عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2018, 09:35 AM Nihilist غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Nihilist
عضو جديد
الصورة الرمزية Nihilist
 

Nihilist is on a distinguished road
افتراضي ما هي آراؤكم بشأن هذا الحديث؟

تحياتي للباحثين عن الحقيقة،

في مرحلة الشك التي تسبق التحرر من أعباء العيش مع ما أعتبره اليوم كذبة مليئة بالأمل، بدأت مثلي مثل غيري في إعادة النظر و مراجعة كل ما واجهت مشكلة في تصديقه في مرحلة الإيمان، فجميعنا توصلنا لهذا القرار بطرق مختلفة و لعل أكبر معضلة واجهتني و قد تكون اشكالية واجهتكم جميعًا هي فكرة أن الأفراد و العائلات البريئة التي شاركتنا همومنا و أفراحنا سيكون مصيرها الخلود في عذاب أبدي لا يتمناه أي أحد إلا لقلة من عديمي الإنسانية في التاريخ البشري - إن استحقوه - فقط لأنهم ولدوا بعقيدة مختلفة، و لعلنا جميعًا خدعنا الحس الإنساني بداخلنا بفكرة ان الله يرسل ما يكفي من الأدلة ليهدي الآخرين لعقيدتنا، و كونهم على غير ملة ليس إلا قرارهم الشخصي.
لكن و بعد سنين عدة من ترك الديانة الإسلامية و تلك الأعذار الواهية خلفي تذكرت حديثًا تعلمناه و حفظناه في مرحلة الطفولة، و في الحقيقة بدأت بالضحك فور تذكري للحديث فبعد كل الحزن الذي انتابنا في مرحلة الإيمان - سواء تخليتم عنها أو مازلتم بها - بشأن مصير اخوتنا في الإنسانية نجد رسول الله يفضل مصلحته الدنيوية على مصير شخص من معتقد آخر في الحديث الآتي:
"اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين"
بغض النظر عن الاشكالية بلفظ (أعز) الذي يظهر أن الفكر الإسلامي ليس عزيزًا بفكره إنما بسمعة معتنقيه و قواهم، نجد أن محمد قد فضل مصلحته في ما يصفه ربه بأنه أحقر من جناح بعوضة على المصير الأبدي لأحد الرجلين اللذين تمنى أن يدخل أحدهما الإسلام. بالطبع سأتجاهل احتمالية كون الحديث ألفَ بعد إسلام عمر، فأنا هنا لمناقشة النص. و بكل صراحة ان آمنت بعقيدة و اكتشفت أن ممثلها قام بدعوة كهذه لخرجت عن تلك العقيدة، فعلى ما يبدو أنه لم يهتم لمصيري إنما كانت أولويته هو نجاحه - العسكري لا الفكري - ولو أن المرشح الآخر فاز بالمقعد لم يكن سيتكفل عناء انقاذي من العذاب الأبدي.
أول عذر أتوقع رؤيته هو كون الإسلام أفضل من الديانات الأخرى لأنه يهتم بشؤون الدنيا و الآخرة عكس الأديان الأخرى التي تهتم بالآخرة فقط، و لكن لا أعتقد أن مصلحة محمد الدنيوية و نجاح هجرته و غزواته كانت متوقفة على إيمان عمر، و أعتقد أنه كان من الممكن أن يدعو بأن يؤمن كلا العمرين، أولم يرسل محمد للناس كافة؟
أتمنى ألا يتبع أحد مبدأ الـUtilitarianism فيعتبر أن محمد اضطر للاستغناء عن شخص من اجل النجاح في توصيل دعوته لبقية الخلق، فأنا أرى أننا سواسية في الحق بالهداية، و هذا العذر يظهر أنه لولا إيمان عمر لفشل الإسلام في الانتشار.
ملاحظة: من السهل الحصول على حديث يظهر محمد و هو يحاول أن يدعو عمر بن هشام للإسلام و قد يحتج البعض أن الحديث لا يعني عدم رغبة محمد بإيمان الآخر، فبالنهاية إيمان كلا الرجلين يقويه عسكريًا، و لكن برأيي مجرد تفوه محمد بهذا الحديث يكشف "غاياته" وراء رغبته بدخول الناس للإسلام، و هذا ما أنا هنا لمناقشته.
بكل صراحة الحديث مضحك و لعله دون فقط لإضافة بعض البهارات على قصة إيمان عمر و ليس عندي أي تعليق غير و أسفاه على تلك الليالي التي حرمنا من النوم بها بسبب مرارة حزننا على مصير معتنقي الديانات الأخرى.

أنا لست بعالم حديث إنما أنا مسلم سابق متواضع و الموضوع ليس إلا رأي شخصي أحببت أن أشاركه معكم و أستفيد من أرائكم سواء كانت أعذار لمحمد أو عيوب أخرى غفلت عنها و أعتذر مسبقًا إن تواجدت أخطاء لغوية أو فجوات في الأفكار.



  رد مع اقتباس