06-12-2019, 10:11 PM | رقم الموضوع : [121] | |
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
أظن أن خلافنا الأكبر في طريقة تصورنا للأمور، فأنا أستند إلى الفلسفة الذرية و أرفض منطق الأبيض و الأسود الذي أرى أن كثيرا مما طرحته هنا يعاني منه، فلنأخذ مثلا مسألة حرية الإرادة : فهل إما أن يكون الإنسان حرا تماما أو عبدا تماما ؟ أليس من الأصح أن نقول أن الكائن العاقل يتمتع بحرية الإرادة جزئيا، بحيث تتناسب طردا مع الوعي و عكسا مع الظروف المؤثرة على خياراته و لكنها في كلتا الحالتين لا تنعدم. هذا هو الحكم الوحيد الجائز واقعيا بعيدا عن التنظير الفلسفي، فلو انتفت حرية الإرادة كليا لرأيت الإنسان يتصرف كالروبوت و هو خلاف المشاهد. و نفس المنطق يصلح مع قضية المسؤولية : فعندما يرتكب الإنسان جريمة يكون جزء من المسؤولية على النظام الاجتماعي و جزء منها عليه لأنه اختار مطاوعة ظروفه بدلا من مقاومتها. أما مسألة إساءة استخدام القاعدة فما زلت لا أفهم كيف سيحصل ذلك ؟ ففي حالة المجتمع الذي يريد إنهاء انقسامه فعليه لكي يفعل ذلك أن يتفق على أن إيذاء الأطراف لبعضهم خاطئ و يجب أن ينتهي و هو بالضبط مقتضى القاعدة، من الخطأ أن تظن أن هدف قاعدتي فقط كيل الاتهامات. ثم أرجو أن تدرك أنني هنا لا أحاول وصف الكيفية التي حدث بها تغيير المجتمع، إطلاقا، لست أقول أن الناس بتأملهم العقلي المحض ابتكروا أنظمة جديدة و طبقوها. لكني أبحث عن ما يلزم الفرد منطقيا باتباع النظم الناتجة عن التطور الاجتماعي العشوائي. و بالنسبة لسؤالك : ماذا تبقى من قاعدة عدم التناقض بعد كل هذا ؟ فالجواب أنه تبقى منها أهم شيء و هو إلزام الفرد و تبرير الأخلاق منطقيا، بدون ذلك نصبح مجرد إمعات تابعين للقطيع و يصبح السايكوباث أعقل واحد فينا لأنه استقل عن القطيع فكريا. إن كانت الأخلاق مجرد مواضعة اجتماعية غير قابلة للتبرير المنطقي البحت فسنصل حتما إلى تلك النتيجة الكارثية. الخلاصة أنني أبحث عن تبرير الأخلاق و ليس تفسير نشوءها. مع تحفظي على كلمة تبرير فلم أجد أفضل منها و ربما الكلمة الأصح هي تأطير. أنا أضع إطارا فلسفيا تجريديا للأخلاق يلزم كل فرد بعينه، و في نفس الوقت يصلح لاستيعاب واقع الأخلاق في المجتمع ولا يتعارض معها جذريا. أرجو أن تكون فكرتي وصلتك، تحياتي. |
|
|
||
06-15-2019, 04:31 PM | رقم الموضوع : [122] | |
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
تحياتي.. بداية ..من المهم ان تلتفت لعبارة حرية ارادة (فما معنى حرية ارادة من الأساس) ..اي انك تريد بلا سبب! او تنتقي خياراتك في كل لحظة تنفصل كليا عن تجربتك السابقة او اللحظة السابقه! ..هذا المصطلح مجرد تضليل يستعمله المؤمنين والمتدينين .. الحرية كما افهمها انك تفعل ماتشاء (اي بغض النظر عن الإرادة) فاذا منعك احد ان تفعل ما تريده ..فهنا انت لست حرا ..اي حرية التصرف او الفعل (الحرية العملية).. وبناءا على هذا قد يكون الإنسان حرا عندما يتحرر من مجتمعه ..نعم يمكن ان يكون الإنسان عبدا تماما للمجتمع (وغالبية البشر هكذا) فلا معنى ان نقول هو حر لكن بنسبة 70 او 60 بالمئة ..واساسا مجرد قبولك للتفاوت في نسبة الوعي والحرية يسقط قاعدة المساواة النظريه التي تتبناها .. من ناحية اولى لديك تفاوت في تحمل المسؤولية المادية (فصاحب السلطة أقدر على الفعل او اكثر تحررا).. ومن ناحية ثقافية او معنوية لديك تفاوت في الوعي فلاشك ان من يعي اكثر ويكون اكثر تحررا من سلطات المجتمع يتحمل مسؤوليه اكبر .. في الجرائم الجنائية نعم يتحمل الإنسان جزء من جريمته (وقد تكون من دوافعه) قل التعليم والطبقية او الفقر والاستغلال الراسمالي..(فسبب هذه أهم) لأنك ببساطة تتعامل مع انسان عاطفي من الدرجه الاولى ..ولاشك انه يتحمل مسؤولية فهو يدرك ان هناك قانون يحظر هذا (ومجتمعه يحظره) الخ .. اما ان تكون في حالة انقسام طائفي او حرب اهلية ..فليس هناك قانون وهو يكون حصرا خاضع كليا لمشيئة طائفته او عرقه او جماعته (فما معنى ان يكون هنا حرا لكن بنسبة 40 بالمئة!!) ..فهنا بكل بساطة لاتستطيع ان تحمل المسؤولية لطرف الا ان تحملها للإسباب (العشوائية) التي ادت لهذا الحدث.. بالنسبة للتطور الحضاري انت لم تفهم مقصدي بالكامل ..فأنا لا اعلق على منشأ الفكرة ..انما ما اردت الوصول اليه ..ان الفرد يخرج على ثقافة مجتمعه لينتقل الى ثقافة مجتمع اخرى (اي لم يخرج من الإطار الإجتماعي) كما حدث في عصر النهضه مثلا كما ذكرت سابقا.. فهنا الفعل المادي الإجتماعي هو الأولوية ثم يتلوه الفكر ..فالمقصد ان المصلح لم يخرج عن ثقافة المجتمع (بمعناه العام) اي المجتمع الإنساني .. اخيرا ..انا اتفهم الفكرة لو كانت مقتصرة على الضمير الإنساني (وهذا الضمير هو نتاج للتطور الحضاري فلا احد في الماضي او نادرا ما يكونوا يفكرون بهذا الضمير..) ..اما منطقة الضمير او العاطفه هو الإشكال..ففي مثال الأب الذي يضرب ابنه ..ذكرت ان التناقض في الواقع وارد اي الضرر موجود اذا ضرب الأب ابنه او لم يضرب ونطبق القاعد بإختيار الأقل تناقضا ..حسنا من يختار الأقل تناقضا ..هذا خاضع للإعتبارات الذاتية ..فهل لديك مقياس موضوعي يحسب الضرر الناتج من كل فعل او التناقض الناتج من كل فعل ومع حساب الظروف ومدى تلاعبها في الضرر!ببساطة المسألة خاضعة للاعتبارات الذاتيه..اي ليس هناك تناقض بتاتا .. الفلسفة الأخلاقيه الإجتماعي تمتلك منطق او موضوعية وقدرة على التبرير اكثر .. تحياتي. |
|
06-22-2019, 07:58 AM | رقم الموضوع : [123] | |
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
أما من يحدد أهون الضررين، فعلينا تمييز حالتين هنا : إما أن يكون الأمر واضحا لا يختلف عليه عاقلان محايدان، و هنا لا إشكال. أو أن يكون ملتبسا خاضعا للاعتبارات الذاتية و هنا تصبح المسألة نسبية. و كل هذا منسجم مع فكرة النسبية المقيدة. أرجو أن تكون الصورة قد اكتملت. |
|
|
||
06-26-2019, 07:23 PM | رقم الموضوع : [124] | |
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
|
|
06-28-2019, 09:53 AM | رقم الموضوع : [125] |
باحث ومشرف عام
|
عزيزي أظن أن كلامي السابق عن نسبية المساواة و حرية الإرادة فيه الجواب الشافي على كلامك، و تقبل تحياتي.
|
|
|
06-29-2019, 12:14 AM | رقم الموضوع : [126] |
عضو جميل
|
الموقع صار كله اعلانات
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
آيته, أدراك, الأخلاق, على, طلعت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اضحك على هلوسات (هيثم طلعت) العلم والتفاح | Archimedes | ساحة النقد الساخر ☺ | 1 | 06-30-2018 11:42 AM |
اضحك على المهرج(هيثم طلعت) حول (عقيدة الملحد) | Archimedes | ساحة النقد الساخر ☺ | 5 | 06-09-2018 10:17 AM |
ردي على هيثم طلعت و ما هو الإلحاد | HAMZA-A | العقيدة الاسلامية ☪ | 14 | 01-02-2018 09:04 PM |
هل الدين هو مصدر الأخلاق أو البشرية هي مصدر الأخلاق؟ | Hikki | العقيدة الاسلامية ☪ | 84 | 10-07-2017 11:11 PM |
طلعت هيثم يتحدي الملحدين للمناظرة علي قناة الرحمة | تهارقا | العقيدة الاسلامية ☪ | 18 | 05-10-2017 01:07 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond