عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2018, 11:13 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [19]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل السادس عشر

قال خونسو لاحمد بن تحتمس. لكنك لم تخبرنا ما برج ابن السلام بما انك ذكرت برج انجليكا. ضحك ابن تحتمس وقال. حسنا انه برج العذراء مواليد سبتمبر هو وزوجتاه. جار الميزان مباشرة وجار الاسد وشبيههما بالطباع. انه البرج الترابى العاشق للجدى والثور والعذراء. والعاشق للحمل والاسد والقوس. والعاشق للحوت والعقرب وربما السرطان. والعاشق للجوزاء والميزان والدلو. قالت حتحور ضاحكة. اذن نحن محاصرات برجال العذراء. يا بنات الابراج احذرن من هؤلاء النسونجية انهم يعشقون التقبيل والعناق والتغزل فينا وامتلاكنا. انهم يلتصقون كالغراء وكالخفاش. لا يمكن ازالة التصاقهم بكن. يبدو انك يا خونسو ايضا ستكون من برج العذراء. ضحك خونسو طويلا وقال. يبدو ذلك. نعم. كان خونسو يرتدى تيشيرتا مطبوعا عليه راس تمثال خونسو الذى ضمن مجموعة توت عنخ امون حيث شعره مضفر وملامحه وسيمة للغاية تشبه بالفعل ملامح خونسو حبيب حتحور. قال خونسو فى حزن مفاجئ. نحن اليوم مراهقون ومراهقات نهنأ بالعيش فى كنف اهلنا ولا نحمل للدنيا هموما. ينفقون علينا لنتعلم فى الكليات والجامعات. ولكن فى مصر 2018 فى عالم بائس ليس كعالمكما الموازى يا لمى ويا ابن تحتمس. عالم لم يصل فيه زكريا محيى الدين ابدا للسلطة فى مصر الا يومى التنحى. فماذا نفعل بعد التخرج. وكل شركة او مدرسة او صاحب عمل يطلب شروطا تعجيزية من كل شاب وشابة رغم البطالة الكاسحة فى مصر. يطلب سنوات خبرة وشهادات خبرة وكورسات فى مليون مجال. ويتجاهل تماما اهمية المؤهل الجامعى العالى الذى حصل عليه الشاب او الشابة. وتحفى اقدام الشباب والشابات فى ظل دولة نذلة نزعت يدها وتهربت من مسؤولياتها فى توظيف الخريجين. بل وصعبت من الاساس الالتحاق بكليات القمة العلمية من طب وصيدلة واسنان واعلام واثار وغيره باشتراط مجموع يتعدى 95 بالمئة. فلا يدخل من يريد الطب او غيره. فلا محالة يفشل ويدخل كلية لا يريدها. وفى النهاية بعد التخرج لا ينال وظيفة تلائم مؤهله او جامعيته. ويضطر للعمل فى بيع الخضروات او قيادة التكاتك او التاكسى او انشاء مطعم فى كشك متنقل... او يعمل عامل فى مصنع استثمارى بالمدن الجديدة او ضابط امن. لعشرات الساعات يوميا. انه انتقام السادات من الجامعيين والمثقفين وتفريغ مصر من الطبقة الوسطى المتعلمة المثقفة النصيرة للاشتراكية والمدافعة عن الناصرية. انتقام بداه السادات واكمله مبارك والسيسى. مما انتج شبابا ورجالا مرتمين فى احضان الاخوانية والسلفية والحجاب والعباءة الخليجية ومستعدين لفتح ابواب مصر للاحتلال السعودى والاردوغانى المباشر. شبابا ورجالا يشتمون عبد الناصر ويترحمون على فاروق واولاده ويهاجمون مجانية التعليم والاكتفاء الذاتى بالصناعة والزراعة الخ. يهتمون بلاعبى الكرة مثل الاخوانى الملتحى ابو مكة محمد صلاح. ولا يهتمون بالرياضات الاولمبية ولا التعليم ولا العلم والعلماء. شبابا اصبح شيوخا وحجاجا ولا شئ فى عقولهم سوى التعصب الاسلامى الشامل. حتى نظام الساعات المعتمدة صنعوه لاجل تدمير فرصة الشباب وتكافؤ الفرص فى الكليات وهو نظام يؤدى لفشل ورسوب الكثيرين.

قالت حتحور. نعم يا حبيبى. ان كلامك صحيح مئة بالمئة. فقال احمد بن تحتمس. اما فى ايجيبتوس فى عالمنا انا ولمى ديمة. فلا تزال البلاد تنعم بمزايا عبد الناصر. اضافة لمعاهدة سلام زكريا محيى الدين. لا تزال ايجيبتوس تخرج كل عام مئات الاطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين والمعلمين الخ من جامعة القاهرة. بلا لحى ولا حجاب ولا عباءة خليجية ولا نقاب. بل ملابس الخريجين والخريجات اوروبية غربية تماما كما كان المصريون والمصريات يرتدون فى الستينات عندكم مثلا. ولا يزالون يتكلمون باللهجة العامية المصرية الراقية التى كانت عندكم فى مصركم حتى الثمانينات قبل عامية جيل 2000 التافه المكونة من فشخ وغيرها من الالفاظ القميئة واسلوب الصيع والمتعاطيى المخدرات وغير المستقيمين. جيل نكسة يناير الاخوانوسلفية 2011. وسيدتنا الاولى فى ايجيبتوس بلا حجاب.

خيم الصمت الحزين على الجميع. ثم قالت لمى ديمة. حسنا هيا يا خونسو اكمل لنا قصة محمود توماس ونجوى. ضحك خونسو عندئذ وقال. سمعا وطاعة لعيون سوريتنا الحلوة. ضحك لمى وتغير وجه حتحور وكذلك احمد بن تحتمس وقال. ليس معنى اننا متشابهان كالتوام ان تخطف منى حبيبتى لمى. ضحك خونسو وقال. حسنا. هيا بنا لنعود الى العاصمة الادارية الجديدة زمن الاحتلال السعودواردوغانى لمصر واقامة الخلافة الاسلامية السعودوتركية بمباركة اوروبية وامريكية ومباركة من شعوب جمهوريات الشرق الاوسط وشمال افريقيا المتعصبة اسلاميا والمغيبة العقل. وتحويل السيسى الى والى تابع للخليفتين السعودى والاردوغانى بدلا من رئيس.

امضى محمود تلك الليلة فى مسكنه بالكشك خارج السراى وداخل الحديقة. وهو يفكر فى نجوى. قرر الا يدخل معها فى علاقة من اى نوع سوى العلاقة الرسمية كسيدة وخادمها. منعا للمشاكل وايمانا منه بان مثل تلك العلاقات لن تجلب لهما سوى التعاسة ولن ينتج منها سوى الفشل. رغم جاذبيتها الشديدة التى لا يستطيع مقاومتها. لكنه كان يتحدث بعقله الان ولم يستطع قلبه بعد السيطرة عليه والاستحواذ على ارادته. لم يكن يعلم ان قلبه هذا سيؤلمه كثيرا فى الايام التالية. استمر فى عمله يوميا. بعدما علمه رئيس الخدم والمشرف على اعمال البستنة كافة مهامه واراه كافة ادواته. وفى نهاية اليوم وبحلول العاشرة مساء كان يسترخى فى فراشه بغرفته او كشكه .. حاول ان يجعل علاقته بنجوى رسمية وحاول تحاشيها مرات عديدة .. لكنه لم يستطع سوى ان يغرس سهام حبها اعمق واعمق فى قلبه .. ما كل هذا الدلال والحلاوة ... الانه عذراء ولانها جدى .. كلاهما ترابيان.. كانت تحوى دلال كل بنات الجدى الجميلات الشهيرات فى عالم البورنوجرافيا.. صوفى دى .. ترينا ميشيلز .. فلاور توشى .. ستورمى دانيالز .. روكى رودز .. بوبى ايدن .. انجيلا كريستال .. تيرى سمرز .. اليسون تايلر الخ. كانت عيونها حلوة وصوتها وجاذبية حيوانية فواحة من جسدها ومن روحها تحوطها وتنطلق نحوه لتسيطر عليه. كلما طالعته بوجهها وبدنها وثيابها الانيقة الكلاسيكية واظافر يديها المطلية بالاحمر الكلاسيكى. يود لو يضمها فى حضنها ويقبل خديها ويمعن النظر فى عينيها. وكلما استلقى فى فراشه بعد نهاية اليوم الشاق. يتخيلها مستلقية جواره. مجرد وجودها جواره يسعده. يضع خده لصق خدها وينام. مجرد ان يلمس خده خدها يشعر بسعادة غامرة غريبة. لماذا هى تجذبه هكذا.. لماذا تغريه بشدة .. لماذا يشتهيها بكل الطرق بشدة .. يشتهى جسدها ويحب روحها .. ويعشق بقاءها الى جواره .. يحلم ويشتاق ويملاه الحنين المذيب لان تكون الى جواره دوما ولا تفارقه.

لكن نجوى لم تفارقه رغم محاولاته صدها. وكانت كلها اذان صاغية حين بدا يحكى لها كيف كان يتمنى ان يحيا فى القاهرة قبل ان تصبح خرابة على يد القوات السعودية والتركية وقبل ان تنسحب قوات السيسى لتتركها نهبا للخلافة المزعومة والاحتلال المزدوج. حدثها عن جمال القاهرة كما وصفت له من الاجيال الاكبر منه سنا بكثير. وعن جمال النيل وكورنيش النيل ووسط البلد. ظل يحكى ويحكى كل يوم حتى اشتاقت نجوى بالفعل لرؤية القاهرة ونيلها. ذلك النيل الذى لا يمر بالعاصمة الادارية الجديدة الكومبوند ذات الاسوار. ولا يمر باى من هذه المدن الجديدة الصحراوية المفتقرة لاى جمال معمارى كلاسيكى. والمضروبة بالشمس بشدة دون ظلال او اشجار. ماعدا مناطق الاثرياء طبعا كلها اشجار. حدثها عن الاهرام والاقصر والمتحف المصرى التى اصبحت كلها خرائب مهدمة على يد القوات السعودوتركية وبعضها انقذه اليونسكو ونقله مفككا الى اوروبا وامريكا. حدثها عن اشياء لم ترها ولم تسمع عنها فى حياتها. وكانت تصدقه رغم ان اى فتاة سواها كانت لتتهمه بالجنون او الكذب واختلاق او تخيل اشياء وهمية لم توجد ابدا.

فتح لها محمود توماس قلبه وحدثها عن مسيحيته المبطنة التى اخفاها بالاسلام خوفا من القتل والبطش السيساوى والسعودوتركى. وحدثها عن الفوارق بين العهد الجديد والقرآن. بين رقى المسيحية الغربية المعلمنة وبين بشاعة الاسلام والعروبة. تاثرت به نجوى كثيرا وباتت تعتبره معلمها واستاذها وليس حبيبها فقط. كانت تنتابها الجراة احيانا مع خجله. وتلف ذراعها حول خصره او تهجم عليه بحضن او قبلة. حدثها ايضا بل واراها فيديو مخفيا فى هاتفه المحمول وثائقى فراعنة مصر المعاصرون عن ناصر والسادات ومبارك وكيف تسبب السادات ومبارك فى تشجيع الاسلاميين اخوانا وسلفيين ليس فى مصر فقط بل لتدمير افغانستان والصومال والربيع العربى المزعوم ايضا. وسعودة واردغنة عقل الشعب المصرى وتحويله للتعصب الاسلامى والباس نسائه وفتياته الحجاب والعباءة الخليجية. اخبرها ان اقناع المراة المصرية بارتداء الحجاب والعباءة بهذا الشكل الوبائى الذى بلغته مصر فى بداية عهد السيسى ونهاية عهد مبارك. هو بمثابة معالجة الصحيح بدنيا ليصبح مريضا. Hijab and Abaya is a cure for wellness. كانت المراة المصرية قبل الحجاب والعباءة صحيحة البدن. فاوهموها بان سفورها وتبرجها مرض عليهم علاجه. واستسلمت لهم واقتعنت واصبحت مريضة بالفعل بارتدائها الحجاب والعباءة ولكنهم اقنعوها بانها الان باتت صحيحة البدن. وكانت سابقا مريضة حين كانت بلا حجاب ولا عباءة. حين كانت بالفستان والكعب العالى والشعر المسترسل المكشوف.

لم يمضى وقت طويل على احاديث محمود توماس مع نجوى التى اقتنعت بالمسيحية الغربية المعلمنة. حتى اقامت علاقة جسدية كاملة معه رغم مقاومته ورفضه لذلك لئلا يتسبب فى ايقاعها فى مشاكل. ثم قررت الهرب معه .. بدات هى وهو يخططان للهرب. خاصة بعدما علمت باختبار الحمل انها حبلى فى الشهر الثالث.



  رد مع اقتباس