شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-02-2020, 11:20 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي هل يمكن التسامح مع مَنْ يحمل بجيبه قرار إعدامك؟!


ما تزال اللوحة غير مكتملة!
1.
ليس في هذا المقال فصلٌ في الكلام عن التسامح؛ إنه يعرض وجهاً لمشكلة، ربما هو الوجه الذي غالباً ما نتجاوزه مسرعين على افتراض أنه واضح وبينٌ.
والطرف الذي نتحدث عنه هو الإسلام والمسلمون بالتحديد. إذ أنَّ المسيحية، ورغم إنها كدين لا تختلف عن الإسلام، فقد قرر أنصارها أن يتفرغوا لأنفسهم ويكتفوا بمشاكسة المسلمين بين الحين والآخر!
أما المسلمون فهم لا يشاكسون أحداً، بل إنهم لا يفهمون المزاح؛ إنهم ومنذ عَصْرِ ظهورِهم إلى الآن يصدرون المراسيم: إمَّا الإيمان وإمَّا حدُّ السَّيف، وإذا قُدِّر لك أنْ تكون كِتابياً (ومهما كان الكتاب!)، فأمامك ثلاثة خيارات (وهذه هي الرحمة المحمدية): إمَّا الإيمان بالإسلام، وإمَّا الموت، وإمَّا الجزية صاغراً مستكيناً!
2.
هذا كان في عصور الغزو والفَرْضِ والإجبار والإرغام والإكراه والقهر الإسلامية والاستحواذ على السلطة وعلى مقدرات شعوب بأكملها. أمَّا حرية الفرد الواحد فهي لا تساوي فلساً واحداً.
وهذا لا يزال حتى الآن. وليس في الكلام مبالغة ولا بيان:
فالمراسيم لا تزال قائمة - رغم اختلاف المصدر (القرآن والحديث)، فإن المعنى واحد لا غير:
- "ِإنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ".
- "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
- " أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ".
هذه هي ذات المراسيم القديمة الجديدة الباقية والتي لم يقم مسلمو عصرنا بسحبها من عملية التداول!
فهي صالحة في كل زمان ومكان، وكما يبدو لا يوجد تاريخ لنفاد صلاحيتها!
3.
هذه هي مشكلتنا (ومشكلة الآخرين الكتابيين وغير الكتابيين) مع الإسلام.
فالمسلمون عاجزون عن إدراك شروط العصر الذي يعيشون فيه؛ إنهم يضعون الحواجز والمتاريس أمام الآخرين لقبول اختلافهم معهم وتطبيق مبدأ التسامح إزاءهم.
إذ لا مكان للتسامح مع مَنْ يعتقد أنه على حق أكثر منك؛ وأنه أفضل منك، وأنه أكثر سمواً منك؛ وأن ما يقوله مقدس وعليك أن ترضخ له؛ وحينما تتوفر له الشروط الملائمة سيقوم بقتلك وتعليقك في ساحة المدينة بالرافعات!
هنا لا مكان للتسامح. بل إن مبدأ التسامح يعجز حتى عن الظهور. فهو لا معنى له ويفتقد إلى شروط وجوده.
4.
سواء قبلنا العقيدة الإسلامية أو رفضناها (ونحن نرفضها)، فإنها مع ذلك لا تشكل مشكلة عندما تكون عقيدة تتعلق بمَنْ يقبلها ويطبقها على نفسه؛ عليه أن يحتملها وحده، من غير أن يحمَّل الآخرين تبعات تطبيقها.
فإن قبلنا وإن رفضنا العقيدة الإسلامية فهذا أمر يخصنا، ويخصنا وحدنا، ولا يخص أيَّ شخص آخر، أو جهة حكومية، أو جماعة مهما كانوا وأينما وجدوا.
فإن قَبِل المسلمون هذا، فإنَّ علينا قبولهم وأن نحترم وجودهم. لكن احترامنا لوجودهم لا يفقدنا الحق في أن نكون مختلفين ورافضين لعقيدتهم.
5.
هذا ما تم التوصل إليه في المجتمعات المسيحية: إنه التوازن ما بين الانتماء الديني وشروط الحياة المدنية التي تخضع لقوانين وافق عليه المجتمع في إطار مبادئ الحوار وآليات الديمقراطية.
إن هذا لا يعني، وأشك إنه سيعني في يوم ما، بأنه يعجب الكنيسة مثلاً.
فالكنيسة لم تطرْ ولن تطير من الفرح لأنها لم تعد تصدر مراسيم يخضع لها الجميع: الملوك والناس والمؤمنون.
إلا أنَّ منطق العصر والتطور يفرض عليها قبول هذا التوازن. وفي هذا القبول ضمنت المسيحية لنفسها الاستمرار في ظروف خالية من التوتر والصراعات والمخاطر.
هل في هذا حكمة؟
- ربما.
ولكنه تطورٌ لا يمكن للكنيسة إلا قبوله ورفض هذا الواقع يجعلها خارج القانون.
ولهذا فأنني قلت بأن المشكلة لا تتعلق إلا بالمسلمين.
6.
هذه هي الصعوبات التي تجعلنا عاجزين عن تطبيق فكرة "التسامح" مع من يسعى إلى قتلنا!
وعندما أقول يسعى إلى قتلنا فهذا ليس مزاحاً ثقيلاً أو مبالغة "أكثر من اللازم".
فبالضد من أيِّ منطق أو قانون يمكن تبريره أو مبدأ يستند إلى مسوغات يستطيع العقل البشري أن يستوعبها ويقبل وجودها فإن كل مَنْ يلد (إن أراد الولادة!) في دولة عربية أو إسلامية هو مسلم شاء أم أبى – إلّا إذا صرَّح وبالوثائق الدامغة بأنه مسيحي (هناك حيث يوجد مسيحيون)، أو يهودي (هناك حيث يوجد أو يمكن أن يوجد يهود – في مصر لم يتبق أكثر من عشرين يهودياً أكثرهم من النساء المسنات)!
هذا المرسوم الذي لا يستفز العقل البشري وحسب، وإنما يفجره من الداخل، والذي لا وجود لمثيل له على كوكب الأرض مرسوم قائم سالم نافد المفعول ومدعوم من أجهزة الدولة "المرئية" منها و"اللامرئية": أجهزة الأمن والمخابرات والميليشيات وهيئة العمل بالمعروف والنهي عن المنكر وجحافل الشرطة الأميين الذي لا يميزون ما بين الحق والباطل وغيرها.
وهذا الفصل من هذه الحكاية هو أفضل الفصول!
لأنه حالما تقرر ألا تكون مسلماً وتقرر الانسحاب بسلام من هذا الإسلام فإنهم سوف يستلون "حكم الردة" من خزائنهم الرثة وحيث تصمت الدولة العربية بكل سفالة وانحطاط أخلاقي أمام ما يمكن أن يتعرض له الإنسان لا لسبب إلا لأنه لم يوافق أن يكون مسلماً!
أليس الدين إيماناً؟
والإيمان اختياراً وتعهداً والتزاماً؟
سوف يقول المرتزقة المسلمون بأن هذا الحكم لم يُطبق!
إذاً، لماذا لا تُسقطوه من نصوصكم؟
[ثمة عشرات الأدلة على أن "حكم الردة" يطبق. لكنَّ حالات تطبيقه لا تدخل أضواء الصحافة الرسمية المرتزقة. فالجثث التي يُعثر عليها في المدن العربية وحوادث الدهس الغريبة التي تحدث مع المعارضين الدينيين فقط، وظاهرة الاختطاف والاختفاء لنشطاء وملحدين والتي تعلن عنها المنظمات غير الحكومية هي في جوهرها تنفيذاً لـ"حكم الردة"]
7.
هذا هو الواقع الذي يصعب على الكثير من الكتاب الأوربيين الذين يتحدثون عن أهمية التسامح، لكنهم للأسف غالباً ما يتناسون الأصل اللاتيني لكلمة التسامح وهو " tolerare " والتي تعني "تَحَمُّل": أي أنْ تحتملَ الآخرَ المختلفَ عنك؛ أنْ تقبل وجوده مثلما يقبل وجودك على أرض واحدة وفي شروط حياة واحدة.
فكيف ستحتمل من يحمل في جيبه مرسوماً كُتبَ عليه: " منْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقْتُلُوهُ" و" لا يحلُّ دمُ [..] إلا بإحدى ثلاثٍ: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة": التوقيع محمد؟!
8.
إن مبدأ التسامح لا يمكن أن يقوم إلَّا على التكافؤ ما بين الناس فيما بينهم وأمام القانون، وإلا فإنه يعني إمَّا الصمت والتخلي عن حق التفكير والرأي والعقيدة، وإمَّا كلام فارغ لا معنى.



التعديل الأخير تم بواسطة يهوذا الأسخريوطي ; 06-06-2020 الساعة 05:15 PM. سبب آخر: تصحيح أخطاء لغوية.. بطلب من الكاتب..
  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2020, 08:58 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي


هذا ما يحدث الآن في المدن الإسلامية!



  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2020, 09:23 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

تحياتي:
ثمة أخطاء وقعت سهواً، أرجو التصحيح:
لأن حالما تُقرر ألا تكون مسلماً وتُقرر الانسحاب بسلام من هذا الإسلام:
لأنه حالما تُقرر ألا تكون مسلماً وتُقرر الانسحاب بسلام
والإيمان اختيار وتعهد والتزام:
والإيمان اختياراً وتعهداً والتزاماً؟
والتي تعلن عنها المنظمات غير الحكومية هي في جوهرها تنفيذ لـ"حكم الردة"]
والتي تعلن عنها المنظمات غير الحكومية هي في جوهرها تنفيذاً لـ"حكم الردة"]
هذا هو الواقع الذي يصعب على الكثير من الكتاب الأوربيون
هذا هو الواقع الذي يصعب على الكثير من الكتاب الأوربيين



  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2020, 04:55 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

"إننا لو مددنا تسامحاً بلا حدود حتى إلى اللامتسامحين ...؛ لو أننا لم نكن مستعدين للدفاع عن مجتمع متسامح ضد هجمات اللامتسامحين، إذاً سوف يتم تدمير المتسامحين ومعهم يتم تدمير التسامح"
كارل بوبر



  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2020, 05:17 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسعودي مشاهدة المشاركة
تحياتي:
ثمة أخطاء وقعت سهواً، أرجو التصحيح:
لأن حالما تُقرر ألا تكون مسلماً وتُقرر الانسحاب بسلام من هذا الإسلام:
لأنه حالما تُقرر ألا تكون مسلماً وتُقرر الانسحاب بسلام
والإيمان اختيار وتعهد والتزام:
والإيمان اختياراً وتعهداً والتزاماً؟
والتي تعلن عنها المنظمات غير الحكومية هي في جوهرها تنفيذ لـ"حكم الردة"]
والتي تعلن عنها المنظمات غير الحكومية هي في جوهرها تنفيذاً لـ"حكم الردة"]
هذا هو الواقع الذي يصعب على الكثير من الكتاب الأوربيون
هذا هو الواقع الذي يصعب على الكثير من الكتاب الأوربيين
تم التعديل..



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2020, 05:36 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

الزميل يهوذا الأسخريوطي
تحياتي
شكراً للتعديل.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
لَنْ, إعدامك؟, التسامي, التسامح، التكافؤ، المساواة أمام القانون, بجيبه, يمكن, دينه, قرار


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع