انا ملحد و لكن هناك نبوءة تشككني

[القط الملحد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The Roman

صراحه..اصبح الوضع معكوسا ً، اصبح لي عنق الكلمات من سمات الزملاء الملحدين، إننا هنا نحتكم ايضا الى استعمال اللغة في غير موضعها او ابراز معاني للكلمات رغم وضوح الكلمه بدون نبش معجم اللغة،
اما حكاية نبؤة تصيب او تخيب!! لا اتوقع فحتى كثير من أباء المعبد كان لهم نبؤاة تحققت، رغم انني ضد كل ما هو توحيدي إلا انني اتفق بأن صيغة الحديث مؤثرة، هذا اذا اعتبرنا ان مكه الحالية في الحجاز هي مسقط رأس محمد ومسرح بدابة مشواره، بنفس الوتيرة وبالاعتماد على مؤرخي قرن محمد من سريان ويونان فعلى الأغلب محمد ابن منطقه مابين جنوب العراق وصولاً الى البتراء بترابوليتانوس،
ففي كلتى الخيارين. الامر محير، بعيداً عن لي عنق النص وتحميله ما لا يحتمل!!

العزيز الروماني تحياتي، لك، كيف حالك وأرجو أن تكون بخير (لك وحشة.. )

شخصيا لم أدخل في أي تأويلات في شأن هذا الحديث لأنه لا يحتاج، لا بأس لدي أن أسلم للمسلم أن النار المقصودة قد تكون شكلا من أشكال الحمم البركانية، وأوافق الزميل meme أن عدن أبين هي مدينة عدن المعروفة تمييزا لها عن عدن لاعة. ليس لدي مشكلة إلى هنا، لكن هل هذا يكفي لصناعة معجزة؟

لنتفق أولا أن هذا الحديث يكون معجزة في الحالة الآتية: إذا خرجت النار المقصودة فعلا من عدن وطردت الناس إلى محشرهم، وأقامت معهم حيثما أقاموا ورحلت معهم حيثما رحلوا كما ذكر في العديد من روايات الحديث.

لكن هل مجرد التنبؤ بهذا، بصرف النظر عن تحقق النبوءة من عدمها، هو إخبار عن كون مدينة عدن واقعة فوق بركان عظيم؟ بمعنى هل هناك تلازم بين هذا وذاك؟ لا يا عزيزي ما هكذا تورد الإبل.

لأن الحديث يتحدث عن ظاهرة خارقة للطبيعة لا تستلزم تبريرا طبيعيا، ولا يكفي مجرد بركان لترجيح حدوثها، فهي نار "سحرية" ستعبر المحيطات وتصل إلى أبعد القارات (حتى لو فرضنا ان البحار ستسجر وتتحول الى نار يوم القيامة فهذا لا يحل المشكلة لأنه من غير المتصور أن نارا بركانية طبيعية ستملأ بحار العالم) لكنها في نفس الوقت ستتوقف عند أرض المحشر (الشام بحسب بعض الأحاديث) وفوقها ستقيم مع الناس حيثما أقاموا وتسير معهم أينما ساروا. وجود بركان لا يكفي لتبرير هذا الحدث "الخارق"، وحدوثه لا يستلزم وجود بركان بمعنى أنه لو لم يوجد بركان عدن لما انتقص ذلك شيئا من صلاحية الفكرة لدى المؤمنين. لهذه الأسباب فالربط بين هذه النار وبين بركان عدن هو ربط ضعيف لا يقوم به إعجاز أو غير ذلك، ألا يظهر فساد منهج الإعجازيين بجلاء هنا؟ إذ يتمسكون بجزئية علمية صغيرة وافقت الحديث ثم يلجأون للغيب والخوارق لتبرير الجزئيات الأخرى غير المقبولة علميا. أما كانوا ثبتوا على أحد المنهجين منذ البداية؟ فإما أن يعرضوا الحديث على العلم وحده فيصبح مرفوضا ويكفونا شرهم، أو يعرضوه على الغيبيات والخوارق وحدها فيصبح مجرد حدث خارق لا علاقة له بالحقائق العلمية ولا إعجاز فيه. أما التقافز بين المنهجين فهذا انتقائية ولعب عيال.

لاسيما إن علمنا أنه أصلا بركان منقرض لم يعد تحته حمم أي لم يعد بركانا حتى وبالتالي فالمنطقة لم تعد تختلف عن أي منطقة أخرى مما حولها من حيث قابليتها للنشاط البركاني فلا شيء يميزها بعد ذلك.


وقد نقلت في رابطي أعلاه استنكار الشيخ عبد الله السحيم لهذا الربط الضعيف فأرجو أن تطلع عليه. فإن أصر الإعجازيون على التمسك بهذا الرابط الضعيف فلنا إذا أن نجيبهم بالمثل ونقول: إن الواقف على جبال عدن يرى بوضوح شكل المدينة الذي يشبه فوهة البراكين (نقلت في رابطي أعلاه صورا ومواقع سياحية تبين ذلك بجلاء هنا وهنا)، فلعل هذا المشهد ألهم خيال بعض القدماء فتصوروا أنه من المناسب خروج نار عظيمة من هذه الفوهة العظيمة، ولعل هذا أصل الفكرة إن كان لا بد من تفسير للمناسبة السطحية الضعيفة بين نص النبوءة والواقع.

تحياتي لك.