شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات النقاش العلميّ و المواضيع السياسيّة > ســاحـــة السـيـاســة ▩

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 05-05-2020, 08:21 PM Jurist غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Jurist
موقوف
 

Jurist is on a distinguished road
افتراضي محنة العقل عند اليسار المصرى (واليسار العربي بوجه عام)

محنة العقل عند اليسار المصرى (و اليسار العربي بوجه عام) مقال قديم أعيد نشره

لا يخفى على متابعٍ مدى اضمحلال تأثير التيار اليسارى فى الحياة السياسية والاجتماعية المصرية , ولا يكاد يشك مراقب فى قرب اندثار هذا التيار بالكلية من الساحة المصرية فى ظل الانحدار المستمر له , وعادة ما يحلو لليساريين القاء اللوم فى هذه الحالة على ممارسات حكومية أو اختلالات تنظيمية او على الاثنين معا , لكن فى الحقيقة هذا الكلام لا يثبت على قدم , فالسياسة القمعية الحكومية تشمل كل التيارات المعارضة اسلامية ويسارية وليبرالية , بل ان النصيب الاوفر لهذه الممارسات القمعية من نصيب التيار الاسلامى , كما ان اى خلل تنظيمى قد يفسر فشل مرحلى أو جزئى لكن لا يفسر بأى حال انقراض شبه كلى لهذا التيار واختفاء لتأثيره .
لكن الحقيقة ان التفسير الواقعى لهذه الحالة هو أن التدهور ينبع بالاساس من غياب عوامل الافاقة والانعاش الخارجية التى ساهمت فى ظهوره بعض الوقت , بالاضافة الى السبب الاهم وهو الخلل العقلى والايديولوجى لدى هذا التيار , فالنشاط العقلى لليسار المصرى يتسم بعدة جوانب خلل تمثل فى مجموعها محنة العقل عند اليسار المصرى .
هذه المحنة هى التى حجمت دور اليسار وقدرته على التأثير فى مسار الامة وامكانية اسهامه بفاعلية ومشاركته فى الاحداث على مسرح الاحداث فى مصر .
وسنحاول ان نظهر هذه الجوانب بإيجاز لنستطيع ان نستشرف مستقبل وجود هذا التيار فى الحياة المصرية مستقبلا .
تتمثل هذه الجوانب فى :
1- الروافد الدخيلة :
أول جوانب المحنة العقلية لليسار المصرى هو روافده الدخيلة , فبجانب كون هذا الفكر مستوردا بالكلية وغريباً عن عقيدة وفكر هذه الامة الا ان الامر لا يقف عند هذا الحد , فمؤسسى هذا التيار فى مصر هم ايضا غرباء من امثال هنرى كورييل وهليل شوارتز ومارسيل اسرائيل , ولا يُنتظر من يهود واجانب ان يقدموا فكرا يتناسب مع عقيدة الامة بصورة تجعله قادر على الفعل والتأثير فى مصيرها فضلا عن قيادتها وتوجيهها .
2- معاداة الاسلام :
هذه المعاداة لا تكاد تخلو من اى فرد فى اليسار المصرى , فهذا التيار يعادى الاسلام بشقيه المادى والروحى , فلا يقبل بتأثير الاسلام ولا بوجوده فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأمة , كما لا يقبل اصلا بالجانب العقيدى له , فرفضه للأسلام جزء اصيل من منهج هذا التيار , بل ان عداوته للاسلام تأخذ الاولوية لديه .
وفى سبيل هذا العداء المطلق للاسلام يقبل بأى بديل آخر ليبراليا كان او ديكتاتوريا , ولعل كلام رفعت السعيد من أشهر الادلة على هذا العداء , خصوصا بعد الصعود السياسى المدوى للاخوان المسلمين , الامر الذى حدا به الى مناشدة الدولة لتحجيم دور الاخوان فى الجامعات والحياة السياسية حتى لو لم يسمحوا لأى حزب آخر بالصعود , فالاولوية لديه هى حرب الاسلام حتى لو كان الاستبداد هو البديل .
3- المواقف الخيانية من قضايا الامة :
وهذه النقطة مبنية على ما سبق من انتسابهم فكريا ومنهجيا للخارج ومعاداتهم الاصيلة للاسلام و واليسار المصرى لا يختلف عن كل الحركات اليسارية الاخرى فى عالمنا العربى والاسلامى فى هذه النقطة , فالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحكومة اليمن الجنوبى الماركسية شاركتا القوات الاثيوبية حربها ضد القوات الصومالية الساعية لتحرير اقليم اوجادين الصومالى المحتل , وموقف اليسار المصرى من احتلال السوفييت لأفغانستان لا يخفى على احد من خلال هجومهم على المجاهدين وتبريرهم للغزو الاحمر وتجميل وجه الحكومة العميلة فى كابول فى ذلك الوقت , وموقف كل الاحزاب اليسارية فى عالمنا العربى والاسلامى من قيام الكيان الصهيونى لم يشذ عن موقف ربهم الاعلى فى ذلك الوقت – الاتحاد السوفيتى – الذى جاء اعترافه بهذا الكيان الصهيونى تاليا للأعتراف الامريكى مباشرة قبل ان تعترف به اى دولة اوروبية, ونحب ان نوضح نقطة هامة وهى ان اليسار المصرى لا يعارض وجود اسرائيل من الاصل لكن يتعامل مع القضية على انها مسألة يمكن التفاوض حول جوانبها من خلال حل خلافات حدودية وقضايا فرعية كقضية اللاجئين , لكن دون انكار لحق اسرائيل فى الوجود اصلا .
4- التقعر فى المصطلحات الخطابية :
الديماجوجية (1) والبروليتاريا (2) واشباههما من المصطلحات الغامضة كلها مصطلحات شائعة فى لغة الخطاب اليسارى والتى تهدف الى التغطية على تعارض وتنافى منهجهم الدخيل مع ثوابت الامة , فاليسارى يستخدم مصطلحات غامضة بغرض تجهيل المستمع ليمنعه من المعارضة والمناقضة , ويشعره بالدونية الثقافية فلا يجب ان يكون المستمع الا تابعا يساق الى حيث يريد المتحلفط اليسارى الناطق بمصطلحات و ألفاظ دخيلة لا تمت الى لغتنا العربية ولا الى ثقافتنا الاسلامية وعقيدتنا وحضارتنا بصلة .

وهذا مما يولد النفور تجاههم لدى العامة والبسطاء ولذا لما أرسل الله الرسل أرسلهم ليخاطبوا أقوامهم بلسانهم

قال تعالى : وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم . الآية



5- النظرة الى التاريخ :
عندما يرى اليسارى المصرى حجمه الحقيقى الحالى فانه فى العادة يبدأ فى اجترار الماضى واستذكار التاريخ , لكن الغريب أنهم فى استرجاعهم للواقع التاريخى محاولين الهجوم على الاسلام والتيار الاسلامى يتوقفون عند حقبة الستينات ولا يجاوزونها لما قبلها , وكأن تاريخ مصر لم يبدأ الا منذ نصف قرن فقط , فعندما تسوءهم مثلا مظاهر التدين فى ابسط صوره من حجاب ونقاب ولحية يتباكون على التبرج والسفور والعرى المنتشرين فى فترة الستينات , وكيف ان الحجاب الوهابى قد غزا مصر وان هذه المظاهر دخيلة على مصر , متناسين انه قبل هذه الحقبة التى يسترجعونها كان الانتقاب والاحتجاب هو الزى العام لنساء مصر , وعندما يتكلمون عن التواجد الاسلامى فى الجامعات والنقابات وغيرها يستذكرون سيطرتهم على الساحة السياسية فى نفس الحقبة , ويصوروا ان الوجود الاسلامى فى الساحة السياسية هو وجود دخيل مدعوم بأموال البترول الوهابى مرة اخرى , وكأنه قبل ذلك لم تكن هناك دول اسلامية امتدت لمئات السنين .

بهذا العرض الموجز نود أن نصل الى ان اصلاح اليسار المصرى ليصبح فاعلا فى الحياة السياسية والاجتماعية فى مصر لا يكمن فى اصلاح تنظيمى أو ترتيب سياسى معين فى المناخ العام , انما يحتاج الى اصلاح فى الخلل العقلى لديهم لأن انقراضهم المنتظر انما مرده الى محنتهم العقلية , اى اننا نقدر ان نقول ان اليسار المصرى كمنهج ايديولوجى ميت حكما وبالتالى نقول أن :
اكرام الميت دفنه .

____________ ______

(1) الديماغوجية : القدرة على كسب تعضيد الناس ونصرتهم عن طريق استثارة عواطفهم واللعب بأحاسيسهم ومشاعرهم وليس عن طريق الحوار العقلاني معهم، والديماغوجي هو الشخص القادر على الوصول إلى السلطة السياسية مستخدماً مهاراته الخطابية ، حيث يستطيع أن يتحكم في انفعالات المستمعين إليه وأن يدفعهم إلى التحرك في الاتجاه الذي يريده هو بالرغم من وجود اعتبارات كثيرة موضوعية ترجح عدم التحرك في هذا الاتجاه ، ويرى العديد من المفكرين أن الديماغوجي لابد أن يكون متصفاً أصلاً بصفات كاريزماتية وبصفات قيادية ، وأن يكون شديد الثقة بنفسه وقادراً على أن ينقل ذلك الشعور بالثقة للآخرين بحيث يظهر لهم وكأنه مقتنع تماماً بصدق ما يقوله لهم رغم علمه التام بزيف ما يدعيه ، ودائماً ما يعزف الديماغوجي على وتر قدرته على الرؤية المستقبلية لأخطار تحدق بالشعب ولا يستطيع أن يراها ، فيدعو الناس للتكتل وراءه ليحارب بهم قوى الطغيان التي يعلم دونهم أنها تحاول قهرهم والسيطرة عليهم ، والديماغوجي يكون دائماً مهتماً بالوصول إلى السلطة أكثر من اهتمامه بالصالح العام ، ومن ثم يكون مستعداً دوما لتبني سياسات ذات عواقب وخيمة بالنسبة للشعب إذا ما كانت هذه السياسات ستحقق هدفه الشخصي في الوصول إلى السلطة أو البقاء فيها . ( منقول من موقع رابطة أدباء الشام )

(2) البروليتاريا

هو مصطلح ظهر في القرن التاسع عشر ضمن كتاب بيان الحزب الشيوعي لكارل ماركس و فريدريك أنجلز يشير فيه إلى الطبقة التي ستتولد بعد تحول اقتصاد العالم من اقتصاد تنافسي إلى اقتصاد إحتكاري ، و يقصد ماركس بالبروليتاريا الطبقة التي لا تملك أي وسائل إنتاج و تعيش من بيع مجهودها العضلي أو الفكري ، و يرى ماركس أن الصراع التنافسي في ظل الرأسمالية ، سيتولد عنه سقوط للعديد من الشركات و اندماج شركات اخرى ، حيث انها في النهاية تتحول إلى شركات كوسموبوليتية أي لاقومية و تصبح شركات إحتكارية و و يصبح نضال شعوب الأرض موحدا لعدو واحد و تسمى هذه الطبقة الناشئة عن الاحتكارات العالمية بطبقة البروليتاريا ، و هي تبيع عملها الفكري و الثقافي و العضلي و لا تملك أي وسائل إنتاج ، و يعتبر ماركس البروليتاريا هي الطبقة التي ستحرر المجتمع و تبني الإشتركية بشكل أممي . ( الموسوعة الحرة )



  رد مع اقتباس
قديم 05-05-2020, 08:39 PM القيصر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
القيصر
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القيصر
 

القيصر will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
(1) الديماغوجية : القدرة على كسب تعضيد الناس ونصرتهم عن طريق استثارة عواطفهم واللعب بأحاسيسهم ومشاعرهم وليس عن طريق الحوار العقلاني معهم، والديماغوجي هو الشخص القادر على الوصول إلى السلطة السياسية مستخدماً مهاراته الخطابية ، حيث يستطيع أن يتحكم في انفعالات المستمعين إليه وأن يدفعهم إلى التحرك في الاتجاه الذي يريده هو بالرغم من وجود اعتبارات كثيرة موضوعية ترجح عدم التحرك في هذا الاتجاه ، ويرى العديد من المفكرين أن الديماغوجي لابد أن يكون متصفاً أصلاً بصفات كاريزماتية وبصفات قيادية ، وأن يكون شديد الثقة بنفسه وقادراً على أن ينقل ذلك الشعور بالثقة للآخرين بحيث يظهر لهم وكأنه مقتنع تماماً بصدق ما يقوله لهم رغم علمه التام بزيف ما يدعيه ، ودائماً ما يعزف الديماغوجي على وتر قدرته على الرؤية المستقبلية لأخطار تحدق بالشعب ولا يستطيع أن يراها ، فيدعو الناس للتكتل وراءه ليحارب بهم قوى الطغيان التي يعلم دونهم أنها تحاول قهرهم والسيطرة عليهم ، والديماغوجي يكون دائماً مهتماً بالوصول إلى السلطة أكثر من اهتمامه بالصالح العام ، ومن ثم يكون مستعداً دوما لتبني سياسات ذات عواقب وخيمة بالنسبة للشعب إذا ما كانت هذه السياسات ستحقق هدفه الشخصي في الوصول إلى السلطة أو البقاء فيها . ( منقول من موقع رابطة أدباء الشام )

ينطبق انطباقا على الخطاب الاسلاموي



:: توقيعي ::: لترَ العالم في حبة رمل والسماوات في زهرة برية
احمل اللانهاية في راحة يدك والأبدية في ساعة
  رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 12:18 AM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

يضحكني الاسلاميون حين يتحدثون عن الخيانة حيث يعتبرون اي موقف مخالف لاديولوجيتهم خيانة حتى لو صدر ممن هم خارج هذه الاديولوجية و هذا هو جنون العظمة بعينه. ما علاقة اليساري المصري باسلاميي الصومال او افغانستان حتى تلزمه بموالاتهم ؟



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مجلة, المصري, اليسار, الغربي, العقل, بوجه, على, عام, واليسار


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع