شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-31-2014, 03:25 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [11]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

إذن - و حسب رأيي- فمن المستبعد أن يكون يسوع هو ابن بانتورا الجنديّ الرومانيّ، و ذلك بسبب تحليلي هذا:

أنّ اليهود -في التلمود- اتّهموا معجزاته بالسحر و أنّه ابن زنا، و لكن نحن نعرف علميّا أنّه لا توجد معجزات [كالمشي على الماء أو احياء الموتى إلخ...] و أنّه لا يوجد سحر أيضا، فالراجح أنّ اليهود قاموا بالردّ على المسيحيّين الذين يجعلون لله إبنا، و كأنّهم يقولون:
تزعمون أنّ يسوع قام بمعجزات؟ لا، هي ليست معجزات، بل سحر.[حيث أنّ القدامى يؤمنون بوجود السحر]
تزعمون أنّ يسوع ولد من عذراء؟ لا، بل أمّه زنتْ من شخص آخر.
و إذ بقيتْ في الذاكرة و التراث الشفوي كلمة ’’بانتورا’’ Panthora أو Patera فصارتا Panthera ،
فمن هو بانتارا هذا؟ هو جنديّ رومانيّ.
هكذا أرى كيفيّة بناء هذه التهمة،[أي أنّها تدخل في باب الحوارات المسيحيّة-اليهوديّة، و كلّ يتّهم الآخر] خاصّة أنّ الأحداث اللاحقة في الأناجيل إذا قارناها بالأوضاع السائدة وقتها ترجّح أنّ نانتورا تعني فعلا ’’ابن الشرع’’ أي و بكلّ بساطة و بلا تطويل: المسيح. [فالمسيح هو الذي سيكمل التوراة [أي يحقّقها]و يفعل كذا و كذا و يحارب الأعداء و يعيد الأمور إلى نصابها و يبني الهيكل إلخ...]
و أنا سأنطلق من هذه الفرضيّة، و أبحث عن أبيه.

لا يختلف اثنان على أنّ مدينة الناصرة غير مذكورة في أيّ مصدر قبل الأناجيل، و يعطينا لوقا إشارة طوبوغرافيّة لها أهميّة قصوى:

وجاء [أي يسوع] الى الناصرة حيث كان قد تربى.ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ. (...) فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا. فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل. اما هو فجاز في وسطهم ومضى [لوقا5، 16-30]

الناصرة مبنيّة فوق جبل، و قد غضب الذين في المجمع و أخرجوه و كادوا يلقونه من أعلى الجبل.
غنيّ عن الإشارة أنّ مدينة الناصرة الحاليّة غير موجدودة فوق جبل، و كنتُ أشرت إلى أنّ سبب تسمية مدينة يسوع بالناصرة عند كتبة الأناجيل هو أنّهم اشتقّوها من كنيته، فكنيته: Nazorene أي نصراني، فاشتقّوا منها: الناصرة، و اعتبروها مدينته.
لكن و كما رأينا فالناصرة لم تكن موجودة [على الأقلّ بهذا الإسم] و أيضا غير موجودة فوق جبل، أي أنّهم يتحدّثون عن مدينة في مكان ما و لكن باسم الناصرة، و علينا أن نعرف الإسم الحقيقيّ لهذا المدينة.
نذهب إلى يوسفيوس فلافيوس: جمالا (...) هي مدينة مبنيّة فوق جبل عال، و منها جاء اسمها الذي يعني ’’الجمل’’ [أو حدبة الجمل] ، واجهتها و أطرافها محاطة بوديان وعرة، و الممرّ إليها موجود فيه منازل كثيرة، و حينما ننظر من وسط البلاد إلى هذه المدينة تبدو لنا و كأنّها جاهزة للسقوط حيث هي مبنيّة في مكان مرتفع جدّا. [حروب اليهود4، 11، 286 ]

أعتقد أنّ الأمر واضح، فها هي مدينة فوق جبل تتّفق مع رواية لوقا أعلاه حينما أراد من في المجمع إلقاءه منها.
و كما قال يسوع نفسه:
لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. [متى5، 14]
فعلا، لا يمكن أن تخفى!
و هذه خريطة المكان في ذلك الوقت، و جمالا موجودة في شرق بحيرة طبريّة أي في منطقة الجولان حاليّا:

صورة

و لكن لماذا نختار هذه المدينة، فتوجد مدائن أخرى أيضا موجودة فوق جبال؟
نختار هذه المدينة لأنّها تتّفق مع بقيّة الأحداث.
هي مدينة يهوذا الجليليّ، البطل الثائر الذي حارب ضدّ الرومان و ضدّ الضرائب، و طالب بعدم إعطاء أموال اليهود [خبز البنين] إلى الرومان [الكلاب و الخنازير]، و تسمّى هذه المدينة: عشّ النسر، و تكوّنت فيها حركة مسلّحة، و هي حركة يهوديّة قوميّة ضدّ الإحتلال الرومانيّ، و انضمّ إليها العديد من اليهود و قاموا بعمليّات ضدّ النظام [أي بتعبيرنا الحاليّ: قاموا بعمليّات إرهابيّة]، و قد تمّ القبض على يهوذا الجماليّ سنة 6 ميلادي و قتله، و هو مؤسّس حركة ’’الثائرين’’ Zelotes و يسمّيهم الموالون لروما: ’’البلطجيّة’’ و ’’قطّاع الطرق’’ و ’’المجرمين’’ و من هنا نفهم لماذا يستعمل سالس و غيره هذه التسمية حين يتحدّثون عن يسوع.
تماما كالمصطلحات في عصرنا الحديث: فاليهود يسمّون الفلسطينيّن الذين يقومون بعمليّات فدائيّة: الإرهابيّين و المجرمين، بينما الفلسطينيّون يسمّونهم: الفدائيّين و المحرّرين، فالتسمية تختلف من الواجهة أو الموقع الذي ننظر منه.

و لنستمع لفلافيوس: يهوذا الذي تحدّثنا عنه آنفا كان هو مؤسّس هذا المذهب الرابع [يوسفيوس يقصد مذهب المتعصّبين أو الثوّار Zelotes ] و متّبعو هذا المذهب يتّفقون في الغالب مع مذهب الفريسيّين و لكن بهم حبّ عارم للحرّيّة، لأنّهم يعتقدون أنّ الله وحده هو السيّد و الربّ، [أي هم ضدّ الرومان] و لا يخافون من الموت مهما كانت طريقته، و لا بموت أهاليهم و لا أصدقائهم، و لا ينادون أحدا بلفظ السيّد.
كان هناك أناس كثيرون شاهدين على قدرة هؤلاء [أتباع يهوذا الجليليّ] على تحمّل المصاعب.لن أضيف شيئا آخر، لأنّي أخاف إن أضفت، ليس من أن تشكّوا فيما أقول، و لكن أخاف ألاّ أعطي فعلا الصورة الحقيقيّة عنهم و عن نظرتهم غير المبالية بالأوجاع و قدرتهم غير العاديّة على تحمّل الأوجاع. [ تاريخ اليهود/الكتاب18/الفصل1، 6 ]

من تعاليم يهوذا الجليليّ هو ألاّ ينادوا أحدا بلفظ السيّد، فالسيّد الوحيد هو الله، و هو يشير بالخصوص إلى الفريسيّين الذين ينادون الرومان بلفظ ’’السادة’’، فيهوذا الجليليّ هو يهوديّ قوميّ و يرفض رفضا قاطعا الوصاية الرومانيّة، أي هناك حركة مسيانيّة قويّة [و الجميع ينتظرون المسيح الذي سيحرّرهم]

و لنستمع ليسوع:واما انتم فلا تدعوا أحدا [بلفظ] سيّدي، لان معلّمكم واحد وانتم جميعا اخوة. ولا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد، الذي في السموات. ولا تدعوا [الناس بلفظ] قادة [لكم]، لانّ قائدكم واحد [و هو] المسيح. [متّى23، 8-10]

هناك من يترجم و يضيف كلمة ’’المسيح’’ حين يقول: لأنّ معلّمكم واحد المسيح، [في الآية الثامنة]و هذا تحريف، فالمخطوط السينائي جاء فيه، في الآية الثامنة حرفيّا:
But be you not called Rabbi; for one is your teacher, and you all are, brethren And call no one on earth your father; for one is your Father, the heavenly.
Neither be called leaders; for one is your leader, the Christ

http://www.codexsinaiticus.org/en/manus ... omSlider=0

يسوع هنا يردّد كلام يهوذا الجليليّ، و هذا أمر منطقيّ جدّا، فيسوع يهوديّ في إطار يهوديّ، في حركة يهوديّة، و ليس كما حدث فيما بعد و تمّ قلعه من جذوره و بناء ديانة مسيحيّة غريبة عنه، إنّه ضمن هذه الحركة المسيانيّة التي ستحرّر اليهود من الرومان ’’الكلاب’’ و ’’الخنازير’’، فيقول:
لا تعطوا القدس للكلاب.ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير.لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم [متى7، 7]

و يهوذا الجليليّ هو من مدينة ’’جمالا’’، عشّ النسر، و تمّ القبض عليه و قتله سنة 6 ميلادي، و ترك سبعة أولاد واصلوا مسيرة التحرير بعده:
يوحنّا و سمعان و يعقوب الكبير و يهوذا و يعقوب الصغير و مناحيم [تعني الفارقليط، سنعود إليها] و أليعازر.
و كلّهم طالبوا بعرش أورشليم و دخلوا في حروب متتالية، و لنستمع ليوسفيوس فلافيوس:

سمعان و يعقوب الكبير:
و في ذلك الوقت أيضا تمّ القبض على سمعان و يعقوب، و أمر الإسكندر [طبريوس] بصلبهما.[حوالي 46 ميلادي] وهما ابنا يهوذا الجليليّ الذي أثار الإضطرابات و حرّض الشعب على الثورة في وقت كيرنيوس [6ميلادي] كما أشرنا من قبل [تاريخ اليهود20، 102]

يهوذا: حوالي 45 ميلادي
حينما كان فادو والي اليهوديّة، خرج كذّاب يدعى تدّاوس، و استطاع إقناع أناس كثيرين بأنّه نبيّ، فاتّبعه العديد إلى نهر الأردن حيث أعلمهم أنّ معجزته هي أن يشقّ النهر إلى نصفين ليعبروا بسهولة، لكنّ الوالي فادو لم يقبل بهذا الجنون و أرسل كتيبة من الفرسان قبضوا عليهم، حيث قتلوا بعضهم و حملوا بعضهم إلى السجن، أمّا يهوذا-تداوس فقد تمّ قطع رأسه و حملها إلى أورشليم [تاريخ اليهود20، 97-99]

مناحيم: حوالي 67 ميلادي
و في الأثناء كان شخص اسمه مناحيم- ابن يهوذا الجليليّ الرجل المخيف الذي اعتبر اليهود مجرمين في عهد كيرنيوس، لأنّهم اعتبروا الرومان سادة لهم بينما ليس لهم إلاّ سيّد واحد إلا الله- ذهب مع متّبعيه إلى قلعة مصعدة و كسر الأقفال و حصل على الأسلحة و تسلّحوا جميعا، ثمّ استطاعوا الدخول إلى أورشليم كملك، و جلس على العرش.[حروب اليهود2، 8] لا داعي لأن أترجم كلّ نصّ فلافيوس، فالمهمّ أنّ مناحيم اعتبر نفسه المسيح أيضا و لكن تمّ القبض عليه أيضا و تعذيبه و قتله مع جماعته حوالي سنة 66 ميلادي.و تمّ محاصرة مدينة جمالا من طرف الرومان و قضوا عليها تماما، و تولّى بعده أليعازر قيادة الحركة. و تواصلت الحروب و كلّ مرّة يظهر مسيح جديد.

لنترك أبناء يهوذا الجليليّ الجماليّ جانبا الآن و لنعد إلى يسوع:
حينما رأوا الذين في المجمع يسوع قالوا:
أليس هذا ابن النجار.أليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا.[متى13، 55]

هاهنا تشير الأناجيل إلى أنّ يسوع له إخوة، و لكن تفسّر الكنيسة هذا الأمر [وذلك كي تحافظ على أسطورة عذروايّة مريم] أنّهم إخوته من يوسف، أي أنّ يوسف كان متزوّجا من امرأة أخرى [اسمها مريم أيضا و هي أخت مريم أمّ يسوع!] و أنجب هؤلاء، ثمّ خطب مريم العذراء، و بالتالي فهم إخوته بهذه الطريقة أي بالتحديد أبناء خالته، و تؤكّد الكنيسة على أنّ الأخ في اللغة الساميّة لا يشير بالضرورة إلى الأخ الفيزيائيّ، فيقال لابن العمّ أو الخال أخ أيضا.
و هذا التفسير وجيه، و قد يصدّقه الذين يريدون التصديق، و لكن للأسف فالأناجيل مكتوبة باليونانيّة و ليس بالعبريّة، و اليونانيّة تفرّق بين الأخ و بين ابن العمّ أو الخالة و هي تسمّيهم حرفيّا: adelfos أي إخوة.
و يرى James Tabor أنّ يوسي أخا يسوع هو نفسه متّى، و اسمه يوسي و يوسف و متّى. ’’1’’

و الآن لنذهب لنرى تلاميذ يسوع:[هناك اختلاف بين الأسماء في الأناجيل و لكن لا بأس فسنربط بينها]

وجعل لسمعان اسم بطرس. ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخو يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس اي ابني الرعد. واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي. ويهوذا الاسخريوطي.[مرقس3، 16-19]

سمعان الذي سماه ايضا بطرس و اندراوس اخوه يعقوب و يوحنا و فيلبس و برثولماوس و متى و توما و يعقوب بن حلفى و سمعان الذي يدعى الغيور و يهوذا اخو يعقوب و يهوذا الاسخريوطي لوقا [6، 14-16]

سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخوه يعقوب بن زبدي و يوحنا اخوه، فيلبس و برثولماوس و توما و متى العشار و يعقوب بن حلفى و لباوس الملقب تداوس، سمعان القانوي و يهوذا الاسخريوطي [متى10، 2-4]

يسوع يسمّي الأخوين يعقوب و يوحنّا: ابني الرعد. [كيف يسمّي يسوع هذين الشخصين بابني الرعد فهي تسمية تقال للمحاربين و الثوّار و ليس لحواريّين يدعون إلى الحبّ و السلام؟ و هما فعلا ابنا الرعد، و غضبهما شديد، حيث أرادا أن تنزلا النار و تبيد السامريين [لوقا9، 54 ]بالمناسبة هناك من رجال الكنيسة من يفسّر هذه التسمية بأنّها تعني أنّ أصواتهم عالية كالرعد و ذلك ليسمعهما الناس حين يكرزان بالإنجيل:]

سمعان بطرس هو ابن يونا، و يُذكر في الأناجيل: بار يونا: Βαρ ιωνᾶ لكن الأناجيل لا تذكر ’’بار’’ الأرامية بمعنى ’’الإبن’’ بل تقول دائما: υιος أي مثلا: كتاب ميلاد يسوع المسيح بن داود بن ابراهيم:[متى1،1]
βιβλος γενεσεως ιησου χριστου υιου δαυιδ υιου αβρααμ

أو يوسف بن داود [متى1، 20]: ιωσηφ υιος δαυιδ
إلخ....

إذن فإنّ سمعان بطرس ليس هو ابن يونا، بل هي كنية له أي يدعى سمعان باريونا، و بعض النسخ اليونانيّة تكتبها صحيحة أي : Βαριωνᾶ بلا فصل بين ’’بار’’ و ’’يونا’’
و باريونا تعني: البلطجي بالأرامية! و قد أشار إلى ذلك Eisler و أكّدها غير باحث آخر ’’2’’
و الجمع هو: باريونيم בריונים ، و المفرد: בריון=باريون، و بالأرامية :باريونا، و أشار Dalman إلى أنّ الكلمة مشتقّة من الأكادية القديمة، و تعني الإرهابي ’’3’’

و الترجمة اللاتينيّة هي التي تخفي أصل الكلمة، و يرى Cascioli أنّها متعمّدة لإخفاء المعنى الحقيقيّ لكلمة باريونا، فجعلوها تعني ابن يونا، حيث تمّت الترجمة هكذا: Barjona ثمّ Bar jona ثمّ Bar Jonna ثمّ filius Jonae و هكذا ضاع المعنى الأصلي، و صار سمعان له أب اسمه يونا!
و لقب ’’الصخرة’’ الذي أعطاه إيّاه يسوع، قد يعني أنّ قلبه كالصخرة بما أنّه ’’بلطجي’’!،و لا ننسى أنّه قتل شخصين [أعمال الرسل5] و قطع أذن الجنديّ و تخاصم مع تقريبا كلّ رجال الكنيسة، هذا دون أن ندخل في تفاصيل [و على هذه الصخرة أبني كنيستي] وإن كانت الجملة محرّفة أم لا كما يرى البعض، و لكن لا تهمّنا هنا.

سمعان القانوني أو الذي يدعى الغيور: و في هذه يتّفق أغلبيّة الباحثين أنّها لا تعني أنّ سمعان من مدينة قانا، بل هي ترجمة لتسمية بالعبرية: הקנאים و تعني المتعصّبين أو الثائرين :[لو6، 15]:
και μαθθαιον και θωμαν [και] ιακωβον αλφαιου και σιμωνα τον καλουμενον ζηλωτην

Matthew and Thomas, James the son of Alpheus, and Simon called Zelotes

يهوذا الإسخريوطي:Iskariote لا تعني أنّه من مدينة ’’قريوت’’ [ أي إش-قريوت] بل هي تحريف من Sikariote و تعني أيضا الإرهابي. [بالمناسبة، كتبة الإنجيل كلّما صادفتهم كنية لشخص جعلوها اسم بلدته أو أبيه، يسوع النذير/النصراني جعلوها تعني الناصرة ’’غير الموجودة وقتها’’ و باريونا جعلوها ’’ابن يونا’’ و سيكاريوت جعلوها ’’رجل من قريوت’’ إلخ...]

يهوذا أخو يعقوب، و توما و تداوس: هم شخص واحد! و صاروا ثلاثة بنقل أسمائهم من العبرية إلى اليونانية ثمّ إلى اللاتينيّة، و الإسم الأصلي هو يهوذا فقط و كنيته توما أي التوأم [توأم أخيه يعقوب] و تداوس و تعني أيضا التوأم.
و نرى في بعض مخطوطات Vetus Latina أنّهم يستعملون اسم يهوذا المتعصّب مكان تداوس، أي أنّهما شخص واحد ’’4’’ و لاحظوا في أسماء التلاميذ أعلاه أنّ لوقا يضع اسم يهوذا أخي يعقوب مكان تداوس عند متى و مرقس.
و يفسّر Cascioli الخلط الذي وقع:
أصل الكلمة هو: يهوذا التوأم، فتمّت ترجمتها إلى اليونانيّة إلى: Θωμας ο λεγομενος Διδιμος
أي توماس الذي يدعى ديديموس، ثمّ إلى اللاتينيّة: Thomasus dictus didimus فنقرأ في يوحنّا حين نعود إلى العربيّة: فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن ايضا لكي نموت معه [يو11، 16]
أي بمعنى آخر: قال التوأم الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفاقه...إلخ [!]

إذن بعض تلاميذ يسوع هم من الثوّار، و خمسة من أسمائهم هي نفس أسماء أبناء يهوذا الجليليّ، و هي نفس اسماء إخوته الأربعة. أعتقد أنّنا عرفنا من هو أبو يسوع!إنّه يهوذا الجليليّ الجماليّ [بالمناسبة و هذه فذلكة لغويّة خارج البحث: يهوذا الجليليّ هو بطل الله أو قوّة الله في عيون معاصريه حين ثار ضدّ الرومان و أسّس هذه الحركة التي دامت مائة سنة من الحروب، و قوّة الله بالعبريّة تعني: جبرائيل!، و فعلا مريم حبلت من جبرائيل:) ]

و يهوذا الجليليّ هو من نسل داود، و يستحقّ أن يكون المسيح، و واصل ابناؤه المسيرة بعده و منهم يسوع ابنه الذي بالطبع هو من نسل داود مباشرة،و ليس معنويّا كما تشير الأناجيل و إلاّ ما جرؤ إطلاقا على اعتبار نفسه الملك-المسيح ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني [مرقس8، 34] نعم، فالرومان لا يتسامحون في هذا الأمر و يعرفون أنّ اليهود يترقّبون من سيخرج و يقودهم، لذلك من سيجازف و يدّعي القيادة و أنّه هو المسيح-الملك فسيقومون بصلبه و يمثّلون بجثّته كعبرة لغيره.
و ليس بالضرورة أنّ تلاميذ المسيح كانوا 12 شخصا، فهو رقم رمزيّ:[أسباط إسرائيل 12 شخصا و عليهم تمّ بناء هذه القصّة]:
-يسوع حين قام بمعجزة الأرغفة الكثيرة، تمّ حفظ ما تبقّى في 12 سلّة
-قام بشفاء امرأة مريضة منذ 12 سنة
-قام بشفاء طفلة صغيرة عمرها 12 سنة
-ذهب إلى أورشليم و عمره 12 سنة
هذا دون أن نذكر عدد الأبراج الإثني عشر، و بعض الحسابات التي قامتْ عليها في الأسماء مثل يعقوب بن زبدي:
Zebedée و هي متكوّنة من كلمتين Zeb و تعني برج الحوت عند الكلدانيّين، و Deos و تعني صاحب، أي زبدي تعني صاحب السمك، و مهنته في الإنجيل- و يا محاسن الصدف- صيّاد سمك.

و العلاقات بين المذاهب، كالأسينيّين و الثوّار المتعصّبين كانت معقّدة و متقاطعة، فهؤلاء المتعصّبين يمكننا اعتبارهم الجناح الحربيّ للأسينيّين:هيبوليت، 220 ميلادي:
[و الأسينيون] انقسموا مع الوقت –حيث لا يمارسون الزهد بالطريقة نفسها- إلى أربع فئات : بعضهم ، على سبيل المثال ، يمارس الزهد بلا ضرورة، فلا يلمسون أبدا المال ، قائلين أنّه لا ينبغي ارتداء أو رؤية أو حمل الصور [التي في العملة] و آخرون منهم ، وعندما يسمعون أحدا يتحدث عن الله وشرعه –و كان هذا الشخص غير مختون- فإنّهم يحاصرونه في مكان معيّن ، ويهدّدونه بالقتل اذا لم يقم بالختان .و اذا رفض الانصياع لهم، لا يرحمونه و يقومون بذبحه. فبسبب مثل هذه الحوادث التي حصلت تمّت تسميتهم من طرف البعض بالمتعصّبين.و الفئة الثالثة منهم لا ينادون أحدا باسم الرب [أو السيّد] إلا الله ، حتى لو تعرّضوا للتعذيب و القتل... [ Hippolyte/Philosophoumena/livre IX, § 26 ]

إذن و للتلخيص:[رؤيتي للوضع]
يهوذا الجمالي كان متزوّجا من امرأة و أنجب منها سبعة أو ستّة أبناء.
ثمّ تزوّج كذلك من مريم و أنجب منها يسوع، ثمّ توفّي يهوذا فتزوّجت مريم رجلا آخر أنجبت منه أولادا آخرين.
فيسوع له إخوة من أبيه، و له إخوة من أمّه، و واصل مع إخوته مسيرة أبيه.
أمّا يوسف فهو للديكور، و هو ابن يعقوب كما ذكر متّى، فلا عجب هنا، فيوسف بن يعقوب الحقيقيّ ابن إسحاق كان معروفا بعفّته، حيث امتنع عن المرأة التي راودته، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب ليكون زوجا لعذراء.
و لا ننسى أنّ مرقس [الإنجيل الأقدم] لا يذكر ولادة يسوع من عذراء، و لو كان يعرفها لذكرها بوصفها تدخل في صلب العقيدة، كما أنّ بولس نفسه يشير إلى أنّ المسيح ولد من امرأة و لم يقل من عذراء،فهو أيضا لا يعرف هذه القصّة، ممّا يجعلنا نستنتج أنّ قصّة العذراء متأخّرة حين احتكّوا بالحضارات اليونانيّة-الرومانيّة أثناء كتابة حسب لوقا و حسب متّى و المنتشرة فيها هذه الأمور عن الآلهة المولودة من عذراوات.

يتبع............

1- La veritable histoire de jesus/James Tabor/ص 176/ 2007/باريس
2-Jesus And The Zealots/Brandon/ص205/انجلترا/1967
3-Jesus and the revolutionaries/Oscar Cullmann/ص 63/ نقلا عن Aramaïsch - neuhebraïsches Wörterbuch, p. 65a
4- http://assoc.pagespro-orange.fr/cercle. ... /Celse.htm



  رد مع اقتباس
قديم 07-31-2014, 03:35 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [12]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

لتتعلّم المرأة بسكوت و في خضوع كامل
وبالمقابل لست آذن للمرأة ان تقوم بالتعليم
ولا أن تتسلّط على الرجل، بل تبقى ساكتة
لان آدم هو الذي خُلق اولا ثم حواء.
وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت و وقعت في الإثم
رسالة بولس الرسول الاولى الى تيموثاوس [2، 11-15]



غنيّ عن الذكر أنّ قصّة أمر هيرودس بقتل الأطفال الرضّع لا تحتوي على أيّ دعم تاريخيّ خارج الأناجيل، و يبدو أنّها كانت موضة العصر القديم، فكما حدث مع موسى و أمر فرعون بقتل المواليد الجدد، كذلك أمر هيرودس بقتلهم، بل انتقلت القصّة إلى الإسلام أيضا و إن كانت بطريقة مشذّبة قليلا حيث كاد عبد المطّلب أن يقتل عبد الله أبا محمّد بعد النذر الذي نذره.
ربّما هو عنصر التشويق [على الطريقة القديمة] لنلاحظ كيف استطاع البطل النجاة رغم كيد الكائدين و أنّ الله متمّ رسالته [حسب التعبير الإسلامي]

و لا داعي لأن نذكر قصّة المجوس الذين جاؤوا ليبشّروا بمولد يسوع و معرفتهم وقت و مكان ولادته، فهي تدخل بطبيعة الحال في الخيال الدينيّ المحيط بشخصيّة المؤسّس.
و الغريب في الأمر أنّ أشهر شخص في العالم -ربّما-هو ’’يسوع’’ و رغم ذلك فهو أكثر شخص لا نعرف عنه شيئا تقريبا!
لا يوجد أيّ شيء عن طفولته سوى مشهد يتيم و هو في سنّ 12 عشرة في أورشليم، ثمّ لا نعرف أيّ شيء فيما بعد إلاّ حين يبلغ الثلاثين و ليموت بعدها بثلاث سنوات تقريبا.
فكاميرا تصوير كتبة الإناجيل مركّزة فقط على أربعة محاور:
1-الولادة من عذراء
2-تبشيره بالملكوت
3-الصلب و الفداء
4-قيامته من بين الأموات

لكن هذا هو يسوع المسيحيّ، أو يسوع الذي ينبغي أن يكون وفق العقيدة المسيحيّة، و هو مختلف عن يسوع التاريخيّ، الرجل الذي عاش في زمن ما، و أحبّ و كره و حلم و قاوم و تكلّم، الرجل الإنسان ابن الإنسان.
ربّما نستطيع معرفة مهنته على الأقلّ، حيث تشير الأناجيل إلى أنّه كان يعمل نجّارا.
يقول حسب مرقس: أليس هذا هو النجار ابن مريم؟ [6، 3]
لكن حسب متّى، يرى أنّ هذه المهنة ربّما لا تناسب يسوع فيغيّر قليلا في المعنى الذي ينقله عن مرقس، و يجعل يوسف هو النجّار فيقول:أليس هذا ابن النجار؟ [13، 55]
أمّا لوقا فيزيد هو أيضا في تغيير المعنى و يمحو كلمة ’’النجار’’ و يذكر فقط الإسم:أليس هذا ابن يوسف؟ [4، 22]
فهل كان يسوع يعمل نجّارا؟
عادة ما يكون المعجم اللغوي للمتكلّم يحيل إلى توجّهه الفكري أو الإجتماعي، فحين يقول لك أحدهم مثلا: ’’أهلا يا رفيق’’ فأنت تستطيع تقريبا معرفة الخلفيّة الفكريّة للمتكلّم باستعماله لكلمة ’’رفيق’’، و نحن نعرف أنّ محمّدا كان تاجرا، و بغضّ النظر أنّ هذه الشهادة ليست فقط عربيّة بل ذكرها كتّاب أجنيّون معاصرون فإنّ القرآن أيضا يشير إلى مهنة المتكلّم، فنجد مثلا آيات: اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى/بئسما اشتروا به انفسهم /ان الذين اشتروا الكفر بالايمان /ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم /من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا /واقرضتم الله قرضا حسنا /من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة / إلخ.... فنجد الشراء و البيع و القرض و هو ضمن المعجم اللغويّ لمحمّد بوصفه تاجر.
لكن حين نقرأ كلام يسوع فإنّنا لا نجد أيّ إشارة إلى مهنته و لا يستعمله في رموزه، بل كلّ كلامه ملتصق بالأرض و الأشجار و النبات، ممّا يجعلنا نرجّح أنّه كان يعمل فلاّحا أو زارعا في منطقة الجليل، و ربّما كان يعمل في أرض أحد النبلاء و لا يملك أرضه الخاصّة حيث أنّ أمّه كانت فقيرة و هو ما نستنتجه حين نرى ذهابها إلى المعبد لتضحّي عن يسوع ابنها البكر كما جاء في التوراة: لأنّ لي كلّ بكر في بني اسرائيل [العدد8، 17] و بالطبع لا يقوم الوالدان بالتضحية بابنهم البكر بل يقدّمان 5 شيقل إلى كاهن المعبد كسعر رمزيّ بعد ثلاثين يوما من الولادة. ثمّ بعد عشرة أيّام فإنّه يجب على الأمّ أن تحمل إلى المعبد خروفا لا يتجاوز عمره سنة و يمامة أو فرخ حمام للتضحية بهم.
و في حالة أن يكون الأبوان فقيرين و ليس باستطاعتهما شراء خروف فإنّ التوراة تخفّف الأضحية إلى حمامتين: وان لم تنل يدها كفاية لشاة تاخذ يمامتين او فرخي حمام الواحد محرقة والآخر ذبيحة خطية فيكفّر عنها الكاهن فتطهر[لاويين12، 8]
و لوقا يشير إلى الأضحية التي قدّمتها مريم: ولما تمّت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب.(...) ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام [لو2، 22-24]

فمريم هنا لم يكن باستطاعتها شراء خروف و اقتصرت على التخفيف الذي هو فرخا حمام، و نفهم أنّ أمورها الماديّة كانت ضيّقة، لذلك أشرتُ إلى أنّ يسوع لم يكن يعمل في أرض يملكها بل عند أرض أحد المالكين.
لكن حسب متّى يسقط في تناقض حين يشير إلى هرب مريم و يوسف إلى مصر و كأنّهما يملكان المال اللازم للإقامة فترة طويلة هناك، و هذا الأمر لا يقدر عليه الفقراء، و كما أشرنا إلى أنّ قصّة قتل الأطفال هي قصّة مختلقة لغرض دينيّ، فكذلك قصّة الهرب من هذا القتل إلى مصر هو مختلق و الدافع هو لتوافق الأحداث النبوءة، فحسب متّى يأخذ جملة من العهد القديم [كنبوءة] و يبني عليها قصّة، بل يشير إلى ذلك دون أن يشعر، فيقول:

فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر. وكان هناك الى وفاة هيرودس.لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني. [متى2، 14-16]

نعم لكي يتمّ ما قال النبيّ!

و بناء القصص على ’’الكلام المقدّس’’ هو أمر شائع و نجده قد انتقل بكثرة إلى الإسلام أيضا، فنجد في القرآن آية تقول:
حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون [27، 18] فنقرأ في تفسير القرطبي: فَأَتَى عَلَى وَادِي النَّمْل , فَقَامَتْ نَمْلَة تَمْشِي وَهِيَ عَرْجَاء تَتَكَاوَس مِثْل الذِّئْب فِي الْعِظَم ; فَنَادَتْ : " يَا أَيّهَا النَّمْل " الْآيَة . الزَّمَخْشَرِيّ : سَمِعَ سُلَيْمَان كَلَامهَا مِنْ ثَلَاثَة أَمْيَال , وَكَانَتْ تَمْشِي وَهِيَ عَرْجَاء تَتَكَاوَس ; وَقِيلَ : كَانَ اِسْمهَا طَاخِية.[تفسير القرطبي]
و أشار ابن كثير إلى أنّها من قبيلة بني شيصان ![تفسير ابن كثير]
و هكذا فقد عرفوا اسمها و اسم قبيلتها، و الأسطورة تولّد الأسطورة، فبما أنّ النمل يتكلّم فلا ضير أيضا أن يكون له اسم و قبيلة.

و ’’حسب متّى’’ فعل الشيء نفسه ببناء قصص على كلام سابق ليوافق رؤيته الدينيّة.

و هنا نتساءل:
إن كان يسوع يعمل في الأرض فمن أين جاءت تسمية النجّار إذن؟
هذا السؤال أجاب عنه Gerard Mordillat قائلا:
كلمة النجّار في التراث التلموديّ نجدها تعني أيضا ’’الحكيم’’ [أي ابن الشرع العارف بالناموس] حيث نجد في تلمود أورشليم: [حين يأتي الحديث عن قضيّة توراتيّة عويصة] ’’هذه أمر لا يستطيع تفسيره لا نجّار و لا ابن نجاّر’’ و نقرأ في التلمود البابلي: ’’لا يوجد نجّار و لا ابن نجّار يستطيع تفسير هذه القضيّة’’ في إشارة إلى أنّ معنى كلمة نجّار هو الرجل الحكيم. ’’1’’

و نرى هذا المعنى في إنجيل مرقس حين يقول:
ولما كان السبت ابتدأ يعلم في المجمع.وكثيرون اذ سمعوا بهتوا قائلين من اين لهذا هذه.وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه. أليس هذا هو النجار؟ أي : أليس هذا هو الحكيم؟

و لا شيء آخر يمكننا استخلاصه عن طفولة يسوع أو شبابه من الأناجيل القانونيّة، إلاّ قصّة ذهابه إلى أورشليم في سنّ 12 سنة و جداله مع الكهنة [و هذه القصّة تبدو أيضا مختلقة و دوافعها الدينيّة واضحة]
أمّا الأناجيل الأبوكريفيّة فقد أسهبت في الحديث عن طفولة يسوع، كصنعه طيورا من الطين ثمّ ينفخ فيها الروح.. إلى غير ذلك من هذه القصص التي ساهمت في بناء عيسى الإسلاميّ و التي سنتعرّض لها.
بيد أنّه توجد ثلاث فرضيّات عن طفولته، أو بالأحرى ’’أسطورتان’’ و فرضيّة منطقيّة و هم كالتالي:

1-يسوع ذهب إلى الهند [مع القوافل التجاريّة المتّجهة إليها] و هناك تعلّم البوذيّة ثمّ عاد ليلقّنها لليهود، و تضيف رواية أخرى أنّهم أرادوا صلبه لكنّه نجا و عاد إلى الهند و توفّي عن سنّ 120 سنة.
2-الأسطورة الثانية: يسوع ذهب إلى أنجلترا حين كان طفلا مع عمّه يوسف الرامي التاجر، ثمّ حين صلب احتفظ يوسف بالكأس الذي شرب فيه يسوع آخر ليلة قبل صلبه و حمله إلى أنجلترا، و تضيف رواية أخرى أنّ الكأس حملته مريم المجدليّة إلى فرنسا و هي القصّة التي بُنيتْ عليها رواية ’’ دافنشي كود’’
هذه كلّها روايات شفويّة أسطوريّة ليس لها أيّ سند تاريخيّ، رغم أنّ الأسطورة الأولى [أي ذهاب يسوع إلى الهند] كان ذكرها أوّل مرّة الصحفي و المغامر Nicolas Notovitch في آخر القرن التاسع عشر حيث أشار إلى أنّه قرأ هذه القصّة في مخطوطات هنديّة قديمة معاصرة ليسوع كتبها بوذيون و براهمانيّون و استطاع ترجمتها بمعونة أحد الرهبان. و الجدير بالذكر أنّ اسم يسوع في هذه المخطوطات هو ’’عيسى’’
لكن استطاع Max Müller أن يثبت أنّ هذه القصّة غير صحيحة، حيث أنّه لا وجود لهذه المخطوطات أوّلا، و ثانيا لم يلتق هؤلاء الرهبان المترجمين بنيكولا نوتوفيتش و ثالثا أنّ البوذيّة لم تدخل إلى منطقة التبت إلاّ في القرن السابع ميلادي و رابعا أنّ المعبد الذي عاش فيه يسوع و اسمه Jagannath لم يحدث بناؤه إلاّ في القرن العاشر ميلادي، إلخ...’’2’’ لكن الأهمّ في كلّ هذا هو عدم وجود هذه المخطوطات لدراستها علميّا.

أمّا الفرضيّة المنطقيّة، فهي أنّ يسوع كان قضّى طفولته [يعمل في الزراعة ربّما] ويتعلّم عند الأسينيّين مع يوحنّا المعمدان الذي صار أستاذه فيما بعد [أي يوحنّا صار أستاذ يسوع] و هو الأمر الذي نستشفّه من كلامه -إن صحّ - في الأناجيل، بل ذهب James Tabor إلى أنّ كلام يسوع في المصدر Q يكاد يكون كلّه كلام يوحنّا،’’3’’ لولا بعض الإضافات اللاحقة من طرف كتبة الأناجيل التي توافق عقيدتهم ممّا أدّى إلى خلق التناقض في النصّ، حيث نجد يسوع يقول مرّة أنّه لا و لم و لن يغيّر شيئا في التوراة و من ناحية أخرى يقوم ببعض الأفعال المضادّة، و على كلّ حال فإنْ تعلّم يسوع على يد يوحنّا الأسينيّ [و هو الراجح بالنسبة لي]فمن المستحيل أن يخرج قيد أنملة عن تعاليم التوراة حيث كانوا يطبّقونها بدقّة شديدة.
و نستطيع أن نفهم كلام يسوع و يوحنّا و فق هذا المذهب الأسينيّ، فحين كان يوحنّا في السجن و أرسل إلى يسوع قائلا:
فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وارسل الى يسوع قائلا انت هو الآتي ام ننتظر آخر [لوقا7، 19] لكن المدهش هنا هو أنّ يسوع لم يجبه حسب اشعياء فيقول مثلا: روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق [اشعياء61، 1 إلخ ]

بل كانت إجابته: فاجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما.ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون [لو7، 22]

و أقول أنّ جواب يسوع مدهش لأنّه نقله تقريبا حرفيّا من مخطوطة قمران 4Q521 و هي من مخطوطات الأسينيّين ’’4’’ أي أنّ يسوع و يوحنّا يتحدّثان بلغة يفهمانها هما الإثنان بوصفها موجودة في كتبهما التي يحفظانها. [ربّما هذا الأمر يزيد أيضا في تدعيم عدم وجود يسوع، حيث و كأنّ كاتب الإنجيل كان أمامه هذه النصوص و يبني عليها الحكاية، لكنّنا اخترنا منذ البداية منهج وجوده التاريخيّ]

يتبع...................

1-Gerard Mordillat/Jesus contre Jesus/ص29-30/ سبق ذكره
2- http://www.final-age.net/La-vie-inconnu ... artsuite=2
3-سبق ذكره/ص 183 و ما بعدها
4- مخطوطات البحر الميّت/سبق ذكره/ص 545



  رد مع اقتباس
قديم 07-31-2014, 03:39 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [13]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

انضمّ يسوع إلى حركة ’’المقاومة’’ اليهوديّة، المتناثرة في منطقة الجليل و خاصّة في قرية جمالا، و كلّ جليليّ في ذلك الوقت تنظر إليه روما بعين الريبة و الشكّ لكثرة الإضطرابات التي كانوا يُحدثونها، و إذ كان يسوع مقاوما و يحرّض على الثورة فهو أيضا رجل دين حكيم ’’نجار’’ و يعرف الناموس معرفة تامّة لذلك فهو يريد تطبيقه، و هو في ذلك يعادي اليهود الموالين لروما أيضا من ناحية و الذين لا يطبّقون التوراة كما ينبغي من ناحية أخرى، فيشتم كهنة المعبد:
أيّها الجهال والعميان ما الذي أعظم، الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب؟
أيّها الجهال والعميان ما الذي أعظم، القربان أم المذبح الذي يقدس القربان؟
أيّها الحيّات أولاد الافاعي، كيف تهربون من دينونة جهنم؟ [متى23]

و يسوع يعتبرهم أعداءه أيضا، و ليس فقط يشتمهم بل يطالب بقتلهم:

أعدائي اولئك الذين لا يريدون أن أملك عليهم، فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم أمامي [لو19، 27]

و كما يقول برتراند رسّل Bertrand Russell [المشكلة الأخلاقيّة، الفصل13، ص39-42 ] : نكتشف و لعدّة مرّات في الأناجيل أنّ يسوع يحمل حقدا و رغبة في الإنتقام ممّن لا يقبلون بتعاليمه.

و إذ حاولت الأناجيل تغطية أو محو هذا المحور الثاني العنيف من شخصيّة يسوع فقد أوقعت نفسها في العديد من التناقضات، فمرّة يقول: من ليس له [مال] فليبع ثوبه ويشتر سيفا [لو22، 36] و مرّة أخرى يقول العكس:كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون.[متى26، 52] و لم يقتصر التناقض على محاولة إخفاء شخصيّة يسوع الثائرة بل امتدّ إلى كلّ الأناجيل في أحداث عديدة، بسبب كثرة الإشتغال على هذه الأناجيل و التنقيحات المتتالية التي أحدثوها فيها، و قد أحصى بعضهم 250 تناقضا في العهد الجديد، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
يقول يسوع:
ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا.[يو5، 31] = شهادته ليست حقّا
و يقول أيضا يسوع:
ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق [يو8، 14]= شهادته حقّ

تشير الأناجيل إلى أنّ يسوع أحيا الموتى، لكن بولس له رأي آخر:
أعني، أن يتألّم المسيح و يكون هو أوّل من يقوم من بين الاموات لينادي بالنور للشعب وللامم[أعمال26، 23]
ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات.(...) ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. [كو1، 15]

فيسوع هو أوّل من يقوم من بين الأموات حسب بولس الذي لا يعرف القصص الأخرى الخياليّة ، لكنّه استطاع إحياء ثلاثة موتى حسب الأناجيل الأخرى.
و حين تمّ صلب يسوع فقد كان بين لصّين مصلوبين معه و قد أخذا يعيّرانه و يستهزئان منه: واللذان صلبا معه كانا يعيّرانه [مر15، 32] بينما يبدو أنّ حسب لوقا لم يعجبه الأمر كثيرا فأعاد الصياغة و ذكر أنّ واحدا فقط يعيّره بينما الآخر آمن به.
و يسوع يقول:
فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.[متى19، 17]=يسوع ليس صالحا
انا هو الراعي الصالح [يو10، 11]=يسوع صالح

و هو لا يمانع أن تسكب امرأة قارورة عطر باهض الثمن عليه حتّى أنّ تلاميذه اغتاظوا من هذا التبذير و تعجّبوا كيف لا تعطى أموال هذا العطر إلى الفقراء بدل سكبها على رأسه [أو قدميه] بلا معنى، و الحديث يطول عن التناقضات و ليس مكانه هنا و إنّما ما يلفت الإنتباه فعلا [بغضّ النظر عن التناقض في تاريخ ميلاده بين متّى و لوقا] هو الجهد الذي بذله متّى و لوقا لإعطاء أسماء أجداد يوسف زوج مريم، و حاولا أن يجعلاه من نسل داود، و أقول أنّه ملفت للإنتباه لأنّ يوسف لا علاقة له بيسوع إطلاقا فلا يهمّنا إن كان من البيت الداوديّ أم لا، بل الذي يهمّ هو أن يكون يسوع نفسه من ذلك البيت و رغم ذلك لم يكلّفا نفسيهما [أي متى و لوقا] اختلاق شجرة عائليّة لمريم يربطانها بالبيت الداوديّ!
و النقطة الثانية التي تلفت الإنتباه هي التالية:
واذا واحد تقدم وقال له ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية [ها هنا رجل يأتي إلى يسوع و يطلب منه أن يوصيه ماذا يعمل لينال الحياة الأبديّة، فماذا كان ردّ يسوع ’’ابن الله’’ ؟، لنستمع:] ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا [فيسأله الرجل:] قال له ايّة وصايا؟ [فيجيب يسوع:] فقال يسوع لا تقتل.لا تزن.لا تسرق.لا تشهد بالزور. اكرم اباك وامك واحب قريبك كنفسك. [ما هذا؟ ما الجديد الذي جاء به؟ إنّها وصايا موسى و الجميع يعرفونها، بل لم يقدّم الوصايا العشر كاملة بل فقط نصفها، هل جاء يسوع ليعيد تكرار الوصايا العشر؟!، فيجيبه الرجل:]قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي.فماذا يعوزني بعد [كأنّ الرجل يقول له: يا أخي هذه نعرفها، فهل من جديد؟، فيجيب يسوع:]قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني [لكنّه لا يمانع أن تبذّر امرأة قارورة عطر باهض الثمن على قدميه و لا تعطيها للفقراء]

و يمرّ يسوع إلى التطبيق و الفعل فيذهب إلى معبد أورشليم و يستولي عليه، و كما أشرنا سابقا أنّه كان معه كتيبة من الثوّار حتّى يستطيع مقاومة حرس الهيكل، و أحدث فوضى عارمة حتّى أنّه منع كلّ شخص يخرج من هناك بمتاع:
وجاءوا الى اورشليم.ولما دخل يسوع الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. ولم يدع احد يجتاز الهيكل بمتاع [مر11، 15-16]
لا بدّ أنّه كان في موقع قوّة ليمنع الناس من المرور رغم الحراسة المشدّدة، فأين الرومان، ألم يتدخّلوا؟
بلى لقد تدخّلوا و سنورد تحليلنا لهذه الحادثة:

كما أشرنا سابقا فإنّ معبد أورشليم كان كبيرا و واسعا، و يشير فلافيوس إلى أنّه كان مكتوبا على المدخل: كانت توجد أعمدة، بمسافات متساوية، مكتوب عليها باليونانيّة و اللاتينيّة، قانون الطهارة، و تمنع كلّ شخص أجنبيّ من الدخول إلى المعبد [حروب اليهود5، 5، 2] فاليهود فقط لهم الحقّ في الدخول إلى المعبد [و ذلك حتّى لا يدنّسه الوثنيّون] ، و قد جاءت الأبحاث الأركيولوجيّة لتؤكّد كلام فلافيوس، حيث اكتشف Clermont-Ganneau سنة 1871 حجرا كبيرا ينتمي إلى حجارة المعبد مكتوب عليه باليونانيّة: لا يحقّ لأيّ أمميّ [وثنيّ] الدخول إلى المعبد، و كلّ شخص [غير يهوديّ] يدخل، فإنّه سيتعرّض للموت. ’’1’’

و يقدّم لنا حسب لوقا رواية غريبة:
1 وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. 2 فاجاب يسوع وقال لهم أتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. 3 كلا اقول لكم.بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. 4 او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم.[لو13]

هاهنا يذكر برجا اسمه سلوام سقط و قتل بعض الأشخاص، و لا تذكر المصادر التاريخيّة أيّ شيء عن سقوط هذا البرج، و لا يمكن أن يكون قد سقط بفعل زلزال و إلاّ لما تردّدت المصادر في ذكره باعتباره عقابا إلهيّا، و قد اكتشفت الأبحاث الأركيولوجيّة ’’2’’هذا البرج سنة 1913 بقيادة الأركيولوجيّ Raymond Weill و هو برج يتبع معبد أورشليم يقع في جنوب المعبد و هو مبنيّ لحراسة الجانب الجنوبيّ و يتناوب عليه الجنود الرومان.
يقول Carmichael: يبدو أنّه من المستبعد أنّ هذا البناء [أي المعبد] الذي تمّ بناؤه حديثا من طرف هيرودس الكبير [مع العلم أنّ هناك صخورا فيه تزن 10 أطنان] أن يسقط منه برج هكذا بلا سبب، و ربّما سقوط هذا البرج الذي أشار إليه لوقا حدث حين استولى يسوع على المعبد، و تدخّل الرومان لإعادة حفظ النظام، و ربّما وقعت محاصرة المعبد من طرفهم، [حيث أنّ بعض أفراد كتيبة يسوع استولوا على البرج كمكان استراتيجيّ] و ضربهم الرومان بالمنجنيق، و إلاّ فمالذي يدعو الرومان إلى إسقاط برج حراسة لهم إذا لم يكن قد تمّ الإستيلاء عليه؟ ’’3’’

لكنّ يسوع استطاع الهروب و مات بعض من كان معه في هذا التصادم [18 شخصا] ، لكنّ الجنود الرومان لن يبقوا مكتوفي الأيدي بطبيعة الحال، يقول حسب يوحنّا: [18، 3] فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.
الترجمة هنا غير دقيقة، فالكلمة التي بالأحمر كما جاءت في النصّ اليونانيّ تعني ’’الكتيبة’’:
ο ουν ιουδας λαβων την σπειραν

و ترجمة الجملة إلى الإنجليزيّة:
Judas then, having received the Roman cohort

و الكتيبة الرومانيّة لا تقلّ عن 600 شخص، و لكنّها في حالة يسوع كانت متكوّنة من ألف شخص، حيث يقول يوحنّا:
ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه [يو18، 12]
كلمة ’’القائد’’ في الأصل اليونانيّ مكتوبة هكذا: χιλιαρχος و بالأحرف اللاتينيّة تنطق: chiliarchos
و تعني حرفيّا: قائد كتيبة الألف جنديّ.

و هذه الكتيبة لا تخرج إلاّ بأمر مباشر من بيلاطس، حيث يقول James Tabor :هذه عمليّة عسكريّة منظّمة، و تحدث بموافقة بيلاطس. ’’4’’

ما الذي يدعو الرومان إلى إرسال ألف جنديّ للقبض على رجل يدعو إلى الحبّ و السلام و ليس معه إلاّ 11 تلميذا؟
لهذا فإنّ إرسال مثل هذا العدد يدعّم رأينا بأحداث الشغب التي اثارها يسوع في الهيكل، ثمّ هربه مع كتيبته [ربّما يكون عددهم 900 رجل كما ذكر قاضي بتينيا في القرن الرابع ميلادي، ’’راجع البحث’’ ] و لا ينفي حدوث قتال بين أتباعه و بين الجنود، بل نرجّحه بشدّة و إن كان اقتصر كتبة الأناجيل على ذكر قطع سمعان لأذن الجنديّ، بل و زادونا من الشعر بيتا بأن جعلوا يسوع يقول: أغمد سيفك! و هو كلام متناقض مع الكلام الآخر ليسوع كما أوضحت أعلاه.

إذن فالقبض على يسوع كان بتهمة التحريض على الثورة و قتل بعض الناس، و هي تهمة ’’باراباس’’ نفسها، حيث لننظر كيف يقع التحريف:
تهمة باراباس:
وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا[مر15، 7]
كلمة: ’’قتلا’’ تعني بطبيعة الحال إثارة الفوضى و قتل ناس أبرياء، و انظروا كيف يذكرها النصّ اليونانيّ:
ην δε ο λεγομενος βαραββας μετα των στασιαστων δεδεμενος οιτινες εν τη στασει φονον πεποιηκεισαν

بينما لننظر تهمة يسوع:
لانه علم انهم اسلموه بسبب الحسد [متى27، 18] أيّ أنّ بيلاطس علم أنّ تهمة يسوع من طرف اليهود كانت بسبب الحسد.
و انظروا النصّ اليونانيّ، حين يذكر الحسد:
εγινωσκεν γαρ οτι δια φθονον παραδεδωκεισαν αυτον οι αρχιερεις

تهمة باراباس:φονον
تهمة يسوع:φθονον

ماذا فعل كتبة الأناجيل؟
قاموا بإضافة حرف واحد و هو حرف التاتا θ فكانت الكلمة: phonon فصارت phtonon فتغيّر المعنى تماما، و لكن و رغم ذلك فإنّهم قدّموا لنا صورة طفوليّة لا ترقى لشخصيّة بيلاطس! فهو يعرف أنّهم أسلموه بسبب الحسد و رغم ذلك يصلبه، هل يوجد استهزاء أكثر من هذا؟
الرومان الذين يطبّقون القانون بدقّة و ساهموا في الحضارة الإنسانيّة بالعلوم القانونيّة و الإداريّة، و المحافظ بيلاطس الذي يطبّق القانون في أورشليم، لا يجد أيّ تهمة على يسوع، بل يقول أنّه بريء من دمه، و رغم ذلك يصلبه نزولا عند رغبة اليهود، هؤلاء اليهود الذين قتل منهم أعدادا بالجملة في مواطن أخرى و لا يقيم لهم وزنا، نراه الآن يبدو مضطرّا و ضعيفا و نازلا عند رغبتهم!
بل صار بيلاطس هنا يهوديّا أكثر من اليهود!
و صار اليهود هنا رومانيّين أكثر من الرومان! [حيث يطالبون بصلب من تحدّى روما]

كلّ هذه الرواية تشير إلى أنّ بيلاطس هو الذي قبض على يسوع و هو الذي صلبه، و باراباس و يسوع هما شخص واحد قسمهما كتبة الإنجيل إلى شخصيّتين، و بيلاطس لا يتسامح مع من يتحدّى و يثور ضدّ روما خاصّة أنّ الإشاعات متواترة بين اليهود عن المخلّص الذي سيظهر و يحرّرهم، لذلك كلّما رفع أحد رأسه ليدّعي الملوكيّة انقضّ عليه الرومان مباشرة، و يسوع قد تمّ صلبه مع قاتلين آخرين حيث لهما تهمة يسوع نفسها لذلك صلبوا جميعهم مع بعض.
ربّما لو لم يوجد يسوع ’’المسيحيّ’’ أي كما تقدّمه المسيحيّة لنا، كرجل يكره العنف و يحرّض على الخير و المحبّة، قلت لو لم يوجد لأوجده بيلاطس أصلا! ففي مصلحته أن يأتي رجل و يقول أنّه المسيح لكن بطريقة ’’معنويّة’’ و يأمر بإعطاء لقيصر ما لقيصر [كما تزعم الأناجيل] و يمنع حمل السيف، فهذا الرجل سيكون في مصلحة روما و ليس ضدّها و لو وجد لسانده بيلاطس بل و قام بحمايته و وفّر له كلّ ما يلزم.
لكن يسوع لم يكن كذلك.

يتبع.........................

1- Deissmann's Licht vom Osten, 4e éd., 1923, p. 62
نقلا عن: http://assoc.pagespro-orange.fr/cercle. ... /Celse.htm
2-المصدر السابق
3-المصدر السابق
4-سبق ذكره/ص 218



  رد مع اقتباس
قديم 07-31-2014, 03:47 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [14]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

إثنان أهل الأرض: ذو عقل بلا ** دين، و آخرُ دَيِّنٌ لا عقل لَهْ
أبو العلاء المعرّي

وجود المسيحيّين هو الدليل على عدم وجود الله!
Louis Scutenaire / 1905-1987


Mors turpissima crucis:الصلب، العقوبة الكبرى

عقوبة الصلب هي عقوبة ذات أصول شرقيّة استوردها الإغريق من الفرس و ربّما من الفينيقيّين و انتقلت إلى القرطاجنيّين و منهم استوردها الرومان، و يصفها فلافيوس فيقول: هي أقسى أنواع الموت [حروب اليهود2، 6، 203]

و قد تمّ اكتشاف سنة 1968 في القدس بقايا عظام شخص مصلوب ’’1’’ يعود إلى الفترة الرومانيّة ممّا ساعد العلماء على فهم كيفيّة الصلب التي كان يقوم بها الرومان.
كان الرومان يدقّون المسامير في أسفل ذراع الضحيّة [و ليس كالصور التي نراها في الكنائس الآن التي تصوّر المسامير في بطن كفّ يسوع] و الغرض من ذلك هو أن تظلّ الضحيّة معلّقة أقصى قدر ممكن من الوقت، أمّا لو كانت المسامير مدقوقة في كفّها فلن تستطيع حمل الجسد و تتمزّق يده و تسقط الضحيّة من على الصليب.
إذن فإنّ المسمار يتمّ إدخاله أسفل الذراع و فوق الكفّ [في المفصل] لكن في مكان محدّد و دقيق، حتّى لا يقطع المسمار الأوردة الدمويّة فيحدث نزيف تموت على إثره الضحيّة بسرعة، و هو عكس هدف الصلب الذي يجعل الضحيّة تتألّم أكبر وقت ممكن دون أن تموت، قد تصل إلى يومين، لذلك فهم يدقّون المسمار في مكان محدّد، يمنع أن يحدث للضحيّة نزيف كبير يؤدّي إلى إغمائه ثمّ موته بسرعة، و يمنع كذلك سقوط جسده و تمزّق كفّه.
و المسمار في الساق يتمّ دقّه في الخلف أي في عقب الساق، و هو أيضا مكان مختار بدقّة يحافظ على توازن الجسد و لكن ليس لحمله و يمنع النزيف الكثير.
يتمّ تعرية الضحيّة تماما من ملابسها و جلدها ثمّ صلبها، و الوفاة تكون إثر عوامل الكسور و التعب و الإنقباضات العضليّة و فراغ الجسد من الماء تحت أشعّة الشمس و النزيف البطيء، و في الأخير الإختناق الذي تسبّبه وضعيّة الذراعين المفتوحتين التين تحملان الجسد، و تجعل التنفّس صعبا مع مرور الوقت، فتعتمد الضحيّة على قدميها لتقف قليلا و تحمل العبء عن اليدين فتزداد تألّما بسبب المسامير في القدمين، و هذه العوامل يمكن الإسراع فيها أو جعلها بطيئة جدّا حسب الحالات، حيث في حالة الإسراع يقوم الجنود بكسر ركبتي الضحيّة ممّا يؤدّي إلى خلق ضغط كبير على القفص الصدري يعجّل في الوفاة.
و الرومان لا تهتمّ بمصير المصلوب بعد وفاته بل تتركه على الصليب، تنهشه الكلاب الضالّة و العقبان، لكن الشريعة اليهوديّة تشير إلى ضرورة إنزاله و دفنه: واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلّق ملعون من الله [التثنية21، 22-23] رغم أنّ الآية تشير هنا إلى قتل الخاطئ ثمّ صلب جثّته، و ليس كما تفعل الرومان فإنّه في كلّ الحالات تطبّق عليه الشريعة اليهوديّة و يتمّ إنزاله و دفنه كما حدث مع يسوع.
و القانون الرومانيّ يمنع تطبيق عقوبة الصلب على المواطنين الرومان و إنّما فقط على غيرهم و خاصّة الثوّار الأجانب الذين يهدّدون الدولة.
و أمر الصلب يأتي مباشرة من الحاكم الرومانيّ، كما حدث مع يسوع، فيتمّ نزع ملابسه و القيام بجلده، و الجلد هنا لا يقلّ وحشيّة عن الصلب حيث يروي أحد الكتّاب المجهولين من القرن الثاني ميلادي تحت اسم Martyre de Polycarpe حادثة عن جلد الرومان لبعض المسيحيّين فيقول: تمّ تمزيق جسدهم بالسوط حتّى أنّنا نستطيع -عبر الجروح- رؤية الأوردة و العروق ’’2’’
إذن فبعد أن يقوم الجنود بجلد يسوع، و لا بدّ أنّه كان معه شخصان اثنان أيضا و هما الذان صلبا معه، فإنّه عليه أن يحمل الصليب و يذهب به إلى المكان المعدّ له، فيمشي عاريا تماما بجسده الممزّق من أثر السوط و يقوم الجنود بدفعه ليسرع و البصاق عليه و ضربه أمام أعين الجماهير،و التنكيل به، و هذا هو الغرض من التشهير به، فهو إنذار لكلّ من تسوّل له نفسه الثورة أو التفكير في الثورة ضدّ روما، و من يفعل ذلك فهو يعرف ماذا ينتظره.
الرؤية المسيحيّة تتّفق على مشي يسوع حاملا صليبه، لكن لو دقّقنا جيّدا في إنجيل مرقس الأصلي باليونانيّة، نراه يشير إلى عدم قدرة يسوع على المشي أصلا من أثر التعذيب: فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه [مر15، 21] فهذا الرجل هو الذي يحمل الصليب و ليس يسوع، لكن حسب لوقا أراد تصحيح الأمر قليلا ليوافق المشهد رؤيته قال أنّ يسوع هو الذي يحمل الصليب بمساعدة سمعان القيرواني، لكن الإنجيل حسب يوحنّا ربّما لم تعجبه هذه الفكرة التي قام بها حسب لوقا و ربّما رأى أنّها قد تتناقض مع رؤيته، فقال أنّ يسوع حمل صليبه وحده.
لكن لنعد إلى إنجيل مرقس و تحديدا إلى الآية 20 من الإصحاح 15، حيث يقول:
20 وبعدما استهزؤوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. 21 فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه.22 وجاءوا به الى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة.

أغلب الترجمات تستعمل كلمة : ’’جاءوا به’’ لكن لو عدنا إلى النصّ الأصلي باليونانيّة لوجدناه يقول:
και φερουσιν αυτον επι τον γολγοθαν τοπον ο εστιν μεθερμηνευομενον κρανιου τοπος

و الترجمة الحرفيّة للكلمة هي: احتملوه. ’’3’’و تعني بطبيعة الحال أيضا: قادوه، جاءوا به إلخ... لكن معناها الحرفيّ في طبقته اللغويّة الأولى يعني: حمل الشيء، أي أنّ الجنود الرومان حملوا يسوع حملا فلم يعد يستطيع الوقوف على قدميه أصلا من شدّة التعذيب، لكن لا ينفي أنّهم يلقونه على الأرض بين الفينة و الأخرى ليمشي وحده، بينما على الأغلب ليس هو من حمل الصليب.[و هذا الأمر ضدّ المعتقد المسيحيّ]
و الطريق التي مشى فيها يسوع و تسمّى طريق الجمجمة، و تسمّى كذلك طريق الآلام، يزورها السيّاح إلى اليوم و يقرؤون فيها الكتاب المقدّس و يترنّمون، لكن هذا المكان ليس تاريخيّا!
في الحقيقة فإنّ هذا المكان تمّ تحديده في القرن الرابع ميلادي حين اعتنق قنسطنطين المسيحيّة فأمر بالبحث عن طريق الآلام و عن قبر يسوع و تكفّل بهذا الأمر الأسقف ’’ماسير’’ Saint Macaire و لكنّه لم يجد شيئا في الأرشيف الرسمي لروما يشير إلى هذا المكان، فأخذ يصلّي طول الوقت و يدعو الله أن يكشف الله له هذه الأمكنة، و فعلا رأى في الحلم [!]المكان الذي عبر منه يسوع و كذلك قبره، فأخبر الأمبراطور و صار ذلك المكان رسميّا، اعتمادا على حلم و ليس على حقيقة أركيولوجيّة أو تاريخيّة! هذا إن صحّ أنّه قد رأى فعلا شيئا في الحلم و لم يقم باختلاق هذه الأمكنة لتمتين عقيدة الشعب، بل و وجد أيضا هذا الأسقف الصليب الذي صلب عليه يسوع! و هذا جهل كبير بالتاريخ في تلك الفترة أو أنّه يعلم و لكنّه أخذ الناس على قدر عقولها، كما يقول المثل.
و قد حاول الأركيولوجيّون البحث عن المكان الصحيح، لكن لم يكن عندهم إلاّ نصّ يوحنّا حيث يعطي إشارة طوبوغرافيّة عن المكان فيقول: المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة [يو19، 20] و في موضع آخر يضيف: وكان يوجد بستان في الموضع الذي صلب فيه [يو19، 41] لكن بعض الباحثين لم يأخذوا كلامه مأخذ الجدّ، و لم يعتبروه إشارة إلى مكان حقيقيّ و إنّما هو كلام يدخل في رؤية حسب يوحنّا الدينيّة التي ترى أنّ الصليب هو شجرة الحياة المغروسة في وسط الجنّة، و الجنّة هي البستان، لذلك ذكره حسب يوحنّا و ليس اعتمادا على مكان حقيقيّ.
تجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد رجل مسيحيّ واحد كان شاهد عيان على الطريق التي مشى فيها يسوع، فتقدّمه لنا الأناجيل يمشي إلى الصليب في وحدة كاملة بين اليهود و الرومان، و يبدو أنّ المصحّحين فيما بعد لاحظوا هذا الأمر فأدخلوا العنصر النسائيّ كشهود عيان بقين يراقبن من بعيد، و أسماء هاته النساء تختلف عند مرقس و لوقا و متّى، لكن الذي يلفت الإنتباه بشدّة هو أنّه لا أحد يذكر فيهم حضور مريم أمّه و لا أيّ شخص من الحواريّين،[و هذا الأمر يدعّم رأينا عن حركة المقاومة التي يرأسها يسوع، و بالتالي فأتباعه قد فرّوا بوصفهم مطلوبين عند روما] و يبدو أنّ يوحنّا لاحظ هذا الأمر فأدخل مريم في الصورة و جعلها تحت الصليب تراقب مع أحد تلاميذ يسوع [حتّى تكون الرواية فيما بعد قائمة على شهود عيان مسيحيّين].
تجدر الإشارة إلى أنّ أغلب المشاهد الموجودة في حكاية صلب يسوع مأخوذة من العهد القديم، و يضيق المقام عن ذكرها كلّها هنا، و كأنّ كتبة الأناجيل يقرؤون و يقرؤون العهد القديم اليونانيّ [و خاصّة سفر اشعياء]و يروون الحكاية عن يسوع،[ممّا دفع البعض أن يقول: لولا سفر إشعياء لما وُجدتْ المسيحيّة] و بما أنّهم لا يعتمدون على أحداث تاريخيّة بل على نبوءات فهم يختلفون حتّى في آخر كلمات قالها يسوع، فلوقا يقول: ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا ابتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا اسلم الروح [لو26، 46]
بينما يوحنّا يقول: قال [يسوع] أنا عطشان ، و بعد أن سقاه الجنديّ بعض الخلّ يقول يوحنّا: فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل.ونكس راسه واسلم الروح [يو19، 28-30]
بينما مرقس [و اتّبعه متّى] له رأي آخر حيث يذكران أنّ يسوع قال: الهي الهي لماذا تركتني [مرقس15، 34]ثمّ بعد أن سقوه خلاّ صرخ يسوع و مات.
هذه الإختلافات و غيرها في كامل الأناجيل دفعت الفيلسوف Porphyre في القرن الثالث ميلادي أن يقول: إنّه من الواضح أنّ هذه القصّة غير صحيحة [أي مشاهد صلب يسوع] أو أنّها تجميع لقصص متعدّدة عن مصلوبين آخرين، أو عن شخص يموت و لا يهتمّ به أحد من الشهود، و لكن لو كان هؤلاء الشهود غير قادرين على رواية كيفيّة موت [يسوع] ، و أنّهم لم يقدّموا لنا سوى رواية أدبيّة [و ليس حقائق تاريخيّة]، فإنّه حتّى الروايات الأخرى في الأناجيل لا تستحقّ أن نثق فيها. ’’4’’ مع العلم أنّ هذا الفيلسوف [و هو ملحد نسبيّا] يعتبر إله المسيحيّة سخيفا و غير عقليّ من وجهة نظر دينيّة بحتة، و من وجهة نظر فلسفيّة متسامية.

كنت قد ذكرت في بداية البحث أنّ يسوع حين قال: إلهي، إلهي، لم تركتني، فلأنّه ربّما كان يقصد يوحنّا المعمدان - إن صحّت هذه الرواية بالطبع- و هناك أيضا احتمال آخر و هو إمّا أنّه بدأ يقرأ المزمور رقم 22 قبل موته أو أنّ مرقس و متّى قوّلاه ذلك اعتمادا على هذا المزمور الذي يقول على لسان داود:
الهي الهي لماذا تركتني
بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري
الهي في النهار ادعو فلا تستجيب
في الليل ادعو فلا هدوء لي
وانت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل

و يقول هذا المزمور فيما بعد و الذي يبدو أنّهما بنيا عليه حكاية صلب يسوع:

16لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يديّ ورجليّ. 17 احصي كل عظامي.وهم ينظرون ويتفرسون فيّ. 18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون 19 اما انت يا رب فلا تبعد.يا قوتي اسرع الى نصرتي.

و ربّما أراد يسوع قراءته كدعاء أخير إلى الله [و هذا بالطبع غير ما تقوله المسيحيّة عن أنّ الأمر كان مخطّطا من قبل لتخليص العالم، فالرجل [أي يسوع]في سكرات الموت يدعو الله ليخلّصه،و ليسرع إلى نصرته، فجعلوه ابن الله الذي جاء لتخليص العالم]

لن نتعرّض إلى دفن يسوع و قيامته فهي أسطورة و لا تستحقّ التوقّف عندها، و سنقدّم عرضا سريعا للأحداث لنرى كيف انبثقتْ المسيحيّة منها و خاصّة مع بولس الذي سنفرد له الفصل القادم.
شهدت السنوات 40 و 50 و 60 بعد الميلاد اضطرابات عنيفة، و الإنتظارات المسيانيّة [أي مجيء المسيح مخلّص إسرائيل] كانت في ذروتها، و تكاثر الذين يعلنون عن نهاية العالم و قرب مجيء الملكوت، حتّى قام كلود بطرد اليهود من روما [بسبب تطلّعاتهم المسيانيّة] ، ثمّ انفجرتْ سنة 66 ميلادي الثورة اليهوديّة الكبرى في فلسطين، و من ضمن الثائرين يوسفيوس فلافيوس نفسه الذي روى لنا ذلك فيما بعد، و أحد قادة الثورة هو مناحيم بن يهوذا الجليليّ،[افترضنا في بداية البحث أنّه أخو يسوع] و مناحيم تعني الفارقليط، و استطاع [بين 66-67] الإستيلاء على قلعة مصعدة و قتل كلّ الجنود الرومان و كذلك قلعة أنطونيا، ثمّ دخل أورشليم على أنّه المسيح و استقبله الشعب بسعف النخيل [هذا المشهد تذكره الأناجيل عن يسوع] لكنّه كان جائرا جدّا -كما يصف فلافيوس- و تمّ قتله بيد الشعب نفسه، و تمّت محاصرة أورشليم بأربعة جحافل، الجحفل رقم 15 جاء من مصر، و الجحافل رقم 5 و 10 و 12 جاءوا من سوريا، و قطعوا فلسطين تماما عن العالم الخارجيّ، حتّى انتشرت المجاعة في الداخل بسبب الحصار و يشير فلافيوس [الذي كان يتابع الحصار بعد أن انضمّ إلى الجانب الروماني و صار مقرّبا من الحاكم] إلى حالات ’’كانيباليّة’’ لأناس أكلوا لحوما بشريّة، أمّا من يحاول الفرار إلى الخارج فإنّه يقع في قبضة الجنود الرومان، و يشير فلافيوس إلى أنّ العدد كان تقريبا 500 شخص كلّ يوم يفرّ، و لكن يتمّ القبض عليهم و صلبهم على عين المكان حتّى أنّه لم تظلّ شجرة واحدة موجودة فكلّها تمّ قطعها و صنع صلبان بها.
في الداخل كان ’’الثائرون أو المتعصّبون’’ [الذين كان ينتمي إليهم يسوع كما أشرنا] يقودون هذه الحركة الشعبيّة و يرفضون كلّ مفاوضات مع الرومان، و يشير فلافيوس إلى أنّهم قبلوا في الأخير إحدى المفاوضات و حين وضع أحد الفيالق الرومانيّة اسلحته كما هو مكتوب في المعاهدة، غدر بهم الثوّار و ذبحوهم، فازدادت الأوضاع تعقيدا، و في قيصريّة قام المواطنون بالقبض على كلّ شخص يهوديّ و ذبحه [يشير فلافيوس إلى 20 ألف شخص قُتلوا، و أظنّه مبالغا فيه قليلا] و في صيف سنة 70 ميلادي استطاع الرومان إحداث فجوات في الحصون و من ثمّة دخلوا إلى المدينة و حطّموها عن بكرة ابيها و سوّوا بمعبد أورشليم الأرض و لم يبقوا إلاّ ثلاثة أبراج لا تزال قاعدتها مرئيّة إلى اليوم، لكن الحروب لم تنته و صارت حروبا أهليّة، اليهود ضدّ اليهود و اليهود ضدّ الرومان.
في خضمّ هذه الإضطرابات و الدماء و الحروب، انبثقت رؤية و نظرة جديدة-قديمة، و هي أنّ الملكوت القادم هو ملكوت روحيّ و ليس أرضيّا، و الخلاص ليس ماديّا بل معنويّ، و الشخص الذي تبنّاها و شكّلها و صارت بعده دينا رسميّا، اسمه بولس، و هو الذي سنتعرّض إليه في الفصل القادم.

يتبع............................

1- James Tabor/ سبق ذكره/ ص 227
2-Gerard Mordillat/ سبق ذكره/ ص 81
3- راجع استعمال مرقس لها في 11، 7 حيث يقول:
فأتيا بالجحش الى يسوع وألقيا عليه ثيابهما فجلس عليه.
و المعنى هو :حملا الجحش إلى يسوع، :
και φερουσιν τον πωλον προς τον ιησουν
And they brought the colt to Jesus

4-المصدر رقم 2/ ص 93



  رد مع اقتباس
قديم 07-31-2014, 03:49 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [15]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

لا يختلف باحثان اثنان محايدان على أنّ بولس هو مؤسّس الديانة المسيحيّة و ليس يسوع، و قد ذهب
Oxford Dictionary of the Chrisyian Church إلى القول: [بولس] مؤسّس كلّ المنظومة العقائديّة و الدينيّة الموجودة في رسائله ’’1’’ و هذا كلام خطير بطبيعة الحال خاصّة إذا صدر من مثل هذه المؤسّسة، و لكن قبل ذلك علينا أن نعرف من هو بولس و ماذا كتب و على ماذا اعتمد في تأسيسه للمسيحيّة.
نحن لا نعرف شيئا عنه خارج الكتابات المسيحيّة و لكن لا يشكّ المختصّون في تاريخيّة هذه الشخصيّة و وجودها، و تدخل كتابات بولس ضمن المؤلّفات القانونيّة التي تعترف بها الكنيسة، بل هي من إحدى دعائم و لبنات المسيحيّة، و كتابات بولس هي التالية:

1- الرساله إلى افسس
2- الرسالة إلى فيلبي
3- الرسالة إلى كولوسي
4-الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي
5-الرسالة الثانية إلى اهل تسالونيكى
6-الرسالة إلى رومية
7-الرساله الاولى إلى تيموثاوس
8-الرساله الاولى إلى اهل كورنثوس
9-الرسالة الثانية إلى تيموثاوس
10-الرساله الثانيه إلى أهل كورنثوس
11-الرسالة إلى تيطس
12-الرسالة إلى أهل غلاطيه
13-الرسالة إلى فيلمون
14-رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين

و هي 14 رسالة، لكن و حسب المختصّين، مثل Geza Vermes الاختصاصيّ العالميّ في مخطوطات قمران و الذي سنعتمد كثيرا على بحثه القيّم في هذا الفصل يقول: رسالة بولس إلى العبرانيّين متّفق عليها بالإجماع في النقد الأكاديمي أنّها ليست لبولس (...) أمّا رسائله إلى ثيموثاوس الأولى و الثانية تُعتبران مكتوبتين بعده و لكن مؤسّتان على أفكاره، أمّا الرسالة إلى أفسس و الرسالة إلى كولوسي فهما على ما يبدو من الكتابات الأبوكريفيّة المتأخّرة قام شخص مجهول بتقليده و نسبة الرسالتين إليه، و عليه فإنّ الرسائل التي يرى المختصّون أنّها من كتابة بولس: الرسالة إلى روميّة، الأولى و الثانية إلى كورنثوس، إلى أهل غلاطية، إلى فيلبي، إلى فيلمون، الرسالة الأولى لتسالونيكي و ربّما الثانية كاحتمال ممكن ’’2’’

إذن يتبقّى لنا تسع رسائل يمكن أن نعتبر بولس كاتبها، بين 50 و 60 ميلادي، أمّا الرسائل الأخرى فهي منسوبة إليه، و غنيّ عن الذكر أنّ بولس لا يعرف شيئا عن يسوع التاريخيّ الذي تقدّمه لنا الأناجيل و لا عن عذروايّة مريم [فتدوين هذه الأحداث يبدأ بعده مع حسب مرقس حوالي 75 ميلادي] و إنّما بولس يتحدّث عن يسوع من وجهة نظر أخرى سنراها في هذا الفصل بعد أن استثنينا الرسائل المنحولة عليه، و حسب أعمال الرسل فبولس مولود في طرسوس بجنوب تركيا و هو مواطن رومانيّ بالولادة لكنّه يهوديّ من سبط بنيامين يتبع مذهب الفريسيّين و يفخر بأنّه كذلك، و هو متمكّن من العهد القديم، و يعتمد على تأويله الخاصّ، فهو قادر مثلا على أن يقوم بتأويل النصّ التوراتي ليوافق رؤيته فيجعل اليهود من أبناء هاجر و المسيحيّن من أبناء سارة الحرّة [غلا4، 21-31] و يشكو بولس من مرض يسمّيه ’’ملاك الشيطان’’ [2كو12، 7] و قد اعتبر بعض الباحثين أنّ بولس يشكو من مرض الصرع، أمّا عالم النفس Jung و هو مؤسّس علم النفس التحليلي و صاغ بعض المصطلحات مثل ’’الوعي الجماعيّ’’ ، و في تحليل شخصيّة بولس فقد ذهب إلى الأصول ’’النفسيّة-الجينيّة’’ Origine psychogénétique إلخ..’’3’’ و نحن لا نستبعد إصابة بولس بمرض الصرع الذي يعتبره شوكة في جسده [يذهب بعض المسيحيّين إلى التأويل المجازيّ لنفي هذا المرض] حيث تنتابه بعض الرؤى و التهيّؤات كرؤيته ليسوع أوّل مرّة و اعتقاده بأنّه أرسله و يتكلّم أحيانا بلسان يسوع نفسه رغم أنّه لم يره و لم يلتق به أبدا، أي أنّه في حالة توحّد أو ’’صوفيّة’’ مع فكرة المسيح المخلّص التي استولتْ على تفكيره، و أحيانا يذهب به الجنون أو التصوّف إلى التكلّم بلغة غير مفهومة، يعتبرها لغة الملائكة [1كو13، 1] و هي تسمّى Glossolalia حيث يتكلّم الشخص الذي بصدد الصلاة لغة غير معروفة إطلاقا يعتقد أنّها تترجم تماما الحالة النفسيّة للمصلّي، [و من الممكن أنّ الشخص نفسه لا يفهم ماذا يقول] و هو يعتقد تماما في هذه الطريقة ’’الغيبيّة’’ في التواصل و يعلم أنّها قد تكون مصدر سخريّة لمن يستمع لهذه الكلمات العجيبة: فان اجتمعت الكنيسة كلها في مكان واحد وكان الجميع يتكلمون بألسنة [غريبة] فدخل عاميون او غير مؤمنين أفلا يقولون انكم تهذون. [1كو14، 23]
فشخصيّة بولس هي شخصيّة صوفيّة بامتياز، و تطلق النفس في آفاق ’’التجلّيات’’ بلا حجب أو حدود، و لكن كيف لرجل يهوديّ يعرف العهد القديم معرفة تامّة بل يضيف عليه و يتصرّف فيه، أن يؤمن بإمكانيّة أن يكون لله إبنا و هو أمر غير مطروح إطلاقا في الشريعة اليهوديّة؟
بعد استثنائنا للرسائل التي لم يكتبها بولس -كما أشرنا أعلاه- نلاحظ أنّ مفهوم بولس للمسيح يختلف عن الفكرة السائدة عنه حاليّا و عن الفكرة التي قدّمتها الكنيسة، فهو يعتبر أنّ المسيح فوق مستوى البشر لكنّه بالمقابل يعتبره أقلّ مستوى من الله، فطرحه يختلف تماما عن طرح يوحنّا: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. [يو1، 1] فإن كان الطرحان يتشابهان في المصطلحات فإنّ جوهر الفكرة مختلف.

المسيح في تصوّر بولس:

المسيح عند بولس هو آدم الثاني، فكما بدأ البشر بآدم الأوّل، فقد بدؤوا عهدا جديدا بآدم الثاني الذي هو المسيح، لكن علينا أن نفهم جيّدا قصد بولس، فهو يبدأ الرسالة إلى أهل روميّة هكذا: بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا الذي يبشّر بإنجيل الله ، و لكن لنستمع ماذا يقول بعدها مباشرة: 2 الذي سبق فوعد به بانبيائه في الكتب المقدسة 3 عن ابنه.الذي صار من نسل داود من جهة الجسد 4 وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات.يسوع المسيح ربنا.

في الحقيقة فإنّ فهمنا لهذه الجملة سيوضّح الكثير من الأمور:
وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات.يسوع المسيح ربنا.
who was declared the Son of God with power by the resurrection from the dead, according to the Spirit of holiness, Jesus Christ our Lord,

τοῦ ὁρισθέντος υἱοῦ Θεοῦ ἐν δυνάμει κατὰ πνεῦμα ἁγιωσύνης ἐξ ἀναστάσεως νεκρῶν, Ἰησοῦ Χριστοῦ τοῦ Κυρίου ἡμῶν

لقد وردتْ هذه الكلمة مرّة واحدة في كامل العهد الجديد، و ترجمتها:’’4’’
ὁρισθέντος: determined, declared, not “predestinated,” which is a mistake of the Latin version used by Augustin

فمعنى الكلمة هو الإعلان أو التقرير أو ’’جَعَلَ’’ أي أنّ يسوع صار ابن الله حين قام من الأموات، و ابن الله تعني الاصطفاء و القربى و سنراها لاحقا و لكن لنظلّ مع كلمة ὁρισθέντος : منذ القرون الأولى تساءل رجال الكنيسة الأوائل عن معنى هذه الآية دون أن يصلوا إلى إجماع (...) Calvin قال أنّ الفعل يعني ’’أعلن’’ أو إن أردنا أن نصبح دقيقين أكثر فهو يعني ’’قرّر’’ و كأنّه يقصد أنّ سبب تسمية يسوع ابن الله هو قيامته من بين الأموات [و هو فعلا ما يقصده بولس و ما سنراه فيما بعد] أمّا لوثر فقد قال أنّها تعني predestinated و لكنّه يضيف أنّ هذه الكلمة غير جيّدة في هذا الإستعمال (...) و حسب Fitzmyer فإنّ الكلمة تعني ’’جعل’’ و ’’قرّر’’ و لا علاقة لها بـ predestinated إلخ.. ’’5’’
كما نلاحظ فإنّ المؤمنين يؤوّلون الكلمة حسب عقيدتهم، لكنّها تعني أنّ يسوع لم يكن ابن الله و صار ابنه بعد قيامته.
و نحن لن نعتمد فقط على كلمة واحدة خاضعة للتأويل لنبيّن أنّ نظرة بولس إلى المسيح تختلف عن النظرة الحاليّة و إنّما سنقدّم أيضا رؤيته كاملة.
حين يقوم بولس بالصلاة فإنّه دائما يتوجّه إلى الله مباشرة، فحدسه اليهوديّ الموحّد يجعله يفرّق بين يسوع و الله:
يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.(...) لأنّ منه وبه وله كل الاشياء.له المجد الى الابد.آمين [رو11، 33-36]
وللّه أبينا المجد الى دهر الداهرين.آمين [فيليبي4، 20]
فاطلب اليكم ايها الاخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح ان تجاهدوا معي في الصلوات من اجلي الى الله [رو15، 30]
اشكر الهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح [1كو1، 4]
اشكر الهي اني اتكلم بألسنة اكثر من جميعكم. [1كو14، 18]
وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة وهكذا يخرّ على وجهه ويسجد للّه مناديا ان الله بالحقيقة فيكم [1كو14، 25]

إلخ... فالشواهد كثيرة، إذن فحين يتقدّم بولس بالصلاة أو حين يتعرّض إلى صفة جوهريّة من صفات الله فإنّه يخصّص الخطاب مباشرة إلى الله أو عن طريق المسيح لكن يبدو لنا واضحا جدّا كيفيّة تفريق بولس بين المسيح و الله.
فالمسيح في تصوّر بولس هو الجسر المؤدّي إلى الله، أو هو الطريق الصحيح أو هو الإبن المثال الذي يجب اتّباعه، و رغم أنّه يرفعه عن مستوى البشر فإنّه يجعله أقلّ من مستوى الله: ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح.واما راس المرأة فهو الرجل.وراس المسيح هو الله.[1كو11، 3]
و بولس يبني رؤيته على المسيح كمثل الرؤية الصوفيّة، أي توحّد الإنسان مع الله، و عند بولس فالإنسان أو بالأحرى الفكرة المثال التي هي المسيح، فالمسيح متوحّد مع الله، بوصفه الطريق التي تؤدّي إليه، أو بوصفه النور أو الكلمة الحقيقيّة لله، لكن يظلّ هناك فرق بين الكلمة و النور و بين مصدرهما، حيث إن طهّر الإنسان نفسه و تتبّع تعاليم المسيح يصبح هو أيضا ابن الله و جزءا من الله، لكن دائما هناك فرق ففي الأخير لا يظلّ إلاّ الله، و لنستمع لهذا الطرح الصوفيّ بامتياز:
لانه كما في آدم يموت الجميع [الجسد الخاطئ]هكذا في المسيح سيحيا الجميع.[المسيح هو الطريق إلى الحياة و هو النور] ولكن كل واحد في رتبته.المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه. وبعد ذلك النهاية متى سلم الملك للّه الآب متى ابطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة. لانه يجب ان يملك حتى يضع جميع الاعداء تحت قدميه. آخر عدو يبطل هو الموت. لانه اخضع كل شيء تحت قدميه.ولكن حينما يقول ان كل شيء قد أخضع فواضح انه غير الذي اخضع له الكل. ومتى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل [1كو15، 22-28]
-------------------------------------------

أمّا عن كلمة ابن الله فكلّ شخص يمكن أن يكون ابن الله و ليس فقط يسوع، أي أنّ التسمية رمزيّة: لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع [غلا3، 26] فالمسيح هو ابن الله الأوّل الذي عرفه ومن ثمّة نصير كلّنا ابناء الله حين نعرفه بفضل المسيح، هذه هي فكرة بولس الجوهريّة التي نجدها في كتاباته الأصليّة وليس التي أضافها تلاميذه أو رجال الكنيسة فيما بعد.
وهذه الفكرة الجوهريّة التي تعتمد على الخلاص في شخص المسيح يمكننا اعتبارها ثورة معرفيّة على التقاليد اليهوديّة السائدة منذ موسى، فأجرة الخطيئة هي الموت [رو6، 23] والجسد دائما خاطئ، لذلك فالموت مكتوب عليه دائما، لكن مع قيامة المسيح اختلفت الأمور، لأنّه قام من بين الأموات وبالتالي هزم الخطيئة واستطاع أن ينال الحياة الأبديّة، فالمسيح هو آدم الثاني، فآدم الأوّل قبل الخطيئة كان لا يموت وما أن أخطأ حتّى صار معرّضا إلى الموت، وامتدّت هذه الخطيئة أجيالا وأجيالا حتّى استطاع المسيح قهرها وقام من الموت لذلك فهو آدم الثاني والذي سيدخل كلّ من يتّبعه في الحياة الأبديّة، ويكون ذلك في البداية بالتعميد، وغنيّ عن القول أنّ التعميد بسكب الماء على الشخص قد أسقط كلّ رؤية بولس، لأنّ التعميد الحقيقيّ هو أن يغطس الشخص بكامله ثمّ ينبثق من الماء وكأنّه انبثق أو تخلّص من الموت وقام من جديد ليدخل في الحياة الأبديّة، فالتعميد الحقيقيّ هو الولادة الكاملة من رحم الماء.
لكن الخطيئة الأولى غير موجودة في التصوّر اليهوديّ، فهذه صناعة بولسية بحتة، فالموت هو من طبيعة الإنسان حسب التصوّر اليهوديّ [بل والتصوّر العلميّ أيضا] وكلّ نفس تحمل الفجور والتقوى [كما نجد في مخطوطة قمران 1QS 3, 18-19 ] ولكن الخطيئة ليست متوارثة جيلا عن جيل بل هذا الفجور والتقوى الموجود في النفس قد خلقه الله أيضا.
فرؤية بولس للخطيئة هي رؤية جديدة لا نجد لها رؤية موازية في التراث اليهوديّ، فمن أين جاء بولس بهذه الرؤية؟
جاءت هذه الرؤية من فهمه للناموس: من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع. 13 فانه حتى الناموس كانت الخطية في العالم.على ان الخطية لا تحسب ان لم يكن ناموس. 14 لكن قد ملك الموت من آدم الى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي [رو5، 12-14] فلولا الناموس لم تكن هناك خطيئة، لولا الشرائع لما كان هناك عقاب، إذن يلزم شيء أكبر وأشمل من الناموس والتشريع، حتّى وإن كان هذا الناموس منزّلا من الله على موسى، لأنّ هذا الناموس يخبرك بأنّ هذا الشيء خير وهذا الشيء شرّ ولكنّه لا يمنعك من فعله، إذن يلزم تطبيق روح الناموس قبل الناموس، يلزم الاعتقاد قبل التطبيق: نعلم ان الانسان لا يتبرر باعمال الناموس بل بايمان يسوع المسيح آمنّا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر بايمان يسوع لا باعمال الناموس.لانه باعمال الناموس لا يتبرر جسد ما. 17 فان كنا ونحن طالبون ان نتبرر في المسيح نوجد نحن انفسنا ايضا خطاة أفالمسيح خادم للخطية.حاشا. 18 فاني ان كنت ابني ايضا هذا الذي قد هدمته فاني اظهر نفسي متعديا. 19 لاني مت بالناموس للناموس لاحيا للّه. 20 مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيّ.فما احياه الآن في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي 21 لست ابطل نعمة الله.لانه ان كان بالناموس بر فالمسيح اذا مات بلا سبب [غلا2، 16-21]
غنيّ عن القول أنّ رؤية بولس المتطوّرة هذه والتي تتّجه نحو جوهر الناموس وليس فقط شكله، وهي ممّا يُحسب له، تتعارض مع رؤية يسوع نفسها في الأناجيل حيث يرفض أن تتغيّر كلمة واحدة من الناموس، ولكنّنا نستطيع دائما إيجاد حلول وتبريرات نغطّي بها هذا التناقض، كما هو موجود في كلّ دين.

يتبع.............

geza vermes/enquete sur l'identité de jesus/ص 63/ الطبعة الثالثة/2003/باريس
2-المصدر السابق
3-Jung And St Paul A Study Of The Doctrine Of Justification By Faith And Its Relation To The Concept Of Individuation/David Cox/1959/London
4-http://www.sacred-texts.com/chr/ecf/107/1070108.htm
5- Erwin Ochsenmeier/Mal, souffrance et justice de Dieu selon Romains /2007ألمانيا/ص 47-48



  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2015, 06:51 PM ones upon the time غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [16]
ones upon the time
عضو جديد
 

ones upon the time is on a distinguished road
افتراضي

مجهود عظيم



  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2015, 09:42 AM فؤاد صباغ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [17]
فؤاد صباغ
عضو برونزي
الصورة الرمزية فؤاد صباغ
 

فؤاد صباغ is on a distinguished road
افتراضي

التفكير الموضوعي هو ان يرى الانسان الامر كما هو والتفكير الذاتي عندما ينظر الى الامور كما يريد. علم المنطق الذي يضع الحد :في الخلافات بين البشر فالتفسير الديني يعتمد على شيء خفي مطلق غير ظاهر فكل شيء منه غير صحيح مجرد وهم بينما العلم قوانين واضحة 1+1=2 اذا الحقيقة عندما يطابق كلام اي انسان على الواقع المحسوس المادي والا فهو وهم



:: توقيعي ::: فؤاد صباغ
(F.S)
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2017, 09:40 AM لؤي عشري غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [18]
لؤي عشري
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية لؤي عشري
 

لؤي عشري is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى لؤي عشري
افتراضي

ينبغي أن نؤكد أنها أطروحة مثيرة للجدل، رغم أني لست عالمًا في اللغات القديمة ولا اللغات. وهي غالبا مثيرة ويمكن رؤية بعض الأمور والنصوص على ضوئها، لكن أطروحة يسوع كابن ليهوذا الجليلي بعيدة جدًّا عن وجود أدلة ملموسة تاريخية عليها على أي حال، ويكشف هذا البحث عن سياق فكر ونصوص المسيحية التاريخي، وأعتقد أن قراءة مخطوطات البحر الميت تكشف لنا الدَيْن الذي تدين به المسيحية للأسينيين بأفكارهم وكتاباتهم اللاهوتية وحتى أدبياتهم وأساليبها التي اقتبس منها الإنجيل، كما اعترف بذلك الأستاذ الجليل المسيحي العقيدة/ أسد رستم، في نسخته الصادرة عن مخطوطات قمران. لكن القول بأن أتباع يسوع نفسه من الثوار أو أنه ابن ليهوذا الجليلي رجم بالغيب ولا يمكن العودة إلى الماضي لمعرفة القصة الحقيقية لنشأة المسيحية وشخصية يسوع أو أيًّا كان اسمه الحقيقية وسماتها وهل كان له وجود أم لا على وجه اليقين. لكن شخصية يسوع بشكلها المسيحي مقتبسة كثيرًأ من شخصية معلم الحق أو الصدق المذكور في مخطوطات البحر الميت، وألاحظ أن الغريب بن ماء السماء ذكر اسم معلم الصدق باسمه في الترجمة الفرنسية الحديثة، وكان أفضل لو ذكره بالترجمة العربية للتوضيح، هناك عدة تخمينات عن شخصية معلم الصدق المذكور في مخطوطات البحر الميت الذي قُتِل حسبما جاء فيها، وهذه أحداث ونصوص قبل عصر المسيحية، حوالي قرن قبل الميلاد.



:: توقيعي ::: سئمت من العرب وتخلفهم الفكري والاجتماعي والعلمي.
كتبي: http://atheismlibrary.blogspot.com.eg/
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2017, 12:37 PM ليل غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [19]
ليل
عضو ذهبي
 

ليل is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
24 ألف شهر من التعاليم الكنائسيّة التي نجحت في تقديم الصورة التي تريدها عن يسوع، رغم التاريخ الأسود من الحروب و محاكم التفتيش و سلطة الكنيسة،فقد ظلّت فكرة المحبّة و السلام في المسيحيّة مسيطرتين في الوعي الجماعيّ، وزادت هذه الفكرة رسوخا حينما تعلْمَنَتْ أوروبا و فصلت الدين عن الدولة و قلّمت مخالب المسيحيّة، أو كما قال danièle sallenave : حين تكون ديانة ما [يقصد الديانات الإبراهيميّة] ديانة معتدلة، فلأنّنا قصصنا جناحها العسكريّ، أو منعناها من استعماله، فالمسيحيّة صارت ديانة معتدلة في فرنسا، حينما وضع القانون حدّا لسلطة الكنيسة.
نسأل السيد الذي يدعي أنه قلم مخالب المسيحية بفصل الدين عن الدولة: لماذا لا نجد صراعاً دامياً بين العلمانية وبين المسيحية.
الكنائس المسيحية في أوروبا ثرية جداً، ولها أتباع كثر، أما كان في وسعها أن تقض مضاجع العلمانية بل أن تقوضها بالعنف والإرهاب؟
لماذا لم نشهد منذ صعدت العلمانية، إرهاباً واحداً من المسيحيين ضدها؟
الدراسة تشتمل على مغالطات كثيرة، أذكر أني أشرت إلى بعضها في جدال لي قديم مع السيد الغريب بن ماء السماء.
سأضحي بوقتي إن شاء أن يجادلني في مغالطاته



  رد مع اقتباس
قديم 03-23-2021, 01:01 AM فتحي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [20]
فتحي
موقوف
 

فتحي is on a distinguished road
افتراضي

ولو ان الموضوع اتفه من ان يرد عليه ولكن لنتسلى قليلا ببعض الهراء السخف الفارغ فيه :

اقتباس:
أوّلا قبل أن نذهب إلى بيت لحم، سنتوقّف قليلا مع الناصرة، هذه المدينة غير مذكورة في أيّ مصدر قبل نهاية القرن الثاني ميلادي، لا في العهد القديم و لا عند المؤرّخين القدامى -يهودا و أجانب- و لا في الخرائط الرومانيّة القديمة، فلماذا تمّت نسبة يسوع إلى هذه المدينة [التي من الممكن أن تكون وهميّة]؟
اللاديني الكافر بالكتاب المقدس "بارت ايرمان" الذي تستشهدوا به حينما يعجبكم كلامه وترموه بالمزبله حينما يهشم هرائكم يقر بحقيقة مدينه الناصره ووجودها ايام المسيح وقبله :

"الناصرة. في عام 2009 ، تم اكتشاف منزل على تلال الناصرة يحتوي على قطع فخارية تعود إلى ما بين 100 قبل الميلاد و 100 م. يخلص التحليل إلى أن "الاكتشافات المسكنية والأقدم للمقابر المجاورة في كهوف الدفن تشير إلى أن الناصرة كانت قرية صغيرة بعيدة عن الطريق تضم حوالي 50 منزلاً على رقعة تبلغ مساحتها حوالي أربعة أفدنة .. يسكنها يهود ذوو إمكانيات متواضعة. " تدحض هذه الاكتشافات بشكل فعال ادعاءات أولئك الذين جادلوا بأن الناصرة لم تكن مأهولة بالسكان في وقت طفولة يسوع ، وأن ذكر الناصرة في العهد الجديد كان من صنع أسطوري للكتاب والمحررين اللاحقين"

1. Nazareth. In 2009 a house was discovered on the hills at Nazareth that contains pottery shards dated to between 100 BCE and 100 CE. The analysis concludes that "the dwelling and older discoveries of nearby tombs in burial caves suggest that Nazareth was an out-of-the-way hamlet of around 50 houses on a patch of about four acres ... populated by Jews of modest means." These discoveries effectively refute the claims of those who have argued that Nazareth was uninhabited at the time of Jesus' childhood, and that the mention of Nazareth in the New Testament was a mythic creation of later writers and editors [Ehrman2012, pg. 216]. Did Jesus Exist?: The Historical Argument for Jesus of Nazareth

اقتباس:
لا يختلف اثنان على أنّ مدينة الناصرة غير مذكورة في أيّ مصدر قبل الأناجيل، و يعطينا لوقا إشارة طوبوغرافيّة لها أهميّة قصوى:

وجاء [أي يسوع] الى الناصرة حيث كان قد تربى.ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ. (...) فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا. فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل. اما هو فجاز في وسطهم ومضى [لوقا5، 16-30]

الناصرة مبنيّة فوق جبل، و قد غضب الذين في المجمع و أخرجوه و كادوا يلقونه من أعلى الجبل غنيّ عن الإشارة أنّ مدينة الناصرة الحاليّة غير موجدودة فوق جبل.
كونك لا تفهم ما تقرأ فهذه مشكلتك :

MOUNT PRECIPICE
Just south of Nazareth in the cliffs of Mt Kedumim is Mount Precipice, the traditional site of the cliff that an angry mob attempted to throw Jesus off of after his bold proclamation in the Nazareth synagogue (Luke 4:16-30).

The site offers a panoramic view of the patchwork Jezreel Valley and Mount Tabor, especially nice at sunrise.

Excavations of Mt. Precipice found Qafzeh Cave with evidence of prehistoric settlement, including 13 Stone Age skeletons from the Neanderthal period. One local legend says that the cave opened up to hide Jesus from the angry mob. Another tradition says that Jesus lept from the mount, landing 9km away on Mt. Tabor, hence the Arabic name for the mount, Jebel Qafzeh which translates to “mount of the leaping.”

In 2009, a 40,000-seat outdoor stadium was added on the north side of the mount for a Mass delivered by Pope Benedict XVI.

https://jesustrail.com/hike-the-jesu...ount-precipice

اقتباس:
يذكر Jules l'africain في بدايات القرن الثالث ميلادي أنّ Thalus كتب حوالي 52 ميلادي:[يوليوس الإفريقي يذكر هذه الشهادة اعتمادا على الكتاب الثالث في التاريخ لطاليس الذي لم يصلنا]

طاليس ذكر في كتابه الثالث في التاريخ أنّ الظلمة التي حدثت كانت بسبب كسوف الشمس.

النقد: لا شيء في هذه الشهادة يشير إلى يسوع و لا إلى حياته و لا إلى أيّ شيء، و إنّما هذه الشهادة تشير إلى حدوث ظلمة اعتبرها طاليس كسوفا للشمس، و إذ تذكر الأناجيل حدوث هذه الظلمة إثر صلب يسوع، و بسببه، فهذا ليس دليلا تاريخيّا على وجود يسوع فلا شيء يمنع أن يكون قد حدث كسوف في ذلك الوقت و قام كتبة الإنجيل بتركيبه على حياة يسوع و اعتبروه معجزة تدعّم كلامهم. تماما كأن أقول: لقد كان في أمريكا نبيّ في القرن العشرين و قام البعض بقتله فأرسل الله عليهم إعصار ’’كاترينا’’ ، ثمّ نجد مؤرّخا يحدّثنا أنّه حدث في إمريكا إعصار اسمه كاترينا منذ سنوات، فهل يحقّ لمن يعتقد في وجود هذا النبيّ أن يدعّم رأيه بأن يقول لنا: الدليل على وجوده هو حدوث هذا الإعصار؟
الشهادة هي: لقد حدث إعصار اسمه كاترينا.
و شهادة طاليس: لقد حدث كسوف للشمس. فقط لا غير.
بعيدا عن نقدك التافه الذي لا قيمه له .. لنقرأ من هم اكبر قيمه منك ومن الهراء الذي تكتبه وهو المؤرخ Dr. Edwin Yamauchi الذي قضى اربعون عاما وهو يقوم بدراسة التاريخ القديم وعلم الاثار في مقابله له مع الصحفي والملحد السابق Lee Strobel في كتابه The Case For Christ :

"في هذه الفقره يقول يوليوس الافريقي "ثالوس في الكتاب الثالث من تواريخه يفسر بان هذا الاظلام ككسوف الشمس بطريقة غيرمعقوله كما تبداو لي" وهكذا قال ثالوس كما يبدو "نعم" بانه كان هناك ظلام في وقت الصلب وخمن بان سببه كسوف الشمس وبعد ذلك يجادل الافريقي انها لم يكن من الممكن ان يكون هناك كسوف للشمس قد حدث وقت عمليه الصلب ، دعني اقتبس لك ما قاله العالم بول ميير في حاشيه على هامش كتابه سنه 1968 بعنوان "بيلاطس البنطي" :

"من الواضح ان هذه الظاهره كانت مرئيه في روما واثينا ومدن اخرى على البحر الابيض وطبقا لترتوليان انها كانت حدثا كونيا او عالميا والمؤلف اليوناني فليجون من كاريا كتب تفسيرا كرونولوجيا اي ترتيب الاحداث بحسب تسلسلها الزمني بعد سنه 137م بقليل ذكر انه في العالم الرابع من الدورة الالومبيه ال 202 اي سنه 33م حدث اعظم كسوف للشمس وانه قد حل الليل في الساعه السادسه من النهار اي عند الظهر حتى ان النجوم ظهرت في السماء وحدث زلزال عظيم في بيثينيه وانقلبت اشياء كثيره في نيقية"

اذن هناك كما اوضح بول ميير شهاده من خارج الانجيل ان الظلام قد حدث وقت صلب يسوع ويبدوا ان معظهم شعروا بالحاجة الى محاولة اعطاء هذا الظلام تفسيرا من الطبيعة بقولهم انه كان كسوف الشمس."

"In this passage Julius Africanus says, 'Thallus, in the third book of his histories, explains away the darkness as an eclipse of the sun-unreasonably, as it seems to me. So Thallus apparently was saying yes, there had been darkness at the time of the Crucifixion, and he speculated it had been caused by an eclipse. Africanus then argues that it couldn't have been an eclipse, given when the Crucifixion occurred. Let me quote what scholar Paul Maier said about the darkness in a footnote in his 1968 book Pontius Pilate," he said, reading these words:

This phenomenon, evidently, was visible in Rome, Athens, and other Mediterranean cities. According to Tertullian ... it was a "cosmic" or "world event." Phlegon, a Greek author from Caria writing a chronology soon after 137 A.D., reported that in the fourth year of the 202nd Olympiad (i.e., 33 A.D.) there was "the greatest eclipse of the sun" and that "it became night in the sixth hour of the day [i.e., noon] so that stars even appeared in the heavens. There was a great earthquake in Bithynia, and many things were overturned in Nicaea."

So there is, as Paul Maier points out,nonbiblical attestation of the darkness that occurred at the time of Jesus' crucifixion. Apparently, some found the need to try to give it a natural explanation by saying it was an eclipse."

اقتباس:
Flavius Josèphe [تاريخ اليهود / الكتاب 18/ الفقرة 63 و 64 ] نهاية القرن الأوّل ميلادي :

في ذلك الوقت ظهر يسوع، رجل حكيم، إن كان يحقّ لنا أن ندعوه رجلا، لأنه كان يصنع العجائب وكان معلماً لمن كانوا يتقبلون الحق بسعادة. وجذب إليه الكثيرين من اليهود واليونانيّين على حد سواء. وكان هو المسيح.
وعندما أصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلب، بإيعاز من رؤسائنا، لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية، إذ أنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء وعن آلاف الأشياء العجيبة بشأنه. وجماعة المسيحيين، الذين تسمّوا باسمه، مازالوا موجودين حتى هذا اليوم.

هذا النصّ هو الشهادة الحقيقيّة الوحيدة الواضحة ضمن كلّ ما سبق والتي تستحقّ التوقّف عندها.

انقسم الباحثون إلى ثلاثة أقسام:
1-النصّ أصلي و قاله جوزيف.
2-النصّ أصلي لكن فيه مقاطع مزيّفة تمّت إضافتها فيما بعد.
3-النصّ مزيّف كلّه.

أغلب الباحثين اليوم يرجّحون الاحتمال الثاني و هو أنّ النصّ مزيّف في بعض الكلمات فقط، و سأضعها بالأزرق: [هناك بعض الاختلافات حول الكلمات الأخرى أيضا و لكن سنورد المتّفق عليه]
يقول Dr. Edwin Yamauchi من نفس المقابله الصحفيه :

"ان العلماء اتجهوا الى ثلاث اتجاهات عن هذه الفقره ، فقد ظن المسيحيون الاول لاسباب واضحه انها تعتبر دليل رائع وصادق جدا ودقيق عن يسوع وقيامته ، لذلك احبوا هذه الفقره لكن القطعة كلها تعرضت للاسئله من قبل العلماء على الاقل اثناء حركة التنوير الفلسفيه في القرن الثامن عشر ، لكن اليوم هناك اجماع رائع بين كل العلماء اليهود والمسيحين ان الفقره كلها اصليه ولو انه لربما قد يكون بها بعض الزيادات ، هذا معناه ان بعض النساخ المسيحين قد ادخلوا بعض العبارات التي لم يكن قد كتبها كاتب يهودي مثل يوسيفوس، فمثلا يقول السطر الاول "في ذلك الزمان عاش يسوع ، انسان حكيم" هذه العباره لم يستخدمها المسيحين عادة عن يسوع لذلك تبدو اصليه وتنسب ليوسيفوس، لكن العباره التاليه تقول "لو كان فعلا ينبغي ان ان يسمى رجلا" فهذا يدل على ان يسوع كان اكثر من انسان لذلك تبدو هذه العباره زياده، "لانه كان واحدا صنع اعمالا فذه مدهشه وكان معلما لاناس يتقبلون الحق بسرور وقد كسب اتباعا عديدين من اليهود ومن اليونانين " ويبدوا ان هذا متفقا مع مفردات يوسيفوس الاسلوبيه والتي استخدمها في اماكن اخرى ويعتبر على العموم اصيل وموثوق به ، ولك هناك بعد ذلك العباره الواضحه والخاليه من الغموض : "انه كان المسيح" فتلك تبدوا زياده اذ انه من غير المحتمل ان يقول يوسيفوس هنا وبشكل قاطع ان يسوع هو "المسيا المنتظر" في حين انه في مكان اخر يقول فقط انه كان "يعلم بانه "المسيا المنتظر من قبل اتباعه" ، والجزء الثاني من القطعه التي تتحدث عن محاكمة يسوع وصلبه وحقيقة ان اتباعه ما زالوا يحبونه ليست باستثنائيه وتعتبر اصليه ثم هناك عباره " وفي اليوم الثالث ظهر لهم وقد عاد الى الحياه" تعتبر ايضا اعلان واضح عن الايمان بالقيامه ولذلك فمن غير المحتمل ان يوسيفوس هو كاتبها وبهذا فهذه العناصر الثلاث تبدوا زيادات ، ان هذه الفقره عند يوسيفوس من المرجح انها كتبت عن يسوع اصلا مع كونها بدون هذه النقاط الثلاث التي ذكرت ومع ذلك فان يوسيفوس يعطينا ادله مؤيده بمعلومات هامه عن يسوع انه كان القائد الشهيد للكنيسة في اورشاليم وانه كان معلما حكميا صنع له اتباع كثيرون ودائمين بالرغم من حقيقة انه صلب تحت حكم بيلاطس بتحريض من بعض زعماء اليهود”

"Scholarship has gone through three trends about it, For obvious reasons, the early Christians thought it was a wonderful and thoroughly authentic attestation of Jesus and his resurrection. They loved it. Then the entire passage was questioned by at least some scholars during the enlightenment.
But today there's a remarkable consensus among both Jewish and Christian scholars that the passage as a whole is authentic, although there may be some interpolations .. That means early Christian copyists inserted some phrases that a Jewish writer like Josephus would not have written, "For instance, the first line says, 'About this time there lived Jesus, a wise man.' That phrase is not normally used of Jesus by Christians, so it seems authentic for Josephus. But the next phrase says, 'if indeed one ought to call him a man.' This implies Jesus was more than human, which appears to be an interpolation, For he was one who wrought surprising feats and was a teacher of such people as accept the truth gladly. He won over many Jews and many of the Greeks.' That seems to be quite in accord with the vocabulary Josephus uses elsewhere, and it's generally considered authentic.
But then there's this unambiguous statement, 'He was the Christ.' That seems to be an interpolation..It's unlikely josephus would have flatly said Jesus was the Messiah here, when elsewhere he merely said he was considered to be the Messiah by his followers.
The next part of the passage-which talks about Jesus' trial and crucifixion and the fact that his followers still loved him-is unexceptional and considered genuine. Then there's this phrase: 'On the third day he appeared to them restored to life.' Again, this is a clear declaration of belief in the Resurrection, and thus it's unlikely that Josephus wrote it. So these three elements seem to have been interpolations.. That the passage in Josephus probably was originally written about Jesus, although without those three points I mentioned. But even so, Josephus corroborates important information about Jesus: that he was the martyred leader of the church in Jerusalem and that he was a wise teacher who had established a wide and lasting following, despite the fact that he had been crucified under Pilate at the instigation of some of the Jewish leaders."

اقتباس:
Cornélius Tacite كتب حوالي 115 ميلادي : [ Annales, 15.44 ]

لقد تمّ اشتقاق اسم المسيحيّين من المسيح Christos الذي حوكم أثناء حكم تيبريوس قيصر، بأمر من الحامي [النائب] بيلاطس.

النقد: لقد وضّح الباحثون أنّ هذا النصّ تمّ تدليسه و ليس أصليّا، و يرون أنّ كاتبه هو Pogge سنة 1429 ميلادي، و هذا الشخص معروف بأنّه من أكبر المدلّسين في المسيحيّة، كما أنّ النصّ فيه خطأ تاريخيّ و هو ذكره لبيلاطس بأنّه ’’الحامي’’ أو ’’النائب’’ procurateur بينما رتبة بيلاطس الحقيقيّة هي ’’المحافظ’’ كما أثبته النقش الذي نقشه على المعبد الذي بناه لشرف تيبريوس و كان فيه: [praef]ectus Juda[eae] أي محافظ منطقة اليهوديّة.كما أنّ هذا النصّ لم يقع اقتباسه من أيّ شخص من رجال الكنيسة قبل Pogge
بعيدا عن نقدك التافه لنقرأ ايضا شهاده المؤرخ Dr. Edwin Yamauchi من مقابلته :

"ان تاسيتوس قد سجل ما قد يعتبر المصدر الاكثر اهميه عن يسوع من خارج العهد الجديد في سنه 115م يذكر بوضوح ان نيرون اضطهد المسيحين واستخدمهم كأكباش فداء ليبعد الشك عن نفسه بانهم من اشعل النيران العظيمة التي دمرت روما سنه 64م .. "نيرون الصق الذنب وانزل اشد انواع العذاب على طائفه مكروهه لبغضهم الشديد، والذين كانوا يدعون من قبل العامه المسيحين وكان المسيح الذي اشتق اسمهم من قبل اسمه نال عقوبة شديده في عهد طيباريوس على يد احد وكائلنا بيلاطس البنطي وكان خرافه مؤذيه جدا تم ايقافها مؤقتا ولكنها ظهرت مره اخرى ولكن ليس فقط في اليهودية المصدر الاول لهذا الشر بل حتى في روما وتبعا لذلك القي القبض اولا على كل من اعترف بهذه التهمه ثم بناء على معلوماتهم ادين عدد هائل منهم ليس فقط لاحراقهم المدينه بل ايضا لكراهيتهم للبشرية "

"Tacitus recorded what is probably the most important reference to Jesus outside the New Testament :

"In A.D. 115 he explicitly states that Nero persecuted the Christians as scapegoats to divert suspicion away from himself for the great fire that had devastated Rome in A.D. 64."

Nero fastened the guilt and inflicted the most exquisite tortures on a class hated for their abominations, called Christians by the populace. Christus, from whom the name had its origin, suffered the extreme penalty during the reign of Tiberius at the hands of one of our procurators, Pontius Pilatus, and a most mischievous superstition, thus checked for the moment, again broke out not only in Judaea, the first source of the evil, but even in Rome.... Accordingly, an arrest was first made of all who pleaded guilty: then, upon their information, an immense multitude was convicted, not so much of the crime of firing the city, as of hatred against mankind."

سأله الصحفي لي ستوربل :

ملاحظة قالها عالم بارز يدعى جي ان دي اندرسن يظن بانه عندما يقول تاسيتوس هذه الخرافه المؤذيه والمزعجة قد اوقفت مؤقتا لكنها ظهرت مره اخرى انه دون ان يدري قدم دليلا على ايمان المسيحين الاوائل بان يسوع قد صلب لكنه بعد ذلك قام وخرج من القبر فهل توافق على كلامه؟

an observation by a leading scholar named J. N. D. Anderson. "He speculates that when Tacitus says this 'mischievous superstition' was 'checked for the moment' but later 'again broke out,' he was unconsciously bearing testimony to the belief of early Christians that Jesus had been crucified but then rose from the grave," I said. "Do you agree with him?"

اجابه المؤرخ Edwin Yamauchi :

"لقد كان هذا بالتاكيد تفسير بعض العلماء ، بصرف النظر عما اذا كانت الفقره كانت تقصد هذا بالتحديد الا انها تقدم لنا فعلا حقيقة جديره بالانتباه وهي ان الصلب كان ابغض مصير يمكن ان يمر به اي شخص وانه كانت هناك حركة مبنيه على رجل مصلوب ولا بد من تفسيرها ، كيف تفسر انتشار ديانه مبنيه على عباده انسان تحمل اذل طريقة موت ممكنه؟ طبعا الاجابه المسيحيه هي انه قام من الموت اما الاخرون فقد جاءؤا بنظرية بديله اذ انهم لا يؤمنون بذلك لكن أيا من وجهات النظر البديلة ، في رأيي ، مقنعة للغاية ، هذه شهاده هامه قدمها شاهد غير متعاطف مع نجاح وانتشار المسيحيه المبنيه على شخصيه تاريخيه يسوع الذي صلب تحت ولاية بيلاطس البنطي ومن المهم ان تاسيتوس ذكر ان عددا هائلا تمسكوا بشدة ايمانهم لدرجة انهم فضلوا الموت عن الارتداد عن هذا الدين"

"This has certainly been the interpretation of some scholars, Regardless of whether the passage had this specifically in mind, it does provide us with a very remarkable fact, which is this: crucifixion was the most abhorrent fate that anyone could undergo, and the fact that there was a movement based on a crucified man has to be explained. How can you explain the spread of a religion based on the worship of a man who had suffered the most ignominious death possible? Of course, the Christian answer is that he was resurrected. Others have to come up with some alternative theory if they don't believe that. But none of the alternative views, to my mind, are very persuasive."
This is an important testimony by an unsympathetic witness to the success and spread of Christianity, based on a historical figureJesus-who was crucified under Pontius Pilate, And it's significant that Tacitus reported that an 'immense multitude' held so strongly to their beliefs that they were willing to die rather than recant."

وتهرف بنقدك العديم القيمه قائلا :

اقتباس:
كتب حوالي 112 ميلادي Pline le Jeune: [ Lettres et Panégyrique de Trajan : X/97 ]

النصّ طويل و يذكر أنّ بلين يطلب النصيحة من الإمبراطور كيفيّة معاملة المسيحيّين، و يذكر أنّهم يتّبعون المسيح و لكن ما نفهمه من هذا النصّ هو وجود أشخاص مسيحيّين يعتقدون في هذا الـ Khristo و لا توجد إشارة لا إلى ألوهيّته و لا حتّى إلى إسم يسوع و لا إلى صلبه و لا إلى أيّ شيء ممّا ترويه الأناجيل، كما أنّ بعض الباحثين شكّكوا في اصالة هذه الرسالة و لكنّنا لا نشكّك فيها، و سنشير فيما بعد لماذا نعتبر هذه الشهادة غير مهمّة إطلاقا في إثبات وجود يسوع من عدمه.
نستمر ايضا مع المؤرخ Edwin Yamauchi الذي لا مكان لك من الاعراب امامه فيقول:

"هو ابن اخ بليني الشيخ الموسوعي المشهور والذي مات في ثورة بركان زيفوفيوس سنه 79م وقد اصبح بليني الاصغر حاكما لبيثينيه في شمال غرب تركيا وقد حفظت معظم مراسلاته مع صديقة الامبراطور ترجان حتى وقتنا هذا، في الكتاب العاشر من هذه الرسائل يشار الى المسيحين بشكل خاص على انهم الذين القي القبض عليهم .. " لقد سألتهم اذا كانوا مسيحين فاذا اعترفوا بذلك اكرر السؤال مره ثانيه وثالثه مع تحذير بالعقوبة التي تنتظرهم فلو اصروا امرت باقتيادهم للاعدام لانه مهما كانت طبيعة اعترافهم فاني مقتنع ان عنادهم واصرارهم الذي لا يهتز ابدا يجب الا يفلت بدون عقاب كما انهم اعلنوا ان المجموع الكلي لما ارتكبوه من ذنب او خطا لم يتعدى اكثر من هذا اجتماعهم بانتظام قبل الفجر في يوم محدد ليرتلوا اشعار بالتناوب فيما بينهم تكريما للمسيح كما لو كان لاله ، كما انهم يلتزمون بقسم ليس لاي غرض اجرامي بل للامتناع عن السرقة والسلب والزنا وقد جعلني هذا اقرار بانه اصبح من الضروري جدا ان انتزع الحقيقه بتعذيب جاريتين كانتا تدعيان شماسات فلم اجد شيئا الا نوعا منحطا من العباده يمارسانه بطريقه متطرفه مبالغ فيها. "

He was the nephew of Pliny the Elder, the famous encyclopedist who died in the eruption of Vesuvius in A.D. 79. Pliny the Younger became governor of Bithynia in orthwestern Turkey. Much of his correspondence with his friend, Emperor Trajan, has been preserved to the present time."
"In book 10 of these letters he specifically refers to the Christians he has arrested."
I have asked them if they are Christians, and if they admit it, I repeat the question a second and third time, with a warning of the punishment awaiting them. If they persist, I order them to be led away for execution; for, whatever the nature of their admission, I am convinced that their stubbornness and unshakable obstinacy ought not to go unpunished.... They also declared that the sum total of their guilt or error amounted to no more than this: they had met regularly before dawn on a fixed day to chant verses alternately amongst themselves in honor of Christ as if to a god, and also to bind themselves by oath, not for any criminal purpose, but to abstain from theft, robbery, and adultery...
This made me decide it was all the more necessary to extract the truth by torture from two slave-women, whom they called deaconesses. I found nothing but a degenerate sort of cult carried to extravagant lengths."

سأله الصحفي :

"How important is this reference?"

اجابه المؤرخ Edwin Yamauchi :

"مهمه جدا فمن المحتمل انها كتبت سنه 111م تقريبا وتشهد بالانتشار السريع للمسيحيه في كل المدن والمناطق الريفيه النائيه بين كل طبقات الناس من جواري الى المواطنين الرومان لانه يقول ايضا بانه ارسل المسيحين الى روما لمحاكمتهم كما انها تتحدث عن عباده يسوع كاله وان المسيحين كانوا يحافظون على مستويات اخلاقيه عاليه وانه لا يمكن ان يتخلوا عن معتقداتهم وايمانهم بسهوله"

"Very important. It was probably written about A.D. 111, and it attests to the rapid spread of Christianity, both in the city and in the rural area, among every class of persons, slave women as well as Roman citizens, since he also says that he sends Christians who are Roman citizens to Rome for trial.
"And it talks about the worship of Jesus as God, that Christians maintained high ethical standards, and that they were not easily swayed from their beliefs."

اقتباس:
التلمود:

يذكر يسوع و تعليقه ليلة الفصح، كما أنّ قصّة يسوع ابن ’’الزانية’’ اليهوديّة مريم من الجنديّ الرومانيّ Panthera ما هي إلاّ صورة كاريكاتوريّة من اليهود للسخريّة من الإنجيل، و على كلّ حال لا أدري كيف نعتبر كتابا من أواخر القرن الرابع ميلادي دليلا على وجود يسوع التاريخيّ الذي انتشرت قصّته فيما بعد بفضل الأناجيل فأخذها اليهود بطريقة ساخرة؟
هههههه هناك شخصتين ذكروا في التلمود يحملوا نفس الاسم "يسوع" الاول ابن ستادا هو ابن بانديرا وهذا المذكور في التلمود عاش في اول القرن الثاني الميلادي وهو ابن مريم (مصففة الشعر) الشهيرة بستادا ووالده الحقيقي الذي زنت معه امه يدعى بانديرا وزوج امه بابوس ابن يهوذا المعروف في زمن الراباي عكيفا الشهير، وأيضا دعا للوثنية وأنشأ طائفة واتباع وهذا تم إعدامه بالشنق( المسيح بالصلب ) والرجم في ليلة عشاء الفصح(المسيح صلب يوم الفصح) في مدينة لود اليهودية (المسيح صلب في اورشليم ) في القرن الثاني الميلادي أي بعد 100 سنة تقريبا عن صعود السيد المسيح .

اما الشخصيه الثانيه يشوع تلميذ الراباي يهوشع بن براخيا ويشوع هذا المذكور في التلمود هو يشوع الاسكندري الذي عاش تقريبا 80 سنة قبل ميلاد السيد المسيح وهو تلميذ راباي يهوشع ابن براخيا وقد هرب مع معلمه الى الإسكندرية وبرجوعه وهو كبير في السن قبل سنة 80 ق م بدا يدعوا للوثنية والسحر وكان له علاقة بالحكومة الصدوقية والحاكم ألكسندر في هذا الوقت وهو الذي نادوا قبل إعدامه لمدة أربعين يوم ان كان أحد لديه ادلة لتبرئه والمحكمة اليهودية أمرت بشنقه ليلة عيد الفصح في القرن الأول قبل الميلاد.

لنا عوده مع المزيد من الاعتراضات التافهه الساقطه بالموضوع ولو انها اتفه من ان يرد علينا ونضيع وقتنا معها ولكن لنتسلى بتهشميها ..



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
خلف, يسوع, خطى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب توراة هارون ممتاز جدا -ارجو تثبيته فى المنتدى مع مقال خلف خطى يسوع باحث_علمى العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى 3 01-27-2019 06:29 PM
افضل شخص فى المنتدى يتكلم عن المسيح هو الاخ منشق .مقال خلف خطى يسوع باحث_علمى العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى 11 01-16-2019 12:29 AM
فيديو جرائم الصحابة مع خلف يوسف ابو خلف LibyanAtheist العقيدة الاسلامية ☪ 2 10-19-2017 09:46 AM
مجموعة فتاوى تدفك للإنتحار ( عل خطى موضوع الأخ العقل الباطن ) GoldWin استراحة الأعضاء 8 02-28-2016 05:04 PM
البيدوفيليا على خطى محمد Lucifer العقيدة الاسلامية ☪ 1 02-18-2015 01:19 PM