شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-16-2014, 11:35 PM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي في أصل الأخلاق؟!

مراحب للجميع

سأحاول نشر بعض مما ترجمته حول الاخلاق ونشرته سابقاً في مدونتي .. وسأحاول التركيز على الأفكار الأحدث المثيرة للجدل والتي تحتاج لتوسُّع في النقاش اذا اقتضى الأمر!




تأتي أخلاقيّات الإنسان من القرود






تمتلك الأخلاق أصل حيواني أكثر منه إلهي! فلا يسوع ولا روسو ولا هوبز, بل القردة شيتا, أو داروين ما يتوجّب ربطهم بمسألة الأخلاق. تمتلك أخلاق البشر ماضي تطوريّ مرتبط بالسلوك الاجتماعي لا الديني ولا الفلسفيّ. هذا ما يطرحه الأخصائيّ بعلم الرئيسيَات Frans de Waal في كتابه الأخير " البونوبو والملحد ".




" فكثير من النماذج التي نعتبرها { أخلاقيّات } تأتي من تطوُّر الانواع الحيّة ", كما يشرحها للبي بي سي موندو السيِّد Waal.


إثر دراسته للرئيسيّات لمدّة 40 عام, يؤكّد Waal بأنّ ما يحدده الكائن البشري " كأخلاق " يكون من أقرب الأشياء للسلوك الاجتماعي عند القرود منه لفرض إلهي أو قرار فلسفيّ. بالنسبة له لا تمرّ الأخلاق عبر قرار يؤخَذْ أو يُفرَضْ من الأعلى – الفلسفة, الدين أو حتى السلطة – بل هي شيء فطريّ يميّز السلوك الاجتماعي البشريّ. لا يكون الأمر هكذا فقط: فهو غير حصريّ, بل يأتي كجزء من " حزمة اجتماعية " قائمة عند حيوانات أخرى كأقربائنا الرئيسيّات.



بحسب السيّد Waal, يكونا قُطبا الأخلاق: التعامل بالمثل والعدل من جانب, التشاعر والرأفة من جانب آخر, والقطبان حاضران في السلوك الاجتماعي للقرود وهو ما تتم الاستفاضة حوله في الكتاب.



أخلاقيّات الرئيسيّات



يميّز Waal بين درجتين أخلاقيتين بسلوك تلك الحيوانات:


الدرجة الأولى والمسماة بأخلاق " واحد إلى واحد ", والتي ترتبط بالكيفية التي يأمل الفرد أن يُعَامَلْ بها. فقد أكّدت دراسات Waal ودراسات باحثين آخرين, بأنّ الشمبانزي والبونوبو يحترمون مفهوم الملكية والتعامل مع أقرانهم بحسب تراتبية معيّنة ضمن جماعاتهم. مع ذلك, فيبدو أنّ كثير من الأنواع الحيّة الأخرى تمتلك نظام مشابه, بالتالي: متى يصبح السلوك الاجتماعي أخلاقي؟



يكمن مفتاح القصّة بانتظار تلك الرئيسيّات لمسألة احترام " حقوقها " ومعاملتها بحسب مكانتها بتراتبيتها في الجماعة. حيث تُبدي, بوصفها حيوانات اجتماعية, الامتنان وحتى يمكنها امتلاك الميل نحو الانتقام وذلك وفق سلوكيات الآخرين تجاهها.


الدرجة الثانية للأخلاق والمسماة " القلق الاجتماعي " وترتبط بمفهوم أكثر تجرّداً يتضمَّن الاتجاه نحو انسجام الجماعة بوصفها وحدة متماسكة. بالرغم من بدائيتها, تبيِّن القرود صيغ محددة من درجة الأخلاق هذه عند تقاسم طعامها, تهدئة جيرانها وحتى " التدخُّل " في صراعات أفراد آخرين لتفادي البلبلة في الجماعة.


في حديث للسيِّد Waal قبيل إطلاق كتابه, شرح نقطة قد شدّت اهتمامه لدى دراسته الرئيسيّات: هي محاولتهم التوفيق إثر الصراع. فالعلاقات القيِّمة يؤذيها الصراع ولهذا لا بُدَّ من فعل شيء إزاءه.

يتجه, كل شيء, نحو قبول – وتعاون – اجتماعي. لقد تطورنا كبشر, كحال أقرباؤنا القرود, في جماعات صغيرة حيث شكّل التعاون شأناً جوهرياً. فقد صار الإحساس بالاحتياجات, الأعمال والتشجيع بباقي أفراد الجماعة: شأناً حيوياً. وهذا بحسب Waal لا يمتلك أيّ شيء يمتّ إلى قرار أو فرض إلهي, بل يتصل بالبقاء على قيد الحياة كشأن أساسيّ.



أشار Waal لأنّ:" نمتلك ككائنات بشرية كل أنواع الأنانيّات والنزاعات الفردية: التي نحتاج إلى إيجاد حلول لها, بُغية تحقيق قيام مجتمع تعاونيّ. ولهذا بالضبط نمتلك الأخلاق ولا حاجة للنحل والنمل لها ".


مع ذلك, لا يكون مصدر الأخلاق فلسفي من طراز طروحات هوبز Leviatán hobbes. يكون المثل الشهير " الإنسان هو ذئب الإنسان " غير عادل. فجماعات الذئاب تشكل حيوانات متعاونة, كما البشر متعاونين أكثر ويتشاطرون المشاعر, وفق ما أكّده السيِّد Waal.



جدلٌ دينيّ, فلا الله ولا الفلسفة: قد أثَّرت بنموّ السلوك الأخلاقيّ, مع هذا فنتائج دراسات Waal لا تلقى صدى جيّد بين الفلاسفة, أخصائيي علم الإنسان وحتى الاقتصاديين, بحسب Waal نفسه.

فأولئك قد حسموا قولهم بأنّ العدالة عبارة عن مفهوم كثير التعقيد وأن الحيوانات لا يمكنها امتلاكه. لدرجة أنّ فيلسوفاً قد كتب لي شاكياً بأنّه كان من المستحيل على القرود أن تمتلك الاحساس بالعدالة, حيث أنّه تمّ ابتكار هذا المفهوم خلال الثورة الفرنسيّة.



جدلٌ آخرٌ يظهر, يكون دينياً هذه المرّة أو لا دينيّ لكي نكون دقيقين أكثر. يقول Waal:" لا يكون هامشياً, لكنه لا يشكّل قاعدة الأخلاق ". ويُشير Waal لأنّ كتابه يشكِّل رد فعل على مجتمع كالمجتمع الأميركي الذي غالبيته تربط الأخلاق بالدين بصورة مباشرة.



خصّص الكاتب في كتابه فصل كامل عن الإلحاد. حيث يتفق مع تخفيف دور الدين, عبر تركيز أقلّ على فكرة الله القادر على كل شيء وتركيز أكبر على القدرات البشرية, لكن هذا لا يبدو كافياً للملحدين. فلقد انتقد ممثلين بارزين للإلحاد هما PZ Myers وAC Graylingالكتاب وذلك ليس بسبب عدم " شيطنة " الكاتب للدين فقط, بل كذلك لأنّه انتقد الإلحاد محذراً من خطر تحويله لعقيدة كالدين ذاته. وبهذا يقترح Waal عليهم أن يهدؤوا قليلاً و عليهم كذلك إضفاء الهدوء على النقاش بهذا الصدد.



ينتهي Waal مؤلِّف كتاب " البونوبو والمُلحد " بقوله:" فيما لو يكن سؤال وجود الله مهماً, لكنّه لا يكون السؤال الذي ينشغل به كتابي, ولن يكون سؤال يمكن لأخصائيّ علميّ الإجابة عليه ".


يتبع



:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 07-17-2014, 04:50 PM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي بحثاً عن أخلاق طبيعانيّة*


تمثال نصفي لشيشرون - ويكيبيديا


" يأتي كلّ ما هو صائب, أخلاقيّاً, من المصادر الأربعة التالية: التصوُّر الشامل أو الاستنتاج الذكي لما هو صائب, المحافظة على مجتمع مُنظّم يأخذ فيه كل عضو ما يستحقه وأن تكون كل الواجبات فيه مُنَفَّذة, العظمة والقوّة لروح نبيلة لا تُغلّبْ, أو الأمر والاعتدال في كل قول وفعل, ما يعني, القناعة وضبط النفس ".





هل انشغلت يوماً, بما يمكن أن يفكّر به راعي أغنام قد عاش بالقرن الأوّل الميلادي: فيما لو يمكنه العيش بيومنا هذا؟ ماذا سيفكّر بخصوص: الحصول على مياه صالحة للشرب في المنزل بمجرد فتح صنبور, شفاء أمراض خطيرة جرّاء حقن سائل ما, السفر بزمن يفوق زمن سير الحصان أو بارتفاع أعلى من ارتفاع نسر, أسلحة يمكنها القضاء على ملايين الاشخاص بلحظة, بتركيب أعضاء عندما تفشل الاعضاء الاصلية, الحصول بثواني على كل المعلومة التي نريدها في لوحة مضيئة وملوّنة؟





يمكن لفجوة الألفي عام هذه, أن تجعله يرانا ككائنات ساحرة ذات قدرات فوق طبيعيّة يصعب عليه استيعابها. حتى بالنسبة لنا, سيكون من الصعب فهم عدم حدوث انقراض نوعنا, في حال عاش أسلافنا بظلّ شروط محدودة كثيرة. وصلت الإنسانية, إثر مرور 1000 عام من الركود حتى القرون الوسطى, إلى وعي متزايد للحاجة إلى التعايش السليم والتعاضد والتضامن مع آلام الآخرين.


قطعة من القانون السادس من مسلّة أشوكا - موجودة في المتحف البريطاني حالياً - ويكيبيديا

مسلّة حمورابي وعليها شريعته - ويكبيديا

ليكرغوس - ويكبيديا

سولون - ويكيبيديا



وخلافاً لما يمكن التفكير فيه, اعتباراً من وجهة نظر دينية, فإنّ مبادئنا الأخلاقيّة تمتلك مكونات تطوريّة واجتماعيّة قويّة: تعكس توافقات " روح الحقبة ". وكأمثلة على هذا, لدينا قوانين أشوكا الأخلاقيّة في الهند, قوانين حمورابي في بابل, قوانين ليكرغوس في أسبرطة أو قوانين سولون في أثينا, وهي قوانين سادت بوقتها ضمن حضارات متطورة, لكن بمرور الوقت ثبت خطأها في فهم الطبيعه البشرية وبالنهاية جرى إقصاؤها.


من خلال متابعة حثيثة لتطوُّر السلوك البيولوجيّ الاجتماعي: نجد أنّ ما يجري اعتباره مزايا الأخلاق الحصريّة بالبشر { أخلاق بشرية }: المعاملة بالمثل, الأنظمة الاجتماعية, التصالح, التشاعر والبحث عن السلام, ما هي إلّا أخلاق يمكن ملاحظتها عند كثير من الحيوانات القطيعيّة كالشمبانزي والدلافين. حيث يطرح Frans de Waal في كتابه " الرئيسيّات والفلاسفة " فكرة تقول: كل الحيوانات الاجتماعية قد اضطرت لتحديد أو تعديل سلوكياتها بصيغ مختلفة لأجل تأمين التعايش والبقاء على قيد الحياة. لقد ورثنا تلك المحددات والسلوكيات من أسلافنا أشباه البشر, وهي تشكل بالوقت الراهن جزء من مجموعة من المواقف التي تمّ تشكيل الأخلاق البشرية من خلالها.





من المواقف الأهمّ الموروثة من أسلافنا: امتلاكنا الثقة غير القابلة للتغيير في طفولتنا بكل ما يقوله لنا آباءنا أو مربينا بالعموم, حيث يوفِّر هذا فائدة انتقائيّة بمواجهة مخاطر قد تتواجد في بيئتنا. فبمواجهة مواقف حرجة, يمكن للطفل اختبار الأخطار التي يتوجّب أخذها بالحسبان من قبل الآباء, ولهذا نتعلم بأنّ السكاكين تجرح, السيارات تدهس, وفيما لو نقع على درج المنزل قد ينكسر عظم ما فينا. بلحظة ما, يقبل الطفل دون أيّ مساءلة: ما ينقله الأب من " معرفته المفيدة " حول ما هو مفيد وما هو ضار, حول كيفية التصرُّف وفقاً لما هو مقبول اجتماعياً, لكن كذلك ينقل له الآباء تحيزاتهم { أحكامهم المُسبقة }, التابوات والأخطاء { المفاهيم الخاطئة }.


بهذه الصيغة تمّ تصنيع احتياجات زائفة في عقل الطفل الذي كان ضعيفاً من ناحية استخدام المنطق وإجراء المحاكمة الذهنية: كوجود كائنات ساحرة مثل بابا نويل, الملائكة التي تحمينا, حياة بعد الموت والعقاب بالنار الخالدة, جرى قبولها دون براهين, وبعيداً عن الأدلة مع برهان " أنّ أشياء مؤكّدة لا تكون مخصصة لتكون مفهومة مع التعليل ". حين يصبح هذا الطفل بالغاً, سيقوم بنقل هذه " المعرفة المفيدة " بدوره للجيل اللاحق, حيث يعزِّز بهذه الصيغة مفاهيم: فيما لو تكن سهلة الدحض, فهي ستكون صعبة الاجتثاث.


على مدار قرون, جرى تقديم الفكرة القائلة بأنّ أنظمتنا الأخلاقيّة تتمركز في كائن علويّ متفوِّق كامل, أبٌ, صديقٌ يمكنه فعل أي شيء ويعرف كل شيء, يستمع لنا ويحمينا, وبدونه سنضيع بوصفنا كائنات ناقصة. سيخدم هذا الأفق بأفكارنا الطفوليّة الطبقات الكهنوتيّة بصورة رئيسيّة, حيث يقومون بالترتيب والتفسير لمختلف الاشارات السماوية, يستقبلون فهمهم بوصفه وحي, لكنهم ببعض الأحوال قد شجَّعوا, وعلى مدار قرون, على ارتكاب الجرائم وتعزيز الجهل.



خرجت من داخل الجماعات المتدينة شخصيات غير راضية عن الحقيقة التي يدعيها الوحي, اضافة لعدم رضاهم عن التناقضات القائمة بعقائد تلك الجماعات الدينية, ولذها قرّروا استخدام قدراتهم الذهنية لحلّ ومواجهة أمور عديدة مُقلقة حول الكون والحياة. يكونوا غاليلو, نيوتن وداروين, اضافة لآخرين غيرهم: أشخاص متدينين بالنسبة للكثيرين, وعبر بضع خطوات قليلة يُحسدون عليها, قد ساهموا بتكوين الجسم المعرفيّ الذي قاد في آخر 500 عام لتحقيق الكثير من الازدهار بحياتنا الحديثة.



يشكّل نظام التصويب الذاتي للعلم, أمراً حيوياً يسمح بالتقدُّم وإقصاء كل ما يجري دحضه بالأدلة, حتى لو جرى اعتباره صحيحاً بلحظة ما. فالآن نفهم بثقة كبيرة ووضوح شديد ودون بذل كثير من الجهود: بأنّ الأرض لا تكون مسطّحة, وأنّه لا يمكننا المشي على المياه, وأنّ الفروقات الشكلية بين الاشخاص لا تعني وجود الأدنى والأرقى, أنّ ولادة العذراء مستحيلة فيزيولوجياً. في المستقبل, قد تسمح اكتشافات جديدة بفهم ظواهر الطبيعة التي يعتبرها البعض حتى الآن سحرية أو يسببها كائن علويّ لا مُبالٍ.




أن يكون الشخص منطقيّ ويفهم عمل محيطه: لا يعني بأنّه قد فقد إنسانيته. بغضّ النظر عن الاعتقاد الديني, مستوى التعليم أو الثقافة, فجميعنا قد اختبرنا مشاعر كالحبّ, النشوة, الأمل أو الإعجاب, وكذلك شعرنا بأمور مأساويّة كالحزن أو الألم. يمكن لهذا المستوى الروحانيّ توجيه سلوكنا في المجتمع أحياناً, لكنه بالتأكيد لن يتمكّن من تفسير طبيعة الواقع.


بوقت حديث, تمّ انطلاق البحث حول الأخلاق علميا. فمن خلال تحليل إحصائيّ للاستجابات تجاه معضلات معقدة أخلاقياً, تمّ التوصُّل لتحديد قواعد أخلاقيّة مقررة تطورياً في دماغنا, الأمر الذي سمح بتحضير نماذج يمكن تطبيقها في إدارة الصراعات والمفاوضات. وقد برزت التجربة الأخلاقيّة المسماة " معضلة الترامواي رقم 4 Dilema del Tranvía ", والتي يمكن إيجازها بالتالي:

من cosasdejosep


يمشي ترامواي خارج السيطرة في طريق. في طريقه أي على سكّته, ربط فيلسوف شرّير 5 أشخاص. لحسن الحظّ, يمكن تغيير مسار الترامواي إلى طريق آخر من خلال كبس زرّ, لكن لسوء الحظّ, يوجد شخص مربوط أيضاً هناك, هل يتوجب ضغط الزرّ وتغيير المسار؟




وافقت غالبيّة الاشخاص المطلقة, التي سمعت القصّة, على السماح بكبس الزرّ. على الرغم من كون المتميزين بتكوين أخلاقيّ دينيّ قد بدوا مترددين في كبس الزرّ, إلاّ أنّ غالبيتهم العظمى رأت بأنّ هذا الخيار, أخلاقياً, هو الأفضل { حيث يُسفر الخيار الآخر عن قتل 5 أشخاص }. تتكرّر هذه النتيجة بشكل ثابت, وبصورة مستقلة عن الثقافة, مستوى التعليم أو الاعتقاد الديني. يشكّل هذا مؤشِّر لما يمكن اعتباره نموذج أخلاقيّ أدنى: لا يكون ضرورياً فيه حضور الآلهة التي تتدخّل بسلوكياتنا.



لا يمكن تنظيم سلوكنا الإجتماعي عبر نظرية النسبيّة العامة أو قوانين الترموديناميك, فمن الرعونة التفكير بأنّه يمكن استخدام العلم والعقل بوصفهما نظام أخلاقي كفء, لكن كما رأينا, فهي توفِّر لنا أدوات تعرفنا على أنفسنا بصورة أفضل, نفهم مواقفنا, نرى بوضوح ودون أحكام مُسبقة, نتزوّد بمباديء أخلاقيّة موضوعيّة جديدة يمكن تقييمها على ضوء قدرتها بتحسين أحوال المجتمع.


في تمرين واضح عن الحياء الثقافيّ, سمح لنا استخدام العقل بامتلاك وعي بالمسؤوليات التي تقع على عاتقنا كأعضاء في المجتمع, لقد تمكنا من التعلُّم بأنّ حرياتنا تصل للحدود التي تقرُّها حقوق الآخرين. نمتلك تقدُّم ملموس بهذا الاتجاه مقارنة بحقب الإيمان الأعمى المسيطر وغير القابل للمساءلة, لقد تطورت حرياتنا بصورة معقولة, معتدلة وتخضع لأنظمة أخلاقيّة شاملة تقوم بتنظيم السلوك البشريّ الأرضيّ والراهن: دون تأمُّلات في القيم الصوفيّة الفوق طبيعيّة.





* طبيعانية (بالإنكليزية: Naturalism) هي فلسفة ترى أن الوجود ممتنع خارج الطبيعة أي لا يوجد شيء لا يمكن رده إلى سلسلة وقائع مشابهة لتلك التي نختبرها. من ويكبيديا

يتبع



:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 07-18-2014, 08:19 PM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي الرئيسيّات والفلاسفة: تطوُّر الأخلاق من القرد إلى الإنسان



يحتوي هذا الكتاب على طروحات عالم الرئيسيّات من أصل هولندي Frans de Waal خلال محاضرات Tanner Lectures له بجامعة Princeton في العام 2004. وقد بدأت محاضرات Tanner Lectures on Human Values حول الأنسنة منذ شهر يوليو / تموز العام 1978 من قبل Clark Tanner الذي حدّد هدف تلك المحاضرات كبحث عن فهم افضل للسلوك والقيم البشرية.


يتكوّن الكتاب من عرض أوّلي فيه وجهة نظر De Waal حول جذور الأخلاق البشرية. ويشترك معه أربع فلاسفة هم (Philip Kitcher, Christine M. Korsgaard, Peter Singer y Richard Wranghan), والصحفي Robert A. Wright الذي اشتغل على الأخلاق البشرية في كتابه The Moral Animal. بالنهاية يصوغ De Waal نصّ يمزج بين آرائه وردود زملائه.




يُشرك كل المساهمين بالعمل نظرية التطوُّر انطلاقا من وجهة نظر علم الأحياء / البيولوجيا, ويتقاسمون رؤية الخير أخلاقياً بوصفه شيء واقعيّ يمكن صياغة تأكيدات حوله, وأنه يلقى التقدير من قبل الآخرين. وفي صورة معاكسة, سيكون الشرّ عبارة عن صيغة أنانيّة يقود للتعامل مع الآخرين دون اهتمام بمصالحهم واعتبارهم مجرّد وسائل أو أدوات.



يتولّد سؤال, انطلاقاً من وجهتي النظر ودون الدخول بتبريرها وفق رؤى لاهوتية أو دينية,هو: فيما لو تشكِّل مصلحة الفرد, بوضوح, عنصراً فعالاً بالانتقاء الطبيعي, فلماذا نتعلق كبشر بقيمة الخير ونسلك بمناسبات محددة بعيداً عن مصلحتنا الفردية وصولا للتضحية بالنفس؟




يوجّه De Waal سهام نقده إلى نظرية أخلاق القشرة Moral Veneer والتي تعتبر بأنّ الأخلاق ستكون عند نوعنا الحيّ كقشرة رقيقة ملوّنة تغطي لبّ لا اخلاقيّ. وهذا يتفق مع ما طرحه Huxley. بحسب هذه النظرية, يكونوا البشر اشرار, بهيميون, أنانيون يميلون لممارسة الشرور مع الآخرين, لكن يوجد فوق تلك الطبيعة القشرة الأخلاقيّة المشار لها ومن أصل غير محدّد. يرفض De Waal هذا الطرح. يكون بالنسبة له الكائن البشريّ كائن طيِّب, وتلك الطيبة – لا يمكن أن تكون بصورة أخرى – تمتلك سياق بيولوجي وتطوريّ ويمكن التنبُّه لها عند أقاربنا الأقرب { الرئيسيات } وحتى عند ثدييات اجتماعية أخرى.


نتقاسم كقرود كبرى استجابات لاإرادية { غير مختارة ولا خاضعة للتفكير المسبق }, قيِّمة فيزيولوجياً { قابلة للملاحظة } مقارنة بظروف آخرين. يشكِّل التشاعر empatía قسم أساسيّ من تلك الاستجابة, وهي تكون بالنسبة للباحث De Waal كعدوى تعاطف تسمح بتحديد احتياجات الآخر. يمكن ملاحظة التشاعر عند أنواع حيّة مختلفة, بين يمكن ملاحظة simpatía عند القرود الكبرى فقط, ويُعتبر مصطلح simpatía مرتبط, بحسب Eisenberg, بمفهوم أوسع يطال الاستجابة الانفعالية القائمة على مشاعر الحزن أو القلق من قبل فرد آخر على فرد حل به الحزن أو القلق. بالنهاية يمكن تحديد التشاعر كشعور بما يشعره الآخر, لكن مفهوم simpatía يُعتبر تحضير لاحق, شعور بالكيفية التي يشعر بها الآخر.


تشكِّل الاستجابات العاطفية, والتي من بينها التشاعر, قاعدة الأخلاق. وإلى جانب التشاعر لدينا الإيثارية التبادلية altruismo recíproco { والتي تُعتبر بمثابة آليّة تطورية في علم الأحياء حالياً } أو امتلاك الاحساس بالعدل الذي استشفه De Waal تجريبياً من سلوكيات القرود. بالتالي اخلاقيات البشر: تكون عبارة عن استمرارية سلوك حيوانات أخرى, هي تكوينية وبيولوجية ولا تنحصر بنوعنا.




يصوغ بالنهاية De Waal ردّه على زملائه عبر إدخال مفهوم دائرة الأخلاق círculo de la moralidad. حيث يؤكد بأن الأخلاق ظهرت, تطورياً, في البداية للتعامل ضمن الجماعة ذاتها, ثم للتعامل مع جماعات أخرى بوقت متأخِّر, وصولا لانتشارها بشرياً وبالنهاية عولمتها وامتداد مجالها ليشمل التعامل مع حيوانات أخرى. يقول De Waal بأن دائرة الأخلاق تتسع أكثر وأكثر: فقط عندما تؤمِّن الحفاظ على الصحة والبقاء على قيد الحياة بمستويات ودوائر داخلية أكثر. فعندما تقلّ الموارد ستتقلص تلك الدائرة وستطال السلوكيات الاخلاقية الأكثر قرباً, ويتفق هذا مع تأكيدات Singer بقوله أن ازدياد الغنى يعني ازدياد الإلتزام بالمحتاجين. أو كما تسبب أزمات اقتصادية راهنة حين تدفع السكّان لتخفيض مساعداتهم ودعمهم لمنظمات داعمة لاحتياجات المعوزين. بكل الظروف تتوجّه المساعدات في الأزمات إلى الأقرب, وهي التزامات وواجبات اساسيّة يعتبرها De Waal واجب أخلاقيّ أساسيّ.


يعتبر De Waal بأن تطوُّر الأخلاق يتأسس على 3 مستويات:


المستوى الأوّل: الشعور الأخلاقيّ المتكوِّن من التشاعر والتبادل, لكن كذلك المتكوِّن من المُحفِّزات, حل النزاعات وامتلاك الاحساس بالعدل. ويحضر هذا المستوى عند البشر والرئيسيات.


المستوى الثاني: الضغط الاجتماعي, وهو الموجّه لكل اعضاء الجماعة للسلوك التفضيلي لحياة تقوم على التعاون. وتشكلت الأدوات التأسيسيّة من تقديم المكافآت, تحقيق العقاب واكتساب الشهرة { وتشكل كلها عناصر تحكُّم وضغط اجتماعي }. يوجد هذا المستوى عند رئيسيّأت أخرى, لكن خير الجماعة / المجتمع بمجمله عبارة عن بُعد إنساني بحت.


المستوى الثالث والأخير: القدرة على المحاكمة الذهنية, أي القدرة على فهم حاجات الآخرين, بحيث يقوم هذا الفهم على توجيه سلوكنا الخاص ليكون سلوك منطقيّ. سيكون هذا البُعد بشريّ محض.





بوقت لاحق, عمّق De Waal طروحاته البيولوجية والتطورية الأخلاقية في كتب أخرى, هي:



The Bonobo and the Atheist

Age of Empathy: Nature's Lessons for a Kinder Society





:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 07-31-2014, 05:07 PM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي الأصل الطبيعيّ للخَيْرْ




يوجد قضايا { بصيغة تساؤلات أحياناً } رافقت البشريّة منذ طفولتها الباكرة, وقد لا يكون لبعضها إجابات, ولن يكون لها إجابات حتى, وهذا لا يعود لمحدوديّة معرفتنا وعدم القدرة على إيجاد إجابات لها: بل لأنّ تلك القضايا / التساؤلات لا تكون مُصاغة بصورة جيدة ببساطة.


بينما نجد, بالمقابل, قضايا / تساؤلات يمكن العثور على أجوبتها, ومن بينها تلك التي تناولها القسم الأكبر من الأساطير الدينيّة, وهي: ما هو أصل الخير؟


كثيرون اهتموا بهذه القضيّة بطول التاريخ, وكثيرون يطرحونها حتى اللحظة. هي واحدة من القضايا المستمرة والتي اهتمّ بها مفكِّرون كبار وإذا تمكنا من الوصول لإجابة: فالفضل يكون للعلم بهذا, وربما يعتبر البعض هذا غير صحيح, أو مبالغة بل وحتى شتيمة للأديان والفلسفات.


حسنا, فيما لو طرح القضيّة فلاسفة كبار, فيما لو تمتلك أديان كثيرة تفسيرات { حتى لو تكن متناقضة }, كيف يمكن لعالم أحياء بسيط أن يعرف الجواب؟ بسيطة, فكل عالم أحياء واستناداً لشروحات الفيلسوف Bernardo de Chartres يمشي على أكتاف عمالقة وهم أعظم من أيّ فيلسوف وُجِدَ سابقاً. وكما يحدثنا كارل ساغان:" لأجل صنع قالب تورتة تفاح بسيط, يجب أولا خلق كون كامل ". بفضل معرفتنا بالنظريات التطورية وجهود آلاف الأخصائيين علمياً: يمكننا المغامرة بتقديم إجابات متماسكة على قضايا كقضيّة هذا الموضوع { الخير }.

الخير El bien أو La bondad يشكِّلا مترادفين للإيثاريّة altruismo المدروسة من قبل كثير من علماء الأحياء التطوريين. يشكِّل الخير: القدرة على إفادة الآخرين من حساب الكائن ذاته { فاعل الخير }. خلال وقت طويل,وحتى علماء, اعتبروا بأنّ الخير مسألة حصريّة بنوعنا الحيّ وكنموذج لهذا الافتراض القول " وعي فوقيّ بشري ", وهو أمر لا يمكن لباقي الحيوانات فعله, والتي عاشت بعيدة عن آلام حيوانات أخرى كما يزعمون. بمرور الوقت, تمّ اكتشاف أن الأمر لم يكن بهذا الشكل.


جرت عملية مُراكَمة لكثير من الأمثلة عن سلوكيّات إيثاريّة عند حيوانات, والتي بدت وكأنها تنفذها لصالح الجماعة أو حتى نوعها الحيّ, بالرغم من إمكان تعرضها لمخاطر قد يصل لموت الحيوان أحياناً.




يبيِّن الفيديو أعلاه الغوريللا Binti Jua والتي تعيش في حديقة الحيوان في Brookfield بالولايات المتحدة الأميركية وهي تحاول حماية طفل بشري قد سقط في حفرة تخصّ منطقة الغوريللا. وقد ذاع صيت الخبر لأنّ الغوريللا Binti قامت بحماية الطفل من خلال الفصل بينه وبين باقي الحيوانات ومن ثمّ حمله لمكان يتمكن فيه مسؤولي الحديقة من أخذه.


وربما يشكِّلا النمل والخفّاش مصّاص الدم من أشهر الجماعات الحيوانية بهذا الإتجاه الإيثاريّ. ففي مجتمعات النمل ينحصر التكاثر بالملكة { نعرف اليوم بإمكان وجود عدّة ملكات بكل مملكة نمل } بينما يقمن العاملات بالتضحية " بالعمل " لأجل الآخرين. أما الخفاش مصاص الدم فيشكِّل نوع فرعي من الخفافيش وينتمي له 3 أنواع أميركية. وبحسب فيزيولوجيته الخاصة, يكون بحاجة ماسة للغذاء, ففيما لو يمرّ يومين دون تناوله الدم يمكن أن يموت هذا الخفاش.وعندما يعود خفّاش مصاص دماء إلى مجموعته ومعه غذاء يتقاسمه مع خفافيش لم تتمكن من تحصيل الغذاء. وهذا يُضعف الخفاش الممارس للإيثاريّة, لكنه يُنقذ حيوات خفافيش أكثر ضعفاً. جهد صغير ذو فائدة كبرى للقريب.


كذلك أجروا دراسات بعلم الأحياء تتوخّى التحقُّق من أنّ تلك السلوكيّات قد ظهرت بوصفها فاقدة للمعنى. والمتطلبات التي يقدمها التطور للسلوك " لخير الجماعة ": كانت تبدو مستحيلة التفسير.


وقد قدّم الحل عالم الأحياء التطوريّ هاميلتون W.D. Hamilton (1936-2000). هاملتون بحسب رأي ريتشارد داوكينز: يجب أن يُعتبر عالم الأحياء الأعظم منذ ظهور داروين, وهو المشهور بسبب أعماله حول : نسب الأجناس sex ratio, الأصل الطفيلي للجنس, وكما هو مفترض انتقاء القرابة { وهي الفكرة التي وجدت أصلها مع داروين نفسه }.


وعبر محاكمة منطقية بسيطة { مترافقة مع معادلة بسيطة كذلك }, قدّم هاميلتون السبب المركزيّ للجزء الأكبر من السلوكيّأت الإيثاريّة, والتي نشاهدها في العالم الطبيعيّ. يمكن إيجاز إطروحته بالتالي: كلما زادت قرابتنا من شخص { فرد }, كلما حضرت جيناتنا أكثر فيه. وكل سلوك يُعزِّز تكاثر تلك الجينات سيكون مُعزِّزاً لجيناتنا وبنسبة تتصل مباشرة بقرب القرابة أو بعدها.


تشكّل هذه الفكرة نقلة نوعيّة, وهي من الأفكار التي تساهم بتغيير تاريخ العلم. يستخدم ريتشارد داوكينز هذه المعادلة عندما يتحدث عن قوّة الانتقاء الطبيعي باعتباره نظرية تطوريّة, لكن بتطبيقها الكامل على انتقاء القرابة. في الوقت الذي يبدو فيه تبسيط المنطق مُضحكاً فإنّ ما يقوم بتفسيره هائلاً { من النمل الذي يحمي أو يضحي بشقيقاته, وصولاً للسياسيين الذي يستغلون مناصبهم لتمرير مصالح عائلاتهم }.



قد يرى قاريء ما بأنّ هذه النظرية لا يمكنها تقديم تفسير كليّ للإيثاريّة, وتفسِّر بصورة أقلّ موضوعة الخير.

فنظرية تقدم لنا تفسير للخير تجاه العائلات لا تقدِّم تفسيراً كافيا للإيثاريّة. قليلون من يتجرؤوا على تأكيد أنّ سبب سلوك العاملة النملة بحماية الملكة يمكن مقارنته بسلوك شخص يعرض نفسه للمخاطر لإنقاذ شخص آخر من حريق. إطلاق تسمية إيثاريّة على بعض الظواهر القابلة للتفسير من قبل هذه النظرية { عقم عاملات النحل المعاكس لخصوبة الملكات }, يمكن أن يكون مكافئاً للتفكير بأنّ فرضية الجين الأناني: تحولنا لأشخاص أنانيين.


فيما لو نتساءل ما هو الفارق بين الإيثاريّة التي تفسرها معادلة هاميلتون و " الإيثاريّة الحقيقية " { تلك التي يمكننا رؤيتها أمام أيّ شيء ودون انتظار أي تغيير }, بسرعة سنجد أنّ الجواب يكمن في العواطف emociones. ربما يكون الأخصائي بعلم الأعصاب البرتغالي Antonio Damasio هو أكثر من تطرَّق لهذا الأمر والذي لم ينل الشهرة الكافية لزمن طويل ولهذا لا يعرفه الكثيرون.



يقوم Damasio بالتمييز بين العواطف emociones والمشاعر sentimientos, فالعواطف تشكِّل استجابات سريعة وآليّة نسبياً بمناطق " بدائيّة " بدماغنا, بينما تكون المشاعر أكثر تحضيراً, تستغرق زمناً طويلاً وترتبط بتأمُّل واعي بالعواطف ذاتها. فيما لو نتجاهل ما يسمونه " المشاعر العاطفيّة " فلن نفهم الإيثاريّة بكل ما تعبِّر عنه.
كما هو مألوف وكما حدث مع الإيثاريّة وقضايا كثيرة أخرى, وخلال زمن طويل جرى اعتبار المشاعر بوصفها شأن حصريّ بالبشر وحدهم. جرى القبول بإمكان امتلاك الحيوانات للعواطف, حيث أبدت سلوكيات خاصة تجاه الإحساس بالجوع, الخوف, العدوانيّة, ...الخ لكن لم يفكر أحد تقريباً بإمكان امتلاك الحيوانات لمشاعر الحبّ مثلاً, الكره, أو الهضامة. كل تلك الأمور ربطها الإنسان بالروح البشرية والتي لا يمكن للحيوانات بلوغها وهي المسماة " حيوانات غير عاقلة " { والمثير أنها كلها غير عاقلة إلاَّ نحن!!! }.


نعرف اليوم بأنّ هذا غير صحيح, فلقد توصل كثير من العلماء لذات النتائج عبر مناهج مختلفة, بالرغم من أنّ الأكثر أهميّة هنا هو اختصاص علم الأعصاب. فمن خلال تحفيز مناطق دماغيّة محدّدة مُشتركة بين جميع أنواع الثدييات: تبيَّن بأنّ ما اعتقدناه من " أوضاع للروح " بوصفها حصرية فينا, تكون قائمة عند عدد لا يمكن احصاؤه من الأنواع الحيّة { عند جميع الثدييات وبالغالب يمكن العثور عليها عند الطيور حتى }.

وبمجرّد تمكننا من تجاوز مسألة الإعتداد بذاتنا كنوع متميِّز { وهو شيء غير يسير, نظراً لحجم هذا الإعتزاز الذاتيّ الضخم!! }, يتبقى أن نسأل: أيّ صيغة ارتباط تكون بين العواطف و " الإيثاريّة الحقيقية "؟. ولهذا يُنصح باللجوء إلى أبحاث السيِّد Frans de Waal أحد أهم دارسي الرئيسيّات في العالم, وعلى الأرجح هو من أوائل المهتمين بمسألة العواطف الحيوانيّة. وقد فهمنا بفضل أبحاثه بأنّ التشاعر empatía كقدرة على وضع أنفسنا مكان الآخرين عاطفيا { الإحساس بهم }: يكون منتشراً في الطبيعة بصورة هائلة. هو القدرة على اختبار العواطف والمشاعر لأفراد بمحيطنا, ويُعتبر هذا واحد من أقطاب " الإيثاريّة الحقيقيّة ".

ماهو مؤكّد, بالرغم من كون الآليّة العصبيّة المسؤولة مجهولة حتى الآن { يربطها بعض الباحثين مثل VS Ramachandran بالخلايا العصبية المرآتيّة }, أنها قابلية مدروسة جيداً, ويبدو مثيراً مدى انتشارها عند كل الثدييات, من الفئران وصولا للرئيسيّات, وهي المجموعة التي ننتمي لها نحن البشر, فكل الأنواع المدروسة منها تُظهر القابليّة للإنشغال بالوضع العاطفي لآخرين.





يبيِّن الفيديو أعلاه اختباراً جرى نشره في مجلة Science في العام 2011 من قبل الدكتورة Peggy Mason, حيث يمكننا رؤية كيفية انقاذ فأرة لزميلتها المُحتجزة بقفص. حيث تكون آليّة فتح القفص معقدة بحيث يصعب فتحه بالصدفة. ولم تقم الفأرة بما قامت به بداعي الفضول, حيث قامت بتكرار عملها على مدى أيّام كثيرة { أكثر بكثير مما يبعث على الملل من شيء ما }. كما أنها لم تقم بهذا لتوقف صرخات استغاثة { يمكن أن تكون مزعجة }. بل أكثر من كل هذا, وفي اختبار مثير آخر { منشور كذلك بمجلة العلوم كنص لا كفيديو } تصل الفأرة لاستخدام الشوكولا. فأر محجوز بقفص, وقطعة شوكولا بقفص آخر, وهنا يجب على الفأر الإيثاريّ أن يقرِّر من سيساعد بالخروج من القفص { علما أن الفئران تعشق الشوكولا }. أبدت الفئران في الاختبار اهتمام بالشوكولا كاهتمامها بإنقاذ زملائها, وأكثر من هذا أنّه إثر إخراج الفأر المُحتجز بالقفص, لم يقم الفأر المُنقِذْ باستهلاك كامل قطعة الشوكولا ترك نصفها للفأر المُحرّر المسكين!! وهو عمل مُدهش بكل ما تحمل الكلمة من معنى. { قد لا يحصل هذا بين كثير من البشر .. حيّ على الفئران حيّ على خير العمل! .. فينيق }.

لكن لماذا نقوم بهكذا سلوكيّات. ما الذي يجعلنا نقلق أو ننشغل بالآخرين؟ لماذا يجب أن نهتم بالآخرين؟

مع الإنتقاء الطبيعي: لم نقم فقط بتفضيل تلك السلوكيّات التي استثمرت جهودها في الأفراد المتشابهين جينياً, بل كذلك جرى تفضيل تقديم العون للآخرين, حتى عند انعدام وجود القرابة المُباشرة. تعود الفكرة لتكون أكثر بساطة وهي التي تقوم بتفسير المشكلة, لكن هذه المرّة بفضل نظرية الألعاب { التي طوَّرها أخصائيُّو رياضيات لاستخدامها في الاقتصاد بداية, وقد تحولت لأداة ذات فائدة لا تُصدَّق في علم الأحياء التطوريّ }.


عندما تمتلك قدر كافي من الذكاء, فإنّ تقديمك العون للآخرين: يفترض بصورة آجلة أو عاجلة أنّ أحدهم سيقدِّم لك العون. تستفيد الحيوانات الاجتماعيّة من هذا السلوك, وكلما زاد ذكاء الحيوان كلما زادت درجة تشاعره { إحساسه بالآخرين }, بالتالي ستكون قدرته على استشفاف الحالات العاطفية للآخرين أكبر, وبهذا تزيد مهارته بإيجاد الحلول لها.


تتناقض هذه الفكرة بقوّة مع الفكرة الشائعة التي تعتبر أنّ الطبيعة ما هي إلاَّ صراع دموي مستمر لأجل البقاء على قيد الحياة. قد يكون حان الوقت لتجاوز هذا المشهد القاسي, وآن الأوان لترك استخدام مُصطلح " حيوان " كمرادف لفرد لا يمتلك مشاعر
ولا يتحسّس الآلام.




من جديد يخطو العلم بالمجتمع نحو الأمام, يخطو ببطء ولكن لا يكون العالم دوماً كما يمكننا تخيله.


النص الاصل بالقسم الأجنبي

تعقيبي

أتابع بهذا الشريط نقل المواضيع التي ترجمتها وتتصل بمسألة الأخلاق والقيم .. وربما يندرج فعل الخير بهذا السياق وآمل أن يكون النص واضح شاكراً أيّ تصويب / حتى لو كان لغويّ / أو إضافة




:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 08-01-2014, 02:43 AM شهاب غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
شهاب
عضو برونزي
الصورة الرمزية شهاب
 

شهاب is on a distinguished road
افتراضي

شرط الفعل الأخلاقي أن يكون حرا وأن يصدر عن صاحبه باختياره هو!
فإذا كان فعل الحيوان غريزيا أي ليس حرا فلا يمكن أن يكون فعلا أخلاقيا وإنما هو من قبيل العمليات البيولوجية في الإنسان..!
ومن شروط الفعل الأخلاقي أيضا أن يكون مقصودا فلا يأتي إتفاقا مع الأخلاق فإذا أكلت حتي شبعت بعد صوم يوم طويل ثم ألقيت بالطعام المتبقي إلي جوار الحائط وجاء رجل صائم يتضوع جوعا وأكل وشبع أيكون سلوكي أخلاقيا في هذه الحالة؟ كلا! حتي مع أنه أتفق مصادفة مع الأخلاق إلا أن هذا الاتفاق لم يكن مقصودا!
ومن شروط الفعل الأخلاقي أيضا أن يصدر عن نية حسنة حتي إذا لم تتحقق هذه النية فالطبيب الذي هبط من منزله مسرعا لكي ينقذ مريضا لكنه تأخر في الطريق بسبب حادث في الطريق أو عطل في سيارته أو غير ذلك من الأعطال الخارجة عن أرادته يظل فعله أخلاقيا حتي إذا وصل بعد وفاة المريض!
وأخيرا لابد أن يكون فعلا عاقلا لا هو طبيعي ولا غريزي ولا حيواني.. إلخ أي باختصار فعلا يقوم به إنسان.

بمعنى ان الحيوان بريء من الناحية الأخلاقية .. لكن الإنسان إما أن يكون خيِّر أو يكون شرير .. لا يوجد إنسان بريء من الناحية الأخلاقية حتى ولو أراد أن يكون كذلك فهو إما خيِّر أو شرير وهنا تكمن قيمة التكليف على الأرض وأننا مُكلفون ولسنا حيوانات .

إذا اتفقنا أن الحيوان مميز لنفسه وما يتعلق بها وغير مميز لغيره، فالأخلاق أيضاً تعتمد على التمييز، لو كان النمر يعرف الرحمة لما افترس صغار الحيوانات أو كبارها.. الحيوان لا يعرف أن الحيوان الآخر يتألم ، فالأخلاق تحتاج معرفة، لهذا نجد الطفل مثلاً قد يستخدم آلة حادة في اللعب مع غيره لأنه لا يعرف أنها تضر، ولا أخلاق إلا بعد معرفة، والحيوان ليس عنده معرفة إلا فيما يتعلق بغرائزه

فمربو الأغنام يجدون صعوبة في إرضاع طفل ماتت أمه من عنزة أخرى ، لو كان هناك أخلاق عند الحيوان لحنت عليه إحدى الإناث ، كثيراً ما تموت هذه الأطفال إن لم يهتم بها الراعي ، بينما الحليب موجود

الأخلاق تحتاج إلى تمييز خارج عن الذات وإلى عقل أيضا ، فالحيوان لا يملك التمييز الخارج عن الذات ، والطفل والمجنون لا يملك العقل الكافي لإدراك أن غيره يعاني لكي يساعده . ولو فرّجت الطفل على مشهد لرجل يثب من الألم وهو يمشي على صفيح ساخن أو جمر ، لربما ضحك ، اعتقاداً منه انه يرقص ! ، القط لو دخل على منزل كل أهله جرحى ومصابون لم يكترث وبحث عن شيء يأكله؛ لأنه لا يملك التمييز إلا فيما يتعلق ببقائه المباشر .
إذن كل ما يقال عن أخلاق الحيوان غير منطقي إلا من باب الغريزة

شكرا



:: توقيعي :::
مشكلة الإلحاد الأولى والأخيرة أنه لا يملك دليل مستقل قائم بذاته .. وإنما يستمد قوته باستمرار من خلال نفي أدلة الآخر .. وعندما يقوم بالنفي لا يعتمد أدلة مستقلة خاصة به وإنما أيضا يتطفل على الآخر سواءا كان هذا الآخر نظرية علمية أو سفسطة أو مضاربة دين بدين آخر أو الخروج بلا أدرية وقتية .. كل هذه الأمور تُثبت أن الإلحاد مجرد لعبة عقلية تتم على مستوى القشرة الخارجية للمخ وليست بديهية مُركبة في البشر ..
  رد مع اقتباس
قديم 08-01-2014, 08:59 AM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي

زميلي العزيز

احتكرت الأديان والفلسفة بالعموم مبحث الأخلاق .. ومنذ عقود قليلة فقد بدأ العلماء يهتمون بتقديم تفسير علمي للسلوكيات الاخلاقية ولماذا تحدث البشر عن أهمية الأخلاق .. وأرى أنهم يقدمون تفسيرات, ولو أنها أولية, إلا أنها بالغة الأهمية والواقعية!

الأخلاق تخدم بقاء الكائن الحيّ على قيد الحياة .. من خلال الحثّ على التعاون والإيثارية ووووالخ.

وتلك الممارسات ثبت بالأدلة المتراكمة حضورها عن كثير من الكائنات الحية

شكراً لاهتمامك



:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 08-01-2014, 10:32 AM Skeptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
Skeptic
V.I.P
الصورة الرمزية Skeptic
 

Skeptic has a spectacular aura aboutSkeptic has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهاب مشاهدة المشاركة
شرط الفعل الأخلاقي أن يكون حرا وأن يصدر عن صاحبه باختياره هو!
فإذا كان فعل الحيوان غريزيا أي ليس حرا فلا يمكن أن يكون فعلا أخلاقيا وإنما هو من قبيل العمليات البيولوجية في الإنسان..!
ومن شروط الفعل الأخلاقي أيضا أن يكون مقصودا فلا يأتي إتفاقا مع الأخلاق فإذا أكلت حتي شبعت بعد صوم يوم طويل ثم ألقيت بالطعام المتبقي إلي جوار الحائط وجاء رجل صائم يتضوع جوعا وأكل وشبع أيكون سلوكي أخلاقيا في هذه الحالة؟ كلا! حتي مع أنه أتفق مصادفة مع الأخلاق إلا أن هذا الاتفاق لم يكن مقصودا!
ومن شروط الفعل الأخلاقي أيضا أن يصدر عن نية حسنة حتي إذا لم تتحقق هذه النية فالطبيب الذي هبط من منزله مسرعا لكي ينقذ مريضا لكنه تأخر في الطريق بسبب حادث في الطريق أو عطل في سيارته أو غير ذلك من الأعطال الخارجة عن أرادته يظل فعله أخلاقيا حتي إذا وصل بعد وفاة المريض!
وأخيرا لابد أن يكون فعلا عاقلا لا هو طبيعي ولا غريزي ولا حيواني.. إلخ أي باختصار فعلا يقوم به إنسان.

بمعنى ان الحيوان بريء من الناحية الأخلاقية .. لكن الإنسان إما أن يكون خيِّر أو يكون شرير .. لا يوجد إنسان بريء من الناحية الأخلاقية حتى ولو أراد أن يكون كذلك فهو إما خيِّر أو شرير وهنا تكمن قيمة التكليف على الأرض وأننا مُكلفون ولسنا حيوانات .

إذا اتفقنا أن الحيوان مميز لنفسه وما يتعلق بها وغير مميز لغيره، فالأخلاق أيضاً تعتمد على التمييز، لو كان النمر يعرف الرحمة لما افترس صغار الحيوانات أو كبارها.. الحيوان لا يعرف أن الحيوان الآخر يتألم ، فالأخلاق تحتاج معرفة، لهذا نجد الطفل مثلاً قد يستخدم آلة حادة في اللعب مع غيره لأنه لا يعرف أنها تضر، ولا أخلاق إلا بعد معرفة، والحيوان ليس عنده معرفة إلا فيما يتعلق بغرائزه

فمربو الأغنام يجدون صعوبة في إرضاع طفل ماتت أمه من عنزة أخرى ، لو كان هناك أخلاق عند الحيوان لحنت عليه إحدى الإناث ، كثيراً ما تموت هذه الأطفال إن لم يهتم بها الراعي ، بينما الحليب موجود

الأخلاق تحتاج إلى تمييز خارج عن الذات وإلى عقل أيضا ، فالحيوان لا يملك التمييز الخارج عن الذات ، والطفل والمجنون لا يملك العقل الكافي لإدراك أن غيره يعاني لكي يساعده . ولو فرّجت الطفل على مشهد لرجل يثب من الألم وهو يمشي على صفيح ساخن أو جمر ، لربما ضحك ، اعتقاداً منه انه يرقص ! ، القط لو دخل على منزل كل أهله جرحى ومصابون لم يكترث وبحث عن شيء يأكله؛ لأنه لا يملك التمييز إلا فيما يتعلق ببقائه المباشر .
إذن كل ما يقال عن أخلاق الحيوان غير منطقي إلا من باب الغريزة

شكرا
شهاب
ياتري ما مصدر تعريفك للأخلاق، هل من خلال التأملات ام هناك مصدر عملي حقيقي لذلك؟
أرجوا ذكر المصدر، فانا لم أجد هذا التعريف أبدأ يبدوا انك أبتكرتة (او من نقلت منه).....
أصل الأخلاق في الحقيقة غريزي، أقرأ The Selfish Gene به الأستاذ دوكينز وضح أصل الأيثار، وسببة.. حاول القراءة قليلا سوف تتعلم وتخرج من عبط الخرافات الدينية...
تحياتي



:: توقيعي :::

الإلحاد العربيُّ يتحدّى

الأديان أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ البشرية
  رد مع اقتباس
قديم 08-06-2014, 02:23 AM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي هل تكون المباديء الأخلاقيّة: نتاج للإنتقاء الطبيعيّ ؟


Marc Hauser

- هل تؤمن بالله؟
- لا, فأنا مُلحد. لا أرى أيّ حاجة له.
- لكن, بهذه الحالة, ستفتقد لأيّ نوع من الأخلاق وستبني أفعالك على أنانيتك ومزاجيتك بشكل حصريّ, ما يعني بعبارة أخرى أنّك غير أخلاقيّ.


هذه عيِّنة مألوفة من الحوارات التي يطرحها دون كلل وملل المؤمنين بألوهيّة ما, سيما من أصوليين دينيين تابعين لأيّ دين كان. ووفق هذه الطروحات فالدين هو الذي يزودنا حصرياً بالأخلاق, حيث يقدم لنا بضع قواعد صحيحة تتجلّى عند نظرائنا في الإيمان كما يُشاع.


مع هذا, لا تبدو القضيّة بهذه البساطة وهذا الشكل. ففي الواقع, تمّ إثبات كونيّة المباديء الاخلاقيّة الأساسيّة في جميع الثقافات وعند أشخاص مؤمنين أو ملحدين وسواهم.



تكون أحدث الدراسات المحقّقة حول هذه القضيّة, تلك التي حققها عالم الأحياء Marc Hauser من جامعة Harvard. نُشرت أعماله في كتابه Moral Minds: How Nature Designed Our Universal Sense of Right and Wrong { العقول الأخلاقيّة: كيف تصمم الطبيعه شعورنا الكونيّ تجاه ما هو صحيح وما هو خاطيء }, حيث ترتكز على ما يسميه مُعضلات أخلاقيّة: حالات أقلّ وهميّة وتطرُّف والتي يجب خلالها تقييم الموضوع, فيما لو يشكِّل حلّ مُقترح معقول أو لا. تتوفّر تلك الطروحات على الشبكة العنكبوتيّة { وباللغة الإسبانيّة كذلك }. كمثال على هذه الأحوال:


بينما يتمشى Ned بالقرب من سكّة القطار, كما يفعل كل يوم, لفت انتباهه أنّ القطار يقترب ويمشي بصورة توحي بكونه خارج السيطرة والتحكُّم. لقد رأى Ned ما قد حصل, سائق القطار شاهد 5 أشخاص يحاولون عبور الطريق الذي يسير به القطار وقد حاول القيام بالفرملة لكنه أخفق بهذا, وهذا ما يضع الاشخاص الخمسة بخطر داهم. لحسن الحظّ, أنّ Ned كان بقرب محوّل طرق القطار ويمكنه تحويل مساره لطريق آخر وبهذا يتحوّل القطار لاتجاه آخر مؤقتاً. لكن في الطريق الآخر يوجد شيء ثقيل الوزن وفيما لو يصطدم هذا الشيء بالقطار فسيحصل تبطيء للقطار ما يعطي وقتاً أكبر للأشخاص الخمسة للفرار والنجاة. للأسف الشديد, أنّ الشيء الثقيل في الطريق الآخر ما هو إلا شخص آخر!! بإمكان Ned تحقيق التحويل وبهذا يتم تفادي موت الأشخاص الخمسة, لكن ستتم التضحية بالشخص الآخر. كذلك يمكن ل Ned أن يقوم بالتحويل وبهذا يموت الخمسة أشخاص.



وفق طروحات Hauser { التي يُشير لها داوكينز في كتابه الشهير " وهم الله " } فإنّ 90% من الأشخاص سيقومون بالتضحية بشخص مقابل إنقاذ خمسة أشخاص, وبصورة مستقلّة عمّا اذا كانوا متدينين أو ملحدين. ويظهر حصول هذا مع مُعضلات أخلاقيّة أخرى.


يقترح Hauser, وبطريقة ما, أنّ الانتقاء الطبيعيّ قد أنتج عند الكائن البشريّ نوع من القاعدة الأخلاقيّة الكونيّة, والتي تسهِّل لنا اتخاذ قرارات سريعة بحالات تواجهنا فيها مُعضلات أخلاقيّة. ففي مقابلة مع مجلّة Discovery Magazine يقوم بإقرار قياس مع أفكار نعوم تشومسكي التي تقول: بأننا نحن البشر, نمتلك بصيغة غريزيّة, بضع قواعد كونيّة, باتجاه أنّنا عندما نعبِّر لا نبحث بشكل إراديّ عن البُنى القواعديّة تلك, بل تلك القواعد ستجد طريقها لدماغنا بصورة لا واعية. تكون هذه الأخلاقيّة الأوليّة خاصة بالطبيعة البشريّة, فحتى الأطفال بعمر 15 شهر سيكونوا متفاعلين مع رغبات الآخرين.


من المشاهد التي تجعل من الأخلاق خاصيّة تكيفيّة: هو أنها تعطي مستوى ملموس من الانتماء للجماعة.


يوجد اعتقاد تعميميّ بكون الدين مُرادف للأخلاق, وبأنّه في حال كونك مُلحد فستفتقر بشكل كليّ للأخلاق, وهنا يقول Hauser بأنّ هذا خطأ محض “That is just wrong“. ففي كثير من الحالات تكون المحاكمات الأخلاقيّة لدى مؤمنين قد تلقوا تعليم دين هائل متطابقة مع ما يمتلكه مُلحدين وسواهم.


يخصِّص ريتشارد داوكينز في كتابه " وهم الإله " جزء من فصل حول هذه القضيّة وحول هذا الكتاب. وما يستخلصه عبّر عنه في هذه الجملة:" لا نحتاج لإله لكي نكون جيدين – أو سيئين ".

النص الاصل بالقسم الأجنبي

أتابع نقل بعض مما ترجمته حول الأخلاق شاكراً أيّ تصويب أو إضافة



:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
قديم 08-07-2014, 01:14 AM افاتار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
افاتار
عضو ذهبي
 

افاتار is on a distinguished road
افتراضي

موضوع مفيد
شكرا للزميل فينيق



  رد مع اقتباس
قديم 08-28-2014, 12:31 AM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي كَرَمْ الفئرانْ




ربما الكثيرين منّا يتذكرون قصة السامريّ الصالح , الموجودة بإنجيل لوقا { يوجد قصص شبيهة باديان اخرى سيما بالاسلام .. فينيق }. حيث أراد المسيح تنويرنا حول اعمال الرحمة والكرم وضرورة تعميمها مع الجميع وليس فقط مع اهلنا أو أصدقائنا. ولأجل تثقيفنا بهذا الأمر, يقصّ المسيح علينا حكاية رجل تمّ الهجوم عليه والقيام بضربه وسرقته بالطريق وتركه لمصيره, وحين مرور كاهن وواحد من اللاويين في ذات الطريق: فلم يقدما أيّ عون لذاك الشخص, بينما حين مرّ رجل سامريّ صالح قد أخذه إلى نزل وطلب الاهتمام به حتى يشفى وأنه يتكفّل بكل النفقات.


" أحبّ قريبك كمحبتك لنفسك " { وستنال الحياة الابدية }: هذا أقصى ما رغب المسيح بتعليمنا إياه, وهو تعليم يتوخى القضاء على كثير من المشاكل التي تواجه البشرية, لكن مما نجهله: هو إمكانية البشر لتحقيق هذا الأمر أو عدم تحقيقه.

يتوجب عليّ الايضاح أنني لا اتكلّم دينياً, أو أخلاقياً, بل بيولوجياً. سأشرح الأمر, فيما لو أن المسيح أو أيّ قائد اجتماعي آخر قد قال لنا " تعلموا الطيران كالنسور " { وستنالون الحياة الأبدية }, فقط بعض المجانين سيعتقدون بإمكان تحقيق هذا الأمر. أما الاغلبية فستقول: لو أراد الله من الانسان أن يطير, لكان قد خلق له اجنحة. ما يعني, لا يوجد في بيولوجيتنا وطبيعتنا طيران كالنسور. فمن المستحيل القدرة على تحقيق هذا الأمر.


ما يكون بديهيا بناء على قدراتنا الجسدية, ولا يكونه بناء على قدراتنا الفكرية, العاطفية أو الاخلاقية التي نمتلكها. ما يعني أننا نعرف حدودنا الجسدية أكثر من حدودنا الفكرية. قليلين من يعتبرون انفسهم كلاعبي قوى كبار, لكن الكثيرين يعتبرون انفسهم اذكياء جداً. وايضاً يمكننا التفكير باستطاعتنا لنكون كرماء وصالحين مع القريب أكثر مما نستطيعه بالواقع. هنا يحضر السؤال: هل القدرة على محبة القريب كمحبتنا لذاتنا: جزء من طبيعتنا, جزء من بيولوجيتنا؟

من المؤكد بأن كل شخص سيمتلك فكرته الخاصة كجواب على هذا السؤال. مع هذا, ليس سيئاً تحقيق بعض الدراسات لاجل اختبار ما يمكن للعلم قوله بهذا الإطار. هل يمكن للكائن البشري أن يكون كريماً مع أيّ كان حتى لو لا يعرفه؟ مع اعدائه؟ إلى أيّ مدى تنطوي الطبيعة البشرية على هذا الشأن؟


لقد تمّ تنفيذ دراسات لاجل الاجابة على هذه الاستفهامات. تكون النتائج ايجابية, ولو انها لم تقم باثبات امكانية ان نحب الآخرين كمحبتنا لذاتنا. في الواقع, كان يُعتقد حتى وقت قريب, بأنّ الكان البشري قد كان الوحيد القادر على ممارسة مبدأ المعاملة بالمثل. إنها صفة نوعيّة تسمح بمساعدة الآخرين, دونما تمييز, وذلك وفق البيئة والوسط المحيط والتي تساعدنا بالعموم على تحقيق ذلك. كمثال, فيما لو نعثر بالصدفة على ورقة 50 يورو في الشارع, يجب ان نشعر بكرم زائد بذاك اليوم بالذات مع الآخرين, أو على الأقلّ باللحظات التالية لوقت العثور الصدفوي ذاك.


اضافة لهذا النوع من التبادل, يكون الكائن البشري ايضاً قادراً على التعامل بالمثل { أن تساعد من يساعدك } والتعامل غير المباشر { مساعدة من يساعد الآخرين }. ما يعني, نحن قادرين على تقييم كرم الآخرين وتعزيز كرمنا أو لا وفق نتيجة التقييم. لكن سيكون من الصعب ان نكون كرماء مع الآخرين, فيما لو لا تشجّع البيئة على هذا, وأنّ الاكثر قرباً لنا لا يساعدوننا.


بصيغة تأكيد أخرى جيدة حول أنّ بيولوجيتنا تدفعنا لنكون كرماء وأن نساعد الآخرين: تتم عبر التحقّق فيما لو أنّ حيوانات أكثر بدائيّة منّا, تكون ايضاً قادرة على ممارسة الكرم مع الآخرين من نوعها الحيّ ذاته. ففيما لو تمتلك تلك الحيوانات بطبيعتها تلك القدرة: سيكون الأكثر ترجيحاً بأنّ حيوانات أكثر تطوراً { من بينها نحن البشر } تمتلكها كذلك.


لهذا السبب بالذات, باحثان من جامعة برن السويسرية, قرّرا دراسة الكرم عند الفئران في المُختبر. فبكل تأكيد اذا كان حيوان وضيع كالفأر كريماً, فإنّ حيواناً كالكائن البشريّ سيتوجّب كونه كذلك بنسبة كبيرة.

لاجل تقييم الكرم عند الفئران, قام الباحثان بتدريب مجموعة من تلك الحيوانات لاجل الضغط على ذراع لترك الغذاء لنظرائهم بالنوع وليس لاجلهم ذاتهم. وجدا الباحثان بأنّ الفئران التي استقبلت الاغذية الخيرية تلك نسبتها 20% نتيجة المساعدة من فئران مجهولة. وهذا ما يمكننا تسميته التعامل بالمثل والذي أشرنا له اعلاه, أمام هذه المفاجأة العامة, يمكن لتلك القوارض أن تقوي اتجاه الكرم هذا. من جديد نرى أن الانسان لم يعد الكائن الخصوصيّ والوحيد بكرمه ايضاً, ويتقاسم هذه الميزة مع حيوانات مهضومة كالفئران!

لكن لا ينتهي كرم الفئران عند هذا الحدّ. فقد تمّ التحقّق كذلك من أنّ الفئران التي تمت مساعدتها من نظرائها المعروفين بلغت 50% والتي كانت أكثر ميلاً لتقديم العون حتى لو لم يتم تقديم العون لها بالمقام الاول. هذا مثال على التعامل المباشر وبهذا يظهر ان الفئران قادرة مثلنا على تنفيذه. تمّ نشر هذه النتائج في مجلة Plos Biology. { هذا المقال منشور في العام 2007 .. فينيق }


تقترح هذه الدراسات بأنّ مساعدة الاشباه ربما كانت ميزة مُنتقاة بطول تاريخ تطور الأنواع الحيّة, لقدرتها على الإسهام بالبقاء على قيد الحياة لهذه الانواع الحيّة { هنا تحضر مسألة الأخلاق والقيم بالطبع .. فينيق }. ما يعني, تلك الانواع الحية, على الاقل الثدييات العليا, والتي تنطوي على اعضاء تتعاون ولا تتنافس فقط فيما بينها, هي التي بقيت على قيد الحياة حتى يومنا هذا. بديهياً, القدرة على ان تكون كريماً مع الجميع, أو فقط مع البعض, يتوقف على القدرات الثقافية أو المعرفية بما يخصّ التمييز متى يتوجب علينا ان نكون كرماء ومع مَنْ, وهي قدرات ايضاً قد توجّب أن تخضع للنمو بطول تاريخ التطور.


حسناً, بالتالي " محبة القريب كمحبة نفسك " هي موجودة بجيناتنا بصيغة ما, موجودة بطبيعتنا. تشير تلك الدراسات على الفئران ودراسات أخرى على البشر: على أنّه فيما لو نضع الكرم موضع التطبيق والتنفيذ, فهذا سيشجّع الآخرين على القيام به وتنفيذه. فالامر لا يقتصر على إطناب بالكلام. يوجد قاعدة علميّة, بيولوجيّة ومنطقيّة لأجل هذا الامر: يمكنها أن تعمل اذاً. بالنتيجة ممارسة الكرم من قبل الكائن الحيّ وتقديم العون للآخرين المحيطين به, كائناً من كانوا, سيجعلنا نعيش كلنا بعالم أفضل.



:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
نشأ, الأخلاق؟


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق و ما أدراك ما الأخلاق - رد على هيثم طلعت Philgamer حول الحِوارات الفلسفية ✎ 125 06-29-2019 12:14 AM
في ظل عدم وجود تفسير لأصل المادة و أصل الطاقة و أصل الحياة. Fran حول الحِوارات الفلسفية ✎ 1 05-15-2019 01:13 AM
{ وَامرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها لِلنَّبِيِّ إِن أَرادَ النَّبِيُّ أَن يَست farqd العقيدة الاسلامية ☪ 93 06-01-2018 12:55 PM
مَن سرق مِن مَن؟؟ bakbak العقيدة الاسلامية ☪ 4 10-23-2017 01:28 PM
هل الدين هو مصدر الأخلاق أو البشرية هي مصدر الأخلاق؟ Hikki العقيدة الاسلامية ☪ 84 10-07-2017 11:11 PM