شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-11-2020, 04:20 PM سامي عوض الذيب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سامي عوض الذيب
الأنْبياءّ
الصورة الرمزية سامي عوض الذيب
 

سامي عوض الذيب will become famous soon enough
افتراضي الدين، وما ادراك ما الدين!

كلمة الدين في اللغات السامية تعني بكل بساطة مجموعة من النظم تنظم علاقة الأفراد والمجتمعات
- علاقة الأفراد بالله
- علاقة الأفراد بين بعضهم البعض
- علاقة الأفراد بالدولة
- علاقة الدولة بدول أخرى

وكلمة مرادفة للدين هي الشريعة والقانون.
وكلمة القانون ليست كلمة عربية، بل إغريقية دخلت في عدة لغات وتعني المسطرة التي على أساسها تقاس تصرفات البشر.

ونجد كلمة دين بمعني القانون في الآية القرآنية التالية
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ - سورة يوسف 76
وقد فسرها الطبري كما يلي: ما كان يوسف ليأخذ أخاه في حكم ملك مصر وقضائه وطاعته منهم، لأنه لم يكن من حكم ذلك الملك وقضائه أن يُسْترقَّ أحد بالسرق
.
في كل مجتمع وفي كل تجمع، وحتى بين العصابات الإجرامية مثل المافيا، هناك دين \ قانون \ شريعة. وهناك عبارة لاتينية تلخص هذا الامر:
Ubi societas, ibi jus
حيث توجد جماعة هناك قانون
فلا يمكن تصور وجود جماعة دون ان يكون هناك قانون تسير عليه.

ولكن كيف ينشأ الدين، أو القانون أو الشريعة وما هو مضمونها؟
هناك عامة ثلاثة أساليب لإنشاء دين

- الأسلوب الأول وهو الأقدم في البشرية: عن طريق رجال الدين الذين يغتنمون جهل اتباعهم وخوفهم من المجهول فيدَّعوا أنهم في صلة مع قوى غيبية، يطلق عليها إسم الآلهة (بالمفرد أو الجمع) تملي عليهم نظم يفرضونها على مجتمعهم. وهذا ما عبر عنه فولتير بمقولة أن الدين وجد عندما التقى أول مخادع بأول غبي. ويقوم هنا رجال الدين بتأمين مصالحهم وديمومة وظيفتهم من خلال مبدأ الترهيب والترغيب. وبطبيعة الحال، بما أن رجال الدين يدعون أن تلك القوانين موحاة من القوى الغيبية، فلا بد لهم من أخذ تلك القوى الغيبية في الحسبان وضمان سيطرتها على اتباع رجال الدين. فيفرضون الطقوس الدينية التي تهدف إلى إرضاء تلك القوى الغيبية، ومن بينها الأضاحي... التي يدعي رجال الدين أن الآلهة تشتهيها... وبطبيعة الحال رجال الدين كممثيلين لتلك القوى الغربية يحصلون على نصيب الأسد من تلك الأضاحي. وعلى سبيل المثال قرر رجال الدين اليهود أن على المؤمنين دفع عشر أموالهم وتقديم بكر كل حيوان وبكر غلتاهم للهيكل. ويرى البعض أن أحد أسباب تحول اليهود للمسيحية هروبهم من الحمل الثقيل الذي كان رجال الدين اليهود يضعونه على أكتاف الشعب. ونرى نفس النظام في الإسلام الذي يفرض الأضاحي في الحج وككفارة عن بعض الآثام والزكاة.

- الأسلوب الثاني وهو سن دكتاتور نظما على مجتمع ما بهدف تفادي انهيار ذلك المجتمع. وقد عرفت روما الدكتاتورية عندما كانت تتعرض لمخاطر داخلية أو خارجية تهدد وجودها. فيقوم مجلس الشيوخ بالتخلي عن صلاحياتهم التشريعية والتنفيذية لمدة محددة يتم خلالها تعيين شخص تعطى له كل الصلاحيات بهدف انقاظ روما من تلك المخاطر. وبطبيعة الحال يقوم الدكتاتور بتأمين مصالحه الذاتية ومصالح الفئة التي تدعمه. وعندما ترى فئة بأن حقوقها قد هضمت، تقوم بإنقلاب على الدكتاتور وفئته وتنصب مرشحها لهذا المنصب. وهذا الدكتاتور قد يستعين برجال الدين بالحفاظ على بعض صلاحياتهم مغتنما حنكتهم في السيطرة على اتباعهم من خلال طقوسهم الدينية. وعندما لا يرى منهم أي فائدة، يقوم بسلبهم تلك الصلاحيات ومصادرة ممتلكاتهم، لا بل يمنع ممارسة شعار دين معين ويحل محلها شعائر أخرى يرتضيها وينصب عليها من يرى فيهم روح الطاعة والخنوع. وفي السعودية على سبيل المثال هناك نظام المطاوعة الذين يتفانون في فرض القوانين على الشعب ليأمنوا الولاء للحكام.

- الأسلوب الديمقراطي: هنا يقوم الشعب بذاته، إما بصورة مباشرة أو من خلال منتخبيه، بسن القوانين والنظم، بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع واحترام حقوق أفراده. وفي هذا النظام يفقد رجال الدين سلطتهم، كما يتم التخلص من حكم الديكتاتور الفرد. ويرك للأشخاص عامة حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية ولكن يتم الغاء كل القوانين والمحاكم التابعة لرجال الدين في جميع المجالات، إلا فيما يخص التنظيم الداخلي لرجال الدين. وهكذا في سويسرا تم توحيد القوانين التي تم سنها من الشعب وممثليه، وفرض الزواج المدني، مع ترك الحرية للزوجين طلب بركة دينية من قبل رجال الدين بعد الزواج المدني، وتم حذف كل المحاكم الطائفية، واعترف بحق كل شخص بتغيير دينه في عمر 16 سنة، فلا يحق فرض تعليم ديني عليه بعد هذا العمر إلا بإختياره، كما أنه تم مصادرة المقابر واصبحت في يد السلطة المدنية التي تضمن الدفن اللائق للجميع مهما كانت معتقداتهم، دون أي تدخل من السلطات الدينية. كما ان الدستور منع رجال الدين من الترشيح لمنصب في البرلمان، لا بل منع اقامة رهبنة اليسوعيين من الإقامة في سويسرا بسبب ولائها لسلطة بابا روما فتفسد ولاء الشعب نحو حكومته المدنية. وبطبيعة الحال، لا احد يجبر على تأدية الشعائر الدينية مهما كانت، بما فيها طقس العماد الذي يعتبر مدخلا للمسيحية. وهكذا فقدت السلطات الدينية كل سلطة قهرية على أتباعها الذين يمكنهم ممارسة الطقوس الدينية متى يشاؤون وكما يشاؤون. ومن غير المتصور أن يتم فرض صوم رمضان في دول مثل سويسرا خلافا للدول الإسلامية التي تعاقب من لا يصوم رمضان بالسجن. وكل مسيحي تم تعميده في الكنيسة يحق له طلب شطب اسمه من سجلات الكنيسة.

وبطبيعة الحال هذا النظام الديمقراطي الذي يلتزم بمبدأ المساواة بين أفراده مهما كان دينهم، ويلزم أفراده بالولاء للدولة المدنية لا يليق بالمسلمين، أو لنقل بعض المسلمين، الذين يرون ان شرع الله أعلى من شرع الدولة التي يعيشون فيها. فيقومون بملاحقة كل مسلم يترك الإسلام أو ينتقده ويهددوه بالقتل، ويفرضون على المسيحي الذي يريد ان يتزوج من مسلمة ان يغير دينه تحت طائلة اختطاف الزوجة وقتل زوجها، ويفرضون رمضان على أتباعهم بوسائل قصرية قد تصل إلى القتل، ويفرضون الحجاب على السيدات قهرا، ويتعدون على كل سيدة مهما كان دينها لا تلبس الحجاب تمر في مناطق يسكنها مسلمون... وهناك من يعلن بكل صراحة بضروة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمعات التي استضافتهم كلاجئين أو عمال أجانب، ويريدون إقامة خلافة إسلامية فيها، ويحضون في مدارسهم الخاصة وجوامعهم على كراهية غير المسلمين والداعاء عليهم إلخ.

وما اقوله هنا لا ينطبق على كل المسلمين، ولكن تأثير رجال الدين المسلمين على المجموعات الإسلامية في تنامي مستمر، مما يهدد بحروب أهليه في المجتمعات الغربية بين المسلمين وغير المسلمين. وهذا الجو المشحون هو سبب هجرة عدد من الشباب المسلمين من الدول الغربية للإلتحاق بالمنظمات الإراهبية التي تمثل في نظرهم المجتمع المسلم المثالي. كما ان هناك خلايا نائمة مكونة من مسلمين قد تتحول بين ليلة وضحاها إلى طابور خامس تهدد سلامة الدول الغربية وسلامة مواطنيها كما رأينا في العمليات الإرهابية. وهذا كله نتيجة تعريف المسلمين لمفهوم الدين... الذي يختلف عن تعريف القانون في المجتمع الغربي. فالدين هو ما سنه الله، بينما القانون هو ما سنه الشعب. وهم لا يرضون فكرة ان يتمكن الشعب من وضع القوانين التي تبقى من صلاحيات الله ممثلا برجال الدين.

وفي نهاية المطاف، إذا عرفنا الدين بأنه مجموعة من النظم، فلا يمكن تصور مجمتمع أو شخص دون دين. ولكن ان فهمنا الدين على أنه أوامر الله ممثلا برجال الدين، فإن رجال الدين هم من سيحددون من له دين ومن ليس له دين، ومن هو داخل في الدين، ومن هو خارج عن الدين، ومن له حقوق، ومن هو لا حقوق له ويمكن تهديده بالقتل كمرتد وملحد.

ومن هنا ضرورة تحجيم مفهوم الدين وصلاحيات رجال الدين إذا ما اردنا ان نضمن سلامة المجتمع وحقوق أفراده.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books



  رد مع اقتباس
قديم 01-11-2020, 07:48 PM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

قلتها من قبل، الدين كالبهارات، قليل منه يلون الحياة ببعض الخيال، كثير منه يفسدها و يطغى على كل شيء.



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الخجل, الدين،, ادراك, ولا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع