شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-28-2020, 07:42 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي توقعات المستقبل الإلحادية

1.


ستظل الرغبة في معرفة "الغد" تطارد البشر دائماً.
وإذا ما كان الناس في عصور الخرافات (التي لاتزال قائمة هنا وهناك) لا يرون إلا الخرافات، و"أشراط الساعة" ونهاية العالم وظهور المهدي، فإننا لا نستعين بغير العلم ومنطق الاستكشاف العلمي.
الغدُ يُصنعُ اليومَ: الآن أمامنا مكونات الغد وعناصر صورته.
لا يعبر هذا التفكير عن أية قناعات إيمانية (غيبية). بل يحمل لغة الوقائع التي نستطيع اختبارها.
هل يخيفنا الغد؟
لا.
فمخاوف الغد هي مخاوف اليوم. أما إذا فكرنا على المستوى البعيد فإننا سنكون أمام تراكمات ستؤدي لا محالة إلى تحولات نوعية في مجالات مختلفة من حياتنا. أما كيف تبدو هذه التحولات فهو أمر قد لا نستطيع أن نحدد معالمها ولكن بإمكاننا أن نضع جملة من الافتراضات والتصورات المستقبلية التي تنسجم مع آليات التطور العلمي والتقني وآليات التفكير البشري.
هذا ما قام به مثلاً فيلم " امرأة على القمر".
2.
إذا ما قارنا فيلم "امرأة على القمر" (إنتاج عام 1928-1929 للمخرج الألماني Fritz Lang بالتعاون مع الفيزيائي هيرمان أوبيرت وهو أستاذ فيرهر فون براون - مخترع الصواريخ الذي عَمَلَ بعد الحرب العالمية الثانية في NASA) والذي يتحدث عن رحلة إلى القمر لرجل وامرأة، بما رأيناه جميعاً، ولا شك، من خلال الأفلام الوثائقية حول رحلة أبولو 11 بعد حوالي أربعين عاماً والتي كان من نتائجها "التنزه" الحقيقي على سطح القمر، فإن الفيلم الألماني يبدو وكأنه من عالم آخر من حيث "براءته" التقنية التي تعود إلى عصر السينما الصامتة.
لكنه مع ذلك قدم لنا مقترحات سينمائية بصرية وتقنية رائدة في مجال الخيال العلمي والسينمائي، قدم لنا تلك "الافتراضات والتصورات المستقبلية التي تنسجم مع آليات التطور العلمي والتقني وآليات التفكير البشري" وقد أسر خيال متفرجي عشرينيات القرن العشرين. ومن الطريف أن نعرف بأن هذا الفيلم قد دشن بداية استخدام فكرة "العد التنازلي" لانطلاق المركبات الفضائية عن طريق الظهور المتتابع لجمل مثل: "ثلاث ثوان أخرى قبل الانطلاق. . ثانيتان، ثانية ..." .
لكن الشيء الأهم من كل ذلك هو أنه قد حمل للمتفرجين آنذاك خيالاً خصباً وقدرة مدهشة على استشراف المستقبل. قال لنا إن هذا الحلم "الصعود إلى القمر" ممكن. لقد شحذ خيال معاصريه ووجه أبصارهم صوب المستقبل: مستقبل العلم والنزوع البشري نحو اكتشاف عوالم جديدة والتغلب على جاذبية الأرض.
لم يهتم منتجو الفيلم بـ"سلفهم الصالح"، رغم أنهم هم أيضاً يمتلكون سلفاً صالحاً!
لم يطالبْ المتفرجين بالعودة إلى "القرون الأولى" كما حاول فيلم "الرسالة" الساذج (أكثر الأفلام الساذجة كلفة في تاريخ السينما) الذي رصدت له الدولة الليبية وقتها مئات الملايين من الدولارات (وشفطوا مئات أخرى)، وكما نلاحظ كيف يتكاثر كالفطر السام على اليوتيوب مع نماذج أكثر تهافتاً وسذاجة عن موضوعات تتعلق "بالقرون الثلاثة الأولى".
الفيلم الألماني وجه أنظار متفرجينه نحو المستقبل، نحو زمن الحقائق العلمية الواقعية.
لم يقل لهم بأنَّ غداً سيظهر المهدي أو المسيح الدجال، بل سنتملك زمام معرفة الكثير من الأسئلة ونتغلب على الكثير من مظاهر ضعفنا وقصورنا الإنساني.
إنه دفع متفرجينه إلى الأمام، ولم يجرجرهم إلى الخلف.
وجه أنظارهم صوب مستقبل أكثر غنى من الماضي، ولم يلق بهم في غياهب الخرافات.
وهذا ما حدث مع رحلة أبولو 11.

3.
لماذا أتحدث عن هذا الفيلم؟
ربماً نوعاً من الحنين إلى مرحلة صاخبة من تطوري العقلي والثقافي، الأيام التي رسمتْ إلى حد ما "صورتي" وحددت "صوتي" وكشفت لي الماضي بوضوح مثير للألم والغضب لرؤية العالم الذي تركته، من غير عودة، رؤيته على حقيقته المرة من غير ظلال أو أوهام أو تنازلات.
لقد رأيت فيلم "امرأة على القمر" للمرة الثانية منذ فترة قصيرة بعد سنوات طويلة من مشاهدتي الأولى له. آنذاك كنت وحدي في قاعة العرض التجريبية (لأغراض دراسية) ولا تزال صور منه عالقة في ذاكرتي. وفي مشاهدتي الأولى والآن فرض عليَّ نوعاً محدداً من التفكير: الرغبة العارمة في أن نرى المستقبل، في أن نصبو إلى المستقبل!
إن بدائية الكثير من تقنيات السينما الصامتة التي أُخرج الفيلم من خلالها آنذاك لم تكبح جماح الخيال البشري المنفتح إلى المستقبل. إنه درس صعب ومؤلم بالنسبة لنا، نحن الذين من مواليد مملكة الظلام، كيف نصنع بواسطة أحدث منتجات التكنولوجيا خرافات "مقدسة" لا تليق إلا بالقرون الثلاثة الأولى!
5.
أحاول أن أستعير دروساً من الماضي لرؤية المستقبل، لا دروساً من الماضي للعودة إلى ماضٍ أكثر قدماً.
أحاول أن أقول للقارئ بأن أحلام الماضي هي حقائق اليوم، وأحلام اليوم هي حقائق الغد.
أحاول أن أقول بأن" توقعات الغد" علينا أن نصنعها اليوم بعيداً عن "أشراط الساعة" وانحطاط التصورات الدينية العاجزة أبداً عن رؤية المستقبل لسبب بسيط ومأساوي واحد وهو إنها تنظر إلى الخلف بعيون عجائز لا حياة لهن إلا بالماضي.
هذا هو سر أسرار الدين: الماضي، الذي يستحوذ على عقولهم ومشاعرهم!
6.
أما سر أسرارنا نحن فهو في المستقبل!
وليس لنا غير آليات الخيال العلمي ومنطق التفكير العلمي.
فهل العلم قَدَرُنا؟
لا. لكنه الضرورة التي صنعناها نحن البشر. فالعالم هو حصيلة التطور البشري والتخلي عن العلم لا يعني غير شيء واحد: رفض هذا التطور والعودة إلى منطق الإنسان الحجري، وهذه كارثة بشرية يسعى المسلمون بكل قوة إلى تحقيقها!

7.
تحذير هام: إن مظاهر التطور المادي في دول النفط العربية لا علاقة له بالتطور مطلقاً! فهو لا يعني غير شيء واحد: بضاعة تكنولوجية لم تسهم هذه البلدان في صناعتها بغير دولارات البترول. إنها لم تسهم ولا حتى بفكرة تقنية واحدة!
كل ما فكروا به وقالوه هو:
- إحنا نِبِّي أعلى بناية في العالم، والفْلُوس مُو مُشْكِلَة!
8.
ليس هذا هو المستقبل الذي نصبو إليه. لأن في هذه "البضاعة التكنولوجية" العربية ينتشر فكر القرون الثلاثة الأولى في كل زاوية من زوايا ناطحات السحاب البترولية.
هذا هو الاختصاص العربي: صناعة الماضي بأحدث الوسائل التكنولوجية!
التطور هو قبل كل شيء تصورات تتعلق بالوجود الذي نعيش فيه وأفاق المستقبل التي يسعى إليها.
التطور لا يمكن أن يبدأ أبداً إلا بنقض الماضي ونقد خرافاته.
لا وجود للتطور بدون أن يدرك الناس بأن الحياة هنا على الأرض (أو على كوكب آخر) ولكن لا حياة بعد الموت.
المستقبل هنا، وهنا فقط!



التعديل الأخير تم بواسطة المسعودي ; 11-28-2022 الساعة 09:29 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 07-28-2020, 12:45 AM متصفح غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
متصفح
عضو برونزي
الصورة الرمزية متصفح
 

متصفح will become famous soon enough
افتراضي

جميل الفلم ! شفت مشاهد خصوصا مشهد الصعود للقمر،،،أحاول ان أتخيل مشاعر الجمهور عام 1929 !


أتوقع النسخة الإسلامية لهذا الفلم سيكون فيها "تويست" مفاجئ في الأحداث ،فبحسب سيناريو أحد جهابذة "الواويات" ينتهي الفلم بإرسال شواظ من نار ونحاس فلا ينتصران



تحياتي لك "وين انت موجود "



  رد مع اقتباس
قديم 10-20-2020, 04:12 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

اقتباس:
أتوقع النسخة الإسلامية لهذا الفلم سيكون فيها "تويست" مفاجئ في الأحداث ،فبحسب سيناريو أحد جهابذة "الواويات" ينتهي الفلم بإرسال شواظ من نار ونحاس فلا ينتصران
تحياتي متصفح
1.
تصدق أم لا تصدق فإنني لم ردك إلا الآن!
في وقتها كنت وكأنني في عالم مواز لهذا العالم - ولهذا لم أقرأ الكثير من الردود على مواضيع مختلفة نشرتها.
2.
إن الخط الدرامي (بلغة السينما) الذي تقرحه فيه ما يبرره "درامياً". ولكن أليس من المحتمل بعد الإنفجارات النارية والصواعق الربانية أن يظهر "الرب" وحوله الملأ الأعلى يتقافزون حول المركبة الفضائية كتلاميذ أُطلق سراحهم من المدرسة بينما سيظهر "الرب" وهو يمسد لحيته البيضاء ثم يلف ويدور حول المرأة!
3.
لقد ولدنا في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ وهو أمر لا يمكنه رده.
هذا قدر علينا حمله على ظهورنا وأشك أنني سأرى عالماً لا يحكمه الشيوخ والملالي وأنصاف المتعلمين والمهوسون والمأجورون ومن لف لفهم من أصحاب الشيزوفرينيا الدينية!



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الإلحادية, المستقبل, توقعات, توقعات، المستقبل الإلحادي،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع