10-09-2018, 05:44 PM | رقم الموضوع : [1] |
باحث ومشرف عام
|
البلاغة و الدقة العلمية لا يجتمعان.
البلاغة تقوم على الإيجاز و يدخل فيها التشبيهات و نحوها من أساليب التعبير غير المباشر.
اللغة العلمية تقوم على التفصيل الدقيق الممل و تقديم المعلومات بصيغة مباشرة جدا. لذا تجد أدعياء الإعجاز العلمي يفرغون الآيات من بلاغتها في سبيل إلباسها لبوس العلم، فمثلا آية (السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما) يزعمون أنها تقصد الانفجار الكبير، ولو صح ذلك لكانت من أشد التعابير الممكنة ركاكة عن الانفجار الكبير. فهذه النظرية تنص على أن طاقة الكون كانت متركزة في نقطة متناهية الصغر و الكثافة ثم بدأت هذه النقطة تتمدد بسرعة شديدة و طاقة هائلة بصورة تشبه الانفجار. أما الأية فتقول أنهما كانتا متلاحمتين (رتقا) ففصلناهما عن بعضهما بالشق (فتقناهما)، فأين هذا المعنى من النظرية العلمية ؟ إما أن نفسر الآيات ببلاغة مقابل إخراجها من دائرة الإعجاز العلمي (فيفقد الاسلام القشة الاخيرة التي يتعلق بها) أو نفسرها تفسيرا علميا مع التضحية بالبلاغة (فنخالف المزاعم الذاتية للقرآن بكونه بليغا). و أرى أن الخيارين لهما نتائج كارثية على الاسلام. |
10-09-2018, 06:10 PM | رقم الموضوع : [2] |
باحث ومشرف عام
|
رواد الإزعاج العلمي يذهبون إلى الإشارة والتلميح.
بمعنى أن إعجاز القرآن هو في مخاطبة رعاة الغنم أثناء "نزوله"، لكنه تضمن إيحاءات عملية سيكتشفها البشر على مر العصور حتى تكون حجة عليهم. بالإمعان في آية الرتق والفتق، فهي تعني أن الكون كان صخرة ثم انفجرت، وليس غير ذلك. لكن ما دام أصحاب الإزعاج يأولون آية "رفع السماء بدون عمد"، فهم قادرون على استخراج أي شيئ من أي آية. |
|
|
10-09-2018, 06:15 PM | رقم الموضوع : [3] |
باحث ومشرف عام
|
ما دام هناك اشارة و تلميح اذا ليس هناك اعجاز. الاعجاز يعني اقامة الحجة و الحجة لا تقوم الا بتعبير صريح.
|
10-10-2018, 10:49 AM | رقم الموضوع : [4] |
باحث ومشرف عام
|
لنأخذ نموذجا أخر على مطاطية موضوع الاعجاز و هو في الايتين التاليتين :
(و السماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون - و الأرض مهدناها فنعم الماهدون) يزعمون ان توسيع السماء هنا تعبير عن تمدد الكون. هذا تفسير خاطئ ابتداء لان السماء لغويا لا تكافئ الكون لكن سنجاري تفكيرهم. حسنا, لنحلل العبارات المستخدمة في الآيتين : توسيع السماء : يمكن فهمها من زاوتين : إما من منظور كوني فيصبح معناها تمدد الكون. أو من منظور العين البشرية فيصبح معناها سعة السماء الزرقاء التي نراها فوقنا و هذا معنى أدبي لا اعجاز فيه. مهد الأرض : أيضا تفهم من زاويتين : إما من منظور كوني فيكون معناه أن الارض مسطحة و خطأ علمي أو من منظور العين البشرية فيكون معناه أن الارض منبسطة أمامنا. يجب أن يكون منهجنا متماسكا فإما أن نفهم الآيتين بمنظور العين البشرية فتصبحان تعبيرا ادبيا ليس فيه اعجاز علمي ولا خطأ علمي. أو أن نفهمهما بمنظور علمي و هذا مستحيل لأنه يؤدي لتناقض فلا يعقل أن تتحدث آية عن تمدد الكون و بعداه مباشرة آية عن الأرض المسطحة. الذي يفعله الاعجازيون هو أنهم يكيلون بمكيالين في آيتين متتابعتين ! فياخذون الاولى بمنظور علمي و الثانية بمنظور العين البشرية حسب ما يوافق تفكيرهم المسبق. النتيجة أنهم جعلوا النص يبدو في قمة التنافر و الركاكة. هل يوجد أوضح من هذا المثال على فساد منهجية الازعاج العلمي ؟ |
11-01-2019, 04:23 PM | رقم الموضوع : [5] |
باحث ومشرف عام
|
للرفع
|
|
|
11-01-2019, 04:56 PM | رقم الموضوع : [6] |
عضو برونزي
|
القرآن ليس كتاب علوم حتى تطالبه بإعطاء التفاصيل الدقيقة للظواهر الكونية لكنه في المقابل أعطى أمثلة وإشارات واضحة لبعض الحقائق التي يستحيل إدراكها في زمن البعثة المحمدية كضيق التنفس عند الصعود في السماء
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ (125) سورة الأنعام أو حركية كوكب الأرض وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (88) سورة النمل أو كون القمر مجرد نور منعكس لضياء الشمس هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا (5) سورة يونس والأمثلة الكثيرة في المقابل ماذا يفعل منتقدي ومكذبي ظاهرة الإعجاز العلمي ؟ يحاولون التركيز على أخطاء الإعجازيين أو الإعجازات المشكوك فيها لإيهام الناس بمطاطية الكلمات المعتمدة من طرف الإعجازيين بصفة عامة |
11-01-2019, 05:12 PM | رقم الموضوع : [7] |
باحث ومشرف عام
|
لا شيء مما ذكرت اشارات واضحة، ولا يمكن أن تكون واضحة دون تفاصيل دقيقة تجعل القرآن كتابا علميا، الأمر الذي نفيته! ولو كانت هذه اشارات علمية فهي تنفي بلاغة القرآن لانها ليست واضحة في ايصال المعنى العلمي.
- يصعد في السماء (بتشديد العين) تعني يجاهد في الصعود. ضيق التنفس هنا بسبب المجاهدة في الصعود و ليس بسبب الجو. ثم الم يكن الانسان القديم يختبر ضيق التنفس عند صعود الجبال العالية ؟ - مرور الجبال كالسحاب ذكر على أنه من أحداث يوم القيامة، أي لو كان تلميحا لدوران الأرض فذلك يعني أنها اليوم ثابتة و ستبدأ الدوران يوم القيامة! ثم اين البلاغة في نسبة حركة الأرض إلى الجبال فقط؟ - لو كان المقصود بالنور أن القمر يستمد ضوءه من غيره فهذا يعني أن الله يستمد نوره من غيره ايضا حسب اية "الله نور السماوات و الارض" ، فهمت الآن لماذا نقول أن التفسيرات الاعجازية مطاطية و متكلفة ؟ في الحقيقة لا حاجة لجهد غالبا في تفنيد الاعجاز العلمي، يكفي المرور على التفسيرات القديمة و المعاجم لتكتشف أن التفسير العلمي متكلف جدا و لا قيمة له. |
|
|
11-01-2019, 06:54 PM | رقم الموضوع : [8] | ||||
عضو برونزي
|
اقتباس:
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) سورة العنْكبوت فلو ذكر الله أدق التفاصيل عن مختلف الحقائق والأسرار العلمية المستقبلية فستنتهي القصة ولن يعود هناك مجالا للشك في ألوهية القرآن وسيضطر الجميع للإيمان وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا (99) سورة يونس إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) سورة الشعراء ولن تصير الدنيا دار اختبار وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ (22) سورة الفرقان اقتباس:
اقتباس:
https://www.youtube.com/watch?v=EPyl1LgNtoQ عكس الناظر من على سطح الأرض الذي يخيل له سكون الجبال مجرد قول تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ (88) سورة النمل يثبت علم منزل القرآن بخضوع الإنسان لجاذبية الأرض سواء تعلق الأمر بالدنيا أو الأخرة أصلا كيف يمكن نسب الآية للأخرة وهي تصف الظاهرة بصنعة الله المتقونة ؟ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (88) سورة النمل عكس دمار الساعة وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) سورة النبأ فمن المتكلف والمطاطي في حقيقة الأمر ؟ اقتباس:
البرق هو الضياء يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ (20) سورة البقرة النار هي الضياء والشعاع المنبثق منها هو النور مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ (17) سورة البقرة وبالتالي عندما يقول القرآن هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا (5) سورة يونس فالمقصود أن الشمس هي مصدر الإنارة والقمر هو النور المنبثق منها وليس أن مفهوم النور هو الشعاع المستمد من جسم آخر كما زعمت مع الخالق الذي أصلا ليس كمثله شيء ولا يحتاج لضياء ومصدر إنارة لأنه هو النور الأبدي |
||||
11-01-2019, 08:25 PM | رقم الموضوع : [9] |
باحث ومشرف عام
|
الاشارة بحكم التعريف تلميح و التلميح ضد التصريح أي ضد الوضوح. كيف تكون الاشارة واضحة هل يمكن أن تشرح لنا ذلك بعيدا عن الاتهامات الانشائية حول صدق النية و ما الى ذلك و هي اتهامات بطبيعة الحال يجب أن توجه لدجالي الاعجاز قبل غيرهم.
و ها انت تبرر غياب الدقة العلمية للقرآن بأنه يفسد الاختبار، و لكن كيف يغير ذلك من حقيقة أن غياب الدقة ينفي وجود الاعجاز ؟ تبرير الشيء لا يعني تجاهل نتائجه، و إلا أصبحت كطالب فاته الامتحان بسبب حادث سير و يطالب بالنجاح : غيابه مبرر و لكن لا يعفيه من الرسوب كنتيجة طبيعية لغيابه. ~ - الجبال ذكرتها كمثال على ان الانسان كان يعلم بصعوبة التنفس كما زاد الارتفاع و ذكر السماء هنا مفهوم جدا من باب المبالغة، فإن كان التنفس على رؤوس الجبال صعبا فلا شك أنه أصعب في السماء. و جهد الصعود أشد إرهاقا للنَفس من قطع الصحاري و ذكره مفهوم جدا. ثم ماذا منع القرآن أن يقول بصراحة أن النفس يضيق في المرتفعات الشاهقة ؟ لا تقل لي التبرير التقليدي عن عجز المستمعين عن فهم الحقائق العلمية لان هذه المعلومة غير معقدة ويمكن للجميع فهمها. ~ - مرور الجبال مر السحاب من أحداث الآخرة عزيزي و السياق واضح جدا ولا يترك مجالا لأي تأويل : وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) (سورة النمل) و هناك آيات أخرى واضحة تؤكد هذا المعنى : يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا (الطور : 9 ، 10) ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة ( الكهف : 47 ) ولا يتعارض ذلك مع آخر الاية "صنع الله الذي اتقن كل شيء" لان معناها أن من اتقن كل شيء فهو قادر على جعل الجبال تتحرك أو بتعبير ابن كثير : "أي يفعل ذلك بقدرته العظيمة الذي قد أتقن كل ما خلق" ~ - بالطبع الله ليس نورا بمعنى الشعاع المستمد، و لكن الفكرة أن تشبيه الله بالنور هنا يصبح خاطئا ما دام النور مستمدا من غير صاحبه. و انت الآن تقول ان هذا ليس المقصود بل أن النور ينبع من السراج و لكن.. في هذه الحالة أليس عليه أن يقول "و جعلنا الشمس سراجا و جعلنا القمر نوره" كي يتضح المعنى ؟ و على كل حال اليونان عرفت قبل الميلاد أن نور القمر مستمد من الشمس لأنهم لاحظوا أن أي كرة لو عرضت لنور الشمس فستمر بنفس الظواهر الضوئية التي تحدث للقمر. و في النهاية لو كانت الآيات القرآنية واضحة الدلالة على الحقائق العلمية فلماذا لم يفهمها منها المفسرون الأوائل ؟ طبعا الرد الجاهز أنهم لم يعلموا تلك الحقائق كي يفهموا دلالة الآيات عليها، و هذا اعتراف صريح بعدم وضوح دلالة الآيات و الا لدلت على الحقائق بذاتها دون حاجة لمعرفة سابقة. |
|
|
11-01-2019, 08:49 PM | رقم الموضوع : [10] | ||
باحث ومشرف عام
|
اقتباس:
وقال عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله الله في قلبه . وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما . وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته . وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله . اقتباس:
|
||
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
البلاغة, الدقة, العلمية, يجتمعان |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدقة العلمية في القران | محمد علي علي | العقيدة الاسلامية ☪ | 4 | 08-15-2017 09:44 PM |
ما هو المنطق؟ وما الفرق بين المنطق والفلسفة؟ وكيف يجتمعان؟ | Phoenix | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 11 | 08-11-2016 07:56 PM |
معجزة القران العددية في نسبة البحر للبر ... الله تعوذه الدقة العلمية ؟!!!! | تهارقا | العقيدة الاسلامية ☪ | 14 | 06-01-2016 11:25 PM |
تطور الحياة عبر الحقب | امير الملحدين | في التطور و الحياة ☼ | 10 | 09-22-2015 09:59 PM |
سبب النظام و الدقة في عمل الكون | دودة | حول المادّة و الطبيعة ✾ | 1 | 02-17-2014 11:12 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond