شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-15-2019, 11:31 PM شاهين غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
شاهين
الأُدُباءْ
الصورة الرمزية شاهين
 

شاهين is on a distinguished road
افتراضي قصة " العبد سعيد" تعود إلى الحياة!

بعد (41) عاما على كتابتها . دار الفاروق تناقش قصة " العبد سعيد" لمحمود شاهين
قصة "العبد سعيد " المترجمة إلى بعض أهم اللغات العالمية ومنها الانكليزية والفرنسية والألمانية ، تعود إلى الحياة في ندوة دار الفاروق الفلسطينية . وفيما يلي النص المنشور عن النقاش كما ورد في صفحة الاستاذ محمد البيتاوي وبقلمه :
مناقشة قصة (العبد سعيد) للروائي والقاص الفلسطيني (محمود شاهين)
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق للثقافة والنشر تم مناقشة قصة (العبد سعيد) للروائي والقاص الفلسطيني (محمود شاهين) الذي يعتبر واحدًا ممن تنوعت أعمالهم ما بين القصة القصيرة والرواية والفكر والنقد، وله العديد من المجموعات القصصية والروايات التي نشرت على امتدااد مسيرة حياته. وقد افتتح الجلسة الكاتب همام طوباسي قائلاً: زمن القصة يأخذنا إلى زمن الحكاية الشعبية، عندما كانت الجدة تحكي لنا قصص ترائية، فهذه القصة تتماثل تماماً مع القصص والحكايات القديمة التي بِتنا نفتقدها اليوم، والإشارة إلى أهمية الأدب في إذكاء ذاكرة الشعوب والحفاظ على تراثها.
ثم فتح باب النقاش فتحدث الأستاذ سامي مروح قائلاً: تعتمد قصة "العبد سعيد" على عدة عناصر، منها اللغة الجميلة والسهلة، حيث يمكن لأي قارئ أن يستمتع بها، وما يحسب لهذه القصة أن القاص اعتمد على الجدة لتسرد قصة العبد سعيد، فهو لم يتدخل في عملية السرد وكان مغيباً تماماً، من هنا نجد جمالية، تتدخل الجدة في عملية السرد لتشوق المستمعات "البنات" للقصة، فكان هذا الأمر مقبول ويعطي القصة لمسة جمالية، وبما أن القصة تتحدث عن الظلم الذي تمثل "بشيخ القبيلة والمأمور التركي"، فأن القصة تجعلنا نتعاطف مع المظلوم "العبد سيعد" ضد الظلم الذي تعرض له من "شيخ القبيلة والمأمور"، والجميل في القصة أن القاص لم يذكره الزمن لكنه أشار إليه من خلال حديثه عن الأتراك، وقد حدد مكان الحدث بالقرب من القدس.
ثم تحدث رائد الحواري قائلاً: قصة كنت قد قرأتها في مجموعة "الخطار" الصادرة عن دار القدس في بيروت في العام 1979م، وها هو "محمود شاهين" يقربنا منها من جديد، مذكراً أن الإبداع يتجاوز الزمن، ويبقى حياً وحاضراً رغم قراءته/ سماعه أكثر من مرة، فكلما سمعناه/قرأناه أكثر يمتعنا أكثر.
جمالية العمل الأدبي لا تكمن في الفكرة فحسب، بل في طريقة التقديم، وفي شكل العمل الأدبي، في قصة "العبد سعيد" يجعل القاص من النسوة المستمعات "للجدة زبيدة" والقارئ طرفاً واحداً، فالنسوة والقارئ يتعرضون لعين التأثير القصصي، فالجدة بين فينة وأخرى نجدها تخاطب النسوة/القارئ بقولها: "يجوز أن لا تصدقن هذه القصة يا بنات، مكررة، لا تصدقن يا بنات من يقول أن المرأة لا تؤتمن على سر، ايه يا بنات.. قلت لكن أن لا تلمنني إذا ما تنهدت وبكيت" وهذا ما يجذب القارئ ويهيئه للاستماع إلى شيء/حدث غير عادي، فخلال أقسام القصة الأربعة تدخل "الجدة زبيدة" لتدفع النسوة/ القارئ للانتباه والاهتمام بمجرى قصة العبد سعيد، وكلنا يعلم أن الحديث عن النساء يجذب القارئ، فما بالنا إن كانت المتحدثة امرأة، وتستخدم عبارة تشويق متعلقة بالحديث عن النساء وتأثيرهن بالعبد سعيد!!.
والجميل في هذه القصة أنها جاءت بشكل قريب من الحكاية التراثية، وهذا ما يجعل أثرها راسخاً في ذهن القارئ، وإذا ما أضفنا إلى كل هذا طبيعة القصة الشيّقة، والتي تتحدث عن الظلم الذي وقع على "العبد سعيد" من شيخ العشيرة بسبب قدرته على طرح أقرانه من الصبيان أرضاً، ثم قطع يده من قبل من مأمور الجنود العثمانيين لأنه كان يجمع قطيع الأغنام من خلال عزفه على المجوز، فرغم أن القصة جاءت على شكل حكاية تراثية، إلا أن الرمز ظاهر وبقوة فيها، شيخ العشيرة/ النظام يحولون دون وجود الإبداع والمبدعين، ونجد عقلية الشرقي التي تربط الشرف ببكارة المرأة فقط، فشيخ العشيرة خصى العبد سعيدة بحجة: "إذا ما كبر هذا الطفل فلن تبقى امرأة في العشيرة إلا وتنزع ثيابها له، اذهب وأتني به سأقطع خصيته" وهذا الأمر قاله مأمور الجنود العثمانيين أيضاً:
"إذا كان هذا فعل العبد بالأغنام، فما بالك بالنساء بالله عليك ؟!!!
همس المعاون دون تردد:
- أعتقد أنهن يشمرن له عن أفخاذهن يا حضرة المأمور !"
بعدها يخبو "العبد سعيد" ويرحل دون أن يدري أحد المكان الذي التجأ إليه، وأعتقد أن القاص استطاع أن يوصل فكرته، رفض الظلم والوقوف إلى جانب المظلومين، من خلال طريقة السرد التي استخدمتها "الجدة زبيدة" ومن خلال رفضنا للظلم الذي وقع على "العبد سعيد"، فجعلنا ننحاز إليه ونقف معه متعاطفين رافضين الظلم والظلام.
أما الروائية فاطمة عبد الله فقد قالت: أحالنا عنوان القصة إلى بنية مجتمعية تحدد الفرد ب موقعه في البناء الاجتماعي، فكلمة عبد تدل على منزلة اجتماعية دونية أُلصقت ب سعيد للتقليل من شأنه، وسعيد إسم يدل على البهجة والتفاؤل والفرح ومعنى الاسم في علم النفس هو السعادة مما ينعكس على شخصية صاحبه فيتسم بالبهجة وخفة الظل والتفاؤل وحب الناس والحياة.
تبدأ الحكاية من خلال الوصف والتمهيد بوضعية السارد والمسرود له، فالبداية تفصح عن هوية السارد وعلاقته بالمسرود له، والغاية التي يتطلع السارد إلى تحقيقها، والخطاب هنا "نسوي- نسوي" شبه مهموس فيه ضيق وكبت تنشد الساردة تصريفه والتخلص منه، وبدا ذلك جليا في طرح الجدة عَصبة رأسها قبل الدخول في الحكاية. وتحمل جملة "أصلحت من وضع جلستها فوق كيس خيش" جملة من الدلالات تجعل المتلقي يستحضر مجموعة من التمثيلات والتصورات، محاولا تخيل هيئة جلوس الجدة والمكان الذي من الممكن أن تجلس فيه فوق كيس خيش، وهنا ينكشف مكان تواجد الجدة والبنات، فهو ليس بيتا فيه فراش وثير يتجمعن فيه للسهر والسمر، ولكن على ما يبدو أنه حقل أو بيدر أو مخزن ما استدعى وجود مجموعة من البنات ربما للعمل، وجمع محصول ما. في كل الأحوال هو مكان منعزل لسرد حكاية .هذا مكان السرد أما مكان الحكاية فهو واد وهضاب حول القدس تسكنها عشائر تابعة لها "جاء فرسان الأتراك من القدس ليجمعوا الضرائب" وللمكان دور مهم في القصة من حيث إظهار دلالات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وبإمكان المتلقي تحديد زمن الأحداث ويستنتجه من الحكاية."
"كنت ألعب مع أولاد العشائر في السهل الفسيح المنبسط أمام عشرات البيوت " يقدر المتلقي عمر الجدة الذي يسمح لها فيه باللعب المختلط مع الأولاد في مجتمع يسوده الانغلاق والسوداوية .فهو مجتمع طبقي فيه الشيخ المتسلط والعبد المقهور. جملة "كنت ألعب" تدل على أن الساردة عايشت أحداث الحكاية وأنها ستسقط أحاسيسها ورؤاها على السرد. "يجوز أن لا تصدقن هذه القصة يا بنات" وقد تكرر هذا المقطع ثلاث مرات في القصة ديه، يلمس المتلقي تأوهات الجدة وحزنها وشعورها بالخسارة وفقدان الأمل "لا تلمنني إذا ما تنهدت وبكيت على ذلك الفتى الأسمر الطيب". هذه جملة مثقلة بالألم والإحساس بالظلم.
تصف الجدة بطل الحكاية حين تقول جسديا "فهو أطول من عمود البيت، وله وجه لوحته السمرة، وبلا ركبتين، لذا كان يسبق كافة الأولاد في الجري" ووصفت قوته وصورته على أنه بطلاً خارقاً. كما جاء الشيخ ليمثل السلطة العليا في المجتمع ويعطي نفسه شكلا ربانيا يقضي ويفضي بحكمه إلى الخلاص أو الهلاك والتحكم في المصير.
العبد قعدان، شخصية ذليلة خاضعة للشيخ لا تملك لنفسها أو لعائلتها ضرا او نفعا. وأم سعيد، شخصية متمردة داخليا منسحقة اجتماعياً في ظل عنف المجتمع. الحدث الرئيس في الحكاية هو إخصاء العبد سعيد، فنحن في مجتمع فيه عبيد وخدم للشيوخ والعبيد يخدمون المنازل والنساء فيقع على من يرون منه ريبة، فعل الإخصاء ليكونوا أكثر أمناً.
في الجزء الثاني من الحكاية تستمر الجدة بعد جملة التشويق بوصف العبد سعيد بادية إعجابها بقوته وشجاعته ومهارته في رعي أعداد كبيرة من الأغنام لوحده، منبهرة بعزفه الناي والمجوز والأرغول، وتتمنى لو أنهن ولدن قبل لمشاهدته فهي مهما وصفت لهن لن تفيه حقه.
العبد سعيد كان سعيدا في حياته فهو يعيش في فضاء فسيح نمت به قدراته تعلم وطور مهاراته، وكان حرا رغم العبودية، أما الجدة فهي من كانت فاقده للحرية حيث فقدت الفضاء الذي يمكنها من تحقيق رغباتها، فكانت تعيش في مجتمع يقوض الأمنيات، فأطلعت البنات على أرشيف سري لحياتها وحياة النساء في تلك الفترة." ذات يوم يا بنات — قربن آذانكن لأهمس لكن" إخصاء العبد سعيد جعله من غير أولي الإرب وشرعا يسمح له الاطلاع على عورات النساء فهي لا تحرك فيه الشهوة ، وهن لم يكن يرتكبن إثما بالتعري أمامه، ففعلن طلبا لبعض الحرية وتمردا على مجتمع قمعي.
تتابع الجدة في الجزء الثالث من الحكاية بجملة التشويق نافيه ما عرف عن المرأة من أنها لا تؤتمن على سر " لا تصدقن يا بنات من يقول أن المرأة لا تؤتمن على سر" تتابع بعد أن تشوق السامعات والمتلقي لانتظار حدث كبير وعظيم فيه فاجعة تنهدت ب الآه قبل سردها. هذا الجزء من الحكاية هو حوار خفف من رتابة السرد وساعد عل. رسم شخصية العبد سعيد ونموها وشخصية المأمور والمعاون التي تولدت في الحكاية، فجاء الحوار بلغة سليمة فصيحة، وعبارات قصيرة، ينكشف للمتلقي من خلالها مشهد درامي يسهل سماعه بلغة عامية مرنة، ويكشف المشهد عن نوع جديد من السلطة والتسلط وفرض الهيمنة ويظهر طبيعة الحدث وفحواه وإحساس كل من العبد سعيد المأمور، وينتهي المشهد بتسليم العبد سعيد نفسه للفرسان دون خوف، حيث يهوي المأمور بالسيف على أصابعه فيبترها. البتر هنا دلالة على الثمن الذي يدفعه الإنسان مقابل الحلم والحرية وهو دلالة رمزية.
الجزء الرابع والأخير هو نهاية الحكاية بالنسبة للجدة وهي نهاية حزينة فبعد البتر والقطع لا يعود الإنسان كما كان فالحركة والحرية مقيدة، والأمل تسرب فيقع المتلقي على المقصود من القصة فالعبد هو رمز للعربي بصفة عامة وللفلسطيني بصفة خاصة، والقصة سياسية تحمل الخلافة كل ما أصاب العرب من قنوط ويأس. وقد حضر اللقاء الروائية خلود نزال أيضًا.
وفي نهاية اللقاء تم تحديد الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 23/11/2019 لمناقشة ديوان (على بعد عمرين) للشاعر الفلسطيني (عمار خليل).



:: توقيعي ::: https://www.facebook.com/profile.php...6%3A1554662450
رابط موقعي في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/m.asp?i=7683
وحين التقينا يا إلهي بعد كل هذا العناء من البحث عنك
وجدت نفسي أمام نفسي!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إلى, الحياة, العبد سعيد, تعود, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع