شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-10-2018, 09:01 PM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي تساؤلات وتناقضات بسيطة في قصص القرآن...هود و صالح

كل من قرأ القرآن، ولو قراءة سريعة بسيطة، بعيدة كل البعد عن التمحيص والتدقيق في التفاصيل المملة وغير المملة، يجد أن معظم الأنبياء وفق الوصف القرآني، قد عاشوا في أوساط وثنية بالمجمل، فهم مسبقا يؤمنون بفكرة الآلهة، والاختلاف كان في شكل ونوع هذه الآلهة، وهذت يرجع بشكل أساسي إما إلى التصور المحدود لمحمد، فهو ظن أن جميع الأنبياء عاشوا مثله، بل ربما تعداها إلى الاعتقاد تعسفا بأن كل الأنبياء لا بد أن يعيشوا مثله كي تنطبق عليهم صفات الأنبياء، من وحي ورسالة واجب تبليغها إلى القوم الضالين الذين يسلكون طريق الباطل وحادوا عن الحق. أو إلى سرقة أدبية من مقدسات أو تراث وموروث الآخرين.
وفي هذا السياق تبرز أمامنا كمثال واضح وصريح، قصة اثنين من الأنبياء هما: هود وصالح، والملفت للنظر في قصتيهما، أنه لم يرد ذكرهما في العهد القديم ، كما لا نرى ذكرا في العهد القديم لأقوامهم ( عاد وثمود)، وهذا ما يثير التساؤل عن حقيقة قصة ووجود هذين النبيين، لأنهما لو كانا نبيين، لماذا لم يذكرهما التوراة رغم التقارب الكبير بين فترة وجودهما وفترة وجود ابراهيم، وقربهما من فترة تواجد نوح أيضا وفق التسلسل المذكور لدى الطبري والمؤرخين الاسلاميين؟ ولماذا لا توجد مصادر تاريخية محايدة تذكرهم؟ فكل ما روي عنهم إما من مصادر اسلامية تستند إلى القرآن بوصفه كتابا صحيحا، أو مصادر أخذت هذه القصص من المصادر الاسلامية، وهنا الفجوة التي قطعت التسلسل المنطقي لهذين الشخصيتين، بغض النظر عن التفاصيل الأخرى كلها، مما استلزم إعادة قراءة للسطور وما بينها، في محاولة لإيجاد تفسير عقلاني منطقي لهاتين القصتين، وهاتين الشخصيتين.
يروي ابن كثير في البداية والنهاية في الجزء الأول عن حادثة مرور محمد بوادي حجر من أرض ثمود عام تبوك، يقول ابن كثير: "وهم قبيلة مشهورة يقال لهم ثمود باسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما عابر ابن ارم ابن سام ابن نوح، وكانوا عربا من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز و تبوك، وقد مر به رسول الله وهو ذاهب إلى تبوك بمن معه من المسلمين...وكانوا بعد قوم عاد، وكانوا يعبدون الأصنام كأولئك، فبعث الله فيهم رجلا منهم وهو عبدالله ورسوله: صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن ارم بن سام بن نوح، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن يخلعوا الأصنام والأنداد، ولا يشركوا به شيئا، فآمنت طائفة منهم، وكفر جمهورهم، ونالوا منه بالمقال والفعال، وهموا بقتله، وقتلوا الناقة التي جعلها الله حجة عليهم فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر".
أما بالنسبة لهود الذي بعث لقوم عاد فقد قال الطبري في كتابه تاريخ الامم والملوك الصفحة 75 و 76: "فأما عاد، فإن الله عز وجل أرسل عليهم هود بن عبد الله بن رباح بن خلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، ومن أهل الأنساب من يدعي أن هوداً هو عابر بن أرفخشاد بن سام بن نوح...".
ورغم عظم قصة الاثنين في القرآن، إلا أننا لا نجد لهم ذكرا في العهد القديم، ومن نسبهم نرى أنهم لا يبعدون كثيرا عن نوح الذي يعتبر وفق الأديان الابراهيمية من أوائل الناس على الأرض، وليس من المعقول لبني اسرائيل ألا يؤرخوا ذكر اثنين من الانبياء بهذا الصدى، خصوصا أنهم قريبون من نوح، ومن يقرأ العهد القديم يعرف أن بني اسرائيل لا تفوتهم تفاصيل كهذه، وهذه أغلب الظن ميزة أراد محمد أن يمتاز بها على اليهود والمسيحيين، بذكر اثنين من الأنبياء لم يذكرا في التوراة، ونسبتهما إلى العرب، ووفق قصص القرآن لم يرد سوى ذكر هؤلاء الاثنين من الأنبياء (العرب) القدماء، وما تبقى لم يكونوا عربا، ولا أدري لم انطفأت شعلة الأنبياء العرب من صالح حتى محمد إذ أن جميعهم من بني اسرائيل، كما أن المؤرخين الاسلاميين يدعون أن هذين النبيين معروفين بشكل جيد لدى العرب، ومن يجهلهم هم أهل التوراة، كما قال الطبري، ولكن على الجهة المقابلة، المعروف لدى قسم من الاسلاميين أن اسماعيل هو أبو العرب، فكيف وجد عرب قبل اسماعيل؟؟! و أما القسم الآخر الذي يقول بأن العرب يعودون إلى سام بن نوح، وهنا يأتي السؤال الآخر الذي يثار عن استبعاد العرب من هذه السلسلة الطويلة من الأنبياء، فإن اعتبرنا فعلا أن هود وصالح نبيان عربيان، لماذا لم يأت قبلهما نبي عربي؟، ولماذا انقطع بعدهم الأنبياء العرب حتى محمد؟
أما الضربة والمصيبة الأخرى في الادعاء هذا، إن كان فعلا أن هود وعاد وصالح وثمود عرب، ومعروفين بشكل جيد لدى العرب سواء في الجاهلية أو في الاسلام، هذا يعني أن القبائل العربية تعرف تماما قصة ثمود وعاد، وتعلم بتفاصيلها وأن الله أهلكها نتيجة لجحودهم وعبادتهم الأوثان، فكيف يتجرؤون هم أيضا على عبادة الأوثان؟ رغم أن أقربائهم قد قلبت عليهم الأرض وأهلكوا شر هلاك بسبب الأوثان، وهم رغم ذلك يعيدون نفس التجربة!!.
هنا نملك احتمالين اثنين في حالة العرب أيام محمد: إما أنهم يعرفون تماما قصص عاد وثمود ولكنهم رغم ذلك يصرون على الوثنية، وهذا يدل على غبائهم الشديد (كما حاولوا أن يظهروهم في فيلمي الرسالة وفجر الاسلام، وكما تحاول المصادر الاسلامية التاريخية أن تظهرهم دائما وأبدا)، وهذا بعيد كل البعد عن العرب، خصوصا تعلقهم بتاريخهم وتاريخ آبائهم وأجدادهم.
أو أن التاريخ الاسلامي زور حال العرب تلك الأيام، و ذلك بهدف اعطاء مسوغ وشرعية لما قام به محمد في ذلك الوقت، لأن قريش إن عرفوا عاد وثمود واتبعوا ضلالهم، فهذا سيسوغ لمحمد اقامة دين بدعوى تصحيح المفاهيم سلميا في البداية، ثم القضاء على أفكارهم وعلى من لم يرضى التخلي عنها لأن إلهه لا يغفر أن يشرك به.
أما القول بأن قريشا سمعت بعاد و ثمود، لكنها لم تسمع بهود وصالح ورسالتيهما، فهذا ضرب من الاستخفاف بالعقل إن كانوا موجودين فعلا وغباء أن نصدق عدم سماع قريش بالنبيين. ولكن ربما فعلا قريش لم تسمع بهما ولكن بسبب أنهما غير موجودين أصلا، وهذا يدل على اختلاق محمد لهذه القصص، واحتمال أن لا يكون هناك وجود لعاد وثمود من الأساس هو احتمال وارد ولكنه ضعيف جدا، وبالنتيجة فإن الأقرب للعقل أنه لم يكن هناك بالأساس أي وجود لهود وصالح، وأن محمد اختلق القصة هذه ليمتاز عن اليهود من جهة، ويظهر ضعفهم وجهلهم من جهة اخرى بعدم معرفتهم وتأريخهم لهذين النبيين.
و إن حاولنا تلخيص قصة هذين النبيين، سنجد أن قومي عاد وثمود كانوا يعبدون الأوثان، والبداية كانت مع قوم عاد الذين دعاهم النبي هود إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، وقصته وردت في سورة هود، بعض آيات سورة الأعراف، بعض آيات سورة الشعراء، في سورة فصلت، الأحقاف، وسورة الفجر.
بالنتيجة أرسل الله عليهم ريحا صرصر عاتية طمرت أرضهم وحطمت بيوتهم وخربت كل ما كان لديهم، طبعا باستثناء الجزء الذي آمن مع هود، فبالطبع سيقوم الله بتنجية هؤلاء من العذاب لأنهم اتبعوا الله، وسمعوا كلمة نبيه كما يقال عنهم، وهذا ما يحدث عادة كما يقص القرآن، فدائما هناك أقلية تؤمن، وتنجو من العذاب، بعكس الأكثرية الذين يعذبون في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
وكان لا بد أن يرث أحد الأرض بعدهم، فالأرض لا تبقى بدون وارث، حتى أن الله سيرث الأرض ومن عليها في النهاية، المهم جاء بعدهم قوم ثمود، الذين كانوا تقريبا شهود على ما جرى لقوم عاد، لكنهم لم يعتبروا ولم يتوبوا، رغم معرفتهم ورؤيتهم لما جرى لقوم عاد ابناء عمومتهم (راجع النسب الذي ذكرته في المقالة وستجد كم هم أقرباء)، وأصروا على عبادة الأصنام، ونحتوا بيوتهم في الجبال اتقاء لعذاب الله (كما كتب أحدهم أثناء ذكره للقصة على موقع اسلام ويب)، يعني ببساطة نستنتج أنهم رأوا عذاب قوم عاد، لأن قوم عاد كانوا يعبدون الأصنام، كما رأوا أن الفرقة التي نجت هي الأقلية التي آمنت مع هود، ورأوا أن الله لم يرأف بالكافرين، وخربها على رؤوسهم كما يقال بالعامية، لكنه رغم ذلك ظلوا على عنادهم، وأصروا على عبادة الأوثان رغم معرفتهم ببطلانها، وخطورتها عليهم، وهنا يحاول محمد مرة أخرى أن يظهر لنا غباء البشر ، بل يمكن وصفهم بعديمي العقول، و منطقيا لا يمكن أن ترى أغبى من بشر شهدوا العذاب بأعينهم وعرفوا مسبباته، ثم أعادوا نفس المسببات رغم معرفتهم بالهلاك، فيا للعجب!
ووفق وجهة نظري الشخصية، إذا أخذنا الموضوع على أنه اختراع محمدي، فأغلب الظن أن محمد اختلق هاتين القصتين ليقدم واقعا مشابها لقومه، بأن هلاك أولئك البشر كان بسبب عصيانهم للنبيين، وإصرارهم على عبادة الأوثان، أي نفس العقيدة التي كانت تتبعها قريش، وهو من خلال هذا حاول اللعب على وتر زرع الخوف في النفوس، وتكرار تلك القصص دوما، سيجعل البشر بشكل أو بآخر يخافون، ولو بينهم وبين أنفسهم، وبهذا سيكون محمد زرع أولى البذور التي من شأنها أن تقلب أكبر كيان، فتأثير الخوف على البشر أكبر من أن يتصوره انسان، ويمكننا افتراض حدث بسيط أو مجموعة أحداث قد تساهم في دعم قصة محمد، وهي أن يكون هناك أقوام فعلا هلكت بهذه الطريقة، ولكن ربما بأعاصير وزلازل أو كوارث طبيعية، حدثت بشكل طبيعي شأنها شأن الكوارث الطبيعية الكثيرة التي شهدتها الكرة الأرضية عبر تاريخها، وقام محمد بربط هذه الكوارث الطبيعية بسخط وغضب الإله، لأن هذه عادة الانسان القديم، كان يربط كل الكوارث الطبيعية بغضب الاله والآلهة، خصوصا أن ذلك تكرر في التوراة أيضا، وربما تكونت وجهة النظر هذه عند محمد ونسج منها قصتي النبيين، واعتمد هذه العوامل في إضفاء نوع من المصداقية على قصته، إضافة إلى أن تواجد نبيين عربيين في التسلسل النبوي الإلهي مع البشر، سيضيف إلى رصيده شيئا من القوة والاعتزاز، وقليلا من الدعم لموقفه فهو لن يبقى العربي الوحيد بين الأنبياء، وسيكسر الهيمنة الاسرائيلية على الأنبياء الكبار، وبالتالي يعتد بهما كنقاط قوة أمام اليهود، بوجود أنبياء عرب آخرين كما أخبره ربه.
وأما الاتجاهات الأخرى الممكنة، باختصار طبعا، هي وجود حقيقي لهذين الشخصين، وتواتر قصتيهما على بين العرب، وهذا يؤدي كما قلنا سابقا، إلى ان العرب في تلك الفترة كانوا أغبى انواع البشر على الاطلاق، وهم في ذلك تنطبق عليهم الصورة النمطية الموشحة بالغباء، والتي ارتسمت على بني اسرائيل في قصصهم الموجودة في العهد القديم، ابتداء من سفر القضاة وصموئيل إلى الملوك الأول والثاني، إذ أن هناك تسلسلا قصصيا يظهر الشعب على درجات عالية من الغباء كما العرب، فهم كلما أصلح حالهم من أحد القضاة أو الملوك، عادوا وتركوا عبادة اله موسى، وعادوا لعبادة البعل، فيشردهم الله ويمكن أعدائهم منهم، و قد يأتي عدة ملوك فاسدين، وتبقى أحوالهم سيئة، إلى أن يأتي ملك صالح يعيد لهم عزتهم ومجدهم، ثم ما يلبث أن يفسد الصالح هذا آخر حياته كسليمان، أو يموت ويأتي فاسد بعده، وتعاد كرة التشريد والعقاب مرة أخرى. هذا التشابه بين أحوال العرب كما أراد محمد أو التاريخ الاسلامي أن يظهره، وبين أحوال بني اسرائيل في العهد القديم، يرجح كفة السرقة الأدبية التي قام بها محمد نتيجة رحلاته التجارية إلى بلاد الشام وسماعه لتلك القصص، ونقلها وتحويرها وتطبيقها على العرب كما في حالتي عاد وثمود، مع تغيير بسيط في قومية وعرق الشعوب، وأنبياء جدد، فهو يكرر التواتر المذكور في التوراة من جهة، ويضيف رصيدا لاهوتيا للعرب من جهة أخرى، وربما كان يريد استمالة بني اسرائيل من جهة، والظهور بمظهر المتساوي معهم من جهة أخرى.
وأخيرا، يمكن أن تكون القصة كلها كذبة في كذبة، ولا وجود لا لعاد ولا لثمود، وأن القصة كلها أضيفت للقرآن فيما بعد، وهو أمرد وارد حقيقة، ولكنه بنفس الوقت غير قابل للتحقق، بسبب عدم وجود أي مخطوطات للقرآن تعود لأيام محمد، كي ندرسها ونقارنها مع القرآن الحالي، وحتى لو وجدت، لا أظن أن المسلمين سيظهرونها للعيان أبدا، خاصة أن القرآن في تلك الفترة لم يكن منقطا بسبب عدم وجود النقط في اللغة تلك الفترة، و لأن القرآن على الأغلب لم يكن بنفس الترتيب الذي نعرفه اليوم، وهذا سيخلق بالإضافة إلى فكرة عدم التنقيط، ثغرات كبيرة تحتاج إلى مجهود كبير ووقت طويل لدراستها.
ودمتم بخير
.
.
رابط الموضوع في الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=617334



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس
قديم 11-10-2018, 09:35 PM bakbak غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
bakbak
عضو ذهبي
 

bakbak is on a distinguished road
افتراضي

ما يضحكني في الامر هو كيفية الصاق صالح بشجرة الانبياء ، تمسك عرش نسميه صالح وتلصقه بالشجرة مثل التطعيم هههههه
هذه المسالة اثارت فضولي منذ زمن بعيد، حتى اكتشفت ان صالح اسطورة عربية تغنى بها شعراء الجاهلية لا اقل ولااكثر



  رد مع اقتباس
قديم 11-11-2018, 08:40 AM النبي عقلي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
النبي عقلي
الباحِثّين
الصورة الرمزية النبي عقلي
 

النبي عقلي will become famous soon enough
افتراضي

الواضح جدا أن مؤلف القرآن كان يريد استمالة العرب وجذبهم نحو دينه الجديد
لذلك هو يصرح بانه كلام عربي مبين
ومن ثم يقحم شخصيات وردت في الاساطير عند صابئة العرب ( الاحناف ) و الانباط
وجعلهم أنبياء
راجع مثلا هذا النسق
( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر الم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد )
هنا يدعو مؤلف القرآن الذين يصلون تخصيص صلاة لأموات الحجر وهي المنطقة - دعك من تشكيل المسلمين وتغيير المعنى - بمعنى الكلام هنا هل في هذه الصلوات نصيب لأهل الحجر فهو هنا يخاطب أناس متأثرين بهذه الثقافة وخاطبهم بهذه الترانيم ليستميلهم ويدغدغ مشاعرهم

عموما القرآن بعد التشويه العباسي لن يفهم الا محقق تاريخي



  رد مع اقتباس
قديم 11-11-2018, 05:05 PM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bakbak مشاهدة المشاركة
ما يضحكني في الامر هو كيفية الصاق صالح بشجرة الانبياء ، تمسك عرش نسميه صالح وتلصقه بالشجرة مثل التطعيم هههههه
هذه المسالة اثارت فضولي منذ زمن بعيد، حتى اكتشفت ان صالح اسطورة عربية تغنى بها شعراء الجاهلية لا اقل ولااكثر
ذكرتني بالشجرة التي كنت اراها في المسجد في جاهليتي عندما كنت مسلما
تلاحظ أن هود وصالح كانا خارج الشجرة والنسب لأسباب مجهولة رغم أن المصادر التاريخية تنسبهم الى سام بن نوح
حتى الشعر الجاهلي مشكوك فيه كثيرا، خصوصا بعد كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين
تحياتي



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس
قديم 11-11-2018, 05:10 PM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النبي عقلي مشاهدة المشاركة
الواضح جدا أن مؤلف القرآن كان يريد استمالة العرب وجذبهم نحو دينه الجديد
لذلك هو يصرح بانه كلام عربي مبين
ومن ثم يقحم شخصيات وردت في الاساطير عند صابئة العرب ( الاحناف ) و الانباط
وجعلهم أنبياء
راجع مثلا هذا النسق
( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر الم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد )
هنا يدعو مؤلف القرآن الذين يصلون تخصيص صلاة لأموات الحجر وهي المنطقة - دعك من تشكيل المسلمين وتغيير المعنى - بمعنى الكلام هنا هل في هذه الصلوات نصيب لأهل الحجر فهو هنا يخاطب أناس متأثرين بهذه الثقافة وخاطبهم بهذه الترانيم ليستميلهم ويدغدغ مشاعرهم

عموما القرآن بعد التشويه العباسي لن يفهم الا محقق تاريخي
هذا ما أميل إليه أيضا، هو نوع من الجذب غير المباشر، تعظيما لرموز وأساطير الآخرين كنوع من الاتفاق الذي يسبق الصداقة ثم قطع العهود....
تاريخ المنطقة كله، والذي أتانا عبر الممالك الإسلامية المتعاقبة مشكوك فيه، ولا يمكن الوثوق فيه، لأنه يحول بشكل أو بآخر لما يخدم إيديولوجيا محمد وأتباعه
تحياتي



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس
قديم 11-13-2018, 04:35 PM حيران غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
حيران
عضو برونزي
 

حيران is on a distinguished road
افتراضي

الزميل العزيز،
ما ذكرته من فرضيات لا تغطي جميع الفرضيات الممكنة، حيث ان قريش كانت دائماً على اطلاع مسبق بما كان محمد يقوله، لكنها كانت تعتبر ان ما يقوله من اساطير الاولين، وترى فيه شخصاً يحاول تحوير المرويات التاريخية لدعم دينه الجديد. لذلك أرجح فرضية وجود أخبار متداولة عن عاد وثمود في تلك الفترة، غير انها وضعت في اطارها الاسطوري من قبل قريش، وبالتالي لا أجد مصيباً قولك أن قريش لو علمت بقصة ثمود لآمنت بمحمد.

طبعاً ما ذكرته لجهة رغبة محمد في ايجاد انبياء عرب هو ربط ذكي من قبلك، غير ان محمد كان اذكى من ان يخترع الامر، حيث اخذ المرويات وقام بتطويعها لصالح رؤيته الدينية، وفي القرآن شواهد كثيرة تتكلم على وقائع صحيحة تاريخياً (كقصة مسيحيي نجران- اصحاب الاخدود، وقصة ابرهة وشنه حملة الى مكة- وهناك العديد من العناصر التي تدل على انها حقيقية في جزء اساسي منها وبشكل خاص نية مهاجمة مكة ومقتل ابرهة، رحلة ايلاف قريش...). من الجدير ذكره أن تقصد محمد التوجه الى قريش من خلال ماضيهم يؤازره، فيما لو صح (وهو الارجح عندي)، ما ذكره يوحنا الدمشقي من وجود لسورة بعنوان الناقة في القرآن القديم ، سقطت من القرآن العثماني على ما يبدو.
بالعودة الى ثمود ( سأترك عاد حيث انني اعمل على نظرية خاصة بها)، من اللافت وجود عدة وقائع تاريخية تؤكد وجود نواة حقيقة في كلام القرآن، الذي يتقاطع في كثير من الاماكن مع الاكتشافات الاثرية، فثمود موجودة في نقوش الاشوريين وفي كتابات ما قبل الاسلام تصورهم كعرب، وموطنهم –في عرف العرب أقله- هو على الاغلب مدائن صالح أو العلا في منطقة وادي القرى (ثمود الذين جابوا الصخر في الواد- وادي القرى). المثير للاهتمام في هذا الاطار هو أن اله لحيان(قاطنو مدائن صالح) يسمى ذوغابت، وكاهنه/ كاهنته يدعى صالح/صالحة. أمر آخر يثير الاهتمام هو أن صالح كان مكلف بجبي النذور والضرائب للاله ذو غابت، غالباً على شكل نوق وجمال، حيث كان الاله يملك قطعاناً من الجمال. صالح القرآني اختلف مع قومه على مأكل ومشرب ناقة الله، ومن البديهي أنه ان صح ان للاله ذوغابت الكثير من النوق والجمال، كان من الواجب ان ترعى هذه النوق وتتشاطر المرعى والمشرب مع باقي نوق اللحيانيين (يوم لناقة الله ويوم لثمود بحسب التفاسير والمرويات الاسلامية، حيث كانت الناقة تشرب كامل النهر في يومها، وهو ما قد يستطيعه قطيع كامل من النوق).
من المفارقات ايضاً، ان احد "ملوك" لحيان كان اسمه صالح (عاش في القرن الثاني قبل الميلاد على ما يبدو)، وتميز عهده باضطرابات اقتصادية وقلاقل اجتماعية.

هذا في الوقائع التاريخية، اما في التحليل والتكهن، فانني اظن ان قصة صالح/ الناقة تستند الى وقائع تاريخية حدثت في زمن صالح الملك، وقد يكون هو نفسه كبير كهنة الاله ذوغابت استلم السلطة في ظل الاضطرابات التي قد تكون حدثت مع صعود الانباط في القرن الثاني قبل الميلاد، وبالتالي اصبح لدينا فراغ سياسي، كما اصبح هناك فراغ اقتصادي ناتج عن تأثر طريق القوافل، مما ادى الى تراجع العائدات الناتجة عن تجارة القوافل، مما فتح الباب لاضطرابات اقتصادية وقلاقل قد تكون دفعت الى مهاجمة قطيع النوق العائد للاله ذوغابت (لاظهار التمرد على صالح أو بسبب الجوع). لاحقاً، اندثرت مملكة لحيان وبقيت أثارها (من الجدير ذكره أن الصخور لم تكن دياراً لهم بل مدافن).
الآن تخبرنا التجربة أن الانسان عبد للمعرفة وسيد لها، لا سيما للتاريخ والجغرافيا، وهو يرفض الجهل ولا يقبل بلا أعلم كجواب. يريد الانسان ان يعرف كيفية تكون الجبال، ونزول المطر، ولماذا ينزل مطراً أو برداَ,, يريد أن يعرف حركة الشمس والقمر والكواكب والنجوم، وهدف وجودهم، والليل والنهار، وسير الملوك والقبائل، الخ. لنتخيل الآن قافلة قريش تمر في وادي القرى في طريقها الى بصرى الشام مثلاً، وتجد البيوت في الجبال وترى القصر الفريد مثلاً (وهو مدفن، لكنها تظنه قصراً كون قريش كانت تدفن في التراب) وترى في البيوت أناس ميتين وهم نيام، حيث لا آثار لعنف من أي نوع عليهم (الموتى يسجون في اماكن اشبه بالاسرة)، فان اول ما يتبادر الى الذهن هو العقاب الالهي، علماً أن العديد من الشواهد تدل على أن العقاب الالهي غير محصور بالديانات الابراهيمية بل موجود لدى الوثنيين كما في اساطير اليونان ونقش الملك ميشا حول غضب الاله شمس عليه... التفسير الاقرب للمنطق هو ان الصيحة اخذتهم في نومهم = فاخذتهم الصيحة مصبحين كما ورد في السورة القرآنية. وباضافة المرويات الشفوية المتواترة حول مشاكلهم مع الاله ذوغابت الى الواقع المشهود، تلد اسطورة قوامها الصيحة وصالح والناقة والموتى-النيام والعقاب الالهي.
تبقى مسألة اغفال دور الاله ذوغابت في السردية القرآنية، فيما لو افترضنا ان دور ذوغابت كان متداولاً في زمن محمد، حيث من الممكن أن تكون بعض التفاصيل قد ذهبت أدراج النسيان. ان تطويع التاريخ لخدمة الدين الاسلامي كان أمراً اعتيادياً لمحمد، كما في هجوم أبرهة على مكة التي كانت وقتها تحت رعاية هبل، حيث نسب حمايتها لله الذي غفل عن حمايتها عندما دكها يزيد بالمنجنيق، ولاحقاً حين سرق حجرها الاسود القرامطة وهي تحت رعايته.. كذلك نجد هذا الاستبدال في قصة أصحاب الاخدود- اهل نجران، الذين كانوا نصارى مؤمنين بألوهية المسيح، حيث يربطها القرآن بايمانهم بالله بالرغم من أن من عذبهم كانوا يهوداً لا مشركين (وبغض النظر عن البعد السياسي الواضح لتعذيب المسيحيين، المتعلق بالسيطرة على طريق القوافل في اليمن ودور الفرس والروم في ذلك الصراع- التاريخ يكرر نفسه على ما يبدو).
تبقى مسألة الناقة الاسطورية، وأغلب ظني أنها اختراع محمدي صرف، لتوافقها مع السياق القرآني للمعجزات بشكل خاص ومحكم، وذلك من خلال مراعاة معجزة الناقة للوجوه التالية:
- وجوب أن تكون الآية بحسب النمط القرآني واضحة- بينة-معجزة لا لبس فيها ليستحق العقاب على مخالفيها: وآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً، وهو ما لم يكن ليتحقق لو كانت النوق التي هاجمتها ثمود هي قطيع تم جمعه من النذور على شاكلة ابل الصدقة، بل اقتضى السياق ان تكون ناقة واحدة مميزة.
- وجوب أن تكون الآية من نفس نوع المهارات الموجودة لدى الكفار، على أن تكون أشد اتقاناً وتمثل نقلة نوعية عن أقصى ما يملكونه من مهارات، وهو نمط اسلامي ثابت، فموسى يعجز السحرة بعصاه لان مصر معروفة بالسحرة، فيما المسيح يعجز المتأثرين بالثقافة اليونانية بالطب الذي اشتهر به اليونان فيبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى، بينما محمد يعجز العرب بالبلاغة. وفي نفس السياق، فلسان حال صالح كان يقول لقومه المعروفين بانهم الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ، مهما نحتم يا قوم فلن تستطيعوا ان تنحتوا ناقة حية.



  رد مع اقتباس
قديم 11-15-2018, 09:27 AM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيران مشاهدة المشاركة
الزميل العزيز،
ما ذكرته من فرضيات لا تغطي جميع الفرضيات الممكنة، حيث ان قريش كانت دائماً على اطلاع مسبق بما كان محمد يقوله، لكنها كانت تعتبر ان ما يقوله من اساطير الاولين، وترى فيه شخصاً يحاول تحوير المرويات التاريخية لدعم دينه الجديد. لذلك أرجح فرضية وجود أخبار متداولة عن عاد وثمود في تلك الفترة، غير انها وضعت في اطارها الاسطوري من قبل قريش، وبالتالي لا أجد مصيباً قولك أن قريش لو علمت بقصة ثمود لآمنت بمحمد.

طبعاً ما ذكرته لجهة رغبة محمد في ايجاد انبياء عرب هو ربط ذكي من قبلك، غير ان محمد كان اذكى من ان يخترع الامر، حيث اخذ المرويات وقام بتطويعها لصالح رؤيته الدينية، وفي القرآن شواهد كثيرة تتكلم على وقائع صحيحة تاريخياً (كقصة مسيحيي نجران- اصحاب الاخدود، وقصة ابرهة وشنه حملة الى مكة- وهناك العديد من العناصر التي تدل على انها حقيقية في جزء اساسي منها وبشكل خاص نية مهاجمة مكة ومقتل ابرهة، رحلة ايلاف قريش...). من الجدير ذكره أن تقصد محمد التوجه الى قريش من خلال ماضيهم يؤازره، فيما لو صح (وهو الارجح عندي)، ما ذكره يوحنا الدمشقي من وجود لسورة بعنوان الناقة في القرآن القديم ، سقطت من القرآن العثماني على ما يبدو.
بالعودة الى ثمود ( سأترك عاد حيث انني اعمل على نظرية خاصة بها)، من اللافت وجود عدة وقائع تاريخية تؤكد وجود نواة حقيقة في كلام القرآن، الذي يتقاطع في كثير من الاماكن مع الاكتشافات الاثرية، فثمود موجودة في نقوش الاشوريين وفي كتابات ما قبل الاسلام تصورهم كعرب، وموطنهم –في عرف العرب أقله- هو على الاغلب مدائن صالح أو العلا في منطقة وادي القرى (ثمود الذين جابوا الصخر في الواد- وادي القرى). المثير للاهتمام في هذا الاطار هو أن اله لحيان(قاطنو مدائن صالح) يسمى ذوغابت، وكاهنه/ كاهنته يدعى صالح/صالحة. أمر آخر يثير الاهتمام هو أن صالح كان مكلف بجبي النذور والضرائب للاله ذو غابت، غالباً على شكل نوق وجمال، حيث كان الاله يملك قطعاناً من الجمال. صالح القرآني اختلف مع قومه على مأكل ومشرب ناقة الله، ومن البديهي أنه ان صح ان للاله ذوغابت الكثير من النوق والجمال، كان من الواجب ان ترعى هذه النوق وتتشاطر المرعى والمشرب مع باقي نوق اللحيانيين (يوم لناقة الله ويوم لثمود بحسب التفاسير والمرويات الاسلامية، حيث كانت الناقة تشرب كامل النهر في يومها، وهو ما قد يستطيعه قطيع كامل من النوق).
من المفارقات ايضاً، ان احد "ملوك" لحيان كان اسمه صالح (عاش في القرن الثاني قبل الميلاد على ما يبدو)، وتميز عهده باضطرابات اقتصادية وقلاقل اجتماعية.

هذا في الوقائع التاريخية، اما في التحليل والتكهن، فانني اظن ان قصة صالح/ الناقة تستند الى وقائع تاريخية حدثت في زمن صالح الملك، وقد يكون هو نفسه كبير كهنة الاله ذوغابت استلم السلطة في ظل الاضطرابات التي قد تكون حدثت مع صعود الانباط في القرن الثاني قبل الميلاد، وبالتالي اصبح لدينا فراغ سياسي، كما اصبح هناك فراغ اقتصادي ناتج عن تأثر طريق القوافل، مما ادى الى تراجع العائدات الناتجة عن تجارة القوافل، مما فتح الباب لاضطرابات اقتصادية وقلاقل قد تكون دفعت الى مهاجمة قطيع النوق العائد للاله ذوغابت (لاظهار التمرد على صالح أو بسبب الجوع). لاحقاً، اندثرت مملكة لحيان وبقيت أثارها (من الجدير ذكره أن الصخور لم تكن دياراً لهم بل مدافن).
الآن تخبرنا التجربة أن الانسان عبد للمعرفة وسيد لها، لا سيما للتاريخ والجغرافيا، وهو يرفض الجهل ولا يقبل بلا أعلم كجواب. يريد الانسان ان يعرف كيفية تكون الجبال، ونزول المطر، ولماذا ينزل مطراً أو برداَ,, يريد أن يعرف حركة الشمس والقمر والكواكب والنجوم، وهدف وجودهم، والليل والنهار، وسير الملوك والقبائل، الخ. لنتخيل الآن قافلة قريش تمر في وادي القرى في طريقها الى بصرى الشام مثلاً، وتجد البيوت في الجبال وترى القصر الفريد مثلاً (وهو مدفن، لكنها تظنه قصراً كون قريش كانت تدفن في التراب) وترى في البيوت أناس ميتين وهم نيام، حيث لا آثار لعنف من أي نوع عليهم (الموتى يسجون في اماكن اشبه بالاسرة)، فان اول ما يتبادر الى الذهن هو العقاب الالهي، علماً أن العديد من الشواهد تدل على أن العقاب الالهي غير محصور بالديانات الابراهيمية بل موجود لدى الوثنيين كما في اساطير اليونان ونقش الملك ميشا حول غضب الاله شمس عليه... التفسير الاقرب للمنطق هو ان الصيحة اخذتهم في نومهم = فاخذتهم الصيحة مصبحين كما ورد في السورة القرآنية. وباضافة المرويات الشفوية المتواترة حول مشاكلهم مع الاله ذوغابت الى الواقع المشهود، تلد اسطورة قوامها الصيحة وصالح والناقة والموتى-النيام والعقاب الالهي.
تبقى مسألة اغفال دور الاله ذوغابت في السردية القرآنية، فيما لو افترضنا ان دور ذوغابت كان متداولاً في زمن محمد، حيث من الممكن أن تكون بعض التفاصيل قد ذهبت أدراج النسيان. ان تطويع التاريخ لخدمة الدين الاسلامي كان أمراً اعتيادياً لمحمد، كما في هجوم أبرهة على مكة التي كانت وقتها تحت رعاية هبل، حيث نسب حمايتها لله الذي غفل عن حمايتها عندما دكها يزيد بالمنجنيق، ولاحقاً حين سرق حجرها الاسود القرامطة وهي تحت رعايته.. كذلك نجد هذا الاستبدال في قصة أصحاب الاخدود- اهل نجران، الذين كانوا نصارى مؤمنين بألوهية المسيح، حيث يربطها القرآن بايمانهم بالله بالرغم من أن من عذبهم كانوا يهوداً لا مشركين (وبغض النظر عن البعد السياسي الواضح لتعذيب المسيحيين، المتعلق بالسيطرة على طريق القوافل في اليمن ودور الفرس والروم في ذلك الصراع- التاريخ يكرر نفسه على ما يبدو).
تبقى مسألة الناقة الاسطورية، وأغلب ظني أنها اختراع محمدي صرف، لتوافقها مع السياق القرآني للمعجزات بشكل خاص ومحكم، وذلك من خلال مراعاة معجزة الناقة للوجوه التالية:
- وجوب أن تكون الآية بحسب النمط القرآني واضحة- بينة-معجزة لا لبس فيها ليستحق العقاب على مخالفيها: وآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً، وهو ما لم يكن ليتحقق لو كانت النوق التي هاجمتها ثمود هي قطيع تم جمعه من النذور على شاكلة ابل الصدقة، بل اقتضى السياق ان تكون ناقة واحدة مميزة.
- وجوب أن تكون الآية من نفس نوع المهارات الموجودة لدى الكفار، على أن تكون أشد اتقاناً وتمثل نقلة نوعية عن أقصى ما يملكونه من مهارات، وهو نمط اسلامي ثابت، فموسى يعجز السحرة بعصاه لان مصر معروفة بالسحرة، فيما المسيح يعجز المتأثرين بالثقافة اليونانية بالطب الذي اشتهر به اليونان فيبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى، بينما محمد يعجز العرب بالبلاغة. وفي نفس السياق، فلسان حال صالح كان يقول لقومه المعروفين بانهم الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ، مهما نحتم يا قوم فلن تستطيعوا ان تنحتوا ناقة حية.
اهلا بك عزيزي حيران، وشكرا على المعلومات القيمة التي اضفتها، ولكن لي توضيح:
انا لم أقصد أن قريش يجب أن تؤمن بمحمد لمجرد معرفتهما بحقيقة صالح و هود، بل ما قصدته هو أن هاتين الشخصيتين، إن كانا حقيقة نبيين ومعروفين بأنهما أنبياء وان الله عاقب قوميهما لأنهما عبدا الأوثان ولم يتبعوهما، فهذا دلالة على قمة الغباء، لأن التعنت هنا مع التيقن من الحق هو غباء بعينه، والوجه الآخر أن تكون القصة اسطورة، واراد محمد أن يطوعها لأسباب ذكرتها في الموضوع، ولا ننسى أن معظم أنبياء القرآن كانوا بين أقوام تعبد الاصنام، وعاقبهم الله لأنهم يعبدون الأصنام ويشركون به، فإن كانت كل هذه القصص حقيقية ويعلم بها القرشيون ورغم ذلك يشركون فهذه قمة السخرية، أما إن كانت اساطير أو قصص دارجة لا ثبوتية لها فمن الطبيعي أن يجاوبوه بأنها أساطير الأولين، وحتى كونها اساطير هي مثار جدل، لأن ما أتى به محمد عن الأنبياء يختلف كثيرا عما جاء في الديانات الأخرى....
وقبيلة ثمود التي اكثر ما اتفق عليه المؤرخون انها كانت في القرن الثاني قبل الميلاد، لو صح أن فيها نبي لا بد و أن يذكره الانجيل، أو المسيح على الأقل، ولا بد أن تكون حقيقة نبوته معروفة لدى الجميع، خصوصا أنه ليس ببعيد كثيرا عن زمن محمد، أما وإن لم يكن نبيا، فمن المؤكد أن محمدا قد حور القصة تحويرا كبيرا لخدمة فكرته كما تفضلت انت في تعليقك ....
ولكن تبقى مشكلة كل الأنبياء الذين ذكرهم محمد، فمنهم من هو معروف لدى الجميع وقصته معروفة على عدة اديان، رغم ذلك هناك تحوير كبير في قصته وفق الرواية القرآنية، وعدم اعتراض القرشيين واهل الكتاب عليه بهذا المجال هو محال، ولا بد أن التاريخ الاسلامي أغفل هذه الاعتراضات بالجملة لخدمة إيديولوجيا الاسلام....
ويجب أيضا الا ننسى المؤرخين الاسلاميين الذين ربطوا صالح وهود بنسب قريب جدا من نوح، اي وفقا لهم فإن وجود هود وصالح سابق لابراهيم، وهذا يجب أخذه بعين الاعتبار فهو مهم...
تحياتي الحارة، واشكر مرورك القيم الذي زودني بتفاصيل كنت اجهلها.....



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس
قديم 11-18-2018, 12:03 AM حيران غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
حيران
عضو برونزي
 

حيران is on a distinguished road
افتراضي

زميلي الراقي تحيات،،

بالنسبة لاعتراض اهل مكة والمدينة، فالتاريخ يكتبه المنتصر. بالرغم من هذا، نجد في القرآن والاحاديث الكثير من اعتراضاتهم. حتى فكرة تحريف الكتاب المقدس اتت من اجل تكذيب اعتراضاتهم.

بالنسبة لرواة التاريخ العربي، تم الاعتماد على المرويات التي غالباً ما تؤدي الى اختلاط بالتواريخ anachronism ، وهو امر ثابت بالنظر الى فهمه لتواريخ نعرفها حالياً، فيما كانت بالنسبة لهم مختلفة عن الوقائع المثبتة اركيولوجياً. هناك امر آخر أدى الى هذا الغلط (عدا عن الارتكاز الى النص القرآني كحقيقة) وهو وجود اجماع لدى الرواة على تقسيم العرب الى اقسام عدة، عدنانية وقحطانية، عاربة ومستعربة، بائدة وباقية، حيث كانت العرب البائدة تعتبر من نسل نوح وفق الطبري مثلاً. وما ساعد على هذا الموضوع برأيي هو ان النظرة الى العالم كانت مختلفة عما نعيه الآن اختلافاً جذرياً، حيث اعتقد انهم كانوا يرون ان الحضارة وجدت منذ الخلق، وان تاريخ الخلق ليس بعيداً جداً وان الدنيا لن تكون موجودة لفترة طويلة..

دمت بخير



  رد مع اقتباس
قديم 11-18-2018, 08:42 AM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيران مشاهدة المشاركة
زميلي الراقي تحيات،،

بالنسبة لاعتراض اهل مكة والمدينة، فالتاريخ يكتبه المنتصر. بالرغم من هذا، نجد في القرآن والاحاديث الكثير من اعتراضاتهم. حتى فكرة تحريف الكتاب المقدس اتت من اجل تكذيب اعتراضاتهم.

بالنسبة لرواة التاريخ العربي، تم الاعتماد على المرويات التي غالباً ما تؤدي الى اختلاط بالتواريخ anachronism ، وهو امر ثابت بالنظر الى فهمه لتواريخ نعرفها حالياً، فيما كانت بالنسبة لهم مختلفة عن الوقائع المثبتة اركيولوجياً. هناك امر آخر أدى الى هذا الغلط (عدا عن الارتكاز الى النص القرآني كحقيقة) وهو وجود اجماع لدى الرواة على تقسيم العرب الى اقسام عدة، عدنانية وقحطانية، عاربة ومستعربة، بائدة وباقية، حيث كانت العرب البائدة تعتبر من نسل نوح وفق الطبري مثلاً. وما ساعد على هذا الموضوع برأيي هو ان النظرة الى العالم كانت مختلفة عما نعيه الآن اختلافاً جذرياً، حيث اعتقد انهم كانوا يرون ان الحضارة وجدت منذ الخلق، وان تاريخ الخلق ليس بعيداً جداً وان الدنيا لن تكون موجودة لفترة طويلة..

دمت بخير
أهلا بالزميل المحترم...
هي أصلا فكرة العرب البائدة أصلا، وضعها المؤرخون الاسلاميون لايجاد تخريجات لأنبياء مثل هود وصالح وشعيب...
كما أني فعلا كتبت الموضوع من باب مخاطبة القرآن كحقيقة بالنسبة للمسلمين، لأن آثرت ألا أكتب في النقد التقليدي عن النجوم والشياطين...الخ، بل البحث في هذه التفاصيل التي تظهر لنا تجليات أكثر عن حقيقة القرآن، كما أنها ليست أمورا يختلف على تفسيرها لغويا ليخرج لها تفسيرات أخرى...
تحياتي الحارة وصباح الخير



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
القرآننوح, تساؤلات, بسيطة, صالح, وتناقضات, قصص


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تساؤلات وتناقضات بسيطة في قصص القرآن...نوح حكمت العقيدة الاسلامية ☪ 119 12-18-2018 03:54 PM
ما أهمية معرفة أصول قصص وافكار وعقائد القرآن النبي عقلي العقيدة الاسلامية ☪ 12 10-30-2018 01:55 PM
تساؤلات وتناقضات بسيطة في قصص القرآن...آدم حكمت العقيدة الاسلامية ☪ 39 09-19-2018 10:09 PM
تناقضات القرآن - قصة نوح و من تبقى بعده نورالعلوي العقيدة الاسلامية ☪ 6 06-13-2017 10:13 AM
تساؤلات حول الإعجاز في القرآن ساطور الجدال حول الأعجاز العلمي فى القرآن 10 11-23-2015 03:50 AM