شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-14-2020, 11:35 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي مرحباً بكم في مملكة الطغيان!


شباب العراق ضد مملكة الطغيان
1.
كانت الدولة العربية (حيث الإسلام دينها الرسمي) متخصصة بمطاردة وباعتقال معارضيها السياسيين وكانت ولا تزال تخضعهم لأسواء أنواع التعذيب والإهانة والمعاملة المتوحشة وزجهم في سجون ضيقة قذرة وخالية من أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية، هذ إذا لم يتم قتلهم ودفنهم في أماكن مجهولة. وكل هذا يحدث بصورة صارخة وشبه علنية حيث تُخرق جميع القوانين المكتوبة والمصدق عليها من برلمانات هذه الدول (إن وجدت فيها برلمانات) أو من قبل هذا الرئيس أو ذاك الأمير والملك!
و"البطل" الذي كان ينفذ كل هذه الجرائم هو أجهزة الدولة الأمنية، أجهزة الشرطة "المرئية" وأجهزة المخابرات وأمن الدول "غير المرئي" والقوات الحكومية الخاصة وغيرها. ويحدث هذا بعلم الحكومات تفصيلياً أو بمباركاتها المسبقة.
ولأن الدولة العربية لا تزال في عصر محاكم التفتيش الكاثوليكية (وفي حالتنا الإسلامية، شيعية كانت أن سنية)، فإن مؤسسات دينية (كالأزهر ومؤسسات الإفتاء العربية) أخذت تحرض على القتل والملاحقة بعشرات التبريرات الشرعية كالألحاد و "الردة" والإساءة إلى الدين الإسلامي والتحريض على شقِّ صفوف المسلمين (هل للمسلمين صفوف؟) وغيرها من منتوجات العصور المظلمة.
2.
إلا إنَّ المشكلة، التي كانت ولاتزال قائمة، هي الدلالة الفضفاضة والمائعة سواء لمفهوم المعارضةــ بالنسبة للحكومات، وتهمة الإساءة للدين ــ بالنسبة لمراكز السلطة الدينية.
في معايير الدول الليبرالية الحديثة (والناس المعاصرين الذي يستنشقون هواء الزمن الحاضر) فإن المعارضة هي الأحزاب والقوى والحركات السياسية المختلفة (والتي حصلت على أقل نسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية) والتي تقع خارج الحكومة ولا تتفق مع سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والخارجية وغيرها من النشاطات التي تميز مؤسسات الدولة المعاصرة. وإن نشاط المعارضة يتمثل بانتقاد سياسة الحكومة علناً وبكل الوسائل الإعلامية المتاحة اليوم وإن شدة هذا النقد قد يصل إلى عشرات المرات مقارنة بآراء المعارضة للحكومات العربية.
وعلى خلفية ما يحدث في دول الإسلام العربية فإن هذا التعريف للمعارضة يبدو "أسطورياً" إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الكيفية التي تتعامل بها حكومات مملكة الطغيان العربية مع مفهوم المعارضة!

شباب العراق ضد مملكة الطغيان
فالمعارضة هناك كانت ولا تزال هي كل كلمة تُقال من أي شخص كان، وكل نكتة تُروى بغض النظر عن روايتها، وكل تعليق سياسي من مواطن ــ حتى ولو كان بصددد انقطاع الماء والكهرباء وغياب الخدمات الصحية "يُشمُّ "منه رائحة عدم استحسان للحكومة أو فيها شيء من الانتقاص من "أولي الأمر"! بل يقع في خانة المعارضة ويخضع للمحاسبة "القانونية" حتى الأطفال على ما يبدر منهم من تعليقات بريئة! ولا نتحدث عن الاختلاف الديني: فهذا خرق لقدس الأقداس!
3.
إن سياسة الملاحقة وعمليات التفتيش ومداهمة البيوت كانت تحدث في كل يوم ولأتفه الأسباب و"على الشبهة"، كما يقال.
هذا ما كان أيام زمان، أيام مضت وقد لا تعود!
نحن في عصر لا تستطيع الدولة العربية (ذات الأدوات السياسية المتخلفة والهمجية) أن تخفي على العالم ما تقوم به.
نحن الآن في عصر المعلومات وشبكة الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون الفضائية التي حولت العالم إلى قرية صغير بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث تتحوَّل "العطسة" إلى خبر دولي!
ولهذا فإن دولة القمع العربية (ولأسباب شكلية تتعلق بمصالحها الاقتصادية مع دول الغرب) لم تعد مستعدة أن ترى وجهها القبيح يومياً يُعرض في محطات التلفزيون الفضائية وعلى صفحات الإنترنت وقي تقارير المنظمات الدولية.
إن ما كانت تقوم به "أيام زمان" لم يعد ينسجم مع "العصر". ولهذا فإنها أخذت تسعى جادة "وبصدق" إلا يحدث هذا من جديد، أو على الأقل إلا يحدث إلا في حالة الضرورات القصوى!
4.
الآن حان الوقت لأسلوب آخر، جديد:
ـــ اختطاف وتغييب المعارضين (المعارضة كما تفهمها هي وكما أشرت إليها منذ قليل) واختفاؤهم عن الأنظار من غير أي آثر لوجودهم. وإذا كان بعض هؤلاء المختطفين "يظهرون" قتلى على أرصفة الشوارع المظلمة وعلى حدود مزابل المدن، فإن الكثير من الفتيان والفتيات لايزالون في "عداد المفقودين". بل وفي هذا "النشاط المقدس" تساهم الميليشيات الدينية في العراق وليبيا واليمن بصورة فعالة. أمَّا ما يحدث في السعودية فإن أجهزة البترول وبدعم وتحريض من "الأجهزة" السلفية فقد أصبح من "الفولكلور" الإسلامي!
ـــ حوادث المرور الغريبة التي يروح ضحيتها "بالصدفة" المعارضون السياسيون أو الدينيون. هل تتذكرون عناوين الصحف السعودية خلال عام 2016: “لقي السعودي صالح المنصور، المثقف المعروف بـ“الشيوعي الأخير“حتفه إثر تعرّضه لحادث دهس أودى بحياته"! وهل تتذكرون كيف تم اغتيال خاشقجي؟

شباب العراق ضد مملكة الطغيان
5.
أما في العراق فأن سياسة الدولة القمعية منذ نهاية العام الماضي وحتى تاريخ كتابة هذه السطور قد وصلت حداً لم تشهده في أسواء مراحل الدكتاتور المقبور صدام حسين. فالملثمين القناصوني صوبون فوهات بنادقهم بكل ثقة ولذة ضد صدور الفتيان والفتيات المتظاهرين والعزل، وعمليات إختطاف الناشطين من أمام بيوتهم وفي الشوارع تحولت إلى تقليد شيعي وسائرة على تقاليد حزب البعث. ها نحن نعدود إلى الخاق بخطى سريعة، ونقوض أي أمل في المستقبل. وكل هذا يحدث بمباركة الملالي في النجف وتفوح من بعيد رائحة إيران من بنادق القناصين.
مرحباً بكم في مملكة الطغيان!



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مملكة, مرحباً, الطغيان, بكم, طغيان، اعتقالات، اختطافات، اغتيالات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع