عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2017, 09:41 PM luther غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [23]
luther
عضو برونزي
 

luther is on a distinguished road
افتراضي

كثير من المسلمين هذه الايام نجدهم يحاولون بشتى الطرق الالتفاف حول النص الدينى- خاصة الحديثى منه - وذلك لوضوح المعنى والدلالة فيه .
فيستنكر الحديث ليس على اساس من علم الحديث والبحث فى سنده من خلال علم الرجال كما قرره السابقون ،بل على اساس عقلى بحت ونظرة انتقائية للحديث ، فما يعجبه من حديث هو عنده صحيح ، وان كان غير ذلك فهو عنده ضعيف.

لكن يبرز لنا من استخدام هذا الاسلوب عدة اشكاليات:

1-غياب المعيارية:

كما ذكرنا سابقا ليس هناك اساس يتحدد عليه قبول الحديث او رفضه فيمكن للمرء ان يقبل حديثا ثم يضعف حديثا آخر اقوى منه فى السند اوحتى له نفس السند ، فما الذى يمنع فى تلك الحالة والامر كذلك ان ارفض كل الاحاديث بالكلية او حتى اخذها بالكلية ؟؟ لاشئ .
فالامر كله مجرد اهواء واراء شخصية ، وبذلك يطول دين الله (الكامل ) تارة ويقصر تارة وما يعتبره البعض جزء من الدين ومرسلا من قبل الله لايعده اخرون كذلك ، ويصبح الدين مطاطيا ولايكون هناك اى قيمة حقيقية للنص ، خاصة وان اغلب التشريعات والعبادات فى حياة المسلم العادية مستنبطة اساسا من النصوص الحديثية.

2-اثبات عجز الله :
فوجود خطا فى النتائج يعنى وجود خطأ فى المقدمات التى ادت الى تلك النتائج ، وبالتالى وجود خطأ فى الرسالة التى سار عليها المسلمون واستمروا عليها قرونا عديدةفهو يعنى اما :

أ- تقصير من الرسول فى تبليغ الرسالة واتمام الدعوة ، وبذلك يكون الله مسئولا ايضا عن هذا ،إذ أسند الرسالة الى شخص ليس اهلا لحملها وهو يعلم انه غير قادر على حملها.

ب-تقصير من الله فى تبليغ الرسالة اذ كان يعلم ان رسالته على هذا النحو ستحيل اتباعه الى استعمار الدول وغزوها وسرقة خيراتها تحت مسمى الفتح واستعباد سكانها واغتصاب نساءها تحت مسمى ملك اليمين وقتل مخالفيهم تحت مسمى الردة ....الخ، وابقاء اتباعه فى ضلال طيلة اربعة عشر قرنا من اتباع نصوص ليست من شرعته ورغما عن كل ذلك نجده ينفذ الرسالة الخاتمة التى يفترض بها ان تعالج القصور الذى وقع من الامم السابقة ، نجده ينفذها على هذا النحو ، ليضل به اتباع تلك الرسالة.

3-الانطلاق من فرض سابق وهو كمال الدين :
فالتصور المسبق لكمال الدين دون دليل ثم محاولة ترقيع هذا الدين وتصحيحه عن طريق رد الاحاديث التى لاتتفق والعقل على اعتبار ان هذ الدين كامل.
هذا الامر يعد قلبا للمنطق وانطلاق من مقدمات خاطئة لادليل عليها، وبالتالى لن يضيف هذا الامر الى الحقيقة شئ.
والصحيح ان نضع الدين الذى يدعى لنفسه الكمال فى الميزان كى نعرف مدى صدقيته ، وبالتالى نقيم الحجة عليه او هو يقيم الحجة علينا.



:: توقيعي ::: الاشخاص الذين لايريدون ان يضحك الناس من عقائدهم
يجب ان يكون لديهم عقائد غير مضحكة
  رد مع اقتباس