شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 04-06-2020, 11:17 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي الأدلة العقلية على وجود الله والكنغر الأبْيَض وقِطَّة جارتنا وأشياء أخرى


1.
لا توجد "أدلة" أشدُّ دلالة على فشل العثور على "أدِلَّةٍ" على وجود "الله" مثل "الأدِلَّة" العقلية!
ولأن الفكر الإسلامي هو حصيلة الفكر الكلامي البلاغي من القرن الثامن، فربما لا يوجد نوع آخر من "الأدِلَّة" على "وجود الله" أكثر ملائمة و"حميمية" من مثل هذا النوع من الأدِلَّة.
2.
إنها، يمكن القول، من أسلحة الدفاع اللاهوتي "الفتَّاكَة!" على "وجودٍ" فقدوا الأملَ من غير رجعةٍ في البرهنة عليه. لكنها قبل كل شيء بضاعة فاسدة ظلوا يبيعونها على أنفسهم لقرونٍ طويلة لا لهدف آخر غير الشعور بنشوة الانتصار على عدوٍ لا وجود له.
إنهم فقدوا الأمل إلى الأبد في أن يَكْشِفُ هذا الذي لا وجود له عن نفسه. لقد انتظروا "المعجزة" دون جدوى.
ففي البداية لجأوا إلى "أدلةِ" من نُصُوصَهُمْ "المقدسة" التي تتضمن حيل الرواية عن "تاريخ" بائد (من نوع كان يا ما كان) ؛ تاريخ ما قد حدثت فيه معجزات برهانية على هذا "الوجود"! إلا أن التاريخ الحقيقي وعن طريق النقد التاريخي أثبت بما لا يقبل الشك أن لا وجود "للتاريخ المقدس".
ولأنهم يعرفون (وربما لا يعرفون، مَنْ يدري؟) بأنهم قد فشلوا فشلاً ذريعاً في إقناع الآخرين، فإنه لم يعد أمامهم شيئاً آخر غير أن يقنعوا أنفسهم:
ولهذا قرروا البحث ععن أدلة من نوع الأدلة "العقلية!".
3.
الحق أنها تمارين كلامية:
مقدمات عقلية (ذات طابع ادعائي) تؤدي إلى استنباطات هي الأخرى عقلية!
إن رجال اللاهوت (ومن يتبعهم من أنصاف المتعلمين وصغار هواة البراهين العقلية الذين يرددون هذه البراهين، وكالعادة، على طريقة الترديد الببغائي للآيات القرآنية لتلاميذ المدارس) يشبهون حكاية المعتوه الذي قرر أن يسرق تمراً من البستان القريب فوضع على عينيه عصابة سوداء حتى لا يراه أحد!
ولكننا، ولشديد أسفهم، نراهم!
4.
الدليل الوجودي على "وجود الله" أم اليأس الوجودي على "وجوده"؟!
ولكن ماذا يقدم لنا اللاهوت كطريق "عقلي" للبرهنة على فرضياته؟
الجواب هو: البراهين العقلية!
وهذا هو جوهر كل اللغو والفذلكات:
ولنستمع إلى (أو لنقرأ) البرهان الوجودي كما صاغه أنسلم (أسقف ولاهوتي 1033 – 1109) وبكلماته هو:
"فإن على ذلك الجاهل أن يكون مقتنعاً، على الأقل، بأن الكائن الذي لا يمكن تصور أعظم منه موجود في ذهنه، ذلك لأنه عندما يسمع هذا الكلام يتعقله وكل ما يتعقل موجود في الذهن ولابد. وبالتالي إذا كان ذلك الذي لا يمكن تصور أعظم منه موجوداً في الذهن فمن المحال القول إن الذي لا يمكن تصور أعظم منه هو ذلك الذي يمكن تصور أعظم منه في آن واحد. فلا شك إذن، إن كائنا لا يمكن تصور أعظم منه موجود في الذهن وفي الواقع"! [الدين من منظور فلسفي (دراسة ونصوص) - روبرت س. سلمون، بيروت 2009، ص 55]
وإذا ما أردنا أن نصوغ قضية منطقية من هذا الكلام فهي تبدو هكذا:
- إن الله هو الكائن الذي لا يمكن تصور أعظم منه في ذهننا،
- ولأنه من المحال القول إن الذي لا يمكن تصور أعظم منه هو ذلك الذي يمكن تصور أعظم منه في آن واحد،
- فلا شك إذن، إن كائنا لا يمكن تصور أعظم منه موجود في الذهن وفي الواقع!
إذن: الله موجود!
[مؤثرات صوتية: أصوات إطلاق رشاشات وهلاهيل وتصفيق وعبارة الله أكبر تتردد عشرات المرات!]
5.
هل من المعقول أن يعتقدوا بأن هذه الترهات تصلح لكي تكون برهاناً؟
طالماً لا توجد براهين حقيقية “فليس بالإمكان أحسن مما كان". وهذه هي الفلسفة الحياتية للدين!
هذا هو منطق “البراهين العقلية” وبشكل خاص “البرهان الوجودي” على وجود “الله” الذي تتسابق صفحات المسلمين على الإنترنت بالاستشهاد به، و"تلاوته" أو التغني به، هو وأدلة أخرى لا تقل عنه عبثية ولا منطقية!
ولا أعرف كيف يتسنى لشخص عاقل (رجل كان أم امرأة) أن يأخذ مأخذ الجد مثل هذه الكلام الذي أكل عليه الدهر وشرب؟!
ولغرض التأمل في لامعقولية هذا "البرهان" لا لغرض تأكيد موقفي الخاص بل الكشف عن "مصداقية" هذا البرهان، سأقتبس مقطعاً كاملاً من كتاب (الدين من منظور فلسفي) للأكاديمي "المؤمن" روبرت س. سلمون الذي هو الآخر يقتبس دليل أنسلم ويعلق فيه (بدبلوماسية متناهية أحسده عليها) على خرافة "البرهان الوجودي":
" من الواضح أن الدليل الوجودي، بعَدِّه دليلاً منطقياً، ليس بمقدوره أن يحوِّل غير المؤمنين إلى مؤمنين، وإذا كنت مؤمناً فإن الاعتراض على "الدليل" لن يضر إيمانك بأي وجه من الوجوه. لذا فإن دلالة الدليل، يشوبها الغموض. فبوصفه ممارسة منطقية فهو رائع، وبوصفه تعبيراً عن الإيمان يمكنه أن ينور، أما بوصفه برهاناً حقيقياً على وجود الله أو وسيلة لإقناع الملحدين فيبدو أنه ليس بمقدوره فعل ذلك على الإطلاق"[ص 73].
يريد المؤلف أن يقول: هذا مجرد كلام فارغ!
وهذا ما ينطبق تماماً على "برهان الصديقين" لابن سينا مثلاً وكل البراهين "العقلية" قديماً وحديثاً.
فهي تعتمد على نماذج كلامية متشابهة من نوع:
الكائن الذي لا يمكن تصور أعظم منه،
الكائن الواجب الوجود (ابن سينا)
المحرك الأول (أرسطو)
وهكذا . . . .
6.
إلا يثير الدهشة والاستغراب أن يبذل كل هؤلاء "البرهانيين" الظرفاء مثل هذه الجهود الجبارة للبرهنة على وجود"خالق عظيم!"، "كليِّ الوجود!"، "العلة الأولى وعلة جميع العلل!"، و"واجب الوجود!" و"الكائن الذي لا يمكن تصور أعظم منه!" بهذه السفاسف بدلاً من إعطاء دليل مادي واحد صغير بسيط، تراه العين ويدركه العقل المستيقظ (وليس النائم)؟
إنهم يلعبون لعبة ساذجة مع أنفسهم (ومهما أوتوا من قدرات عقلية وثقافية) أمام متفرجين حمقى، وفي نهاية اللعبة يعلنون هُمْ أنفسَهم فوزَهُمْ بالمباراة.! ولأسباب “منطقية” محضة يستحيل “صياغة” قضاياهم بأوصاف أخرى. وهذه هي الخلاصة المنطقية، ولكن القابلة للاختبار، على فشلهم التاريخي ِللبرهنة على “قضيتهم” الوحيدة والواحدة على امتداد تاريخ الديانات الإبراهيمية!
هنا عليَّ أن أروي نكتة من تاريخ "جمهورية ألمانيا الديموقراطية" سابقاً (الجزء الشرقي من ألمانيا):
أشترك أحد المعامل الاشتراكية في مسابقة عالمية في الجودة الإنتاجية. ولأن هذا المعمل هو المشارك الوحيد في المسابقة (!)، فقد حصل على الجائزة الأولى. ولأن اللجنة التحكيمية لم تحضر المسابقة، فإن المعمل لم يستلم الجائزة!
هذه هي حكاية البرهان الوجودي على وجود "الله"!
6.
خلاصة تاريخ “البراهين” العقلية على “وجود الله هي عدم وجود أي برهان!
فإذا كانت “البراهين العقلية” براهين فعلية فإن" الله" قد قال كلمته النهائية و"ظهر الحق وزهق الباطل"!
ولهذا فإنه من “المنطقي” أن يكفوا عن هذا التبذير السخيف للمواد الخام (كالورق مثلاً) والموارد المالية بتأليف المزيد من أطنان الكتب والمجلَّات وآلاف المنشورات واستهلاك ملايين “الميغابايتات” في شبكة الإنترنت لتكرارها وترديدها. وبدلاً من كل هذا، وطالما أنهم قد أعلنوا فوزهم على أنفسهم، عليهم أن يتفرغوا للابتهالات والاحتفالات بانتصار “القضية الإلهية” البرهانية ودخول البشرية، أمماً وشعوباً وقبائل أفواجاً، في صفوف أديانهم وليهدئوا هُمْ، وحتى نهدأَ نحن، وليستتب الأمن والسلام ولتنتشر المحبة الإلهية على المعمورة!
آميـن!
7.
ولكن لا شيء من هذا قد حدث، وليس ثمة أية أدلة “منطقية”، ولأكنْ كريماً:
أو "غير منطقية"، تلوح في الأفق على أن شيئاً من هذا القبيل سيحدث!
فــ"قِطَّةُ جيراننا" لا تزال ملحدة (خلافا لصاحبتها التي تحمل سلسلة عنق بصليب من أيام شبابها وقد نسيت أن تنزعها)، والحقائق لا تزال قائمة كما هي دائماً:
لا وجود للآلهة، ومن أي نوع كانت، إلا في عقول المؤمنيـن وهم لا يزالون يطاردون الناس في بلدانهم (هناك حيث يسمح لهم قانون الدولة مطاردتهم) ويقودون عمليات الإرهاب المنظمة المرئية والمستترة في كل مكان، وهناك من أقام جهازاً حكومياً على إجبار الناس على الإيمان والصوم والصلاة، ومن ألحد فإن عقابه الموت على طريقة "محاكم التفتيش!
فهل هذا هو البرهان؟!
8.
وعلى النقيض تماماً من رجال اللاهوت، لا يوجد، ولا عالم فيزياء واحد (أكرر: ولا واحد) يردد، ليل نهار، كالمخبول، أموراً من قبيل أن الأرضَ كروية وأن للأجسام والكواكب قوة جاذبية وأن الطاقة تساوي مربع السرعة مضروبة بالكتلة وأن، وأن . . .. !
فهذه “قضايا” قد تمت البرهنة عليها ودخلت باعتبارها حقائقَ (طالما لا توجد مشاهدات تجريبية جديدة تفند النظريلت القدينة) في كل المناهج الدراسية المدرسية والجامعية وأصبحت جزءاً من الاختراعات التكنولوجية وتحولت إلى بديهيات يستند إليها الناس في تفكيرهم وعملهم اليومي. كما إنهم، أعني العلماء، ومن عقود كثيرة أخذوا يوجهون اهتمامهم إلى الإجابة على أسئلة جديدة ويطورون صياغات جديدة لكل ما توصلوا إليه من نظريات وهم ماضون في عملهم الذي يحظى بإعجاب حتى "بابا الفاتيكان”، أما عمل “بابا الفاتيكان” فلا يحظى بإعجابهم (وحتى أكون صادقاً مع نفسي: لا يحظى بإعجاب أغلبية العلماء).
9.
هل هذا يعني بأن العلماء لا يستخدمون المنطق؟
بالعكس. ليس بمقدور العلماء الاستغناء عن قوانين المنطق. فكل نظرية علمية قد تم البرهنة عليها تجريبياً غالباً ما تبدأ بفرضية علمية، وقد تكون هذه الفرضية محض فرضية منطقية. لكن الفارق ما بين طرق البرهنة اللاهوتية والعلمية هو الفارق ما بين اللاهوت والعلم!
إنَّ الفرضية العلمية تنطلق من المشاهدة، أو المشاهدات التجريبية، في إطار ظروف وفترات زمنية وأماكن مختلفة، وفي أحيان كثيرة يسعى العالم إلى إيجادها مختبرياً. بل أن العلم يقوم بعمل ما لم ولن يقوم بها رجال اللاهوت وهو: نقد الفرضية ذاتها والبحث عما يمكن أن يثبت خطأها. والخطوة الأخيرة هي واحدة من أهم سمات الأمانة البشرية والأخلاق العلمية التي يفتقدها اللاهوت جملة وتفصيلاً!
فعندما يقول المعلم للتلميذ بأن “الجاذبية موجودة”، فإنه لا يقدم له براهين عقلية على مثل هذا الادعاء. فهو ببساطة يطلب منه أن يفك من يده القلم الذي بحوزته، فقط ولا شيء آخر. وهكذا سيرى الطفل بـ” أم عينيه” بأن القلم وكل شيء من الأشياء التي حوله تسقط حالما يحررها مما يمنعها من السقوط. وهذا ينطبق على الفيل وعمائم شيوخ اللاهوت ومنارات الجوامع إن بنيت بمواد بناء سيئة وثمرة اليقطين (القرع) وكتب اللاهوت وقطة الجيران وهلم جرا وهكذا دواليك!
أما البرهنة على الحقائق العلمية المعقدة الكبرى فهي الأخرى لا تختلف من حيث المبدأ: إذ يتم إقامتها بذات المنطق التجريبي ولكن تتطلب أجهزة قياس وتسجيل ومراقبة معقدة. إلا أن المبدأ واحد وواحد فقط: البرهنة العيانية والحسية أو ما ملاحظة النتائج غير المباشرة لـ” وجود الحقيقة” العلمية والتي يمكن تكرارها دائماً.
10.
وعندما يتم التوصل إلى تحقق هذه أو تلك من الفرضيات والبرهنة عليها استناداً إلى معايير العلم النقدية المتفق عليها الآن في عصرنا بين العلماء ومن مختلف البلدان والقوميات والانتماءات، فإن الفرضية تتحول إلى نظرية راسخة: تتحول إلى حقيقة مثبتة. حينئذ يتم نشرها وتدريسها للطلبة - على الأقل حتى اللحظة الراهنة.
وحالما تنتهي البرهنة على هذه الفرضية يوجه العلماء اهتمامهم إلى قضايا أخرى والبحث عن أجوبة على أسئلة أخرى.
وهذا ما لا يعرفه ولن يعرفه اللاهوت!
فهم لا يمتلكون غير قضية إيمانية واحدة. وليس أمامهم إلا اللف والدوران على أنفسهم كالقطة التي تريد أن تمسك ذيلها بأسنانها!
ولن تمسكها!
11.
لنأخذ مثالاً ذا طابع حياتي معروف من قبل الجميع (أقصد القراء!) هو مرض: تصلب العضلات الجانبي الضموري “Amyotrophic lateral sclerosis”. من نتائج هذا المرض هو الشلل التام لعضلات الجسم. فالمرض يقوم بتحطيم العضلات الحركية تحطيماً تاماً. ولهذا فإن الشخص المصاب بهذا المرض يفقد القدرة على الكلام (بل وحتى التنفس الطبيعي) ويفقد المريض إمكانيات أي نظام لغوي آخر كاللغة الإشارية الحركية مثلاً. لكن المرض من ناحية أخرى لا يصيب آليات تفكير المريض. إذ يحتفظ الإنسان بكامل قدراته العقلية والثقافية والإدراكية.
هنا نحن أمام سؤال بسيط للغاية:
كيف لنا أن نعرف ما يدور في خلد ستيفن هوكينغ (الذي يعاني من المرض المشار إليه) طالما أنه قد فقد كل القدرات الممكنة على التعبير، أي الأنظمة الإشارية اللفظية والحركية، لصياغة الرسائل المعبرة عما يدور في خلده وتفكيره؟
إن ما يدور في دماغه سيظل هناك إلى الأبد ولا يمكن البرهنة على وجوده وإن أية محاولة لصناعة فرضيات عما يدور في ذهنه هي مجرد “فرضيات” لا دليل على وجودها كفرضيات وجود "الله".
كما ويبدو “إيماننا” بقدرته على إنتاج أفكار مدهشة هو كأيماننا بوجود “إله عليم وحكيم وخير”: مجرد لغو وتخريف!
لكننا رغم هذا كله استطعنا التعرف على ما يدور في ذهنه وعلى خلاصات تفكيره، كيف حدث هذا:
لا توجد أية معجزة. فعصور المعجزات قد ولت مع انتفاء عصور الخرافة وليس عن طريق "البراهين العقلية!" بطبيعة الحال. لأن "البراهين العقلية" تقول لنا بأن "الله موجود" لا لسبب إلا لأنه واجب الوجود وهذا هراء ينفعهك ولكن لا ينفعنا.
الإجابة بسيطة، هي: العلم.
فقد قامت إحدى الشركات بصناعة وتطوير كمبيوتر خاص مثبت على كرسيه المتحرك يسمح له بــ” التحدث” والكتابة. إذ يقوم ستيفن هوكينغ بالتحكم فيه عن طريق حركة العضلات الوحيدة القادرة على التحكم بها (وهي إحدى عضلات الوجه الموجودة تحت العين). وتتم قراءة الحركات بواسطة جهاز استشعار خاص بالأشعة تحت الحمراء مدمج في نظارته وقد سمح له هذا الكمبيوتر أيضاً بكتابة النصوص العلمية المعقدة.
هذا هو البرهان على “وجود أفكار” في مخ ستيفن هوكينغ! لأننا استلمنا عندما كان على قيد الحياة نصوصاً علمية مترابطة ونستطيع أن نناقش هذه النصوص ويستطيع هو الرد على تساؤلاتنا حولها.
وهذا هو طريق العلم في البرهنة على الأشياء والظواهر والحقائق التي لا تُرى بالعين أو عن طريق الميكروسكوبيات والتلسكوبات.
هذا هو الطريق الواقعي المؤدي إلى إثبات” الحقائق” وليس الأوهام والبراهين العقلية.
12.
وختاماً أجد إغراء "البراهين العقلية" لا يُقَاَوم. وها هو ولعهم بالأدلة المنطقية يغريني (بل ينتقل إلى كالعدوى)، وها أنا أتوصل وبعد "تفكير طويل"، وليس بدون "إلهام من قوى عليا خارجية" إلى القضية المنطقية التالية:
تقول جدتي بأن الكنغر هو الحيوان الوحيد في أستراليا!
وقد حدثتني جدتي (أيضاً) عن حيوان أسترالي أبيض!
إذن: الكنغر حيوان أسترالي أبيض!
13.
إن هذه القضية الزائفة لهي نموذج صادق وحَرفي “للبراهين الوجودية”. ومقارنة القضيتين يتكشف لنا تطابقهما من جهة، ومنطق صياغة “القضايا المنطقية” الزائف الواحد من جهة أخرى.
فالمقدمات في القضيتين، وهي حجر أساس القضايا الاستنباطية، هي قضايا افتراضية “إيمانية” أو ادعاء لا دليل عليه - بل كذب: “الله عظيم وخالق للكون وعالم به” هو ادعاء لا يقبله غير المؤمنين. فإذا كانت هذه المقدمة موجهة إليهم فإن القضية تبدو “مفهومة” جداً فالمؤمن مؤمن لأنه ضحية للخرافات (وهكذا، عاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات).
ولكن أن تقول هذا لمن لا يقبل وجود الآلهة جملةً وتفصيلاً، فإنها لمحاولة سخيفة للإقناع من غير شك.
فكيف تريد أن تقنع الآخرين بــ” وجود إله” يرفضون وجوده بقضية منطقية تتضمن مقدمتها الكبيرة تأكيد على وجود هذا الإله؟!
هل من المعقول؟!
في ابسط كتاب مدرسي في المنطق سوف يخبرك بأن هذه مغالطة منطقية من نوع المصادرة على المطلوب. فهو منذ البداية يتضمن ما يريد البرهنة عليه. إن هذه القضية ومن حيث الجوهر لا تختلف عن القضية الثانية. فعندما ندعي بأن” الكنغر هو الحيوان الوحيد في أستراليا”، والعُهْدَةُ على جَدَّتِي، ورغم أنه ادعاء عقيم، فإنه لن تعد مشكلة في أن يكون في أي لون نشاء. لقد صادرنا على المطلوب منذ البداية.
14.
وهكذا نستطيع أن نمضي قدماً بـ” قضايانا البرهانية المنطقية” إلى ما لا نهاية. وليس في الأمر أي خرق لقواعد المنطق ولمبدأ “الصدق”!
هذا هو كل ما يقدر أن يقدمه اللاهوت سواء في صيغته الساذجة أو الصيغ التي يقترحها علينا اللاهوت الصريح أو اللاهوت المتزين بزي العلم (أو تلاميذ المدارس وأنصاف المتعلمين). وهذا ما ينبغي أن نتوقعه ونعثر عليه في أعقد الصيغ اللغوية والأساليب الأدبية والمحاجات العقلية. لا شيء آخر مطلقاً وهذا ما يحبط مساعي اللاهوت.
ملاحظة هامة جداً جداً: لقد ذكرت القطة في هذه المدونة ثلاث مرات. ولهذا عليَّ أن أقر بأنني لا أملك قطة، وليست لدي نظريات تتعلق بالقطط، ولست عابداً للقطط، ولهذا أثبت هذه الملاحظة!



التعديل الأخير تم بواسطة المسعودي ; 04-27-2021 الساعة 11:50 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 08:25 PM سوط عذاب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
سوط عذاب
عضو برونزي
 

سوط عذاب is on a distinguished road
افتراضي

هل بحثت عن الله في كل مكان ولم تجده ؟

إذا أنت لم تجد الله مع أنه واجد موجود .

انت وشطارتك يا مسعودي .

الملحدين يعتمدون على النظر ولا يعتمدون على العقل .

وهنا تكمن المشكلة .



  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 10:05 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

أيُّ مشكلة حفظك الله؟



  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 10:10 PM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي

احد الردود لي على عضو زميل مسلم هنا في موضوع سابق وكان يستخدم الأدلة العقلية وكأنها كشوفات النسبية او ميكانيكيا الكم! ..العلم الحديث مبني على الديالكتيك المادي (لن افصل به الآن) ..وفلسفة الأخوة المؤمنين مبنية على تأملات ارسطو السطحية..طبعا من المفيد معرفة ان كل حججهم العقلية هي مغالطات لغوية ولفظية والفلسفة التحليليه مفيدة في كشف هذه المغالطات والأدلة العقيمة ..




تمنى ان تركز معي ..جوهر نقد الفلسفة التحليليه للميتافيزيقيا يقوم على كشف اوهام اللغة لو سمعت بشيء semantic (الدلالة) فهو يشكل الحيز الأكبر من الفلسفة التحليليه ..يلزمك ان تطلع على الفلسفة الحديثة كما قلت وكذلك على الفلسفة الاسلامية بشكل كافي وكذا المنطق القديم (الارسطي) والحديث بشكل كافي..

مثلا في مثالك حول تقسيم الوجود ..انت وضعت بعض التقسيمات اللفظية مثل وجود بشرط ووجود بلا شرط...

انا استطيع ان اضع لك تقسيمات اخرى لكن تعطي نفس الفكرة ...

انظر مثلا وجود محب (الاله)ووجود محبوب (العالم),وجود فاعل(الاله) ووجود مفعول(العالم) ,وجود مالك(الاله) ووجود مملوك (العالم)
وجود بذاته(الاله) ووجود لذاته(العالم)..

كل هذه تقسيمات لفظية (اي لاتتجاوز حدود اللغة) ما تفعله انت انك ..تسقط هذه الألفاظ على قناعتك المسبقة ..وبذلك تنجح في اخفاء القضيه الأساسية (بعلم او بغير علم منك) ..وهي هل تسلسل الأحداث في الطبيعة مستحيل؟ هذه هي الفكرة الأساسية ..وتخفي هذه القضية من خلال اوهام اللغة فنحن من خلال هذه الألفاظ المستخدمة نوقف التسلسل (عند محب ومالك وفاعل ووجود بذاته ووجود بلا شرط) ..لكن هذا لايتجاوز البناء اللفظي اللغوي ..اي هذا التقسيم غير موجود في الواقع ..انما هو محض تقسيم لغوي او انشائي..

بالنسبة لتعريفك للأزلي فأنا اريد البرهان الذي يثبت ان الازلي يعني الثبات وعدم التغير هذه هي القضيه..مافعلته انت انك قمت بإسقاط قناعتك وألبستها ثوبا لغويا منمقا (الأزلي وجوده من نفسه) ..أين البرهان على ان الأزلي غير مغير؟ اعتقد انك علم ان ارسطو والفلاسفة المسلمين يؤمنون بالتسلسل اللانهائي للأسباب العرضية (اي تبدل الماده) ..لكن هم اخترعوا فكرة اخرى السببية بالذات...

كما قلت لك سابقا الفلاسفة الميتافيزيقيين يسقطون ارائهم القيمية الأخلاقية على الطبيعة وهذا منشأ اغاليطهم الى جانب اوهام اللغة (كما سماها فرانسيس بيكون) ..

اتمنى ان تأخذ هذه النقطة وهي فكرة ان الأزلي يقضي الثبات من أين جاءت ؟ سأخبرك ان هذا حكم قيمي وليس انطولوجي او واقعي..لو تتبعت مسار الديانة والفلسفة الإغريقية ستعرف يقينا هذه الفكرة ..فالاديان القديمة بما فيها ديانة الإغريق كانت ترى ان الآلهة تتغير تموت وتحيا وتغضب وتفرح وتنزل من ملكوتها الخ..ما حدث مع الفلسفة الإغريقية هي ردة فعل عكسية خصوصا من مرحلة ارسطو وافلاطون الذين سعوا الى تنزيه الاله فاخترعوا فكرة ان الأزلي (اي الاله) لايتغير بينما هناك ازلي آخر وهو المادة لكنهم قالوا انها متبدلة (فانظر هنا جيدا للفرق بين الاله والمادة يتضح لك ان الفرق هو تنزيه الاله اي نحن هنا امام حكم قيمي) ..هذه كل القصة وربما اكتب موضوع حول هذا مستقبلا
اتمنى ان تقرأ الرد جيدا حتى يتضح لك حقيقة الميتافيزيقيا

تحياتي..



  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2020, 10:30 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

الزميل Hamdan
تحياتي
أنت تعرف أن الأدلة "العقلية" الإسلامية على اثبات ما يدعون هو تعبير عن فشلهم في التوصل إلى أدلة "عقلانية". الأدلة العقلية أكبر دليل على فشل أدلتهم.
ولأنك أشرت إلى قضية الإله الأزلي، فإنهم يجادلون ببساطة هكذا:
الله أزلي.
وإذا لم يكن الله أزلياً فلابد أن يوجد كيان آخر أكثر منه أزلية.
والكيان الأكثر أزليه هو أزلي بطبعه.
وهذا يعني بأنه أزلي!
المهم (حبيبي) الله أزلي.
مبروك!
أو شيء من هذا القبيل. وهذا ما يذكرني بقول الأخوة المصريين:
سمك .. لبن .. تمر هندي!



  رد مع اقتباس
قديم 04-07-2020, 12:18 AM Baghdadi غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
Baghdadi
عضو ذهبي
 

Baghdadi is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوط عذاب مشاهدة المشاركة
هل بحثت عن الله في كل مكان ولم تجده ؟

إذا أنت لم تجد الله مع أنه واجد موجود .

انت وشطارتك يا مسعودي .

الملحدين يعتمدون على النظر ولا يعتمدون على العقل .

وهنا تكمن المشكلة .
الدليل العقلي دليل فاسد لا يمكن الاعتماد عليه، قد يبدو منطقياً ولكن ليس بالضرورة ان يكون صحيحاً، الدليل الحقيقي هو الدليل التجريبي وهذا ما اثبته غاليلو غاليلي بشكل قاطع عندما فنّد المذهب الارسطي بتجربته المشهورة التي تعتبر نقطة تحول في تاريخ العلوم ومنها انطلق الغرب ولكن بعد مئات السنين لا زلتم تتحدثون عن الدليل العقلي

تحياتي



:: توقيعي ::: لو كان الدين رجلاً لقتلته
  رد مع اقتباس
قديم 04-07-2020, 01:07 AM سوط عذاب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
سوط عذاب
عضو برونزي
 

سوط عذاب is on a distinguished road
افتراضي

تمام يا بغدادي ..

هيا أخلقوا ذبابه وسوف أؤمن بفكر داروين .

العالم الغربي عالم وحشي سالب للحضارات والعلوم لا غير وحتى اليوم يعيش على السلب والنهب والحروب وصنعوا من الاسلحة ما يدمر الأرض الف مره .

العلوم الاوربية تتمحور حول ( هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضه ) !

العلوم الأوربية هي علوم فلسفية منهوبة من الهند والصين .

الأوربيون بالذات ومن في حكمهم ضعاف جدا لولا الحديد والنار .

أنا اسميهم سرقة العلوم العربية والإسلامية .

بل لا يستحون لقد أخربوا أوطاننا وقسمونا لنتحارب وهم بمنأ عنا بل يزودوننا بالسلاح حبا فينا .!!

والشرح يطول .

تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 04-07-2020, 03:36 AM Baghdadi غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
Baghdadi
عضو ذهبي
 

Baghdadi is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوط عذاب مشاهدة المشاركة
تمام يا بغدادي ..

هيا أخلقوا ذبابه وسوف أؤمن بفكر داروين .

العالم الغربي عالم وحشي سالب للحضارات والعلوم لا غير وحتى اليوم يعيش على السلب والنهب والحروب وصنعوا من الاسلحة ما يدمر الأرض الف مره .

العلوم الاوربية تتمحور حول ( هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضه ) !

العلوم الأوربية هي علوم فلسفية منهوبة من الهند والصين .

الأوربيون بالذات ومن في حكمهم ضعاف جدا لولا الحديد والنار .

أنا اسميهم سرقة العلوم العربية والإسلامية .

بل لا يستحون لقد أخربوا أوطاننا وقسمونا لنتحارب وهم بمنأ عنا بل يزودوننا بالسلاح حبا فينا .!!

والشرح يطول .

تحياتي
مرحباً
العلم استقراء وليس ايمان ولا يوجد شيء اسمه خلق
لم يدّعي داروين بانه يستطيع تطوير الكائنات الحية بل شرح التطور
علم الجينات الوراثية دليل تجريبي على صحة نظرية التطور
الطبيب لا يستطيع ان يعالجك اذا لم يدرس نظرية التطور وهذا ايضاً دليل تجريبي

باقي مداخلتك مجرّد فضفضة وبكاء على الاطلال فضلاً عن كم المغالطات
انظر اين وصل الغرب واين انتم، فما زلتم تتجادلون بينكم اذا كان التبول وقوفاً حلال ام حرام

تحياتي



:: توقيعي ::: لو كان الدين رجلاً لقتلته
  رد مع اقتباس
قديم 04-07-2020, 05:20 AM سوط عذاب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
سوط عذاب
عضو برونزي
 

سوط عذاب is on a distinguished road
افتراضي

اخي البغدادي انا تخصص علم وراثه ..

فلا أحد يبيع البيض على سلاقينه .

داروين مهرطق لم يأت بجديد . حتى هو تراجع عن كلامي في نهاية حياته ..

إقرأ عن اخر كلامه .


الغرب لم يصل لشيء نحن من أوصلناه إلى ماهو فيه .

تحياتي



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الله, البراهين الوجودية، البراهين العقلية،لا دليل على وجود الله، المؤمنون فقدوا الأمل, العقلية, والكنغر, وجود, وقِطَّة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع