شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > علم الأساطير و الأديان ♨

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 09-26-2018, 05:37 PM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي الجنس المقدس.. علاقة الرجل والمرأة من منظور هندوسي

"الجنس المقدس".. علاقة الرجل والمرأة من منظور هندوسي


رسلان عامر
*


بادئ ذي بدء أقول أنه لا حياء في العلم.. والموضوع الذي سأتحدث عنه بإيجاز هنا .. هو موضوع علم وفكر وثقافة، وهو يتعلق بمسألة "الجنس المقدس" (sacred sex) عموما.. وبجزئها الهندي خصوصا، فرغم الانفتاح الهائل في العالم الحديث، ما تزال الغالبية في مجتمعاتنا العربية تعيش منغلقة العقل والبصيرة في ماض سحيق خارج حدود هذا العصر! فإن تحدثوا بشكل ما عن الهندوس رموهم بالشرك.. وبعبادة البقر.. واليوم أضيفت لها تهمة "عبادة الجنس" من قبل بعض أشباه العارفين المتعصبين، الذين لا يعترفون بالآخر!

فما سر هذه المسألة؟
هنا لابد أن أقول موضحا نقطة مهمة.. وهي أن الاعتراف بالآخر لا يعني تبني موقف الآخر، ولا موافقته على عقائده وآرائه، بل يعني فهم وتفهم الطريقة التي يفكر بها ورؤية الحق من وجهة نظره، ولكن هذا لا يعني بتاتا أننا بتنا ملزمين بوجهة نظره هذه، بل يمكننا الاستمرار في اعتباره مخطئا.. ولكن دون أن ندينه أو نهينيه على خطئه، لأنه لا يتعمد الخطأ، إن أخطأ، بل يخطئ عن حسن قصد في مسعاه نحو الحق والصواب!
أما في ما يتعلق بمسألة الجنس المقدس، فهذه العقيدة تعود في جذورها إلى "عقائد الخصب"(Fertility Cults) ، التي كانت منتشرة في الماضي البعيد، وكانت تقدس الخصوبة في الوجود والحياة ككل، وتنظر إلى الوجود كله وكأنه عملية حمل وولادة، ولذلك شاع في ذلك الزمن تأنيث الألوهة، وشخـِّصت الألوهة بشخصية الإلهة الأم التي أنجبت الوجود ..كما تنجب الأم البشرية الطفل، وعلى مستوى الأسرة جعلت قضية الإنجاب هذه المرأة ربة الأسرة وسيدة المجتمع، ولذلك يطلق على ذلك العصر عادة تسمية "العصر الأمومي".
وقد عرف في تلك العقائد تقديس الجنس والأعضاء الجنسية، التي أصبحت رموزا مقدسة، وهذا عائد لارتباطها الوثيق بقضية الإنجاب والتناسل، التي لم ينظر إليها بدورها نظرة محض بيولوجية .. بل اعتبرت متكاملة مع مسألة الحب الذي لا غنى عنه لجذب الأقطاب المتخالفة إلى بعضها البعض لتتحد فتثمر!
لكن هنا يصبح كلا من العضو المذكر والعضو المؤنث والاتصال الجنسي، ليس مجرد مفاهيم جنسية محصورة بالكيان البشري، بقدر ما هي مبادئ خصبية كونية، وهي من هذا المستوى الخصبي الكوني العلواني تنعكس على الإنسان بصفته أرقى اشكال الكائنات، لترتبط بأعضائه الجنسية ونشاطه الجنسي كأعضاء خصبية ونشاط خصبي، يتكامل مع الحب في تجديد الوجود والحياة الإنسانيين في إطار عملية وجود الكون واستمرار التجدد الكوني الشاملة والدائمة!

هذه الفكرة استمرت وتطورت لاحقا في الهند.. وأضيف إليها عامل وحدة الوجود (pantheism)، الذي لا يفصل الألوهة عن الطبيعة.. ويرى الإله جوهرا للكون كله وغير مفارق له، ويتجلى في كل مظهر من مظاهره، وفي ذروتها الإنسان، وبذلك تصبح العشرة الجنسية اتحادا مقدسا لأنها تتم بين أرقى أشكال التمظهر الإلهي في العالم .. مجسدا في كل من الرجل والمرأة!
فـ «في الهندوسية، الجنس هو سماوي. وهو واجب إلزامي لأنه مسؤول عن الإنجاب والتقدم المنظم للخلق. بدون جنس، لا توجد أية إمكانية للولادة من جديد أو للخلاص أو لاستمرار أعمال الله الأبدية»(1).

وهذه العقيدة ما تزال مستمرة حتى اليوم في أكثر من مذهب، أشهرها مذهب التانترا (Tantra) الهندي!
يسمى الاتحاد الجنسي الطقسي في التانترا "مائتهونا" (maithuna)، والعضو الأنثوي "يوني" (yoni) والعضو الذكري" لنغا" (linga) أو " لنغام" (lingam)، وهما رمزان مقدسان، وكذلك المائيتهونا بدورها مقدسة!
لكن كلا من المائتهونا واليوني واللينغا لا تنحصر في المستوى البشري كيانا ونشاطا، فهي تدل على أقطاب كونية، فاللينغا يمثل القطب الذكري مشخصا بالإله شيڨا، فيما يمثل اليوني القطب الأنثوي مشخصا بالإلهة شاكتي، قرينة شيڨا، ومن خلال تواصلهما الجنسي تتم عملية الخلق والتكوين.
وهذا التمثيل الأسطوري يأخذ معنى أكثر رمزية وتجريدا في الفكر الميتافيزيقي التانتري، فيصبح شيڨا دالا على المبدأ الفعال أو الوعي الكوني التجاوزي، وشاكتي دالة على المبدأ المنفعل أو الطاقة الكونية الكامنة، والمائتهونا هي عملية الفعل والتفاعل الخلاقة بين الوعي والطاقة.
هنا لا يوجد أي شكل من أشكال الشهوانية أو التهتك أو المجون، بل يتم رفع علاقةٍ إنسانية حيوية جوهرية إلى رتبة التقديس، بسبب معانيها الرفيعة.. وليس بدافع المتعة واللذة الحسيتين مستهدفتين بحد ذاتيهما، لكنهما طبعا تعتبران نتيجة مباركة لهذا الطقس المقدس السعيد!
التهتك والمجون لا مكان له في التانترا.. والتانتريون يرون "المائتهونا" خطوة مرحلية على طريق النرڤانا،أي التحرر والانعتاق النهائي(2) من العالم الأرضي إن جاز التعبير، لذا يحب على الإنسان الساعي إلى الاستنارة والكمال أن يتخلى في مرحلة ما من نضجه الروحي عن الجنس، كما يتخلى الطفل عن حليب أمه، إلا أن هذا الأمر لا يجب أن يتم بالقسر والجبر، بل بالتطور التدريجي، وفي سكينة وسلام ، لكن على الإنسان ألا يرغم نفسه عن الامتناع عن العشرة الجنسية، بل عليه القيام بها طالما أنه يشعر بالحاجة إليها .. إلا أنه يجب أن يفعل ذلك دوما مؤمنا أنه يفعل فعلا مقدسا.. يجب عليه أيضا أن يتجاوزه بدوره إلى درجة أعلى في القداسة!

ويمكن إيجاز المبدأ التانتري في العلاقة مع الجنس، بأنه طالما أن الجنس هو قوة طبيعية كبرى في تكوين الإنسان، وهي من الإمكانية بحيث يمكنها أن تدفعه في سبل الشهوانية واستغياء المتع، وهذا إن حدث فسيحرف الإنسان عن طريق الحياة الصحيح، المتمثل بالسعي إلى الاستنارة وترقية الذات وتحقيق التحرر الكوني، كما أنها أيضا من القدرة بحيث تستنزف طاقة الإنسان وتبقيه في حالة صراع داخلي يمنع تزكّي ذاته وتحقيق الاستنارة المقترن والمشروط بالسلام الداخلي التام، إن هو حاول تجاهلها أو قمعها وكبتها، وهي قطعا لن تتجاهله، لذا يجب عدم تجاهل هذه القوة، وتلبيتها بالشكل الصحيح، الذي لا يتناقض مع مسار الارتقاء الاستناري الذاتوي، ولكن بما أن الغاية القصوى لهذا المسار هي تحقيق التحرر من الوجود الأدنى، الشديد الجزئية والسطحية والعبثية، والاندماج التوحدي مع الوجود الكلي الأسمى، فهذا التحرر يقتضي التحرر السلمي من كل الحاجات والشهوات، بما فيها الجنس، وهو حاجة مقترنة برغبة!
وللتحرر من الحاجة الجنسية، وهذا لا يتحقق بالطبع بكبتها، ولا يتم أيضا بالاستمرار بتلبيتها حتى ولو بشكل مشروع ومنظم ومنضبط، فلا بد من إعداد آلية مناسبة لهذا الغرض، لا تبقي الجنس محركا لاستهلاك طاقة الإنسان سواء على صعيد تلبيته أو على صعيد معالجته بقصد التحرر منه، لذا ذهبت التانترا في منحى مختلف كليا، بل سلكت الطريق المعاكس، وقررت تحويل الجنس نفسه إلى محرك ارتقائي، ومصدر لانتاج الطاقة المنمية للذات الإنسانية، ليساهم الجنس بذلك بدوه في ترقية الإنسان وإيصاله إلى الذروة التحررية، التي يتحرر فيها من كل احتياجاته، سواء منها الطبيعية أو الخارجة عن المسار الطبيعي، بما فيها الجنس نفسه!
ولهذا الغرض طورت التانترا منظومة من الطقوس الجنسية المتكاملة، التي يمكن أن نصفها بأنها "يوغا جنسية"، والغاية منها – حسب وصف أحد معلميها- ليس تحقيق مزيد من الجنس، بل مزيد من اليوغا، اليوغا التنموية الارتقائية التحررية للذات الإنسانية(3)! وبهذا الشأن يقول أوشو: «كل الصفات الإنسانية موجودة فيك، كل الاحتمالات. الجنس العادي صحي في حد ذاته، ولكن في ظل الكبت والقمع سيتحول إلى مرض. من السهل التحرك إلى العالم الإلهي من الحالة الطبيعية للعقل، أما التحرك إلى الألوهية من العقل العصبي، فصعب جدا، وبمعنى ما مستحيل. أولا عليك أن تصبح صحيا وطبيعبا. عندها ستكون هناك فرصة لتجاوز الجنس»(4)، ويرى أوشو أن الساعي الصادق والمجدّ لتحقيق الاستنارة بشكل صحيح، يجب أن يكون عند بلوغه الثانية والأربعين من العمر قد وصل درجة من النمو تجعله غير محتاج لممارسة الجنس(5)!.

تَعِد التانترية من يمارس التهتك والفجور بدرجة عميقة في الجحيم .. لكننا نحن عموم العرب والمسلمين عموما نتفوق في الشطارة في إلقاء الإدانات المجانية والجزافية على الآخرين، مكتفين عادة بأوهى الأسس – وجلها أوهام - لاتخاذ مواقفنا، وعافين أنفسنا من واجب مراجعة أنفسنا في ما ندين الآخر عليه، وغير مسائلينها عما لدينا من خطل وعور في هذا الشأن، ليكون لدينا في المحصلة خيار ذاتي شديد البؤس، وموقف من الآخر أشد منه بؤسا، وهذه هي حقيقة وضعنا الجنسي في علاقتنا مع ذاتنا وموقفنا من الغير!
أما الغرب الأوروبي الأمريكي فقد شوه العلاقة الجنسية في استهلاكيته، وجعل كلا من الرجل والمرأة سلعة استهلاكية رخيصة للآخر!
الغرب سلعن الجنس، نحن لم نفعل ذلك، لكننا عموما شيطنا الجنس .. وقرناه بالعيب والعار والرذيلة، وحاصرناه إلى أبعد الحدود.. ثم تكالب معظمنا عليه بشكل مسعور غير آبه بما يعتبره رذيلة وفاحشة!

وفي الختام لا بد من القول أننا نحتاج إلى وقفة صادقة وجريئة مع أنفسنا، ومراجعة ومحاسبة أنفسنا بعقلانية وشفافية أولا، وبعدها علينا أن ننظر إلى الآخر بنفس الدرجة من العقلانية والشفافية والصدق.
وشخصيا، رغم أني لا أومن بمعتقدات الهندوس .. ولا أنتمي إلى أي دين أو مذهب ديني آخر، فمنهجيتي هي الفلسفة العقلانية التي تقوم على العلم والمنطق، إلا أني أعترف بأن رؤية التانترا للعلاقة الجنسية هي أجمل وأنبل رؤية رأيتها على الإطلاق في هذا المجال!
لكن الكلام هنا يتم فقط عن العقائد وليس عن الوقائع، وليس عن المجتمع الهندي المعاصر ككل، الذي ما يزال يفتقر بشدة إلى واقع جنسي صحي في إطار ما يعانيه من تخلف عام، رغم ما لديه من إيجابيات عقائدية موروثة في هذا المجال، ورغم ما تشهده الهند المعاصرة من انفتاح وتطور!
أما الغاية من الكتابة في هذا الموضوع فيمكن إيجازها في ما يلي:
1- غاية معرفية ثقافية، تسعى إلى تقديم المزيد من المحتوى المعرفي عن تجارب ونتاجات الثقافات الأخرى!
2- غاية موقفية، تهدف المساهمة في تصحيح صورة الآخر المختلف وفهمه بالشكل السليم، وهذا ضروري من أجل تجاوز حالة رهاب الآخر وشيطنته ومعاداته، والوصول معه إلى حالة من الحوار الثقافي المعافى، المتكامل جوهريا مع حالة أعم من التعايش والتفاعل الإنساني البناء، القائم على أسس راسخة من وعي واحترام الاختلاف، والتسالم العلائقي مع المختلف!
3- غاية إصلاحية، وهي مرتبطة بتربيتنا وثقافتنا الجنسيتين، وهما – كما لا يخفى على عارف صادق – في حضيض إنساني، بما فيهما من كبت وقمع وعيب وتشويه وحرمان وتناقض، كحال كل جوانب حياتنا الأخرى، والتعافي من هذه الحالة المرضيّة الحادة والوصول إلى "صحة جنسية" ثقافيا وتربويا، يقتضي منا الاستفادة من تجارب الآخرين التاريخية والعصرية في هذا المجال، وهذا لا يعني بالطبع تقليدهم واستنساخ ما توصلوا إليه، ولكن معرفة وفهم ما لديهم تثري مخزوننا المعرفي في هذا المجال، وهذا بدوره يمكنه أن يشكل حافزا للتغيير والتطوير، وعونا على التجديد الابتكار.
------------------------------------------------------
1- Jayaram V. , https://www.hinduwebsite.com/hinduis...-and-gurus.asp
2- تجدر الإشارة هنا إلى أن الهندوسية يغلب فيها استخدام مصطلح "موكشا" (Moksha) كتسمية لهذه العملية، فيما يقترن مصطلح نيرڤانا (Niravana) بالبوذية أكثر رغم تقارب المفهومين.
3- Yogani, Tantra: Discover the power of pre-orgasmic sex, AYP Publishing, Nashville, Tennessee, U.S.A. and London, England, U.K, 2006.
4- أوشو، التانترا.. الطاقة والنشوة، ترجمة مكسيم بيان صالحة، دار نوافذ للدراسات والنشر، دمشق، 2012، ص 29.
5- أوشو، المرجع السابق، ص 93.

***
المقالة منشورة أيضا على موقع
"الأوان"



  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2018, 03:12 AM القيصر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
القيصر
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القيصر
 

القيصر will become famous soon enough
افتراضي

لا ادري لماذا ياخذ الجنس كل هذا الاهتمام ، سواء بالتقديس او الشيطنة، هي مجرد عملية بيولوجية محضة مثلها من الاكل والشرب والذهاب للخلاء..الخ، وكونها متعة لايعني شيء ولايزيدها عن اي شيء ممتع اخر مثل العاب الفيديو مثلا. طبع البشر فعلا غريب. اعتقد ان شيطنة الجنس واستحقار المرأة هما وجهان لعملة واحدة وناتج عن مجتمع ذكوري والمجتمع الذكور هو الذي ينظر للمرأة على انها اي شيء غير انها انسان مساو للذكر (سواء كان ينظر اليها كسلعلة او اقل من الرجل مثل ان الرجل له القوامة والسيادة وغير ذلك من الافكار المقيتة)



:: توقيعي ::: لترَ العالم في حبة رمل والسماوات في زهرة برية
احمل اللانهاية في راحة يدك والأبدية في ساعة
  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2018, 10:46 AM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي

الكلام في شأن جنسي ليس اهتماما مبالغا ومضخما بالجنس، ولا يختلف عن الاهتمام بقضايا الحياة الإنسانية الأخرى والحديث عنها وفيها.
أما اعتبار الجنس مجرد عملية بيولوجية كالأكل والشرب والتغوط، ومساواته مع ألعاب الفيديو، فهو تجريد تام له من جانبه الإنساني وتحويله إلى "سفاد" حيواني محض بين جسدي ذكر وأنثى بشريين.. فهل ثمة إهانة أكبر من إهانة الإنسان إلى هذه الدرجة؟!
الإنسان ليس حيوانا، ولا يقوم بأي نشاط من نشاطاته بشكل حيواني، والجنس عنده مسألة إنسانية تماما، وإنسانيتها تعطيها أبعادها الثقافية والاجتماعية والوجدانية الجوهرية.
ولو نظرنا إلى الواقع الجنسي في الغرب الرأسمالي الذي سلعن الجنس في ثقافة اللاثقافة الاستهلاكية المتفشية فيه وتعامل مع الجنس على أساس بيولوجي، فيمكننا القول بأن الجنس الإباحي في هذا الغرب ليس بأقل تأزما من الجنس في ثقافة الكبت الجنسي العرفية المريضة في الشرق الإسلامي، ما يعني أن الغرب الذي فشل فشلا ذريعا في انتاج الحضارة الإنسانية الحقيقية رغم كل تقدمه العلمي والصناعي، فشل بنفس الدرجة في القضية الجنسية، وبدلا من حلها أنتج أزمة جنسية لا تقل حدة عن أزمة الكبت الشرقي وإن ناقضتها في الشكل وفي بعض جوانب المضمون.
لقد أشبع الغرب وأفرط حتى التخمة في إشباع الجنسانية الجسدية البشرية، ولكن كل هذا الإشباع لم يتعد مستوى الغريزة الحيوانية، و ترافق بخواء وجوع إنساني صميمي في الجنس كما هو الحال في سواه في جل مجالات الحياة!
الغرب الرأسمالي حرر العقل من القيود، لكنه وضعه في خدمة الجسد والمصلحة المادية الخاصة، وهو بذلك دمر الروح الإنسانية!
لكننا في شرقنا الإسلامي في سوء مضاعف، فعقلنا مغيب تحت وطأة الدين، الذي لا ينتج أية روح إنسانية حقيقية بقدر ما ينتج توحش التعصب والتكفير.
إننا في شرقنا الإسلامي مأزومون بشكل شامل ومستفحل حتى الصميم، ولكن ليس كل ما يأتي من الغرب صحيحا ولا حلا، فالغرب بدوره لديه أزماته الكبيرة في رأسماليته المتوحشة وهذا وصف غربي لواقع الحال الغربي.

وختاما..
الاختلاف في الرأي وقبول الاختلاف هما من أهم مظاهر التحضر، فشكرا على مداخلتك أخ قيصر..ومرحبا بك!



  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2018, 02:46 PM   رقم الموضوع : [4]
غير معروف
زائر
 
افتراضي


مقالة شهية جدا علي أن أقرأها مرة ثانية : مستوى لغوي جيد , أكاديمية في الطرح وغنى في الحمولة المعرفية مع ايراد المصادر , الشيء الذي تفتقر اليه معظم المواضيع هنا في المنتدى التي يتم اخراجها على الطريقة الفاست-فودية
حقيقة لم أقرأ أسلوبا كهذا في الكتابة والمضمون منذ مدة
ننتظر مواضيع أخرى منك من هذا الطراز
لي عودة للتعليق على المضمون



  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2018, 06:51 PM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي

مقال جميل قلما نجد مثله في المنتدى...
انا ارى ان مسألة الجنس هي شيء شخصي وارى ان الغرب افلح في هذا الشأن ..فالحرية الجنسية ستخلق مجتمع صحي معافى من ثقافة النفاق والرياء ....الحداثة لازالت جديدة ..الحرية الجنسية حديثة العهد ايضا (من سبعينيات اوستينيات القرن الماضي ومعلوم الاحتجاجات في تلك الفترة ) وانا ارى ان الحرية الجنسية شيء جيد وخطوة تحررية وتقدمية للدول التي عملت بها فهذه الخطوة تقدم لانها تتخلص من ثقافة العائلة والقبيلة واساسا الثورة الصناعية ساهمت في القضاء على المجتمعات الرعوية ونقلها الى تقاليد جديدة (او حتى لا تقاليد الى نظام اجتماعي جديد) تصان فيه الحريات والحقوق ..لكن هذه الحرية كانت نتاج لقرون من التحرر الفكري والثقافي (وهذا ما يقع به اصحاب الكليشيهات الجاهزة فهم يريدون تطبيق ما وصلت اليه الحضارة المتقدمة في مجتمعات رعوية متخلفة يريدون ذلك في جرة قلم ولو اني مع الحرية الكاملة لكل البشر ومع ممارسة هذه الحرية في اشد المجتمعات تخلفا لكن المسألة ليست بهذه السهولة والعواقب قائمة..) ..اما بالنسبة للثقافة الراسمالية فأنا مع القول انها تخلق مجتمعا استهلاكيا متلهفا نحو اي شيء جديد (فيصبح لديه خواء قيمي ..) وكذلك يتخللها امور مسفة فعلا كالشركات التي تتاجر بالجنس (كما حدث ابان انهيار دول اوروبا الشرقية) فهذا جانب سلبي بالتأكيد او النفاق السياسي للحكومات الغربية فهي تدعم الاصوليين والانظمة الديكتاتورية في البلاد العربية (جميع انظمة العرب ديكتاتورية) من جهة بينما تغض الطرف عن المشكلات العميقة في هذه الدول وا لمجتمعات فهذه سلوكيات من يريد ان يكسب فعلا بغض النظر عن الكيفية..لكن كما قلت في بداية الرد الحداثة لازالت جديدة لو قسناها بتاريخ البشرية.. اعتقد ان الغرب سيتجاوز هذه السلبيات ولن ينهار كما يحلم المغيبون (من قومجيين واسلامنجيين) ..كذلك الغرب ليس جهة واحدة فهناك الكثير من المعارضين لمفرزات الراسمالية وليس بالضرورة اصحاب التيار الاشتراكي او اليسار فهناك التيار الكينيزي الذي يسعى الى تفادي هذه السلبيات بالإصلاح الإقتصادي والثقافي اللاثوري وليس كما يحلم الشيوعيون https://www.il7ad.org/vb/showthread....777#post172777
انا ارى ان الحرية على المستوى الاجتماعي هي الأفضل فلو تبنى مجتمع اي ايديولوجيا سواء ايديولوجيا صوفية هندوسية او اشتراكية شيوعية او نيوليبرالية مكارثية او اسلامية ..الخ ذلك سيأتي بنتائج كارثية على المجتمع اما المجتمع الليبرالي فهو المجتمع الصحي فالافكار تتنافس فيما بينها والمجتمع يحدث نفسه بإستمرار (والغرب اثبت قدرته في تجاوز الازمات والمشكلات الحادة كما حدث بعد الحروب العالمية ) لذلك ارى ان الحرية الجنسية التي هي نتاج لثقافة المساواة هي علامة فارقة في الفصل بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات الرعوية ..



  رد مع اقتباس
قديم 09-28-2018, 11:52 AM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي

ولك الشكر أخ يسوع ..وأهلا بك وأنا بانتظار تعليقك على المحتوى



  رد مع اقتباس
قديم 09-28-2018, 01:01 PM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي

الأخ Hamdan..
تحيتي لك، وشكرا على مداخلتك القيمة التي تطرقت إلى أكثر من نقطة حساسة!
موضوع الحرية الجنسية في الغرب هو إنجاز كبير كالعديد من الإنجازات التي حققها الغرب المعاصر، والحرية الجنسية في الغرب هي إحدى أهم أوجه الحرية التي تم الاعتراف بها من حيث المبدأ ووضع الأسس النظرية لجعلها واقعا معاشا!
لكن الواقع ليس بمستوى المبدأ والنظرية، وهو جد بعيد عنهما، فالحريات المعترف بها في الغرب هي عبارة عن غايات وسيطة وليست نهائية بحد ذاتها، والهدف النهائي منها هو تحقيق رقيّ وسعادة الإنسان، وهذا لم يفلح الغرب كثيرا في التقدم فيه!
فالحرية الجنسية مثلا تحولت إلى استهلاكية جنسية، وأصبح كل من الرجل والمرأة غالبا بالنسبة لبعضهما البعض وسيلة خدمية لقضاء حاجة مثل أية سلعة أخرى..
والحرية السياسية هي الأخرى أصبحت ممارسة شكلية أمام ديكتاتورية رأس المال غير المباشرة، وفقدت مضمونها على يد الطبقة السياسية الفاسدة التابعة لأرباب المال.
أما الحرية العقائدية، التي خلصت الإنسان عموما من العقائد الغيبية القسرية، وحمته من التمييز والاضطهاد الدينيين، فلم يستطع الإنسان أن يستثمرها لإنتاج بديل عقائدي أو فكري يشبع من خلاله بعده الروحي، فسقط الإنسان عموما في حالة استلاب أم هيمنة سلعية السوق وبيروقراطية الدولة وثقافة الاستهلاك اللاثقافية.
ما تقدم يعني أن الرأسمالية النيوليبرالية لا يمكنها أن تكون نهاية التاريخ كما تنبأ فوكوياما في أواخر التسعينيات، فحتى في المجال الاقتصادي بعد أقل من عقد على أطروحة فوكوياما، أوصلت النيوليبرالية الاقتصاد العالمي كله إلى حافة الانهيار، والدولة هي التي أنقذت الموقف وليس السوق التي فشلت كليا في ذلك.
بالطبع لا يمكن أن يكون البديل نظاما على الطريقة السوفييتية، الذي يمكن القول عنه أنه رأسمالية دولة الحزب الواحد، والبدائل المطروحة عديدة منها كما قلت أنت الكينيزية أو دولة الرعاية الشاملة، أو اقتصاد السوق الاجتماعي.. وهكذا دواليك..
هذا في المجال الاقتصادي..
سياسيا، يمكن لمنظمات المجتمع المدني التي لا تمارس السياسة بشكل مباشر أن تحقق بعضا من التوازن مع الدولة والسوق..
روحيا، يمكن إعادة هيكلة العقائد التقليدية لتنسجم مع النظام الديمقراطي، ولكنها مع ذلك لن تستطيع التوافق كثيرا مع العقل المعاصر، إلا أنها ليست الخيار الوحيد، فهناك مدارس روحية كاليوغا الهندية والزن الياباني وما شابه تستطيع التوافق مع العقل المعاصر، كما يمكن لفلسفات روحية حديثة أن تلعب دورا في هذا الشأن.
وجنسيا، الإصلاح الجنسي لا ينفصل عن الإصلاح العام، وهو مرتبط بتطور الثقافة العامة، التي لا تنفصل بدورها عن الاقتصاد والسياسة اللذين لا ينفصلان بدورهما عن بعضهما البعض، هذا إضافة لما يمكن أن يلعبه الفكر الروحي المحدث في هذا المجال.
والعديد من هذه الأمور لها بدرجة ما اليوم حضورها الفعلي على أرض الواقع قي الغرب.
ختاما يمكن القول أن العالم المعاصر شهد تجربتين عملاقتين، هما الرأسمالية الليبرالية واشتراكية دولة الحزب الواحد، وفي كل من التجربتين ثمة العديد من العناصر الإيجابية الكبيرة، ولكن الواقع بين أن كلا منهما فيها أيضا خطل كبير، وفعليا كلتاهما في المحصلة قد سقطتا.
ما يعني أننا نستطيع القول أنه يجب الدمج بين حسنات النظامين، والحديث بشكل ما عن اشتراكية ليبرالية أو ليبرالية اشتراكية، وإضافة إلى ذلك يجب تحرير الإنسان من سطحية وضيق مفهوم "الإنسان الاقتصادي"، الذي يؤطر الإنسان في حدود الإنتاج والاستهلاك ، ويجعل حياته استهلاكا.



  رد مع اقتباس
قديم 09-29-2018, 01:30 AM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ruslan amer مشاهدة المشاركة
الأخ hamdan..
تحيتي لك، وشكرا على مداخلتك القيمة التي تطرقت إلى أكثر من نقطة حساسة!
موضوع الحرية الجنسية في الغرب هو إنجاز كبير كالعديد من الإنجازات التي حققها الغرب المعاصر، والحرية الجنسية في الغرب هي إحدى أهم أوجه الحرية التي تم الاعتراف بها من حيث المبدأ ووضع الأسس النظرية لجعلها واقعا معاشا!
لكن الواقع ليس بمستوى المبدأ والنظرية، وهو جد بعيد عنهما، فالحريات المعترف بها في الغرب هي عبارة عن غايات وسيطة وليست نهائية بحد ذاتها، والهدف النهائي منها هو تحقيق رقيّ وسعادة الإنسان، وهذا لم يفلح الغرب كثيرا في التقدم فيه!
فالحرية الجنسية مثلا تحولت إلى استهلاكية جنسية، وأصبح كل من الرجل والمرأة غالبا بالنسبة لبعضهما البعض وسيلة خدمية لقضاء حاجة مثل أية سلعة أخرى..
والحرية السياسية هي الأخرى أصبحت ممارسة شكلية أمام ديكتاتورية رأس المال غير المباشرة، وفقدت مضمونها على يد الطبقة السياسية الفاسدة التابعة لأرباب المال.
أما الحرية العقائدية، التي خلصت الإنسان عموما من العقائد الغيبية القسرية، وحمته من التمييز والاضطهاد الدينيين، فلم يستطع الإنسان أن يستثمرها لإنتاج بديل عقائدي أو فكري يشبع من خلاله بعده الروحي، فسقط الإنسان عموما في حالة استلاب أم هيمنة سلعية السوق وبيروقراطية الدولة وثقافة الاستهلاك اللاثقافية.
ما تقدم يعني أن الرأسمالية النيوليبرالية لا يمكنها أن تكون نهاية التاريخ كما تنبأ فوكوياما في أواخر التسعينيات، فحتى في المجال الاقتصادي بعد أقل من عقد على أطروحة فوكوياما، أوصلت النيوليبرالية الاقتصاد العالمي كله إلى حافة الانهيار، والدولة هي التي أنقذت الموقف وليس السوق التي فشلت كليا في ذلك.
بالطبع لا يمكن أن يكون البديل نظاما على الطريقة السوفييتية، الذي يمكن القول عنه أنه رأسمالية دولة الحزب الواحد، والبدائل المطروحة عديدة منها كما قلت أنت الكينيزية أو دولة الرعاية الشاملة، أو اقتصاد السوق الاجتماعي.. وهكذا دواليك..
هذا في المجال الاقتصادي..
سياسيا، يمكن لمنظمات المجتمع المدني التي لا تمارس السياسة بشكل مباشر أن تحقق بعضا من التوازن مع الدولة والسوق..
روحيا، يمكن إعادة هيكلة العقائد التقليدية لتنسجم مع النظام الديمقراطي، ولكنها مع ذلك لن تستطيع التوافق كثيرا مع العقل المعاصر، إلا أنها ليست الخيار الوحيد، فهناك مدارس روحية كاليوغا الهندية والزن الياباني وما شابه تستطيع التوافق مع العقل المعاصر، كما يمكن لفلسفات روحية حديثة أن تلعب دورا في هذا الشأن.
وجنسيا، الإصلاح الجنسي لا عن الإصلاح العام، وهو مرتبط بتطور الثقافة العامة، التي لا تنفصل بدورها عن الاقتصاد والسياسة اللذين لا ينفصلان بدورهما عن بعضهما البعض، هذا إضافة لما يمكن أن يلعبه الفكر الروحي المحدث في هذا المجال.
والعديد من هذه الأمور لها بدرجة ما اليوم حضورها الفعلي على أرض الواقع قي الغرب.
ختاما يمكن القول أن العالم المعاصر شهد تجربتين عملاقتين، هما الرأسمالية الليبرالية واشتراكية دولة الحزب الواحد، وفي كل من التجربتين ثمة العديد من العناصر الإيجابية الكبيرة، ولكن الواقع بين أن كلا منهما فيها أيضا خطل كبير، وفعليا كلتاهما في المحصلة قد سقطتا.
ما يعني أننا نستطيع القول أنه يجب الدمج بين حسنات النظامين، والحديث بشكل ما عن اشتراكية ليبرالية أو ليبرالية اشتراكية، وإضافة إلى ذلك يجب تحرير الإنسان من سطحية وضيق مفهوم "الإنسان الاقتصادي"، الذي يؤطر الإنسان في حدود الإنتاج والاستهلاك ، ويجعل حياته استهلاكا.
بالفعل ترك السوق يعمل بأسلوب *دعه يعمل ..دعه يمر* هذا الاسلوب لم يعد يجدي خصوصا مع الأزمات الاقتصادية التي ادت الى تدخل الدولة كتعبير صارخ عن فشل هذا الاسلوب والمشكلة ان المبرر هو حرية التملك لكن هذه الحرية سريعا ما تنقلب الى كتلة اقتصادية الزامية تبتلع المشاريع الصغيرة وتفرض شروطها واهدافها كما تريد..هذا فضلا عن الآفات التي يجرها معه على المستوى الإجتماعي فتسليع الجنس علامة سيئة بالفعل وكذلك التكتلات الإقتصادية التي تخلق قوة اعلامية وقدرة تسويقية عالية تستطيع ان تؤثر على الرأي العام فهنا الفكرة (او الأفكار التي يطرحها اي حزب) لاتؤخذ من اجل هذه الأفكار نفسها انما بتأثير من هذه التكتلات طبعا هذا يختلف من دولة الى اخرى (هناك دول اوروبية تردع وتحجم هذه السلوكياتولو جزئيا كالدول الاسكندنافية وفرنسا والمانيا من خلال تأثيرها وتدخلها في اقتصاد السوق ربما على عكس مما هو موجود في امريكا مثلا..) ..لذلك لابد ان يكون هناك رؤية اجتماعية تمنع هذه الإنزلاقات ..بالنسبة للعلاقة الجنسية هناك اطروحات الفلاسفة الوجوديون مثلا كلوك فيري (فرنسي معاصر كان وزيرا للتعليم قبل سنوات) ..يرى ان الإبتعاد عن العائلة وكنف العائلة (من تبعات الثورة الصناعية والتنوير ) سيعزز هذا الزواج الفردي وهذا متحقق في الغرب طبعا كتقليد اجتماعي طبعا لكن اساس هذه العلاقة هي الحب وتسليع الجنس ربما ظهر بشكل اكبر بعد انهياردول اوروبا الشرقية ..لكن هذه الفردية والزواج القائم على الحب سيعزز القيم الإنسانية ..تعزيز القيم الإنسانية بمنأى عن اي ايمان غيبي او روحي فهو من ناحية اخرى تفكيكي يسعى الى استبعاد كل القوى الغيبية والقوى المتعالية كالوطن والقومية او شعارات اليسار الثورة (وهذه الامور الأخيرة لم تعد لها قيمة لدى الفرد الغربي وهذه علامة فارقة ورائعة ونتاج للتحرر الليبرالي) ..فالزواج القائم على الحب (البعيد عن العائلة) سيعزز القيم الإنسانية وسيجلب تعاطف اكبر للبشر ككل وتعاطف مع مشاكلهم (في اي قارة او دولة حول العالم) ..حرية العقيدة انا ارى ان المجتمعات الغربية حققت الغاية المثلى او مايقرب في (استبعادها لأي ايديلوجيا او عقيدة دينية او قومية على المستوى الإجتماعي..الخ) قد يكون مقصدك الإيمان الفكري على المستوى الفردي ..انا اتصور ان المجتمع المفتوح او الليبرالي يحدث نفسه بإستمرار فهو لايتبنى يوتوبيا متعالية لاتنطلق من الواقع ومشكلاته وانما حلوله تنتزع اساسا من مشكلات فعليا فهذه فكرة الليبرالية المحافظة في هذه المجتمعات (المتقدمة) فبعد زمن ستصبح مسألة التجارة بالجنس كشيء غير اخلاقي او غير انساني على المستوى الاجتماعي (وهناك دول اوروبية تمنع هذه التجارة ) لكن الفكرة ان العالم حاليا (يمر بمرحلة ما بعد صراع الايديولوجيا) الى صراع المصالح (بعد انهيار الشيوعية) صراع المصالح هو نفس طبيعة التنافس الرأسمالي اتصور ان اعادة تفعيل القيم الإنسانية سيحد من هذه الصراعات ..لكن المشكلة ان هذا يحتاج الى استقرار سياسي واجتماعي فهناك دول لاتصدر الا الإرهاب والمهاجرين والأفكار البدائية الرجعية (كحال المنطقة العربية) فهذه المنطقة لو انتشر فيها السلام واندثرت الثقافات البالية والمدافعين عنها (الذين يعتبرونها كهوية ثقافية) فهذا سينعكس ايجابا على العالم الغربي وستخفت اصوات اليمين واصوات المؤججين لهذا الصراع التنافسي (الذي يشبه حال الإنسان الأول..لكن بطرق الطف) وكذلك انتشار الديمقراطي في الصين وروسيا ديمقراطية حقيقية وزوال الأنظمة الديكتاتورية فعندها سيسود سلام عالمي ويمكن فعلا الإلتفات الى المشكلات التي تهدد البشرية ككل لا التي تهدد دولة معينة ..فأنا اتصور ان العالم يسير بمفترق طرق الآن واعتقد ان الغرب يمتلك القدرة على اعادة التموضع في المسار الصحيح (كونه يمثل الحضارة والتقدم والحداثة على هذا الكوكب ..)
تحياتي..



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
هندوسي, منظور, المقدس, الجنس, الرجل, جنس مقدس، هندوسية، تانترا, علاقة, والمرأة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرابة 80 مليون هندوسي تم ابادتهم من المسلمين سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 20 10-16-2015 03:34 AM
أحجية مونتي هول والمرأة التي أحرجت عشرات الرياضيين! وائل استراحة الأعضاء 8 04-30-2015 11:24 AM
الجنس المقدس احميديو علم الأساطير و الأديان ♨ 35 04-10-2015 12:01 AM
100 متطرف هندوسي يهاجمون ويضربون جماعة مسيحية في الهند البرنس العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى 3 11-22-2014 10:33 PM