عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2021, 10:07 PM الشيخ وسام اسبر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
الشيخ وسام اسبر
موقوف
 

الشيخ وسام اسبر is on a distinguished road
افتراضي هل انتحل المسيحيون قصة (ولادة النبي عيسى من عذراء) من الأساطير الوثنية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم علينا يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل انتحل المسيحيون قصة (ولادة النبي عيسى من عذراء) من الأساطير الوثنية

◾نشرت مجلة الملحدين العرب بتاريخ ٣٠ نيسان ٢٠١٤ مقالا بعنوان: "أعظم قصّةٍ رُوِيَت على الإطلاق" وهو عبارة عن دراسة مترجمة بتصرّف للجزء الأول من الفيلم الوثائقي zeitgeist الذي روجت له بأنه "تطرّق بالتفاصيل لدراسة منشأ الأديان الإبراهيمية، بما يخصّ المسيحية واليهودية، ومقارنتها بالأديان الوثنية التي أفرزتها".

* * * * *

◾وهذا الفيلم تم انتاجه سنة ٢٠٠٧ وهو من تأليف واخراج وانتاج الملحن الأمريكي الشاب "بيتر جوزيف"، وقد اعتمد في معلوماته التي ذكرها في الفيلم على ما كتبته المؤلفة الأمريكية "دوروثي ميلن ميردوك" في كتابين:

- الكتاب الأول نشرته سنة ١٩٩٩ زعمت فيه أن المسيح شخصية اسطورية، واسم الكتاب:
The Greatest Story Ever Sold : The Christ Conspiracy

- والكتاب الثاني ألفته سنة ٢٠٠٤ اسمه:
"Suns of God, Krishna, Buddha and Christ Unveiled"
عقدت فيه مقارنة بين شخصية السيد المسيح وشخصيتي بوذا وكريشنا، مدعية أن المسيحيين سرقوا قصة (ولادة المسيح من عذراء)، من الاساطير الهندوسية وغيرها.

* * * * *

◾وقد سبقها في ذلك عدة مؤلفين من القرن التاسع عشر:

- منهم الكاتب الامريكي "توماس ويليام دوان" الذي ألف عام ١٨٨٢ كتاب "أساطير الكتاب المقدس مع ما يوازيها في الديانات الاخرى".
"Bible Myths and Their Parallels. In Other Religions".

- ومنهم الفيلسوف الامريكي "كيرسي جريفز" ألف عام ١٨٧٥ كتاب "المخلصون المصلوبون الستة عشر قبل الاسلام: المسيحية قبل المسيح".
"The World's Sixteen Crucified Saviours: Christianity Before Christ".

- ومنهم القاضي الانكليزي "غودفري هيغينز" قام عام ١٨٣٦ بتأليف كتاب:
"Anacalypsis".

* * * * *

◾إذن نحن أمام كم هائل من الكتب و "الدراسات" والوثائقيات، فما هي المصادر التي اعتمد عليها هؤلاء للقول بأن المسيحية سرقت فكرة المولود من عذراء من الأساطير الوثنية ؟!

المصدر الذي اعتمدوه في قصة ولادة كريشنا هو كتاب "البهاغافاد غيتا" الذي يتضمن فلسفة "الإله" كريشنا ويحتل الفصول (٢٣ - ٤٩) من ملحمة "المهابهاراتا" وهو من الكتب المقدسة عند الهندوسية، ويعود تاريخها الى الالف الثالث قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

* * * * *

◾لكن الحقيقة التي لا يخبرنا بها أصحاب كذبة "الأساطير في الأديان":
أن الكتب المقدسة عند الهندوسية هي مجرد تأليفات بشرية كتبت في أزمنة مختلفة ومتباعدة جدا، فقد ذكروا أن الطبقات الأولى ل "البهافاغاد غيتا" يعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وأما شكله النهائي فتم الانتهاء منه بعد القرن الثاني الميلادي، أي بعد ولادة المسيح وليس قبله، هذا فضلا أن أقدم مخطوطة لهذه الكتب تعود للقرن الحادي عشر بعد الميلاد، فيكون المصدر الأقدم هو الكتب المسيحية وليس الكتب الهندوسية، وبالتالي اذا كان هناك سرقة فيكون مرتكبها هم الهندوس وليس المسيحيون.

💦وهذا لوحده كاف، فكيف إذا علمت أن الكتاب لم يذكر أصلا أن "كريشنا" ولد من عذراء، بل إن الهندوس يذكرون له أبا يدعى "فاسوديفا" ويقولون بأن والديه أنجبوا قبله سبعة أولاد.

فإذن لم تكن والدته "ديفاكي" عذراء عندما أنجبته، ولا يوجد أي تشابه في قصة ولادة "كريشينا" مع قصة ولادة نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام.

💦هذا ونكرر دائما بأن ما يطرحه أصحاب نظرية "انتحال الاديان من العقائد الوثنية" هو طرح مبني على أساس غير علمي وغير موضوعي، وذلك لأنهم يقدمون الأساطير الوثنية على أنها هي الأساس والمعيار والميزان الموثوق الذي نعرف منه الحق والباطل! ومعتمدين على فكرة أقدمية الوثنيين على الأديان الابراهيمية، دون أن يراعوا أقدمية القصص الدينية على الأساطير الوثنية. إذ أن المؤلفات الوثنية ليست أقدم من الكتب الدينية.

فما يقدمه هؤلاء هو مجرد اسقاطات ظنية لما يتمنون لو أنه كان. والوثائق والدراسات العلمية لا تكون بالتمنيات والاسقاطات والظنون ولا بالاختراع والكذب ولا باستغفال الناس الذي يعرف هؤلاء أنهم لن يبحثوا وراءهم.


والله من وراء القصد.



  رد مع اقتباس