شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 05-26-2018, 01:56 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [11]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 7

توالت السنوات الاخيرة فى عمر معاوية بسرعة ومرض مرضه الاخيرة ودفن فى الباب الصغير عام 680. تولى يزيد الخلافة اخيرا وامسك بمسندى كرسى والده الذى يجلس عليه الان يمسكه بتشبث وسعادة وراحة. الان هو يملك الدنيا وبامكانه فعل اى شئ يريد. بدا عهده بان ولى وجهه شطر الحجاز وكر خصومه العتيدين والالداء ابن الزبير والحسين بن على وعبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة.

لم يكن ابن حنظلة الغسيل بما قاله وذكرناه فى نهاية الفصل السابق او السادس سوى داعشيا بالمصطلح الحديث مثله مثل الراشدين. كان الصراع له ابعاد اكبر من الخير والشر. فالطرفان هم شر خالص بالنسبة للشعوب المغزوة والحضارتين العظمتين انذاك وشر خالص بالنسبة لحكم التاريخ والمؤرخ الحيادى المنصف. ولكن حزب معاوية اخف واهون الشرين من حيث قلة التزامهم بالتعصب الاسلامى وميلهم للوثنية او للعلمانية او للتاثيرات البيزنطية والفارسية الحضارية. تبريراتهم لقتالهم يزيد لانه يشرب الخمر او يدع الصلاة او ينكح سباياه المسلمات وامهات اولاده اى جواريه وبناتهن واخواتهن فى وقت واحد. تمردهم على الدولة يشبه كثيرا تمرد داعش والاخوان والسلفيين على الجمهوريات الشرقاوسطية المسماة العربية. لانها ذات حكومات كافرة او طاغوتية وشعوب ترضى بعدم تطبيق الشريعة وترضى بالرقص والغناء وببيع الخمور وفتح الكباريهات الخ من افكار الازهر وجماعاته الاسلامية وافكار السعودية. بمقاييس الحريات والقيم الغربية وحرية الانسان فهو اى يزيد حر ان يشرب الخمر وحر فى ان يدع الصلاة او يترك الاسلام ما دام لا يضطهد الاقلية المسلمة او الاكثرية الزرادشتية او المسيحية وحر ان ينكح امهات اولاده وقريباتهن او محارمه ما دام بالتراضى. لم يثر عليه ابن حنظلة الغسيل وغيره لانه سبى البيزنطيات او ناصب الاكثرية المسيحية والزرادشتية العداء. ولا لانه قلد الراشدين فى غزو بلاد ليست لهم ولم تكن فى اى يوم لهم ابدا. بلا مبرر سوى العدوان والاستيطان وسبى النساء وتدمير الحضارات العظيمة والحقد العربى البدوى الاسلاموجاهلى على الحضارات المثقفة ولا حتى لانه قتل الحسين وال بيته رغم خلافنا معه بوحشية وانعدام انسانية وسبى نساءه. فكل هذه مباديء البداوة والاسلام والعروبة. التى يؤمن بها ابن حنظلة الغسيل ويحترمها هو وابناء الراشدين وتلامذة مدرسة محمد والراشدين والاسلام والعروبة والبداوة.

كانت مشكلة يزيد الاساسية ونواة صراع المدنيين والمكيين او الحجازيين معه باختصار هى انهم يرون انفسهم منبت الاسلام ومنبعه وحماته والاوصياء على اى خليفة او حاكم او ولى عهد يحكم امصار الامبراطورية الاسلامبة العربية المترامية الاطراف المكونة من ولايات الدولتين الفارسية بالكامل والبيزنطية ماعدا اوروبا واسيا الصغرى. هؤلاء الحجازيون يحتقرون اهل الامصار من الاكثرية الزرادشتية والمسيحية لاسباب عديدة منها احتقار العرب الطبيعى لمن يسمونهم العجم اى البهائم ومنها ان هذه الاكثرية تمثل خطرا وحائط صد امام نجاح الاستيطان الكامل العربى والاسلامى لهذه البلاد مما يتطلب غسيل مخ وارهاب وحكم ارهاب وعهد ارهاب طويل المدى لقرون وقمع ثورات محلية واستبعاد الموالى والمستعربين وغير المسلمين من الوظائف الكبرى وقطع رزقهم واثقالهم بالجزية حتى تصبح الاكثرية اقلية والاقلية اكثرية بلطجية متعصبة وليصبح المصريون مسلمين او ملحدين وغيرهم متعصبون للدفاع عن الغزاة العرب وشتم البيزنطيين والساسانيين والمسيحية والمجوسية وشتم اجدادهم واتهام بالعنصرية ومحاولة اخراس كل من يطالب باحياء لغته القديمة الاصلية السريانية والامازيغية والهيروغليفية ويطالب بانتاج مسلسلات عن مصر البيزنطية والبطلمية والفرعونية لتمجبدها بدل مسلسلات القعقاع وابن العاص وابن جلمبو. وكل كوكروش عربى غازى اسلامى تافه. وليصبح المصريون مسلمين وملحدين يهاجمون الحرية الجنسية وحرية المراة فى ملابسها وكتاباتها حتى لو كتبت فى الايروتيكا. بعدما كانت مصر البيزنطية والرومانية والبطلمية والفرعونية سباقة فى الاناقة والتحرر بكل انواعه للمراة وللرجل.

كان صراع الحجازيين مع يزيد له ابعاد مطامع ومنافسات سياسية اضافة الى إحن وحزازات وثارات قبلية قديمة وحديثة. فالحسين مثلا يعلم ان اخاه الحسن قتل بسم معاوية على يد جعدة. ويعلم ايضا الصراع المرير الملئ بالخداع والخبث والكذب الذى تعامل به معاوية وابن العاص مع ابيه ومع خلافة ابيه على. والتى بكل المقاييس توضح ان معاوية وابن العاص مجرد اهل فتنة وعصيان على الخليفة الشرعى على بن ابى طالب الافضل نسبا وصهرا وشانا واسلاما وصحبة بمراحل من معاوية وابن العاص ويزيد. لم ينسى الحسين كل هذا. كما انه كان فى صراع بين جهتين من نفسه. جهة تطالبه بالتهور والتحرك الى العراق او حتى الى دمشق للمساهمة فى خلع يزيد من الخلافة وهو الامر الذى فشل فيه حتى قتلة عثمان اول دكتاتور دينى فى الاسلام تحت شعار لا اخلع قميصا البسنيه الله. فلم يستطع احد من الصحابة او ابناؤهم او حتى احفاد محمد خلع خليفة او حاكم مسلم اليوم ولا غدا اطلاقا. واصبحت سنة فى بلادنا الشرقاوسطية المنكوبة لليوم لا ينخلع حاكم الا بقوة عسكرية امريكية او بربيع ارهابى مدعوم امريكيا ايضا. وجهة متعقلة ترى تجنب مبايعة يزيد والفرار منه ومن ولاته والمطالبين باخذ البيعة له ولو بالقوة من ابناء الصحابة وحفيد الرسول. وعدم المخاطرة باحداث اى فتنة او اغضاب ولاة يزيد بالحجاز او العراق مما قد يؤدى لتهديد حياة الحسين واسرته واصحابه.

لم يكن يزيد يدرى وهو يجلس على كرسى الخلافة خلفا لابيه معاوية انه بجلوسه على هذه الجمرة الملتهبة والقطعة من نيران الجحيم الارضى الذى صنعه العرب والمسلمون على الارض ضد اهم واعظم حضارتين انذاك. قد دان نفسه وخسرها. لقد باع نفسه وامه وباع الانسانية والسلام والمحبة منذ وفاة ميسون ومنذ 670 حين اسرع للارتماء فى حضن الشيطان ابيه والشياطين العرب المسلمين بفرعيهما الراشدى الداعشى والاموى الوثنى المنافق. تقول كتب التاريخ العربى الاسلامى المزورة ان ميسون توفيت 700 ميلادية او 80 هجرية اى بعمر التسعين. لكن هذا غير صحيح وغير منطقى ولا يمت للحقيقة بصلة. امراة بحكمة وعقل ميسون وقوة شخصيتها وتمسكها بابنها وتعاليم المسيحية السريانية الارثوذكسية البيزنطية التى علمته اياها وثقافات اخرى فارسية وبيزنطية. ومدى اعجاب يزيد بها وتمسكه بالعيش معها لم يكن ليوافق ولم تكن ميسون لتسمح برحيل ابنها الى قلب النار فى بلاط ابيه طليقها. لم يكن امام معاوية حيال ذلك الا احد امرين اما تسميمها او انتظار وفاتها الطبيعية والانتظار مخاطرة فقد تتوفى بعد وفاته هو. وتضيع فرصته لتوريث العرش الامبراطورى الاسلامى العربى الوثنى لابنه الوحيد يزيد. لقد كان معاوية يمقتها كل المقت بسبب سلميتها ومبادئها ووطنيتها ومعارضة للغزاة العرب المسلمين لبلادها سواء بفرعهم الهاشمى الداعشى او فرعهم الاموى الوثنى المنافق. كان ككل عربى مسلم انذاك ليس بعقله سوى القتل والنهب والسبى. ليس بعقله علوم ولا فنون ولا اداب ولا لغات. ولا حب لحضارة. ولا احترام لها ولا لدياناتها الحالية ولا القديمة. كالجاهل الذى يمقت خريج الجامعة. والبدوى الذى يكره المدنى الحضارى. لم تكن ميسون لتقف مكتوفة الايدى حين يحاول معاوية اخذ ابنها يزيد منها بالقوة قبل عشرين عاما من وفاتها المعلنة بكتب التاريخ المزورة كتزوير ابى هريرة وغيره. ولذلك لم يكن يزيد ليندفع الى حضن ابيه الا بوفاة امه وضياع تاثيرها وتعاليمها وقوة شخصيتها عليه.

لم يكن يزيد يدرى انه لن يبقى على هذا الكرسى سوى 3 او اربع سنوات فقط. حتى 683. وانه سيموت بلا عقب ولا وريث للعرش وسينقطع الفرع السفيانى الى هذا الحد ويبدا الفرع المروانى فى حكم الدولة الاموية. لم يكن يزيد بحنكة او حزم معاوية ربما. وربما الكيل قد فاض بمعاوية ودسائسه وذلك من سوء حظ يزيد. ربما كان يزيد ارعن لا يدارى كراهيته واسود القلب لا يخفى عداوته. او ربما وفاة معاوية الرهيب قد اعطت الامل مجددا وانعشت الطمع فى قلب الحسين وابن الزبير وبقية ابناء الراشدين الذين يرون انفسهم احق بالخلافة من هذا الغر محب القرود ومربيها. يزيد نفسه شعر بالوحدة التامة بعد لحاق ابيه بامه فى ارض الاموات. شعر باهتزاز ثقته بنفسه التى استمدها من قبل من وجود امه على قيد الحياة ملء السمع والبصر. ثم من وجوده جوار ابيه بقوته وسلطانه ودهائه الرهيب. اليوم شعر يزيد بانه مجرد نكرة او قشة او ريشة تعصف بها الرياح من كل جانب. ربما قد انعدم الان الخطر البيزنطى ومقاومة البيزنطى للاحتلال العربى لمصر وسوريا وشمال افريقيا لانشغاله بحروبه الحدودية المعتادة مع القبائل الجرمانية او لانشغاله بصد الهجمات العربية الاسلامية والقرصنة العربية الاسلامية المزعجة على اطراف الاناضول وفى البحر المتوسط وهى الهجمات الشبيهة باسلوب محمد من قبل. وستستمر هذه الهجمات التافهة لثمانمائة عام اخرى مع بعض محاولات حصار القسطنطينية وبالنهاية ستعتنق عصابات جياع وحشيين محرومين من اسيا الوسطى ومناطق الاستبس الاسلام ويهاجمون ويحتلون الاناضول قطعة قطعة تحت اسم السلاجقة والعثمانيين حتى يستولون بالنهاية على القسطنطينية ويشوهون كنائسها ويحيلونها الى مساجد. ويغيرون دينها ولغتها وديموغرافيتها وحتى اسمها كابشع احتلال واستيطان. سيغفره المسلمون والعرب لانه على دينهم بينما لا يغفرون لاسرائيل مع عرب فلسطين ولا لامريكا مع الهنود الحمر. وانعدم الخطر الفارسى والمقاومة الفارسية للاحتلال العربى منذ عهد عمر وعثمان. ولا يزال بعض المقاومة الامازيغية. لكن الخطر الحقيقى المحدق بيزيد الان او هكذا تصور برعونته. او هكذا حصل مع سقوط هيبة معاوية وقوة دولته بوفاته. لقد راى يزيد فى حزب امه اى السريان والاقباط الكمتيين والامازيغ الذين يدينون كلهم كاكثرية بالمسيحية راى فيهم الجانب المهزوم والاضعف والذى لو وقف معهم فلن يمنحونه السلطة والحكم والمال والنساء. وراى فى حزب ابيه وحزب الراشدين ايضا معا اى العروبة بوثنيتها واسلامها وهما الوجهان لنفس العملة الصدئة العفنة البدوية الناهبة السابية السالبة الغازية والنابان الزرق لنفس الثعبان السام. ومن هنا بدا يزيد ومعاوية مسيرة النفاق للاسلام الذى يسير عليها حتى حكام الجمهوريات العربية الحاليين شبه العلمانيين حيث يصلون علانية ويدعمون الازهر والسلفيين والاخوان ويدعون كذبا محاربتهم. وهم فى اعماقهم لا يؤمنون بالله اصلا ويؤمنون بالوهيتهم هم. ماعدا بعض الحكام كالبشير واردوغان وضياء الحق وحكام باكستان وافغانستان وايران الذين هم بالفعل جزء من المؤمنين المتعصبين للاسلام.

كان الصراع بين حزب الهاشميين وحلفائهم "ابناء الراشدين وبنى هاشم والزبير بمكة والمدينة" اى الدواعش الملتزمين حرفيا بالاسلام والمنغلقين المعادين للحضارات الاخرى بالكامل ولكل تاثيراتها والمتعصبين للعروبة والبداوة وحزب الامويين اى شبه العلمانيين المدعين الاسلام الاقل التزاما نسبيا بالاسلام وتعصبا للعروبة والبداوة والاكثر انفتاحا على تاثيرات الفرس والبيزنطبين لكن ليس لدرجة منح الشعوب البيزنطبة والفارسية حريتهم وحكمهم الذاتى طبعا يشبه كثيرا صراعا حاليا يجرى بين السيسى مثلا ومعارضيه او مبارك ومعارضيه. معارضوه اخوان وسلفيون اى اسلاميين وحلفاء لهم من يسار وهمى وشيوعية وهمية وليبرالية وهمية. هو اقل منهم تعصبا والتزاما للاسلام بدرجة قلت او كبرت .. وهم متعصبون وملتزمون جدا بالاسلام بحدوده وتكفيره وحجابه وغزوه وسبيه وخلافته وقمع الحريات والانترنت وتحريم الفنون وقمع حرية المراة الخ. وبالعروبة وعاء الاسلام ومخلب قطه ولغة الغازى المستعمر.

فمع تولى يزيد الخلافة ظل هو يزيد الامير وولى العهد المنقسم على ذاته. فعلى كرسى الخلافة كان هو معاوية والجلاد الدكتاتور المسلم العربى الباطش بالجانبين الشعوب المغزوة وايضا المنافس الخطير حزب الهاشميين العلويين وحلفائهم الزبيريين. وفى الفراش مع الحريم لا يستطيع مقاومة قصص وغرام اليصابات وابنتيها. وثقافتهن ومسيحيتهن وروحهن البيزنطية الشبيهة كثيرا بروح امه ميسون السريانية. طور يزيد قبيل ومع توليه الخلافة. طور علاقته مع اليصابات وابنتيها. واستطاع بالترهيب والترغيب وايضا اللعب على وتر صحبتها لميسون وشبهها الرهيب بها. ان يلين مقاومتها الشديدة له. ومع ياسها وشعورها بان زوجها واخاها واباها قد انقطعت اخبارهم بعد هروبهم وربما ماتوا ولن تتمكن بقية حياتها من العودة اليهم او البحث عنهم حتى. ستظل سجينة قابعة فى هذا القصر الدمشقى اللعين اسيرة ومستعبدة... استسلمت ليزيد وكذلك فعلت ابنتاها. واصبح يجد عندهن كل ما كان يحلم ان يجده عند ميسون.. حب وغرام وجنس ودلال. اضافة لما منحته اياه ميسون من ثقافة وتعاليم مسيحية... كانت اليصابات تريح يزيد الميسونى وتعذب يزيد الاموى .. حتى اذا جلس على كرسى الخلافة بالصباح التالى نسى وقتل يزيد الميسونى ومسح تعاليم المسيحية من عقله وتعاليم امه الانسانة واصبح يزيد الاموى السفاح الغازى المجرم العربى المسلم الاصنامى مثله مثل معاوية وابن الوليد وابن الخطاب وابن ابى قحافة.

لم تسلم ميسون بنت بحدل الكلبية السريانية المسيحية من شبق ابنها يزيد ونزعته الجشعة الشرهة للحب الحسى كما لم تسلم منه اختاه عاتكة بنت معاوية ورملة بنت معاوية . والان بدا يرمى شباكه على ابنته عاتكة بنت يزيد البالغة الان من العمر 10 اعوام فقط. وما المانع فذلك تاسى بالسنة الشريفة وبالاسوة الحسنة الذى تزوج عائشة وهى بنت ست سنين وبنى بها وهى بالتاسعة. بدا مع ابنته عاتكة ببعض الملاطفات والمداعبات الخارجية المتبادلة منه ومنها. مثل لعبة. حتى شوقها واشعل نيرانا ليست لسنها. وفتح عيون القطة البريئة المغمضة على امور الكبار فاشتهت وطلبت. واجاب هو بلهفة. وانضمت عاتكة الصغيرة بنت يزيد الى حريمه ومغامراته النسائية مع السبايا ومع محارمه انه كما قال عنه عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة.. رجل ينكح الامهات والاخوات والبنات.



  رد مع اقتباس
قديم 05-28-2018, 04:10 AM حارس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [12]
حارس
عضو برونزي
 

حارس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق مشاهدة المشاركة
طبعا كل من يقول الحقيقة يكره العرب ، والعرب لا يكرهون احدا ، هم خير امة اخرجت للناس .

قم بس قم .هههه
صدقت يا زميل فانت عندك معزة ومحبة خاصة للعرب



  رد مع اقتباس
قديم 05-28-2018, 04:17 AM حارس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [13]
حارس
عضو برونزي
 

حارس is on a distinguished road
افتراضي

يعني مختصر القصة و العبرة منها و كما يقول الاخوة الشيعة
بان يزيد تربى تربية مسيحية قذرة على ايدي امه و قبيلتها نابعة من تعاليم الكتاب المقدس المليئة بالقتل والارهاب واحتقار باقي الامم والاجناس و زنا المحارم كزنى لوط مع بناته وابن داود امنون واخته ثامار



  رد مع اقتباس
قديم 05-28-2018, 04:43 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [14]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 8

وقف يزيد عند ضفاف المتوسط فى مكان ما من لبنان. يتامل السماء والطيور ويستحضر فى خياله التماثيل الرومانية وبقايا المعابد الرومانية التى مر بها فى سوريا ولبنان. واستحضر اغانى القيان فى بلاطه واصوات الطنابير. وهب الهواء العليل يداعب جلبابه وعباءته ووجهه وعمامته. كان مستمتعا بصوت البحر. يشعر ان روح امه ميسون تسكن فى هذا الساحل السورى اللبنانى المتوسطى ببحره وغاباته وخضرته. كان يراها مثل زنوبيا التى مجدتها امه ووصفتها له ترتدى ملابس رومانية وتقبض على الصليب بيدها. تجمع بين الحضارتين السريانية والبيزنطية والديانتين السريانية والمسيحية ومن فوقها يبارك الرجل الاشيب وابنه الشاب الطويل الشعر والحمامة البيضاء ترفرف حول الرجل والشاب. كانت تلومه وهى تبكى على ما فعله باختيه وابنته وعلى ما فعله بنساء الاسر البيزنطية بالاناضول. توبخه كثيرا ثم تبتسم له ابتسامة ام حانية تنسى كل شرور ابنها وسفكه الدماء وتتذكر فقط انه ابنها. حسب قصص امه وقصص البحارة العرب والبيزنطيين له فهذا البحر هو طريقه ايضا للوصول الى مصر والى ايطاليا. تساءل يزيد عن مستقبل قبيلته الاموية ومستقبل هذه الامصار والبلاد بعد الف عام او الف واربعمائة عام. هل ستظل ساقطة ينتهكها الغازى العربى الاسلامى. هل سيتلذذ احفاد هذه البلدان باغتصاب العربى الخليجى والعثمانى الذى يجهل يزيد وجوده لهن. هل ستظل مستسلمة وموافقة وراضية بالاحتلال العربى ام ستطرده بعد يزيد وتعود لحضن اوروبا المسيحية الحرة ولحضن ايران الزرادشتية. هل ستبقى باغلبية كاسحة مسيحية وزرادشتية ام ان الحذاء العربى الثقيل سيطحن جمجمة كل ثائر وطالب حق ومدافع عن بلاده وهويتها ودينها. هل كان يزيد يدرى ان غزوهم لهذه البلاد سيؤدى الى تاخرها وسقوطها فى حفرة ظلام وتخلف وقمع وارهاب لا قعر لها. وسيؤدى الى ان يلعن احفاد هذه البلدان اجدادهم الفراعنة والبيزنطيين والزرادشتيين والسريان والامازيغ. ويدافعون بحرارة عن ابن العاص وابن الخطاب وابن الوليد. وينشئون احزابا تدعى الشيوعية ثم تتغنى بالغزو العربى الاسلامى وسيعتبرون ان وحدتهم فى عروبتهم وبداوتهم. هل كان يزيد يدرى ان وباء العذرية وقمع حرية النساء فى الملبس والحياة والجنس سينتقل بالعدوى الى المصرى والسورى والفارسى والامازيغى. وكذلك وباء العروبة والاسلام واعراضه رفض السلام وحب الحب والقتال والجهاد وتحريم الفنون وشتم الاديان والشعوب غير الاسلامية وارتداء الحجاب والعباءة والانغلاق ورفض القي الغربية والحريات الكاملة.

قرر ان ياخذ اجازة قصيرة من بلاط الخلافة ليريح اعصابه. محاولاته اراحة اعصابه عبر علاقته بحريمه اللواتى يكبر عددهن يوما بعد يوم الان وضم اليهن امه بنكاح الوداع واختيه عاتكة ورملة الاولى اغتصابا والثانية بالتراضى والقبول. ثم اغوى اخيرا ابنته الصغيرة عاتكة بنت يزيد فى عمر طفولى قريب جدا من عمر عائشة حين نكحها محمد. كان يزيد شرها للسعادة وسط هذه القسوة التى اكتسبها من ابيه ومن جشع السلطة والحكم. وبالتالى شرها للنساء. كان ضعيفا ككل عربى امام النساء سواء كن محارم او "سبايا بفضل الاسلام" سبايا اختطفن من رجال عائلاتهن بعد قتل الرجال وفرق بينهن وبين ابنائهن الذكور الصغار الذين يباعون كمماليك وعبيد فى سوق النخاسة. انها تعليمات وسنة محمد مع بنى قريظة من قبل واصبحت نهجا عاما للغزو العربى الاسلامى. فلم ياتى الاسلام كما تخرص المتخرصون لالغاء العبودية بل اتى لانتهاك واختطاف بنات الاصفر والفارسيات والامازيغيات والقبطيات. وقتل رجالهن اباء او ابناء كبار او اشقاء.

كان يزيد شرها للنساء وللمال وللسلطان فى هذا العالم والعالم الاخر ككل عربى ومسلم. وهو الوتر الذى لعب عليه محمد حين ضرب صخرة المرو فى موقعة الخندق ثلاث ضربات فى حديثه المشهور وهو يمنى اصحابه باستيلائهم على بلاد كسرى وقيصر ومصر والعراق وسوريا الخ. وهو نفس الوتر الذى لعب عليه القرآن نفسه حين منى العربى البدوى الذى يحيا فى بلاد صحراوية قائظة قاحلة لا يجد فيها فاكهة ولا نساء جميلات بيض حسان بما لا يجده. بانهار اللبن والخمر والعسل والماء المجانية الوفيرة والفواكه المستحيل زراعتها فى مكة البور. والنسوة اللواتى يختلفن عن نسوة قريش ومكة بالوان شعورهن الشقراء وملامحهن الفارسية والرومانية واليونانية والامازيغية الخ. بما يختلف عن ملامح العربيات والوان شعورهن. كان يزيدا كما ابوه وكما الراشدين وكما عرب الجزيرة انذاك يجمعون بين الوثنية العربية والاسلام معا... محيت تعاليم ميسون المسيحية من عقل يزيد وفقد ايمانه بها. وعاد لدماء ابيه التى اجرى فى عروقه ودماء الاكثرية العربية البدوية من اجداده القرشيين غلبت دماء ميسون والسريان. اخترق يزيد بصفته الطفل المدلل لابيه اخترق كل الحواجز. مع حرمانه من امه بوفاتها وبصدها له جنسيا وغراميا قبل وفاتها. وبحث عن امه فى كل امراة محارمية او سبية ينالها ويغمس رجولته فى اعماقها. ولم يجد بعضا منها الا عند اليصابات. التى رضيت وبناتها بالامر الواقع مع ياسها من عثور زوجها وابيها واخيها عليها او فرارها وبناتها من هذا القصر الحصين. كما ان صلتها وصداقتها الهائلة بميسون وشبهها الرهيب بها. كل هذا ساهم معا فى استسلامها لغوايته. كامر واقع كاستسلام المغزو للغزى العربى الاسلامى بل واسوا. لان المغزو بامكانه القتال ضد الغازى. لكنها بالمقابل استغلت تاثيرها محاولة احياء تعاليم امه ميسون المسيحية عن المحبة والسلام والتسامح والعفة والبتولية.... وحاولت تثقيفه وجذبه مرة اخرى كما كانت امه تفعل نحو اتخاذ جانب و صف ضحايا الغزو العربى الاسلامى من بيزنطيين وفرس ومصريين وامازيغ وسريان الخ. اى جانب العدل. ولكن يزيد كان قد باع نفسه للمكاسب العربية الوثنية الاسلامية. كان شرها ككل عربى للقتل ولاذلال الشعوب المفتوحة الاخرى وتصفية حسابات حرمانه الطويل من ثرواتها وخيراتها. كان مثل مواطن جائع هجم على كومبوندات رجال الاعمال والوزراء والرئيس فى مصر 2018... مع الفارق ان هذا المواطن مصرى مظلوم. وليس عربيا اجنبيا غازيا ظالما يسرق بلادا ليست له ولم تكن ابدا.

كان اجمل ما فى يزيد ايمانه بحريته الشخصية. واسوا ما فيه كفره بحرية الشعوب المغزوة. وهو فى ذلك ايضا يتشابه مع كل عربى فى زمانه ولليوم. يحب الاستمتاع بالنساء والمال والسلطة ولو على حساب قتل وسحق الاخرين ولو باغتصاب النساء. الايمان بالحرية الشخصية جميل. والاستمتاع بالرجال او النساء والمال والسلطة لو كان بالتراضى ودون سرقة او غزو لبلاد الاخرين فهو امر محمود.

تمنى يزيد لو يبقى للابد عند هذا الشاطئ قرب بعلبك. ولا يعود لقصر الخلافة. تمنى ان يذهب ليسكن جوار قبر امه ميسون. ويعيش فى بادية تدمر ويرمى الاسلام والوثنية العربية وقبيلة بنى امية من حساباته. ويحاول الانخراط فى السريان والبيزنطيين والمسيحيين. تمنى لو يرتحل الى روما. او الاسكندرية. ويتزوج فتاة من هناك قبطية او رومانية. ويعيش حياة بسيطة كما اوصته امه. بدل من حياته المليئة بالخطيئة والاثم. واتباع سفاح ولص مكة المعادى للحضارة والفنون وخلفائه. لماذا لا يدوس على المال والسلطة وشراهته العربية للنساء ويعود لايمانه بقانون الايمان والفداء والصلب ويتعمد من جديد فى نهر الاردن. ليعود طاهرا كما ربته امه. وليس كما اغوته نفسه العربية البدوية واغواه ابوه. واغوته اختاه وابنته العربيات القرشيات. ليعود متحضرا ويتخذ من البيزنطيين والسريان والامازيغ والفرس والايطاليين اهلا له. لماذا لا يرمى بكرسى الخلافة فى وجه مروان بن الحكم او عبيد الله بن زياد بن ابى سفيان او ابن ابيه. حتى ولو وصفوه بالخيانة للعرب وللاسلام. حتى لو وصفوه بالجنون لتخليه عن كل عذا القدر من النساء والاراضى والمال والسلطة التى وعدهم بها محمد. او وعد بها صاحب نصيبها من الهاشميين او الامويين او الزبيريين. هل سياتى يوم يحكم فيه الامبراطورية العربية الاسلامية الزبيريون او الهاشميون ابناء العباس او ابناء فاطمة.

لكن يزيد الميسونى هذا الزاهد فى الخلافة والمحارم والنساء والمال والزاهد فى وحشية الاسلام والوثنية العربية ميت او سجين فى غياهب سجن مظلم فى اعماق عقل يزيد الاموى المحمدى الراشدى.

اخيرا نهض يزيد من على رمال الارض التى تلعنه ويلعنه اكثرية سكانها كما يلعنون غزاة مكته ويثربه الراشدين والذين "رضى الله عنهم" !!! و "رضوا عنه" والذين سرقوا بلادا ليست لهم ولم تكن يوما وسبوا النساء والاطفال ودمروا حضارات واسر من اجل نشر البداوة للجميع والعروبة والاسلام بكل نفاقه وقتاله وبداوته وعروبته. نهض وانصرف على جواده عائدا الى دمشق. وفى راسه تدور وصية ابيه له وهو على فراش الموت. حيث قال معاوية. يا بني إني قد كفيتك الرحلة والترحال ووطأت لك الأشياء وفللت لك الأعداء وأخضعت لك أعناق العرب وإني لأتخوف عليك أن ينازعك في هذا الأمر الذي أسندت لك إِلا أربعة نفر من قريش‏:‏ الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر‏.‏ فأما عبد الله بن عمر فرجل قد وقَذَته العبادة وإذا لم يبق أحد غيره بايعك‏.‏ وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فإن له رَحِمًا ماسة وحقًا عظيمًا. وأما ابن أبي بكر فليست له همة إلا في النساء واللهو فإن رأى أصحابه صنعوا شيئًا صنع مثلهم. وأما‏ الذي يجثم جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب فإذا أمكنته فرصة وثب فعبد الله بن الزبير فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربًا إربًا.".

لما عاد يزيد الى دمشق بعد وفاة ابيه وتوليه الخلافة وخلوه بنفسه بعض الوقت عند ساحل لبنان. عاد فأقر عبيد الله بن زياد على البصرة والنعمان بن بشير على الكوفة وكان أمير مكة عمرو بن سعيد بن العاص وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ولم يكن ليزيد همّ حين ولي الخلافة إلا بيعة النفر الذين أبوا على أبيه الإجابة إلى بيعة يزيد فكتب إلى الوليد بن عتبة‏:‏ أما بعد فخذ حسينًا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذًا شديدًا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام‏.‏

فبعث إلى مروان بن الحكم فدعاه واستشاره وقال‏:‏ كيف ترى أن أصنع قال‏:‏ إني أرى يا وليد أن تبعث الساعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة فإن فعلوا قبلت منهم وإن أبوا ضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية فإنهم إن علموا بموته وثب كل واحد منهم في جانب فأظهر الخلاف والمنابذة إلا أن ابن عمر لا أراه يرى القتال ولا يحب الولاية إلا أن تُدْفَع إليه عفوًا‏.‏

وأرسل الوليد عندئذ عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو غلام حدث إلى الحسين وابن الزبير يدعوهما فوجدهما في المجلس جالسين فقال:‏ أجيبا الأمير‏.‏ فقالا له‏:‏ انصرف فالآن نأتيه‏:‏ ثم أقبل ابن الزبير على الحسين فقال له‏:‏ ما تظن فيما بعث إلينا‏.‏ فقال الحسين بفراسته النافذة‏:‏ أَظن طاغيتهم قد هلك وقد بعث هذا إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشوا الخبر‏.‏ قال ابن الزبير‏:‏ وأنا ما أظن غيره فما تريد أن تصنع قال الحسين‏:‏ اجمع فتياني الساعة ثم أسير إليه فإذا بلغت الباب احتبستهم‏.‏ قال ابن الزبير‏:‏ فإني أخافه عليك إذا دخلت قال‏:‏ لا آتيه إلا وأنا على الامتناع‏.‏

فجمع الحسين بن على مواليه وأهل بيته ثم قام يمشي حتى انتهى إلى باب الوليد بن عتبة وقال لأصحابه‏:‏ إني داخل فإن دعوتكم أو سمعتم صوتي قد علا فاقتحموا علي بأجمعكم وإلا فلا تبرحوا حتى أخرج‏.‏ فدخل الحسين الى الوليد وعنده مروان فسلم عليه بالإمرة وجلس فأقرأه الوليد الكتاب ونعى إليه معاوية ودعاه إلى البيعة فقال الحسين ‏"‏ إنا للّه وإنا إليه راجعون ‏"‏ رحمِ الله معاوية وعظم لك الأجر أما ما سألتني من البيعة فإن مثلي لا يعطي بيعته سرًا ولا أراك تجتزى مني سرًا دون أن تظهرها على رؤوس الناس علانية قال‏:‏ أجلِ قال‏:‏ فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرًا واحدًا فقال له الوليد وكان يحب العافية: فانصرف على اسم الله حتى تأتينا مع جماعة الناس‏.‏

فقال له مروان‏.‏ والله إن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدًا حتى تكثر القتلى بينك وبينه احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه‏.‏ فوثب الحسين عند سماعه ذلك فقال‏ لمروان:‏ يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أو هو كذبت والله وأثمت‏.‏ ثم خرج فقال مروان‏:‏ والله لا يُمكِنك من مثلها من نفسه مرة اخرى. ضيعت الفرصة الثمينة يا وليد. فقال الوليد‏:‏ والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت وإني قتلت حسينًا‏.‏

وأما ابن الزبير فقال للوليد ومروان‏:‏ الآن آتيكم‏.‏ ولكنه أتى داره فكمن فيها واختبا فأكثر الوليد الرسل إليه فبعث ابن الزبير إليه اخاه جعفر بن الزبير فقال له‏:‏ إنك قد أفزعت عبد الله بكثرة رسلك وهو يأتيك غدًا إن شاء الله‏.‏

وخرج ابن الزبير من ليلته هاربا من المدينة فتوجه نحو مكة هو وأخوه جعفر ليس معهما ثالث وتنكب الجادة فبعث الوليد وراءه مَنْ يطلبه فلم يقدروا عليه وانشغلوا عن الحسين بن على في ذلك اليوم فخرج فى الليل ببنيه وأخوته وبني أخيه وأهل بيته إلى مكة فدخلها بعد عدة ايام وكان خروج ابن الزبير من المدينة قبله بليلة‏.‏

ثم بعث الوليد إلى عبد الله بن عمر فقال‏:‏ بايع ليزيد فقال‏:‏ إذا بايع الناس بايعت‏.‏

لما راى يزيد الضعف والتخاذل من واليه على المدينة الوليد بن عتبة. قرر عزله وعين مكانه عمرو بن سعيد. والذى قرر ارسال شقيق عبد الله بن الزبير الكاره له عمرو بن الزبير ليقاتل اخاه بمساعدة انيس بن عمرو الاسلمى. حذرهما مروان بن الحكم من انتهاك حرمة مكة ولكن انيس لم يهتم وحلف ليقاتلنه ولو فى جوف الكعبة. وارسل عمرو لاخيه عبد الله يريد اذلاله وقال ان الخليفة لن يقبل بيعتك له الا وانت ترتدى طوقا من الفضة فى عنقك. لكن عمرو وانيس انهزما وانتصر عبد الله بن الزبير.

وراى يزيد عبر وشاة من مؤيديه ان النعمان بن بشير لا يريد قتال واجبار الحسين على البيعة. حيث قال. اكون ضعيفا فى طاعة الله خير من اكون قويا فى معصية الله. فعزله وعين بدلا منه السفاح الغليظ القلب مثل ابيه. عبيد الله بن زياد بن ابى سفيان او ابن ابيه.

وجَه أهل الكوفة الرسل إلى الحسين وهو بمكة يدعونه إلى القدوم عليهم فوجّه إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب وكان أهل الكوفة قد بعثوا إلى الحسين بن على يقولون‏:‏ إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة فأقدم علينا‏.‏ فبعث إليهم مسلمًا لينظر ما قالوا فخرج مسلم حتى أتى المدينة المنورة فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية فأصابهم عطش فمات أحد الدليلين وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه من هذه المهمة ولكنه كتب إليه‏:‏ امض. فمضى مسلم بن عقيب ووصل الى الكوفة بالعراق فنزل على رجل من أهَلهَا يقال له ابن عوسجة فلما تحدث أهل الكوفة بمقدمه دنوا إليه فبايعوه فبايعه منهم اثنا عشر ألفًا على الحسين ان يكون خليفة المسلمين كما كان ينص الصلح بين معاوية والحسن بن على. لكن قام رجل ممن يهوى يزيد إلى النعمان بن بشير فقال له‏:‏ إنك ضعيف قد فسد البلد‏.‏ فقال له النعمان‏:‏ أكون ضعيفًا في طاعة الله أحب إليّ من أن أكون قويًا في معصية الله‏.‏

فكتب بقوله هذا إلى يزيد فولى الكوفة عبيد الله بن زياد إضافة إِلى البصرة وعزل النعمان وأمر يزيد بن معاوية عبيد الله أن يقتل مسلم بن عقيل فأقبل عبيد الله في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثمًا متنكرا مخادعا فلا يمر بمجلس من مجالسهم فيسلم إلا قالوا‏:‏ وعليك السلام يا ابن بنت رسول الله‏.‏ وهم يظنونه الحسين حتى نزل القصر فقال عبيد الله لمولى له‏:‏ هذه ثلاثة آلاف درهم خذها وسل عن الذي بايع أهل الكوفة وأعلمه أنك من حمص وقل له‏:‏ خذ هذا المال تقوى به‏.‏

فمضى العبد. وسلم المال لهانئ. وتحول مسلم بن عقيل حينئذٍ من الدار التي كان فيها إلى منزل هانىء بن عروة المرادي وكتب مسلم إلى الحسين ببيعة اثني عشر ألفًا من أهل الكوفة ويأمره بالقدوم ثم دخل على عبيد الله بن زياد جماعة من وجوه أهل الكوفة فقال‏:‏ ما بال هانئ بن عروة لم يأتني فأخبروا هانئًا فانطلق إليه فقال‏:‏ يا هانىء أين مسلم قال منكرا‏:‏ لا أدري - فقال عبيد الله لمولاه الذي أعطاه الدراهم‏:‏ اخرج‏.‏ فخرج فلما رآه قال هانئ‏:‏ أصلح الله الأمير والله ما دعوته إلى منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي قال‏ عبيد:‏ أيتني به قال‏ هانئ فى شهامة وشجاعة:‏ والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه‏.‏ فضربه عبيد أعلى حاجبه فشجه ثم حبسه.

فنادى مسلم أصحابه فاجتمع إليه من أهل الكوفة أربعة آلاف فمضى بهم إلى القصر فأشرف أصحاب عبيد الله على أهاليهم المؤيدين لمسلم وللحسين يعدونهم ويهددونهم ويقولون‏:‏ غدًا يأتيكم جنود الشام‏.‏ فانصرفوا ودعوا مسلم وحده. فتسللوا فما اختلط الظلام حتى بقي مسلم وحده فأوى إِلى امرأة فعلم به ابنها وكان عبيد الله قد نادى‏:‏ إنه مَنْ وُجد في داره فقد برئت منه الذمة ومن جاء به فله ديته‏.‏ فأخبر به ووشى. فبعث عبيد الله إليه صاحب الشرطة ومعه عبد الرحمن بن الاشعث فلم يعلم مسلم حتى أحيط بالدار وحوصر فخرج إليهم بسيفه فقاتلهم فأعطاه عبد الرحمن الأمان فأمكنه من يده فحملوه على بغلة وانتزعوا سيفه منه فقال‏:‏ هذا أول الغدر وبكى‏.‏ فقيل له‏:‏ من يطلب مثل هذا الذي تطلب إذا نزل به مثل هذا لم يبك‏.‏ فقال مسلم‏:‏ والله ما أبكي على نفسي بل على حسين وآل حسين‏.‏

ثم التفت إلى عبد الرحمن فقال‏:‏ هل تستطيع أن تبعث من عندك رجلًا ليبلغ الحسين بما سيقع بي. فبعث عبد الرحمن رجلًا فلقي الحسين بزُبالَة فأخبره الخبر.‏ ولما جيء بمسلم إلى عبيد الله بن زياد أخبره عبد الرحمن أنه قد أمنه فقال‏:‏ ما أنت والأمان إنما بعثناك لتجيء به لا لتؤمنه‏.‏ فأمر عبيد الله بمسلم بن عقيل فأصعد إلى أعلى القصر فضربت عنقه وألقى جثته إلى الناس وأمر بهانىء فقتل في السوق وسُحب إلى الكناسة فصلب هناك‏.‏

وقال شاعرهم في ذلك‏:‏

فإن كنت لا تدرينَ ما الموتً فانظري ** إلىِ هانىء في السوق وابن عقيل

تري جسدًا قد غير الموت لونه ** ونضْحَ دم قد سال كل مسيل

أصابهما أمر الإمام فأصبحا ** أحاديث من يسعى بكل سبيل

وفي رواية أخرى‏:‏ أن الحسين لما خرج من المدينة المنورة قيل له‏:‏ لو تجنبت الطريق ما فعل ابن الزبير لأجل الطلب‏.‏

قال‏:‏ لا والله لا أفارقها حتى يقضي الله ما أحب‏.‏

فاستقبله عبد الله بن مطيع فقال له‏:‏ جعلت فداك أين تريد‏.‏

قال‏:‏ أما الآن فمكة وما بعدها فإني استخير الله فقال‏:‏ خار الله لك وجعلنا فداك فإذا أتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة فإنها بلدة مشؤومة بها قتل أبوك وخذل أخوك واغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه الزم الحرم فإنك سيد العرب.

فِنزل مكة واختلف أهلها إليه وأهل الآفاق وابن الزبير لازم جانب الكعبة فهو قائم يصلي عندها ويطوف ويأتي حسينًا فيمن يأتيه ويشير عليه وهو اى الحسين أثقل خلق الله على ابن الزبير لأنه قد علم أن أهل الحجاز لا يبايعونه أبدًا ما دام حسين بالبلد.

وفى نفس الوقت فى الكوفة. قام سليمان بن صرد المؤيد لعلي والهاشميين بالكوفة فقال‏:‏ إن كنتم تعلمون أنكم تنصرون حسينًا فاكتبوا إليه وإن خفتم الفشل فلا تغروه‏.‏ قالوا‏:‏ بل نقاتل عدوه‏.‏ فكتبوا إليه‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ لحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجية ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة‏.‏ سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الحمد لله الذي قصم عدوك وإنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله يجمعنا بك‏.‏

فوصلت الرسالة الى الحسين بمكة ثم جاءه مائة وخمسون رسالة من الرجل والاثنين والثلاثة ثم جاءه رسالة اخرى يقولون‏:‏ حي هلا فإن الناس ينتظرونك فالعجل العجل‏.‏

وتلاقت الرسل كلها عنده‏.‏

فقرأ الرسائل وكتب مع هانىء بن هاني السبيعي وسعيد بن عبيد الحنفي وكانا آخر الرسل‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

من حسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين‏.‏

أما بعد فإن هانئًا وسعيدًا قدما علي وكانا آخر من قدم من رسلكم وقد بعثت أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرت أن يكتب إليّ بحالكم فإن كتب إليٌ أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به علي رسلكم قدمت عليكم إن شاء الله تعالى‏.‏

فلما قتل مسلم بن عقيل وهانىء وكان الحسين قد خرج من مكة وكان قد أشار عليه جماعة منهم عبد الله ابن عباس أن لا يخرج وكان من جملة ما قال له‏:‏ أتسير إلى قوم أميرهم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب ولا آمن أن يكذبوك‏.‏

فقال‏ الحسين:‏ أستخير الله ثم عاد إليه ابن عباس فقال له‏:‏ إِني أتصبر ولا أصبر إني أتخوف عليك أهل العراق فإنهم أهل غدر. أقم بهذا البلد فإنك سيد الحجاز فإن كان أهل العراق يريدونك فاكتب إليهمٍ فلينفوا عدوهم وإن أبيت فسر إلى اليمن فإن بها حصونًا وشعابا وهي أرض عريضة‏.‏

فقال الحسين له‏:‏ قد أجمعت المسير‏.‏

قال‏ له ابن عباس الهاشمى مثله ناصحا مشفقا النصيحة الثالثة:‏ فلا تَسِرْ بنسائك وصبيتك فإني أخاف ما جرى لعثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه اخاف ان يقتلك جنود يزيد وعبيد الله امام نسائك واولادك ولقد أقررت بقرارك هذا عيني ابن الزبير وارحت قلبه بتخليتك إياه بالحجاز والله لو أني أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع علي وعليك الناس أطعتني لفعلت‏.‏

ثم خرج فلقي ابن الزبير فقال‏:‏ قرت عينك هذا حسين يخرج إلى العراق ويخليك والحجاز ثم يا لك من قُبَّرة بمَعْمِر خَلا لكِ الجو فبيضي واصْفِرِي وَنقرِي ما شئت أنْ تُنقري.

وكتب عبيد الله إلى يزيد‏:‏ أما بعد فالحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مؤونة عدوه إن مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هانىء بن عروة فكِدتهما حتى استخرجتهما وضربت أعناقهما وقد بعثت برأسيهما‏.‏

فكتب إليه يزيد فى سرور‏:‏ إنك على ما أحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع وقد بلغني أن الحسين قد توجه نحو العراق فضع المناظر والمسالح واحترس واجلس على الظنة وخذ على التهمة غير أن لا تقتل إلا منْ قاتلك واكتب إلي في كل ما يحدث من خير إن شاء الله‏.‏

لما علم الحسين بما جرى لمسلم بن عقيل هم أن يرجع فقال أخو مسلم‏:‏ والله لا ترجع حتى نصيب بثأرنا‏.‏ فقال الحسين‏:‏ لا خير في الحياة بعدكم‏.‏ فسار فلقيته أوائل خيل عبيد الله فنزل كربلاء فضرب أبنيته وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسًا ومائة راجل‏.‏

فنزل الحسين بن على فى كربلاء وأمر بأبنيته فضربت وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي - وكان صاحب شرطة ابن زياد حتى وقفوا مقابل الحسين في حرْ الظهيرة فأمر الحسين رجلًا فأذن ثم خرج فقال‏:‏ أيها الناس إنها معذرة إلى الله وإليكم إِني لم آتكم حتى قدمت علي رسلكم وأتتني كتبكم اى رسائلكم أن أقدم علينا فليس لنا إمام فإن كنتم كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه فسكتوا عنه وقالوا للمؤذن‏:‏ أقم الصلاة. فأقام الصلاة وصلى الحسين وصلى الحر معه ثم تراجعوا فجاءت العصر فخرج يصلي بهم وقال‏:‏ أتتني كتبكم ورسائلكم ورسلكم فقال الحر‏:‏ ما ندري ما هذه الكتب والرسل‏.‏

فقال الحسين‏:‏ يا عقبة بن سمعان أخرج إلي الخرجَيْن‏.‏

فأخرجهما مملؤين صحفًا فنشرها بين أيديهم فقال الحر‏:‏ إنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أمِرنا أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد فقال الحسين‏:‏ الموت أدنى إليك من ذلك‏.‏

وقام الحسين فركب وركب أصحابه وقال‏ :‏ انصرفوا بنا‏.‏

فحالوا بينه وبين الانصراف فقال الحسين للحر‏:‏ ثكلتك أمك ما تريد قال‏:‏ إني لم أومر بقتالك إنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقًا لا تدخلك الكوفة ولا تردك المدينة المنورة حتى اكتب إلى ابن زياد وتكتب أنت إلى يزيد أو إلى ابن زياد لعل الله أن يرزقني العافية من أن أبتلى بشيء من أمرك.

فتباشر الحسين والحر يسايره ثم جاءه رسالة عبيد الله بن زياد أن جعجع بالحسين حتى يبلغك كتابي فأنزلهم الحر على غير ماء ولا في قرية وذلك في يوم الخميس ثاني المحرم.. وهي الايام العشر الاوائل من المحرم التي يحتفل بها المسلمون الشيعة اليوم بذكرى كربلاء. والموافق 4 اكتوبر 680 ميلادية. فلما كان من الغد قدم عمرو بن سعد بن ابى وقاص من الكوفة في أربعة آلاف وكان عبيد الله قد ولى عمرو بن سعد الري فلما عرض أمر الحسين قال له عبيد‏:‏ اكفني أمر هذا الرجل ثم اذهب إلى عملك‏.‏فقال عمرو‏:‏ أعفني. فأبى عبيد ان يعفيه‏.‏

قال عمرو بن سعد‏:‏ أنظرني الليلة فأخره فأنظر في أمره. ثم أصبح راضيًا فبعث إلى الحسين رجلًا يقول له‏:‏ ما جاء بك فقال‏:‏ كتب إلي أهل مصركم فإذا كرهتموني فإني أنصرف عنكم‏.‏

وجاءت رسالة عبيد الله إلى عمر‏و :‏ حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء كما صنع بعثمان‏.‏

فقال الحسين‏:‏ اختاروا مني واحدة من ثلاث‏:‏ إما أن تدعوني فألحق بالثغور أو أذهب إلى يزيد أو أنصرف من حيث جئت فقبل ذلك عمرو وكتب إلى عبيد الله بذلك فكتب عبيد الله‏. اليه قائلا. لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي. فقال الحسين‏:‏ لا والله لا يكون ذلك أبدًا‏.‏ الدعي بن الدعي خيرني بين الذلة والسلة فهيهات منا الذلة.

وفي رواية‏:‏ أن عبيد الله قبل ذلك فقال له شمر بن ذي الجوشن‏:‏ والله إن رحل عن بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعز ولتكونن أولى بالضعف والعجز ولكن لينزلن على حكمك هو وأصحابه فقال له عبيد الله‏.‏ اذن اخرج برسالتي إلى عمرو بن سعد وليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلمًا وإن أبوا فليقاتلهم فإن فعل فاسمع له وأطع وإن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الناس فثب على الحسين فاضرب عنقه واَبعث إلي برأسه‏.‏

وكتب عبيد الله الى عمرو بن سعد‏:‏ أما بعد فإني لم أبعثك إلى حسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة فانظر فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلمًا فإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم فإن قتل حسين فاوطىء الخيل صدره وظهره فإنه عاق قاطع فإن مضيت لأمرنا جزيناك خيرًا وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه والسلام‏.‏

فلما جاء شمر بالكتاب إلى عمرو وقرأه قال‏:‏ ويلك لا قرب الله دارك قبح الله ما قدمت به علي والله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه وأفسدت علينا أمرًا قد كنا رجونا أن يصلح. فقال شمر لعمرو‏:‏ أخبرني ما أنت صانع لأمر أميرك أتقاتل عدوه وإلا فخل بيني وبين الجند والعسكر‏.‏

فقال عمرو‏:‏ لا ولا كرامة ولكن أنا أتولى ذلك‏.‏

قال شمر‏:‏ فدونك‏.‏

فنهض إليه عشية الخميس لتسع مضين من المحرم 61 هجرية. وجاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين فقال‏:‏ أين بنو أختنا فخرج إليه العباس وعبد الله وجعفر بنو علي فقالوا‏:‏ مالك وما تريد قال‏:‏ أنتم يا بني أَختي آمنون قالوا‏:‏ لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أمان له‏!‏ فنادى عمرو‏:‏ يا خيل اركبي وأبشري‏.‏

فركب عمرو في الناس ثم زحف نحوهم بعد صلاة العصر وحسين جالس أمام بنيه مجتثيًا بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه فسمعت أخته زينب الضجة فقالت‏:‏ يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت. فرفع الحسين رأسه فقال‏:‏ إني رأيت جدي محمدا في المنام فقال لي‏:‏ ‏"‏ إنك تروح إلينا" فلطمت أخته زينب وجهها وقال له العباس بن علي‏:‏ يا أخي أتاك القوم‏.‏

فنهض الحسين وقال‏:‏ يا عباس اركب بنفسك أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم مالكم وما بدا لكم‏.‏

فأتاهم العباس في نحوٍ من عشرين فارسًا فقال‏:‏ ما تريدون فقالوا‏:‏ جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم ونقاتلكم‏.‏

قال العباس‏:‏ فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله الحسين فأعرض عليه ما ذكرتم‏.‏

فوقفوا فرجع إلى الحسين فأخبره الخبر ثم رجع إليهم فقال‏:‏ يا هؤلاء إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ننظر في هذا الأمر فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله وإنما أراد أن يوصي أهله. فقال عمرو للناس‏:‏ ما ترون فقال له عمرو بن الحجاج‏:‏ سبحان الله والله لو كان من الديلم ثم سألك هذا لكان ينبغي أن تجيبه. فانصرفوا. فجمع الحسين أصحابه وقال‏:‏ إني قد أذنت لكم فانطلقوا في هذه الليلة فاتخذوه جملًا وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم إِنما يطلبوني ولو قد أصابوني لَهَوْا عن طلب غيري‏.‏

فقال أخوه العباس‏:‏ لم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدًا‏.‏

ثم تكلم إخوته وأولاده وبنو أخيه وبنو عبد الله بن جعفر بنحو ذلك فقال الحسين‏:‏ يا بني عقيل حسبكم من الفتك بمسلم اذهبوا فقد أذنت لكم‏.‏

فقالوا‏:‏ لا والله بل نفديك بأنفسنا وأهلينا فقبح الله العيش بعدك‏.‏

وقال مسلم بن عوسجة‏:‏ والله لو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لرميتهم بالحجارة. وقال سعيد بن عبد الله الحنفى‏:‏ والله لا نخليك حتى يعلم الله أننا قد حفظنا غيبة جدك محمد فيك والله لو علمت أني اقتل ثم أحيا ثم أحرق حيًا ثم أذرى تسعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك‏.‏

وتكلم جماعة من أصحابه بنحو هذا فلما أمسى الحسين جعل يصلح سيفه ويقول مرتجزًا‏:‏

يا دهرُ أف لك من خليل
كم لك بالإشراقِ والأصيل
من صاحب أو طالب قتيل

فلما سمعه ابنه علي زين العابدين خنقته العبرة فسمعته زينب بنت علي فنهضت إليه وهي تقول‏:‏ واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة أمي وعلي أبي يا خليفة الماضي وثمال الباقي‏.‏

فقال لها الحسين‏:‏ أخَيَّة لا يذهِب حلمَك الشيطانُ‏.‏

وترقرقت عيناه فلطمت وجهها وشقت جيبها وخرت مغشية عليها‏.‏

فقام إليها الحسين فرشق الماء على وجهها وقال‏:‏ يا أخَية اعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون ولي أسوة بجدي وإني أقسم عليك يا أخيَّة لا تشقي عليَ جيبًا ولا تخمشي وجهًا‏.‏

وقام الحسين وأصحابه يصلون الليل كله ويدعون فلما صلى عمرو بن سعد الغداة - وذلك يوم عاشوراء 61 هجرية الموافق 12 اكتوبر 680 ميلادية- خرج فيمن معه من الناس وعبَّأ الحسين أصحابه وكانوا اثنين وثلاثين فارسًا وأربعين راجلًا ثم ركب الحسين دابته ودعى بمصحف فوضعه أمامه وأمر أصحابه فأوقدوا النار في حطب كان وراءهم لئلا يأتيهم العدو من ورائهم‏.‏

فمر شمر فقال‏:‏ يا حسين تعجلت النار في الدنيا‏.‏

فقال مسلم بن عوسجة‏:‏ ألا رميته بسهم ؟ فقال الحسين‏:‏ لا إني لأكره أن أبدأهم. ثم قال الحسين عليه لأعدائه‏:‏ أتسبوني فانظروا من أنا ثم راجعوا أنفسكم فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم‏.‏ وابن ابن عمه‏.‏ أليس حمزة سيد الشهداء عم أبي وجعفر الطيار عمي‏.‏

فقال شمر بن ذي الجوشن‏ في غير اهتمام وفي حقد وضغينة تجاه ذكر النبي الذي قتل العرب وقمع حريتهم ثم قتل العجم الفرس والروم هو وخلفاؤه:‏ عبدت الله على غير حرف إن كنت أدري ما تقول. فقال الحسين‏:‏ أخبروني أتطلبوني بقتيل منكم قتلته ؟ أو فنادى‏:‏ يا شبث بن ربعي يا قيس بن الأشعث يا حجار ألم تكتبوا إليَّ ؟ قالوا‏:‏ لم نفعل فقال الحسين‏:‏ فإذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم‏.‏

فقال له قيس‏:‏ أولا تنزل على حكم ابن عمك فإنه لن يصل إليك منهم مكروه فقال‏ الحسين:‏ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل‏.‏

عطشوا الحسين واصحابه 10 ايام دون رحمة.

فعطف عليه الحر فقاتل معه فأول من رمى عسكر الحسين عليه السلام بسهم‏:‏ عمرو بن سعد بن ابى وقاص. وصار يخرج الرجل من أصحاب الحسين فيقتل من يبارزه فقال عمرو بن حجاج للناس‏.‏ يا حمقى أتدرون مَنْ تقاتلون هؤلاء فرسان المصر وهم قوم مستميتون. فقال عمرو‏:‏ صدقت فحمل عمرو بن الحجاج على الحسين فاضطربوا ساعة فصُرع مسلم بن عوسجة أول أصحاب الحسين.

وحمل شمر وحمل أصحاب الحسين عليه السلام من كل جانب وقاتل أصحاب الحسين قتالًا شديدًا فلم يحملوا على ناحية إلا كشفوها وهم اثنان وثلاثون فارسًا فرشقهم أصحاب عمرو بالنبل فعقروا خيولهم فصاروا رجالة ودخلوا على بيوتهم اي خيامهم يقوضونها ثم أحرقوها بالنار فقتل أصحاب الحسين كلهم وفيهم بضعة عشر شابًا من أهل بيته منهم من أولاد علي عليه السلام‏:‏ العباس وجعفر وعثمان ومحمد وأبو بكر‏.‏

ومنهم من أولاد الحسين‏:‏ علي وعبد الله وأبو بكر والقاسم‏.‏

ومنهم من أولاد عبد الله بن جعفر‏:‏ عون ومحمد‏.‏

ومن أولاد عقيل‏:‏ جعفر وعبد الرحمن وعبد الله ومسلم قتل بالكوفة‏.‏

وقتل عبد الله بن مسلم بن عقيل وجاء سهم فأصاب ابنًا للحسين وهو في حجره فجعل يمسح الدم عنه وهو يقول‏:‏ اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا‏.‏

فحمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى‏:‏ عليَّ بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله‏.‏

فصاح النساء وخرجن من الفسطاط وصاح به الحسين عليه السلام‏:‏ حرقك الله بالنار‏.‏

ثم اقتتلوا حتى وقت الظهر وصلى بهم الحرّ صلاة الخوف ثم اقتتلوا بعد الظهر وخرج علي بن الحسين الأكبر فشد على الناس وهو يقول‏:‏ أنا علي بن الحسين بن علي نحن ورب البيت أولى بالنبي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي. فطعنه مرة بن منقذ فصرعه واحتوشوه فقطعوه بالسيوف. فقال الحسين‏:‏ قتل الله قومًا قتلوك يا بني على الدنيا بعدك العفاء‏.‏

وخرجت زينب بنت فاطمة تنادي‏:‏ يا أخاه يا ابن أخاه‏.‏

وأكبت عليه فأخذ بيدها الحسين فردها إلى الفسطاط وجعل يقاتل قتال الشجاع. وبقي الحسين زمانًا ما انتهى إليه رجل منهم إلا انصرف عنه وكره أن يتولى قتله. واشتد به العطش فتقدم ليشرب. فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه فجعل يتلقى الدم ويرمي به السماء ويقول‏:‏ اللهم أحصهم عددًا واقتلهم مددًا ولا تذر على الأرض منهم أحدًا‏.‏

ثم جعل يقاتل فنادى شمر في الناس‏:‏ ويحكم ما تنتظرون بالرجل اي الحسين اقتلوه‏.‏

فضربه زرعة بن شريك على كتفه وضربه آخر على عاتقه وحمل عليه سنان بن أنس النخعي فطعنه بالرمح فوقع فنزل إليه فذبحه واجتز رأسه فسلمه إلى خولى بن يزيد الأصبحي ثم انتهبوا سلبه فأخذ قيس بن الأشعث عمامته وأخذ آخر سيفه وأخذ آخر نعليه وآخر سراويله ثم انتهبوا ماله فقال عمرو بن سعد‏:‏ من أخذ شيئًا فليرده. فما منهم مَنْ رد شيئًا‏.‏ رفضوا اعادة الغنائم الى الحسين المتوفى.

وجاء سنان حتى وقف على فسطاط عمرو بن سعد ثم نادى‏:‏

أوقر ركابي فضةً وذهبا

فقد قتلتُ السيد المحجبا

قتلت خير الناس أمًا وأبا

وخَيرَهم إذ ينسبون نسبا

فقال له عمرو بن سعد‏:‏ يا مجنون تتكلم بهذا الكلام. ثم قال عمرو‏:‏ مَنْ يوطىء فرسه الحسين فانتدب أقوام بخيولهم حتى رضوا ظهر الحسين. وأمر بقتل علي بن الحسين زين العابدين فوقعت عليه زينب وقالت‏:‏ والله لا يقتل حتى أقتل‏.‏

فرق لها وكف عنه‏.‏

وبعث برأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسًا وصاحبهم قيس بن الأشعث‏.‏

وجاءت هوازن بعشرين رأسًا وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن وجاءت بنو تميم بسبعة عشر وبنو أسد بستة وبنو مدحج بسبعة‏.‏

فلما وصل رأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد جعل ينكث ثنيته بقضيب في يده فقال له زيد بن أرقم‏:‏ والله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي جده رسول الله محمد على هاتين الشفتين يقبلهما. ثم نصب رأس الحسين بالكوفة بعد أن طيف به ثم دعى زفر بن قيس فبعث معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إِلى يزيد فى دمشق فلما دخل على يزيد قال‏:‏ ما وراءك‏.‏

قال‏:‏ أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ورد علينا الحسين في ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكم ابن زياد أو القتال فاختاروا القتال فغدونا عليهم من شروق الشمس فأحطنا بهم فجعلوا يهربون إلى غير وزَر ويلوذون منا بالآكام والحفر كما تلوذ الحمائم من صقر فوالله ما كان إلا جَزْرَ جَزور أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم فهاتيك أجسادهم مجردة وخدودهم معفرة تصهرهم الشمس وتسفى عليه الريح تزاورهم العقبان والرخم بقي سبسب.

ثم جلس يزيد ودعى أشراف أهل الشام وأجلسهم حوله ثم أدخلهم عليه‏.‏ ولما جلس يزيد وضع الرأس بين يديه وجعل ينكث بالقضيب على فيه ويقول‏:‏

يُفلقن هامًا من رجال أعِزةٍ ** علَيْنَا وَهًمْ كانوا أعَقً وأظْلَما

فقال أبو برزة - وكان حاضرًا‏:‏ ارفع قضيبك فوالله لرأيت فاه رسول الله على فيه يلثمه‏.‏

فتمثل يزيد بهذين البيتين يقول‏:‏

ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحًا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل
لست من عتبة ان لم انتقم * من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل

ثم دعا يزيد بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه فأدخلوا عليه فقال لعلي‏:‏ يا علي أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما رأيت‏.‏

فقام رجل أحمر من أهل الشام فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين هب لي هذه - يعني فاطمة بنت علي - وكانت وضيئة فارتعدت فأخذت بثياب أختها زينب - وكانت زينب أكبر منها - فقالت زينب‏:‏ كذبت والله ما ذلك لك ولا له‏.‏

فغضب يزيد وقال‏:‏ كذبت إن ذلك لي ولو شئت أن أفعله لفعلته قالت‏:‏ كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن يخرج من ملتنا ويدين بغير ديننا فعاد الشامين فقام وقال‏:‏ هب لي هذه فقال‏:‏ اغرب وهب الله لك حتفًا قاضيًا ثم قال يزيد للنعمان بن بشير‏:‏ جهزهم بما يصلحهم وابعث معهم رجلًا من أهل الشام أمينًا صالحًا يسير بهم إلى المدينة‏.‏

لعل الحسين بن على كان طيب القلب وحسن النية. ليس بوحشية ودموية جده محمد. ولا بدهاء السياسة ومكر معاوية ولا ابن الزبير. ولا برعونة وتحرر يزيد وبطشه. ولكن خطايا الجد قد يدفعها الحفيد البرئ نسبيا. ومن اشعل نار الكراهية والحقد والتكفير فى قومه وفى الحضارات العظيمة. وحرض على الغزو والاحتلال والاستيطان. وقام صديقه الصدوق ابو بكر بارتكاب مجازر وقمع بحق قبائل العرب التى لم تدخل الاسلام الا خوفا من سيف محمد وصعاليكه. وقام صديقه المخلص الثانى عمر الذى عدل فى القران وانزل اية الحجاب باقتراح مهه. لابد ان يرتد شره كله على حفيده. فما ارتكبه فى بدر واحد وغيرهما من مجازر بحق اقرب الاقربين له من قريش. كان ولابد ان يورث الاحن والحزازات لدى بنى امية وغيرهم. كما ان احتلال امبراطوريتين عظيمتين والقضاء على حضارتهما وسبى نساء الامبراطوريتين والاستيلاء على بلاد ليست عربية ولم تكن ابدا عربية. وتكفير اليهود والمسيحيين والمجوس والتحريض عليهم وفرض اتاوة عليهم باسم الجزية. كلها شرور وذنوب وخطايا. كان لابد من ردها مرة اخرى. على يد قبيلته الكبرى قريش ذاتها.

لم تكن قبائل العرب لتنسى ثاراتها مع محمد وبنى هاشم ومع ابى بكر بطبيعة الحال. وما فعله يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وشمر بن ذى الجوشن وعمر بن سعد بن ابى وقاص بالحسين بن على هو ترجمة لتكاتف قبائل العرب لتصفية حسابات قديمة واحن بدات منذ بدر ومنذ احد وغيرهما. حين قتلوا الحسين وكل من ظفروا به من بنى هاشم الذين كانوا معه فى كربلاء قتلوا معه كل سيطرة محمدية باقية على العرب. وقتلوا معه ابا بكر وحروب الردة التى قمعت حريتهم الدينية للابد. ظهرت كراهيتهم للاسلام ومؤسسه واقاربه وراشديه وقبيلته بنى هاشم وحفيده الحسين. فى موقعة كربلاء. حاولوا استعادة حريتهم التى سماها محمد الجاهلية. حاولوا الدفاع عن الفنون الغناء والقيان مما اعتادوه فى الجاهلية وعن حرية ماكولاتهم ومشروباتهم بما فيها الخمر. حاولوا التخلص من التكفير والحدود ومن رمضان والزكاة ومن القيود المحمدية القرانية الغريبة التى فرضها عليهم. وان يستفيدوا من محمد واسلامه فى شئ واحد. هو تشريعات الغزو والاحتلال. ما بدا بالدم والحرب وسفك الدماء لابد ان يعود بالدم والحرب وسفك الدماء على مؤسس العقيدة الدموية الاجرامية وسلالته وقبيلته.

اى نعم كان الحسين نظيف اليد من دم العرب التى اراقها ابو بكر وابن الوليد فى حروب الردة لحداثة سنه. ونظيف اليد من جرائم ابن الخطاب وغزوه واحتلاله لمصر وسوريا والعراق وايران. لكنه انغمس لاحقا فى فتوحات عثمان وحصار القسطنطينية مع يزيد بن معاوية وفى معارك اهلية اسلامية فى صفين والجمل والنهروان مع ابيه على ضد عائشة وطلحة والزبير وضد معاوية المتمرد المتمسك بحكمه للشام وضد الخوارج الذى تكونوا بسبب رفع المصاحف والتحكيم ومكر ابن العاص ومعاوية. كما انه غمس يده فى سبى فارس فى عهد ابن الخطاب حين تزوج السبية الفارسية جهان شاه شهربانو شاه زنان بنت يزدجرد الثالث اخر ملوك واكاسرة فارس الساسانيين الزرادشتيين. وهل هناك جريمة اعظم مما ارتكبه عمر بتدمير فارس وسبى النساء وقتل ملك فارس والغزو والاحتلال لفارس. ولمصر وسوريا. اما زيجات الحسين الاخرى فلا يشوبها ذلك حيث تزوج امراتين عربيتين ام اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وليلى بنت ابى مرة بن عروة بن مسعود الثقفية والرباب بنت امرئ القيس بن عدى الكلبية.

معلوم ان يزيد كان شخصية لامعة تجسد كل صفات العرب الحقيقية السيئة هو وابوه معاوية. وصراعاتهم وثاراتهم الناتجة عن الاسلام وعن حروب الردة وسيف محمد وانصاره ومهاجريه. حكم ثلاث او اربع سنوات فقط غير فيها وجه تاريخ الشرق الاوسط وشمال افريقيا المحتل عربيا واسلاميا. فنشات الديانة الايزيدية تقدسه وتروى حياته بشكل مغاير وتقديسى مثل الشيعة البهرة مع الحاكم بامر الله الفاطمى مثلا. وانقسمت الامبراطورية العربية الاسلامية وريثة البيزنطيين والفرس فى الارض فقط لكنها ماحية كل فن او دين او حرية لهما. انقسمت بين الحزبين الاساسيين سياسيا ودينيا .. حزب الهاشميين وبعض الراشدين اى الشيعة وايران والعباسيين والصفويين والبهلويين والفاطميين. والغريب ان الشيعة وايران خاصة قبل 1979 اكثر تطورا وتحررا وانفتاحا على التاثيرات غير الاسلامية من الحسين نفسه ومن محمد جده وبالتاكيد من الفكر السنى الضيق السلفى والاخوانى والسعودى والتركى ماعدا الصوفية. وحزب الامويين وبعض الراشدين والفقهاء الاربعة اى السنة والسعودية وتركيا ومصر والاردن والسودان والصومال وداعش والاخوان والسلفيين. والغريب ان الامويين كانوا اكثر علمانية ووثنية وانفتاحا وتحررا مقارنة بحزب السنة والجماعة الذى اسسوه وظهر بعدهم. يليهم فى التحرر والانفتاح المماليك ربما ومحمد علي باشا.

لا شك ان مجزرة كربلاء بحق الحسين هى مجزرة وحشية وغير انسانية وبشعة ومرفوضة خاصة مع براءته الشخصية من جرائم ابن الخطاب وابن العاص وابن الوليد وابن ابى قحافة. وجرائم جده محمد. من سبى وغزو وحروب ردة وتكفير وزرع كراهية وضغينة وتدمير حضارتى الفرس الساسانيين والبيزنطيين. ولكنها رغم ذلك مجرد تصفية حسابات بين العرب قبلية معتادة. فهم قوم اعتادوا على السبى والغنائم والقتل والمجازر والتخريب والفتك ببعضهم. فجاء محمد واسلامه فثبتهم على جرائمهم تلك وان كان اراد توجيهها نحو قريش عدوه الخطير الذى يمنعه من السيطرة السياسية الكاملة وحده على الجزيرة العربية بواسطة الدين كاى اخوانى او سلفى او اردوغانى او سعودى تماما. ثم طمع فى توجيهها نحو ثروات ونساء وحضارة واراضى البيزنطيين والفرس. لكن القدر لم يمهله. فاكمل طريقه الغارق بالدماء والخراب صديقه الصدوق ابو بكر ثم صديقه الاخر عمر. ثم ما لبث العرب ان عادوا الى انفسهم بعدما فتكوا بالاجانب والبلاد الاجنبية واحتلوها ونهبوها. فعادوا لقتال بعضهم كما كانوا وسبى بعضهم وقتل بعضهم. فمجزرة كربلاء مثلها مثل صفين والجمل ومثل اليرموك ونهاوند وفتح الفتوح والقادسية وحصار القسطنطينية وغزو مصر وشمال افريقيا وغيرها مجرد مزيد من جرائم العرب تجاه بعضهم البعض وتجاه البلاد المسالمة الاجنبية من حولهم. وظلمهم وشرورهم تجاه العالم قديما وحديثا. ولابد من يوم محتوم تترد فيه المظالم. ابيض على كل مظلوم واسود على كل ظالم.

يتبع...



  رد مع اقتباس
قديم 05-30-2018, 05:12 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [15]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
افتراضي

خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 9

لو سالنا سائل ما ذنب الحسين. لقلنا له. كربلاء مجرد حلقة صغيرة فى حلقات مسلسل ظلم العرب لبعضهم وظلمهم للشعوب والبلدان التى غزوها بمنتهى العدوان والطمع والاجرام ومسحوا حضارات ولغات واديان من الوجود بدافع من حقدهم الدفين على الحضارات العظيمة فى العالم القديم انذاك. وبدافع من جشعهم وشراهتهم للاراضى والمال والنساء والسلطة وتجارة البشر.

ما ذنب الحسين. حسنا. وما ذنب سبايا سوريا وتونس والجزائر والعراق وايران ومصر. ما ذنب مصر وسوريا وايران .. ما ذنب بيزنطة وفارس حتى تغزوهم وتنهبوا ثرواتهم وتحتلوا اراضيهم ايها العرب المسلمون. ما ذنب المسيحيين واليهود والزرادشتيين حتى يتم تكفيرهم وزرع العدوانية والكراهية داخل كل مسلم وكل عربى تجاههم. وما ذنب المكيين مثلا والقرشيين حتى يقتلهم محمد فى معركة بدر. ويجعل الابن يقتل اباه والاخ يقتل اخاه الخ. لمجرد انهم رفضوا دعوته. ولمجرد انهم خرجوا لحماية قوافلهم من نهبه وسلبه لها وقطعه الطريق.

جلس يزيد على كرسى الخلافة مطمئنا مسرورا ولو الى حين. لقد تخلص من خطر الحسين بل وخطر بنى على وبنى هاشم نهائيا. او هكذا تخيل. لم يبق من ذرية الحسين سوى على السجاد زين العابدين المريض المتهالك. واخوته البنات وبناته. غير ذلك لا يوجد وريث لرسالته ولا لفكره ولا لتمرده. ليهدا ويرتاح الان ولو لبعض الوقت. هل كان يزيد يدرى انه لن يحكم سوى 3 سنوات فقط. هل كان يتوقع ولو فى اعتى خيالاته واحلامه انه سيموت فى الثلاثينات من عمره بعد 3 سنوات فقط ايضا. هل كان يعلم انه فى كل عام من الاعوام الثلاثة سيقوم بمجزرة كبرى او حربا جريئة على مقدسات الاسلام... كان يزيد يعلم انه لو كانت امه ميسون حية الان لما سعدت ولا فرحت بالضربات التى يكيلها للاسلام .. وكيف لها ان تسعد. وهو مجرد عربى يثار لثارات اجداده الامويين وحلفاء ابى سفيان واولاد عمومتهم الذين قتلهم محمد ومهاجروه وانصاره فى غزوة بدر. و احد. ميسون ضد الغزو وضد الحرب وضد المجازر حتى لاعتى خصومها او اعتى خصوم بلادها. ويزيد ليس سوريا وطنيا يسعى مثلا لتحرير بلاد امه من المحتل المستعمر المستوطن العربى الاسلامى. بل هو الان يمثل راس المستعمر المحتل المستوطن العربى الاسلامى. يزيد اصبح يمثل الوثنية العربية المختلطة نفاقا بالاسلام .. الاسلام الذى هو مجرد صبغ الوحشية العربية وثقافة النهب والسلب والغزو والسبى والكراهية بصبغة ابراهيمية زرادشتية منقولة مخادعة. الاسلام الذى اسقط الاصنام الحجرية لكنه ابقى على وثنية الحج بطقوسه وابقى على خرافة بناء ابراهيم للكعبة. واخترع اصناما من لحم ودم محمد وابى بكر وعمر وعثمان وابن الوليد وابن العاص ومعاوية ويزيد... لم تكن ميسون لتسعد بشئ من افعال يزيد لان كل افعال يزيد منذ جاء لابيه بعد وفاتها مباشرة مخالفة تماما وعلى العكس تماما من تعاليمها المسيحية والسريانية عن المحبة والسلام والتسامح. ومخالفة تماما للوطنية السورية... يزيد لن يرفع الحجاب عن نساء بلاده بلاد ابيه او بلاد امه او اى من امصار خلافته. يزيد لن يوقف الغزو ولن يتراجع بولاته وسفاحيه وغزاته الى الجزيرة العربية ويعتذر مثلا للشعوب المغزوة والمقهورة عما فعله هو وعصابة الراشدين... ويترك الشعوب تحكم نفسها وتحافظ على لغتها ودينها.. يزيد فقط مثل السيسى ليس ثوريا ولا علمانيا ولا متمردا بل يريد ان يحكم والسلام مع الحفاظ على الوضع الفاسد السائد. تعصب اسلامى متغلغل ومنتصر. وعلمانية متراجعة ومهزومة. واما شعب يزيد وابيه اى المكيين والمدنيين خصوصا وقبائل الجزيرة العربية الممتدة من اليمن حتى اطراف مناطق الغساسنة والمناذرة على حدود العراق وسوريا الجنوبية. فهم مثل شعوب مصر وسوريا والجزائر الخ 2018. شعوب متعصبة تصف نفسها او يصفها حكامها المستبدون الطغاة بانها شعوب عظيمة. بينما هى غارقة فى التعصب العروبى والاسلامى. كارهة لاسرائيل وروسيا وكارهة لايران وامريكا وكارهة للفراعنة وللرومان. وكارهة للراقصات وللرياضات الاولمبية. كارهة للفنون وللاكتفاء الذاتى العسكرى والزراعى والصناعى. محبة للضوضاء والديجيهات واغانى التكاتك. رافضة للقيم الغربية والحريات الكاملة. كارهة لكل شئ ماعدا كرة القدم والتعصب الاسلامى من حجاب وقتال وعباءة وتكفير وحدود الخ. شعب المكيين والمدنيين بقيادة ابناء الصحابة. من حسين الى ابن الزبير الى ابن حنظلة الغسيل الخ. هم قوم يمقتون الحريات. يمقتون الطنابير والموسيقى والغناء. يمقتون الحيوانات الاليفة من قرود وغيرها مما يربيه يزيد. يكرهون تحضر الشام او تاثيرات بيزنطة وفارس ولو كانت طفيفة على الامويين. قيل ان الامويين ارادوا نقل الكعبة والمقدسات الى القدس او ربما دمشق حيث بنوا قبة الصخرة والمسجد الاقصى وحيث بنوا الجامع الاموى. كانوا على حق ان فعلوا ذلك. فقد تمسكوا بمصدر الحضارات والتقدم.

الحسين برئ. والايزيدية لا ذنب لهم. والمفطرون فى رمضان لا ذنب لهم ايها الطبيب المسلم الداعشى ان تمتنع عن علاجهم فى وقت الصيام بحجة انهم ليسوا بحاجة للعلاج وانهم شباب وان العلاج سيفطرهم. الحسين برئ. ومصر وسوريا والعراق وايران وشمال افريقيا وافغانستان والصومال الخ ساقهم حظهم العاثر للوقوع تحت غزو غاز مجرم يدعونه فاروقا وعادلا. بلا جريرة اقترفوها. سوريا اليوم ايضا وليبيا الخ وقعت تحت غزو حلف مكون من عوام الشعب الموالى للاسلام بتعصبه وتكفيره وحدوده وحجابه ووحشيته اكثر من ولائه لسوريا القديمة والحديثة ولعلمانية العالم وقيمه الغربية.

ما ذنب الحسين. وكذلك ما ذنب مصر 2018 وسوريا وليبيا الخ ان اصبح يسكنها شعب متعصب تكفيرى داعشى محجب مصمم على الحجاب والتكفير وشتم الاديان الاخرى ورفض الحريات الكاملة والقيم الغربية ومصمم على تاييد اردوغان وال سعود وتاييد الغزو العربى الاسلامى ومصمم على تحريم وقمع الحريات وسجن كل ناقد للاسلام او فنانة او راقصة بتهمة خدش الحياء او ازدراء الاسلام. ما ذنب مصر ان تنهزم فيها العلمانية والقيم الغربية ويسمى شعبها اولاده مكة ومصعب وجويرية ومعاذ الخ.

لما راى عبد الله بن الزبير ما جرى للحسين واهله فى كربلاء استغل الامر لدعم نفوذه وسيطرته على الحجاز واظهار يزيد بالجزار السفاح المغتصب للخلافة والمتجرئ على حفيد الرسول وسلالة الرسول. وفى الوقت نفسه تنفس الصعداء اذ ارتاح من منافس خطير له على الخلافة الا وهو الحسين. فطالما كان ابن بنت محمد النبى حيا لم تكن هناك فرصة لتولى ابن الزبير الحكم والخلافة فهو احق منه نسبا على الاقل. فهو ابن على بن ابى طالب وفاطمة بنت محمد النبى.

عظم نفوذ ابن الزبير بن العوام فى مكة والمدينة والحجاز وعزل يزيد عمرو بن سعيد وولى مكانه الوليد بن عتبة. لكن الوليد فشل فى قمع واخماد ثورة ابن الزبير وغيره من الدواعش الملتزمين بالاسلام بحرفيته الضيقة والمؤيدين لعودة وحشية الراشدين ووحشية النبى. اجداد الاخوان والسلفيين والازهريين والعثمانيين الجدد. قال الوليد ليزيد. ان اهل الحجاز يؤيدونه ولا استطيع محاربة كل اهل الحجاز. فبعث يزيد الى وفد من المدينة المنورة لياتوا اليه فى دمشق واكرمهم لعلهم يقتنعوا بتاييد بيعته وخلافته وليخرجوا من تمرد ومؤامرة ابن الزبير. لكن حين عاد الوفد من دمشق الى المدينة.

يروى ابن كثير الدمشقى فى كتاب البداية والنهاية أن يزيد بن معاوية استدعى نفرا من اهل المدينة إلى الشام واكرمهم ، وأحسن إليهم ،ولكنهم لم يغيروا رأيهم فيه ،فقد عادوا إلى المدينة ساخطين عليه وقالوا :قدمنا من عند رجل ليس له دين ،يشرب الخمر ،ويعزف بالطنابير ،وتعزف عنده القيعان ويلعب بالكلاب ويلعب ويسهر عنده اللصوص ، وأنا نشهدكم أننا قد خلعناه !!

وكما يروى ابن كثير خلع أهل المدينة يزيد ،وولوا على قريش عبد الله بن مطيع وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة ،واجتمعوا فى المسجد فكان الرجل منهم يقول : خلعت يزيد كما خلعت عمامتى هذه ويلقيها على رأسه ويقول الآخر :خلعته كما خلعت نعلى هذه حتى اجتمع شئ كثير من العمائم والنعال هناك ، ثم اجتمعوا على إخراج مندوب يزيد والوالى الذى عينه ،فاجتمعت بنو أمية فى دار مروان بن الحكم وحاصرهم أهل المدينة ،وكتب بنو أمية ليزيد بما هم فيه من الحصار والإهانة والجوع والعطش وأنه إذا لم يبعث إليهم من ينقذهم فسوف يستأصلون عن آخرهم ، فجهز يزيد جيشا ليخضع المدينة لبيعته ،وأمر قائد الجيش مسلم بن عقبة : ادع القوم ثلاثا ،فإن رجعوا إلى الطاعة فأقبل منهم وكف عنهم ،وإلا فاستعن بالله وقاتلهم وإذا ظهرت عليهم فابح المدينة ثلاثا ثم اكفف عن الناس.

كان يزيد يضمر الغيظ والحنق للحجازيين والمكيين والمدنيين من يوم رفضوا بيعته حين عرضها ابوه معاوية عليهم ولم يستطع اخذها الا بالسيف وبالحيلة. هذا المكان المتمرد الداعشى الذى فيه بقايا الدواعش الاوائل من ابناء صحابة النبى. والذين يغلفون طمعهم فى الحكم بمحاولات وشعارات دينية اسلامية متعصبة لتكفير الحاكم. حيث اهم شروط الحاكم فى نظرهم ان يحرم القيان والغناء والطنابير والفنون وان يغلق الحانات والا يتاثر بالقيم الزرادشتية الفارسية او المسيحية البيزنطية. وان يؤدى الصلوات الاسلامية لا يهم بعدها ان يسفك الدماء او يسرق. وان يفرض على المصريين المسيحيين والسوريين المسيحيين والفرس الزرادشتيين تعصب الاسلام وقمعه لكل حرية ولتغيير طبيعة الحياة البيزنطية والفارسية. وفرض الفكر المحمدى العربى البدوى الاسلامى القمعى لكل شئ على البلاد المحتلة بالاحتلال العربى. نفس الفكر الاخوانى السلفى الازهرى السعودى الاردوغانى الداعشى اليوم.

وكان يزيد لا يؤمن بحيل ابيه معاوية او مكره. كان حازما يحب مواجهة التمرد بالعنف الغاشم ليحسم الامور ويقضى على اى تمرد قضاء مبرما يشبه فى اسلوبه اسلوب الحجاج قائد عبد الملك بن مروان لاحقا والذى مارس هذا الاسلوب مع مسلمى العراق الغزاة ومع الحجازيين ايضا وتجرا على الكعبة مثله ايضا. كان يزيد جريئا ولا يعلم لانه عربى وثنى مسلم فى المقام الاول ان العرب لا يفهمون الا لعة القوة والدم. وانه لا دواء لكل هذه التمردات الداعشية الراشدية المحمدية الصحابية فى الحجاز الا بتلقينهم درسا لن ينسوه واسقاط شرعيتهم الاسلامية للابد ونقل مركز الثقل كله الى دمشق وسوريا. وما السبيل لفعل ذلك سوى هتك عرض نساء المدينة المنورة كلهن. وذبح رجالهن وابائهن واخوانهن. وسلب ونهب ممتلكاتهن وممتلكات اهلهن على يد جنوده وجيشه فى وقعة الحرة التى امر قائده فيها باستباحة المدينة لثلاثة ايام. ثم ضرب الكعبة بالمنجنيق وهدمها لاسقاط القدسية المزعومة عنها. وبعدئذ رجح يزيد ان العرب الحجازيين من تلقاء انفسهم سيخضعون. وعندها يستطيع يزيد وبنو امية نقل الكعبة الى دمشق او اورشليم بيت المقدس وتغيير الديانة المتعنتة القمعية الدموية الى ديانة العرب الوثنية او ديانة خليط من المسيحية والزرادشتية تشجع السلام وتنبذ الحرب. والتكفير وتنبذ الحجاب. وتعيد للعرب حريتهم. ولعل يزيد اراد ايضا اعادة الحرية الى بلاد امه .. وبلاد اجداده.. قالت له ميسون انها نصف بيزنطية نصف فارسية من جهة الجدود فدمها خليط من الاغريق والرومان والمصريين والامازيغ والسريان والعراق وايران الساسان. فكل البلاد التى غزاها واحتلها عمر لعنه امونرع واولاده هى بلاد امه وبلاد اجداده.

كان يزيد يريد ايقاف عقارب الساعة المحمدية الارهابية الراشدية المجرمة. للابد. ويحاول اعادة عقارب الساعة الزمنية الى الوراء فهل ينجح ام يفشل. وتدهسه العقارب المحمدية الراشدية الهاشمية الظلامية. كما تدهس الاردن ومصر والجزائر وليبيا والعراق الخ وتغرقهم كما نرى اليوم فى تعصب اسلامى شديد داعشى واخوانى وسلفى وازهرى وسيساوى افغانى وصومالى ومالى باكستانى وسعودى. تجعلهم يقصون الكتابة والسينما بمقص الرقيب الاسلامى. وتجعلهم يسجنون كل كاتب ومفكر علمانى ولادينى وراقصة وممثلة. تجعلهم يزعجون الناس بتراويحهم الخ.

وقد نصح عبد الملك بن مروان قائد الجيش أن كنت تريد النصر فأنزل شرقى المدينة فى منطقة الحرة فإذا خرجوا إليك كانت الشمس فى اقفيتكم وفى وجوههم ، فادعهم إلى الطاعة فإن اجابوك وإلا فاستعن بالله وقاتلهم فإن الله ناصرك عليهم .

وبعد مرور الثلاث ايام أباح قائد الجيش مسلم بن عقبة مدينة رسول الله ،وقال لرجاله : إن هذه المدينة أمامكم خذوا منها ما شئتم وافعلوا بها ما أردتم فمضوا يقتلون من وجدوا من الناس ، ويأخذون الأموال.

يقول ابن كثير ،اعتدوا على النساء فى المدينة حتى قيل : إنه حبلت ألف امرأة فى تلك الأيام من غير زوج ،ألف أغتصبن وقد وقع فى هذه الأيام من مثل هذه الاحداث فى المدينة مالا يحد ولايوصف.

ولما انهزم أهل المدينة بلغ عدد القتلى يوم الحرة سبعمائة من كبار المهاجرين والأنصار ، وغيرهم عشرة ألاف سقطوا قتلى.

كما يقول ابن سعد في طبقاته وابن الأثير في الكامل (ان عبد الله ابن حنظله غسيل الملائكة خطب في أهل المدينة خطبه قال فيها (فو الله ما أخرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، أن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي احد من الناس لأبليت لله فيه بلاءا حسن) . فغضب يزيد من ذلك فأرسل جيشا مؤلفا من ثلاثين ألف من أهل الشام وعليهم رأسهم مسلم بن عقبه ، وقد وصاه وقال له (السيف السيف أجهز على جريحهم واقبل على مدبرهم وإياك أن تبقي عليهم) ، فيقع ثلاثون ألف من أهل الشام مدججون بالأسلحة الكاملة في أهل المدينة قتلا وذبحا ثلاثة أيام ، وخطب مسلم بن عقبه قائلا (هذه المدينة لكم مباحة ثلاثة أيام دمائهم ونسائهم وأموالهم).

فعندما دخل القوم المدينة وجالت خيولهم فيها ، أخذوا يقتلون وينهبون فما تركوا في المنازل من أثاث ولا حلي ولم يتركوا فراشا الا نفضوا صوفه ، ولم يسلم منهم حتى الحمام والدجاج ، فكانوا يذبحوهم لا للأكل ولكن فقط للرعب والنهب والسلب ، وهذا ابو سعيد الخدري الصحابي ، يصور لنا المشهد عندما دخلوا عليه نتفوا لحيته وضربوه ضربات ، ثم أخذوا كل ما وجدوا في بيته حتى الصوف وحتى زوج الحمام الذي كان له ، بالرغم من انه عرف لهم نفسه ولكن لا يعنيهم هذا ، وما تم من إباحة مسلم بن عقبه بأمر من يزيد بن معاوية نساء وبنات المدينة المنورة بجيش الشام ثلاثة أيام وكأنهن لسن مسلمات أو أنهن أسارى حرب غير المسلمين.

فنادى مناد وهو مسلم بن عقبه في اهل الشام (يا اهل الشام إن أميركم مسلم بن عقبه بأمر من أمير المؤمنين يزيد بن معاوية أباح لكم هذه المدينة كلها ثلاثة أيام ومن زنى من امرأة فذلك له) ، فوقع جيش الشام في الإعتداء والزنا بالمسلمات وفيهن بنات المهاجرين والأنصار وفيهن ذوات الأزواج وفيهن الأبكار...

وكما انشد يزيد يوم راى اسيرات ال بيت الحسين:

مّا بدتْ تلك الحمول وأشرقت
نعق الغراب فقلت قل أو لا تقل
تلك الرؤوس على رُبى جيرون
فقد اقتضيت من الرسول ديون

وهكذا وكما فعل اهل المدينة ومكة وجيشهما بنساء فارس وسوريا ومصر وشمال افريقيا واسيا الصغرى. كذلك فعل يزيد وجيش بنساء المدينة المنورة. وسدد المدنيون وبعدهم المكيون بعضا من ديون غزوهم لبلاد ليس لهم ولم تكن لهم يوما. سددوا ديونهم وقتلهم رجال البلاد الاجنبية وسبى النساء وتخريبهم الحضارات العريقة البيزنطية والفارسية. بالسبى والقتل والخراب. انها عدالة الايام او الكون او امونرع واولاده القدامى والمحدثون سمها ما شئت.

طلب يزيد من قائده مسلم بن عقبة ان يبعث اليه ببعض عذارى او ابكار وثيبات ومتزوجات المدينة. ليضمهن الى حريمه. بعضهن من زوجات او بنات او اخوات المهاجرين وبعضهن من الانصاريات. كان يعشق تذوق الثمار المحرمة اسلاميا من كل شئ. تلك الثمار التى كانت مباحة فى عصر الليبرالية المكية والمدنية الوثنية قبل الراشدين وحروب الردة وقبل الضحوك القتال. النساء والخمر والفنون. والسلطة.

لكنه فى المقابل رفض القيم البيزنطية والفارسية المتكاملة ولم يفهم او يساهم فى تحرير ولايات الامبراطوريتين الفارسية والبيزنطية من ربقة الاحتلال العربى الاسلامى الوثنى. ورفض قيم امه ميسون المسيحية المؤمنة بالتسامح والمحبة والسلام. لم يكن هدفه تحرير بلاد امه واجداده بقدر ما كان هدفه القضاء بعنف على ربعاوية ودواعش عصره. ربما تمهيدا فى نيته للانسحاب من البلاد الاجنبية التى احتلها العرب او ربما ليحولها الى بلاد يحكمها خليفة يحترم اكثريتها المسيحية والزرادشتية الساحقة والاقلية العربية التى سيخلصها من وحشية وحجاب وحدود وتكفير الاسلام ويعيدها لحريتها وليبراليتها الوثنية. ربما كان فى نية يزيد ان يقوم بتمدين جنوده وقادته العرب ليتكلموا اللاتينية والفارسية البهلوية واليونانية والسريانية والامازيغية والهيروغليفية والقبطية. ويؤمنوا ان شاؤوا بالزرادشتية او المسيحية وبالقيم الحضارية البيزنطية والفارسية كاملة اى يتبزنطوا ويتفرسوا ويتمسحوا ويتزردشتوا ان جاز التعبير بدلا من تعريب واسلمة البلاد الاجنبية التى يحتلونها.

لكن على كل حال فالقدر لم يمهله. فبعد اوامره بهدم الكعبة وسحق ابن الزبير وحصاره لاربعين يوما. توفى يزيد فى ظروف غامضة مجهولة لعله قتل على يد داعشى. وانسحب الجيش الدمشقى الاموى الى دمشق بوفاة خليفته فى التاسعة والثلاثين من عمره. قالوا تاه فى الصحراء وقالوا عضه قرده فتسمم وقالوا مات بالكبد بسبب شرب الخمر. ورفض ابنه معاوية الخلافة. وقيل لم يخلف عقبا له اصلا.

توفى مفكر حر جرئ. وثنى عربى وربما محب ايضا للبيزنطيين والفرس بدينيهما وحضارتهما وقيمهما. وبقى ابن الزبير. وحاول من بعده عبد الملك بن مروان بفترة ان يكمل مسيرته. وفى عهده يسحق ابن الزبير. ودواعشه.

توفى يزيد. ولحق بحبيبته ومعلمته ميسون. لعلها تغفر له. عنفه وعروبته. ولعل امنيته ان تكون حبيبة له لا امه فقط تتحقق فى العالم الاخر. لكن هل يكتفى بها ام يطمح ان يؤنس وحدتهما هناك فى حضرة امونرع وانواره وانوار اولاده القدامى والمحدثين عدد من حريمه من البيزنطيات وسبايا المدينة المنورة. واختيه عاتكة ورملة وابنته. عندها سيكون المكان فردوسا ليزيد. حسب نيته. لو كان يريد تخليص بلاد امه واجداده مم الاسلمة والتعريب والاحتلال فهو بهذا الفردوس. وان كان يريد السلطة فحسب ولا يهمه سوى ذلك. ولا يهمه تحرير ولا حضارة. وهو مجرد ناهب سالب قاتل عربى اسلامى وثنى اخر. فسيؤنس وحدته الهاشميون والمكيون والمدنيون الراشدون والضحوك القتال فى ظلمة الشر والدم والقمع. وسيلحق بهم هناك الدواعش والاخوان والسلفيون والازهريون.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
لقطات, التاريخ, خلفاء, ولكن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرآنيون...ولكن... حكمت العقيدة الاسلامية ☪ 61 05-30-2019 10:54 PM
ضاحي خلفان وسيم يوسف وصحيح البخاري Mazen ســاحـــة السـيـاســة ▩ 0 03-14-2019 07:58 PM
حلفاء الملحد الحقيقيون في إصلاح الإسلام binbahis العقيدة الاسلامية ☪ 18 12-13-2016 07:38 PM
اقرأ,ولكن freethinking حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 3 04-06-2016 09:28 PM
ترتيب خلفاء الله نور الرحمن العقيدة الاسلامية ☪ 22 02-09-2016 08:28 PM