08-13-2017, 07:27 PM | رقم الموضوع : [1] |
عضو برونزي
|
حياة جديدة من رواية طين بلادي رواية لم تنشر بعد.
يوسف ابو شريف
الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 16:30 المحور: الادب والفن .................................................. ...................... .................................................. ................... عندما يغفو سيد الفصول في مدينتي السيبيريّة يستغل الفصول الأقزام فرصة غيابه, فيهرعون إلى أداء فرائضهم قبل أن يصحوّ العملاق قصير النوم مرّة أخرى ويدفنهم تحت جليده اللامهاود . ويخطف تسارع حركة الفصول منِّي المتعة في تتبّع مرورهم, أو حتى تمييز أحدهم عن الآخر.لأن عجلتهم غالباً ما تكسر الحدود الفاصلة بين أحدهم وجاره القريب . مما يشعرني بالكثير من الحيرة حين أفكر بترتيب تاريخ حياتيّ السيبيريّة حسب مرور الفصول فيها. أمّا في هذا العام فلقد شعرت بأن الربيع قد أبطأ خطاه, وكأنه تعمَّد في بطئه الاستهتار باستعجالي لإنقضائه, بعد أن علم بانتظاري للصيف الذي سيطفىء حرُّه حرّاً مضاعفا يشوي أحشائي ألهبه شوق لقادمة غالية ستمكث جارتي إلى الأبد بعد قدومه . أرغِمت على متابعة حركة الربيع الوئيدة, ومشاهد التغيير التي يجلبها للمدينة حين يحل ضيفا متوتر المقاصد متعجل الرحيل على الأرض وعناصرها, فيتململ الثلج من على أسطح المنازل ويتحوّل إلى مخاريط جليديّة ماسيّة تتدلى برؤوسها المدببة إلى الأسفل أشبه بتلك التي في الكهوف الأثرية, ثم تنزف تلك المخاريط مياهها قطرة قطرة في رحلة ذوبان تبشّر الصغرى منها بنهاية مشابهة لمن هي أكبر . والأرض صقلتها الحرارة الخجولة التي تطلّ أحياناً من قرص شمس مسالم, فجعلتها كأرض الهوكي الجليدي ,يتمايل الناس فوقها محاولين الحفاظ على توازن أجسادهم حذر الإنزلاق كالراقصين على الجليد. وكثرٌ هم المتساقطون هنا وهناك , غير مسرورين من دعابة الثلج في أيام وداعه الأخيرة قبل أن يتحوَّل إلى برك طينية تملأ شوارع المدينة . و مهمَّة الربيع الأولى التي يأتي إلى هذه الأرض ليشغل معظم وقته في تأديتها, هي تحرير البحيرة العظمى من قناعها الجليدي الثخين. فالربيع وجد أصلاً في هذه الأرض ليقوم بتلك المهمة الضخمة الخالدة . أمّا تفتيح الأزهار وتخضير المروج فيؤجَّله الفصل السريع قليلاً إلى أن ينتهي من سلخ جلد البحيرة المتجمدة ليرسله قطعاً كبيرة كالقوارب, يتناقص حجمها وهي تسير في مجرى النهر المنساب من فم البحيرة, لتختفي في رحلتها إلى مكان أجهله. ويلوِّن الربيع بقدومه خواطر الناس بالألوان الزاهية كما يلوِّن الأرض, وكأن الدماء التي في عروقهم جليد يذاب مع ما يذاب في هذا الفصل الرائع من أشياء, فيبتهجون وتبتهج معهم ألبستهم التي يفرج عنها من سجن أطالت المكوث فيه, ويسلخون عنهم الفراء الداكن الثخين, ليحل محله ما هو أزهى لونا وأخف حملاً. فيتساووا بذلك مع جميع سكان البرية من حولهم بحيواناتها ونباتاتها . |
|
|
08-13-2017, 07:27 PM | رقم الموضوع : [2] |
عضو برونزي
|
|
|
|
08-13-2017, 07:31 PM | رقم الموضوع : [3] |
عضو برونزي
|
|
|
|
08-13-2017, 07:32 PM | رقم الموضوع : [4] |
عضو برونزي
|
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
تنادي, تنصر, حياة, جديدة, رواية, طين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
غوايات شيطانية - رواية | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 6 | 08-22-2021 09:04 PM |
رواية فلسفية هكذا تكلم زاردشت | الكائن | ساحة الكتب | 4 | 01-28-2017 08:55 PM |
رواية أفيون وياسمين | سامي عوض الذيب | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 1 | 02-06-2016 11:35 PM |
رواية جنى الحسن | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 07-05-2015 05:17 AM |
الفكر الاسلامي والفكر الالحادي ايهم افضل حياة بعد الموت ام حياة تنتهى بالموت | شخص مسلم | العقيدة الاسلامية ☪ | 22 | 02-16-2015 05:36 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond