عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2016, 10:21 PM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي سوريا......ماذا بعد حلب؟؟

حجم الضخ الإعلامي الكبير، يوحي بأن الأزمة السورية توشك على المرور بمنعطف قوي جدا، سيعطيها مسارا جديدا.
لا بد وأن الجميع يسمع ماتبثه القنوات الإعلامية، عن موضوع حلب، وماذا يجري في حلب، واتفاقات اخراج المعارضة المسلحة من حلب....
حلب...حلب...حلب، ولكن ماذا بعد حلب....
مما لا شك فيه، أن سيطرة النظام على حلب، هي انتصار كبير، ومكسب جيوسياسي يضع في كفة الأسد وزنة كبيرة سترجخه بدون شك على مناوئيه، ولا بد لهذا الانتصار أن يكون له أثر كبير على المدى القريب، في الوضع السوري الذي لازال الخط البياني الخاص بازمته يتزايد باضطراد نحو الأعلى ولم يبلغ القمة بعد، ولا عتبة الاستقرار تبشر بظهورها....
لعبة شد الحبل، تمارسها الفصائل المسلحة بمختلف مسمياتها مع النظام السوري وحلفائه في حلب، فعملية إخلاء المسلحين بين أخذ و رد، وقد تم تعليق هذه العملية بنسبة أكبر من تفعيلها، وإخراج المدنيين والحالات الحرجة يتم بالقطارة، ولا زالت حلب تراوح في مكانها، ولا يمكن لهذه المراوحة أن تتوقف إلا بالسيطرة التامة على حلب من قبل إحدى طرفي الذراع.....
بالحديث عن النظام السوري، نرى أن التصريحات الصادرة عن ممثليه وشخصياته، تشير إلى استمرار العمليات العسكرية على الأرض السورية لتحرير كل شبر من أرض سوريا. كلام محمل بشحنة كبيرة من المعنويات العالية نتيحة الانتصار الذي يوشك أن يحققه النظام السوري في حلب.
أما تصريحات الدب الروسي، فتشير إلى اتجاه مغاير تماما، فحسب أحدث التصريحات الصادرة عن الكرملين، يشير القيصر إلى أن انتصار حلب سيمهد لوقف نار عام يشمل كافة الأراضي السورية، وهذا الكلام لا يتفق وتصريحات المسؤولين السوريين، الذين ينشرون مناصري النظام بتحرير كل شبر من الأرض السورية.
هذا التناقض بين الحليفين الروسي والسوري غير مقبول، ولا بد لكل مطلع على الوضع السوري، أن يعلم بأن الكفة ترجح لصالح القرار الروسي دوما، وأن ما يطرحه النظام السوري عبر وسائل إعلامه، من الحديث عن تحرير كامل الأراضي السورية، ماهو إلا شحنة عاطفية للموالاة، وإبرة مخدر لتسكين الألم وإزالة الخوف الذي يعتريني من زيادة تأزم الوضع....
بالنسبة للأتراك، فهم دخلوا العمق السوري بواسطة أذرعهم في الفصائل المعارضة تحت اسم درع الفرات، وبهدف إقامة منطقة آمنة تقي الأنراك من تمدد داعش ظاهريا، ومن تمدد الأكراد ضمنيا. وقواتهم أصبحت على مشارف الباب القريبة من مدينة حلب، تلك النقطة التي يمكن أن تشهد اشتباكات من ثلاث جهات هي قوات سوريا الديموقراكية، وقوات النظام السوري والحلفاء، وقوات درع الفرات
والأكراد أيضا، أصبحوا يسيطرون على مساحة ليست بالصغيرة في سوريا، وهم عبر قوات سوريا الديموقراطية، يحاولون وصل الإقليم الكردي شرق سوريا بمدينة عفرين الواقعة في الشمال السوري، ويحلمون بإقامة دولتهم المنشودة، متسلحين بالدعم الأمريكي، والقبول الروسي بهم في تحقيق أهدافهم. كما أنهم بدؤوا بعملية غضب الفرات، لاستعادة الرقة السورية مما يؤمن لهم احتواء التقدم التركي في العمق السوري....
المؤشرات الميدانية تشير إلى أن الأسد يعمل على تأمين (سوريا المفيدة) والتي تشمل المنطقة من محافظة حلب في أقصى الشمال، إلى محافظة درعا في أقصى الجنوب، وربما تشير هذه العملية إلى التحول إلى الفيدرالية في سوريا، ولكن ما يتردد صداه داخل اروقة السياسى يقول عكس ذلك، فكل القرائن تشير إلى أن العمل يتم على تعديل الدستور السوري، ووضع خمس نواب الأسد بصلاحيات واسعة، وإشراك المعارضة في الحكم.
ونتيجة تضارب هذه المشاهد، يبدو الوضع ضبابيا في سوريا لا سيما أن هناك تخبطا في الإدارة الأمريكية نتيجة الانتقال الرئاسي، هذا التخبط الذي استغله النظام السوري والحلفاء في استعادة حلب....
ولكن ماذا بعد حلب؟؟ هل تكون الأولوية لتقدم قوات النظام إلى مدينة الباب لوضع حد للتوغل التركي في سوريا؟؟ أم تكون الوجهة إلى الرقة لمحاربة تنظيم داعش والقضاء عليه، خصوصا مايتردد عن توجه الحشد الشعبي في العراق إلى سوريا بعد انتهاء عملية الموصل؟؟أم تكون الوجهة إلى ادلب، تلك بالمحافظة التي امتلأت بمسلحي بالمعارضة الذين جاؤوا من دمشق وريفها، إضافة إلى فصائل حلب وخصوصا جبهة النصرة التي ستوجه مقاتلوها إلى ادلب؟؟
من ناحية عسكرية، تشكل ادلب الخطر الأكبر نتيحة لتماسها مع ثلاث محافظات اخرى على غاية من الأهمية، وهي اللاذقية (معقل النظام السوري) وحلب (عاصمة سوريا الاقتصادي) وحماة (التي تشرف على الطريق الواصل بين شمال سوريا وجنوبها إضافة إلى تماسها مع اللاذقية من جهة القرداحة مسقط رأس الأسد)....
وضمن هذه الضبابية يبقى السؤال المطروح حاليا: ماذا بعد حلب؟؟



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس