عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2016, 08:53 PM اللا أدري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
اللا أدري
عضو جميل
 

اللا أدري is on a distinguished road
افتراضي من الإسلام إلى اللا أدرية إلى الإلحاد .. ملحد جديد

اهلا بكم جميعًا

قبل 3 سنوات ونصف تقريبًا تبدأ تفاصيل قصة محدثكم ..

قبل التساؤل

شاب مسلم محافظ ذو أخلاق عالية وطيبة قلب لا محدودة .. لديه من العلوم الشرعية والعقدية مالا يملكه معظم العوام .. قبل أن أخرج كان بعض مبادئ الدين لا تدخل قلبي ولا تصدقها فطرتي مثل التقليل من اصحاب الفكر المختلف ونصوص الولاء والبراء في القرآن التي لا يقبلها عقلي .. في ذلك الوقت كنت قد خرجت للولايات المتحدة لإكمال دراستي بطموح عالي ورغبة جامحة في النجاح .. خالطت الأجانب رغبة مني في فهم الثقافة بعيدًا عن حوارات الدين .. ولم احاور اي شخص في الدين منهم .. بل كل نقاشاتنا كانت تدور في نطاق الفكر الثقافي .. بدأ إدراكي للواقع يزيد وإدراكي لذاتي كذلك .. المنطق اللذي يستخدمه هؤلاء في تقييم المبادئ الأخلاقية والقيم والصح والخطأ كان أكثر عمقا وأكثر دقة وصحة من المنطق اللذي كنت قد تربيت عليه .. كل ماتربيت عليه كان مبررًا بالدين والدين يمنع التساؤل في الحكمة من القيم التي يقدمها .. واعتدنا دائما ان نقول لحكمة لا يعلمها الا الله !!! مع فهمي اكثر للثقافة الأمريكية وجدت أن بعض الأمور منطقية جدا وقد يصل الانسان فيها لليقين انها الحق .. ولكنها تخالف الدين تماما .. وهذا مادفعني للإنتقال للمرحلة التالية..

إدراكي لذاتي وصلت فيه لمرحلة اصبحت فيها اتكلم فقط بالمنطق حتى إنه احد اصحابي كان يسميني mr. spock .. وهي شخصية في مسلسل لا تتكلم الا بالمنطق بدون مشاعر .. اصبح كلامي فلسفي تجريدي وعقلي اصبح لا يقيم بناءا على أية مشاعر .. بل فقط على العلية والمنطق .. وعندما تفكر بهذا المنطلق فلن تفترض انك تعلم بل ستدرك جهلك في أي شيء انت بالفعل تجهله وستدرك تحيزاتك بداخلك التي سبق لك وان عقدت عليها الايمان .. وجدتني ارتب اولوياتي من جديد واكون شخص اخر مختلف تماما عني في السابق .. في قمة هرم الاولويات وجدت ديني يعتلي كل شيء وهو المحرك اللذي بواسطته اقيم باقي الامور .. ولكنني وجدت ان هذا الدين اللذي اعتمد عليه ليس له اي دليل الا تحيزي الفكري العاطفي اللذي كون دليلا متحيزًا لا أكثر ومن هنا بدأت التساؤلات عن كون ديني بالفعل منطقي أو لا؟ هل أنا مسلم لأنني ولدت لأبوين مسلمين وعزز ذلك المجتمع المسلم المتحيز للاسلام؟ وهنا تبدأ المرحلة التالية

مرحلة التساؤل من داخل الدين (ماقبل البحث)

حاولت ان اتغاضى عن فكرة تحيزي للإسلام ولكن الحقيقة تؤرقني وتناديني لكي أبحث .. هذا التغاضي كان بسبب خوفي من النار ومن العذاب .. وخوفي من الضلال .. وعلى الرغم انني كنت اعلم انها كلها من الدين الا انني لازلت احمل شكا كبيرا في احتمال ان تكون صحيحة واحتمال صحتها لدي لا زال عاليا .. قمت بالتفكر أكثر .. ولم أصل لمرحلة القراءة والمناقشة بعد ..ولكنني كلما تفكرت في نفسي اكثر كلما وجدت انني لا املك شيئًا للاسلام بل وايقنت ان ماكنت اسمعه واستدل على الاسلام به يناقض بعضه بعضا .. وهذا دليل التحيز واللا منطق فيه .. ولازلت مع ذلك اقاتل الفكرة .. تركت الصلاة وقمت بشرب الخمر وأكل الخنزير وو .. لم تطل هذه المدة كثيرا فقد نظرت الى نفسي وقلت لابد لي أن ابدأ بالبحث عن الحقيقة بنفسي فلا يعقل ان استمر في دوامة شك واحاول ان ابتعد عن التفكير عنها بل يجب علي مواجهتها .. انا لست مسلم لأنني لا أملك الدليل
بل لدي دليل في داخلي وهو التناقض اللذي وجدته في الاسلام بسبب سماعي لتبريرات العلماء المسلمين للدين بدون تساؤل "وهذه مشكلة الاديان" هذا بالاضافة لتناقض الاسلام مع الحقائق التي ادركها .. هذه لحظة خروجي من الاسلام ولكني مع كونني خرجت الا ان ادراكي لجهلي يدفعني للتساؤل عن الاسلام من جديد والقراءة ومواجهة شكوكي بالبحث والقراءة .. فهنا انا لست منكرًا للاسلام ولا مؤمن به بل اقرأه كما لو لم اعرفه يومًا فلربما انه يوجد تفسير منطقي لصالح الاسلام سأجده .. وهذه المرحلة الثالثة

مرحلة التساؤل خارج الإسلام (مرحلة القراءة والبحث) "بداية اللا أدرية"

هذه المرحلة وصلت فيها إلى فطرتي الحقيقية وهي ادراك الجهل التام .. مثل الطفل الصغير لاينكر ولا يؤمن .. فهو ببساطة لا يعرف .. بدأت في القراءة في الأحاديث والقران والفلسفة وركزت على الفلسفة التجريدية محاولا الوصول بها لسبب ما يدفعني لاثبات الاله .. قمت بالتفكر لوحدي وبدأت انكر الاحاديث كجزء مما يمكن له ان يكون حقيقة .. اصبحت احكم على الاسلام فقط بقرآنه .. هذه الفترة اخذت مجراها لوقت طويل تنقلت فيها بين كتب العقيدة والأحياء (التطور على وجه الخصوص) والفيزياء والفلك والفلسفة والديانات الاخرى.. كلما بحثت اكثر كلما قل احتمال ان يكون هناك اله وقل احتمال حقيقة الاسلام .. حاولت ان اثبت الاله كفكره ولم استطع .. حاولت ان اجد دليلا للاله من خلال الاسلام ولم اجد .. مررت بناقشات عديدة مع علماء المسلمين وواجهتهم في لقاءاتهم في المساجد فقد كنت ابحث عنهم واواجهم على انفراد .. وناقشت منهم المتخصصون في العقيدة وأصحاب العلم والمحاورون اللذين يملكون شهرة .. قمت بالقراءة عن الاعجاز العلمي ووجدته قيل وقال وعندما تصل للاخير لا تجد الا ان تلك النصوص المعجزة هي تبريرات واحيانا في الواقع هي فضائح للقرآن .. وهذه فقط تبريرات .. حاولت ان اجد نسخة من الاسلام مختلفة عن تلم التي ارى .. حتى انني تناقشت مع طوائف اسلامية اخرى.. كنت خائفا من ان تخطأ نتائجي فأعذب لأنني لم ابحث حق البحث .. تزيد علي التساؤلات .. ولا من مجيب ..كلما قرأت اكثر كلما ازددت حيرة .. ولكن الطريق كله نفي للدين .. ولولا خوفي لما كنت اكملت البحث اصلا فالدين كله اوهام واضحة .. بدأت ادرك لماذا كنا جهلاء بديننا .. فكتب مثل كتاب درء التعارض بين النقل والعقل لابن تيمية تدل على فضيحة عقلية قام على اساسها الدين وجعل الناس جهلاء .. مع انني احترم فخر الدين الرازي وكتابه القانون الكلي .. كونه على الاقل قدم العقل على النقل وامن بالتأويل .. ومع ذلك فقد اعترف فخر الدين في اخر عمره ان تقديم العقل على النقل (وهو المنطق) مع هذا الدين سيودي الا لا شيء الا قيل وقال .. في قصيدته اقتبس "ومااستفدنا من بحثنا طول عمرنا .. سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا" هذا لأنه بحث بافتراض ان الله موجود وان القران منه .. ولذلك لم يفهم .. في نهاية هذه المرحلة كنت قد سجلت هنا باسم اللا أدري وكان مايبقيني باحثا في الاسلام هو خوفي فقط .. ولكنني بدأت أوقن بشرية الاسلام وجمعت أدلة كثيرة على ذلك وهي ادلة يقينية .. فالأرض مسطحة والسماء لها سمك مرفوع بلا عمد فتتأثر بالجاذبية وغيرها ليس فقط ادلة علمية بل ادلة منطقية وتاريخية .. هذه أصعب مرحلة وكنت لا أنام فيها من التفكير ولا استطيع التوقف عن القراءة فما أقرأه يؤرقني .. كان من السهل علي أيضا ان اجد ادلة على بشرية الاديان الاخرى فقراءة بسيطة لكتبهم كفيلة بذلك وهذا لانني لم اكن احمل تبريرات متحيزة لتلك الاديان على عكس الاسلام اللذي ملأت بتبريرات مشائخه كوني ولدت فيه ..

مرحلة الإلحاد

أنا ملحد جديد بعد 3 سنوات ونصف من البحث .. طبعا الحادي كان قبل اسبوعين من الان اشعر فيه براحة وسعادة لاتوصف بعد مرحلة عانيت فيها الامرين بالتفكير والتساؤل والدعاء متمنيا ان يكون هناك من يسمعني .. ولكنني الان ايقنت ان البشر لا يعلمون .. واننا متطورون مثلنا مثل الدودة التي تسحقها الاقدام نحن جزء من الكون وليس اهم شيء فيه .. غايتنا نكونها بأنفسنا وغايتي هي المحبة والانسانية .. غايتي هي ان ابني مستقبلًا للعالم .. وسأعمل من أجل هذه الغاية الجميلة لأنني لن أنتمي يوما لدين برابط التكبر بافتراض انني اعلم الحقيقة فهو افتراض لا اكثر ليس عليه دليل .. بل سأنتمي للبشرية بالحب اللذي اعلم انه الحق وهو واقع امامي استطيع ان اساهم فيه وان اجعل الحياة اجمل للأجيال من بعدي .. وهذه هي وردة جميله حية اتركها لهم بعد ان أموت أنا

تحياتي للجميع



  رد مع اقتباس