عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2019, 02:55 PM توليستوي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
توليستوي
موقوف
 

توليستوي is on a distinguished road
افتراضي لفظ القرآن ليس سريانيا

لفظ القرآن قطعا مصدر مشتق من مادة "قرأ" على وزن "فُعلان" قرَأَ يَقرَأ ، قِراءةً وقُرْآنًا. مثل "غفر" "غُفران" و "رجح" " رُجحان" و " كفر" "كُفران" و "وخسر" "خُسران"
مثال على ذلك قوله تعالى : فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ.
و يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ . و الألف المدودة أصلها همزة من قر(أ) و ألف أضيفت مع النون لاشتقاق المصدر على الوزن "فُعْلان" فأصلها "قرءان" كما في الرسم العثماني للمصحف.
ولا دخل لهذا بالسريانية ولا العبرانية فمزاعم المدعو "كريستوف لوكسنبرج" هي محض ترهات و أباطيل. و هو شخص مجهول لا يعرف من هو و قيل أنه من نصارى لبنان يكتب تحت إسم مستعار.
هذا اللوكسنبرج يريد أن يقول أن وجود ألفاظ سريانية - كما يدعي - تدل على تأثر النبي أو مؤلف القرآن على حد زعمه بأدبيات الكنيسة السرياينة. و تابعه على ذلك بعض المخرفين حتى حاول بعضهم كما حاول هو تفسير ألفاظ قرآنية بكلمات سرياينة قريبة الشبه بها حتى بلغ بهم التبجح و الشطط إلى التصرف في بعض الكلمات أو الزعم بوقوع التصحيف فى بعض الألفاظ كي يجدوا لها شبيه في السريانية ! و مستندهم فى ذلك اختلاف المفسرين فى تفسير بعض الكلمات و أن اللفظ السرياني القريب الشبه باللفظ العربي يعطي للنص أحيانا معنى مفهوم بشكل أفضل فى زعمهم. وهذا طبعا كله هراء فى هراء إذ كيف يعقل أن يخاطب العرب بكلمة لها دلالة فى لغة أخرى وليس لها معنى فى لغتهم – أو لها معنى غير مراد!- و القرآن صراحة ينص على أنه "قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ " و أنه " قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"
و الألفاظ الأعجمية في القرآن كان معلوما دلالاتها لدى العرب المخاطبين بالقرآن فالزعم أن القرآن به ألفاظ لا يعلم معناها العرب قاطبة فهو كذب أجوف. فالألفاظ الأعجمية وإن كانت ذات أصول غير عربية إلا أنها ألفاظ معربة يعلم العرب دلالتها ككلمة "إستبرق" " و الديباج" وهما الثياب التي ظاهرها و باطنها من الحرير أو الثوب الذى سَداه (الخيوط الطولية) و لُحمه ( الخيوط العرضية) من الحرير.
قال ابن الجوزي : الإستبرق: غليظ الديباج، فارسي معرَّب، وأصله إِسْتفْرَهْ.
و بعض المفردات الغريبة في القرآن هي غريبة بالنسبة للقرون اللاحقة التي وضعت فى أثنائها التفاسير حيث لم يعد الناس يوظفون تلك المفردات خاصة مع اختلاط الألسن نتيجة حركة الفتوحات و فشو اللحن. وهو أمر طبيعي بالنسبة للغة ولذلك اعتمد المفسرون على المأثور عن الصحابة و التابعين في التفسير كتفسير ابن جرير الطبري و ظهرت الحاجة لوضع قواعد النحو و تصنيف المعاجم. فاللغة كأنها كائن حي يتطور بمرور الزمن. وما تشعب اللغة السامية البدائية – كماهو الحال بالنسبة للاتينية السوقية - إلى لغات متعددة و تشعب اللغة إلى لهجات كمثال منا ببعيد.
و بالتالى فتفسير بعض كلمات القرآن بكلمات " سريانية" أو " عبرانية" قريبة الشبه بها - وهو أمر متوقع لأن تلك اللغات السامية متطورة عن أصل واحد - قد يكون لها دلالات مختلفة في تلك اللغات هو ضرب من العبث ولا يمت للبحث الأكاديميى بصلة.



  رد مع اقتباس