شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 10-05-2018, 10:35 AM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي عندما تغدو المقدسات مخدرات ويُسقط الإنسان

عندما تغدو المقدسات مخدرات ويُسقط الإنسان

رسلان عامر


الطاغية سواء سمى نفسه ملكا أو أميرا أو رئيسا أو زعيما أو قائدا، أو سوى ذلك- هو شخص استولى بشكل غير شرعي على موقع حكم أو سلطان، وهو يدرك هذه الحقيقة، ويعي أن شعبه أو جمهوره لن يعترف ولن يقبل به لو ظهرت حقيقته السافرة، وهو دائما يخشى هذا الشعب! ولذلك يلجأ إلى القمع والبطش والإفساد والتجهيل والتضليل، وهو يسعى بذلك إلى توطيد سلطته، ولا مانع لديه من أجل هذه الغاية من اللجوء إلى أية وسيلة، مها كان انعكاسها على بلده سيئا وثمنها على شعبه باهظا!
والسلاطين الديكتاتوريون الذين لا شرعية حقيقية لسلطتهم، دائما يبحثون عن شرعية زائفة، وغطاء يخفي حقيقة طغيانهم وفسادهم ويبررها، ومنهم من يتخذ غطاء دينيا، فيما يتخذ آخر غطاء قوميا، وثالث غطاء اشتراكيا، ورابع غطاء وطنيا، وهكذا دواليك؛ ولأنهم كلهم متشابهون في جوهرهم تحت الغطاء، فهم يفسدون ويمسخون كل ما يتخذونه غطاء بدون استثناء، سواء كان ذلك دينا أو قومية أو اشتراكية أو وطنية أو سواها!

ونحن العرب ربما نكون في عصرنا الراهن أكثر من ابتلي من أمم الأرض بمختلف أنواع الطواغيت وأشرسها، فلم نكد نبصر بعضا من ملامح الاستقلال عن المحتلين الأجانب، حتى انقض علينا طواغيت الداخل ليعيثوا فينا فسادا يتجاوز فعل الأجنبي إلى حد مهول! وقد حصل هذا تارة تحت راية الإسلام، وأخرى تحت راية العروبة، أو راية التقدم، أو باسم الشعب، أو تحت شعار الوطن، وهلم جرى!
وفي المحصلة مهما كانت الراية التي يرفعها الطاغية، فهي في يديه ليست أكثر من غطاء يستخدمه لتغطية الوجه الحقيقي لطغيانه وفساده، وذريعة يتخذها لتثبيت أركان سلطانه الهش، وهي سلاح لتكفير أو تحقير أو تعهير أو تخوين كل معترض ومختلف ومخالف.
وباسم الله والوطن والشعب، تكون النتيجة تدمير الإنسان والدين والوطن!

فالطاغية – سواء كان دينيا أو قوميا أو يساريا أو غير ذلك- يستغـِل كل ما هو إنساني ليستخدمه ضد الإنسان، فيفسده ويلغي جوهره ويلغي معه إنسانية الإنسان، وبلا إنسانية الإنسان لا يبقى من الإنسان إلا بيولوجيا الحيوان، ويصبح الدين صنمية، والقومية والاشتراكية والوطنية وسواها شعوذة، والوطن سجنا أو منفى!

في الأنظمة الديكتاتورية لا مكان حقيقي لمفهوم الإنسان! ولا لشيء اسمه حقوق إنسان، سواء كانت هذه الحقوق مادية أو معنوية! فهناك دائما أتباع ورعايا دون مستوى المواطن الإنسان! وفي الحقيقة ليس هناك لا وطن ولا شعب ولا إنسان، فهذه القضايا الرفيعة مرتبطة جوهريا وكليا بالمبدأ الإنساني.
فالمواطنة هي الشكل الذي تتحدد من خلاله العلاقة مع الدولة الوطنية حصريا، المتجاوزة لكل ما دونها من البنى التقليدية وغير التقليدية والمتعالية عليها جميعها، وتقوم على أساسها الهوية الوطنية، وهي نظام متكامل من الحقوق والواجبات التي تؤسس لبعضها البعض وتشرعن بعضها بعضا، فإن سقط منها الجانب الحقوقي- وهذا ما يتم في الديكتاتورية- سقطت كلها كمنظومة، وسقط معها مفهوم الوطن والوطنية، وحين يسقط مبدأ الوطنية، وتتلاشى معه الهوية الوطنية، يصبح من العبث الكلام عن شيء اسمه "شعب"، فهذا المفهوم مرتبط جذريا وحصريا بهوية جامعة هي الهوية الوطنية، ذات الجوهر الإنساني في مضمونها، وهو جوهر لا مكان له في معاقل الديكتاتوريات، وهكذا تمسخ الديكتاتورية مفهوم الوطن بإفراغه من محتواه الإنساني، وهذا ينطبق تماما على الدين بدوره، فالدين يفقد معناه وقيمته حين ينفصل عن المبدأ الإنساني، ولا يبقى منه إلا طقوسه الغيبية المفرغة من المعنى والدور الإنسانيين، وقيوده اللاعقلانية المكبـِلة لحركة المجتمع والفرد، والخادمة لأغراض القوى ذات المصالح الخبيثة!

واليوم على ساحتنا العربية في مواقع الحكم أو مواقع المعارضة أو الثورة المفترضة ما أكثر المستمرين في لعب هذه اللعبة القديمة الجديدة، التي استُغِلت ومازالت تُستغـَل فيها الشعارات الكبرى أكبر استغلال!

فباسم الإسلام قامت ومازالت تقوم أنظمة حكم سلطانية متوارثة مدعومة بقوى تقليدية متدنية المستوى الاجتماعي (مذهبية، طائفية، قبلية، عرقية،...)، وجد متأخرة عن مستوى الشعب والأمة والمجتمع الحقيقي، وهذه الأنظمة تتناقض مصلحتها بشكل جذري مع أي تحديث أو عصرنة لفهم الإسلام، بقدر ما تتناقض مع بناء الدولة الوطنية الحديثة، ولذا نراها من ناحية تدعي حماية الإسلام، ومن ناحية ثانية تقدمه بالصورة التي تضمن بقاء هيمنتها وسيطرتها، فتسعى لتكريسه في صورة ماضيوية متخارجة مع العصر، وتتعاون بشكل حثيث لهذه الغاية مع رجال دين يرتبطون معها مصلحيا ويحملون الذهنية الدينية الغيبية والنزعات اللاعقلانية العصبية، لتجعلهم إضافة إلى قواها القمعية البوليسية وأجهزة إعلامها الترويجية وسيلة في محاربة الفكر الديني المحدّث والفكر العقلاني والعلمي الحديث على حد سواء، ولتكفير كل من يتجرأ على عصيانها أو معارضتها!

وباسم العروبة والوطنية والاشتراكية والعلمانية وما شابه قامت لدينا أيضا أنظمة ديكتاتورية بوليسية أو عسكرية بشكل مباشر أو غير مباشر، تستفرد تماما بالحكم، وتبطش بكل من يعارضها كائنا من كان واصمة إياه بالخيانة والعمالة لأعداء الأمة والشعب والوطن، حيث يُختزل فيها الوطن في النظام الحاكم، ويختصر فيها النظام نفسه في شخصية زعيمه، فيصبح معيار الوطنية والمواطنة الصالح متطابقا تماما مع الولاء للزعيم، فالموالي هو فقط الوطني، أما المعارض فهو خائن، والزعيم شخصية رمزية مقدسة، وهو في عصمةٍ عن الخطأ.. ورفعةٍ عن النقد، والويل لمن خطّأه أو انتقده، فما بالك بمعارضه أو الثائر عليه؟!!
وهذه الأنظمة التي تبدو غير دينية في ظاهرها -عدا عن بطاناتها وحاشياتها الفاسدة التي تتفرعن على الناس وتنهب البلد عادة- قد تتحالف أو تتصارع مع القوى الدينية وقفا لما تقتضيه مصالحها، وقد تستغل القوى الدينية لضرب القوى المدنية أو بالعكس إن اقتضى الأمر، ولا مانع لديها حتى من إثارة النزاعات الطائفية أو العرقية إن كان ذلك يخدمها، وقد حدث هذا في أكثر من بلد عربي وما زال يحدث!

في مواقع الحكم الرسمية تتعد أشكال ومبررات الاستغلال، فهذا يبطش بأي مخالف بدعوى الدفاع عن الدين، وذاك يتنكر لأي استحقاق وطني بذريعة الدفاع عن الوطن، وثالث يقضي على خصومه ومعارضيه تحت شعار محاربة الإرهاب، ورابع يتعاون مع أعداء الدين والوطن بحجة السلام أو مصلحة الدولة، وهكذا دواليك..

لكن الاستغلال- كما سلفت الإشارة- لا يقتصر على مواقع الحكم الرسمي وحدها، بل يتعداها إلى الطرف المناقض، حيث تستغل الشعارات الدينية والوطنية وما ماثلها من قبل القوى الساعية للوصول إلى السلطة بأي ثمن، سواء تم ذلك بالسلم أم بالعنف، فقوى الإسلام السياسي مثلا ترفع شعارات الإسلام والحكم الإسلامي حينا، وتلعب- أو تتلاعب- بلعبة الديمقراطية حينا آخر إن كان في هذا أو ذاك جدوى تمكنها أو تقربها من سدة الحكم! كما أن العديد من غير الإسلاميين لا مانع لديهم من الانخراط في المخططات الإقليمية أو الدولية المغرضة، مبررين ذلك بأنه عمل من أجل الديمقراطية أو من أجل محاربة الإمبريالية والصهيونية، وهكذا دواليك..

وعدا عن هؤلاء ومن سبق الحديث عنهم، نجد عينية أخرى هي ليست في موقع الحكم الرسمي، ولا في موقع المجابهة معه، وهذه العينة تتمثل بأصحاب النفوذ من الوجهاء والزعماء التقليديين الطائفيين أو القبليين أو العرقيين، الذين يدعون بدورهم حماية مصالح الجماعات التي يتزعمونها، وتحت هذه الذريعة يبذلون قصارى جهدهم لتكريس وتضخيم الولاءات والانتماءات الفئوية، لأن وجودهم ومصلحتهم مرتبطان تماما ببقاء وقوة هذه الولاءات والانتماءات، وهؤلاء يستخدمون أوراقهم الفئوية ليصنعون به ثقلا خاصا، يمكنهم بدرجة ما من المشاركة في كعكة السلطة، فيتحولون عادة إلى أعوان أو أتباع للسلطان الحاكم!

هذه أوجه من أوجه استغلال الشعارات والمبادئ ذات القيمة الإنسانية الرفيعة لغايات ضد إنسانية مناقضة تماما، وفي كل منها يعمل المستغـِل بكل قواه على تضليل وخداع شعبه أو جمهوره وتزييف وعيه، وتحويله فعليا إلى عدو لنفسه وأمثاله من المستغـَلين، وهي لعبة يلعبها كبار المستغـِلين وصغارهم، ولا تقتصر على منطقتنا العربية وحدها، فلعبة محاربة الشيوعية لعبها الغرب الرأسمالي على مدى عقود واستغلها للتغطية على تناقضاته وأزماته الداخلية، وبعد انهيار الشيوعية استبدل محاربتها بمحاربة الإرهاب، والإرهاب الإسلامي المزعوم أو المصطنع بشكل خاص.
إنها لعبة "الشيطان" الذي غالبا ما يأتي مقنعا بقناع "ملاك النور" كما يقال في الإنجيل، والتنوير الحقيقي هو أهم سلاح في مواجهتها!

*
المقال منشور على مجلة "جيرون"



  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2018, 11:23 AM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي

هذه الأنظمة أشبه بعصابات أكثر من كونها سلطات حقيقية ..وهذه الأنظمة عمليا جاءت بعد فترة الاستعمار رجالاتها كانوا من الحركات الوطنية التي كانت تقاتل ضد الاستعمار وعمليا لا تستطيع هذه الأنظمة ان تستبد بكل هذا دون أن يوجد مناخ مناسب للاستبداد في ظل المجتمع الذي تسيره فالمجتمع مستبد ..الاب على أولاده وزوجته وكل صاحب وظيفة عليا يستبد على من دونه الخ من سلاسل الاستبداد فأجهزة الحاكم لن تأتي من المريخ بل هي من نفس المجتمع ومن يسيرون هذه الأجهزة هم أبناء المجتمع فبماذا سوف تستبد هذه الأنظمة بدون ثقافة هذه المجتمعات المستبدة ..لذلك هذه الأنظمة ضد الحداثة وتعادي كل الأصوات التي تطالب بالتحرر المجتمعي ليس بالضرورة بصورة واضحة ومباشرة فهي تتعامل بعقلية التاجر الذي يريد أن يكسب خصوصا في هذه الفترات التي زال فيها صراع الأيديولوجيا وحل مكانها صراع المصالح المشابه لطبيعة النظام الرأسمالي..لذلك تجد هذه الأنظمة تقرب منها المسايس أو السمسار أو الرأسمالي لأنها أشبه بعقلية هؤلاء وتبعد كل صوت عقلاني منها لان طبيعة حكمها ليست عقلانية بكل تأكيد ..ومعظم المبيقات فعلتها او دعمتها هذه الأنظمة والصحوة الإسلامية التي عززت الايمان الطقوسي فهذه الصحوة أو الغفوة تلقت الدعم المباشر من الرأسمالية السعودية والخليجية بشكل عام وتحت رعاية نظام السادات ونظام ال سعود وكذلك تحت رعاية الحكومة الأمريكية والغربية..طبعا مع وجود القابلية لهذه المجتمعات لتنتكس هذه الانتكاسة فهي أصلا لم تقم دولة حديثة أو فشلت في ذلك ومن كان يتلقى الشعارات القومية الخرافية سيقبل غيرها من الخرافات ..لذلك هذه الأنظمة انعكاس طبيعي للمجتمع الذي تسيره فالمجتمع القبلي مثلا يتحكم طغمة أو عصابة أشبه بالقبيلة وهكذا ..وعلى ارض الواقع نجد بعد سقوط العديد من المستبدين فشل تام في بناء أي ديمقراطية لان هذه المجتمعات نفسها لاتحتضن ثقافة تعددية
تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2018, 01:07 PM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي

بكل تأكيد كل نظام سياسي يعكس بدرجة كبيرة واقع مجتمعه الاجتماعي، ولكن الواقع عادة هو مجموعة من الممكنات، وتتعدد فيه الاحتمالات والقوى.
والأنظمة الديكتاتورية التي تتحكم بالعالم العربي اليوم العديد منها اعتمد على حالات من المد الوطني والقومي ..بل وحتى اليساري، واستغل أحلام وطموحات الناس ليهمن ويسيطر، وعندما تمكن من ذلك أفسد بشكل متعمد وغير متعمد معا السياسة والاقتصاد والثقافة..بل وحتى الدين، وأوصل مجتمعه إلى حالة من الإفلاس العام، جعلت بدائله هذه الأنظمة غالبا أسوأ منه.
واليوم المشكلة ليست مع الأنظمة الحاكمة وحدها، بل - وهذا هو الأخطر- مع الثقافة الفاسدة على كافة الصعد، ولاسيما في جانبها الديني، الذي يتخارج مع الواقع والعصر، ويستمر في تبعيته العمياء للسلف بخيرهم وشرهم، وهذا بالطبع يعود بجزء منه إلى الموروث الذي ما يزال مستمرا في الهيمنة على أذهاننا، والعامل الثالث إضافة إلى الموروث .. وسيطرة الانتهازية والديكتاتورية على مقاليد الأمور.
وهناك بالطبع العامل الخارجي بما فيه من مصالح عالمية وإقليمية.
وبشكل عام هذه العناصر الثلاثة تعزز بعضها بعضا عندما تتحالف وحتى عندما تتصارع، وهذا هو "ثالوث الشر" الذي نعاني منه..ويجب علينا مواجهته على جبهاته الثلاث!
ختاما ..
شكرا على مداخلتك القيمة أخ حمدان، وأهلا بك!



  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2018, 02:42 PM Mazen غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
Mazen
عضو بلاتيني
 

Mazen will become famous soon enoughMazen will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamdan مشاهدة المشاركة
هذه الأنظمة أشبه بعصابات أكثر من كونها سلطات حقيقية ..وهذه الأنظمة عمليا جاءت بعد فترة الاستعمار رجالاتها كانوا من الحركات الوطنية التي كانت تقاتل ضد الاستعمار وعمليا لا تستطيع هذه الأنظمة ان تستبد بكل هذا دون أن يوجد مناخ مناسب للاستبداد في ظل المجتمع الذي تسيره فالمجتمع مستبد ..الاب على أولاده وزوجته وكل صاحب وظيفة عليا يستبد على من دونه الخ من سلاسل الاستبداد فأجهزة الحاكم لن تأتي من المريخ بل هي من نفس المجتمع ومن يسيرون هذه الأجهزة هم أبناء المجتمع فبماذا سوف تستبد هذه الأنظمة بدون ثقافة هذه المجتمعات المستبدة ..لذلك هذه الأنظمة ضد الحداثة وتعادي كل الأصوات التي تطالب بالتحرر المجتمعي ليس بالضرورة بصورة واضحة ومباشرة فهي تتعامل بعقلية التاجر الذي يريد أن يكسب خصوصا في هذه الفترات التي زال فيها صراع الأيديولوجيا وحل مكانها صراع المصالح المشابه لطبيعة النظام الرأسمالي..لذلك تجد هذه الأنظمة تقرب منها المسايس أو السمسار أو الرأسمالي لأنها أشبه بعقلية هؤلاء وتبعد كل صوت عقلاني منها لان طبيعة حكمها ليست عقلانية بكل تأكيد ..ومعظم المبيقات فعلتها او دعمتها هذه الأنظمة والصحوة الإسلامية التي عززت الايمان الطقوسي فهذه الصحوة أو الغفوة تلقت الدعم المباشر من الرأسمالية السعودية والخليجية بشكل عام وتحت رعاية نظام السادات ونظام ال سعود وكذلك تحت رعاية الحكومة الأمريكية والغربية..طبعا مع وجود القابلية لهذه المجتمعات لتنتكس هذه الانتكاسة فهي أصلا لم تقم دولة حديثة أو فشلت في ذلك ومن كان يتلقى الشعارات القومية الخرافية سيقبل غيرها من الخرافات ..لذلك هذه الأنظمة انعكاس طبيعي للمجتمع الذي تسيره فالمجتمع القبلي مثلا يتحكم طغمة أو عصابة أشبه بالقبيلة وهكذا ..وعلى ارض الواقع نجد بعد سقوط العديد من المستبدين فشل تام في بناء أي ديمقراطية لان هذه المجتمعات نفسها لاتحتضن ثقافة تعددية
تحياتي
تحياتي اخ حمدان. كلام جميل جداً في المقدمه حتى بدأت تلطش بالرأسماليه! الرأسماليه هو افضل ما لدينا الان. المنافسه الحره وتشيع الانسان على الطمع دون الاعتداء على حقوق الغير يعود بالنفع علينا جميعاً.
تعريف "حقوق الغير" و"حدود الطمع" امر دائماً متغير والمفاهيم تتطور فلا مقدسات وايدوليجيات في الرأسماليه.



  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2018, 07:14 PM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mazen مشاهدة المشاركة
تحياتي اخ حمدان. كلام جميل جداً في المقدمه حتى بدأت تلطش بالرأسماليه! الرأسماليه هو افضل ما لدينا الان. المنافسه الحره وتشجيع الانسان على الطمع دون الاعتداء على حقوق الغير يعود بالنفع علينا جميعاً.
تعريف "حقوق الغير" و"حدود الطمع" امر دائماً متغير والمفاهيم تتطور فلا مقدسات وايدوليجيات في الرأسماليه.
تحياتي أخ مازن،
وأهلا بك مرة ثانية،
واسمح لي ان أسألك سؤالا مختصرا هو: أليس من الواقعية والموضوعية أن نعترف أن أزمة 2008 كانت إعلان وفاة للرأسمالية النيوليبرالية، لولا عملية الإحياء المفتعل للسوق التي قامت بها الدولة وعلى حساب "دافعي الضرائب" وجلهم من عامة الشعب؟!



  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2018, 11:01 PM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mazen مشاهدة المشاركة
تحياتي اخ حمدان. كلام جميل جداً في المقدمه حتى بدأت تلطش بالرأسماليه! الرأسماليه هو افضل ما لدينا الان. المنافسه الحره وتشيع الانسان على الطمع دون الاعتداء على حقوق الغير يعود بالنفع علينا جميعاً.
تعريف "حقوق الغير" و"حدود الطمع" امر دائماً متغير والمفاهيم تتطور فلا مقدسات وايدوليجيات في الرأسماليه.
انا اعترض على الراسمالية العربية التي مولت الحركات الإسلامية وساهمت في انتشار الصحوة الإسلامية (الوليد بن طلال وشبكة القنوات الدينية المتطرفة التي كان يملكها بينما لا نجد قناة واحدة له تنشر الفكر التعددي والعلماني ...) فغياب الرؤية الإجتماعية للدولة وتغلغل اصحاب الاموال ادت الى انتكاسة على المستوى الإجتماعي ..كمثال تركيا اتاتورك قائمة على مبدأ فصل الدين عن السياسة وترفض التوظيف السياسي للدين بغض النظر عن كون هذا المبدأ محميا من الجيش (وهذه علامة نقص في هذا المبدأ) او حتى العلمانية ذات الطبيعة القومية العرقية (التي تقصي التعددية في المجتمع لذلك قمع اتاتورك الأكراد مثلا ..) وكذلك محاولات الاحزاب الدينية المستمرة في اسلمة المجتمع التركي ونجاح اردوغان الجزئي ..لكن هنا رؤية اجتماعية في البلدان العربية لم يكن هناك اي رؤية فالسادات انقلب على كل الموروث الناصري (بغض النظر عن جوانبه السلبية والكارثية) مثلا ..فهنا ينبغي ان تملك الدولة رؤية تصون فيها الحريات والحقوق (خصوصا للمجتمعات المتهالكة والمنقسمة طائفيا او عرقيا..) لكن الراسمالية الخليجية عززت هذا الإنقسام والتناحر وعززت القيم الرجعية في المجتمعات ..وهنا من المهم في الدول المتخلفة ان تمتلك الدولة (بالتوافق المجتمعي او بعض اطياف المجتمع) رؤية تصون فيها المجتمع من الإنتكاسات والإنقلابات التي تأتي كمزاج خاص للحاكم
اما الراسمالية من الجانب الإقتصادي فأنا لست ضد المنافسة الحرة لكن ترك هذه المنافسة تسير دون اي مراقبة او ضبط هذا سيفسد مختلف جوانب الحياة الاخرى عدا عن هدمها لنفسها كما حدث في ازمة الرهن العقاري مؤخرا ..وفشل الانظمة الأخرى مرتبط ليس فقط في الجوانب الداخلية للاشتراكية مثلا بل كذلك بالصراع السياسي والعسكري او شبه العسكري ابان الحرب الباردة فمن الطبيعي ان تفشل اي دولة حاليا تريد ان تطبق اشتراكية كاملة ..الراسمالية الكاملة غير موجودة وفي كل انهيار تأتي الدولة لترمم اثار هذا الإنهيار والإصلاحات التي تمت للراسمالية لم تأتي من النظام الراسمالي نفسه بل من سياسات من طبيعة النظام الإشتراكي نفسه..



  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2018, 10:50 AM Mazen غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
Mazen
عضو بلاتيني
 

Mazen will become famous soon enoughMazen will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ruslan Amer مشاهدة المشاركة
تحياتي أخ مازن،
وأهلا بك مرة ثانية،
واسمح لي ان أسألك سؤالا مختصرا هو: أليس من الواقعية والموضوعية أن نعترف أن أزمة 2008 كانت إعلان وفاة للرأسمالية النيوليبرالية، لولا عملية الإحياء المفتعل للسوق التي قامت بها الدولة وعلى حساب "دافعي الضرائب" وجلهم من عامة الشعب؟!
تحياتي اخ رسلان وشكراً على الترحيب.

حتى لا يتحول موضوعك الممتاز الى الحديث عن ازمة 2008 وتداعياتها، قمت بالكتابه عن ذلك في الساحه الاقتصاديه. تعليقاتي المتكرره حول الازمه عادةً ما تضيع وتتداخل في موضوعات اسلاميه ويساريه اخرى فقررت ان اضعها في مكان استطيع الاشاره اليه

https://www.il7ad.org/vb/showthread....642#post174642

تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2018, 11:00 AM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي

شكرا أخ مازن..
سأقرأ الموضوع، وأعود للحوار معك.
تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 10-08-2018, 02:25 AM خالد على غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
خالد على
عضو جديد
 

خالد على is on a distinguished road
افتراضي

الاستاذ رسلان عمر موضوعك جميل جدا جدا ووضعت الامور فى نصابها حقيقة استفدت من مقالك وقرائتة اكثر من مرة ولكن سيدى الفاضل هل الحل يكمن فى الوعى والتنوير وفضح تلك الانظمة المستبدة فى عالمنا العربى وكيف ندرك ان الوعى انتسر بين العوام وايضا المثقفين كيف نحركهم او بمعنى اخر هل هناك من حل لتخطى تلك الازمات وماذ تكون وشكرا على مقالك
خالد على



  رد مع اقتباس
قديم 10-09-2018, 10:53 AM Ruslan Amer غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
Ruslan Amer
عضو جميل
 

Ruslan Amer is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد على مشاهدة المشاركة
الاستاذ رسلان عمر موضوعك جميل جدا جدا ووضعت الامور فى نصابها حقيقة استفدت من مقالك وقرائتة اكثر من مرة ولكن سيدى الفاضل هل الحل يكمن فى الوعى والتنوير وفضح تلك الانظمة المستبدة فى عالمنا العربى وكيف ندرك ان الوعى انتسر بين العوام وايضا المثقفين كيف نحركهم او بمعنى اخر هل هناك من حل لتخطى تلك الازمات وماذ تكون وشكرا على مقالك
خالد على
الأخ خالد علي..
بعد التحية!
سؤالك عن الحل هو الأصعب من بين الأسئلة، ولكن يمكن مقاربة الجواب بمقارنة وضعنا الحالي مع الأوضاع التي مرت فيها أو تمر الآن غيرنا من الشعوب والاستفادة من تجاربها، فنحن في المحصلة رغم كل خصوصياتنا، لسنا حالة شاذة كليا في التاريخ البشري.
فإذا نظرنا إلى تجارب الأمم المتقدمة في الغربين الأوروبي والأمريكي والشرق الآسيوي، فسنجد أن التقدم الشامل والراسخ يقترن فيها بظروف من العلمنة والدمقرطة.
طبعا لا يُنكر أنّ الشموليات بدورها يمكنها أن تنبي كما هو الحال في الصين الراهنة، وكما كان في الاتحاد السوفييتي واليابان الإمبراطورية، ولكن الشموليات عدا عما يكون لسياستها من آثار سيئة على جزء من جوانب المجتمع حتى في حالة تقدمها في جوانب أخرى، فهي دوما نظم غير مستقرة ومهددة بأخطار عديدة، من أهمها الفساد الذاتي كالحالة السوفييتية، والتورط في مغامرات هدامة كحال اليابان في الحرب العالمية الثانية، لكن أخطر ما في الشمولية هو أنه ليس هناك قطعا من ضامن لوطنيتها، وهذا ما ينطبق بامتياز على وضعنا العربي، الذي تسوده أنظمة شمولية ديكتاتورية فاسدة.
لذا يجب الرهان على العلمنة والدمقرطة.
وكلتاهما لا تتحققان بقرار سياسي، وتقتضيان أولا درجة كافية من الثقافة العقلانية العصرية، وهنا يأتي دور المثقفين في كشف عيوب ومفاسد الواقع على صعده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وتعرية القوى الفاعلة فيه، المكرسة له والمستفيدة منه، المتمثلة بالأنظمة الحاكمة وحلفائها من رجال الدين والزعامات العرقية والعشائرية ورجال المال والاقتصاد الطفيلي، وأعدائها من الحركات المتطرفة التي تستغل الدين في الصراع الهدام معها على المصالح، ومن المهم جدا القيام أيضا بالنقد العقلاني البناء المتبادل بين المثقفين أنفسهم لتقديم المحتوى الثقافي الأفضل، وهذه كلها ليست قطعا مهمات سهلة!



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مخدرات, الإنسان, المقدسات, تغدو, سقوط الإنسان, عندما, ويُسقط, طاغية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عشوائي عندما ندقق النظر، ولكن منظم عندما ننظر عن بعد (العشوائية داخل النظام) Skeptic حول المادّة و الطبيعة ✾ 54 04-09-2021 02:02 PM
حرب، وإدمان الإله...مخدرات لا تزال مسموحة على مر العصور... حكمت حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 4 11-02-2017 12:21 AM
سبعة أشياء تحبها عندما تكون سائحاً وتكرهها عندما تكون مقيماً... ما هي؟ ابن دجلة الخير السياحة 0 04-01-2016 05:45 PM
العاهرات المقدسات فينيق ساحة التاريخ 0 01-10-2016 05:48 PM
سماحة المسلمين بخصوص المقدسات (فيديو) bakbak العقيدة الاسلامية ☪ 0 01-01-2016 08:06 PM