سيد شنفرى أهلا وسهلا بك.
بداية العرق وإن لم يكن العامل الوحيد في تحديد انتماء الشعب فهو بلا شك عامل مهم، نعم لا يمكن الانكار الاندماج العرقي و لكن علينا أن نضعه في موضعه الصحيح فهو لا يغير السمة العامة للعرق الأصلي لأن الوافد يندمج به و يذوب، كما هو الحال مع الشعب الاسباني الذي اندمجت فيه الكثير من العرب و الأمازيغ و ذابوا فيه دون أن يغيروا سمته العامة الاسبانية. و ما دمنا نقبل الاندماج العرقي فلا يمكن مقارنتنا بالنازية و هتلر. بل اننا استخدمنا مبدأ الاندماج العرقي في تفنيد مزاعم الصهاينة فهو مفهوم أساسي عندنا. بالنسبة للثقافة فغير صحيح أن المنطقة كلها ذات ثقافة موحدة عربية فكل قطر له ثقافته الخاصة المختلفة اختلافيا بينا (و التي لا تخلو من عناصر عربية بطبيعة الحال بفعل الاحتكاك الثقافي) بل تجد ثقافة سوريا أقرب إلى تركيا أو اليونان منها إلى المغرب أو السعودية، وإن كانت المسألة صراعا بين ثقافة عربية و ثقافة عبرية فالثقافة العبرية أسبق و هذا بالضبط ما يحتج به الصهاينة. و اللغة كذلك ليست معيارا فالامريكي لم يصبح انكليزيا و الأرجنتيني لم يصبح اسبانيا و الإفريقي الناطق بالفرنسية لا يرى نفسه فرنسيا و قس على ذلك، كما أن اللهجة المنطوقة في معظم الدول المسماة عربية تحمل الكثير جدا من سمات اللغات الأصلية لشعوب المنطقة و الفرق بينها كالفرق بين الرومانية و الايطالية و الاسبانية و اللاتينية، فمن الصحيح اعتبارها لغات مستقلة و لكن متقاربة. و حجة أن الشعب السوري أضاف إلى الثقافة العربية أكثر مما أضافه العرب الأصليون هي حجة دائرية لأننا لم نتفق بعد على أن هذه الثقافة تسمى عربية أصلا. أما الشعور الداخلي فهو مجرد اديولوجيا لا تحكم على الواقع وقد دخل فعلا في مرحلة الانهيار. أخيرا هذا كله لا يمنع من التحالف الجيوسياسي المصلحي تماما كما لم يمنع غيرنا، فالأمر ليس مبررا لإنكار أصولنا الحقيقة و تسمية الأمور بغير مسمياتها. و هدف الموضوع على كل حال تصحيح المغالطة التاريخية فقط و ليس مناقشة ما يجب فعله. تحياتي لك.
|