عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2016, 10:43 PM ليبرتاري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
ليبرتاري
عضو جديد
 

ليبرتاري is on a distinguished road
افتراضي

الزميل ريتشارد
تحية طيبة

أولا
أسجل إعجابي بموضوعك القيم

ثانياً
لعلي أبدأ التعقيب بنص ديني أنوي تحريفه..
يقول النص: (خلق الله آدم على صورته)

وأنآ أحرفه فأقول: (خلق الانسان الله على تصوره)

إشكالية العقل القروسطي هي مصارعة النص الديني مع فكرة الإله المطلق.. وهنا تأتي أفكار عديدة مثل: إن النص لو كان كلام الله فهو يعبر عن مشاعره.. فالله غيور لأنه لا يرضى بعبادة غيره (رغم افتراض عدم استفادته من العبادة أو تأذيه من عدمها)
الله ديكتاتور.. فهو يريد للناس أن يسمعوا رأيه وينفذوه رغما عنهم
وغير ذلك كثير

ما أود التركيز عليه .. وما أزعم أن له علاقة بموضوعك هو قضية المشيئة
حاول البشر فرض العدالة على الله .. وكان أمامهم الأمراض والمجاعات والطوافين
فالمعضلة أمام القروسطيين هي:
كيف يكون الله عادلا .. وفي نفس الوقت فعال لما يريد
فإن كان فعالا لما يريد.. وكل ما يحدث هو سببه.. لماذا هذا الظلم والقسوة في العالم؟

بودي هنا أن أضيف لجهم رأي (أخيه) إبن حزم.. الذي ذهب في الدفاع عن المشيئة إلى حد افتراض أن كل ما يأمر بالله تعبدي.. فلا سبب ولا مسبب.. فقط الله اختار أن يوجدنا وأن يختبر طاعتنا،، وهذا لديه هو معنى العبودية .. والله لم ينزل شرع لمصلحتنا.. بل لاختبارنا..حيث يقول في معرض رده على القائلين بالتعليل للأحكام وأنها لمصلحة الناس النص التالي:
(( وأيضاً فلا شيء في العالم فيه مصلحة لإنسان إلا وفيه مضرة لآخر، فليت شعري ما الذي جعل الصلاح على زيد بفساد عمرو حكمه؟ وكل من فعل هذا بيننا فهو سفيه، بل هو أسفه السفهاء، والله تعالى يفعل كل ذلك وهو أحكم الحكماء، فيلزمهم على قياسهم الفاسد. وأصلهم الفاضح أن يسفهوا ربهم تعالى، لأنه عز وجل يفعل ما هو سفه بيننا لو فعلناه نحن، وقد وجدنا من أعرى بين الحيوانات بيننا حتى تتقابل كالديكة والكباش والقبج وقتلها لغير أكل أنه غاية السفه، والباري تعالى يفعل كل ذلك ويقتل الحيوانات لغير أكل، ويسلط بعضها دون مثوبة للقاتل منهما ولا المقتول، وهو أحكم الحاكمين. وهذا خلاف الرتبة بيننا فبطل قوله: إن الله تعالى لا يفعل شيئاً إلا لمصالح عباده، وصح بالضرورة أنه يفعل ما يشاء لصلاح ما شاء، ولفساد ما شاء، ولنفع من شاء، ولضر من شاء، ليس ههنا شيء يوجب إصلاح من صلح، ولا إفساد من أفسد، ولا هدي من هدى، ولا إضلال من أضل، ولا إحسان إلى من أحسن إليه. ولا الإساءة إلى من أساء إليه، لكن فعل ما شاء {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } ))

أعتقد أن هذا هو لب فقه القرون الوسطى.. فلا سبب للتشريع.. بل حسب ابن حزم فإن الله يفعل ما لو فعله انسان لقلنا عنه سفيه!!
الآرآء الأخرى يمكن إيجازها بما ورد في موسوعة الفرق (سلفية غير محايدة) .. حيث تقول في تلخيص الأقوال في تعليل أفعال الله:

(( يلاحظ أنها تنتهي إلى قولين أحدهما: نفاة الحكمة، وهو قول الأشاعرة ومن وافقهم.
والثاني: قول الجمهور الذين يثبتون الحكمة. وهؤلاء على أقوال: أشهرها قول المعتزلة الذين يثبتون حكمة تعود إلى العباد ولا تعود إلى الرب، وقول جمهور السلف الذين يثبتون حكمة تعود إلى الرب تعالى
))

الغريب أن المعتزلة وهي أقدم هـذه الفرق هي من قالت بدين أصله نفع الناس في حياتهم
بينما من جاء بعدهم نفى العلة والمعلول.. ونفى اصل مصلحة العباد في التشريع.. وفي أحسن الأحوال أعاد الحكمة للرب لا للبشر

يقال أن هذا جذر التخلف الاسلامي.. وأساس انتهاء العصر الذهبي للإسلام
وهو قول لا يخلو من وجاهه

اهديك المقطع التالي لعله يكون ماتعاً

https://www.youtube.com/watch?v=fDAT98eEN5Q
تحياتي



  رد مع اقتباس