ظاهرةالإشهار.. هل هو تهديد خطير ؟

[الوليد]

أصبح الإشهار في وقتنا الراهن ظاهرة جد معتادة . تؤثت يافطات ولوحات مخصص لها في كبريات الشوارع وفي كل الأماكن التي تعرف كثافة بشرية . بل إن الإشهار غزى كل البيوت بدون إستثناء عبر بوابة التلفزة و المذياع و الملابس و الأغذية وغيرها .
يرى البعض أن في هذه الظاهرة خطر محدق بالصحة النفسية للمتلقي , وكذا على قيم و أخلاق المجتمع وتقاليده وعاداته .
من جهة أخرى هناك من يرى في الإشهار إيجابيات كثيرة على المستوى الإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي فهل من الممكن الإستفاذة من إيجابيات الإشهار دون التأثر بسلبياته ؟


سلبيات الإشهار :


في ظل غياب الرقابة ونصوص قانونية واضحة تحمي المستهلك, يصبح الكذب قاعدة أساسية في إنتاج الإشهارات , لدرجة أننا نرى الكثير من المنتوجات تدعي على أنها مصادق عليها طبيا ورياضيا بل وحتى جنسيا ! رغم أن الفئة المستهدفة تعاني من شتى الأمراض المزمنة .. يولد الإشهار الإحساس بالإحباط لدى فئة معينة من المشاهدين التي تعاني من ضعف القدرة الشرائية أمام زخم المنتوجات المعروضة
كما أنه يساهم كذلك في خلق مجتمع إستهلاكي كل همه كيف يمكنه الحصول على آخر المنتوجات المعروضة بأي وسيلة كانت خصوصا المراهقين. لدرجة ظهر مرض نفسي جديد يشار إليه عادة باسم "التسوق القهري" أو "أونيومانيا "

يحتل الإشهار مكانا زمنيا مهما في شاشات التلفزية وكذا أثير إداعات الراديو. الشئ الذي يزيد من ضياع وقت وتركيز المتابع . وهذا يؤثر على نسبة متابعة البرامج المذاعة, الشيء الذي يؤثر سلبا على جودة البرامج المذاعة في المستقبل .
كما أنه أصبح الإشهار يعتمد على تقنيات حديثة لمخاطبة أهم أجزاء النظام العصبي المسؤولة على الإدمان و الإيحاء الجنسي. حسب علماء الأعصاب فإن هذا الأمر جد خطير على نمو الأطفال و المراهقين لأنهم مازالوا يعتمدون كثيرا على ما يسمى بالخلايا عصبية مرآتية neurone miroir في تكوين سلوكياتهم ثم شخصيتهم . وما نشاهده من حلاقات شعر و ألبسة بل و حتى بعض الجرائم ذات الطابع الهوليودي والتي يرتكبها الأطفال و المراهقون خاصة إتجاه أبناء عمرهم, يبين لنا مدى حساسيتهم إتجاه هذا النوع من الوصلات الإشهارية.


لكن له إيجابيات جمة


رغم ذلك للإشهار إيجابيات كثيرة منها :


-الدفع بعجلة الإقتصاد نحو الأمام بتحفيزه للإستهلاك , وبالتالي الإستثمار ثم خلق فرص الشغل.
-يمكن الإشهار المستهلك من التعرف على إجابيات وسلبيات المنتوجات المعروضة ,بمقارنة المستهلك للمعلومات التي تقدمها الشركات التي تروج لنفس المنتوج .
-يساعد الإشهار الموجه للأطفال على تنمية رصيدهم اللغوي, كون الأطفال دائما ما يحفضون عن ضهر قلب الوصلات الإشهارية للمنتوجات التي يحبونها .
-يساهم كذلك الإشهار في توفير مداخيل هامة للإذاعات التلفزية و للتضاهرات الرياضية و الثقافية .


الحلول المقترحة :


-يجب تعزيز الرقابة على المشهرين عبر خلق جمعيات لحماية المستهلكين, مع سن تشريعات توسع من صلاحياتهم حتى لا تطمر مجهوداتها هباء تحت أنقاض الإجراءات البيروقراطية العقيمة
-يجب كذلك الحد من الإنتشار العشوائي للوصلات الإشهارية المؤثرة على سلوك الأطفال و المراهقين .

خاتمة :

يتضح مما ذكرنا آنفا ,أنه يمكن الإستفادة من إيجابيات الإشهار دون التأثر كثيرا بسلبياتها. لكن شريطة أن يرافق ذلك قضاء مستقل وصلاحيات موسعة للجمعيات الساهرة على حماية المستهلك , دون إغفال الدور المهم للمدرسة و الإعلام في حماية المستهلك وتوجيهه .

لكن الإشكال هو كيف يمكن الحصول على قضاء مستقل و جمعيات قوية دون شعب متعلم و مستقل ماديا ؟؟


هوامش :

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3...B3%D9%88%D9%82

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE...AA%D9%8A%D8%A9


في موضوعي القادم سأتطرق لموضوع الموت الرحيم : هل هو قرار صائب أم جريمة بحق الإنسانية ؟

تحياتي