الموضوع: أبناء الشيطان !
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2014, 10:55 PM أنا لُغَـتِي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
أنا لُغَـتِي
عضو برونزي
 

أنا لُغَـتِي is on a distinguished road
22234


أبناء الشيطان (6)

" فاخرج منها فإنك رجيم " "فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين " أخرج يا شيطان أخرج يا شيطان من جسد ابن الإنسان عليك لعنة الرحمن " وكان الشيخ يكررعباراته وينوع بآيات مختلفة من القرآن ،ويده تهوي ضرباً بخيزرانة على مؤخرة حكيم المعراة وهو يركع في وضع سجودي كاشفا مؤخرته ، وقد فصد ابهامه الأيسر بجرح صغير ليتسنى للشيطان الخروج منه ، فيما كان شيخ آخر يطلب إلى حكيم أن يرفع رأسه بين فترة وأخرى ليبخ وجهه بماء مزج بمنقوع آيات قرآنية ، فهذا المنقوع يساعد على ضيق تنفس الشيطان فيبحث عن مخرج من الجسد ، شريطة أن يكتم حكيم نفسه بعد البخ ، وقد فضل الشيخ أن يستخدم طريقتين معا ليضمن خروج الشيطان من جسد حكيم في أسرع جلسات ، ولا يدفعه إلى إخضاع حكيم لسبع جلسات ضرب وبخ على مدى سبعة أسابيع ، وإن لم تنجح ، فسيضطر إلى سبع جلسات أخرى ، لأن الشيطان الذي يحتل جسد حكيم ، يتحكم به ملاك شيطاني يسكن خلف سبعة بحور في السماء السابعة على مقربة من سبعة بحور من العرش الإلهي !! أربعة عشر بحراً بالتمام والكمال عدا السماوات تفصل بين الشيخ وبين ذاك الملاك الشيطاني ، فكيف سيستطيع التحكم به إن لم يعنه الله جلت قدرته على التصدي له ليتمكن من إخراج الشيطان الذي يسكن جسد حكيم .هذا ما صرح به الشيخ لأب حكيم الذي كانت تربطه به صداقة قديمة ويثق الآخر به ثقة عمياء ، مؤكدا له أن حكيم ممسوس بجن شيطاني وأنه بإذن الله لقدير على إخراجه من جسده ،ولو اضطر أن يقوم بذلك على حسابه ! وكان والد حكيم حاضرا في الجلسة وينزوي صامتا في غرفة خفيفة الإضاءة تجلل جدرانها ستائر سود .
****************************
كان حكيم قد أخرج من المستشفى بناء على طلب ذويه ، رغم أن الطبيب نبههم إلى أن الحالة قد تنتابه في أي وقت ،وما الأدوية إلا مسكنات ومهدئات لا تشفي من المرض ، ربما في حال واحدة ، الإلتزام بها لفترة طويلة جدا ، مع الإرشاد والنصح لحكيم أن الشياطين لا تسكن أجساد البشر ، وهنا قاطع حاتم الطبيب متسائلا" وكيف يمكن لعقل حكيم المنغلق على مفاهيم دينية أن يستوعب هذا الأمر " " للأسف لا يمكن مواجهة الغيبيات إلا بمنطق العلم حتى لو اصطدم معها "
مرت الأيام الأولى بسلام . وحرصت ذؤابة أن تعطيه الأدوية في أوقاتها ،وتلاطفه دائما ، وتكون طوع يدية وأوامره ،وكانت تخرج معه منقبة لتنزهه في الحدائق ، وتدعه يختلس النظرات إلى المؤخرات وغير المؤخرات من سيقان وفتيات جميلات ، وراعت رغباته الجنسية كلها وكانت تلبيها له متى شاء ،وأينما شاء وكيفما شاء ، ولو على حساب متعتها ، وتتلفظ في السرير بكل الألفاظ النابية والخليعة والمذله لها التي لقنها إياها لترددها. وحين وجدته يتلمس دبرها مستذكراً آية قرآنية لم تمانع ، رغم الألم الذي أحست به ، وقطرات الدم التي نزلت منها نتيجة جرحها، فهو لم يراع أصول المواقعة الدبرية لأول مرة ، بأن يلين الدبر ويمهد للإيلاج بهدوء وتأن . تحملت ذؤابة كل ذلك من أجله ومن أجل محبتها له ، ومن أجل الحفاظ على عش الزوجية . وراح يكرر هذه الممارسة حين اكتشف متعتها ، بل وطلب إلى ذؤابة أن تجمل دبرها بمواد تجميلية ، فلبت له كل رغباته ، وربما لم يبق شكل من أشكال المواقعة إلا وجربه معها . وهي تلبي ذلك له وإن كان على حساب متعتها . والحق أن ذؤابة كانت سيدة في غاية الجمال ،وتكاد هيلين الطروادية أن تكون أمامها لا شيء . لقد حازت من الجمال واللطف والكمال والنبل ما يتمناه إلا العظماء . وخانها الحظ في مجتمع لا يفتح أمامها إلى أقل الفرص ، وأضيق هوامش الحرية .وهذا ما كانت تدركه تماما ، ولو لم تكن في حال لا تحسد عليها مع زوجها ، لمارست ما كانت تحلم بممارسته ، من نشاطات ثقافية وإجتماعية ،ونضالية لتحسين أوضاع المرأة وحقوقها في المجتمع .وكم تمنت في سرها لو كان حظها قد هداها إلى حاتم وليس إلى حكيم ، لما عرفته عن حاتم من ثقافة منفتحة وعقل ناضج .
عادت إليه الحالة فجأة . كانت تجلس هي وإياه ليلا أمام التلفازوهو يقلب المحطات . توقف فجأة أمام محطة تبث أغنية بدلع وغنج لهيفاء وهبي .. وفيما كان فخذا هيفاء يتألقان بلقطة مقربة على الشاشة ، أخذ حكيم زجاجة كولا كانت أمامه وضرب بها الشاشة وهو يهتف "يلعن أبوك على أبو إلي جابك ، كفرة ملحدين " انكسرت الشاشة وتوقف البث . فوجئت ذؤابة بالأمر واعترتها الدهشة . سارعت إلى احتضانه في محاولة لتهدئته ، لكن انفعاله زاد ، أفلت نفسه بأن دفعها ، وراح يصدر أوامره :
" اسمعي ، من الآن فصاعدا ، لا تلفزيون ، لا راديو ، لا موسيقى ،لا انترنت ، لا كتب ومجلات خلاعية ، احرقيها كلها ، ابق على القرآن والكتاب المقدس والسيرة النبوية وصحيح البخاري وحوار صحفي مع جني مسلم وكل الكتب الدينية ، لا أريد ان أرى أي كتاب غير ديني "
" أمرك حبيبي أمرك ، بس هدىء أعصابك "
وسارعت إلى القرآن وأحضرته له .
قبله ورفعه إلى جبينه . فتحه وشرع يقرأ بصمت .
دخلت إلى المطبخ وأرسلت رسالة إلى حاتم على الهاتف المحمول اتفقت معه عليها ( احضر بسرعة )
*******************
جاء حاتم بعد حوالي نصف ساعة . صافح حكيم محييا وجلس . دون أن يتكلم وهو ينظر إلى شاشة التلفاز المكسورة . هتف بعد برهة .:
- شو القصة ؟ كيف انكسرت الشاشة ؟
- أنا كسرتها ! أبناء العاهرات يسوقون لنا الخلاعة والفسق والكفر والإلحاد !
- وهل ستظلون دون تلفاز ؟
- سنظل دون شيء . لا أريد شيئا في بيتي .
- ألله يعينك على قد عقلك يا أخي .
- عقلي ما به شيء عقولكم هي الخطأ !
وكي لا يدخل حاتم معه في حوار يؤجج حالته . آثر الصمت .وهتف :
- شو ما بدكم تشربونا شي ؟
- على عيني .
هتفت ذؤابة ونهضت لإعداد الشاي .
لحق بها حاتم إلى المطبخ . وأخبرها أن تضع في كأس الشاي له جرعة إضافية حسب ما أخبره الطبيب حين تاتيه النوبة .
وحرصت على أن تخبره أن حكيم سيواقعها بعنف إن لم يكن بوحشية في تلك الليلة وعليه أن ينام عندهما حتى إذا حدث ما لا تحمد عقباه يتدبر الأمر .ستتحمل كل ما سيفعله حكيم إلا إذا تجاوز قدرتها على الإحتمال ، حينها ستصرخ باسمه وعليه أن يهرع لنجدتها فورا . بل وطلبت إليه أن يظل قريبا من باب غرفة النوم ليسمع استغاثتها.وستحاول أن ترفع صوتها ليعرف ما يجري .
***************
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل حين نهض حكيم إلى النوم مستأذناً أخاه . أجاب حاتم بأنه نعسان وسينام في الصالون .
نهضت ذؤابة لتتجمل لحكيم كما يرغب . مستأذنة حاتم .
لم تمر سوى دقائق حين تناهى إلى حاتم صوت ذؤابة رافضاً الوضع الذي فرضه عليها حكيم .. اقترب من الباب ليتأكد . كانت تخاطب حكيم بما يشبه الصراخ " قد لا يحتمل عنقي ثقل جسدي يا حكيم ، هل تريد أن تكسرعنقي ؟ " " موتي يا قحبة موتي سأقتلك " " حكيم أنت تخنقني " " " دعيه يخنقك متعيه " صمت. سعال
ما يشبه التقيوء من ذؤابة . صمت .صوت حكيم يصرخ بعنف مهددا بقتل ذؤابة . ذؤابة تردد عبارات الطاعة المفروضة عليها لترددها " أمرك .. أمر .... أنا فدا .... كلي .. له ... .... .... موتني .. أيوه .. كمان "
احتضن حاتم رأسه بيده ولم يعد قادراً على التنصت . وأدرك أنه سيسمع صرخة ذؤابة من الصالون إذا ما صرخت . فعاد إلى سابق جلسته وأشعل سيجارة .
******
يتبع الحلقة السابعة وآمل هذه المرة بجد أن تكون الأخيرة...



:: توقيعي :::
أنا لغتي..


  رد مع اقتباس