عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2017, 02:08 AM جالو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
جالو
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية جالو
 

جالو is on a distinguished road
افتراضي

الغريب في الموضوع بأن الملك حزقيا يعتبر من أكثر ملوك يهوذا تدينا وتقوى ومحبة لله, وقد قام بتدمير وأزالة كافة الأصنام والسواري من أرض يهوذا حتى الأفعى التي صنعها موسى لم تسلم منه,هذا ما يخبرنا الكتاب المقدس عنه:
1وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِي ابْنَةُ زَكَرِيَّا. 3وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. 4هُوَ أَزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ، وَسَحَقَ حَيَّةَ النُّحَاسِ الَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعَوْهَا «نَحُشْتَانَ». 5عَلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 6وَالْتَصَقَ بِالرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى. 7وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ، وَحَيْثُمَا كَانَ يَخْرُجُ كَانَ يَنْجَحُ. (الملوك الثاني 18)
لكن على العموم يخبرنا التاريخ بأن مملكة يهوذا لم تكن الا مملكة صغيرة هامشية, واقعة تحت رحمة وسيادة إمبراطوريتين عظيمتين متصارعتين الآشورية والمصرية, فكانت مع الآشوريين تارة ومع المصريين تارة أخرى, ومن الكتاب المقدس نعلم بأن الملك حزقيا كان يدفع الجزية الى ملوك آشور من ذهب وفضة وأحجار كريمة وأخشاب وعاج ونساء... لضمان حماية واستمرارية ملكه في أورشليم, لكن على ما يبدو بأن خطبا سياسيا ما قد حدث, دفع بحزقيا للانضمام الى المعسكر والحلف الثاني, المدن الفلسطينية وكوش بزعامة مصر, والتمرد على آشور, وينقل لنا سفر الملوك الثاني إصحاح 18 تهديدات وسخرية الآشوريين من حزقيا ويهوذا بهذه الحماية الجديدة والتحالف مع مصر:
19فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «قُولُوا لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ مَلِكُ أَشُّورَ: مَا الاتِّكَالُ الَّذِي اتَّكَلْتَ؟ 20قُلْتَ إِنَّمَا كَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ هُوَ مَشُورَةٌ وَبَأْسٌ لِلْحَرْبِ. وَالآنَ عَلَى مَنِ اتَّكَلْتَ حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ؟ 21فَالآنَ هُوَذَا قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا، دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا! هكَذَا هُوَ فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ. 22وَإِذَا قُلْتُمْ لِي: عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ الَّذِي أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ 23وَالآنَ رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيَكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنْ كُنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ. 24فَكَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَال وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي الصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟
قد يكون تحالفه الجديد مع مصر وإعلانه التبعية لها والتماسه حمايتها من بطش ونير الآشوريين يفسر الرموز الدينية على ختمه ويؤرخ لحقبة تاريخية ودينية جديدة لأرض يهوذا, فالشمس وأشعتها رمز الحماية المصرية و الصليب الفرعوني يمثل رمز الحياة الطويلة لعرش وحكم الملك أو رمزا لتعافي الملك حزقيا من مرض كاد أن يودي بحياته,

لكن يجب بأن نتوقف عند هذا الاكتشاف المذهل مطولا والذي يثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك بأن الملك حزقيا والذي يصوره لنا الكتاب المقدس بالملك الطاهر والتقي والساحق والمدمر لكافة المعالم والمظاهر الوثنية في مملكته حتى أغلى وأثمن الممتلكات والمورثات الدينية قد حطمها( الأفعى التي صنعها موسى بنفسه) حتى لا تنافس يهوة في القداسة, لم يكن كذلك فالرموز الوثنية على ختمه تثبت لنا العكس من ذلك تماما !
وهذا ما يعزز مرة أخرى فرضية كتابة وجمع وتنقيح الكتاب المقدس لم تتم الا في عصور متأخرة وأغلب الظن في عهد الملك يوشيا (638 -608 ق.م).
مع تحياتي لك الزميلة المتألقة ليليث على هذا الموضوع الرائع.



التعديل الأخير تم بواسطة جالو ; 10-07-2017 الساعة 02:32 AM.
:: توقيعي ::: قُلْ يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنِونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلَيَسِ لِيَ دِينِ
  رد مع اقتباس