المصدر: الجامع الصحيح .
وفى حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإذا ضحك ربك إلى عبدٍ فى الدنيا فلا حساب عليه ) وقال أيضاً ( ومن ضحك الله منه لم يعذبه ). !!

- ويضحك على حاجات غريبة .!
عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( ثلاثة يضحك الله إليهم الرجل يقوم من الليل، والقوم إذا صفوا للصلاه، والقوم إذا صفوا للقتال ) .!
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أى الشهداء أفضل ؟ قال الذين إن يلقون القوم فى الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون فى الغرف العلى من الجنة ، ويضحك إليهم ربهم ، وإذا ضحك ربك إلى عبدٍ فلا حساب عليه )!-وحديث أبى هريره :( يضحك الله سبحانه وتعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة . فقاتل هذا فَيُقتَل فيتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد .) !!

- روح لربنا وهيجيلك هرولة .!
يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .! - الراوي: أبو هريرة -خلاصة الدرجة: صحيح-المحدث: البخاري- المصدر: الجامع الصحيح .

- يا سلام على العدل والرحمة .. إرمى على ولاد الكلب دول .!
عن أبي موسى الأشعري قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلي كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار ) !
وقال أبي موسى الأشعري بإسهاب : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تحشر هذه الأمة على ثلاثة أصنافٍ، صنف يدخلون الجنة بغير حسابٍ، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً، ثم يدخلون الجنة، وصنف يجيئون على ظهورهم أمثال الجبال الراسيات ذنوباً، فيسأل الله عنهم وهو أعلم بهم فيقول: ما هؤلاء؟ فيقولون: هؤلاء عبيد من عبادك، فيقول: حطوها عنهم واجعلوها على اليهود والنصارى، وأدخلوهم برحمتي الجنة ) !.
لاحظ ان فيه ناس يدخلون الجنه ببلاش وناس يحاسبون نصف تذكرة وصنف يرموا بلاويهم التقيلة على اليهود والنصارى فأى عرض تحب .

- بقى هوا ده سر الجنس الأبيض والزنجى .. بس مش حرام الزنوج فى النار وكمان ولا يهمه .
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:( خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كفته اليسرى، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه : إلي الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كفه اليسرى: إلي النار ولا أبالي ).! ولا يهمك .!

- علشان كده الله يحب العطاس ويكره التثاؤب .!
( لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس ) -الراوي: أبو هريرة-خلاصة الدرجة: إسناده حسن-المحدث: الألباني-المصدر: كتاب السنة .
-( إن الله يحب العطاس ، ويكره التثاؤب ، فإذا عطس فحمد الله ، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته ، وأما التثاؤب : فإنما هو من الشيطان ، فليرده ما استطاع ، فإذا قال : ها ، ضحك منه الشيطان ) !- الراوي: أبو هريرة -خلاصة الدرجة: صحيح المحدث: البخاري-المصدر: الجامع الصحيح.

- إنت وحظك من هوى وحب وبغض الله ليعملك زفة أو يجرسك .!
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض ) !.

- حوار بين الله والرحم..وسبحان الله : الرحم بيتكلم . !
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاقرءوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ).!

- للرحم مكانة عظيمة .!
( إن الرحم شجنة متعلقة بمنكبي الرحمن تبارك و تعالى قال الله تعالى لها : من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته )-الراوي: أبو هريرة-خلاصة الدرجة: صحيح على شرط البخاري-المحدث: الألباني-المصدر: كتاب السنة .

- شُفت : الرحم اشتق من اسم الرحمن. !
حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعا : ( أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي ) والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها ، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله تعالى ، وقال الإسماعيلي : " معنى الحديث أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن فلها به علقة " .

- الله بيصلى بجد ويقول سبوح سبوح.!
عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام : ( عرج برسول الله صلى الله عليه وآله مرتين فقال له :انتظر يا محمد ان الله يصلي ، فقال : وكيف يصلي يا جبريل ، قال يقول : سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح )! - كتاب الكافي : المجلد الأول و كتاب الحجة باب : ميلاد الرسول ووفاته.
وفي سدرة المنتهى قال جبريل لله انتظر هنا الله يصلي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يقول الله ؟ قال يقول سبوح .. سبوح وينحني بجبهته قليلا وكأن الله يسجد أو يركع.)!! -كتاب الصلاة .-ينحنى بجبهته قليلاً !! .

- يا نهار إسود .. الله ماشى يكلم نفسه !
بعد ما خلص الله على كل المخلوقات وحتى الملايكة وبقى لحاله قال : أنا عتريس أنا الملك , أنا الجبار , أنا المتكبر , أين ملوك الأرض أنا الواحد القهار .!
جاء فى تفسير ابن كثير لسورة غافر 20 ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ . فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ , رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ , يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). قوله (‏لمن الملك اليوم‏‏ للّه الواحد القهار)‏ قد تقدم في حديث ابن عمر رضي اللّه عنه أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده، ثم يقول‏:‏ أنا الملك، أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض‏؟‏ أين الجبارون‏؟‏ وفي حديث الصور أنه عز وجل إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له، حينئذ يقول‏:‏ ‏( ‏لمن الملك اليوم ‏) ثلاث مرات، ثم يجيب نفسه قائلاً‏:‏( ‏‏للّه الواحد القهار‏ ) أي الذي قهر كل شيء وغلبه، وقد قال ابن عباس رضي اللّه عنه :‏ ينادي مناد بين يدي الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الأحياء والأموات، قال، وينزل الله عزَّ وجلَّ إلى السماء الدنيا ويقول‏:‏ ‏( ‏لمن الملك اليوم، للّه الواحد القهار‏) !-‏ أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس .

- الشغل الإثنين والخميس .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس فيغفر لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً، كانت بينه وبين أخيه شحناء، فقال: انظروا هذين، حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا ) كويس أنه ينتظر حتى يتصالحا ولكن ليه الشغل يوم الإثنين والخميس .

- الله يضع رجله فى النار فتقول: قطٍ، قطٍ، قطٍ . !
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحاجت الجنة والنار: أوثرت بالمتكبرين، والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله ـ تبارك وتعالى ـ للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ، حتى يضع رجله، فتقول: قطٍ، قطٍ، قطٍ؛ فهناك تمتلئ، ويزوي بعضها إلي بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ الله لها خلقاً ).!

- الجنه والنار بيتكلموا ويعايروا بعض على ناصية الشارع .والله وضع قدمه قتقول قدى قدى .!
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( افتخرت النار والجنة، فقالت النار، يدخلني الجبارون والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين، فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة : أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فيلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها الله فيضع قدمه عليها فتزوي فتقول: قدي قدي، وأما الجنة فيلقي فيها ما شاء فينشئ الله لها ما يشاء) .

- الله فى حوار مع محمد وله كف وأنامل .!
عن معاذ بن جبل قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداةٍ عن صلاة الصبح، حتى كدنا نتاريا عين الشمس، فخرج سريعاً، فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته، قال لنا: "على مصافكم كما أنتم ، ثم انفتل إلينا، ثم قال: أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت، وصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في احسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قالها ثلاثاً، قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفت )!

-الله نزل المحل وفتحه , فهل من مستغفر أغفر له , هل من داع أجيبه .!
( إن الله عز وجل ينزل في ثلاث ساعات بقين من الليل ، يفتح الذكر في الساعة الأولى لم يره أحد غيره ، فيمحو ما شاء ويثبت ما شاء ، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن ، التي لم ترها عين ، ولم تخطر على قلب بشر ، ولا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة : النبيين والصديقين ، والشهداء ، ثم يقول : طوبى لمن دخلك . ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى سماء الدنيا بروحه وملائكته ، فتنتفض فيقول : قيومي بعزتي ، ثم يطلع إلى عباده فيقول : هل من مستغفر أغفر له ؟ هل من داع أجيبه ، حتى تكون صلاة الفجر .ولذلك يقول : وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا فيشهده الله ، وملائكة الليل والنهار)!- الراوي: أبو الدرداء - المحدث: ابن خزيمة-المصدر: التوحيد .. طب سؤال برئ عرفنا إن الله ينزل ولكن حكاية الساعة الثانية والثالثة بأى توقيت فهل بتوقيت جرينتش مثلاً .!

- تحدى الجبابرة راس براس .. طب إيه لازمته .!
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم، فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ).!

-هاهاها .. دا إنتم عالم مسخرة .!
( اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) البقرة15- أنا محيرنى حاجة .. هل الله بيستهزئ لحاله أم جامع الملايكة حوله وقاعد يستهزئ ليضحكوا من إستهزاءه نفاقاً .. أكيد ربنا بيتسهزأ وهو لوحده لأنه موجود قبل الملايكة وهو اللى خلقهم .. طب مش أولا عيب ان ربنا بيستهزأ بمخلوفات تافهة وهو إله .. وإيه معنى إنه بيستهزأ كده مع حاله .!

- الله شيخ طريقة ينزل ولابس العباية .
( إذا كان يوم الجمعة ينزل الله تبارك وتعالى بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه إني أنا الله لا إله إلا أنا يقف في قبلة كل مؤمن مقبلا عليه إلى أن يفرغ من صلاته لا يسأل الله عبد تلك الساعة شيئا إلا أعطاه فإذا سلم الإمام من صلاته صعد السماء )الراوي: أنس بن مالك المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال .
يا سلام .. الله عليه رداء مكتوب عليه "أنا الله لا إله إلا أنا " يمكن علشان يعرفوه أو ما يتوهش.. مدد يا شيخ العرب .

- إذا كنت إنت مكار فأنا مكار قوى .!
( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال - مش اللى بيمكر ده معناه غياب القدرة والقوة عند حضرته فبيدور على المكر فإزاى الله يمكر.. ومش عيب إله يكون مكار ليناطح المخلوق الغلبان .. ياما هنشوف من دى آلهة .!

* فى كتاب المقدس حظوظ وفيرة من التهافت والسخرية من الإله .
- معلهش ماتزعلش .!
وَقَالَ الرب لِمُوسَى: (حَتَّى مَتَى يُهينُنِي هذَا الشعبُ؟ وَحَتَّى مَتَى لاَ يُصَدقونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ الَّتِي عَمِلْتُ فِي وَسَطِهِم ) سفر العدد الإصحاح 14 .
( حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هذَا الشعْبُ ) ... إيه ده .هوا مين اللى بيحكى وبيعاتب .

- طب متعملهاش تانى .!
في سفر التكوين 8: (لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِريرٌ مُنْذُ حَدَاثتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُل حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ") .
(لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ . وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ ).!.. جميل هو الإله اللى يؤنب نفسه ولكن يا حبيبى إنت المفروض إله كلى الحمة والمعرفة والعزة .!

- الرب سكران طينه .!
فى مزمور78 ( فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ. فَضَرَبَ أَعْدَاءَهُ إِلَى الْوَرَاءِ. جَعَلَهُمْ عَارًا أَبَدِيًّا.)! يعنى ما لقيتش إلا التشبيه ده !

- زوجة موسى تخدع الرب .!
صفورة الخبيثة زوجة موسى عرفت ان ربنا راقد فى الدرا وناوى يقتل الواد فجريت تختنه ومست رجلى الرب بدم الختان فربنا طنش ففى سفر الخروج , الإصحاح 4 ( وقال الرب لموسى: عندما تذهب لترجع إلى مصر، انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون. ولكني أشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب , فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر , فقلت لك: أطلق ابني ليعبدني، فأبيت أن تطلقه. ها أنا أقتل ابنك البكر وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله , فأخذت صفورة صوانة وقطعت غرلة ابنها ومست رجليه. فقالت: إنك عريس دم لي , فانفك عنه. حينئذ قالت: عريس دم من أجل الختان ) .!

- التنين ينفث دخان ونار .!
في سفر صموئيل الثاني الإصحاح 22 :8 - ( عِنْدَئِذٍ ارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَتَزَلْزَلَتْ. ارْتَجَفَتْ أَسَاسَاتُ السَّمَاوَاتِ وَاهْتَزتْ لأَنَّ الرَّبَّ غَضِبَ. نَفَثَ أَنْفُهُ دُخَاناً، وانْدَلَعَتْ نَارٌ آكِلَةٌ مِنْ فَمِهِ، فَاتَّقَدَ مِنْهَا جَمْرٌ. طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، فَكَانَتِ الْغُيُومُ الْمُتَجَهِّمَةُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. امْتَطَى مَرْكَبَةً مِنْ مَلاَئِكَةِ الْكَرُوبِيمِ وَطَارَ وَتَجَلَّى عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ ) طب ياعم التنين بس يعنى إيه إرتجفت أساسات السماء .!.. هى جت على دى هههه .

- نختم بتوصيفات الرب فى الكتاب المقدس :
هو كخروف فى رؤيا يوحنا.6.5 ( ورأيت فاذا في وسط العرش والحيوانات الاربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كانه مذبوح له سبعة قرون وسبع اعين هي سبعة ارواح الله المرسلة الى كل الارض.)! وفى رؤيا يوحنا.14.17 ( هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.)
وكنسر فى إرميا.40.48 ( لانه هكذا قال الرب ها هو يطير كنسر ويبسط جناحيه على موآب )
وكأسد ونمر فى هوشع.7.13 ( فاكون لهم كأسد.ارصد على الطريق كنمر.)
وكدبة ولبؤة فى هوشع.8.13 ( صدمهم كدبة مثكل واشق شغاف قلبهم وآكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش البرية)
وكعث وسوس فى هوشع.12.5 ( فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس ) .
أأمل أن تحظوا على إبتسامة من تلك الكتابات الساخرة التى هى ليست كتاباتى بل كتابات أجدادنا البسطاء الظرفاء .. الأديان بشرية الفكر والهوى والمزاج والتهافت .

خلوووود 09-05-2017 06:53 AM

أسئلة مُحرجة – مشاغبات فى التراث 5
 



عندما نقول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت فلدينا الكثير لنؤكد هذا القول ,فلا يكون قولنا هذا إدعاء أو تجنى بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بدءاً من دراسة الأساطير والقصص التى تنسجها وتتدعى فيها بوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم وذيوع القصص المَروية من خلال ميديا هائلة تروج لها ..كما لا تكتفى بشرية الأديان عند حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم الحديث وهذا يعنى أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته , كما يضاف إلى ذلك أن الأديان قدمت منظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لا تتناسب مع أنساق مجتمعاتنا الحديثة .
فى ظل هذه التضاريس الواضحة المعالم نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية نخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليؤسس ما يُعرف بالدين .
سنضيف فى هذا البحث ملمح أخر لبشرية الفكر الدينى من خلال ضبابية الفكر العقائدى وتخبطه , فالفكرة الجوهرية العقيدية يعتريها الخلل والتضارب والتهافت ليكون سبيلنا هو عرض بعض المشاهد ستشكل حرج بالغ لمن يقترب منها بالرغم إنها فى صميم إيمانه .
فى هذا الجزء الخامس من مشاغبات فى التراث سنقدم صور ومشاهد ونصيغها من خلال أسئلة بغية جلب الحرج , فبدون الحرج لن نتوقف ولن نتأمل ولن نتحرر من الخرافة .

* إذا كانت الأمور محسومة ومقررة سلفاً فلما وجع الراس - فزورة القضاء والقدر والإختيار .
معرفة الله مطلقة فهو يعلم الغيب وما كان وما سيكون لذا فهو يدرك مصير كل منا قبل الخلق سواء أكان فى الجنه أو الجحيم ويأتى هذا فى مواضع عديدة ( ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) وفى المدثر:31 ( يضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء ) وفى الإنسان31 (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) ..ليقول المشاغبون إذن ماهو مُقدر لنا لن نستطيع الفكاك منه فهو قدر وقضاء الله ومشيئته , فمن قدر له الجحيم فلابد أنه فى الجحيم والنار الأبدية خالداً فيها , فأين العدل هنا , وما معنى حرية الإختيار والإختبار طالما النتائج محسومة سلفاً وقوائم الجنه والجحيم معلقة على أبواب الجنه والنار قبل الخلق .هذه النقطة تحرج المؤمنين بشدة ليمارسوا تلفيقات ومرواغات خائبة ولكن الرسول الكريم يحسم الأمور بشدة ليصيبهم بالحرج الشديد :
-عن هشام بن حكيم - أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنبتديء الأعمال أم قد قضى القضاء؟ فقال: ( إن الله تعالى أخذ ذرية آدم من ظهورهم، وأشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم على كفيه فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار) .!
- وحديث آخر من البخارى بمثابة الضربة القاضية أو لمس الأكتاف ( إن أحدَكم يُجمَعُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغَةً مِثلَ ذلك ، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه ، ورِزقَه ، وشقِيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفَخُ فيه الرُّوحُ ، فإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ فيَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ فيَدخُلُ الجنةَ . وإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ ، فيَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، فيَدخُلُ النار ).!! الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3332خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- هذا مادعى نبى الإسلام أن يُعلن عن النتائج المعلقة على أبواب الجحيم والجنه , فروى الترمذي في سننه عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان : فقال : أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمنى: هذا الكتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثمَّ أُجمل آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبداً. ثمَّ قال للذي في شماله: هذا كتاب من ربِّ العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ، ولا ينقص منهم أبداً. فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان الأمر قد فرغ منه؟ فقال: ( سدِّدوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل. وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل ) .!
- كذلك روى الإمام أحمد أيضا عن عمر بن الخطاب أنه سئل عن آية ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) - فقال : "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها ، فقال : إن الله خلق آدم عليه السلام ، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، قال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون . ثم مسح ظهره ، فاستخرج منه ذرية قال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة ، فيدخل به الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار ". رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وابن حبان في صحيحه.
هل بعد هذا الإيضاح الشديد سنجد بعدها من يقول ان الله خلق الإنسان حر الإختيار وعليه سيحاسبه أم الأمور محسومة سلفاً ؟!!

* هل الله يعلم الغيب ام لا .؟!
الله يعلم الغيب أى ما كان وما سيكون وبذا يعلم كل شئ فى الحياة والوجود قبل حدوثه وهذا ما تؤكده آية الحشر 22 ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وكذلك فى آية الأنعام 59 ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسقطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) فخلاصة تلك الآيات أن الله يعلم الغيب ولكن هذا يتناقض مع زخم من الآيات الأخرى التى تقول أن الله لا يعلم فهو ينتظر الحدث لكى يعلم :
- فى آية البقرة 2 ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا " إِلاَّ لِنَــــــــعْلَم" مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) .
كانت قِبلة المسلمين في أوائل الدعوة ببيت المقدس أي نفس قبلة اليهود وهذا كان ترغيباً من محمد لليهود واقتداءاً بهم أو قل مغازلتهم , لكن سرعان ما غير رأيه واستبدلها بقبلة البيت الحرام ليصيغ آية نالت من الله ذاته فهو غير القبلة " ليعـــــــعْلَم " من يتبع الرسول ومن ينصرف عنه .!
فأليس من المفترض أن الله علام الغيوب يعلم بدون تغيير القبلة , أم ان النبى لم يفطن أنه ينال من معرفة الله المطلقة فكان حرياً به أن يقول "ليعلم الرسول والمؤمنون" أو " لتعلموا " أو " لنظهر لكم " .!
- فى آية 142 من آل عمران ( أم حسبتم تدخلون الجنة ولما يعـــــــلَم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) بغض النظر عن كون الآية تكرار للآية المذكورة سابقا ولكن نلاحظ أن الله ينفي علمه تماما بإستعمال حرف لما وهو حرف جزم ونفي يدخل على فعل مضارع واحد أي أن الله لا يعلم هل سندخل الجنة أم لا إنتظاراً لرؤيته هل نجاهد أم لا .!
- فى آية 31 من سورة محمد ( لنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) فهذا يعنى ان الله يبتلى ليدرك بعد الإبتلاء من يصبر ومن ينصرف ولا معنى هنا لقصة المعرفة المطلقة وعلام الغيوب .!
- فى العنكبوت 29 ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) لن نتوقف هنا أمام كلمة "ولقد قتنا" فقد أشبعنا قصة الفتنة حديثاً لنتوقف أمام ( فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) فهو ينتظر المعرفة بعد أن يفتنهم .!
- فى آية المائدة 94 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ " ليعْـــــــلَم الله" مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) فالله لا يعـــــــلَم وينتظر المعرفة من الإبتلاء فى الصيد والغريب قوله من يخافه بالغيب .
- فى الحديد 57 نجد الله يرسل الرسل ليعلم :(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "وليعْـــــلَم اللهُ" مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) .
- فى الأنفال 65 و66 نجد إعتراف الله بأن معرفته مُستحدثة نتاج الحدث ففى الأنفال 65 و66 ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ 65 الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ 66 )
هنا نجد تناقض رهيب ينال من معرفة الله المطلقة فهو لم يكن يدرك النسبة المناسبة للغلبة ففى الآية 65 اعتبر أن عشرين مؤمنا يغلبون مائتين أى بنسبة 1: 10 وفى الآية الملاصقة لها تماما يغير النسبة إلى 1: 2 !! فالله لم يدرك ما هى النسبة المناسبة .. الحقيقة أنه لم يكن يعرف وذلك بقوله بالحرف ( الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَن فِيكُمْ ضَعْفًا ) فهو لم يكن يعرف أن فيهم ضعفاً إلا بعد علمه (الآن ) .!!

* هل إيمانكم خاطئ , وهل القرآنيون على الصواب ؟!
يوجد رهط من أقوال محمد يحذر ويستنكر كتابة الأحاديث التى يطلقها بل يطالب من كتب شيئا أن يمحوه وأرى أن هذا شئ جيد يحرر الإسلام من الكثير من الحرج ويصب فى رؤية القرآنيون الذين لا يعتندون الأحاديث فى إيمانهم ونهجهم وقد يضيف شيئاً جيداً ومفيداً فى بحثى السابق " نحو خروج الإسلام من مأزقه " .
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن ، ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه ، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ).
أخرجه مسلم ، كتاب الزهد والدارمي باب من لم ير كتابة الحديث والإمام أحمد وابن عبد البر في جامع بيان العلم باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف .
- قول أبي سعيد الخدري : ( استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لي أن أكتب الحديث ، فلم يأذن لي ) .
أخرجه الترمذي ، كتاب العلم ، باب ما في كراهية كتابة العلم .
- عن أبي هريرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نكتب الأحاديث فقال : ( ما هذا الذي تكتبون ؟ قلنا أحاديث نسمعها منك ، قال : كتاب غير كتاب الله ؟ أتدرون؟ ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله ؟ قلنا : أنحدث عنك يا رسول الله ؟ قال : حدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، قلنا : فنتحدث عن بني إسرائيل ؟ قال : حدثوا ولا حرج ، فإنكم لم تحدثوا عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه ، قال أبو هريرة : فجمعناها في صعيد واحد ، فألقيناها في النار وفي لفظ ( أكتاب مع كتاب الله ؟أمحضوا كتاب الله وأخلصوه ) .
أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري , والخطيب في تقييد العلم ص 33 بلفظه .
- عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : ( دخل زيد بن ثابت على معاوية فسأله عن حديث ، فأمر إنسانا يكتبه ، فقال له زيد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ألا نكتب شيئا من حديثه ، فمحاه )
أخرجه أبو داود ، كتاب العلم ، باب في كتاب العلم ( 2 / 286 ) بلفظه ، وأحمد ( 5 / 182 ) بلفظه ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم .
- عن أبي نضرة قال : قلنا لأبي سعيد : لو كتبتم لنا ، فإنا لا نحفظ ؟ قال : لا نكتبكم ، ولا نجعلها مصاحف ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا فنحفظ ، فاحفظوا عنا كما كنا نحفظ عن نبيكم ) .
أخرجه الدارمي ، المقدمة ، باب من لم ير كتابة الحديث 1 / 122 بمعناه ، والخطيب في ( تقييد العلم ) ص 36 ــ 38 بلفظه وبمعناه ، وابن عبد البر في ( جامع بيان العلم ) 1 / 76 بمعناه .
- بعد هذه التوثيقات التى تؤكد عدم جواز تناول الأحاديث وتدوينها لنا أن نثير قضية منطقية تشكك فى دقة الأحاديث نفسها عندما نتناول سيرة البخارى كأكبر مرجعية وثوقية للأحاديث فالمعروف أن البخارى ولد عام 194 هـ، وتوفي سنة 256 هـ. وكان عمره حين بدأ بكتابة "الصحيح" ست عشرة عاما وانتهى منه وعمره ثمان وثلاثين سنة (38 سنة)., أي تقريباً في سنة 232 هـ وهذا يعنى أنه قضى 22 سنة لينقل وينقح ويصحح ويتتبع الرواة فى أقطار الارض فيما يقرب من 700 ألف حديث , أى أنه كان ينجز فى السنه الواحدة مايقرب 31818 حديث أى 87 حديث فى اليوم الواحد دون انقطاع أى حوالى 3 أحاديث فى الساعة الواحدة لمدة 24 ساعة يومياً لمدة 365 يوم فى السنة لمدة 22 سنة دون انقطاع وبلا أى راحة ولا نوم ولا طعام ولا صلاة ولا اعتكاف ولا نكاح ولا أى شيئ دنيوى بل بحث دؤوب للفرز والتنقيح والتصويب وتتبع الرواة وهذا يطلب جهود جبارة لباحث يفحص ويمحص ويتتبع أقوال أحفاد الرواة بعد مرور 200 سنه من وفاة محمد بينما نرى علماء اليوم يبحثون على مدار شهور فى قضية صحة الإسناد والمتن والضعف والصحة لحديث واحد بل مازالوا فى موضع خلاف .!!

* الله يعلن التحدى عن طريق الذباب فلما لا نجرب .!
- فى سورة الحج 73 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) فالقرآن يتحدى أى آلهة أن تخلق ذباباً , فالإله الذي لايخلق ذباباً هو ليس إله ولا أعرف لماذا إختار الذباب , ولكن فلنمر , لتتولد فى ذهنى فكرة رائعة تختبر إيمان المسلمين وكل أصحاب العقائد الوثنية والضالة , ليجتمعوا ويصلى كل فصيل وصاحب معتقد لإلهه فى أن يخلق ذباب فى قنينة زجاجية مغلقة وهنا لن يفلحوا إلا الإله فى صيغته الإسلامية وبذا يؤمن الكل بالله أم إذا فشلوا وسيفشلوا فلا وجود لإله ولا بطيخ , ولكن قد يقول قائل يتجرع إحساس العجز والحرج أن خلق الذباب جاء منذ البدء لأقول :يا صلاة النبى طب ما الذى يؤمن بيهوه أو المسيح أو كريشنا أو زيوس يقول ان إلهه خلق الذباب منذ البدء .!

-كذا فى الأعراف 194( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) . هذا كلام واضح وصريح لاثبات مصداقية الإله فالذى يدعو من دون الله فلن يجاب له فالمُستجيب هو الله فقط ولكن المؤمنين يدعون الله فلا يُستجاب لهم وبذا نثبت انه لا إله أو الله هو إله غير حقيقى ولو قلت ان الله لا يستجيب لكل داع فأنت هنا نلت من صفة لله المجيب ففى هود 61 ( إن رَبي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) . وفى هود أيضا أية 6 (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) وفى الكتاب المقدس (اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.) متى ٧-;- - أى أن الله يعد بتلبية الدعاء فهو المجيب فلا تقل أنه لا يستجيب لكل داع فأنت تفتح الطريق للمؤمنين بالآلهة الاخرى ان يتبنوا نفس الحجة , لذا فلنقيم مناظرة وندعو كل أصحاب العقائد أن يتضرعوا لله أن يجيب طلب بسيط ومن يُستجاب طلبهم فهم أصحاب الإيمان بالإله الحق .. أراك تخشى هذه المناظرة فلا إله ولا بطيخ .!

*هل القرآن كتاب هداية فقط أم كتاب هداية وضلال ؟! .
المُتعارف عليه وسط المؤمنين بالقرآن أنه كتاب هداية , ولكن القرآن ذاته يقر فى مواضع مختلفة أنه كتاب للتضليل أيضا فالله يضل بالقرآن أُناساً كما يهدي به أُناساً آخرين , فالله لا يريد من خلال قرآنه هداية كل الناس بل يريد هداية قسم الطيبين المؤمنين فقط الذى يحبهم وإضلال القسم الآخر الخبثاء و هذا عن إرادة منه وقصد .!
ففى الإسراء41 ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً ) .
وفى الإسراء82 ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ) .
وفى البقرة26(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِل بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ) .
وفى الأنفال 30 ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .

* أسئلة محرجة فى صلب عقيدة المسيحية .
تؤمن المسيحية بفداء المسيح للعالم وخلاصها بدم المسيح المخلص ومن لا يُؤمن بالمسيح مخلصاً , ومن لم يعتمد بالماء والروح فلن يعاين ملكوت السموات بل مصيره بحيرة النار والكبريت وهنا توجد عدة أسئلة :
- بداية لماذا تورث الخطيئة من آدم لأبناءه ولماذا لا تكون الخطيئة حصراً على كل إنسان وفق أخطاءه وذنوبه وليس حاملاً وارثاً خطية آباءه وأجداده وعلى قول أهل الإسلام لا تزر وازرة وزر أخرى ؟! .
- لماذا يكون التبرأ من الخطيئة بالدم والذبح سواء أكانت ذبيحة حيوانية أو بدم وجسد المسيح , فما علاقة الخطيئة التى هى فعل معنوى بالذبح والدم كفعل مادى فهل الإله لن يغفر الخطية إلا بالذبح والدم ؟! .
- ما هو حال ملايين البشر مابين آدم حتى المسيح فهم حاملى الخطية كما تقولون ولكن المسيح المخلص لم يحضر إلا متأخرا .. وما حال مليارات البشر الذين لم يعرفوا بقصة الفداء هذه على مدار التاريخ , فهل تقولون الحمد لله اننا نتمتع بفداء المسيح ؟!.
- السؤال الأخير من الأهمية بمكان , فاليهود على مدار التاريخ منذ موسى وحتى الآن ليس لديهم أى فهم وإيمان بعقيدة الفداء فهم يؤمنون وينتظرون المسيح حتى الآن ولكن بمنظور أنه سيأتى كملك يجمعهم ويحررهم ويُسَيْدهم على العالم ولا يوجد أى فكر لديهم بفكرة أن المسيح سيجئ من أجل أن يخلص البشرية من الخطية , فهل كل هؤلاء اليهود أغبياء لم يدركوا مغزى مجئ المسيح حتى الآن ؟!.

خلوووود 09-05-2017 06:57 AM

تهافت البلاغة – مشاغبات فى التراث(6)
 




عندما نقول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت , فلدينا الكثير لنؤكد هذا القول ,فلا يكون قولنا هذا إدعاء أو تجنى بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بدءاً من دراسة الأساطير والقصص التى تنسجها وتتدعى فيها بوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عَظم وذيوع القصص المَروية من خلال ميديا هائلة تروج لها .. كما لا تكتفى بشرية الأديان عند حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم الحديث , وهذا يعنى أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته , كما يضاف إلى ذلك أن الأديان قدمت منظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لا تتناسب مع أنساق مجتمعاتنا الحديثة .
فى ظل هذه التضاريس الواضحة المعالم نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية نخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليؤسس ما يُعرف بالدين .

سنضيف فى هذا البحث ملمح آخر لبشرية الأديان يتمثل فى تهافت البلاغة , فالمسلمون يعتزون بالقرآن ككتاب يمثل إعجاز فى البلاغة والرشاقة وحسن اللسان كما يدعون ليعتبرون معجزة دين الإسلام فى بلاغة ودقة وحنكة آياته البلاغية بالرغم ان هذا الأمر ليس له معنى ولا ميزة تفاضلية , فاللغة إنتاج الإنسان ودائمة التطور وتقييمها البلاغى من الإنسان ذاته بحكم أنه من أبدع القواعد والأسس لذا ليس من الضرورة ان يكون كتاب التعليم والمنهج ذا نهج بلاغى .
المسلمون يرفضون نزع البلاغة عن القرآن فهو معجزتهم الوحيدة فى حالة فقر تام للتراث الإسلامى من قصص المعجزات الوهمية التى ملئت الميثولوجيات السابقة عنه لذا سيكون نهجنا فى هذا المقال تبديد فكرة البلاغة ولن نعتمد على ما هو شائع فى تصيد الأخطاء النحوية والإملائية بل سنضع الملفقون الذين يمارسون البهلوانيات فى التفليق والإحتيال فى حرج بالغ .

* بطونها أم بطونه .
فى المؤمنون 21 ( وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه ا) لتتكرر هذه الآية بصورة كربونية فى النحل 66 ( وان لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه ) وهذا حال القرآن فى تكرار الآيات لتتطابق بنفس الكلمات ولا نعرف ماهى البلاغة فى ذلك التكرار , فالبلاغة تعنى الدقة والإيجاز والوصول للمعنى بأقل عدد من الكلمات بلا رتابة , ولكننا سنتوقف أمام خطأ نحوى حل بآية سورة النحل , فكلمة الأنعام هى صيغة جمع مؤنث , وكان ينبغى أن يأتى الضمير المتصل العائد عليها بنفس صيغة الجمع المؤنث , لكنه جاء بصيغة المُفرد المُذكر مخالفاً لقواعد اللغة والبلاغة , فالصواب يقول : نسقيكم مما فى بطونها , وهذا ما جاء فعلاً فى آية المؤمنين ليضم القرآن بين دفتيه الصيغة الخاطئة والصحيحة والمُفترض أن الإثنين كلام الله .!
هذه الجزئية سيعجز هواة التلفيق والتزوير فى إيجاد تفسير نحوى لها , فكما نلاحظ أن لديهم قدرة غريبة فى الغش بتقديم تفسيرات بهلوانية للآيات التى تحوى أخطاء لغوية نحوية وإملائية ولكن فى الحالة التى نحن بصددها لن يجد أصحاب التلفيق سبيلاً , فالآيتان التى يأتى فيها (بها) و( به) فى موقع إعرابى واحد جاء بعد ( وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في) أى القاعدة النحوية التى ستستخدمها فى إعراب الآية الأولى هى نفس القاعدة فى تطبيقها على الآية الثانية سواء أكانت وفق قواعد اللغة التى نعهدها أو قواعد ملفقة لتبرر الخطأ أى لابد ان يكون هناك خطأ لا سبيل للخروج منه .!

* صائبون أم صائبين .
كذلك الحال فى سورة المائدة 69 ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) وهنا يقول الصابئون و هذا يخالف ماقاله فى آيتين آخريتين لتأتى الصابئين , ففى البقرة 62 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) – وفى الحج 17(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد ٌ)
لنلاحظ أن كلمة الصائبون فى آية المائدة 69 خاطئة , فنحويا يتطلب أن تكون كلمة " الصابئون" منصوبة لأنها اسم "ان" أى تكون "الصائبين" وهذا ما تحقق فى آيتى البقرة 62 والحج 17 .
لنزيد الأمور حرجاً فلا يستطيع الملفقين ومحتالى اللغة ممارسة ألاعيبهم فى كسر قواعد اللغة وإختراع لغة جديدة لنقول أن كلمة الصائبون والصائبين جاءتا فى موقع إعرابى واحد فى الآيات الثلاثة بعد ( إِن الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى ) أى القاعدة النحوية التى سيتم إعتمادها سواء صائبة أو مُلفقة لا سبيل للخروج عنها .. فهل هى صائبون ام صابئين أم كتابات بشرية اخطأت .

* لا أقسم وأقسم .!
فى القرآن طرح غير منطقى ولا موضوعى بتناوله الذات الإلهية عندما يقسم , فمن المُفترض أن الله كامل كلى القدرة والعظمة والعزة والإجلال ألخ من صفات تنزه الله عن الصغائر وفعل البشر لذا يُفترض ان الله لا يقسم كالبشر فهو ليس بحاجة لإثبات صدقه , ولا باحث عمن يصدقه بقسم , كما أن القسم يعنى العجز ليستعين القاسم بأشياء تشكل معزة خاصة فى إثبات صدقه , يضاف لذلك أنه ليس من المنطق فى شئ أن يستعين كلى القدرة والعظمة والجلال بأشياء أقل منه ومن صنعه ليقسم بها .!
نجد القرآن يجعل الإله كلى العظمة والقدرة والإجلال يقسم بل يُسرف فى قسمه بشكل مبتذل فلا يترك شيئا إلا واقسم به .!
( وَالصَّافَّاتِ صَفّاً)الصافات 1 - والصافات صفا الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به
( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً) الذاريات 1 - والذاريات الرياح تذرو التراب وغيره ذروا ويقال تذريه ذريا تهب فيه .
( فَالْحَامِلاتِ وِقْراً ) الذاريات 2 - فالحاملات السحب تحمل الماء وقرا ثقلا مفعول الحاملات .
( فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً) الذاريات 3 - فالجاريات السفن تجري على وجه الماء يسرا .
( فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً ) الذاريات 4 -فالمقسمات أمرا الملائكة تقسم الارزاق والامطار وغيرها بين البلاد والعباد .
( فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً ) المرسلات 2 - العاصفات عصفا هى الرياح الشديدة .
( وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً ) المرسلات 3 -الناشرات نشرا الرياح تنشر المطر .
( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً ) المرسلات 4- الفارقات فرقا أي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام .
( فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً ) المرسلات 5 -الملقيات ذكرا أي الملائكة تنزل بالوحي إلى الأنبياء والرسل يلقون الوحي إلى الأمم .
( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً ) النازعات 1- النازعات أى الملائكة تنزع أرواح الكفار غرقا نزعا بشدة .
( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ) النازعات 2 -الناشطات نشطا الملائكة تنشط أرواح المؤمنين أي تسلها برفق .
( وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً ) النازعات 3 - السابحات سبحا الملائكة تسبح من السماء بأمره تعالى أي تنزل .
( فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً ) النازعات 4 -السابقات سبقا الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة .
( وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ )الذاريات 7- السماء ذات الحبك جمع حبيكة كطريقة وطرق أي صاحبة الطرق في الخلقة كالطريق في الرمل
( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) التكوير 16 - الجوار الكنس هي النجوم الخمسة تخنُس بضم النون أي ترجع في مجراها وراءها بينما نرى النجم في آخر البرج إذ كر راجعا إلى أوله وتكنِس بكسر النون تدخل في كناسها أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها .
( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) التكوير 17- الليل إذا عسعس أقبل بظلامه أو ادبر .
( وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ )التكوير 18- الصبح إذا تنفس امتد حتى يصير نهارا بينا .
( وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ) الإنشقاق 18- القمر إذا اتسق اجتمع وتم نوره وذلك في الليالي البيض .
( وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ ) البروج 1- السماء ذات البروج الكواكب اثنا عشر برجا تقدمت في الفرقان
( وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ) البروج 2 - اليوم الموعود هو يوم القيامة .
( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) البروج 3- شاهد يعنى يوم الجمعة ,ومشهود يوم عرفة كذا فسرت الثلاثة في الحديث فالأول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه والثالث تشهده الناس والملائكة .
( وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ ) الطارق 1- السماء والطارق أصله كل آت ليلا ومنه النجوم لطلوعها ليلا
(وَالطُّورِ ) الطور 1 - الطور أي الذي كلم الله عليه موسى .
( وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ) الطور 2 - كتاب مسطور اى القرآن .
( وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ) الطور 4 -البيت المعمور في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون ألف ملك بالطواف والصلاة لا يعودون إليه أبدا .
( وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) التين 3 - هذا البلد الأمين تعنى مكة .
( وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ) الطور 5 - السقف المرفوع أي السماء .
( وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ) الطور 6 -البحر المسجور أي المملوء .
( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ) النجم 1- النجم الثريا إذا هوى غاب .

نكتفى بهذا القدر من الآيات التى يقسم الله فيها بالقرآن والتى تصل إلى 94 قسم وحلف ويمين فى مواضع مختلفة ولكننا نتلمس بعض الآيات التى تعلن أن الله لا يقسم فى تناقض مع الآيات السابقة فلا تعلم هل هو يقسم أم لا .؟!!!
( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) القيامة 1 - (لا) زائدة ويقصد أقسم بيوم القيامة .!
( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) البلد 1 - (لا) زائدة تعنى أقسم بهذا البلد مكة .!
( ولا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) القيامة 2 - (لا) زائدة .أقسم بالنفس اللوامة التى تلوم نفسها .
( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ) التكوير 15 - فلا أقسم لا صلة بالخنس .
( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ) الإنشقاق 16 - فلا أقسم لا صلة بالشفق هو الحمرة في الافق بعد غروب الشمس
( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ) الواقعة 75 - فلا أقسم . لا زائدة . بمواقع النجوم يعنى بمساقطها لغروبها
( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ ) الحاقة 38 -فلا زائدة . أقسم بما تبصرون من المخلوقات .

مازلنا أمام هذا التناقض الغريب فالله يقسم بمخلوقات باحثاً عن نيل المصداقية فى مشهد لا يليق بكلى العظمة والقدرة والعزة والجلال ولكن بعض النصوص تنفى عن الله أنه يقسم ليأتى قوله "لا أقسم" , وليبلغ التهافت والتلفيق والبهلوانية مداها عندما نجد إجماع مفسرى القرآن بأن لا فى "لا أقسم" زائدة فى محاولة للتغلب على هذا التناقض بين يقسم ولا يقسم ليخترعوا كلمة "لا الزائدة" وليضربوا باللغة والمنطق عرض الحائط كعهدهم .
بالقول أن لا فى (لا أقسم) زائدة أى ملهاش لازمة أى غلطة مطبعية أى خطأ فى النص وأن الله يقسم دوماً رغم أنف الجميع لنحظى على تهافت غريب فبدلا من أن يتحمس المفسرون لتنزيه الله والتمسك ب"لا " النافية التى تثقب العيون يتم الإدعاء أنها زائدة , ولا تعلم مامعنى كلمة زائدة فهل تم حشرها فى النص القرآنى أم هل هناك عبث وغفلة عند تدوين القرآن أم أننا أمام تناقض كشأن الكثير من التناقضات فى النص القرآنى ليأتى التفسير بشكل ملفق متسعف غير منطقى ولا عقلانى , فلا النافية تثقب العيون .

* لسان عربى مبين .
# يلح القرآن أنه جاء قرآناً عربياً بلسان عربى لينفى عنه إمتزاجه بكلمات أعجمية فكلامه عربى مبين , ففى يوسف 3 ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) وفى الزمر 29 ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ وفى فصلت ٤-;-٥-;- ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ-;- أُولَٰ-;-ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ-;-وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ) - وفى الأحقاف ١-;-٣-;- ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ-;- إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ-;- وَهَٰ-;-ذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ-;- لِلْمُحْسِنِينَ ) وفى الدخان 59 ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) وفى ابراهيم 5 ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ-;- وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
ورغم هذا التأكيد المستمر بأن القرآن بلسان عربى مبين بلا عوج ولا إختلاط بالأعجمية إلا أننا نجد بين دفتى القرآن الكثير من الكلمات الأعجمية الغير عربية ولنذكر بعض الامثلة :
- كلمة فردوس وردت في اللغات السامية كلها بمعنى البستان الجميل وقيل أنها يونانية بمعنى جنة عدن، أو سنسكريتية. كما ورد ذكرها في اللغة الأفستائية والفارسية القديمة .
- جهنم كلمة عبرية تعني وادي هنوم أو وادي النار في ارض فلسطين القديمة .
- انجيل كلمة يونانية الأصل وتعني البشارة او الخبر السار .
- تابوت اصلها قبطي وتعني الصندوق .
- كفلين من اللغة الحبشية وتعني ضعفين.
- الملّة كلمة قبطية الاصل تعني الشريعة او الدين والمذهب.
- زكاة كلمة عبرية وتعني حصة من المال
- سورة وتعني فصل من كتاب وهي من اللغة السريانية .
- زنجبيل وهو اسم نبات في اللغة الفارسية القديمة.
- سجيل وتعني الطين المتحجر من اللغة البهلوية الفارسية.
- سرادق كلمة فارسية تعني الفسطاط او الخيمة .
- اباريق وتعني اواني وهي كلمة فارسية .
- طاغوت كلمة حبشية .
- ماعون كلمة فارسية .
فأين بلسان عربى مببين ؟!!

# نقطة اخرى تأتى فى نقس سياق ميديا كتاب عربى مبين بلسان عربى بلا عوج حيث ورد في القران حروف في مقدمات بعض السور ك (الر) و (الم) و (كهيعص) لا تعطى أي كلمه منها معنى ولنذكر هنا بعض تلك الآيات التى وردت فيها تلك الحروف و الكلمات :
"الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ " البقره .
"الم اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ " ال عمران
"المص كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ " الاعراف
"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " ابراهيم
"الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ " الحجر
"كهيعص . ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا " مريم
"طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ " الشعراء
"طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ " النمل
"حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " فصلت
"حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ " الزخرف
"ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ " ص
"ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ " ق
"ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " القلم .
إحتار فقهاء وعلماء الإسلام فى شرح أى كلمة من تلك الطلاسم لتتعدد التأويلات والتفسيرات وليعجز الكثيرون عن التفسير ليصل البعض القول بعد حيرته الله اعلم بمراده أو إن ألر وطس وكهيعص اشارة الى اسم الله الاعظم أو حروف تحدي للعرب بلغتهم لافتتاح الكلام أو هى حروف سحرية , وكل هذا فى ظل كتاب عربى مبين بلا عوج .!

# نقطة ثالثة : الطريف الذى يبعث على الدهشة ليشير لحجم الغفلة التى إنتابت مبدع النص أن أسماء الملائكة فى القرآن كجبرائيل وعزرائيل تشير إلى أسماء ملائكة تتبع الإله الوثنى "إيل " مما يدل على الإقتباس بدون وعى وللإنتباه ان هذا لا يقتصر على القرآن فالكتاب المقدس إستعار ملائكة إيل , إذا القرآن والكتاب المقدس أقرا بأسماء ملائكة غير عربية تنتسب لآلهة وثنية .!
إنها أديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .

خلوووود 09-05-2017 06:59 AM

منطق الله الغريب - مشاغبات فى التراث 7
 

فلنبدأ ألف باء تأمل ولنراجع كل مفرداتنا الإيمانية والفكرية من البدايات بلا تشنج وبدون أن نضع العربة أمام الحصان , فليكن عقلنا وفكرنا المنطقى سبيلنا لمراجعة كل مواريثنا وفنتازيتنا وثقافتنا المهلهلة لنبدأ رحلة الشك ..نعم رحلة شك وفرز وغربلة لكافة مواريثنا التى ألفناها وإعتبرناها قصور شامخة وماهى إلا قصور من وهم خلقناها لنتماهى فيها لدرجة أنها إنفصلت عن وعينا ليتخلق لها وجود وهى بلا وجود .!
رحلة الشك قد تكون مؤلمة ولكننا سنتعاطى معها بهدوء وبلا تشنج ليكون منطقنا وعقلنا سبيلنا لإزالة الغشاوة عن عيوننا ولنعيش الحياة بعيون نظيفة , ففكرة الإله والتراث الدينى لم تعد فكرة خرافية فحسب بل فكرة دمرت وخربت الكثير من إنسانيتنا وقد تطرقت لهذا فى أبحاث سابقة ومازال هناك أبحاث فى الطريق .
موضوعنا عن سذاجة وتهافت الطرح والمنطق فى التراث الدينى ومن باب التهذب سنقول منطق الله بديلاً عن قول هراء وسذاجة وتهافت الأديان بغية عدم التصادم مع المشاعر الملتهبة التى ألفت فكرة الإله أو للدقة هراء وسذاجة وتهافت مُبدعى فكرة الإله والتراث الميثولوجى , فلا وجود لإله حتى يكون له منطق أو لا منطق بل هو منطق وفكر بشرى لحماً ودماً وأعصاباً وليد مخاض زمنه لذا جاء متهافتاً .
هى مشاغبات فى مشاهد متنوعة نمر عليها فى التراث فلا نفطن لها ولكنها تحمل الكثير من السذاجة والتهافت فيما يطلق عليه منطق وإرادة الله لتفضح فى الطريق بشرية النص ورؤى من أبدعوه ليحق لنا القول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .

* منطق غريب .
فى سورة آل عمران 7 ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ) .
منطق غريب من الله فهو أنزل آيات متشابهات تمثل لغزاً لتصيب البعض بالإرتباك ثم يصفهم بأن فى قلوبهم زيغ , فإذا كانت الآيات محكمات بينات فلم يكن يصيبهم الزيغ بالطبع فهى واضحة وضوح الشمس , الغرابة أن تأويل تلك الآيات لا يعلمها سوى الله والراسخون فى العلم لنقع فى حيرة كبرى فوسيلة المعرفة هنا ستكون من الراسخين فى العلم ولكنهم كُثر وعلى اختلاف وتباين فى تفسير القرآن وتأويله لتصل الأمور إلى مشاحنات وخصومات عظيمة تتشكل منها فرق ومذاهب فالكل يأول وفق اجتهاده وعلمه .
تندهش عندما تعلم أن العلماء إختلفوا فى ماهى الآيات المحكمات بل فى "واو" الراسخون فى العلم فى تلك الآية نفسها , فمن نتبع .. ثم أليس هذا يفتح الباب للكهنوت فى الإسلام ويناقض مقولة قرآن بلسان عربى مبين .
هل من المنطق الإلهى أن يحتار البشر ويتعثر ويختلفوا ويزيغوا أم يتعاملوا مع آيات بينات محكمات يفهمها كل البشر ليدركوا مراد الله فلا تستدعى كاهن ليفسرها فيخطأ أو يصيب ليضيع المسلمون معه .

* منطق الأصحاء بحاجة لطبيب .!
في أول سورة البقرة: ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلوة و مما رزقنهم ينفقون و الذين يؤمنون بما انزل اليك و ما انزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون أولئك علي هدي من ربهم و أولئك هم المفلحون ان الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله علي قلوبهم و علي سمعهم و علي ابصرهم غشوة و لهم عذاب عظيم ) .
لنسأل هنا:
- الآيات تذكر أن هذا الكتاب ، هو هدي للمؤمنين المتقين. فما فائدة الكتاب إذن اذا كانوا المؤمنين هم أصلا مؤمنون ومتقون . أليس من المنطقى أن يكون الكتاب لكل البشر خاصة لغير المتقين ليكون كتاب هداية , فالمرضى هم من يحتاجون للطبيب وليس الأصحاء .
- الآية تذكر أن الكافرين سواء تم إنذارهم أم لم تنذرهم فهم لن يؤمنوا فاذا كان كتاب الله كتاب هدي فمن المفترض أنه يسعي لهداية غير المؤمنين لأن المؤمنين هم مؤمنون أصلاً كما ذكرنا , أما قوله أن الكافرين لن يؤمنوا في جميع الأحوال سواء أنذرتهم أم لم تنذرهم أى أن الله قرر وختم عليهم بعدم الإيمان , فلما يحاسبهم , وما فائدة الكتاب والرسالة اذا كانت مبعوثة للمتقين من الأصل ولن تفلح في هداية الكافرين .!

* منطق الله صاحب التوكيل الرسمى للغواية .
يبرر القران وجود الشيطان لغواية البشر وهذا ينافي مطلق الخير والعدل والرحمه ولكنه يقول فى سورة الأعراف 14( قَالَ أَنظِرنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثونَ. قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ . قَالَ فَبِمَا أَغْوَيتنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَ لآتِيَنَّهُم مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِد أَكْثَرَهُم شَاكِرِينَ ) .
هنا يوافق الله بسرعة علي هذا الرهان الغريب ليمنح الشيطان مكافأة الخلود على تحديه له وتمرده فبدلاً من أن يسحقه ولا يتيح له غواية البشر كافآه وقَالَ له إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِين وهذا ينافي الحكمة و العدل والرحمة .
يبدو أن منطق الغواية والتضليل يتماشي مع منطق الله ولا يري به أي شيئ ينافي صفاته المطلقه بل النص القرآنى يفضح الله فهو السبب في إغواء أبليس أى هو الذى يمد الشيطان بسبل وطرق الغواية بقوله كما " فَبِمَا أَغوَيتنِي " !
يالهذا المنطق العجيب الغريب , يترك الله الشيطان الذي يتحداه ليضل البشر جميعا بل يمنحه الخلود على الأرض وخصائص تجعله يجري فينا مجري الدم ويمده بخطط الغواية ولا يري أي شيئ غريب فى هذا الأمر لكنه يسارع بقتل طفل مسكين بائس لأنه خشي أن يرهق والديه فأليس هذا منطق شاذ عن الألوهية المُفترضة المُتسمة بالعدل والخير والرحمة ! .
فى سورة الاسراء ( وَإِذ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَ إِبْلِيسَ، قَالَ أَأَسجُدُ لِمَنْ خَلَقتَ طِينًا ، قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَرتَنِ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ لأَحتَنِكَنَّ ذُرِيَّتهُ إِلاَّ قَلِيلاً، قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَوْفُورًا، وَاسْتفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ).
في هذه الاية يتجلي الإعجاز الإلهي في عدم المنطقيه ناهيك عن منح الرخصة للشيطان والتوجيهات بسبل الغواية ، وناهيك ايضاً عن علم الشيطان المسبق بكل ما سيحدث من تناسل وتناكح حتي قبل خلق حواء ، وعلمة بان هناك يوم يدعي يوم القيامة ! لكن لننظر الي منطق الله في الرد علي الشيطان , فسبحانه يبين ويشرح له ويتفنن في إيضاح طرق الفتنه والغواية , فما أبرعك يارب , فحتي الخيل التي لم تكن قد خلقت بعد أشار إليها ليتفنن السيد ابليس في إغوائنا !! ولكنه بعد هذا الدرس الشيق في كيفية الاغواء يقول ( إِنَ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) فإزاى بقى ! عالعموم شكراً لك يارب على عدم المنطقية والتخبط هذا .

* شفت المنطق والحكمة والرحمة .
فى سورة البقرة 9 ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .
ناس فى قلوبهم مرض أى لديهم شكوكهم وفساد فى عقائدهم , فماذا يفعل كلى الرحمة والهداية والحكمة والخير والرأفة هل يمنحهم الهداية والنور والفهم ويُيسر لهم الطرق ليؤمنوا ويهتادوا أو فى أضعف صور الرحمة والعدالة أن يتركهم لشأنهم على أن يحاسبهم فى يوم القيامة تاركاً لهم حرية الكفر أو الإيمان .. لا هذا ولا ذاك بل يزيدهم مرض وغواية وضلال ليبقوا على فساد عقائدهم , فهكذا منطق الله العنيد كلى الهداية والخير والرحمة والرأفة والحكمة .

* منطق متخبط , مشيئة ولا مشيئة .
فى سورة الكهف آية جميلة ( وَقُلِ ٱ-;-لْحَقُّ مِن رَبِكُم فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُر) كذلك فى سورة الزمر 15( فَٱ-;-عْبُدُوا۟-;- مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ) . ثم ينسف هذا فى سورة الإنسان 30 ) وَمَا تَشَآءُونَ إِلا أَن يَشَآءَ ٱ-;-للَّه ) ليتناقض المنطق الإلهى كعادته ومن هنا يحق لنا التساؤل وفق مفردات الإيمان لنقول : هل المشيئة للإنسان أم للإله , فلو قلت المشيئة للإنسان فقد نفيت مشيئة الإله ولو تحايلت وقلت المشيئة للإنسان فيعتمدها الإله فقد جعلت الإله تابع يعتمد مشيئة الإنسان بلا مشيئة ولا حول له ولا قوة .
فى الحقيقة موضوع المشيئة فكرة رسمها الإنسان للإله المتصور , فطالما الإنسان ذو مشيئة فلابد أن تكون للإله مشيئة بل كلى المشيئة أى التفرد التام بالمشيئة لتتقاطع المشيئتان لتنزع المشيئة عن الإنسان أو تصيب فكرة الاله بالعبث فإذا كانت كل الأمور بمشيئته فلما هذه القصة السخيفة .

* أمال شغلتهم إيه .
فى سورة النحل ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رسُولاً أَنِ اعبُدُواْ اللَّهَ وَاجتنِبُواْ الطَّاغوتَ فَمِنْهم منْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مّنْ حَقتْ عَلَيْهِ الضّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرضِ فَانظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذبِينَ ) .وفى سورة النحل 37 أيضا (إِن تَحْرِص عَلَى هُدَاهُم فَإِن اللَّهَ لاَ يَهدِي مَن يُضِل وَمَا لَهُم من نَّاصِرِينَ ) .
نلاحظ ان الله يبعث بالرسل الى البشر ومنهم من يهديه الله ومنهم من يضله فلا يتبع الرسول , كما نلاحظ أيضاً مهما حرص الرسول على هداية البشر فلن يهتدوا ما دام الله قد أضلهم مع سبق الإصرار والترصد , فما هذا المنطق الغريب وما فائدة إرسال الرسول وما هى وظيفته إذا كان الامر محسوم مسبقاً , فالله يعلم من سيتبع الرسول ومن سيخالفه مسبقاً أو قل أنه قرر ذلك كما إنه لن يهدى من يضل فليس لهم من ناصرين فما المنطق فى فريق في الجنة وفريق في السعير‏ معلوم سلفاً ‏‏.‏

* منطق الأمور محسومة سلفاً وإخبط راسك فى الحيط .
- أخرج أحمد، والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يده كتابان،‏"‏فقال‏:‏ أتدرون ما هذان الكتابان‏؟‏ قلنا لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله، قال‏:‏ للذي في يده اليمنى، هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم، ثم قال للذي في شماله، هذا كتاب من رب العالمين، بأسماء أهل النار، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبدا‏"‏ فقال أصحابه‏:‏ ففيم العمل يا رسول الله إن كان قد فرغ منه‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏سددوا، وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بيديه فنبذهما، ثم قال‏:‏ ‏"‏فرغ ربكم من العباد ‏( فريق في الجنة وفريق في السعير)‏. -الدر المنثور .
إذا كانت الأمور محسومة ومقررة سلفاً فلما وجع الراس فهذا الحديث يؤكد معرفة الله المطلقة فهو يعلم الغيب ما كان وما سيكون لذا فهو يدرك مصير كل منا قبل الخلق سواء أكان فى الجنه أو الجحيم ويأتى هذا فى مواضع قرآنية عديدة (ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) وفى المدثر:31 ( يضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاء ) وفى الإنسان31 (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ) لنقول إن ماهو مُقدر لنا لن نستطيع الفكاك منه فهو قدر وقضاء الله ومشيئته , فمن قدر له الجحيم فلابد أنه فى الجحيم والنار الأبدية خالداً فيها , فأين العدل هنا , وما معنى حرية الإختيار والإختبار طالما النتائج محسومة سلفاً وقوائم الجنه والجحيم معلقة على أبواب الجنه والنار قبل الخلق .هذه النقطة تحرج المؤمنين بشدة ليمارسوا تلفيقات ومرواغات خائبة ولكن الرسول الكريم يحسم الأمور بشدة فى الحديث السابق وحديث آخر: ( فعن هشام بن حكيم - أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنبتديء الأعمال أم قد قضى القضاء؟ فقال: ( إن الله تعالى أخذ ذرية آدم من ظهورهم، وأشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم على كفيه فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار) .!
- وحديث آخر من البخارى بمثابة الضربة القاضية لكل المتوهمين بحرية الإنسان فى أعماله ( إن أحدَكم يُجمَعُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغَةً مِثلَ ذلك ، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه ، ورِزقَه ، وشقِيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفَخُ فيه الرُّوحُ ، فإن الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ فيَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ فيَدخُلُ الجنةَ . وإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ ، فيَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، فيَدخُلُ النار ).!! الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3332خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- كذلك روى الإمام أحمد أيضا عن عمر بن الخطاب أنه سئل عن آية ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) - فقال : "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها ، فقال : إن الله خلق آدم عليه السلام ، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، قال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون . ثم مسح ظهره ، فاستخرج منه ذرية قال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة ، فيدخل به الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار ". رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وابن حبان في صحيحه.
هل من المنطلق قبول هذا المنطق العبثى لنجد من يقول أن الله خلق الإنسان حر الإختيار وعليه سيحاسبه أم الأمور محسومة سلفا ولنسأل ما معنى هذا العبث وما المنطقية فيه .!

* لا عزاء للمظلومين .
المسلمون يؤمنون بأن الله سيقتص من الطغاة والظالمين والأشرار يوم القيامة وفى الحقيقة هذا سبب رئيسى لإيمان المسحوقين والمهمشين والغلابة , فالله سيعاقب ويقتص من الظالمين ليكون عزاء لهم ولتحقيق العدل الإلهى فى معاقبة كل الشرور والظلم ولكن هذا الفكر يتعارض مع نهج الله فى القرآن ففى سورة الفرقان 25 (الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) . وفى صحيح الجامع رقم 4341 حديث ( يا ابن آدم مهما عبدتني و رجوتني ولم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك و إن استقبلتني بملء السماء و الأرض خطايا و ذنوبا استقبلتك بملئهن من المغفرة و أغفر لك و لا أبالي) .
هذا المنطق الذى يعفى الظالمين من العقاب بل على العكس يبدل سيائتهم حسنات ليمنحهم رخصة دخول الجنه يتنافى مع منطق العقاب والعدل وأمل المظلومين فى القصاص , فالاشرار مع الاخيار بعد الموت لتمر جرائمهم بلا عقاب كونهم تابوا عما فعلوه ولم يشركوا , فمثلا إذا أقدم مسلم على إغتصاب طفلتك الصغيرة ثم قتلها فما عليه سوى أن يتوب توبة صادقة ليغفر الله ذنوبه بل الأغرب هى تحويل كلا جرائمه وبلاويه لحسنات , فالله يبدل هذه السيئات بحسنات ولينعم فى الجنه ولا عزاء للمظلومين والمسحوقين ولا عزاء لما يُطلق عليه منطق وعدل إلهى .

* منطق المعجزات آيات بينات ولكن إلا محمد .
هل يمكن وجود نبى بدون معجزة تثبت إتصاله بالسماء فعدم وجود معجزة خارقة ستفتح المجال أمام أى مدعى بالنبوة لذا من حق الناس أن يطلبون من يدعى النبوة بمعجزة لذا نجد الكفار والمشركين فى زمن محد يطالبونه بإلحاح بمعجزة حتى يصدقوا نبوته لذا نجد فى الانبياء 5 مطالبتهم بآية كما الأنبياء السابقين ( فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ) وفى سورة الإسراء نجد الطلب يصل للصراخ والإلحاح ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتى تَفجُرَ لَنَا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعًا أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسقِطَ السمَاء كَمَا زَعَمتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَو تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زخْرفٍ أَوْ تَرقَى فِي السمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لرقيك حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُه قُل سُبْحَانَ رَبي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً ) . وليقسموا بالله جهد إيمانهم أنهم لو رأوا معجزة لآمنوا (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمن بها ) الانعام 109
لايكون منطق الكفار والمشركين شاذاً وغريباً فالله فى القرآن يؤكد ويسرد المعجزات التى رافقت أنبياءه كموسى وعيسى كآيات بينات ففى الحديد 25 ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَينَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ ) . وفى النحل 43 (وقال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسأَلُواْ أَهلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعلَمُونَ بِالْبَينَاتِ وَالزبرِ) ..ويشيد بمعجزات المسيح الخارقة ( أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ) وقال عن موسى وعصاه ( فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ )القصص 3. وقال محمد ( ما من الأنبياء من نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة) .
إذن الله والمنطق يقول لابد من معجزة ترافق النبى وتثبت نبوته وهذا ما طلبه الكفار والمشركين فسماها الله تعالى آية وبرهاناً وبينة , وذلك لقوة دلالتها وأنها بمجرد حدوثها يحصل العلم الضروري فهي من جنس الآيات من دلالتها على المراد بل هي أقوى لغرابتها وعظمتها. فإذا جاء الرسول بآية وهي العلامة التي تدل على صدقه ثبتت الرسالة وكذلك الربوبية ضمناً , وذلك لأنها حدث من جنس لا يقدر على مثله البشر لذا يكون من الشاذ والتناقض أن لا يمنح معجزات لمحمد بل ينفى قدرته على الفعل ففى سورة الاسراء 17:59 ( وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون ) وفى الأنعام 4 ينفى وجود معجزة ليبرر كالآية السابقة ( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعرِضِينَ ) فهل هذا القول منطقى , فأنت يا الله تعتبر المعجزات آيات بينات ليؤمن البشر أما تبريرك بعدم وجود معجزة لمحمد أن منهم من يكذبون ومعرضين , فهذا سيكون حجة عليهم يوم القيامة ليبقى شاهداً على كفرهم وإدانتهم وتبقى المعجزة مؤثرة وضرورية لجموع البشر .

* منطق غضب الله من السلم .
فى سورة محمد 35 ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) . فما معنى هذه الآية , وما منطق الله , فهل يريد قتال على الدوام , وما معنى السلام لدى الله , فهانحن الأقوياء والأعلى على الأعداء ورغم ذلك فلا سلم ولا نهاية للقتل والدم .
الغريب أنه طلب من المؤمنين ( وإن جنحوا للسلم فإجنح لها وتوكل على الله ) فهل الجنوح هنا عن قوة أم ضعف فإذا كانت قوة فهو يرفضها فلا تهنو وتدعو إلى السلم وأنتم الأعلون . إذن الجنوح فى حال ضعف المسلمين ليستجيبوا للسلم .. نحن أمام فكر سياسى لا يحترم السلم بل كل نزعاته قتال ودم فهل هذا منطق إلهى متعطش للقتال أم فكر سياسى متعجرف .

* خلل فى الفطرة والمنطق
يأتى فى نفس السياق لمنطق الله الغريب آية البقرة 216 ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) .
الفطرة الإنسانية السوية هى أن الإنسان يكره القتل والحرب والدمار ويحب الخير والسلام فهكذا هى فطرتنا , ولكن منطق الله الغريب يقلب الوضع عما آلفناه , فالقتال والذبح والدم خير لكم والسلام الذى تحبونه هو شر لكم .!

* إما يعلم أو لا يعلم ..إرسى على بر .
يؤمن المؤمنون أن الله يقوم بامتحان عباده واختبارهم فإذا مرض احدهم مثلا او أصيب بإبتلاء أو مصيبة فهذا من إختبار الله للمؤمنين , ولكن من يقيم إختبار فهو ينتظر نتيجة هذا الإختبار ليحكم ويعرف قوة الإيمان والصبر على البلاء وهذا ما يؤكده القرآن فى مواضع عدة تصرح أن الإختبار والإبتلاء لمعرفة الله ففى المائدة 94 ( يَا أَيهَا الَذِينَ آمَنُوا لَيَبلُوَنكُمُ الله بِشَيْءٍ مِنَ الصَيدِ تَنَالُهُ أَيدِيكُمْ وَرِمَاحُكُم " لِيَعْلَمَ اللَّهُ " مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) . وفى العنكبوت 11 ( "وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ " الَّذِينَ آمَنُوا "وَلَيَعْلَمَنَ " الْمُنَافِقِينَ ) وفى آل عمران 140(وإِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَس الْقَوْمَ قَرْحٌ مثلُه وَتِلْكَ الأَيَّام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ" الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) وفى العنكبوت 3 ( وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم "فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ" الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) . من هنا نجد تصريحات مباشرة بأن الله يختبر ويبتلى لينتظر معرفة نتيجة الإختبار والإبتلاء الذى يجهله , ولكن مهلاً فإيمان المؤمنين الراسخ بأن الله كلى المعرفة المطلقة وعلام الغيوب أى يُدرك الأحداث قبل وقوعها فهو يعلم المستقبل قبل أن يُوجد . فهل منطق الله أن ينتظر نتيجة الإختبار أم أنه يدركها سلفا وإذا كان يدركها فما الداعى للإختبار ووجع الراس . ثم هل هو يختبر الحمار عند إبتلاءه بالمرض والأطفال الذين يصابون بالأمراض الفتاكة أم هذه الأمور خارج منطقه .

* واحد بيندم والتانى راكب راسه .
فى سفر تكوين 6: 6 بالكتاب المقدس ( فَحَزِنَ الرَّب أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».)
وفى سفر خروج 32: 14( فنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ) .وفى الإصحاح 15 من سفر صموئيل الأول ( نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي) .
لم يفطن الرب فى الكتاب المقدس أن الندم ينسف ألوهيته ويبدد معرفته المطلقة وحكمته ويهوى به إلى البشرية فهو ينتظر الحدث ليُكون رد فعل فيندم ويتراجع , ولكن يهوا يبدو وديعاً بإعترافه بخطأه وسوء تقديره وفهمه بينما الله الإسلامى يُفضل ان يحتفظ بخطأه ففى سورة الشورى 14 ( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِن بَعدِ مَا جَاءهمُ الْعِلمُ بَغيًا بَيْنَهُمْ وَلَولا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمى لَقضِيَ بَيْنَهُم وَإِنَ الَّذِينَ أُورِثوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍ مِنهُ مُرِيبٍ ).
لاشك أن هذا منطق غريب عجيب لتجد أنه يلتزم بأشياء ثم يكتشف أنه تسرع في قراره هذا ولكنه لا يستطيع الرجوع فيفضل إبقاء علي الوضع كماهو عليه فالكلمة سبقت . !

خلوووود 09-05-2017 07:01 AM

عاوز أعرف – مشاغبات فى التراث 8
 




عندما نقول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت فلدينا الكثير لنؤكد هذا القول ,فلا يكون قولنا هذا إدعاء أو تجنى بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بدءاً من دراسة الأساطير والقصص التى تنسجها وتتدعى فيها بوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم وذيوع القصص المَروية من خلال ميديا هائلة تروج لها .. كما لا تكتفى بشرية الأديان عند حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية والمنطقية التى يفضحها العقل والعلم الحديث وهذا يعنى أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته , كما يضاف إلى ذلك أن الأديان قدمت منظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لا تتناسب مع أنساق مجتمعاتنا الحديثة .
فى ظل هذه التضاريس الواضحة المعالم نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية نخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليؤسس ما يُعرف بالدين .
سنضيف فى هذا المقال ملمح أخر لبشرية الأديان يتمثل فى تهافت السذاجة لتصل الأمور لحد العبط وسيكون سبيلنا مغايرا عن نقدنا المعهود للأديان لنفتش فى ثنايا التراث وليس فيما ظاهر على السطح لنتبين حجم التهافت والسذاجة وبداوة الفكر ولن تخلو الأمور من الطرافة فى كل مشهد سأطرحها من خلال أسئلة , لذا فضلت أن أرفق هذا المقال فى محور كتابات ساخرة على غير عادتى بإرفاق مقالات نقد الأديان فى محور العلمانية الدين السياسي ونقد الفكر الديني , فالأمور بالفعل ساخرة تدفعك دفعاً للإبتسامة والسخرية , فهكذا صور مهترئة ساذجة طريفة وجدت طريقها للقداسة .

- عاوز افهم : إيه الفرق بين بول الولد والبنت , مش كله بول .
هناك حدث طريف عن تبول طفل فى حجر النبى فماذا كان موقفه . روى أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث أبى السمح رضي الله عنه.أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بغلام لم يأكل الطعام فأجلسه في حجره فبال على ثوبه فدعا بماءٍ فنضحه ولم يغسله وقال صلى الله عليه وسلم "يغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام".
سؤال : هل بول الولد طاهر يحتاج بعض الشطف بينما بول البنت نجس محمل بإشعاعات وميكروبات وسرطان يستدعى الغسل فأليس البول واحد من الناحية الكيميائية كمجموعة من الأملاح أم أننا أمام فكر بدوى شديد التعصب للذكورة متعسفاً ضد الأنثى حتى فى بولها .!

- بجد نفسى افهم : هل هو ضيق دماغ أم عقل مشبع بالتمايز .
العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع من مولده , وقد كانت العقيقة معروفة عند العرب في الجاهلية, ليذكر لنا الماوردي : " فأما العقيقة فهي شاة تذبح عند الولادة كانت العرب علي هذه العادة قبل الإسلام ". ولكن نبى الإسلام قام بتأصيلها وقدم لنا لغزاً غريباً فقال ( من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة ) الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص-خلاصة الدرجة: صحيح-المحدث: الألباني-المصدر: صحيح أبي داود 2842
وقد علل ابن القيم هذا التفاضل بين الذكر والأنثى بقوله : " هذه قاعدة الشريعة , فإن الله سبحانه وتعالى فاضل بين الذكر والأنثى , وجعل الأنثى على النصف من الذكر في المواريث والديات والشهادات والعتق والعقيقة" . كما رواه الترمذي وصححه من حديث أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما امرئ مسلم أعتق مسلماً كان فكاكه من النار , يجزئ كل عضو منه عضواً منه , وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار , يجزئ كل عضو منهما عضواً منه ) رواه الترمذي ( 1547) فجرت المفاضلة في العقيقة هذا المجرى لو لم يكن فيها سنة صريحة , كيف والسنن الثابتة صريحة بالتفضيل " انتهى .
أريد أسأل هنا : إذا كانت العقيقة هى إحتفال من الأهل بالمولود الجديد سواء ذكرا أو انثى وأن هذه الحفلة تعتنى بالمدعوين فلا علاقة لها بتشريع وحقوق ونصيب الولد كضعف نصيب البنت فى الإرث أو أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل إذا إعتبرنا هذه التشريعات عادلة , ولكن سنتغاضى عن ذلك لنسأل : ما معنى أن تذبح شاتان للولد وللبنت شاه كحال أن نحتفل بعيد ميلاد ولد فنحضر له تورتة أما البنت فنحضر نصف تورتة ! نحن فى إحتفالية وكرم عربى ولحمه وأطفال رضع لا يدركون شيئا فهل هذا منطق سوىّ أم عقول مشبعة بتمايز الذكر على الأنثى لتؤصل هذا التمييز بعفوية وقسوة وغباء .

- أليست الحالة الفيزيائية لماء الوضوء واحدة .
لرسول الإسلام حديث غريب : ( تَتوضَأ المرأةُ وتَغتَسل مِن فَضلِ غُسلِ الرَّجُلِ وطَهورِهِ ، ولا يتوضأ الرَجلُ بِفَضلِ غُسلِ المرأةِ ولا طُهورِها ) الراوي: عاصم الأحول المحدث: البخاري - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي-الصفحة أو الرقم: 1/192.
أليس ماء غسل الرجل هو نفس ماء غسل المرأة محملاً بالعرق والأوساخ والميكروبات فلماذا تتوضأ المرأة من غسل الرجل ولا يتوضأ هو من ماء غسلها , فأليس حال الماء بعد الغسل والوضوء واحد أم هناك تغير فى الحالة الفيزيائية للماء , أم أننا أمام صورة تفضح النظرة الدونية للمرأة غير مُبررة ولا مُقبولة , فغسل الرجل غير جيد ولا نظيف ولا طاهر كغسل المرأة , فما معنى هذا سوى أننا أمام نظرة دونية للمرأة وإستعلائية للرجل بدون أى مصوغ موضوعى .

- ما الفرق بين نجاسة وطهارة المرأة من مولود ذكر أو أنثى .
لن أناقش موضوع النجاسة والطهارة ولكن سأتوقف أمام ما يشرعه الكتاب المقدس فى سفر اللاويين 12 : 1 , ولا يقل مسيحى أنه غير ملتزم بهذا التشريع القديم , فالكنيسة تَحرم الأم من تناول الأسرار المقدسة لمدة 40 يوما للذكر و70 يوما للأنثى أى شاملة وقت النجاسة والتطهير :( إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا ) .
لأسأل هنا : ماهو الفرق بين ولادة الذكر والأنثى بالنسبة للمرأة أليست حالتها البيولوجية واحدة بعد الولادتين , ألا يعنى هذا أننا مشهد يُؤصل النظرة الدونية للأنثى أم لا !.
تعقيب صغير: عندما تمارس المرأة هذه الطقوس فلا تتوقف أمام هذه النظرة الدونية لها بل تنسحق أمامها , فلا تسأل بعدها لماذا نحن شعوب قطيعية متخلفة .

- طب ماهو حال المرأة التى يهجرها زوجها .
كلنا نعلم عقاب المرأة التى يطلبها الرجل للفراش فتأبى فلا يراعى حالتها النفسية والجسدية فيكون عقابها أن تلعنها الملائكة ورب الملائكة شخصياً حتى يرضى عنها زوجها وترجع للنكاح , ولك ان تتخيل مشهد الآله الغاضب والملائكة الثائرة التى ليس لها عمل سوى لعن إمرأة أبت أن تفتح رجلها , لنرى المشهد من هذا الحديث الطريف ( إذا دعى الرجل إمرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) البخارى 5193 - كذلك هذا الحديث الذى يُشْرك الله فى السخط ( والذي نفسي بيده ! ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها ، فتأبى عليه ، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها ، حتى يرضى عنها ) مسلم 1436 .
لكن سؤالى هو : ماذا لو هجر الرجل فراش إمرأته ؟ فدعونا نبحث عن الإجابة فى البقرة 226 ( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ولنستدعى تفسير ابن كثير حتى لا يكون علينا حرج : الإيلاء الحلف , فإذا حلف الرجل أن لا يجامع زوجته مدة فلا يخلو إما أن يكون أقل من أربعة أشهر أو أكثر منها فإن كانت أقل فله أن ينتظر إنقضاء المدة ثم يجامع امرأته وعليها أن تصبر وليس لها مطالبته بالفيئة في هذه المدة ولهذا قال تعالى : " للذين يؤلون من نسائهم " أي يحلفون على ترك الجماع من نسائهم فيه دلالة على أن الإيلاء يختص بالزوجات دون الإماء كما هو مذهب الجمهور و" تربص أربعة أشهر " أي ينتظر الزوج أربعة أشهر من حين الحلف ثم يوقف ويطالب بالفيئة أو الطلاق ولهذا قال " فإن فاءوا " أي رجعوا إلى ما كانوا عليه وهو كناية عن الجماع قاله ابن عباس ومسروق والشعبي وسعيد بن جبير وغير واحد ومنهم ابن جرير رحمه الله " فإن الله غفور رحيم " لما سلف من التقصير في حقهن بسبب اليمين . انتهى تفسير ابن كثير .
كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رسول الله آلى من نسائه شهرا فنزل لتسع وعشرين وقال" الشهر تسع وعشرون " ولهما عن عمر بن الخطاب نحوه فأما إن زادت المدة على أربعة أشهر فللزوجة مطالبة الزوج عند انقضاء أربعة أشهر إما أن يفيء أي يجامع وإما أن يطلق فيجبره الحاكم على هذا وهذا لئلا يضر بها .! -وأستغرب هنا إجبار الحاكم على أن ينكح , وما أدرانا إذا كان سينكح بمزاج أم تقضية واجب .!
لنلاحظ هنا أن للرجل هجر فراش الزوجية فلا يجامع إمرأته أربعة أشهر مما يعنى رغبته فى ضررها وعقابها وعليها أن تصبر إلى أن يتعطف ويجامع , فلم يفكر الله أن هذا حرمان للمرأة وإيذاء شديد لها بهذا الإمتناع بينما الله وملائكته فى حالة سخط شديد من إمتناع المرأة ليلة واحدة بلا مراعاة لمشاعرها وانسانيتها كأنها خرقة بالية في أحد أركان البيت , لنسأل : أين العدل هنا فأليس المرأة إنسانة ذات إحتياج فلماذا أغفل الشرع الحكيم أن النكاح رغبة وإحتياج , ولماذا إهمال رحم المرأة والإعتناء بقضيب الرجل .. هل لأن المرأة يمكنها التحمل أم فلتذهب للجحيم فهى بلا أى حقوق ولا مشاعر ولا إحتياج أمام قسوة وغطرسة وذكورية الرجل فهى متاع فقط ومكان لقذف حيواناته المنوية .

- طب جميل أن تبدى الحزن على موت زوجها ولكن ماذا هو فاعل عند موتها .
آية سورة الروم 21 من الآيات الجميلة التى تشير إلى المودة والرحمة بين الزوجين ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الروم ) , لكن هل عند الموت يشعر الطرفان بحزن لفراق الاخر وإلتزام بإبداء الحزن , لنجد أن المشرع شرع عدة للزوجة عند وفاة زوجها سواء كانت الزوجة عاقراً أو حاملاً أو لم يتم الدخول بها أو تم الدخول بها فيجب أن تحد المرأة على زوجها لذا دعونا نرى ماهو المطلوب من المرأة .. تُطالب المرأة أن تترك الزينة والحلي والطيب بعد وفاة زوجها للعدة , والحداد تركها ذلك . وإحدادها في اصطلاح الفقهاء : امتناعها عن الزينة وما في معناها مدة مخصوصة في أحوال مخصوصة حزناً على فراق زوجها ، سواء أكان بالموت -وهو بالإجماع-أم بالطلاق البائن , وهو مذهب الحنفية على خلاف , وهذا ما يعرف بتحلية المحدة .
أجمع الفقهاء على أنه يحرم على المحدة أن تستعمل الذهب بكل صوره , فيلزمها نزعه حين تعلم بموت زوجها , لا فرق في ذلك بين الأساور والدمالج والخواتم , ومثله الحلي من الجواهر , ويلحق به ما يتخذ للحلية من غير الذهب والفضة كالعاج وغيره . وجوز بعض الفقهاء لبس الحلي من الفضة , ولكنه قول مردود , لعموم النهي عن لبس الحلي على المحدة في قوله صلى الله عليه وسلم : { ولا الحلي } ولأن الزينة تحصل بالفضة , فحرم عليها لبسها والتحلي بها كالذهب . وقصر الغزالي الإباحة على لبس الخاتم من الفضة , لأنه ليس مما تختص النساء بحله , ويحرم عليها أن تتحلى لتتعرض للخطاب بأي وسيلة من الوسائل تلميحا أو تصريحا لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه النسائي وأبو داود : ولا تلبس المعصفر من الثياب ولا الحلي .
إذن يجب على المرأة أن تحزن لوفاة زوجها وأن تبدى حزنها وتظهره وليس لدينا توقف أمام هذا المشهد ولكن سنسأل سؤالا على نفس هذه الأرضية : فهل تذكر الاحاديث أو الايات أي مطلب من الرجل أن يبديه عند موت زوجته وهل هناك مانع شرعى أن يتزوج الرجل بعد وفاة إمرأته ولو بعد ساعة ويبدى فرحته .
نسيت شئ : فالفقهاء أحلوا للرجل أن ينكح زوجته الميتة قبل دفنها بما يعرف بنكاح الوداع , وهناك فقهاء آخرون أفتوا بعدم تحمل الزوج مصاريف دفن زوجته فقد إنتفت النفقة بعدم النكاح .!

- عاوز أعرف هل اليهود النصارى خاسرون أم لا يحزنون .
هناك آيات كثيرة تدل على أن اليهود و النصارى والصابئة من الذين ليسوا مسلمين سيدخلون الجنة بشهادة القرآن الكريم ففى البقرة 2/62: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) . وفى الحج 22/17: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) كذلك هناك آيات أخرى أن يسأل محمد اليهود والنصارى فيما يستصعب فهمه وما يعتريه من شك علاوة على تحليل القرآن الزواج من الكتابيات وأكل أكلهم . (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة..) - (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك)- (..وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) .
كل هذه الآيات التى تبين أن لا خوف على اليهود والنصارى ولا هم يحزنون جاءت آية آل عمران / 85 لتنسف هذا الكلام نسفاً فهم فى الآخرة من الخاسرين ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) لنسأل هنا -أعانكم الله- هل خاسرون أم لا خوف عليهم ولا يحزنون .. وهل يحق قتالهم حتى يؤمنوا أم لا .؟!

- عاوز أسأل هى الجنه كده ولا ده خيال إنسانى ساذج .
هناك مشهد فى ملكوت الله الجالس على عرشه ولنا أن نتأمله من حديث للنبى برواية أنس بن مالك ( فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت له ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، قال : فأرفع رأسي ، ...) الراوي: أنس بن مالك -خلاصة الدرجة: صحيح-المحدث: البخاري-المصدر: الجامع الصحيح 7440 .
وحديث آخر فى نفس الصدد : ( فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقها فيقال : من هذا ؟ فيقال : محمد ، فيفتحون لي ويرحبون بي ، فيقولون : مرحبا ، فأخر ساجدا ، فيلهمني الله من الثناء والحمد ، فيقال لي : ارفع رأسك وسل تعط ، واشفع تشفع ، وقل يسمع لقولك ، وهو المقام المحمود الذي قال الله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) .الراوي: أبو سعيد الخدري-خلاصة الدرجة: صحيح-المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الترمذي3148
,وفى رواية عبدالله بن عباس على لسان النبى : ( ثم آتي باب الجنة فآخذ بحلقة باب الجنة فأقرع الباب فيقال : من أنت فأقول : محمد فيفتح لي فأرى ربي عز وجل وهو على كرسيه أو سريره فأخر له ساجدا وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحدا بعدي فيقال : ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع قال : فأرفع رأسي فأقول : أي رب أمتي أمتي فيقال لي : أخرج من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا فأخرجهم ثم أعود فأخر ساجدا وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي فيقال لي : ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : أي رب أمتي أمتي فيقال :أخرج من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا فأخرجهم ) - الراوي: عبدالله بن عباس-خلاصة الدرجة: إسناده صحيح-المحدث: أحمد شاكر-المصدر: مسند أحمد 4/241
مشهد طريف وشديد السذاجه , فالجنه لها باب , وعلى الباب حلقة للطرق كحال المنازل القديمة ليطرقها النبى بغية إستئذان الله الدخول لداره , فالله له دار , ولنجد وراء الباب من يسأل من أنت ( إنت مييييييين ) وسيبك من قصة المعرفة الإلهية العارفة للغيب وما خلف الأبواب , وطبعا لا تسأل عن وجود كاميرات مراقبة فالقصة دى مكنتش موجودة أيامها فنحن امام باب دار الله له حلقة للطرق , فهل الأمور هكذا حقيقة أم أننا أمام تخيل إنسانى إتسم بالسذاجة فنال من جلال وعظمة الإله .!

-أسأل : هى قط قط أم تششش
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحاجت الجنة والنار: أوثرت بالمتكبرين، والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله ـ تبارك وتعالى ـ للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ، حتى يضع رجله، فتقول: قطٍ، قطٍ، قطٍ , فهناك تمتلئ، ويزوي بعضها إلي بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ الله لها خلقاً ).!
وفقا للحديث فالله يضع رجله فى النار فتقول: قطٍ، قطٍ، قطٍ . ! وليس لى إعتراض على وضع رجله بالرغم من سبحان الله عما يصفون ويقولون لك أن الله غير مُشخصن , ولكن اللى أعرفه أن الصوت المصاحب لمثل هذا المشهد هو تششش .!

- أسأل : هل نحن مكلفون بالغزو الآن .
لنبى الإسلام أحاديث كثيرة تحث وتحرض على الغزو والقتال ومنها قوله : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) وقول آخر ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله ) حسب أبو هريرة المحدث: البخاري-المصدر: صحيح البخاري 2946.
هنا لن أتوقف أمام هاذين الحديثين فسأعتبرهما يعبران عن حال النبى , فرزقه تحت ظل رمحه فهكذا هو رزقه فماذا نفعل , وأنه يرى أن الإيمان يأتى قهراً بالسيف , فمن آمن مقهورا نال السلامة ومن رفض طار رأسه فهكذا منظور النبى الكريم للإيمان .
ما يعنينى هو حديث آخر : ( من لم يغزو أو تحدثه نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم عن أبي هريرة , فهل هذا القول يعنى عموم المسلمين فى عصرنا أى هل هو خطاب تحذيرى للمليار ونصف مسلم بأنهم سيموتون ميتة الجاهلية إذا لم يغزوا أو يحدثون أنفسهم بغزوة ليبقى أصحاب غزوة مانهاتن هم المتبعون لنهج النبى وأوامره أم أن هذا الحديث موجه لأهل زمانك .
إذا كان هذا الحديث لعموم المسلمين على مر الزمان والمكان فهذه مصيبة , فكل المسلمين سيموتون ميتة الجاهلية فلم يعد أحد فى عالمنا المعاصر يُفكر فى الغزو , ومن يتحدث فى هذا يعتبرونه صاحب فكر فاشي إرهابى قميئ مناهض لحق الشعوب فى الحرية والكرامة , لذا فقولك هذا لن يُجدى فى عصرنا ولن يُقدم عليه أى مسلم حتى ولو كانت بشارتك له بالموت ميتة الجاهلية ماعدا أمثال الحوينى الذى يدعون للغزو والنهب والغنائم والسبى , أما إذا كان قولك خاص بأهل زمانك فهذا يعنى أن علينا الإعتناء بأن أقوالك وأحاديثك خاص بأهل زمانك ولا نسقطها على واقعنا لتنتفى قصة أن كلامك دستور ونهج حياة . مش كده ولا إيه .

- يعنى نقتلهم بعد الأشهر الحرم أم لا .
على نفس الشاكلة نسأل فى آية سورة التوبة ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون) فلن نثير تناقضها مع أمر إلهى آخر فى سورة البقرة217 ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَال فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم حَتىَ يَرُدُّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .. قد يقول قائل بأن هناك فرق بين القتال الهجومى والقتال الدفاعى فآية التوبة هجومية وآية البقرة دفاعية ولكن ليس هذه مشكلتنا وسؤالنا , فواضح من الآيتان أنهما معنيان بحدث تاريخى محدد واجه المسلمين حينها أم أننا أمام حكم إلهى صالح لكل زمان ومكان فإذا كانت الآيات تتحدث عن زمانها فهذا يعنى أننا أمام نص بشرى يعتنى بظرف محدد وعليه يمكن التعامل مع كل آيات القرآن هكذا لينتفى فكرة الشرع والحكم والدستور الإلهى الصالح لكل زمان ومكان . أفيدونا يرحمكم الله .

- طب عاوز أفهم ليه الجلبة دى .
الله خلق الإنسان فى دار الإختبار فمن آمن وعمل صالحاً نال الجنه والنعيم , ومن كفر وعمل شراً كان مصيره الجحيم فهذا ما فهمناه عن هذا الإختبار والغاية الإلهية , ولكن النص الدينى يصدمنا بمشاهد كثيرة فنجد أن الإيمان والكفر ليس بإرادتنا بل بمشيئة الله ففى الأنعام6: 107 (لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا) وفى سورة الإنسان 30 ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلا أَن يَشَآءَ للَّه ) فالإرادة والمشيئة بيد الله وقد تناولنا فى البحث السابق أن الله يضل ويغوى ويفتن من يشاء ولن تجد للضال أى هادى أو سبيل .. ولننظر إلى تلك الآية الخطيرة فى السجدة 13 ( وَلَوْ شِئْنَا لأتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰ-;-كِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) فالله يقول أن بإرادته ومشيئته يمكن أن يهدى كل نفس هداها ولكنه يعزف عن ذلك لأنه أخذ عهداً على نفسه أن يملأ جهنم من الجنه والناس فهكذا رغبته ومزاجه .!

ناتى إلى الأحاديث التى تجعلك تشد شعر رأسك فعن هشام بن حكيم - أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنبتديء الأعمال أم قد قضى القضاء؟ فقال: ( إن الله تعالى أخذ ذرية آدم من ظهورهم، وأشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم على كفيه فقال : هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار) .
وفى تفسير قوله ‏(فريق في الجنة وفريق في السعير‏) نقرأ من الدر المنثور هذا الحديث ‏:‏ ‏‏أخرج أحمد، والترمذي، وصححه، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه، قال‏:‏(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يده كتابان،‏"‏ فقال‏:‏ أتدرون ما هذان الكتابان‏؟‏ قلنا لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله، قال‏ :‏ للذي في يده اليمنى، هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم، ثم قال للذي في شماله، هذا كتاب من رب العالمين، بأسماء أهل النار، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبدا‏"‏ فقال أصحابه‏:‏ ففيم العمل يا رسول الله إن كان قد فرغ منه‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏سددوا، وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل‏"‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بيديه فنبذهما، ثم قال‏:‏ ‏"‏فرغ ربكم من العباد "‏فريق في الجنة وفريق في السعير‏ ‏"‏‏) .‏
وحديث آخر من البخارى بمثابة الضربة القاضية لكل المتوهمين بحرية الإنسان فى أعماله ( إن أحدَكم يُجمَعُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغَةً مِثلَ ذلك ، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه ، ورِزقَه ، وشقِيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفَخُ فيه الرُّوحُ ، فإن الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ فيَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ فيَدخُلُ الجنةَ . وإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ ، فيَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، فيَدخُلُ النار ).!! الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري 33320-خلاصة حكم المحدث: صحيح.
نسأل : هل الامور هكذا وأن مصائر البشر محسومة سلفاً فهذا فى الجنه وذاك فى النار وفقاً للكتاب المسطور عنه قبل أن يولد ولا سبيل من الفرار عن القضاء المحتوم , فلا إيمان وأعمال ولا يحزنون , علاوة على تدخل إلهى حاسم فى تضليل وغواية وفتنة البشر فهناك مزاج إلهى سادى بملأ جهنم "حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " . أفيدونا يرحمكم الله , هل نحن أمام عبث وجلبة بلا معنى أم ماذا ؟! .

- يبقى العملية كده لعبة حظ فالدنيا كانت ضلمة واللى يخطأه الله ضل وإنت ونصيبك .!
سؤالى : ماهو أصل الهدى والضلال . ( إن الله تعلى خلق خلقه في ظلمة ، فألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى ، و من أخطأه ضل ) - الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص-خلاصة الدرجة: صحيح-المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الجامع .
يا نهار أسود يعنى الدنيا كانت ضلمة عنده والكهربا مقطوعة وقاعد يلقى من نوره فاللى شقط إهتدى واللى خاب ضل .. أسأل : بجد المواضيع كده ؟!

- قضية الموسم : هل لليهود حق العودة لجزيرة العرب ؟!.
قد يكون سؤالى هذا غريباً ولكن ستتبدد غرابته عندما نطرح ما لدينا , يتصارع الفلسطينيين والإسرائيليين على حق كلا منها فى فلسطين ليقدم كل فصيل ما لديه من وثائق تاريخية وأركيولوجية وآثار تثبت وجود أجداده على الأرض .
اليهود والنصارى عاشوا فى جزيرة العرب كما عاش اليهود على أرض فلسطين فى الماضى ليتم طردهم وتهجيرهم من الجزيرة العربية عنوة وقسرا ويشهد التراث الإسلامى بعملية الطرد هذه فإذا حاول اليهود مثلا أن يثبتوا حقهم فى جزيرة العرب وحق العودة أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولى , فهذا من السهولة بمكان فما عليهم إلا تقديم الأحاديث النبوية فى ملف دعوتهم ولن يستطيع المسلمون نفى ذلك .!

عن عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله يقول ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما ) أحمد .196أحمد .210 .
وعن مالك عن ابن شهاب أن رسول الله قال ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب قال مالك قال ابن شهاب ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب حتى أتاه الثلج واليقين أن رسول الله قال لا يجتمع دينان في جزيرة العرب فأجلى يهود خيبر
-مالك .1388
أخبرنا نافع عن ابن عمر وقال عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال ( حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمرأن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين وأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله ليقرهم بها أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء ) البخارى .2170
عن ابن عباس أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال ( اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولاينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله قال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة وقال يعقوب بن محمد سألت المغيرة بن عبدالرحمن عن جزيرة العرب فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن وقال يعقوب والعرج أول تهامة ) البخاري .2825 .البخاري .2919 .
عن ابن عباس قال ( قال رسول الله لا تصلح قبلتان في أرض واحدة وليس على المسلمين جزية حدثنا أبو كريب حدثنا جرير عن قابوس بهذا الإسناد نحوه وفي الباب عن سعيد بن زيد وجد حرب بن عبيد الله الثقفي قال أبو عيسى حديث ابن عباس قد روي عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن النبي مرسلا والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن النصراني إذا أسلم وضعت عنه جزية رقبته وقول النبي ليس على المسلمين عشور إنما يعني به جزية الرقبة وفي الحديث ما يفسر هذا حيث قا ل إنما العشور على اليهود والنصارى وليس على المسلمين عشور ) -الترمذى .574
ليبقى السؤال : ماذا لو فعلها اليهود وطالبوا بحق العودة الى جزيرة العرب فهى أرض اجدادهم بشهادة أحاديث النبى الكريم التى هى أقوى من أى وثائق ولا يستطيع مسلم واحد أن ينفيها .

خلوووود 09-05-2017 07:06 AM

منطق شديد التهافت ولكن إحترس فهو مقدس9
 
منطق شديد التهافت ولكن إحترس فهو مقدس



فلنبدأ ألف باء تأمل ولنراجع كل مفرداتنا الإيمانية والفكرية من البدايات بلا تشنج وبدون أن نضع العربة أمام الحصان , فليكن عقلنا وفكرنا المنطقى سبيلنا لمراجعة كل مواريثنا وفنتازيتنا وثقافتنا المهلهلة لنبدأ رحلة الشك ..نعم رحلة شك وفرز وغربلة لكافة مواريثنا التى ألفناها وإعتبرناها قصور شامخة وماهى إلا قصور من وهم خلقناها لنتماهى فيها لدرجة أنها إنفصلت عن وعينا ليتخلق لها وجود وهى بلا وجود .!
رحلة الشك قد تكون مؤلمة ولكننا سنتعاطى معها بهدوء وبلا تشنج ليكون منطقنا وعقلنا سبيلنا لإزالة الغشاوة عن عيوننا , ولنعيش الحياة بعيون نظيفة , ففكرة الإله والتراث الدينى لم تعد فكرة خرافية فحسب بل فكرة دمرت وخربت الكثير من إنسانيتنا وقد تطرقت لهذا فى أبحاث سابقة ومازال هناك أبحاث فى الطريق .
موضوعنا عن سذاجة وتهافت الطرح والمنطق فى التراث الدينى ومن باب التهذب نقول منطق الله بديلاً عن قول هراء وسذاجة وتهافت الأديان بغية عدم التصادم مع المشاعر الملتهبة التى ألفت فكرة الإله أو للدقة هراء وسذاجة وتهافت مُبدعى فكرة الإله والتراث الميثولوجى ,فلا وجود لإله حتى يكون له منطق أو لا منطق بل هو منطق وفكر بشرى لحماً ودماً وأعصاباً وليد مخاض زمنه لذا جاء متهافتاً .
هى مشاغبات فى مشاهد متنوعة نمر عليها فى التراث فلا نفطن لها ولكنها تحمل الكثير من السذاجة والتهافت فيما يُطلق عليه منطق وإرادة الله لتفضح فى الطريق بشرية النص ورؤى من أبدعوه ليحق لنا القول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .

* مش المفروض أن نعرف الخير من الشر ولا ده عيب .
حجر الزاوية فى الأسطورة الدينية هى قصة نهى الإله لآدم الأكل من شجرة فى الجنه ومنها تم نسج أطراف هذه الاسطورة البائسة .. فى الكتاب المقدس تم تسمية هذه الشجرة بشجرة معرفة الخير والشر ففى الإصحاح الثانى من سفر التكوين ( وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها و يحفظها و أوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً و أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت ) تكوين 15:2.
منطق غريب متهافت , فالمشكلة عند الرب هى معرفة آدم للخير والشر أى أن المعرفة فى هذا الشأن منبوذة غير مرغوبة ولتندهش أنها تخص إدراك الخير والشر , فكيف يكون هذا , فأليس ألف باء منطق أن يعرف الإنسان الخير من الشر لينحاز للخير ويتحاشى الشر .
يمكن أن نفهم التحريم لو كانت الشجرة تُسمى شجرة العصيان أى ترمز للعصيان والتمرد ولكن هكذا منطق الرب ألا تقترب من المعرفة والإدراك , ولا أعرف هل هى عبقرية خبيثة من مُبدع هذه الأسطورة أم هو غباء مستحكم ,فالعبقرية تظهر من ترويض المؤمن على أن لا يعرف ولا يقترب من محاولة المعرفة ففى هذا خطر مُحدق على الإعتقاد والإيمان والفكر الدينى ليتم قولبة المؤمن وأدلجته فيما يُراد , فهل من المعقول أن هذه الرؤية الخبيثة راودت مُبدع الأسطورة أم هو غباء بدوى مُحكم .

* حوش يا جدع هيأكل من شجرة الخلود بتاعتى .
تتهافت الأسطورة أكثر فى المشهد الثانى من هذا السيناريو السخيف , فالرب خشى أن يُقدم آدم على الأكل من شجرة الخلود , ففى الإصحاح الثالث من التكوين : (و قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير و الشر و الآن لعله يمد يده و يأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل و يحيا الى الأبد فأخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها فطرد الانسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة )
تكوين3 :22 .
قبل ان نخوض فى تهافت هذا الموقف الإلهى فلنتأمل قوله ( قال الرب الإله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر ) ولنتوقف عند كلمة "منا" التى توحى بوجود آلهة أخرى على نفس مستواه .!
نأتى لهذا المنطق الطفولى المتهافت , فالرب يخشى ويرتجف من إقدام آدم على الأكل من شجرة الخلود فيحيا للأبد ليضطر الله لوضع حراسة مشددة من نينجا ترتلز أصحاب السيوف النارية المتقلبة لحراسة الشجرة , المنطق هنا يقول لماذا خلقها من الأساس وقبلها نسأل ما معنى شجرة الخلود وما جدواها ليقول قائل ميتافزيقى : إنها الشجرة التى يقتات منها الرب ليحظى على الخلود , لنقول وهل الخلود فى شجرة ؟! ثم إذا كان كذلك فلما لا يضع شجرته بجوار عرشه , وإذا لم يفطن لهذا فألا يقدر رب المجد أن يُعمى نظر آدم عن تلك الشجرة تماماً فلا يقترب منها بدلاً من هذا الهلع الذى أصابه من إقدام آدم على الاكل فيكون خالدا كالرب ليضطر وضع فرقة كوماندوز بسيوف نارية .
هكذا ورد ذكر شجرة الحياة فى قصة الخلق التوراتية ليكون لها صدى فى النسخة الإسلامية حيث جاء ذكرها فى سورة طه 120 ( فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشيطَانُ قَالَ يَا آدَم هَل أَدلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلَى ) وقد جاء في تفسير ابن كثير معنى شجرة الخلد : هى الشجرة التي من أكل منها خلد ودام , لذا عندما خالف آدم وحواء أمر الله وأكلا من شجرة الخلد أخرجهما من الجنة ..صحيح أن التطرق الإسلامى لشجرة الخلد لم يأتى مفصلاً كما فى النص العبرانى إلا أنه هناك إشارة تعنيه بدقة .
يعنينا الصور والأحداث المرسومة فى الأسطورة التى تُبين تهافت المنطق وبشرية النص فصبغت فكرة الإله ببشريتها , فالرب يكتشف أن الإنسان أصبح عارفا ً للخير والشر ولا تعلم ماذا يزعجه فى ذلك ( تعاطيت مع هذه الجزئية بمقال سابق موضحا أن التحريم مقصود به تحريم السؤال والمعرفة كأولى إبجديات تحصين المقدس ) فهو يرتبك ويتوجس ويخشى أن يُقدم الإنسان على الأكل من شجرة الحياة فيشاركه الخلود ليقوم بخطوات سريعة إحترازية بطرده من الجنه وتعيين حارس يحمل سيف نار متقلب لحراسة الطريق المؤدى لشجرة الحياة .!
واضح تماماً من خلال الأسطورة أن مُبدعها وضع فيها رؤيته الإنسانية ليجعل الإله يحمل مشاعر متوجسة خائفة قلقة , وينزلق بالإله التشخيص الإنسانى الفج , فنحن أمام صورة شديدة السذاجة فإذا كان الرب لا يريد للإنسان أن يأكل من شجرة الحياة فكان حرياً أن لا يخلقها من الأساس أو يضعها تحت كرسيه بدلا أن يُقيم ملاك لحراسة الشجرة بسيف نار فى صورة شديدة السذاجة .!!
أرى هذه الجزئية من الأسطورة ذات عمق إنسانى كبير تترجم آمال وأحلام مأمولة فى أمل الحياة والبقاء والخلود وكسر الموت ,فالإنسان ترجم مشاعره العميقة ليسقط النخب فكرة الخطيئة كفعل حرمان من الخلود لتأتى صياغة الأسطورة على هذه الشاكلة ويصير الإله مراقباً قلقاً متوجساً .!

* طب إله واحد ليه .
الله واحد كما يؤمنون فما هو المنطق الذى يسوقه الله لنا لندرك أنه واحدا أحد مُتفرد بالألوهية لا شريك له .. الكتاب المقدس لم يقدم لنا رؤية منطقية تثبت أن الله واحد فتجد فى تثنية 35:4 يقول ( انك قد أريت لتعلم أن الرب هو الاله, ليس آخر سواه) وفى تثنية 4:6 (الرب الهنا رب واحد ) وفى ملاخي 10:2( اليس أب واحد لكلنا, أليس إله واحد خلقنا) وفى كورنثوس الأولي 6:8 ( لكن لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء، ونحن له , ورب واحد يسوع المسيح , الذي به جميع الأشياء , ونحن به) وفى أفسس 6:4 ( إله وآب واحد للكل، الذي علي الكل وبالكل وفي كلكم )
فمن هذه الآيات لا نجد إثبات ولا منطق ولا يحزنون بل تقديم حالة تقريرية عن وحدانية الإله بينما خاض القرآن فى هذا الشأن ليًحسب له أنه قدم منطق ولكنه للأسف منطق بشرى متهافت ففى الانبياء 22 (لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَة إِلا اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبحَانَ اللهِ رَب الْعَرشِ عَما يَصِفُونَ ) ويفسر القرطبي الآية : أي لو كان في السموات والأرضين آلهة غير الله معبودون لفسدتا أي خربتا وهلك من فيهما بوقوع التنازع بالاختلاف الواقع بين الشركاء .
وفى المؤمنون 91 (مَا اتخَذَ اللَهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لذَهَبَ كُل إِلَهٍ بِمَا خَلَق وَلَعَلا بَعضُهُم عَلَى بَعْضٍ سُبحَانَ اللهِ عَما يَصِفُون ) والمعنى عند القرطبى أيضا : لو كانت معه آلهة لإنفرد كل إله بخلقه ," وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ" أي لغالب وطلب القوي الضعيف كالعادة بين الملوك , وكان الضعيف المغلوب لا يستحق الإلوهية .!
تلك الآيتان من الحجج التي يُستدل بها على منطقية وجود إله واحد لا شريك له فالله وفق القرآن يريد أن يسوق لنا دليلاً على وحدانيته فيقول : لو كان هناك آلهة غيره موجودة في الكون لحاولوا الوصول الى العرش والسيطرة عليه و أن وجود أكثر من إله سيتسبب في أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه أو أن يعلو بعضهم عَلَى بعض مما يسبب فساد الأرض والسماء نتيجة تنازعهم .
ولكن هل هذا منطق أم فكر صبيانى ؟! فلو إفترضنا جدلا أننا رأينا العرش فهل سنعرف من هو الجالس عليه وهل أخذه بعد صراع أو بدون و كأن العرش شيء معروف مادي معلوم للجميع يشى بأسراره فيجعل الله منه حجة على وحدانيته , فهل هذا دليل عقلى منطقى أن يستدل بغيب على غيب أكثر منه .!!
دعونا نتطرق إلى المنطق البشرى الذى صاغ القصة ليفضح ذاته فواضح من هذا التبرير أن القياس والمنطق بشري يستمد منطقيته وصوره من حال الملوك والسلاطين على الأرض ليصيب فكرة الألوهية بالبشرية , ويضعه فى موضع تنازع وإختلاف ونزاع على السلطة كحال ملوك الأرض بينما المُفترض أن الآلهة فى حال وجودها لها منطق مغاير تماماً عن منطق بشريتنا , فيكفى أنها كلية الحكمة فلا تتنازع بل تحل الأمور بشكل حكيم هذا إذا كانت هناك إشكاليات بينهم وهذا ليس صعباً فهى آلهة ذات حكمة وليس مجموعة من البلطجية على ناصية الشارع , بل منطقنا البشرى المعاصر يحترم الشراكة والتخصص , فالشركات الضخمة لا يديرها مدير واحد , ولا يوجد طبيب لكل التخصصات , ولا مهندس لكل المشاريع وقس على ذلك الكثير من مظاهر الحياة الثرية بالتنوع والمشاركة .
نضيف أيضا أن هذا التبرير يضع الإله فى إطار من المشاعر والإنفعالات البشرية مما ينسف فكرة الألوهية فهناك نزاع ورغبة فى السيطرة والهيمنة والإستئثار بالسلطة كحال ملوك الأرض .. نحن أمام منطق بشرى مستمد من وضعية تنازع الملوك على السلطة , ولتتذكر مقولة ليس كمثله شئ لتنسف هذا المنطق البائس .
قد يقول قائل أن الله أراد أن يخاطب منطقنا لنقول أنه من الهزل أن يتدنى ويتهاوى الإله ليماثل ويتشابه مع حال ملوك الأرض القدماء لذا من الحرى القول أن هذا منطقنا الذى أسقطناه على فكرة الإله الواحد لنصيب فكرة الإله بالتهافت .!

* منطق منين لى ولد وأنا مليش صاحبة .
حجة أخرى تُسوق عن وحدانية الله أن ليس له ولد ففى الأنعام101( بدِيعُ السمَاوَاتِ وَالأَرضِ أَنى يَكُون لَهُ وَلَدٌ وَلَم تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُل شَيْءٍ وهُوَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيم ) فالله هنا ينساق لمنطقنا البشرى فلا يوجد ولد بدون أب وأم ليستخدم نفس هذا المنطق فى تبرأت نفسه أن يكون له ابن بدون صاحبة وكأن طبيعة الله كطبيعتنا لينفى عنه ذلك بإستنكار فهو ليس لديه خليلة .!
إستخدام هذا المنطق المتهافت ينال من ألوهية الإله فهو يفقده القدرة المطلقة التى تجعله عاجزاً على أن يحظى على ابن بدون أى طريقة أخرى غير المعاشرة الجنسية فهو خاضع لنفس منطقنا ونهجنا , فمبده هذا المنطق البائس نسى أن خلق آدم من تراب وهذا يعنى أن هناك قدرات أخرى غير الجنس والصاحبة للخلق . هذا أيضا ينال من علمه ومعرفته فهناك تكاثر لا جنسى تشهده الخلايا والطفيليات والنباتات , كما تشكك وتُكذب ولادة المسيح الذى أعلن إنها تمت بدون عملية جنسية وهذا يعنى أن حجة وحدانيته كونه ليس له ولد ولا صاحبة مهترئة ساذجة تضعه فى المفهوم والمنطق البشرى .

* منطق شديد التهافت فكيف يرددونه .
منطق متهافت آخر لإثبات وجود الله كلما أسمعه من المسلمين أستغرب من هذه العقليات وأندهش من هذا العقل الذى تم تسطيحه وتفريغه من أى منطق , ففى سورة البقرة آيه 258 ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
فلنتوقف عند هذه المناظرة التى تمت بين ابراهيم أبو الأنبياء ونمرود وقول إبراهيم "فَإِن اللهَ يَأْتِي بِالشَّمسِ مِنَ الْمَشرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ " لأستغرب حقا من هذا التهافت وأندهش من هذا النمرود العبيط الذى بُهت .
ابراهيم تناول ظاهرة طبيعية وسطا عليها وإعتبرها بفعل الله الذى يأتى بالشمس من المشرق ليطالب نمرود أن يأتى بها من المغرب , ولنلاحظ بدايةً أن هذا الزعم يعنى أن الشمس هى التى تتحرك حول الأرض كما يتبنى علماء المسلمين هذا التخريف ليثبتوا ثبات الأرض ودوران الشمس حولها , أو أن هناك قول علمي صحيح يقول أن الشمس هى التى تشرق وتغرب , سنتغاضى عن هذا الحرج , لنسأل ماذا سيكون الحال لو أن نمرود زعم أنه أو إلهه من يأتى بالشمس من المشرق ولتدع يا إبراهيم إلهك يأتى بها من المغرب .. أتصور أن إبراهيم سيُبهت .!
ماهذه السذاجة التى تجعل إثبات وجود إله بإنساب ظاهرة طبيعية له فهنا سيحق لكل صاحب فكرة إله أن ينسب كل مظاهر الطبيعة لإلهه فلن يكلفه الأمر سوى أن يقول "هذه بتاعت ربنا إلهى" وعليك يا مدعى بإله آخر أن تجعل إلهك يأتى بفعل مغاير .!
أتصور أن المناظرة يجب ان تكون على قدم المساواة فى التحدى , فكان من المفترض مثلاً أن يقول إبراهيم بأن الله يأتى بالشمس من المشرق وغداً سيتحدى كفرك ويأتى بها من المغرب على أن تقوم أنت أو إلهك فى اليوم التالى بالإتيان بالشمس من المغرب فأليس هذا تحدى منطقى , ولكن أتصور أن الإثنان سيُبهتان .!

* عندى بس مش هديلكم .
فى سورة الأنعام 109 ( وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِم لَئِن جَاءتهُم آيَة لَّيُؤْمِنُن بِهَا قُل إِنمَا الآيَات عِندَ اللهِ وَمَا يُشعِرُكُم أَنَّهَا إِذَا جَاءت لاَ يُؤْمِنُونَ ) .ليأتى تفسير الطبرى للآية التى لا تحتاج تفسير فيقول : "وأقسموا " أي حلفوا .وجهد اليمين أشدها , وهو بالله . فقوله : " جهد أيمانهم " أي غاية أيمانهم التي بلغها علمهم , وانتهت إليها قدرتهم وذلك أنهم كانوا يعتقدون أن الله هو الإله الأعظم , وأن هذه الآلهة إنما يعبدونها ظناً منهم أنها تقربهم إلى الله زلفى كما أخبر عنهم فى الزمر : " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ".
"لَئِن جَاءتهُم آيَةٌ ليؤمِنُن بِهَا" فهؤلاء القوم قالوا لمحمد : يا محمد , تخبرنا بأن موسى ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا , وأن عيسى كان يحيي الموتى , وأن ثمود كانت لهم ناقة , فائتنا ببعض هذه الآيات حتى نصدقك فهم يريدون تصديقه من خلال آية أى معجزة كالسابقين وهذا مطلب منطقى يثبت النبوة وإلا إدعى كل من هب ودب بأنه نبى بدون معجزة يقدمها .
ماذا يكون رد الله المنطقى " إِنَّمَا الآيَات عِندَ اللهِ وَمَا يشْعِركُم أَنهَا إِذَا جَاءت لاَ يُؤمِنُونَ " أى أن الله يحتفظ بالآيات والمعجزات فى خزائنه وأنه لا ضمانة فى أن تؤمنوا بعد الإتيان بالمعجزات ليتهافت أى منطق فإذا كانت المعجزات لإثبات النبوة كما سبق ومنح موسى وعيسى فآمن قومه , فما الذى يمنع قوم محمد من الإيمان عندما يروا معجزة أمامهم وهم من ألحوا على ذلك وفى حال لم يؤمن البعض منهم فحينها ستكون حجة قوية عليهم يوم القيامة لفضحهم وإدانتهم على كفرهم .. منطق غريب متهافت فلتبقى الأدلة عند الله إذا كانت هناك آيات وليبقى الكفار والمشركون على كفرهم , ولا تزعل ولا تغضب نفسك ولا تلعنهم , فهم يريدون آية تثبت نبوة محمد وأنت مخبأها فى خزائنك .!

* فشخرة بق .. طب العمل إيه ؟! .
على نفس شاكلة المنطق السابق المتهافت تأتى آية أخرى فى الأنعام 111 فى نفس السياق ( ولَو أَننا نَزلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلمَهم الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيهِم كُل شَيْءٍ قُبُلاً ما كَانُواْ لِيُؤمِنوا إِلا أَن يَشَاء اللهُ وَلَكِن أَكْثَرَهُم يَجهَلُونَ ) .
يفسر الطبرى هذه الآية : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : يا محمد, آيسْ من فلاح هؤلاء العادلين بربهم الأوثانَ والأصنام ، القائلين لك " لئن جئتنا بآية لنؤمن ", فإننا لو نزلنا إليهم الملائكة حتى يروها عيانًا، وكلمهم الموتى بإحيائنا إياهم حُجةً لك، ودلالة على نبوتك, وأخبروهم أنك محق فيما تقول, وأن ما جئتهم به حق من عند الله, وحشرنا عليهم كل شيء فجعلناهُم لك قبلا ما آمنوا ولا صدّقوك ولا اتبعوك إلا أن يشاء الله ذلك لمن شاء منهم ولكن أكثرهم يجهلون ، ولكن أكثر هؤلاء المشركين يجهلون أن ذلك كذلك , يحسبون أن الإيمان إليهم، والكفرَ بأيديهم, متى شاؤوا آمنوا، ومتى شاؤوا كفروا . وليس ذلك كذلك, ذلك بيدي(الله) , لا يؤمن منهم إلا من هديته له فوفقته, ولا يكفر إلا من خذلته عن الرشد فأضللته .
منطق غريب , فالآية تقرر أن المعجزات كإنزال الملائكة وكلام الموتى وإحياءهم لن تجعلهم يؤمنون ليطالبونك بآيات معجزات مثلها فكل هذا لن يجدى فلن يؤمنوا لنقول : طالما تعرف أنهم لن يؤمنوا فلماذا لا تفضحهم وتريهم تلك الآيات حتى تكون حجة عليهم فى يوم الدينونة . ولكن مسلسل التهافت مستمر فهم يحسبون أن الإيمان والكفر بأيديهم , متى شاؤوا آمنوا , ومتى شاؤوا كفروا بينما الإيمان والكفر والضلال بيد الله , ولا مشيئة لهم , ولا عزاء لعقل ومنطق وعدل ولا معنى لإختبار فالعبثية هى الحاضرة , وصوتى يا إنشراح .

* عذرا لم نصل إلى إختراع الحجارة الذكية .
الكفار قالوا: إن كان محمد محقًا فأمطر علينا حجارة من السماء , ولكن الله يقول أنه لا يمطر الحجارة على أعدائه وعلى منكري نبوة محمد ليس حباً فيهم بل بسبب أن محمد حاضر وسطهم , فالله لا يفعل ذلك حتى لا يؤذيه لذا جاءت آية الأنفال 33 ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذبَهُم وَأَنْتَ فِيهِم ومَا كَانَ اللهُ مُعَذبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ ) .
المنطق الإلهى لم يلقى حجارة على الكافرين لأن النبى بينهم فيمكن أن يُؤْذى فالعلم والقدرة الإلهية المطلقة لم تتوصل لإختراع الحجارة الذكية على غرار الصواريخ الامريكية الذكية التى تصيب الأهداف بدقة متناهية دون أن تصيب غيرها فيبدو أن إختراع الحجارة الذكية لم يكن فى علم الإله ولا فى حدود قدراته فلتعذروه .

* تؤمن أولا وبعدين نشوف القصص دى .
فى الأنعام 158(هَل يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهم الْمَلائِكَةُ أَو يَأْتِي رَبكَ أَو يَأْتِيَ بَعضُ آيَاتِ رَبكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْض آيَاتِ رَبكَ لاَ يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانهَا لَم تَكُنْ آمَنَت مِن قَبْلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرًا قُلِ انتَظِرواْ إِنا مُنتَظِرونَ ) .
هذه الآية تأتى فى سياق الآيات السابقة ولكنها تضيف رؤية أخرى خطيرة , فهم ينتظرون معجزات كأن تأتيهم الملائكة ليؤمنوا ولكن المنطق الإلهى يقول ستأتى بعض الأدلة يوما ما فإنتظروا ولكن لا ينفع هذا الإيمان ما لم تكن آمنت بى من قبل , فالطريف إنه عندما يعدهم بالأدلة يطالبهم بالإيمان المسبق .. عجيب هذا المنطق الإلهى ولكن هذه الرؤية فى المسيحية أيضا فهناك إلحاح فى الكتاب المقدس أن الإيمان أولا بدون سؤال وطلب إثبات ,فيقول المسيح ( طوبى لمن آمن ولم يرى ) فهكذا الجميع فى نفس القارب اللامنطقى فلتؤمن أولا وتُسلم بكل مفرداتنا الإيمانية وتدخل الحظيرة ولا تطلب معجزات أو دلائل ولتلقى عقلك عند أقرب صندوق قمامة.

* أأنت قلت هذا .. لا ماقلتش .
فى سورة المائدة ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ( 116 ) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ( 117 ) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).
هل هذا منطق وحديث إلهى أم تأليف وفكر بشرى , فهناك أشياء تجعلنا نتوقف لنتلمس تهافت شديد , فهل الله محتاج أن يعرف من المسيح صحة قول "إتخذونى وأمى إلهين " فهذا يعنى أنه يفتقد المعرفة المطلقة والغيب , وإذا سألنا : متى سأل الله المسيح فهل كان فى زمن رسالة المسيح أم سيسأله يوم القيامة ليحتار العلماء فى تحديد زمن هذا الحدث فإذا كان وقت رسالته فهو يعطى إنطباع بعدم معرفة الله ورغبته فى التيقن كما أن هذه المعرفة لا تفيد شيئا بإعتبار أن هذا السؤال جاء فى القرآن بعد زمان المسيح ولم يأتى فى الإنجيل فلن يعتمد المسيحيين القدماء هذا القول بإعتبار أن القرآن جاء بعد 600 سنه وحتى من شهدوا القرآن فلن يؤمنوا به فهو لييس كتابهم , أما القول أن هذا السؤال سيطرح على المسيح فى يوم القيامة كما يفسر معظم العلماء فلن تتغير الأمور كثيراً , فالله ينتظر الإجابة والمعرفة , وإذا قال قائل أن هذه السؤال حتى يعلم من ضلوا الإيمان بإعتبار المسيح إله فماذا يفيد فنحن فى يوم القيامة .!

الامير 09-05-2017 10:49 AM

لي 7 شهوز وانا انزل حتى وصلت الى هنا
هل علي ان اقرء كل هذا يا خلوووود؟


الساعة الآن 12:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond

 .::♡جميع المشاركات والمواضيع المكتوبة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ,, ولاتعبر عن وجهة نظر إدارة المنتدى ♡::.


Powered by vBulletin Copyright © 2015 vBulletin Solutions, Inc.