شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > مواضيع مُثبتةْ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-19-2016, 02:06 AM bakbak غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [21]
bakbak
عضو ذهبي
 

bakbak is on a distinguished road
افتراضي

رائع رائع يا استاذ...
في الحقيقة سبق لي أن خلطت في وقت سابق بين امرأة عمران وامرأة زكرياء، فحسبتهما شخصية واحدة، رغم أنني أعرف قصتهما جيدا، وهذا الأمر أثار في نفسي شكوك حول مدى تشابه هذه قصة هاتين الزوجتين (عاقريتين وولدتا في سن اليأس وأزواجهما شيخين...) كنت أعلم أن واحدة منهما لها قصة مزورة أو مؤلفة... لكن الأمر لم يعدو أن يكون مجرد شك بسيط.. الآن أنا شبه متأكد أن هناك شيء مثير للريبة، الأمر غريب ثلاث نساء عواقر وزوجات شيوخ، الأمر ليس هين خصوصا أن العقم ليس بالشيء المحمود عن اليهود...

مرة ثانية أشكرك يا أستاذ على ما تقدمه...



  رد مع اقتباس
قديم 02-19-2016, 07:57 AM ناقد للاسلام غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [22]
ناقد للاسلام
عضو جديد
الصورة الرمزية ناقد للاسلام
 

ناقد للاسلام is on a distinguished road
افتراضي

استمر



  رد مع اقتباس
قديم 02-20-2016, 05:47 PM الغريب بن ماء السماء غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [23]
الغريب بن ماء السماء
عضو جميل
الصورة الرمزية الغريب بن ماء السماء
 

الغريب بن ماء السماء is on a distinguished road
افتراضي

شكرا bakbak على كلماتك اللطيفة ومرحبا بجميع المتابعين.

بعد أن تناولنا، بعجالة، إنجيل يعقوب الأبوكريفي وبيّنا أنّه لا يكتب تاريخا وأشخاصا حقيقيين وإنّما اخترعهم لأسباب عقائديّة، دعونا نعود إلى الإناجيل القانونيّة قليلا، وهي أربعة أناجيل: إنجيل مرقس، إنجيل متى، إنجيل لوقا، إنجيل يوحنّا.
أغلب الباحثين يرون أنّ أقدم هاته الأناجيل هو إنجيل مرقس، ويقدرون تاريخ كتابته بين سنة 65 و75 بعد الميلاد.
ثمّ جاء بعده إنجيل متى ولوقا وهما مكتوبان، حسب التقدير، بين سنوات 85 و90 بعد الميلاد.
إنجيل يوحنا مكتوب بعدهم.

فما هو نسب عيسى؟
حسب إنجيل متى (1، 7-16) فإنّ عيسى هو ابن يوسف بن يعقوب بن متان بن أليعازر...إلخ
حسب إنجيل لوقا (3، 23-31) فإنّ عيسى هو ابن يوسف بن هالي بن متثاث بن لاوي...الخ
إذن فإنّ جدّ عيسى اسمه يعقوب حسب إنجيل متى، واسمه هالي حسب إنجيل لوقا.
هذا الاختلاف في النسب، أدّى بطبيعة الحال، إلى محاولة ترقيع المسألة وإيجاد حلّ لها.

فقال بعضهم: إنّ يعقوب أبا يوسف توفّي فربّاه عمّه هالي بعد أن تزوّج بامرأة أخيه المتوفّي، حسب التقاليد اليهوديّة، ولذلك فإنّ يوسف يعتبر ابن يعقوب وهالي في الوقت نفسه.
هذا التفسير غير مقنع، لأنّ هالي ويعقوب ليس لهما الأب نفسه لا الجدّ نفسه، أي ليسا أخوين.
وقال بعضهم: بل إنّ إنجيل لوقا يذكر نسب مريم، وإنّما ذكر اسم يوسف، لأنّه من عادة اليهود أن نسمي الذكر فقط في شجرة النسب، أي أنّ إنجيل لوقا أراد أن يقول:
عيسى ابن يوسف بالتبني، أمّه مريم بنت هالي بن متثاث بن لاوي... الخ..

وحسب هذا التفسير، غير المقنع أيضا، فإنّ أبا مريم اسمه هالي.

أراد بعضهم ان يوفّق بين اسم يواقيم (المذكور في إنجيل يعقوب البوكريفي) واسم هالي (المذكور في إنجيل لوقا) فقالوا أنّ هالي مشتقّة من إيلي وأنّه اسم مصغّر لإيلياقيم، وبما أنّ يواقيم هي في الأصل كلمتان يهوه-يقيم (أي الله يقيم) وكذلك إيلياقيم تعني إيلي-يقيم (أي الله يقيم كذلك) فإنّ يواقيم هو نفسه إيلياقيم الذي هو نفسه هالي، وبالتالي فقد وفّقوا بين الاسمين المذكورين في إنجيل يعقوب البوكريفي وإنجيل لوقا، وعادوا إلى البيت فرحين مسرورين.
وهذ التفسير مبنيّ بالطبع على افتراضات كثيرة، فعلينا أوّلا افتراض أنّ النسب الذي ذكره لوقا هو نسب مريم لا نسب يوسف، ثمّ علينا افتراض أنّ هالي هو إيلي وأنّ إيلي تصغير لاسم إيلياقيم، وليس تصغيرا مثلا لاسم إيلي-عازر (أليعازر) أو غيره من الأسماء.

إذن فإنّه إلى حدّ الآن تحصّلنا على 3 أسماء لأبي مريم، الأوّل يواقيم حسب إنجيل يعقوب الأبوكريفي، والثاني هالي حسب أحد تفاسير إنجيل لوقا، والثالث عمران حسب القرآن.

يتبع...



  رد مع اقتباس
قديم 02-22-2016, 02:29 PM الغريب بن ماء السماء غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [24]
الغريب بن ماء السماء
عضو جميل
الصورة الرمزية الغريب بن ماء السماء
 

الغريب بن ماء السماء is on a distinguished road
افتراضي

نواصل مع سورة آل عمران وكنا قد توقفنا عند الآية 45.

إنجيل الطفولة الأبوكريفي (القرن السادس ميلادي)
الفصل الأوّل: وقد تكلّم يسوع في المهد
آل عمران، 46: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ.

إنجيل توما الأبوكريفي (القرن الرابع ميلادي)
الفصل الثاني: صنع يسوع من الطين 12 طيرا (...) وضربها بيده فطارت.
آل عمران، 49: أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ.

إنجيل يوحنا (القرن الثاني ميلادي)
9، 1-7: و فيما هو مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته (...) تفل (أي يسوع) على الارض و صنع من التفل طينا و طلى بالطين عيني الاعمى (...) فعاد بصيرا.
آل عمران، 49: وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ. (الأكمه هو الذي ولد أعمى)

إنجيل لوقا (القرن الأوّل ميلادي)
5، 12-13: و كان (يسوع) في احدى المدن فاذا رجل مملوء برصا (...) فمد يده و لمسه (...) فذهب عنه البرص.
آل عمران، 49: والأبرص.

إنجيل يوحنا:
11، 41-44: فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه الى السماء وقال ايها الاب اشكرك لانك تجيب دعائي (...) وصرخ بصوت عظيم "أليعازر" أخرج (من القبر) فخرج الميّت.

آل عمران، 49: وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ.

إنجيل مرقس، 7، 1-14:
يسوع أحلّ لليهود بعض ما كانوا يحرّمونه على أنفسهم بسبب التقاليد دون أن تكون التوراة قد حرّمتها فعلا.
آل عمران، 50: وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ.

إنجيل متى، 26، 35: قال له بطرس (أحد الحواريين) لو اضطررت ان اموت معك لن أتخلّى عنك وهكذا قال ايضا جميع الحواريين.
آل عمران، 52: قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.

أعمال الرسل، 1،8: و تكونوا شاهدين لي في اورشليم و في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى الارض.
آل عمران، 53: رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، 15،45: بولس يجعل مَثَلَ يسوع كمثل آدم.
آل عمران، 59: إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ.

والقرآن هنا يردّ على بولس الذي يعتبر أنّ آدم جاء من تراب بينما يسوع جاء من السماء، فالقرآن إذ يقتبس من بولس هذا التشبيه بين عيسى وآدم فإنّه بالمقابل يرفض الأصل السماوي لعيسى ويعتبره من تراب كذلك. ويؤكّد أنّ تشبيهه هو الصحيح:
آل عمران، 60: الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ.

ويزيد يؤكّد:
آل عمران، 61: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ (أي في عيسى) مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ.

بعد أن قصّ علينا القرآن قصّة عيسى في سورة آل عمران، وهي كما رأينا مقتبسة من عدّة مصادر:
إنجيل يعقوب الأبوكريفي.
إنجيل الطفولة الأبوكريفي.
إنجيل توما الأبوكريفي.
إنجيل مرقس.
إنجيل لوقا.
إنجيل متى.
إنجيل يوحنا.
أعمال الرسل.
رسالة بولس إلى كورنثس.


فإنّه يختم هذا الفصل قائلا:
آل عمران، 62: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

فالقرآن إذ يقتبس كثيرا من النصوص الأبوكريفية والقانونية فإنّه يتدخّل أحيانا فيها ويطوّعها حسب نظرته، فهو مصدّق لها ومهيمن عليها في الوقت نفسه.

يتبع...



  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2016, 04:08 PM bakbak غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [25]
bakbak
عضو ذهبي
 

bakbak is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك يا أستاذ، هذا بحق أكمل بحث وضعت عليه يدي في هذا الموضوع، سبق وأن اطلعت على رد مماثل لأحد المسلمين عن الشبهة وتبني نفس الطرح، لكنه بالطبع تحاشى الحديث عن المصادر التي أستقى منها القرآن حكاية مريم وابنها عيسى. شكرا مرة ثانية على المعلومات الغزيرة والمطرزة التي لا تترك ثغرة واحدة. شكرا لك...


متابعين....



  رد مع اقتباس
قديم 03-01-2016, 11:26 AM ابوخالد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [26]
ابوخالد
عضو بلاتيني
 

ابوخالد is on a distinguished road
افتراضي

متابعين بشغف ...
نتمنى ان تكون بخير



  رد مع اقتباس
قديم 03-03-2016, 04:34 PM الغريب بن ماء السماء غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [27]
الغريب بن ماء السماء
عضو جميل
الصورة الرمزية الغريب بن ماء السماء
 

الغريب بن ماء السماء is on a distinguished road
افتراضي

شكرا للعزيزين bakbak وأبو خالد.

بعد إن انتهينا من مصادر قصة ولادة مريم في سورة آل عمران فإنّنا ننتقل إلى سورة مريم.
ملاحظة مهمة جدّا: القرآن يعلم أنّ اسم والد مريم هو يواقيم في إنجيل يعقوب الأبوكريفي، حيث ينقل منه حرفيّا، ولكنّه غيره إلى عمران، ممّا يعني أنّ اختياره لهذا الإسم (الذي هو اسم أبي موسى وهارون) كان عن عمد وليس عن جهل أو خلط بين الشخصيات.
ملاحظة ثانية مهمّة: مثلما ذكرت في بداية البحث، القرآن مطّلع على العهد القديم والجديد، وجميع كتبهما القانونية والأبوكريفية، أحيانا ينقل منهما حرفيّا، وأحيانا ينقل الفكرة، وأحيانا يعيد تشكيل المعنى برؤية أخرى مغايرة وجديدة، وسأضرب بعض الأمثلة:

مثال عن النقل الحرفي:

سفر أرميا 5، 21: لا قلوب لهم، لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها...
سورة الأعراف، 179: لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها...

التلمود، ماسخات سوفريم، 18، 8: قال ربي يوحنان بن زكاي: لو كان البحر مدادا، والأشجار أقلاما، والسماء أوراقا، لن تكفي لكتابة كلمات التوراة...
سورة لقمان، 27:ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله..
الكهف، 109: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي

التلمود البابلي، سنهدرين، 37ب: من يقتل نفسا في إسرائيل، فقد كُتب كأنّما قتل جميع الناس، ومن يحيي نفسا في إسرائيل، فكأنّما أحيا جميع الناس..
المائدة، 32: من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا..

لذلك اتهمته قريش بقولها: وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا، واساطير بمعنى كتابات الأولين، من جذر سطر يسطر أي كتب يكتب، وليس بمعنى الخرافة مثلما هو معناها اليوم.

مثال عن نقل الفكرة:

كتاب آدم الأبوكريفي 12-16، وإنجيل برثولماوس الأبوكريفي 4، 54-55: الشيطان يتكلّم هنا: حينما عدت من أقاصي الأرض قال لي الملاك ميكائيل: أسجد (لآدم) الذي خلقه الله على صورته، فأجبت: أنا مخلوق من نار (...) هل أسجد لمن خُلق من طين؟ (...) فغضب الله عليّ وطردني..
سورة الأعراف، 12-13: قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ، قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ..

كتاب إبراهيم الأبوكريفي، 7، 1-7 يتحدث فيه عن رفضه عبادة الشمس والقمر والكواكب لأنّه رآها تتغيّر من حال إلى حال، نجدها في سورة الأنعام 76-78.

إلى آخره فالأمثلة كثيرة.

أمّا عن إعادة تشكيل المعنى أو الفكرة برؤية مغايرة وجديدة تقطع مع سابقاتها في النصوص القديمة فموجود بكثرة في القرآن أيضا، أي أنّنا ننتقل من النقل الحرفي إلى الفضاء المدراشي، وهذا الفضاء المدراشي كان منتشرا بين الأحبار المطلعين والمتمكنين وهو إعادة تأويل النصوص القديمة وتركيب أشخاصها وأحداثها بطريقة جديدة، لأنّهم يعتبرون أنفسهم سلطة دينية ولهم من العلم ما يخوّل لهم قراءة الكتابات السابقة بأكثر تعمّق واستنباط رؤى أخرى جديدة منها، سواء كان هذا الاستنباط عقليا أو عن طريق الوحي، ومحمد هو أحد هؤلاء المطلعين المتمكنين، وقد اتهمته قريش -وربما بعض اليهود أيضا- أنّه يتصرّف في النصوص ويؤوّلها بطريقة جديدة كقولهم مثلا: وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم اخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا، فهو لا يعتبره إفكا مفترى ويردّ هذه التهمة الظالمة وإنّما تصريف جديد لتلك النصوص عن طريق الدراسة والوحي: وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، فهذا التصريف والتأويل إنّما هو عن علم : بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ. فإذا جادلوه بمثل من آية من تلك النصوص تخالف تأويله فإنّه يعتبر تأويله هو الأصح والأحسن: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا.
ويتحداهم، اذ يعتبرونه افتراء، أن يأتوا بمثل هذا التصريف والتأويل: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.
قصة مريم في سورة مريم تدخل في هذا الإطار المدراشي (تأويل وتصريف الآيات في الكتب السابقة، أبوكريفية وغيرها) وبناء رؤية جديدة بلسان عربي.
ملاحظة: محمد، حسب ملاحظتي لنصوص القرآن، ينكر وجود فرق بين الكتب القانونية (أي المعترف بها من قبل اليهود والمسيحيين) والأبوكريفية المنحولة، وإنما يعتبر بعضها وحيا من الله، وحتى كتابات رجال الدين اليهود في التلمود والمدراش، يرى بعضها وحيا وينقل منها، ومحمد يعتقد تمام الاعتقاد أنّه نبيّ ويوحى إليه، أي أنّه لا يدّعي النبوّة كذبا بل يرى فعلا أنّه نبيّ.وقد تبدو لنا هذه الرؤية اليوم غريبة، لكنها لم تكن كذلك في ذلك الوقت، حيث أنّ مفهوم الوحي آنئذ ليس بالصورة التي نعتقدها اليوم. واعطي مثالا من بداية إنجيل لوقا:
اذ كان كثيرون قد قاموا بتاليف قصة في الأمور التي نحن متيقنون منها مثلما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة، وبعد أن تتبعت كل شيء بتدقيق رايت انا ايضا ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به.
ربما ننكر اليوم أن يكون هذا الكلام وحيا ونعتبره مجرد رسالة كتبها شخص إلى شخص اسمه ثاوفيلس، بيد أنّ مفهوم الوحي كان مختلفا.

سورة مريم من روائع السور في القرآن، وأجازف بالقول أنّها تطفح بلاغة وموسيقى ويظهر فيها جمال اللغة العربية وتشعر بأنّ كاتبها يحلّق في سماوات التجلّي كالصوفي، فقد أبدع فعلا في كتابة هذه السورة، حيث أنني كلاديني، أصنفها ضمن الأعمال الإبداعية الكبرى، أما المؤمنين فسيعتبرونها وحيا بطبيعة الحال.

يتبع....



  رد مع اقتباس
قديم 03-04-2016, 05:47 PM bakbak غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [28]
bakbak
عضو ذهبي
 

bakbak is on a distinguished road
افتراضي

شيق جدا....
متابعين...



  رد مع اقتباس
قديم 03-04-2016, 10:13 PM   رقم الموضوع : [29]
محتسب
زائر
 
افتراضي

الغريب في هذا الموضع واستدلالاته ، وقل حتى في كثير من المواضيع الدينية تجد من يكتب هذا الكلام يجعل شهاد الغريب والاجنبي مُنْزلة ، أما شهادة صاحب الشان فهي مرفوضة ومسفهة .
ويكفي أن راوي المعلومة عندهم أن اسمه أجنبي فهو ذا مصداقية لا تقارع .
فمثلا أن يروي شعب ما ! تاريخه فهو كاذب ، وأما أن نأخذه من الوثنيين فهو عين الحكمة .
وأنا لا أدافع عن ملة ما غير الاسلام ، ولكن غير معقول أن ندعي امم أخرى البتة ونجعل توثيقهم وتتاريخهم سلطة ، وما يسجله الوثني هو معتبر .
وقضية تشابه الاسماء فهي ليست دلالة على شيء وخصوصا أن الفارق الزمني كبير ، ونحن نعلم أن المسيح كان بعد سبي بابل وفي فترة هيرودوس .
وقضية أن الملاحدة يطرب الواحد منهم للآخر لكلامه وفرضه الكذب فلا يجعل الامر حقيقة .
ونقول أيضا وهذا امر معمول به اسلاميا وأن ما لم ينقل عن الرسول صراحة وسندا قويا فهو يحتمل الخطأ وليس معصوما ، فعليه فمن تفسير هذه الايات لم يصح سند أن مريم هي أخت موسى ، بل نحن نعلم أنه هناك فترة زمنية مغتبرة بين هذه الاجيال ، وقلنا أن عيسى جاء بعد سبي بابل .
ثم القضية أن كتاب الله تعالى يسرد قصة نبي من أنبياء الله سبق وهذه القصة مذكورة بكلمات اخرى ، فهذا يدل على أن دين الله حق ويتكلم حقا ، وسرد القرآن الذي هو محفوظ ولم يبدل فهو ذا مصداقية أعلى .
ثم فليقارن كل شخص بين لغة القرآن وسرد الكتب الاخرى فنرى البلاغة والفصاحة والدقة والتعبير اللغوي الجميل والصحيح والنتين والموثق للحقيقة بجمال ودقة ونظافة وطهارة ولغة علوية قدسية وجالبة للخشوع والفضيلة .
وثم وهذا الادعاء والترنم حوله من فئة قد وضعت النتيجة قبل بدأ البحث فهو يعد من المستهجنات العجيبة ، ونحن نعلم أن الرسول كان أميا حتى في العربية ، فكيف بغيرها ؟
أم لأن هذا الكلام قاله خرفوش بن هوش الاعجمي فهو كلام قدسي ومنزل وهو عين الحقيقة ؟
هل هذا التاريخ الحافل والفتوحات الناشرة العدل والعقل والخير للناس هي مجرد غير معدود عند من يستكبر عن الدين ؟
هل هذا انصاف ؟



  رد مع اقتباس
قديم 03-06-2016, 08:36 PM bakbak غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [30]
bakbak
عضو ذهبي
 

bakbak is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محتسب مشاهدة المشاركة
ونحن نعلم أن الرسول كان أميا حتى في العربية؟
لا أعرف يا أخ محتسب، هل تتعمد الغباء وأنك ذكي جدا لتطرح وتدس بعض الكلمات (خصوصا حين تستخدم "كما نعلم".. "كلنا نعلم "... "من المعلوم") أم أنك بالفعل... مممم... دعني أقولها... غبي حقا؟ متى كان محمد أميا اللغة وما معنى هذا أصلا..


مسبقا ولكي لا أنتظر منك الرد حفاظا على سياق الموضوع، افتح موضوع جديد واتحفنا بأمية اللغة بتاعة محمد... لكن ليس في هذا الموضوع ليبقى النقاش منظم..



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
هارون, آية, مريم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{ توراة هارون }.. كشف جميع عجائب موسى يهوذا الأسخريوطي العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى 65 01-23-2019 10:49 PM
مريم بنت يهوياقيم أم مريم بنت عمران النبي عقلي العقيدة الاسلامية ☪ 9 10-25-2017 01:32 PM
الرد علي شبهة يا اخت هارون farqd العقيدة الاسلامية ☪ 76 06-02-2017 06:44 PM
هارون بن عمران أخو مريم نور الرحمن العقيدة الاسلامية ☪ 24 02-08-2016 07:28 PM
is cool هارون يحيي بنت الحقيقة ساحة النقد الساخر ☺ 13 10-05-2015 07:02 PM