شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > ساحة النقد الساخر ☺

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-27-2020, 06:50 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي حكاية الحمار الذي تجرأ على الذات الإلهية [الحلقة التاسعة الأخيرة]


لم يمض أكثر من أسبوع على جلسة المحكمة الأخيرة التي نظرت في قضية الحمار نشرت الصحف الحكومية خبر إطلاق سراح الحمار بكفالة مالية قدرها 100000 دولار أمريكي وتعهد خطي بعدم التدخل في السياسة والامتناع عن مناقشة الأمور الدينية التي تمس الذات الإلهية وسمحت له بالصلاة خمس مرات في اليوم على شرط عدم حضور صلاة الجمعة.
وقد نشرت إحدى صحف الحكومة المستقلة صورة للحمار وهو يغادر سجن التحقيقات وقد قدم له أحد الشرطة باقة من الورد بمناسبة إطلاق سراحه!

عندما خرج صاحبنا من المعتقل ووطأت "أقدامه" أرض الشارع المبلط مرت بمحاذاته وكالصاروخ سيارة خاصة سوداء بدون رقم. فتسمر في مكانه متابعاً السيارة السوداء وهي تختفي عن أنظاره.
لم يولِ الأمر أية أهمية، على عادته، فقد كان مبتهجاً لخروجه من السجن. رفع رأسه عالياً وهو يستنشق الهواء بمليء رئتيه.
فكر بزوجته وأطفاله. كان الشوق إليهم يحرق قلبه فسالت الدموع من عينيه وأخذ ينحب بأعلى صوته (للأسف فهم المارة بكاءه بصورة مغلوطة. فهم كانوا يعتقدون بأنه ينهق!).
لم يكن يدرك ما الذي يحدث حوله. فقد كان متسمراً في وسط الطريق قاطعاً السير حيث تشكل طابور طويل من السيارات التي ينتظر سائقوها أن يعبر صاحبنا الشارع ويحرر الطريق. فأسرع بعبور الشارع وكادت إحدى السيارات تدهسه وقد أخرج السائق رأسه من نافذة السيارة صارخاً:
-هيه يا حمار، هل هذا وقت الحمرنة؟!
-وهل تبقى شيء من الحمرة؟!
ردد صاحبنا مع نفسه ثم تنبه إلى باقة الزهور التي كان يقبض عليها بأسنانه فرماها تحت قدميه وأنطلق باتجاه القرية.

بعد يومين فقط من إطلاق سراحه عثر أهل القرية الذاهبون إلى أعمالهم على جثة الحمار ملقاة في وسط الساحة المركزية للقرية!
من أول من عثر عليه كانت القطة المرقطة.
كان يبدو وكأنه نائم.
القطة المرقطة كانت تعرفه جيداً. فهو ليس من الحمير الذين ينامون على قارعة الطرق. والأمر الأكثر حيرة إنه كان ملقى في وسط ساحة القرية، بل في مركزها.
وعندما اقتربت القطة المرقطة منه ولاحظت بوضوح أن حفرة كان ترتسم في صدغه وقد جف الدم حولها، أصبح الأمر واضحاً بالنسبة لها. كانت طلقة رصاص قد اخترقت صدغه الأيسر.
لأول مرة شعرت القطة بالأسى وأنها تعيش في عالم لامعقول.
-هل يستحق الأمر كل هذا؟
تساءلت القطة بغضب شديد، لكنها لم تكن قادرة أن تفعل أكثر من هذا. فتركت المكان وهي تسير على غير عادتها ببطء وتثاقل.
بعد هذا اليوم لم ير أحد من أهل القرية القطة المرقطة قطُّ.


[النهاية]



التعديل الأخير تم بواسطة المسعودي ; 12-16-2021 الساعة 11:56 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 05-31-2020, 11:46 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

منذ أن بدأت بكتابة هذه الحكاية متتبعاً سيرة الحمار اكتشفت بأنه ليس الوحيد بين المسلمين الذين يدفعون كل يوم حياتهم ثمناً لإيمانهم من جهة ولضعف إيرادتهم في الاعتراف بأنهم يعيشون من أجل قضية خاسرة.
إنه لأمر مؤلم ومأساوي لكنها الحقيقة.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الحمار، مؤذن، القمع، السجون، الاغتيال


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع