شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-06-2020, 04:49 PM سامي عوض الذيب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سامي عوض الذيب
الأنْبياءّ
الصورة الرمزية سامي عوض الذيب
 

سامي عوض الذيب will become famous soon enough
افتراضي أخطاء القرآن اللغوية: 8) التكرار والتشتت والحشو أو اللغو

ذكرنا في مقال سابق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676207
بأن الأخطاء اللغوية في القرآن تنقسم إلى 11 نوع
وسنعرض هنا النوع الثامن منها: التكرار والتشتت والحشو أو اللغو

---------------

تعطينا قراءة سور القرآن انطباعًا بأننا أمام كشكول مقطع الأوصال يجمع من كل ما هب ودب، مما ينفي عنه صفة الكتاب. ومعايب القرآن نجدها على مستوى النص ككل، وعلى مستوى السور، وعلى مستوى الآية الواحدة. وقد تكون الخربطة التي يتسم بها القرآن أحد أسباب خربطة العقل العربي والإسلامي. فمن كان دليله مشوشًا، لا بد ان يكون مشوشًا مثله.

التكرار
-----
نجد تكرارًا وتشتتًا مملًا في القصص القرآنية، باستثناء قصة يوسف التي جاءت في سورة يوسف. ولم يذكر القرآن اسم يوسف خارج هذه السورة إلا في الآيتين 55\6: 84 و60\40: 34. وهذا التكرار والتشتت يجعل من الصعب معرفة عناصر كل قصة بصورة شاملة. فكل قصة قرآنية تتطلب تجميع ما جاء حولها من آيات لفهمها. ومن يهمه الأمر، يمكنه الرجوع إلى فهرس الكتاب والبحث عن الآيات المتعلقة بالأشخاص الذين يذكرهم القرآن مثل إبراهيم ويعقوب وموسى وعيسى وغيرهم، ليقف على مدى تشتت النص القرآني. وإن أردنا حذف التكرار في القرآن فقد نتخلص من ثلث القرآن دون خسارة. ولو انه لم يكن لدينا إلا القرآن، فسوف يستحيل فهمه بسبب قفزه من قصة إلى أخرى دون ان يقدم أية خلفية أو رواية أو توضيح. ومن هنا جاءت كتب أسباب النزول والتفاسير المتناقضة وكتب الحديث لكي توضح حيثيات الآيات دون ان تتفق بينهما على فهم موحد. فنرى نفس المفسر يعطيك عدة روايات متناقضة تتعلق بنفس الآية.

وهذا التكرار يطرح مشكلة ترتيب سور القرآن بالتسلسل التاريخي. فكيف نرتب الروايات المكررة بصور مختلفة في بعض التفاصيل، مثل رواية نوح وإبراهيم ولوط وموسى ويونس ويحيى وعيسى ومريم وصالح وشعيب وغيرهم؟ فهل هذه الروايات نزلت مكررة أم أنها نزلت مرة واحدة؟ وهل تكرارها جاء بسبب وجود نسخ متفرقة للقرآن تم تجميعها بين دفتي المصحف (والذي يعني ملفًا يجمع الصحف) خوفًا من إهمال بعضها لقداستها عند أتباعها؟ أم أن التكرار نجم عن طول فترة كتابة الآيات خلال ثلاث وعشرين سنة كان محمد ينسى خلالها ما أتى به قبلًا ويبدل ويغير ويعيد ويكرر؟

تشتت آيات الأحكام
------------
ولكن الأمر الأكثر خطورة في تشتت القرآن هو ما يتعلق بآيات الأحكام.
فمن يريد معرفة كيفية تنظيم القرآن للميراث والوصية على سبيل المثال، عليه أن يتنقل بين عدة سور، إذ ان هذا الموضوع تم تقنينه في الآيات التالية: 10\89: 19؛ 87\2: 180-182 و240؛ 88\8: 75؛ 90\33: 6؛ 91\60: 8-9؛ 92\4: 7-9 و11-12 و19 و33 و176؛ 112\5: 106-108.

ومن يريد معرفة حكم عدة النساء، عليه أن يرجع إلى الآية 87\2: 228 «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» وتكملتها بالآية 99\65: 4 «وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا».

ولنأخذ موضوع اكل الميتة في أربع آيات متفرقة:
55\6: 145: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ [...] فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
70\16: 115: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ [...] فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
87\2: 173: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
112\5: 3: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ [...] فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
كيف يمكن تفسير هذا التكرار، وما معنى النقص في الآيتين الأوليين والآية الرابعة والذي كملته الآية 87\2: 173 بعبارة «فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»؟

الحشو واللغو
--------
بالإضافة إلى التكرار، نجد ظاهرة الحشو أو اللغو الذي يعرفه قاموس لسان العرب: «السَّقَط وما لا يُعتدّ به من كلام وغيره ولا يُحصَل منه على فائدة ولا على نفع».
واكثر حالات الحشو واللغو نجده في ظاهرة التذييل التي وضعنا لها علامة ~. وتبين هذه العلامة ان اكثر من نصف آيات القرآن تم ادخال كلمات في نهايتها لا علاقة مباشرة لها بمضمون الآية، وهدفها الحفاظ على القافية (السجع) في الآيات. وقد اجهد المفسرون انفسهم كثيرا لإيجاد صلة بين تلك الكلمات ومضمون الآية باعتبار ان الله منزه عن العبث. وقد ورد التذييل وتطبيقه في القرآن ومحاولة تبريره في كتاب التحرير والتنوير لابن عاشور 809 مرات .

وأعطي هنا أربع آيات لتذييل سجعي لا معنى له في سورة النساء:
55: فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ ~ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا.
56: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ~ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا.
57: وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ~ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا.
58: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ~ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا.

الإقحام
-----
ولا يتوقف الحش واللغو على مستوى التذييل،. فهناك ما يطلق عليه اللغويون الإقحام وهو زيادة في الكلام يمكن الاستغناء عنه يقف في مجرى النسق التركيبي للجملة ويحول دون أن تتصل أجزاؤه بعضها ببعض اتصالًا تتحقق به مطالب التضام النحوي فيما بينها. وقد يتضمن الإقحام
- حرفًا، نحو: وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (73\21: 48) معناه: آتينا موسى وهارون الفرقان ضياءً. لا موضع للواو ههنا)
- أو فعلًا، نحو: إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (98\76: 5) فحرف كان اقحام)
- أو اسمًا، نحو: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (97\55: 78) فكلمة اسم اقحام.
وقد أشرنا في هوامش كتابنا إلى هذه الأنواع من الإقحام على قدر الإمكان تحت مسمى «حشو» معتمدين خاصة على كتاب بسندي: ظاهرة الإقحام في التراكيب اللغوية. ولكنا تفادينا الإشارة إلى اقحام فعل «كان» ومشتقاته لأنه كثير جدًا في القرآن.

ونعطي هنا بعض الأمثلة:
- إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (98\76: 5)
- وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (50\17: 32)
- إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (56\37: 35)
- فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (44\19: 29)
- إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (34\50: 37)
- مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (52\11: 15).

ونشير هنا إلى أن كل فعل وقع بين متلازمين مع إمكانية الاستغناء عنه، دون أن يحدث خللًا في التركيب، يعد مقحمًا.

والتكرار والتشتت والحشو الذي يتسم به القرآن يبين أنه في حقيقته ليس إلا تراكم معلومات تم تثبيتها تدريجيًا حتى وصلت إلى ما نعرفه في أيامنا، تمامًا كما حدث مع كتاب ألف ليلة وليلة مع اختلاف هام وهو أن نسخة القرآن التي بين أيدينا لا يمكن بأي حال اعتبارها كتابًا، بل هي أقرب إلى الكشكول منها إلى الكتاب.

وهذا التناقض الصريح بين ما يعتقد المسلمون وحقيقة القرآن يبين ان علاقة المسلمين بالقرآن هي علاقة غزلية وليست عقلية.

--------
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-booksll



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أخطاء, اللغو, اللغوية, التكرار, القرآن, والتشتت, والحشو


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع