عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2015, 05:45 PM الـبـاحـث غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [17]
الـبـاحـث
عضو برونزي
الصورة الرمزية الـبـاحـث
 

الـبـاحـث is on a distinguished road
افتراضي



أثر الدواء الوهمي «البلاسيبو» في الشفاء

انتشر بيننا منذ مئات السنين أطباء مزيفون، أو - قل - تجار يبيعون الناس عقاقير وهمية، يدّعون أنها تشفي العلل وتداوي المرضى، ويصدقهم بعض الناس، والغريب أننا نسمع حكايات متواترة عن الشفاء بعد استخدام هذه الوصفة أو تلك العشبة التي روّجها تجار الأوهام، والأغرب أن الشفاء يحدث! فما السر وراء ذلك؟
الشفاء بداخلنا
يبدو أن هناك قوة بداخل كل منا قادرة على تحقيق الشفاء، لم يتطرق إليها البحث العلمي، لأن بداخل كل منا أفكاره ومعتقداته التي تثمر تغيرات فيزيائية ملموسة في أجسامنا ويمكن قياسها، وذلك يسمى أثر البلاسيبو PlaceboEffect أو الدواء الذي لا ينفع ولا يضر.. أو لمجرد إرضاء المريض، ويستخدم في التجارب والأبحاث.
عندما يقوم الباحثون باختبار فعالية دواء معين، في أثناء التجارب الإكلينيكية، يعطون بعض المشاركين الدواء الحقيقي المراد اختبار فعاليته، ويعطون الآخرين دواء البلاسيبو، فإذا ظهرت آثار الدواء الحقيقي بشكل فعال مقارنة بالبلاسيبو، فمعنى ذلك أن الدواء فعال وآمن.
التحدي المدهش الذي ظهر في أثناء تلك التجارب، أي: ظهور تحسن في أعراض مرض الذين تناولوا العلاج الوهمي سبب الارتباك لنتائج تلك الأبحاث، حيث إن الدواء الحقيقي والدواء الوهمي توصلا للنتيجة ذاتها، وقد تصل النتائج في بعض الأحيان إلى ظھ70، وقد ظهر ذلك في الأدوية المضادة للاكتئاب على وجه الخصوص، فهل هذا يعني أن الأدوية المضادة للاكتئاب ليس لها تأثير؟
هذا السؤال يجب أن نستبدل به سؤالاً آخر أهم، وهو: هل الدواء الوهمي مفيد في تأثيره؟
بعض الناس يعتقدون أن كل عبوة مصممة وفق التصميمات المعروفة للدواء، سواء كان حبوباً أو شراباً، دواء مفيد، وكذلك الطقوس والإجراءات المتبعة في كل دواء ستؤتي ثمارها، فمجرد أن يصف الطبيب هذا الدواء، مهما كانت درجة فعاليته، فإن هناك شبه يقين لدى بعض الناس، أن هذا الدواء، حتى لو كان بلاسيبو، له تأثيره، وتتحسن أحوال أولئك الناس بشكل عجيب، ويبدو أن ما يحيط بالدواء من طقوس له أثره الهائل في اعتقاد المريض الشفاء وتحسن الحالة.
وعلى الباحثين دراسة تأثير الدواء الوهمي في البحث عن أساليب جديدة لتصميم الدواء.

ما تعتقده هو ما تحصل عليه
أصبح من الأمور المعترف بها طبياً أن (البلاسيبو) ليس مجرد حبة أو زجاجة دواء مزيفة، بل إن الإيهام بإجراء جراحة قد يكون له تأثيره أيضاً.
وقد جرب الأطباء هذه الأفكار على جراحات تنظير المفاصل Arthroscopy، وهي إحدى الجراحات التي تُجرى لمرضى التهاب المفاصل العظمي Osteoarthritis، وفي مثل هذه الجراحات يتم القطع وتنظيف الركبة من بقايا الغضروف، وقد أجريت دراسة حول هذه الجراحة لتحديد أيّ من مراحل هذه العملية هو الأكثر فاعلية وتأثيراً، وقسم المشاركون إلى ثلاثة أقسام: مجموعة أجريت لها الجراحة وتم تنظيف الركبة، ومجموعة لم يتم لها التنظيف، ومجموعة لم يُجرَ لها سوى بعض الشقوق الجراحية القليلة التي تقلد الجراحة الكاملة، أي: جراحة وهمية، وكانت النتائج عجيبة وغريبة، لأن المجموعة الثالثة التي تلقت علاجاً جراحياً وهمياً خفَّت لديها الأعراض بنفس مستوى المجموعات التي أجريت لها الجراحة.

والسؤال هو: ما الذي يحدث؟
في البداية يجب أن نقرر أن القلق يختفي بمجرد تلقي أي علاج أو دواء مزيف، لأن المريضة تتوقع أن الأعراض المؤلمة سينخفض مستواها، وهذا ما يحدث بالفعل، لأن الدراسات التي اهتمت بتصوير الدماغ توصلت إلى أن المراكز التي تثير القلق في الدماغ وتعمل على زيادته، يقل نشاطها مع تعاطي الأدوية الوهمية.
وقد أجريت دراسات مقابلة لبحث عدم تأثير الوهم، وهو عكس تأثير البلاسيبو، حيث يعاني بعض الناس آثاراً جانبية غير موجودة فعلاً، ولكنهم يعانون لأن أذهانهم تتوقع حدوثها، وبالتالي لو حصل هؤلاء الناس على علاج حقيقي ربما لا يشعرون بأي تحسن في الأعراض الجانبية.

الارتباط الشرطي
يمكن تخفيف آلام الصداع من خلال الاستجابة للدواء الوهمي، فالناس يتناولون الأسبرين لأنه مرتبط في أذهانهم بتخفيف الألم بشكله وطعمه ولونه، وعندما نعطيهم دواء وهمياً (بلاسيبو) يشبه حبة الأسبرين يشعرون بانخفاض حدة الألم، وعلينا أن نراجع أيضاً خبراتنا في مرحلة الطفولة والارتباطات الشرطية التي أصبحت راسخة في أذهاننا حول المستشفيات، والمعدات المستخدمة في التشخيص والأطباء، وأي منبهات أخرى ذات صلة، فإذا وصلتِ إلى عيادة الطبيب، وقبل أن تقابليه أو تتناولي أي دواء، تشعرين بالتحسن، لا تندهشي، لأن هذه الظاهرة مألوفة ومعتادة، وقد حدثت للكثيرات.
فبعد تعاطي الدواء الوهمي تحدث عملية نفسية بيولوجية في الدماغ، تسبب تغييرات كيميائية تحاكي تأثير الدواء الحقيقي.
هذا الأمر مازال سراً أمام العلماء، لكنه يحدث وتظهر تأثيراته الملموسة بما لا يدع مجالاً للشك.

الجينات الوراثية
دلت كثير من الدراسات على وجود فروق فردية في الاستجابة للدواء الوهمي، قد تكون لها علاقة بتكوين الفرد الوراثي، وقد توصل العلماء إلى وجود جين وراثي أطلق عليه اسم Comt، يؤثر في المناطق التي تفرز الدوبامين في الدماغ، وهذه المنطقة لها وظائف معرفية Cognitive، وتؤثر في فكرة الجوائز والحوافز، والشعور بالألم، والذاكرة والتعلم، وهذا الـ Comtيعزز الدواء الوهمي ويقوي تأثيره.

طقوس الشفاء
دلت التجارب والدراسات على أن المريضة التي تجرب الدواء الوهمي وتحسّ تأثيراً شافياً يرتبط لديها الأمر بشكل الارتباط الشرطي، فإذا تناولت هذا الدواء الوهمي مرات ومرات فإنها ستشعر بتخفيف الآلام وتتحسن حالتها.
مهما كان اقتناعك أو عدم اقتناعك بالدواء الوهمي فإن الذهن والناحية النفسية يلعبان دوراً هاماً في الإحساس بالشفاء وتخفيف الأعراض عند الكثيرات.
البلاسيبو لا شيء.. لكنه يفعل شيئاً ما!

الايمان بالوهم يشفي المريض
في القديم كان هناك شامانات وكهنة تعالج المرضى بقوة الايمان بالوهم ( الذي يأخذ اشكالا مختلفة) بكفائة عالية لازالت تدهش العلماء حتى اليوم. بعض هذه الفنون حفظتها لنا الذاكرة وبعضها الاخر لازال حيا برجاله في بعض المناطق بصورته القديمة او تحت اسماء جديدة كرجال دين.
اصبح من الواضح ان الايمان يؤدي الى الشفاء ويعزز التأثير الايجابي للدواء حتى ولو كان الدواء ليس إلا كذبة كبيرة، إذ ان الايمان وحده بصحة الدواء كافي في اغلب الاحيان للشفاء الامر الذي يوضح الانتشار الواسع للايمان وضرورته الحيوية لصحة الانسان بغض النظر عن مصدره. هذا مااظهرته على اي حال العديد من الاختبارات لظاهرة اطلق عليها Placebo effect.
كانت التساؤلات كثيرة عند الاطباء حول ما يظهر وكأن الدواء الكاذب له من الفعالية ماتعادل الدواء الحقيقي. لفترة طويلة كان الظن ان قدرة الدماغ على التصور هو السبب الذي يجعل المريض يعتقد انه اصبح في حال افضل، غير انه الان يوجد مايثبت ان الجسم والدماغ يتفاعلان فعلا فيزيائياً وان الايمان بالوهم المسمى Placebo يمكنه ان يكون سببا في نشوء التفاعلات البيوكيميائية ذاتها التي يسببها الدواء الحقيقي.
نحن نعرف مثلا ان الم الرأس يزول بعد بضعة دقائق من استخدامنا لدواء مزيل لوجع الرأس بفضل المادة الفعالة في الدواء.
ولكن هذا ليس كل الحقيقة، إن توقعنا اللاواعي بأن الالم سيزول قريباً عامل بحد ذاته من القوة الى درجة انه وحده كافي لتحقيق امنيتنا بزوال الالم.

حبوب تزيل الالم
نشر العالم Jon-Kar Zubieta من جامعة ميتشيغان الامريكية نتائج تجاربه. لقد قام بإعطاء مجموعة من اربعة عشر شاباً معافي حقنة مؤلمة من الماء المالح في الحنك ثم دعاهم لوصف الالم الذي شعروا به. التجربة ذاتها اعيدت معهم مرة اخرى ولكن في هذه المرة قيل لهم انهم سيحصلون اولا على حقنة لمنع الالم. مالم يكونوا يعلموه ان الحقنة المانعة للالم تتكون في الواقع من محلول سكري لاغير. لقد اظهرت التجربة ان الاشخاص الذين حصلوا على حقنة الوهم اصبحوا قادرين على تحمل كمية اكبر من محلول الماء المالح قبل الوصول الى نفس المستوى السابق من الشعور بالالم.
الايمان بأنهم قد حصلوا على حقنة مخففة للالم رفعت قدرتهم على التحمل، وأكدت وجود Placebo effect. لم يكتفي Jon-Kar Zubieta بذلك بل قرر معرفة ميكانيزم عمل Placebo effect. فقام بتصوير الدماغ خلال التجربة بأكملها لمعرفة التغييرات التي تحدث على الدماغ لمنع الالم. لقد تمكنوا من قياس كمية المادة المسماة endorfin التي يفرزها الدماغ لتخفيف الالم، وتتشابه الى حد كبير مع المورفين.
التصوير اشار الى ان الدماغ افرز من مادة ايندورفين كمية اكبر عند إعطاء حقنة الوهم وان هذا الايندورفين أثر على اربع مناطق من مناطق الدماغ. هذه المناطق معروفة سابقا للعلماء بكونها المسؤولة عن معالجة مشاعر الالم والتحكم بها.
التجربة اظهرت ان الامر ليس مجرد " إعتقاد" شخص التجربة بأن الالم اخف، بل ان الدماغ فعلا جرت به تغييرات فيزيائية ادت الى تخفيف مشاعر الالم.

معالجة مرض الباركينسون
احدى الامراض التي اظهرت الاختبارات انه من الممكن معالجتها " بالوهم" هو المرض المسمى Parkinson, وهو مرض عصبي يؤثر على العضلات التي تبدأ بالارتجاف والتحرك ببطء وقلق ، ولذلك ليس من الغريب ان البعض كان يعتقد ان الشيطان او الجن يسكنون في جسم المريض. المرض يحدث عندما تموت مجموعة من خلايا الدماغ المنتجة لمادة الدوبامين . الدماغ يحتاج طول الوقت الى هرمون الدوبامين من اجل التحكم بحركة عضلات الجسم، وعندما لاتكفي كمية الهرمونات المتوفرة يفقد المرء القدرة على التحكم باللحظة الحركية التي لم يتوفر بها الهرمون. الكثير من التجارب اظهرت ان مريض Parkinson الذي يحصل على حبة من الكلس العادي او حقنة ماء مالح، اي بدون فعالية كيميائية، وفي نفس الوقت يسمع انه قد حصل على دواء فعال ضد المرض الذي يعاني منه، يحصل تحسن واضح.
من اجل فهم اسباب هذا التحسن في حركة العضلات يستخدم العالم الكندي Raأ؛l de la Fuente-Fenأ،dez من جامعة بريتيش كولومبيا الكندية تصوير دماغ المريض بواسطة PET-scan ، التي لها القدرة على قياس درجة انتاج الدوبامين في اعماق الدماغ.
التصوير اظهر ان العلاج بالوهم ادى الى زيادة افراز الدماغ لمادة الدوبامين، وانه هناك ارتباط مباشر بين زيادة الدوبامين وبين تحسن الحركة عند المريض. في التجربة المقارنة يبدل الباحثين الدواء الوهمي بدوائين حقيقيين معروفين وموثقين. ولدهشة الباحثين ظهر ان العلاج بالوهم اجبر الدماغ على افراز الكمية ذاتها من الدوبامين كالتي يفرزها عند العلاج بالدوائين الحقيقيين الاخرين.
وبالرغم من ان كلا العلاجين ادوا الى اجبار الدماغ على إفراز الكمية نفسها من الدوبامين كان من الممكن الاعتقاد ان كلا الطريقتين سيصلوا الى الهدف بطريقين مختلفين، مثلا ان الدواء الحقيقي سيقوم بالتأثير فيزيائيا ومباشرة في حين علاج الوهم سيؤثر بطريقة غير مباشرة عن الطريق النفساني مثلا. عندها سيكون من الممكن التصور ان الدواء الحقيقي سيقوي من تأثير دواء الوهم.
من اجل التأكد من مدى صحة هذا السيناريو قام الباحث Raأ؛l de la Fuente-Fenأ،dez بإعطاء المرضى علاجا وهمياً وعندما كان التأثير في اقصاه قام بحقنهم بدواء apomorfin. عند اغلبية المعالجين لم تقدم دفعة الدواء اي إضافة ملحوظة لاعلى مستوى تحسين حركة العضلات ولا على مستوى فرز الدوبامين. بمعنى اخر قام العلاج بالوهم بكل مايمكن القيام به، وبالتالي لربما ان الادوية هي التي تتكون فعاليتها كتعبير عن تأثير الوهم في الدماغ وليس بسبب المادة التي يعتقد انها الفعالة.

النتائج من هذه التجارب وتجارب اخرى تشير الى حبة الكلس او حقنة الماء المالح لها تأثير يعادل تأثير الدواء الحقيقي إذا كان الانسان " يؤمن" بها بكل جوارحه ، ويؤمن( من خلال معلومات مسبقة تصل الى وعيه بطريقة مباشرة او غير مباشرة) انها قادرة بشكل من الاشكال على إعطاء نتائج معينة . إذا كان الايمان بهذا العلاج كبير وحقيقي بما يكفي سيكون ذلك كافي لظهور النتائج الايجابية.
رد الفعل المكتسب بالمقارنة مع بقية ردود الفعل، هو رد فعل تعلمه الانسان عبر تجاربه الخاصة، ويؤدي الى ان الانسان او الحيوان يمكنهم إبداء رد فعل سريع وفعال على بعض الحالات التي تقدم مؤشرات متماثلة. العالم الروسي ايفان بافلوف وتجاربه الشهيرة تقدم لنا نموذجا عن ردود الفعل المكتسبة. الكلاب تعلمت ان قرع الجرس قبل وجبة الغذاء مرتبطة بالغذاء، مما جعل مجرد قرع الجرس كافياً لتفرز اللعاب عند سماعها له، بغض النظر عما إذا كان هناك طعام ام لا.
Placebo يتفاعل على نفس المبدأ. يوجد مايشير الى ان الدماغ يملك ميكانيزم يجعله يبني نماذج سلوك قائمة على معرفته بروتين سابق وماعليه ان يتوقع منه. عندما يعرف الدماغ شكل تأثير الدواء على الجسم يمكنه عندها إعادة الكرة مرة اخرى بنفسه. يحتاج لتنفيذ ذلك فقط إشارة بدء الانطلاق.

قام العالم الايطالي Benedetti بالبرهنة على إمكانية التأثير على هرمون الجسم من خلال ردة الفعل المكتسبة. العالم الايطالي اعطى، في البداية، اشخاص التجربة حقنة من الماء المالح واخبرهم ان مستوى هرمونات النمو في دمهم سيزداد. وكما كان متوقعاً لم يحدث شيئا من هذا على الاطلاق. في المرة التالي قام بحقنهم بدواء يستخدم لرفع مستوى هرمون النمو في الدم واخبرهم بنفس الوقت عن الهدف من ذلك، في هذه المرة نجد ان مستوى الهرمون قد ارتفع فعلا، في حين اشخاص التجربة لم يعلموا شيئا عن النتائج في كلا الحالتين.
في اليوم التالي كرر الباحثين المعالجة بحقنة دواء ولكن في اليوم الثالث تم حقن الاشخاص بحقنة من الماء المالح، لتتأكد التوقعات، محتوى الحقنة لم يعد مهماً لقد تعلم الجسم ماهو المطلوب منه وكيف الوصول الى ذلك، لقد ازداد مستوى هرمون النمو بالدم .
من اجل فهم مالذي سبب إنبعاث الامر بالبدء بإنتاج الهرمون، اعاد العلماء التجربة ولكنهم في هذه المرة قبل ان يعطوا الحقنة الكاذبة لبعض المشاركين سربوا اليهم معلومات ان الحقنة ستؤدي الى تخفيض مستوى الهرمون في الدم. الخدعة لم تنجح، بل على العكس ارتفع مستوى الهرمون بالدم، وهذا يشير الى ان انتاج الهرمون انبعث بسبب معايشة الجسم لحالة " معروفة له مسبقا" اي تأثير الحقنة السابقة والوقت التي اعطيت فيه وملابس الاطباء، والتي اصبحت ايضاً جزء من المعايشة في اللاوعي، في حين المعرفة الواعية للمريض لم تلعب اي دور ذو تأثير. العديد من التجارب الاخرى اكدت ان رد الفعل المكتسب عملية لاواعية تماما ولاعلاقة لها بوعي المريض او تمنياته. ولكن من اجل ان تصبح هذه الطريقة في موضع التنفيذ من قبل الجسم يجب ان يكون المريض قد تعرض لعلاج حقيقي مرة واحدة على الاقل، حتى يعرف الدماغ والجسم كيف يجب ان تكون ردة الفعل.

تأثير البلاسيبو (Placebo Effect)
و يعرف العلماء البلاسيبو بأنه أي إجراء علاجي يتم إيهام المريض بأنه إجراء فعَّال وهو في الحقيقة وهمي وغير حقيقي، و من الممكن أن تشمل البلاسيبو حبوب الأدوية الوهمية والحقن المائية و حتى العمليات الجراحية الكاذبة.
وعلى مدى عقود خضع كثير من الناس لتجارب متعددة واستعملوا آلاف الوصفات والأدوية الوهمية في محاولة لفهم تأثير البلاسيبو ودائماً ما كانت النتائج مربكة ومحيرة وتدل على تعقيد عملية التفكير لدى الإنسان وتباينها من شخص لآخر.
ففي إحدى التجارب قام الأطباء بإعطاء حقن للمرضى وأخبروهم أنها تحتوي على مسكن قوي ضد الألم، و الواقع أن نصف المرضى فقط هم الذين أخذوا مسكناً حقيقياً، في حين أخذ نصفهم الآخر محلولاً ملحياً فقط، لكن العجيب أن كلا الفريقين أبدى استجابة مشابهة في درجة تحمل الألم.
وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة دنفر الأمريكية، تم إخضاع مرضى بحالات متقدمة من داء الباركنسون إلى جراحة تجريبية تهدف لزرع خلايا عصبية جنينية في أدمغتهم تساعد على تعويض مادة الدوبامين التي تفقدها خلاياهم العصبية، و قد تم إخضاع نصف المجموعة لجراحة حقيقية و نصفهم لجراحة كاذبة، والعجيب في الأمر أن كلا الفريقين أبدى شعوراً متقارباً بالتحسن في طبيعة الحياة اليومية بعد الجراحة!.
ولا يقتصر تأثير البلاسيبو على الإجراءات المباشرة كالأدوية و الجراحة بل إنَّ لاوعي المريض يلعب دوراً كذلك، فمجرد رؤية المريض للمعطف الأبيض للطبيب أو دخوله للمستشفى أو حتى تنشقه لرائحة المطهرات المميزة في المستشفيات كفيلة بإشعاره بنوع من التحسن.
ليس كذلك وحسب بل حتى سعر الدواء و اسمه وجرعته تلعب دوراً في تأثير البلاسيبو الذي يرافقه. فبين دواء يكلف عشرة سنتات و دواء يكلف دولارين ونصف الدولار أبدى المرضى الذين تعاطوا الدواء الأغلى شعوراً أفضل بالتحسن على الرغم من أن كليهما وهمي!.
في الدانمارك خلصت دراسة أجريت على أطباء العموم أن 50 ظھ منهم يصفون أدوية وهمية للمرضى معظمها مضادات حيوية لحالات الرشح الفيروسي أو بعض الفيتامينات لحالات الإجهاد، و برر الأطباء تلك الوصفات رغم علمهم بعدم جدواها بأنها تمنح المريض نوعاً من الارتياح والثقة.
ترى كم من مستشفياتنا العامة والخاصة التي تمارس علينا العلاج بطريقة البلاسيبو دون أن نعلم؟
وهل مازلنا نمارس الحياة باطمئنان رغم الكوارث التي نسمع عنها في القطاع الطبي بفضل تأثير البلاسيبو؟

بعض غرائب البلاسيبو ..
يحدث تأثير البلاسيبو عندما تخبر شخص تناول قرص أو حقن أو أي طريقة أخرى للعلاج أن هذا الدواء سوف يساعد في تحسين حالته. هؤلاء الناس يشعرون حقاً بالتحسن و لكن عقولهم و أجسامهم هي من تتولى علاج نفسها حيث أن هذه الأقراص أو جرعات الحقن هي مجرد أدوية ليست حقيقية. وقد اهتم الباحثون كثيراً بطريقة عمل البلاسيبو ؛ و ذلك لأن فهم طريقة عمله سوف يساعد كثيراً في العناية بالمريض و الحد من استخدام الأدوية الحقيقية.
الجراحة “بلاسيبو” فعالة !
إن تناول قرص بلاسيبو أو حقن بلاسيبو شيء و إجراء جراحة “بلاسيبو” هو شيءٌ مختلفٌ تماماً. إن الجراحة تقوم بتغيير جسامني فعلي في جسم المريض ، و لكن العديد من الدراسات أثبتت أن مجرد إجراء جراحات “بلاسيبو” جعلت المريض يشعر بتحسن و بدأ في التعافي بعد إجراء العملية.
في فينلندا قام جراحون بإجراء عمليات لمرضى تمزق غضروفي. تم إجراء العملية لنصف عدد المرضى ، بينما النصف الآخر تم تخديره ثم قام الأطباء بعمل جرح و تظاهروا بتنفيذ العملية ، و لكن في الواقع لم يتم إجراء العملية لهم. و كانت المفاجأة أنه ظهر تحسن على الفريقين.
دراسة أخرى وجدت أن لهذه الطريقة تأثير على أناس يعانون من كسر في فقرات العمود الفقري. نصف عدد المرضى المشاركين في التجربة خضعوا لعملية جراحية لإصلاح الفقرات بينما خضع النصف الآخر لعملية “بلاسيبو”.
في تجربتين مختلفتين وُجد أن الجراحة “البلاسيبو” لها نفس تأثير العملية الجراحية الحقيقية. لايزال هناك الكثير من التساؤلات حول أسباب التعافي بعد الجراحات “البلاسيبو” ، و لكن النتائج بالطبع مذهلة !

البلاسيبو .. لغز يؤكد قوة الاعتقاد !
هناك علاقة قوية بين العقل والجسد لا يمكن لأحد ان ينكرها، وكل يوم تكتشف الأبحاث والدراسات ما يثير دهشتنا حول هذه العلاقة ، ومدى تأثر الجسد بالعقل الباطن تحديداً ، ويتجلى ذلك في كثير من المواقف .. وحديثنا هنا عن تأثر المريض بقناعات العقل ..
تعريف البلاسيبو
البلاسيبو أو العلاج الوهمي ؛ هو العلاج بأدوية لا تحتوي على أي عناصر علاجية ولا تأثير لها على الإطلاق، أو إجراء العمليات الجراحية الوهمية، كجراحة “اللا شيء” التي ابتكرها أطباء ولاية تكساس.
وتتمثل في تخدير المريض وتهئيته نفسياً لعملية جراحية حقيقة، ولكن كل ما يحدث هو تخدير المريض وأحداث جرح بسيط بالمكان المراد علاجه ثم خياطته دون فعل أي شيء !
والمدهش حقاً هو شفاء كثير من المرضى بعد إخضاعهم لهذا العلاج الوهمي ، والسبب هو الإعتقاد !
أما عن المصطلح نفسه بلاسيبو Placebo؛ فهى كلمة لاتينية الأصل تعني” I shall please ” أو ” سأتحسن “.
رأي العلماء
في عام 1955 ابتكر طبيب التخدير “هنري بتشر” فكرة العلاج الوهمي ، حيث قام بعدة أبحاث ودراسات حول كيفية تحسين الصحة بإستخدام مادة غير فعالة دوائياً، وهو ما أثار شكوك الكثير من الأطباء والعلماء آنذاك، فما كان منهم إلا رفض الفكرة ودحضها والتشكيك بها .
وفي العام 2011 توصلت دراسة في جامعة هارفارد الأمريكية إلى إثبات صحة هذه النظرية، مؤكدة أن الوهم يلعب دوراً كبيراً في شفاء كثير الحالات، عن طريق احداث تغييرات في العمليات الكيميائية في المخ.
كيف يعمل العلاج الوهمي؟
عن تأثير العلاج الوهمي يقول أستاذ علم وظائف الاعضاء “فابريزيو بينيديتي”: ” الدواء الوهمي هو ظاهرة نفسية عصبية ، لها تأثير حقيقي وملموس في دماغ المريض”.
وتؤكد الأبحاث والدراسات فعالية العلاج الوهمي، وفقاً لعاملين هما ؛ (التكيف .. التوقع )، حيث ان لكل منها أثر كبير في تحسن الحالة الصحية للمريض .
ويتمثل التكيف في الجو المحيط بالمريض بداية من إرشادات الطبيب، مروراً برائحة الأدوية وأصوات الآلات، إلى الجو العام بالمستشفى كاملاً، كل هذه العوامل تعتبر محفزات بالنسبة للمريض وتؤثر فعلياً في تحسن حالته الصحية.
بالإضافة إلى توقع المريض وإعتقاده ان هذا الدواء سيثبت فعاليته أم لا، فعلى حسب التوقعات تأتي النتائج في أغلب الأحيان، لذلك في حالات كثيرة يشترط الشفاء من مرض ما بتحسن الحالة النفسية الناتج عن الإعتقاد والتوقع الذي يسكن العقل الباطن للمريض.
تجارب
وفي دراسة قام بها باحثون بمركز الدراسات الصحية في سياتل- الولايات المتحدة الامريكية- ، عن طريق معالجة أشخاص يعانون من آلام مزمنة أسفل الظهر، حيث قاموا بتصميم جهاز للوخز بالإبر استبدلوا فيه الإبر بـ “عيدان تنظيف الأسنان” والتي تقوم بعمل الإبر ولكن دون إختراق الجيد ، وذلك دون علم المرضى.
وقام الباحثون بإخضاعهم لـنوعين من العلاج ؛ الأول : الوخز بالإبر الحقيقة، الثاني : وخز بالإبر المزيفة (عيدان الاسنان) ..
والنتجية كاتنت مذهلة ؛ حيث وجد الباحثون أن كلا النوعين من وخز الإبر فعال في تخفيف الألم ، بل في نفس المستوى من الفعالية والكفاءة نفسها ، وهذا نتيجة التكافؤ بين التكيف والتوقع لدى المريض ، الذي أدى إلى استجابة جسده للعلاج الوهمي.
لم يقتصر دور العلاج الوهمى على الأمراض الجسدية فقط، بل وصل للأمراض النفسية أيضاً ، حيث يرى أطباء النفس ان البلاسيبو في الأساس “ظاهرة نفسية” لذلك يمكن إستغلالها لعلاج المرضى النفسيين.
وقد تم بالفعل تجربة فعالية العلاج الوهمي مع بعض المرضى الذين يعانون من الإكتئاب الحاد، عن طريق إعطاءهم حبوب دوائية وهمية، في حين إعطاء مرضى آخرين حبوب دوائية حقيقية، فكانت النتيجة تحسن المجموعتين بنفس المستوى.
وأخيراً
ان العلاج الوهمي يستخدم منذ قديم الأزل ، قبل تقنيات الطب الحديث وآلياته، حيث كان يمارس بأشكال وطرق بدائية مختلفة، كالخلطات العشبية، او العلاج بالنار لطرد الأرواح الشريرة من جسد المريض، والكثير الكثير من الخرافات التي لم تثبت فعاليتها ولم تساعد في شفاء المرضى آنذاك لصحتها ، بل لقوة إعتقادهم وتوقعهم الشفاء.

البلاسيبو : العلاج بالوهم
العلاج بالوهم أو ما يعرف بـ البلاسيبو Placebo هو دواء يهدف إلى خداع المريض إذ لا يحتوي إلا على عناصر خاملة وغير فعالة ولذلك فأن أي يعتبر أي تغيير يحدث في حالة المريض عائد إلى عوامل نفسية فقط مثل الإيحاء أو المحاكاة أو الجذب ، وتندرج أيضاً العمليات الجراحية الوهمية والمعالجات الطبية الغير حقيقية ضمن البلاسيبو.
وتعني كلمة بلاسيبو Placebo اللاتينية الأصل I shall please أو " سأتحسن " ، وأن المرضى الذين حصلوا على علاج البلاسيبو قد تحسنوا بشكل أفضل مما كان يتوقع بعيد عن العلاجات الكيميائية وهي ظاهرة يطلق علية " تأثير الدواء الوهمي" .
الصيدلية الداخلية
يعد جسم الإنسان معجزة بحد ذاته ، فالجسم يقوم بإفراز بعض العناصر الكيميائية لعلاج المرض بمقدار معين، وهو ما يعرف بمصطلح " الصيدلية الداخلية "، وهي إحدى القوى الجسمية المتأصلة للعلاج، بمعنى أنها موجودة كجزء أساسي من أجزاء الجسم .
ويعتقد في العلاج التلقائي أن الجسم يتجه لشفاء نفسه دون الاعتماد على أي رسائل داخلية أو خارجية لاستثارة هذا العلاج.
يمكن أن يكون البلاسيبو حبوباً، ويمكن أن يكون البلاسيبو أيضاً عمليات جراحية " كاذبة " أو علاجات نفسية " كاذبة " .
يعمل البلاسيبو على تعزيز إفرازهرمون الاندروفين الذي تفرزه الغدة النخامية تلقائياً ويطلق عليه الشفاء الذاتي ، وهو يعد من أهم مسكنات الألم التي تفرز طبيعياً من جسم الإنسان بالطريقة نفسها التي تعمل بها بعض الأدوية المسكنة للألم كالمخدرات لكنه أحياناً يكون بطيئاً في إفراز هذه المادة، وفي هذه الحالة يكون في حاجة إلى مساعدة خارجية لحث " صيدلية الجسم " على العمل بكفاءة أكثر، وكذلك الاستجابة لعلاج " البلاسيبو"، فهي تحتاج إلى مساعدة خارجية تتمثل في بعض العقاقير الإيحائية، أو رسالة موجهة إليه يتم توجيهها للمخ إما عن طريق المريض نفسه وإما من الشخصية المعالجة له.
وهذه الرسالة تعمل على حث المخ ودعمه ويحدث الشفاء السريع عن طريق ربط العلاج الخارجي بنتائج عمل الصيدلة الداخلية.
ولكن هل يمكن للعقل شفاء الجسم إذا امتلأ بروح الأمل والتفاؤل !؟
أن الاتجاه العام في الطب أو في أي نظام علاجي يعتمد إلى حد كبير على مهارة وقوة المعالج مع إهماله القوة العلاجية للمريض وهو الاتجاه الذي يحاول الطب البديل تبنيه هذه الأيام مما زاد من شعبيته العلاج التقليدي .
وقد استند (كيرنز) وزملاؤه من كلية كونيتيكت الطبية الأمريكية إلى دراسة استغرقت 3 أشهر، شملت من يعانون الم في أسفل الظهر، وأثبتوا خلالها أن العلاج النفسي المعتمد على تقنيات سلوكية وإدراكية بتنظيم العمليات الفيزيولوجية والاسترخاء والمشاورات النفسية يخفف من حدة الألم إلى درجة كبيرة.
فخلال تلك الأبحاث توصل العلماء إلى نتيجة مذهلة تتلخص في قدرة العقل على شفاء نفسه .
هل للعقل طاقة خفية تصنع المعجزات ؟!
لقد اكتشف أطباء علم النفس أنهم يستطيعون تحقيق الشفاء لمرضى الاكتئاب النفسي باستخدام الأدوية الوهمية.
وبينت دراسة أمريكية أن الأدوية الوهمية التي تعطى لمريض الاكتئاب تؤثر بالفعل في إحداث تغييرات في نشاط المخ لدى المريض، رغم أن هذه الأدوية قد لا تخرج عن كونها قطعة مغلفة على شكل حبة دواء.
وقد قال (إيرفينغ كيرش) وهو طبيب نفساني في جامعة كونيتيكت : " اعتقد بأن يمكن أن تعزى فعالية دواء (بروزاك) وعقاقير أخرى مماثلة تماما لتأثيرالدواء الوهمي ".
ويشير تأثير الدواء إلى أهمية إدراك دور الدماغ في الصحة البدنية ومع ذلك فان استخدام مهدئات كعلاج في الطب السريري يطرح إشكالية أخلاقية لأنه مبني على خداع وتضليل المريض من قبل الطبيب.
ويقول (جان مارتن) عالم الأعصاب الفرنسي أن العقل اللاوعي يعمل بآلية تقبل كل شيء فهو لا يدرك في إذا ما كان يحدث حقيقي أم لا ، فهو يقوم بتنفيذ الأوامر دون أن يتأكد من صحتها بل هو أيضا يصنع الأوهام بعكس العقل الواعي الذي يترجم و يطابق ما يحدث.
ويفسر العلماء ذلك بقولهم إنه يكفي للمريض الإحساس بأنه يتناول دواءً فعالاً جنباً إلى جنب مع الإيحاء ليأتي بالنتيجة الجيدة ، حتى يثير ذلك لديه رد فعل إيجابياً.
كما أن قناعة الطبيب بالعلاج وإيمان المريض بالطبيب يعملان معاً لتعزيز الأثر ويكون العلاج شبه مؤكد بحصول التحسن وأحياناً الشفاء.
قد يكون الشخص معتقدات و آمال حول العلاج ، ولها تأثير كبير بالبيوكيميائية وكما هو معروف تؤثر الأفكار على الكيمياء العصبية.

كشفت دراسة أجرتها جامعة سيدني الاسترالية أن العلاج الوهمي له دوراً كبيراً في شفاء الكثير من الأمراض ولا يقل أهمية عن العلاجات الحقيقية.
وأشار قائد فريق البحث إلى أن العلاجات التي يكون مصدرها عقل الإنسان تساعد في تحسين آليات الشفاء الطبيعية لديه، حيث تم إعطاء عدد من المرضى الذين يتناولون أدوية مهدئة للألم أدوية وهمية دون علمهم لكنهم استمروا في الشعور بألم أقل وتم الكشف عن ذلك باستخدام أجهزة مسح الدماغ.
وأضاف أن التأثير الذي يحصل عليه المريض جراء حقنة يعطيها له الطبيب أفضل بكثير من تأثيرها في حال تلقاها المريض من قبل جهاز آلي وأكد أنه ليس من المفروض تناول حبة وهمية للحصول على تأثير العلاج الوهمي، بل إن طريقة تقديم العلاج على نفس القدر من الأهمية في كثير من الأحيان.

وأشار باحث المخ الأستاذ بجامعة ميشجان الأمريكية إلى أن آخر الدراسات أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن تأثير العلاج التمويهي "الوهمي" على المرضي حقيقي وليس وهمياً، فأي مريض عايش تجربة العلاج الوهمي لم يشعر بتحسن فحسب بل تحسنت حالته بالفعل.

ومن جانبه أشار الباحث الإيطالي فابريزيو بينيديتي إلى أن العلاج الوهمي من الممكن أن يحل محل المنشطات التي يتعاطاها الرياضيون في مراكز اللياقة البدنية، وأوضح الباحث أنه أجرى تجارب على بعض الأشخاص بإعطائهم قهوة خالية من الكافيين وأكد أنهم حينما تناولوها لم يشعروا بأنهم أقوى وأكثر إثارة فحسب، بل قاموا بالفعل بمزيد من التدريبات أكثر مما كانوا يقومون بها أثناء تعاطيهم للمنشطات الحقيقية.

ويقول كيرش 1998 أن العامل الحاسم هو معتقداتنا حول ما سيحدث لنا.

تجارب واقعية
1- في جزيرة كوشر في فنزويلا أجريت تجربة على الأطفال المصابين بمرض الربو بحيث كان يقدم لهم دواء يقوم بتوسيع الشعب الهوائية بشكل مطحوناً و" شمه " مع الفانيليا ثم بدأوا بعد ذلك في منع تقديم أدوية توسيع الشعب والاكتفاء بالفانيليا وللغرابة فإن رائحة الفانيليا وحدها كانت تعمل على زيادة كفاءة عمل الرئة لدى الأطفال المصابين بنسبة بلغت 33% مقارنة مع استخدام الأدوية الموسعة للشعب وحدها.
2- في ولاية تكساس ابتدع الأطباء عملية جراحة اسمها "جراحة اللا شئ" أو العدم استخدموها بكثافة في علاج آلام الركبة والمفاصل ويقومون بتخدير المرضى وإجراء فتحة كبيرة بالمشرط حول الركبة دون أن يفعلوا أي شيء داخلها وكانت المفاجأة أنه بعد عامين من هذه الجراحة الوهمية امتثل جميع المرضى للشفاء واختفت الآلام وأصبحوا يعيشون حياة طبيعية.

الإيمان والشفاء في المعتقدات
أشارت المعتقدات الدينية في شواهد عدة إلى دور الإيمان (رغم اختلاف المعتقد) في التماثل للشفاء ونذكر منها:
1- في المعتقد المسيحي
كانت هناكَ ظ±مرأةٌ مصابةٌ بنزفِ الدَّمِ من ظ±ثنتي عشرةَ سنةً، عالجها أطباءُ كثيرون، وأنفقت كلَّ ما تملكُ، فما ظ±ستفادت شيئًا، لا بل صارت من سيِّئٍ إلى أسوأ فلمَّا سمعت بأخبار يسوع دخلت بينَ الجموع من خلفٍ ولمست ثوبهُ ، لأنها قالت في نفسها: " يكفي أن ألمسَ ثيابهُ لأشفى " فظ±نقطعَ نزفُ دمها في الحالِ، وأحسَّت بجسمها أنها شُفيت من دائها.
وشعرَ يسوع في الحال بقوة خرجت منهُ فظ±لتفتَ إلى الجموع وقالَ: " من لمسَ ثيابي؟
فقالَ لها: " يا ظ±بنتي إيمانُكِ شفاكِ خلَّصَكِ وأحياكِ.فظ±ذهبي بسلامٍ، وتعافي من دائكِ " (إنجيل مرقس 5 : 25 – 34).
2- في المعتقد الإسلامي
قوله : " لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا " .
وهناك بيت شعر منسوب إلى علي بن أبي طالب ويبين أهمية الصيدلية الداخلية آنفة الذكر :
دواؤك فيك وما تبصر وداؤك منـك ومـــا تشعـــر

العلاج بالايحاء
وهو ما يعرف العلاج بالوهم أو بالإيحاء، حيث يعتمد الجسم بصورة أساسية على رسالة موجهة إليه لها إيحاء معين ويتم توجيهها للمخ إما عن طريق المريض نفسه وإما من الشخصية المعالجة له.
ويرى العلماء أن هذه الرسالة تعمل على حث المخ ودعمه لرفع تأثير علاج موجود بالفعل في داخل الجسم أو بمعنى تحسين سير العملية العلاجية، وهذا ما أكدته أحدث الأبحاث الدولية أن العلاج بالوهم "البلاسيبو" يمكن أن يقلل من شعور المريض بالألم تماماً مثل تأثير العلاج التقليدي.
أما أطرف استخدام للعلاج الوهمي فكان في القضاء على الصلع، ففي دراسة حديثة لمرضى الصلع تبين أن استخدام هذا العلاج يساعد على عدم سقوط الشعر ونموه بشكل غزير.
فهذه القصص بمثابة أدوات قوية ، ففي حالات المرض فإننا نتجه للتركيز على اللحظات غير السعيدة مما قد يتسبب في تدهور حالة المريض من خلال دعم مشاعر العجز والانهزامية، وهذه ليست كل السيناريوهات التي يمكننا بناؤها، فقد كان هناك مريض يعاني من نوبات صداع نصفي متكررة بسبب بحثه عن وظيفة، وعند النظر عن قرب إلى القصة التي يرويها عن المرض اكتشف أنها تزيد من حدة نوبات الصداع، حيث أنه عند بوادر الألم يقوم بتكوين نظرية مفزعة عن العجز التام الذي سيصاب به قريباً.
وبمجرد أن تعلم هذا المريض كيف يؤكد لنفسه قدرته على التعامل مع نوبات الصداع خفتت بالفعل حدة هذه النوبات وسرعان ما بدأ عملاً جديداً، وبعد عام من العمل لم يتغيب سوى يوم واحد بسبب الصداع.

الصيدلية الداخلية.. هي السر
يُعد جسم الإنسان معجزة، فالجسم يقوم بإفراز بعض العناصر الكيميائية لعلاج المرض بمقدار معين، وهو ما يعرف بمصطلح "الصيدلية الداخلية"، وهي إحدى القوى الجسمية المتأصلة للعلاج، بمعنى أنها موجودة كجزء أساسي من أجزاء الجسم، وهي علاج موجود بالفعل بداخل الجسم يساعد على تحسين سير العملية العلاجية.
وفي العلاج التلقائي يتجه الجسم لشفاء نفسه دون الاعتماد على أي رسائل داخلية أو خارجية لاستثارة هذا العلاج.
ويفرز الجسم البشري تلقائياً مادة تسمى "الشفاء الذاتي"، لكنه أحياناً يكون بطيئاً في إفراز هذه المادة، وفي هذه الحالة يكون في حاجة إلى مساعدة خارجية لحث "صيدلية الجسم" على العمل بكفاءة أكثر، وكذلك الاستجابة للعلاج "بالبلاسيبو"، فهي تحتاج إلى مساعدة خارجية تتمثل في بعض العقاقير الإيحائية، أو رسالة موجهة إليه يتم توجيهها للمخ إما عن طريق المريض نفسه وإما من الشخصية المعالجة له.
وهذه الرسالة تعمل على حث المخ ودعمه ويحدث الشفاء السريع عن طريق ربط العلاج الخارجي بنتائج عمل الصيدلة الداخلية، والواضح أن العقل يمكنه شفاء الجسم إذا امتلأ بروح الأمل والتفاؤل.

الإيحاء .. علاج فعال لكثير من الأمراض
تمكن العلماء مؤخراً من التوصل إلى أن جسم الإنسان يقوم بإنتاج مادة كيميائية مخدرة هى "اندروفين" التي تعمل على التخدير وتسكين الآلام والتي يتم إنتاجها ضمن عناصر الصيدلية الداخلية للجسم.
وليست هناك قاعدة تقضي باختيار الجسم أو تفصيله بين العلاج الداخلي أو الخارجي لشفائه وإنما يحدث الشفاء السريع عن طريق ربط العلاج الخارجي بنتائج عمل الصيدلة الداخلية.

فاعل خير يقول...
الموضوع اكثر من رائع و يذكرنى بحاله كنت قد تابعتها من قبل لمرأه كانت حالتها النفسيه سيئه بسبب معاملة زوجها لها حيث كانت تقول ان بها مس و الحمد لله كما اوهمتنى ان بها مس اوهمتها اننى قد عالجتها و فعلا كان اسلوب الخداع و التأثير و فن التعامل مع الاخر سببا من اسباب العلاج.

( الاعلام ومواقع علمية )



  رد مع اقتباس