29 فسمع يثرون كاهن مديان، حمو موسى، كل ما صنع الله إلى موسى وإلى إسرائيل شعبه، أن الرب أخرج إسرائيل من مصر. فأخذ يثرون حمو موسى صفورة امرأة موسى بعد صرفها وابنيها، اللّذين اسم أحدهما جرشوم، لأنه قال كنت نزيلاً في أرض غريبة، واسم الآخر أليعازر، لأنه قال إله أبي كان عوني وأنقذني من سيف فرعون. وأتى يثرون حمو موسى وابناه وامرأته إلى موسى إلى البرية حيث كان نازلاً عند جبل الله حوريب، فقال لموسى أنا حموك يثرون، آت إليك وامرأتك وابناها معها. فخرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبله. وسأل كل واحد صاحبه عن سلامته، ثم دخلا إلى الخيمة. فقص موسى على حميه كل ما صنع الرب بفرعون والمصريين من أجل إسرائيل، وكل المشقة التي أصابتهم في الطريق فخلصهم الرب. ففرح يثرون بجميع الخير الذي صنعه إلى إسرائيل الرب، الذي أنقذه من أيدي المصريين، وقال يثرون مبارك الرب الذي أنقذكم من أيدي المصريين ومن يد فرعون، الذي أنقذ الشعب من تحت أيدي المصريين، الآن علمت أن الرب أعظم من جميع الآلهة، لأنه في الشيء الذي بغوا به كان عليهم. فأخذ يثرون حمو موسى محرقة وذبائح لله. وجاء هارون وجميع شيوخ إسرائيل ليأكلوا طعاماًً مع حمي موسى أمام الله. واجتمع هارون وألعازار بيثرون، وتباحثوا في أمر القضاء بين الرجال والفرائض والشرائع التي يجب أن يسير عليها شعب إسرائيل، فاتفق الثلاثة على كتابة كل تلك الشرائع لتكون مصدراً للقضاء في إسرائيل، واشترك يثرون بالخديعة التي علم أن ألعازار قد دبرها، وقرر المساعدة بها بأن يصعد هو وجماعته المقيمين في مديان إلى جبل حوريب ليقيموا مظاهراً ليراها موسى عند صعوده إلى الجبل على أنها من الله، وليراها شعب إسرائيل، فيخافون من قوة الله، وعلى هذا اتفقوا وحددوا المواعيد والوسائل والأدوار وبدأوا بالتنفيذ.