شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-30-2013, 06:40 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي على الأرض كما في السماء!

على الأرض كما في السماء!
لقد ناقشت في موضوع سابق مسألة الإزدواجية في المعتقدات القديمة و أحب أن أضيف عليها أكثر لما تمثله من أساس الكثير من العقائد الدينية, و أيضا أن أعطي أمثلة من الدين الإسلامي نفسه.
و قد ناقشت أيضا مسألة تطور الوعي البشري من مخلوق عاش منسجما مع الطبيعة الى مخلوق يسعى بكل جهده الى مفارقة الطبيعة و تأكيد استقلاليته عنها و ذلك بعزل نفسه و تحديد حدودها بشكل دقيق (أنا هنا, و لست هناك!) و بتحرير مصيره من المسار الطبيعي للأمور. فكما (أرجو أنني) أظهرت, كان الإنسان الأول متأثر جدا بفكرة دورات الموت و الحياة, و فلسفات الزمن الدائري, و لكن الديانات اللاحقة استبدلتها بفسلفة الزمن الخطي, أي الذي له بداية و نهاية. و قد نبعت هذه الأفكار من مراقبة الطبيعة بما فيها من دورات, أي دورات الليل و النهار, و الكواكب و النجوم, و تعاقب الفصول, الخ.
تدخل عملية اقصاء فلسفات الزمن الدائري و استبدالها بفلسفة الزمن الخطي في إطار محاولة الإنسان فصل نفسه عن الطبيعة. فبما أن الطبيعة تسير في دورات, و بما أن الإنسان لا يريد أن يكون من الطبيعة, يجب على الإنسان ألا يعيش في دورات.
و قد تكون الأمور قد حدثت بشكل آخر: بما أن الطبيعة تسير في دورات, و بما أن الإنسان لا يريد أن يعيش في دورات, يجب على الإنسان ألا يكون من الطبيعة.
ليس عندي معلومات تؤكد أي الإحتمالين هو ما حصل فعلا, و لكنني متأكد أن هذه الأمور مترابطة بعمق. و على كل حال الإحتمالين لا يتناقضان, فيمكن أنهما كانا سببين متوازيين أديا إلى النتيجة ذاتها.
إحدى الأفكار الكبيرة التأثير التي تعود الى فلسفات الزمن الدائري و التي ما زال تأثيرها متواصلا بشكل ما اليوم هي التنجيم. و كما يوحي الإسم هي دراسة مواقع النجوم و تأثيرها على تصرفات الإنسان و محاولة إستخدامها للتنبؤ بأحداث معينة. الفكرة هي مبدئيا: إن مواقع الكواكب و النجوم يمكن استعمالها للدلال على حقبة معينة من الزمن في الكون, تماما كما تدل عقارب الساعة على زمن معين, و بما أن الكون يسير في دورات, عندما تعود هذه الكواكب و النجوم الى المواقع ذاتها, يكون هذا دليلا على أن الكون قد عاد الى وضع يشبه الحقبة السابقة. فإذا عرفنا ماذا حدث في المرات السابقة التي كانت فيها الكواكب و النجوم بهذه الوضعية, نستطيع أن نتنبأ بما سيحدث في المرة المقبلة.
هكذا أرى أنا على الأقل نشأة اللإعتقاد بالتنجيم, أو أصل الفكرة أو تبريرها المنطقي, و لكن من الواضح أن الإعتقاد الشائع يتدعى هذا. ففي ظاهرة مماثلة لتحول الظواهر الطبيعية الى آلهة, نجد أن مواقع الكواكب تتعدى مجرد كونه علامة تدل على الحقبة الكونية, و لكنها أصبحت ذات تأثير مباشر على الأرض و الإنسان, كما تسبب الشمس النهار كذلك أصبحت الكواكب و النجوم "تسبب" الأحداث الأرضية و تؤثر مباشرة على الإنسان.
هذه المعتقدات بدأت تظهر ثلاث آلاف سنة قبل الميلاد, و كانت منتشرة الى حد كبير عند الصينيين القدامى و الهندوس ـ و هذه شيء لا يدعو للعجب, بما أن فلسفاتهم هي فلسفات زمن دائري بامتياز. و هذه المعتقدات أيضا كانت موجودة عند عدد كبير من الشعوب: العرب, الفرس, اليهود (القبّالة), البابليين, اليونان, المصريين القدامى, و المايا.
في الغرب تمثلت هذه المعتقدات في فلسفة هرمس اليوناني, المعظم ثلاث مرات, و نرى ذلك من خلال قوله "كما فوق, كذلك تحت". و هذا يذكرنا بصلاة الرب: "لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ عَلَى الأَرْضِ كَمَا هِيَ فِي السَّمَاءِ".
طبعا ليس الموضوع هنا هو التنجيم بحد ذاته إنما هو هذه العلاقة الوثيقة التي نشأت بين عالمنا, الأرض, و العالم الآخَر, السماء. فأصبح لكل شيء على الأرض ما يقابله في السماء. و قد يكون أوضح مثال على هذا أن البعض يسمي الروح ب"الجسد النجمي". و هذا برأيي يعكس المصدر الأساسي لهذه المفاهيم.
يعطي ميرتشيا إلياده في كتابه "أسطورة العودة الأبدية" العديد من الأمثلة عن التقابل بين الأرض السماء.
كتب إلياده: "حسب معتقدات بلاد ما بين النهرين, لنهر دجلة نموذج سماوي في نجمة آنونيت, و للفرات نموذج في نجمة السنونو. يحكي نص سومري عن <<إقامة أشكال الآلهة>> حيث توجد ألوهية <<القطعان و الغلل>>. بالنسبة للشعوب الألطية, للجبال نموذج أولي مثالي في السماء. أسماء الأماكن و البلدات المصرية القديمة جاءت من أسماء ال <<الحقول السماوية>>: كانوا يبدأون بتحديد الحقول السماوية ثم البحث عما يقابلها على الأرض.
في علم الكون الإيراني التابع للعقيدة الزروانية, كل حدث أرضي, إن كان مجردا أو ملموسا, يتطابق مع حدث سماوي, خفي, مع فكرة بالمعنى الأفلاطوني. [...]
بصورة خاصة, المعبد ـ المكان المقدس بامتياز ـ كان لديه نموذج أولي سماوي. على طور سيناء, أظهر يهوه لموسى شكل الحرم الذي كان عليه بناؤه:
"8 فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِسا لاسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ.
9 بِحَسَبِ جَمِيعِ مَا انَا ارِيكَ مِنْ مِثَالِ الْمَسْكَنِ وَمِثَالِ جَمِيعِ انِيَتِهِ هَكَذَا تَصْنَعُونَ. [...]
40 وَانْظُرْ فَاصْنَعْهَا عَلَى مِثَالِهَا الَّذِي اظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ. " (سفر الخروج, الإصحاح 25).
و عندما أعطى داوود إبنه سليمان خطة بناء المعبد, المقدس و كل توابعه, أكد له:
"19 وَقَالَ: «قَدْ أَفْهَمَنِي الرَّبُّ كُلَّ ذَلِكَ بِالْكِتَابَةِ بِيَدِهِ عَلَيَّ, أَيْ كُلَّ أَشْغَالِ الْمِثَالِ». (سفر أخبار الأيام الأول, الإصحاح 28). بالتالي, هو قد رأى النموذج السماوي.
[...] كان الله قد خلق مدينة أورشليم سماوية قبل أن تبني يد الإنسان مدينة أورشليم الأرضية: هي تلك المدينة التي يقصدها النبي في كتاب الآخرة لباروخ السرياني: "هل تعتقد أن هذه هي المدينة التي قلت عنها: 'لقد بنيتك في راحة يدي'? إن البناء الموجود اليوم بينكم ليس هو البناء الذي أظهر في نفسي, تلك التي كانت جاهزة منذ الزمن الذي قررت فيه أن أخلق الفردوس, و تلك التي أريتها لآدم قبل خطيئته.""
بإختصار, يظهر إليادة أن كل ما على الأرض له نموذج أولي في السماء. في الإسلام, نستطيع أن نعطي بعض الأمثلة عن هذا. فهناك مثلا الإعتقاد الشائع أن الكعبة لها نموذج سماوي, و أن الكعبة الأرضية مبنية مباشرة تحت الكعبة السماوية, يسمى "البيت المعمور", و هو بناء موجود في السماء السابعة, و يقال أن الملائكة تحج إليه كما يحج البشر إلى الكعبة. و قد ورد في هذا السياق:
"قال الطبرسي : البيت المعمور هو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة عن ابن عباس ومجاهد ، وروي أيضا عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا ، وعن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : البيت المعمور في السماء الدنيا ، وفي السماء الرابعة نهر يقال له ( الحيوان ) يدخل فيه جبرئيل كل يوم طلعت فيه الشمس وإذا خرج انتفض انتفاضة جرت منه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلوا فيه فيفعلون ثم لايعودون إليه أبدا ، وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : البيت الذي في السماء ( 4 ) يقال له ( الضراح ) وهو بفناء البيت الحرام لو سقط سقط عليه" ، "يدخله كل يوم ألف ملك لايعودون إليه آخر ما عليهم."
"عن قتادة قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه( هل تدرون ما البيت المعمور? قالوا الله و رسوله أعلم. قال: فإنه مسجد في السماء, تحته الكعبة, لو خر لخر عليها))".
" ‏
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة‏"‏‏.‏
وأخرج ابن المنذر والعقيلي وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏في السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج، فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون، ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا، ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة‏"‏‏.‏
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة‏"‏‏.‏
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما مرسلا‏.‏
وأخرج إسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه‏:‏ ما البيت المعمور‏؟‏ قال‏:‏ بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل عليا رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو‏؟‏ قال‏:‏ ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة‏.‏
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏والبيت المعمور‏}‏ قال‏:‏ هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله ‏{‏والبيت المعمور‏}‏ قال‏:‏ أنزل من الجنة فكان يعمر بمكة، فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس ثم لا يرجع إليه أحد يوما واحدا أبدا‏.‏
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رفعه قال‏:‏ إن البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش، وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم‏.‏
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ إن في السماء بيتا يقال له الضراح، وهو فوق البيت من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدا غير تلك الليلة‏.‏
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة‏:‏ إن أحدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه لك نهارا، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت، فقال‏:‏ ‏"‏إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلا إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة‏"‏‏.‏
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏والبيت المعمور‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه‏:‏ ‏"‏هل تدرون ما البيت المعمور‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر خر عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم‏"‏‏.‏
وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لما عرج بي الملك إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لا يعودون إليه‏"‏‏.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الأرض, السماء, كما, على


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اين عمد السماء واين السماء اساسا ؟ xax279 العقيدة الاسلامية ☪ 10 03-05-2018 10:27 AM
القرآن والعلم يؤكدان حقيقة أن عمر الأرض أصغر من عمر الكون أي أن السماء خلقت قبل الأرض Heart whisper جدالات فى العقائد الدينيه 54 10-21-2017 09:00 AM
آدم وحواء تزاوجا على الأرض وليس في السماء ! شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 10-01-2017 05:31 AM
من نقد السماء إلى نقد الأرض - كارل ماركس البوم الأزرق حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 03-30-2015 04:30 AM
هذه صور دليل على تطور الجنين كما ذكر القران والملاحد يكذبون العلم بمقالاتهم التسليم الجدال حول الأعجاز العلمي فى القرآن 2 04-13-2014 06:52 PM