01-29-2018, 08:28 PM | رقم الموضوع : [1] |
الباحِثّين
|
الغرباء
“الغرباء” قصيدة للشاعر العراقي جبار ياسين
جبار ياسين “الى حسين الموزاني ولوتر يامون وحمادي ومانويل مونتلبان وحميد العقابي وكمال سبتي وانا وكل غريب ليس له نسيب “ كنت افكر في هؤلاء وانا اكتب النص فترداد اسمائهم هو اقل شيء (جبار) يموتُ الغرباءُ على مسطبة في حديقة أو في شقةٍ ليس فيها غير مقعدٍ واحدٍ للجلوسِ ومنضدة وبعض الكتبٍ. وأحيانا، في قلب الجدار، أقدم صورةٍ للعائلةِ. يحدثُ أنْ يموتَ الغريبُ في صالةِ مطارٍ لبلادٍ بعيدةٍ. البعضُ ماتَ في الطّائرةِ حينَ عادَ مِنْ بلادهِ بعدَ فراقٍ طويلٍ . الغرباءُ كائناتٌ مِنْ فضاء الغيابِ، لا كواكبَ تأويهم ولا بيوت. فضاءٌ مِنَ الهواء.. فضاءٌ مِنَ الذّكريات. الطعامُ ردئ دائما فذائقةُ الغريبِ لا وجودَ لها إلا في خيالهِ. النبيذُ له اكسير نسيان في المساء حينَ يحلُّ الخريف، وتسقطُ اوراقُ الشّجرِ في صمتٍ مقدسٍ كأيقاعِ روحٍ تغادرُ جثمانها، أو سفينة تقلعُ مِنْ مرفئها عند الغروبِ، ترافقها النّوارسُ مِنْ بعيدٍ. لحظتها، ينهالُ دمعُ الغريبِ بصمتٍ لسببٍ يجهله . يأتي الحنينُ مِنَ كواكبٍ لا تُرى، كباقاتِ وردٍ بعطرٍ لا يشبه إلا عطر فردوس الطّفولةِ كأن الحواس خُلِقت مِنْ أجلهِ . تمضي القصصُ القديمةُ والحكاياتُ في ومضةِ برقٍ أمام عينيهِ، كأنها الأمس أو أقربُ مِنْ هذا. ينسى الغريبُ حاضرهُ، ولكن تذكّره رسالةً في بريدِهِ أنّهُ يعيشُ بين البشرِ، له ما عليهم . لا مكان لهذا الغريب، فكلُّ مكانٍ بعيد وكلُّ مكانٍ مركز الكونِ يستحيلُ الوصولُ إليهِ حين نكون غرباء . حقائبُ الغرباءَ لا تشبه إلا حقائب الغرباءَ. صورٌ وبعضُ الكُتبِ، بعضُ الملابسِ، حلوى مصنوعةٌ في البيتِ ورسائل لم تنتهِ، غبارٌ وعطرٌ مِنْ بلادِ الأمومةِ، لا ينمحي أثرهُ بعدَ نصف قرن . الغرباءُ يمشونَ على أرصفةِ المُدنِ الغريبةِ دوما ولو بعد نصفِ قرن، أو أقلُّ أو ربما أكثرُ مِنْ هذا.. تعرفُهُم مِنْ مشيهم. إنّهم في مكانٍ آخر أبعد مِنْ هذا الرّصيف . الغرباءُ دائماً يعيشونَ حُلْماً ، نوره خافتٌ، لغتُهُ صامتةٌ، أحداثُهُ فوضى مكانين لا زمان لهما.. المساءُ والفجرُ في آنٍ معاً. مسرحٌ هُم ممثلوهُ ومخرجوهُ في الحُلمِ، دوماً، يضيعونَ جواز السّفر ولا يعثرونَ على بيوتهم. لا أحد يعرفُهم. كلُّ شيءٍ يأتي بعدَ فواتِ الأوان. المكانُ الذي اختاره الحُلْمُ، خرائب وأطلال بيوت خالية، لا بشر في الشّوارعِ ولا كلاب سائبة. فجأةً وجهُ أمٍّ بلا قسماتٍ وطريقٌ خالٍ وطويل. حُلْمٌ لا ينتهي يمرُّ بحلمٍ آخر يحدث في دائرة البريد ثم مشهدُ سفينةٍ ، تعلّقت أشرعتها بأغصانِ الشّجر، منه يبزع مشهد آخر، مِنَ الماضي . يقولُ الغريبُ لنفسِهِ: كلُّ مكانٍ نغادرهُ يصيرُ طللاً وكلُّ مكانٍ نصلُ إليهِ صحراء لا نهايات لها . شاعر وكاتب عراقي، فرنسا منقول: كيكا للأدب العالمي |
|
|
02-07-2018, 12:21 PM | رقم الموضوع : [2] |
زائر
|
بالفعل هذه حقيقة مرة ... كل شيء يأتي او معظمها او البعض منها يأتي بعد الفوات او الاستغناء عنها يأتي
قصيدة شعرية جميلة دمت سعيداً تحياتي,,ـــ |
02-07-2018, 07:22 PM | رقم الموضوع : [3] | |
الباحِثّين
|
اقتباس:
تقبل تحياتي. |
|
|
||
03-24-2018, 10:07 PM | رقم الموضوع : [4] |
عضو برونزي
|
قصيدة قصصية ذات معان رائعة يسرح فيها القارئ مع الغربة والغرباء وبلاد الغربة الاوروبية الجميلة. تحياتى لك يا صديقى العزيز
|
|
|
03-26-2018, 01:36 PM | رقم الموضوع : [5] | |
عضو ذهبي
|
اقتباس:
ما هي الغربة في عصرنا، في يومنا؟ وهو سؤال شبيه بالسؤال الذي طرحه سرفانتيس في رائعته دون كيخوته، أو دون كيشوت. ما معنى الفروسية في عصر اللا فروسية؟ فإذا لم يكن للغربة معنى درامياً كما يصوره الأستاذ جبار ياسين، فما قيمة غنائيته الدرامية؟ لا أخفض من منزلة الأستاذ جبار ياسين، فهو كاتب حقيقي، وقد تعارفنا في لقاء في فندق باذخ في برلين. وعدته أن أنشر لقائي به، ولم أفِ بوعدي. ما زلت محتفظاً بالمسودة وأنا أعرف الروائي والمترجم المرحوم حسين الموزاني، ولا أظن أنه كان يشعر بالغربة في برلين أو يقاسي أوجاعها كما كان المهجريون في أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين يقاسونها. |
|
03-26-2018, 09:09 PM | رقم الموضوع : [6] |
عضو ذهبي
|
فإذا لم يكن للغربة معنى درامي ، وليس درامياً ، أعتذر من الخطأ
وآسف ، كان علي ألا أوجه سؤالاً لأحد، وليت المشرف يحذف مشاركتي! |
03-28-2018, 11:10 PM | رقم الموضوع : [7] | |
الباحِثّين
|
اقتباس:
تقبلي تحياتي |
|
|
||
03-28-2018, 11:18 PM | رقم الموضوع : [8] | |
الباحِثّين
|
اقتباس:
لن احذف المشاركة، فمن الجميل جدا ان نتناقش حول الموضوع، وبما ان لديك معرفة وصلات وثيقة بالادباء، فهو من داعي الشرف ان يكون لنا نقاش. بالحقيقة انا مغترب منذ سنوات طويلة جدا، لم اعد اذكر كيف يبدو الوطن الام، ولكن جوابا على سؤالك، فانا لا اعاني من الاغتراب بالحقيقة، كنت اشعر بالاغتراب حتى في الوطن الام، وكنت دائما اقول ولا ازال اكرر، ان الوطن هو المكان الذي يؤويني، وليس المكان الذي ولدت فيه، لكن اذا اخذنا الامور من منظور الاديب جبار ياسين، فهو يطرح الموضوع بصيغة ادبية جميلة، وقد يكون للموضوع دلالة مختلفة عنده. تقبل تحياتي.
التعديل الأخير تم بواسطة صفا علي ; 03-29-2018 الساعة 07:42 PM.
سبب آخر: تعديل جنس المخاطب
|
|
|
||
03-29-2018, 01:59 PM | رقم الموضوع : [9] | |
عضو ذهبي
|
اقتباس:
أنا رجل، اسمي نعيم إيليا . الإيميل الذي استخدمته هو لصديقتي وليس لي. أشكرك على الرد... ردك أسعدني. روى لي الأستاذ جبار ياسين عن عودته الأولى إلى العراق، وذكر لي أنه جرح وكاد يفقد حياته بانفجار في بغداد. وهذا وحده كاف لتعزيز رأيك في الغربة والوطن والذي يماثل رأيي. من جهة ثانية فالمغترب المقيم في أوروبا - إن لم يكن مطارداً - قادر في كل لحظة على أن يعود إلى وطنه، للزيارة أو الإقامة الدائمة، فماذا يسوغ حنينه واغترابه؟ وماذا يمنحهما إذا صيغا شعراً، قوة التأثير في المتلقي؟ |
|
03-29-2018, 07:48 PM | رقم الموضوع : [10] | |
الباحِثّين
|
اقتباس:
واعتذر بشدة عن الخطأ، فملفك الشخصي لا يحمل جنس محدد. عودا على الموضوع، الفوضى في العراق اجبرت بطريقة ما ام بأخرى من لا يشعر بالاغتراب الى الهجرة، وقد يكون ذلك مسوغا فقط، فهناك الكثيرين من المهاجرين حتى من قبل الفوضى، لكن كما تفضلت، هم دائما يستطيعون العودة طالما انهم غير مطاردون، فالموضوع لا يغير شيئا، اما اذا بحثنا عن المسوغ لقصيدة الاستاذ جبار ياسين، فقد يكون سبب اخر، قد يكون تذكر شخصا مقربا، او ودعه، وكتب قصيدته مستأثرا بمشاعر الاغتراب. تقبل تحياتي. |
|
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
العربان |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحكام الفعليين في سوريا هم احفاد الغرباء | غيورغي | ســاحـــة السـيـاســة ▩ | 3 | 03-04-2018 11:32 PM |
العربان في عصفورية بلا جدران | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 11-21-2015 01:04 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond