03-05-2016, 01:22 AM | رقم الموضوع : [1] |
زائر
|
ما النهاية ؟
النهاية ...
كم ننتظرها , كم نتطلع اليها ... أعناقنا مشدودة اليها ... ملحدين و مؤمنين , فقراء و أغنياء , أقوياء وضعفاء , ظالمين و مظلومين ... الكل يتطلع للنهاية . مادا تعني هده النهاية يا ترى ؟ ما الدي تحويه بين طياتها ويجعلها تأسر قلب الانسانية جمعاء ؟ ان النهاية هي مرادف للحقيقة , أو بعبارة أدق , هي ساعة تجلي الحقيقة,ساعة الحسم . فعندها فقط , ستتضح جليا حقيقة تلك العوالم التي نتحدث عنها بعد الموت للملحدين والمؤمنين سواء , أما المظلوم (المؤمن ) فيرى في النهاية تجلي حقيقة نيله حقه من ظالمه , و نفس الأمر يقال عن الضعيف (المؤمن) و الفقير . ولهدا فان القرآن يردنا في كثير من المرات (خصوصا بعد تعنت الكفار) الى النهاية بوصفها الحاسم بينه وبينهم . ان النهاية هي مرادف السعادة لكثيرين , فالمؤمن يرى فيها ساعة نيله السعادة و تخلصه كليا من الشقاء الدي عاشه من قبل . وأهم شيء هو أن النهاية نهاية , نهاية لكل هدا الشقاء و لكل هده المشاكل والانشغالات المتعبة نفسيا و جسديا (بغض النظر عما سيأتي بعد دلك ). وهدا أمر يشترك فيه المؤمن والملحد . فعند النهاية فقط , يمكن للمرء أن يطلق زفيرا مسترسلا و عميقا . والنهاية كما رأينا تشكل للكثيرين (خاصة المؤمنين) بداية , بداية عالم جميل حيث السعادة. والنهاية مرادف الانتصار بالنسبة للكثيرين , الانتصار على الفريق الخصم , فان كان بعد الموت اله و جنة ونار , سيلتفت المؤمنون الى الملحدين قائلين : " انتصرنا , ألم نخبركم بدلك ؟ ", وان كان الفوز حليف الملحدين , فان انتصارهم سيكون بشكل غيابي لأنه لن يجد من يعلن عنه (لأن الكل دهب الى العدم ) . والنهاية تعني لكثير من الملحدين الاختفاء , الاندثار ببساطة , نقطة ايقاف بث التلفزيون , النهاية الفعلية , النهاية بما في الكلمة من معنى , النهاية التي ليست بداية جديدة لي . والنهاية هي كابوس لكثيرين , للظالمين , للمدنبين بصفة عامة , الدين يؤمنون باله يعاقب على الخطايا , وهي امكانية كابوس للملحدين و اللاأدريين الدين مهما بلغ يقينهم بأن بعد الموت عدم , فان امكانية العكس (وأقول جيدا امكانية)ستظل حاضرة في نفسيتهم بكل ثقلها . وهدا أمر يصح على المؤمنين أيضا , فمهما بلغ يقينهم و ايمانهم من القوة , سيظل احتمال خطئهم حاضرا في نفسيتهم (وان قاموا بألف محاولة لطمسه و نفيه ) . وهدا يعني أن النهاية هي للفريقين مرادف للمفاجأة , مرادف لحصول ما لم يكن متوقعا . وفي سياق نفس الفكرة السابقة , فكرة المفاجأة , أضيف القول بأن النهاية باب على المجهول ,النهاية فوهة سوداء مظلمة أمامنا تخرج منها ريح شديدة . اننا ننتظر النهاية بفارغ الصبر , ولو كان لنا من سبيل للتعجيل بها , لفعلنا . ان ما يجعل من النهاية قوة في أعيننا هو طابعها الشمولي والحتمي في آن واحد , فالنهاية من جهة ستكون على الجميع وبدون استثناء ولا أحد يمكن له أن يفر منها (مهما كانت هده النهاية) , ومن جهة ثانية لا بد لهده النهاية من أن تأتي . انها محطة نحج اليها جميعا مع اختلافات في توقيت وصول كل قطار . "النهاية حتمية ", هكدا سيردد الجميع . (لا يهم ان كان بعد تلك النهاية بداية جديدة , المهم أن النهاية ستأتي , تلك النقطة التي ستنهي هده الحياة بالنسبة لكل واحد منا ) . النهاية أيضا هي بمثابة ختم على ما مضى , على حياة مليئة بالتفاصيل و الأحداث , على دكريات وتجارب , آن داك فقط يمكن للانسان أن ينظر الى حياته ككل , كشيء اكتمل , أنجز من الألف الى الياء , و النهاية بهدا منارة تعطينا رؤية بانورامية عن حياتنا . النهاية أيضا مساءلة للبداية , ومساءلة لما سبقها ككل , فعند النهاية يتساءل المرء : الهدا وجدت ؟ الهدا عشت ؟ لأصير عدما بعد دلك ؟ لأدخل جنة أو نار ؟ أهدا كل شيء ؟ ان مشاهد النهاية تترك في نفسيتنا أثرا عميقا : انظروا الى تلك اللحظة حيث تنتهي الأفلام الجميلة كيف هو حالنا والموسيقى النهائية تعزف , انظروا الى مشهد الشمس وهي تغيب معلنة نهاية اليوم المنير. ان أعظم لحظات التأمل التي يعرفها الانسان تكون في رحاب النهاية . النهاية ادن حمالة لمعاني كثيرة و متعددة , وهي أكبر من أن تكون نقطة في آخر السطر . أيا يكن الحال , سأبتسم عند النهاية , ولن تبارح الابتسامة محياي عندها . ولو رأيت النيران من حولي تنهش جسدي من كل حدب وصوب ,فسأبتسم لنهايتي . وستكون ابتسامتي أعمق لو كانت نهايتي على غير ما كنت أنتظر. ما مضمون تلك الابتسامة يا ترى؟ انبهار واعجاب بهده الدات التي قطعت كل تلك الرحلة لكي تصل الى هنا ... بكل ما فكرت فيه و ما عاشته ... بالحركات التي قامت بها مند أن جاءت الى دلك العالم ... بتعنتها و سلاستها , بجنونها تارة وتعقلها أخرى , بطموحها , بترددها , بمشاكستها ولعبها ... |
03-05-2016, 03:58 AM | رقم الموضوع : [2] |
عضو بلاتيني
|
أحسنت وهذا هو الفيصل بين المؤمن بوجود قوة خفيه عادله قاهره (الله) والغير مؤمن
بهذه القوة الخفيه ... حاجز الخوف من النهاية (الموت) مهم جدا فكل مصيبه أو ظلم يواجهه المؤمن يلجأ حينها الى الله القوة المطلقه أو مايسمى الصانع الذكي .. بينما الغير مؤمن (الملحد) لايهمه هذا الظلم أو تلك المصيبه فهو يتحلى بالصبر والمطالبه والمناضله ليرقى ويرفع عن نفسه الظلم أو الالم وأحيانا عن غيره ... يجب على المرء أن يموت أبيّاً إذا لم يعد يستطيع أن يحيا أبيّاً |
03-05-2016, 07:52 PM | رقم الموضوع : [3] |
عضو ذهبي
|
الملحد لا يؤمن وبالتالي لا شيء هناك اسمه النهاية في قاموسه ..
فقط الموت .. وينتهي كل شيء بالنسبة للفرد .. فلا شيء بعد الموت .. |
|
|
03-05-2016, 09:15 PM | رقم الموضوع : [4] |
عضو بلاتيني
|
[QUOTE=Basim;55608]الملحد لا يؤمن وبالتالي لا شيء هناك اسمه النهاية في قاموسه ..
فقط الموت .. وينتهي كل شيء بالنسبة للفرد .. فلا شيء بعد الموت ..[/QU اختصار جميل جدا |
03-05-2016, 10:21 PM | رقم الموضوع : [5] | |
زائر
|
اقتباس:
وتقول أخي أنه لا شيء اسمه النهاية في قاموسه ؟؟؟ الموت ليس نهاية بالنسبة للملحد ؟ |
|
03-06-2016, 12:27 PM | رقم الموضوع : [6] | ||
عضو ذهبي
|
اقتباس:
اقتباس:
انت هنا تتحدث وكأنك تقصد من النهاية (العاقبة) فما معنى كلامك المشار اليه باللون الاحمر .. |
||
|
|||
03-06-2016, 05:14 PM | رقم الموضوع : [7] |
زائر
|
أقصد بدلك الكلام أن التأكد الفعلي العيني الحضوري الشاهد لكل الناس مما ينتظرهم بعد الموت لن يحصل الا عنده , فالمؤمن سيتأكد من مدى صحة أطروحة الجنة والنار والاله , والملحد الدي يؤمن بالعدم سيتأكد غيابيا وليس حضوريا من العدم الدي كان يقول به في حالة صحة الأمر .
|
09-27-2017, 02:04 AM | رقم الموضوع : [8] |
زائر
|
كلام جميل، يوجد جزئيات رائعة تستحق ان اضعها في سلة القمامة لأرجع لها
النهاية بالنسبة لي فضول وأجابة.. لقد فكرت بالأنتحار شوقا لها والفكرة هذه لازمتني حتى اخر اسبوع. لا اتصور ان انعدم واصير معدوما انا دائما موجود وسأبقى كذلك. تحياتي يا سحلية الفرن البخيل. |
10-01-2017, 02:39 AM | رقم الموضوع : [9] |
عضو جديد
|
اتصور احيانا هذا الكون بلا بداية ولا نهاية .
تبدو لي هذه الفكرة اقرب الى الحقيقة من فكرة بداية العالم ونهايته . مجرد احساس لا اكثر . شكرا |
07-15-2020, 03:53 AM | رقم الموضوع : [10] |
عضو جميل
|
وصف جميل وعميق يخاطب الوجدان
تحية من القلب لكاتب هذه الخاطرة اينما حل به الدهر تحية ل "ساحر القرن الأخير" |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
النهاية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وفي النهاية ... رسولك بيدوفايل | FreeMason | العقيدة الاسلامية ☪ | 38 | 02-06-2019 03:48 AM |
النهاية .... | Msaid | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 4 | 08-21-2017 02:39 AM |
البداية هي النهاية | l7n | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 5 | 12-06-2016 07:46 PM |
القصة من البداية الى النهاية | ساحر القرن الأخير | ساحة النقد الساخر ☺ | 8 | 11-02-2016 03:21 PM |
بعد خمس عشرة سنة مانغا ناروتو تشرف على النهاية | Lucifer | ساحة الفنون و الموسيقى و الأعمال التصويرية | 52 | 05-22-2015 08:33 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond