التجربة الروحية

[mystic]

الدين من وجهة نظري هو مجموعة خبرات روحية , و تجارب قام بها بشر مثلنا و لكننا أسميناهم الأنبياء ووصفناهم بالعصمة و غير ذلك رافعين إياهم لمرتبة التقديس , و الحال ليس هكذا ..

و لكن بالمقابل فهذه الشخصيات سواء وجدت أدلة تاريخية على وجودها أم لا , إلا أنها معالم في السير الروحي يستفاد منها و من تجاربها .

خليل الله , كليم الله , روح الله و كلمته , حبيب الرحمن ... وضع رجالات السلوك الروحي و العرفان هذه المقامات نصب أعينهم و استنبطوا طرائق للوصول إليها , و لعل مما يلفت النظر انك حين تقرأ سير أولياء الإسلام أو قديسي المسيحية تجدها محببة للنفس أكثر من سير الأنبياء أنفسهم !

و لعل ذلك ما جعل الشاعر الصوفي ينشد :

مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول و دون الولي

ما سبق لن يقبله المعتنق التقليدي لأي دين كان , لأن الدين لدى متدينينا هو [ full package ] إما أن تأخذه كله كما هو أو تكون خارجاً عنه .

إذاً فأنا رغم تصنيفي من قبل المتدينين كلاديني , إلا أنني فعلياً لست عدواً للأديان , كل ما في الأمر أنني أستفيد من التجربة الروحية التراثية و لا شأن لي بالقشور الظاهرة التي يقدسونها.

أطيب التحية ...

[المنار]

السلام عليكم
مرحبًا بعودتك اخي العزيز
و حمدًا لله علي سلامتك
كنت قررت من فترة التوقف عن المشاركات عمومًا لكن كان لا بد ان ارحب بعودتك
و ما تفضلت به كلام جيد و هو قريب مما يقوله عرفاء الاسلام و الصوفية
المسالة ببساطة ان التواصل مع الله ليس حكرا علي الأنبياء فهذا من سخافات الفكر الوهابي
و حتي ابن تيمية نفسه قال عنه ابن شيخ الحزامين انه عارف بأحكام الله القدرية!
اي وصل لدرجة عالية من الكشف !
العبادة نفسها و عمودها الصلاة تجربة دينية غرضها الشهود الوجداني (و اسجد و اقترب)
و لا وزن لها اذا تحولت لمجرد طقوس شكلية بلا حضور قلبي
و عند العرفاء و الصوفية هناك ما يعرف بالكشف و هو المعرفة الشهودية
و هي لب العرفان
و هو ليس نبوة تشريع
فبيت الشعر الذي ذكرته يعبر بدقة عن مقصودهم اي هناك درجات من التلقي المعرفي من الله أعلاها درجة الأنبياء
(و اتقوا الله و يعلمكم الله )
(ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا…)
و قناعتي ان أزمة عالمنا أزمة روحية و قيمية ،و ليس حلها رفض الأديان
مع تحياتي

[mystic]

حقيقة صديقي العزيز أختلف معك في جزئية العبادة و تحديداً الصلاة . الطقس يقتل الروحانية , و تكرار نفس الحركات في مواقيت محددة مع ترديد نفس الكلام هو أمر لا روحانية فيه , كذلك الحال عند الأقباط في الصلاة من الأجبية , نفس المزامير تكرر و تعاد في مواقيت محددة من اليوم . و لعل الإنجيليين بنبذهم لهذه الطقوس و تمسكهم ب [ صلوا كل حين و لا تملوا ] هم أكثر توفيقاً من الفئتين السابقتين .

ما تعلمته على سرير المرض هو التأمل , التأمل في هذا اللامتناه , مع التقليل من النوم و الطعام و الشراب.
و بعد الخروج من المستشفى أصبحت أمارسه في الحدائق , تأمل في الشجر و الحجر , في الماء , في الصغار و هم يلعبون ببراءة و لما تتلوث عقولهم بعد ...

و في مختلف التجارب الدينية فإن الخلوة تثمر , فتح رباني عند المتصوفة أو امتلاء بالروح القدس كما عند المسيحيين أو الاستنارة كما في البوذية , لكن نمط الحياة الطاحن يحول بين المرء و خلوة مماثلة ..

أطيب التحيات ...

[المنار]

و هل يوجد عزيزي صلاة عند اي مصلي بلا طقس ؟!
اما عدم شعورك بالروحانية في الصلاة الإسلامية فمشكلتك فغيرك لا يحصون ذاقوا لذة الصلاة و هي قرة عينهم
الصلاةمعراج المؤمن
الصلاة سفر روحي يبدا بتكبيرة إحرام اي استعداد لجعل القلب حرم الله
و ينتهي بالتسليم اي الرجوع من لقاء الله الي لقاء خلقه !
(وأسجد و اقترب)
اللقاء الحقيقي، لقاء القلب بعالم اللاهوت، فناء القلب وتمحضه في ذلك العالم حال السجود. السجود استسلام لله، إذا سجدت بين يدي الله يعني أنني سلمت أمري، فوضت أمري، أنا وجوارحي وجوانحي وأموالي وملكي وكل ما عندي، سلمته لك وفوضته إليك، أنت المالك الحقيقي

[Hamdan]

تحياتي mystic

مرحبا بك مرة اخرى ..ونتمنى ان تكون بصحه جيدة

بالنسبة لموضوع الدين

التجربة الذاتية او الشخصية فعليا اقوى من جميع الادلة العقلية .فواقعيا فقدت الميتافيزيقيا جميع قوتها التي كانت لها في الماضي ..فلا معنى للادلة الانطولوجيه ثم الكوزمولوجيه لاثبات وجود عوالم اخرى غير عالمنا ..او من خلال الكون او الوعي مثلا..
تبقى التجربة الذاتية وهي مسألة ذوقيه بحته بمعنى ستجد فعليا من لا ينسجم فكره مع مثل هذه الخبرات او التجارب الذاتيه ..

بوذا وليس بالضروره ان تكون هذه التجارب ايمانا بالارواح والالهة فبوذا كان ماديا في معتقده ومع ذلك كان من اكثر الرجال زهدا في التاريخ (لو صحت الادله التاريخيه على وجوده) ..

بالنسبة لي ارى ان ليس هناك من عالم غير عالمنا هذا ..والانسان هو نتاج بحت للطبيعه ..فالارواح والالهة ماهي الاتصورات ناتجه عن قصور في الفهم والمعرفه في خلال مرحلة معينة من التاريخ ..
الدين هو نتاج التاريخ ولايتجاوزه او يتعالى عليه ..بمعنى عرضه للتبدل والتغير ومحكوم بالظروف التاريخيه ..لذلك لن تجد احد حاليا في هذا العصر مدع للنبوة او الولاية ..
تحياتي..

[mystic]

التصوف سادتي الكرام عابر للأديان , تجد لب التصوف عند الهندوس و عند المسيحيين و عند المسلمين و عند غيرهم , اللب الذي أتكلم عنه هو : وحدة الوجود .

و قد حاول الطرقيون نسج ما يسمونه التصوف الملتزم بالكتاب و السنة , و طلعوا علينا بمقولات من قبيل : علمنا هذا مقيد بالكتاب و السنة , اعرض كشفك على الكتاب و السنة .. الخ

هذه المحاولات هي شئ من اثنين : فهي إما تقية لكيلا يلقوا مصير الحلاج و السهروردي , و إما جهل بحقيقة أن التصوف بدون وحدة وجود لا يبقى منه سوى تمتمات و أذكار و قفز في حلقات الذكر.

ووحدة الوجود تقتضي وحدة الأديان بالضرورة , فبتفسير باطني لآية [ و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ] يكون هذا القضاء كونياً لا شرعياً , فما عبد في الوجود إلا الله , و يصير قلبك قابلاًُ كل صورة كما قال ابن عربي في أبياته الشهيرة ...

فما نتحدث عنه هنا هو دين كوني إنساني قد يأتي يوم و يكون بديلاً للتصورات الدينية السائدة ...