07-05-2015, 05:00 AM | رقم الموضوع : [11] |
الأُدُباءْ
|
يوم مولدي !!
حين تذكر أبي بعد قرابة ستة أعوام من ولادتي ، أنني في حاجة إلى شهادة ولادة ليتمكن من إدخالي المدرسة ، راح يسأل أمي عن العام الذي ولدت فيه . فأجابت أمي على الفور : "في عام النكبة ، لن أنسى ذلك اليوم حين وضعته في حقل الحصاد ، وما أن لفعته وأرضعته حتى تابعت الحصاد ، وحين عدت لأطمئن عليه وجدت أفعى في فراشه ! تعوذت من الشيطان واستعنت بالله ، وإذا بالأفعى تغادر فراشه ! يا حبيبي كان نائما مطمئنا لم يدرك أن افعى تسللت إلى فراشه " وهنا احتد أبي وهتف بثقة كبيرة : " أنت مخرفنة يا ولية ! الذي وضعته في حقل الحصاد كان محمدا وليس محمودا . محمود ولدته سنة الثلج التي سبقت النكبة بعامين " احتدت أمي بدورها وهتفت : " أنا مخرفنه ؟! بدك أنسى متى ولدت ابني الذي حملته في بطني تسعة أشهر ؟" ولم يأبه أبي لكلام أمي وذهب إلى المختار ليخرج تعريفا بي ! ونظرا لأن المختار كان أميا ، ولا يجيد إلا اللغة الهندية حسب قوله ،فقد استدعى ابنه ليكتب العريضة .- شرع المختار في تلقين ابنه بعد أن نبهه أنه لا يجيد إلا اللغة الهندية : " أنا المختار أسعد مهناوي أحد مخاتير عرب السواحرة أشهد أن محمود شاهين بن أحمد علي وابن حلوة أبو حديد مولود من ابويين عثمانيين ! وهنا اعترض الإبن : " لقد ألغوا هذه يا أبي واستبدلوها ب أبوين أردنيين !" وهنا اعترض أبي هاتفا : " بل أبوين ساحوريين من بني عقبة ، أتباع عقبة بن نافع رضي الله عنه ! " غير أن المختار اعترض على رأي أبي مذكرا إياه أنه ليس في مقدوره أن يعمل دولة على هواه ! - إذن فلسطينيين ! هكذا هتف أبي ، غير أن المختار ذكره بأن الضفة الغربية قد ضمت إلى المملكة الأردنية ! ولم يجد أبي غير الموافقة . ما أن ختم المختار الوثيقة بخاتم المخترة وألصق إبهامه الأيمن فوقها حتى حملها أبي وعاد غاضبا إلى البيت ،لأن تثبيت بني عقبة لم يتم في الوثيقة ! في صباح اليوم التالي كان أبي يقف أمام موظف دائرة النفوس المختص بإخراج شهادات الولادة . هتف الموظف بعد أن قرأ عريضة المختار: - متى ولد ابنك ؟ - في سنة الثلج !! - أي ثلج ؟ - الثلج الكبير الذي جاء قبل النكسة بعامين ! راح الموظف يهز رأسه بسخرية ! ولو أنه سألني لقلت له : يوم أن قطعو زبرتي فلا يمكن أن أنسى ذلك اليوم بسهولة ! فقد ضحك عمي علي حين وضعني في حضنه ليهديني عروسة ! غير أن أيدي راحت ترفع ثوبي وتتشبث بساقي وشيء كالمسلة يدخل في قلفة زبرتي ، وسكين حادة يسلها رجل غريب ، وأنا أصرخ وأصرخ والسكين يحز قلفتي .. وحين انتهت العملية وأطلق صراحي ، أفلت نفسي من حضن أمي وصعدت أعلى السفح الذي ينتصب فيه بيت الشعر ، ورحت أرجم الموجودين بالحجارة لأنهم خدعوني وقطعوا زبرتي ! تابع الموظف استفساراته : - في أي شهر ؟ وراح أبي يفكر بصوت مسموع : " .. في صفر ؟ لا شعبان ؟ لا رمضان ! .. " ولم يعد الموظف قادرا على الإحتمال . فطلب إلى أبي أن يعود في اليوم التالي لأخذ شهادة ولادتي . وحين كبرت . عرفت أن الموظف قد حدد يوم ولادتي افتراضيا ، في الثلاثين من تشرين الأول 1946 !! ربما زدت عاما وربما نقصت عاما ، وما إلى ذلك . وأنا قررت أن أتعامل مع هذا اليوم الإفتراضي كيوم مولدي ! فحياتنا كلها افتراضية ! وحين يتوقف الله عن خياله الإفتراضي ، سينتفي وجودنا ! نهاية |
07-05-2015, 05:05 AM | رقم الموضوع : [12] |
الأُدُباءْ
|
جمال الكلاب !!
ثمة بشر يدعون أن الحيوانات لا تفكر ! وهل يعقل هذا ؟ إليكم قصتي مع كلب الروائي السوري الصديق حيدر حيدر . أطال الله عمره من كتابي الذي صدر قبل بضعة أشهر " رسائل حب إلى ميلينا ) من قصة ( موتي وقط لوسيان ) التي تتحدث عن علاقتي بالحيوانات وعن صداقتي للفرنسية لوسيان . ذكرني بذلك علاقة الصديقة ريفان بكلبها : كنت وزوجتي ( ألمانية ) نتنزه على شاطىء طرطوس ، وكان حيدر يقيم في كوخ بالقرب من الشاطىء. قلت لبيرجت ، لنذهب لزيارة حيدر ونعلمه أننا هنا. سرنا إلى جانب الشاطىء لعلنا نرى حيدر في البحر يصطاد سمكا كعادته. لم نره . سالنا صيادا كان يخيط شبكته إلى جانب البحر. أخبرنا أن حيدر خرج من البحر وهو الآن في المتنزه القريب. ذهبنا إلى المنتزه ، كان حيدر يجلس مع بعض أصدقائه ، وكان المنتزه يعج بالمتنزهين. ما أن صافحنا حيدر وضيوفه حتى سألت عن الكلب . قال حيدر أنه يحرس الكوخ . قلت سأذهب لأحضره . قال: سيأكلك ! قلت لست ممن تأكلهم الكلاب ، وسترى . وحين انصرفت راحت زوجتي تصرخ بعربية مشوبة بلكنة أوروبية ( محمود لا تجن ) لم اذعن لها ، وخرجت من المنتزه ميمما وجهي شطر كوخ حيدر ، سالكا طريقا شجرية . لم أر الكلب من قبل إلا مرة واحدة ، قبل أكثر من عام ، حين زرنا حيدر ليلا مع بعض الأصدقاء . ولا أظن أن الكلب تنبه لي ليتذكرني . ولا أعرف على ماذا اعتمدت حتى بت مقتنعا أنني سأتمكن من إحضاره . أظن أنها واحدة من الحماقات التي ارتكبتها في حياتي . ماذا سأفعل ؟ كيف سأحضر الكلب ؟ في البلدة كنت أحمل معي بعض الخبز لكلاب الفلاحين ، وما أن تهرع الكلاب نحوي حتى أشرع في إلقامها الخبز . لكن ماذا سألقم كلب حيدر وأنا لا أحمل شيئا ، ولا أظن أن الخبز سيجدي معه لو توفر . لم أكن خائفا على الإطلاق ، وحتى حينه لا أعرف لماذا كنت واثقا من قدرتي على تطبيق الكلب ، دون أن أعرف كنه هذه القدرة . ولا أعرف كيف وجدت نفسي أنادي من بين الأشجار بصوت عال ( فيدل فيدل فيدل ) وهذا اسم الكلب . لم أكن قد رأيت الكوخ بعد ، وبالتأكيد لم يكن الكلب قد عرف بقدومي قبل المناداه . هو بالتأكيد سمعني الآن ويصيخ السمع لمنادتي ، كلما اقتربت من الكوخ بخطوات متئدة . شاهدت أعلى الكوخ يطل من بين الأشجار. أبطأت من سيري وأنا أنادي الكلب . غير أنني لم اسمع أي نباح ولم ار الكلب أبدا. عجيب! ماذا أفعل ، أنا لا أريد الكوخ فلماذا أتقدم أكثر ؟ وبالتأكيد سمعني الكلب وربما تجاهلني . أصبح قرابة نصف جدار الكوخ في مواجهتي . توقفت ورحت أنادي الكلب دون أن أتحرك . كان الكوخ يبعد عني قرابة أربعين مترا على الأكثر. رحت أنظر تحت الأشجار لعلي أرى الكلب . لم أر شيئا . رحت أعيد النظر وأدقق تحت الأغصان الممددة فوق الأرض . شاهدت رأس الكلب ، كان يكمن بين الأغصان ملقيا رأسه على أماميتيه ويحدق نحوي بكل حدة بصره . لم أتوان على الإطلاق ، فما أن التقت عيوننا حتى هتفت بفرح شديد وأنا اوميء بيدي ( لك فيدل تع ! ) غير أن الكلب لم يحرك ساكنا ، ولم ينبس بأي صوت . كررت النداء والإيماء !دون جدوى . لا شك أن الكلب متوجس مني . خاطبته بندم ( ايه ! ما بدك ؟ باي ، أنا راجع لعند حيدر . خليك هون ) واستدرت وقفلت عائدا . سرت قرابة ثلاث خطوات والتفت لأنادي الكلب ثانية . لكن دون جدوى أيضا ! سرت خطوتين أخريين والتفت لأناديه ثالثة . وما أن ناديته بنفاد صبر مؤكدا له أنني لن أصحبه إذا لم يأت حالا ، حتى فز وانطلق نحوي كالسهم ، استدرت بكامل جسدي وثبت قدمي في الأرض وأشرعت صدري له فاتحا يدي على وسعهما . وثب نحوي من مسافة تقارب الأمتار الثلاثه ، لتطوق أماميتيه كتفي فيما خلفيتيه تتشبثان بحزامي ، الكلب وكأنه مصارع متمرس أي حركة تضمر سوءا مني ستجعل رأسي أو عنقي بين فكيه ! راح يتشمم وجهي يمينا ويسارا وكأنه سيقبل خدي فيما يداي تملسان على رأسه بكل حنو وأنا اميل برأسي أيضا لأعطيه خدي الآخر ! استمر الوضع قرابة دقيقة ، لا أعرف فيما إذا شم رائحة حيدر تنبعث مني ، أو أنه اطمأن لي . نزل عني وراح يتشمم الأرض وما لبث أن سلك الطريق الذي سلكه حيدر كما يبدو ، وهو الطريق الذي جئت منه . وحينها جزم أكثر أنني سأ صطحبه إلى صاحبه ، هكذا بدالي حين راح يذرع الأرض مرحا أمامي ويعود نحوي مبديا فرحة هائلة ! وما أن انهى استقباله لي حتى راح يعدو أمامي في الطريق الترابي متتبعا رائحة خطو حيدر . حتى حينه يا لوسي لم أكن أعرف أن الكلب يستطيع أن يميز رائحة خطو صاحبه حتى لو خالطها آلاف الخطوات ، وكنت من حماقتي وأنا فدائي في الأرض المحتلة أرد الآبار ليلا وأدور حول البئر عدة دورات ليختلط وقع أقدامي بأقدام الناس فلا تستطيع كلاب الأثر متابعة ملاحقتي . ليتبين لي الآن وأنا أتبع كلب حيدر أنني كنت جاهلا تماما ، فقد سبقني الكلب إلى المنتزه ودخل إليه وذهب في خط شبه مستقيم إلى مائدة حيدر ، رغم وجود متنزهين على جميع موائد المنتزه .أية قدرة رائحية هذه التي عند الكلب ، ثم هل تترك الخطوات في الصيف رائحة ما ؟ وكيف يستطيع الكلب تمييزها من مئات الروائح الخطواتية ؟ كان حيدر وضيوفه وزوجتي يحدقون إلي غير مصدقين ، فيما أنا أقف ضاحكا مزهوا بنصري ،رافعا يدي مشهرا ابهامي الأيمن دون باقي أصابعي . هاتفا لحيدر ( آه كيف أنا وياك ؟) وما لبث حيدر أن هتف ( يلعن أبوك راعي إبن راعي ) !! أخذت طبقا من اللحم المشوي ورحت أطعم ضيفي فيدل ! |
07-16-2015, 03:54 PM | رقم الموضوع : [13] |
الأُدُباءْ
|
أولادي ( نشيد القدر ) قصة طويلة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=476395 |
07-16-2015, 03:56 PM | رقم الموضوع : [14] |
الأُدُباءْ
|
|
11-11-2015, 07:31 PM | رقم الموضوع : [15] |
الأُدُباءْ
|
ما العمل مع هذه العاهرة حبيبتي وعدوتي اللدودة ؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=492166 |
|
|
11-11-2015, 07:34 PM | رقم الموضوع : [16] |
الأُدُباءْ
|
|
|
|
11-11-2015, 07:37 PM | رقم الموضوع : [17] |
الأُدُباءْ
|
الأحمق العالم!!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488998 |
|
|
04-07-2016, 10:09 PM | رقم الموضوع : [18] |
الأُدُباءْ
|
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
محمود, مختارات, شاهين, قصصية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حوار هادىء مع محمود شاهين | Naofal | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 02-24-2019 03:39 PM |
العجوز محمود شاهين | شاهين | ساحة الفنون و الموسيقى و الأعمال التصويرية | 5 | 05-27-2018 07:30 AM |
وزارة الثقافة الفلسطينية تكرم محمود شاهين | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 19 | 10-04-2016 01:56 PM |
سلاما أيها الأزرق .عن محمود شاهين | شاهين | ساحة الفنون و الموسيقى و الأعمال التصويرية | 1 | 04-13-2016 04:53 AM |
أبناء الشيطان . رواية . محمود شاهين | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 18 | 07-05-2015 05:44 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond