شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > علم الأساطير و الأديان ♨ > الأرشيف

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 09-01-2013, 01:47 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [21]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

أما من الناحية اللغوية فقد حاول الدارسون و الباحثون أن يجدوا أصلاً لهذه التسمية إلا أنهم إختلفوا كل الإختلاف مثلما إختلفوا حول كلمة إبليس فقال البعض أن كلمة الشيطان أصيلةفي اللغة العربية على إعتباروجودالعديد من الكلمات التي يعطي مصدرها معاني و الضلالة و الإحتراق و البعد مثل(شط – شاط – شوط و شطن) , و البعض الآخر قال أنها عبرية و تأتي بمعنى الضد أو العدو . أما كلمة إبليس فقد رأى البعض أن أصلها يوناني من كلمة (Diabolos) ديابلوس و تأتي بمعنى الإعتراض و الوقيعة , و البعض الآخر يرى أنها آتية من كلمة (الإبلاس) أي اليأس التام من رحمة الله و من العودة إلى الجنة , و منهم من قال إن أصل التسمية مأخوذ من (Devil) في اللغات السكسونية و التي تعني يفعل الشر بينما أرجع الآخرون الكلمة إلى (مغستوفليس) و هي مأخوذةمن اليونانية و تعني (كراهية النور) و مصدرها هو السحر البابلي الذي وصل إلى الغرب على أيدي اليهود اليونان و هذه التسمية تمثل روحاً من أرواح النحس التي تتسلط على بعض الكواكب ,لقد اتفقت معظم الأديان السماوية منها و غير السماوية على الصفات التي تنسب إلى الشيطان و إن كانت هذه الأديان تختلف في نظرتها اختلافا جزئياً أو كلياً إلى مدى قدرة ولإرادة الشيطان على فعل الشر كما سنرى لاحقاً ففي البداية لم يكن هناك شيطان إنما هي مجموعة من الأرواح و الأطياف تمتلك صفات معينة و هذه الصفات تتعلق بمدى الضرر أو المنفعة التي يمكن أن تلحق بالأنسان البدائي لكي يقول عنها إنها شريرة أو خيرة و يرمز لها بكائنات أو أشكال مادية محسوسة كالتماثيل و الأحجار و الهياكل و ذلك في محاولة منه لإرضائها أو لتجنب شرورها (مثلما نرى ذلك واضحا في عبادة الأسلاف و الطوطمية و الفشتية) أي إن الشر أو الخير كان محصوراً بالنسبة له في مدى الضرر أوالنفع الذي يلحقه و يصيبه أما إذا كان هذا الضرر يصيب الآخرين و يحقق فائدة له فلا بأس به و يمكن أن يكون خيراً , و لكنه بعد ذلك , و بعد إرتقت عقليته الدينية إلى مراتب و مدارك أعلى من السابق أصبح يفهم الشر كمفهوم أخلاقي شامل أكثر من كونه مفهوما نفعياً فقط , فأصبح يعرف و يدرك أن الشهوات و الفتنة و الإغراء و المطامع إنما هي شرور سواء كانت هذه الصفات في مصلحته الشخصية أم لا , و سواء حققت له فائدة و منفعة أم لم تحقق لأن الشر هنا أصبح مفهوماً شاملاً أكثر من كونه مجرد وسيلة تحقق الضرر أو المنفعة للإنسان على حساب غيره .



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:47 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [22]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

و هنايمكن أن تقسم الأديان إلى قسمين رئيسيين و ذلك حسب الوظيفة التي يشغلها الشيطان فيها أو حسب مفهومها للشر و الغاية من وجوده ممثلاً بالشيطان كقوة روحية معبرة عنه (لا يعني هذا التقسيم بين أديان موحدة و أخرى غير موحدة إنما هو تقسيم مبني فقط على وظيفة الشيطان فيها ليس إلا) , وعليه فإن القسم الأول سيشمل الأديان التي تنظر إلى الشيطان كقوة ذات طبيعة شريرة نابعة من تكوينها و مرتبط بوجودها و معبراً عن كيانها التركيبي و بأن فعلها للشر إنماهو تعبير عن هذه الطبيعة التي جبلت عليها و نرى ذلك واضحاً في الأديان القديمة , بينما القسم الثاني يشمل الأديان التي تنظر إلى وظيفة الشيطان أو سبب وجوده و فعله للشر كضرورة تكتيكية إختبارية من قبل الخالق لمعرفة مدى قدرة الإنسان على التمسك بجانب الخير أو إنزلاقه وراء الشيطان و ما يمثله من غواية و ضلالة و بالتالي إعطائه ما يستحق من مكانة خالدة في الجنة أو النار إلى أبد الآبدين , و نرى ذلك في الأديان اليهودية – المسيحية و الإسلامية و إن كانت هناك العديد من الفروقات في مكانة الشيطان و قدرته على فعل الشر في هذه الأديان .



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:47 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [23]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

أديان القسم الأول :
إن أي باحث في الأديان القديمة ستصيبه الحيرةو الإرباك و هو يحاول البحث عن شخصية معينة واحدة أو عن الشخصية الشريرة المميزة التي يمكن مقارنتها بالشيطان كما هو معروف في باقي الأديان الحديثة , إذ أن هناك عدداً كبيراً جداً من تلك الكائنات الشريرة الظلامية و التي تتبوأ مكانة كبيرة في عالمها الظلامي و لها قدرة غير إعتيادية على فعل الشر و ذلك واضح من خلال أسماء العديد منها في تلك الأديان مثلما نرى في المندائية : أطرفان (يضرب بقوة , يؤذي) , أماميت (معتم مظلم) , كرفيون (الملتهم) , نمروس (الماردة , الساحقة , الهارسة), أور(قائد جيوش الظلام , المارد , التنين) و غيرها من الكائنات الشريرة , إلا أن الشخصية الرئيسية التي تلفت الإنتباه من بين تلك الكائنات هي الروهة (روح الشر) و التي هي أم الشيطان و الكواكب السبعة و العلامات الزودياكية (البروج الإثني عشر) و أم كل الكائنات الشيطانية في مملكة الكون , إن هذه المكانة الكبيرة للروهة تتعاظم لدينا إذاما علمنا أن ولادة ملك الظلام كانت من قبل الروهة و كذلك سيد الظلام (أور) هو إبن لها و يسمى كاف–قن–كرون إن تعدد الكائنات الشريرة و صعوبة تحديد من يقف على قمة عالم الشر نراها كذلك في ديانة مابين النهرين حيث تقسم الشياطين إلى ثلاثة أنواع و ذلك حسب الأصول التي تنحدر منها , فالصنف الأول هو (ذرية الإله العظيم آنو) و يقصد بهم المنحدرين من اصل سماوي , و الصنف الثاني من أصل بشري و هم أشباح الموتى , أما الصنف الثالث فينحدرون في أصلهم من العالم الأسفل و كانوا حشداً غفيراً من مختلف الانواع ولهم القدرة على إلحاق الأذى بأرواح الموتى الموجودة في العالم الأسفل و بكل المخلوقات على الأرض , كما تشير إلى ذلك إحدى التعاويذ



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:47 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [24]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

(عبر الاسوار العالية السميكة , يمرون كالطوفان
يمرقون من بيت إلى بيت
لا يمنعهم باب و لا يصدهم مزلاج
فهم ينسلون عبر الباب كانسلال الأفاعي
و يمرقون من فتحته كالريح
ينتزعون الزوجةمن حضن زوجها
و يخطفون الطفل من على ركبتي أبيه
و يأخذون الرجل من بين أسرته)
بل و وصل الأمر إلى أن يكون لهذه الكائنات الشيطانية نوع من التخصص في عمل الشر و إيذاء الآخرين : (اشاكو) الذي يتغلغل في أجسام الناس يسبب الصداع , (رابيصو) الذي يختفي أثناء النهار و يظهر في الليل يسبب أمراض الجلد , (لبرتو) تسبب الكوابيس و (لباسو) يسبب الصرع ... الخ إضافة إلى أن أشكالهم تتميز بالقبح و الشذوذ كما تشير إلى ذلك إحدى التعاويذ :



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:47 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [25]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

( إنهم ليسوا ذكوراً و لا إناثاً
إنهم الرياح المهلكة
لا يعرفون شفقة و لا رحمة
إنهم الشر و كل الشر)
و مع ذلك فأن كل الكائنات الشريرة الموجودة في حضارة ما بين النهرين و ما تمثله من شر قد جمعت في شخصية واحدة تعتبر للعراقي القديم مصدر واساس لكل البلايا التي تصيب البشر بل و حتى الآلهة دونما تمييز , و هي شخصية الربة تياميت التي تعاظم شرها و إزداد بلاؤها ليصيب الأرباب أنفسهم مما حدا بهم أن ينتدبوا الإله الشاب مردوخ لمقاتلتها و القضاء عليها .



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:47 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [26]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

أما في الديانة المصرية القديمة فإن الإله المصري الذي نشهد ارتباطه بالشر في كافة العصورالتأريخية في مصر القديمة فهو (Apophis) أبوفيس و هو عفريت على شكل ثعبان ضخم جداً ذي طيات متعددة في كل منها سكين حاد , و إضافة إلى هذا الإله فقد كان هناك أيضا (سيث) أخو أوزيريس , و هما إبنا الإله رع إله الشمس , الذي تشير المصادر إلى أنه قتل أخاه أوزيريس و رماه في نهر النيل و مصدر آخر يشير إلى اتهم أخاه بالظلم و العدوان و انكشفت هذه الكذبة فاصبح سيث رمزاً للكذب و النميمة و بالتالي أصبح مرادفاً (لكل ما يدل على الخراب و الشر) , وفي الأزمنة المتأخرة من المملكة المصرية الحديثة اعتبر هو نفسه التيفون (الريح العاتية الشديدة) و الثعبان أبو فيس و الشيطان و بذلك فقد صار عنصر شر بذاته وعدواً للأرباب .



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:48 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [27]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

و نجد كذلك في الحضارة الهندية و عقائد شعوبها مثالا آخر لفكرة تعدد الكائنات الشريرة و عدم وضوح الشخصية الرئيسية من بينها والتي يمكن مقارنتها بشيطان الأديان السماوية إلا بالكاد , فهناك الـ(راكشا) و هي عفاريت خبيثة ,ينسبون إليها أعمالا كأعمال الشياطين في الأديان الأُخرى و الـ(راكشا) كما يقول البعض هو الأسم الذي كان يطلق على الهمج الأوائل الذين سكنوا الهند قبل إغارة الآريين عليها و كانت لهم حراسة على الطرق و ينابيع الماء , وقد رسخ في الأذهان إنهم أعداء البشر و إنهم يتربصون بالناس و يؤذونهم , و هناك أيضاً الحية آهي (Ahi) التي هي نفسها كما يظهر تجسمها للشر و التي قتلها الإله أندرا , و كذلك الربة الهندية (سيتالا) التي غضب عليها الإله (كيلاسا) و أخرجها من الجنة و بذلك صارت من الأرباب الساقطة المغضوب عليهم , ونجد أيضاً (مايا) و هي تعبير عن العالم المحسوس الذي يعتبر هو الشر و الباطل و إن كل ما يربط الإنسان به شر و باطل مثله و قد صوروا العالم المحسوس أو (مايا) على شكل أنثى شديدة الفتنة و الإغراء على إعتبار أن كل الملذات و الفتن و الشرور تتجمع حسب رأي الهنود في المرأةأما الشخصية المميزة بين هذه الكائنات الشريرة و التي يمكن مقارنتها بشكل كبير بشيطان الأديان السماوية فهي شخصية الرب (Mara) مارا الذي أغوى بوذا , وقد صورته الأساطير الهندوسية و التعاليم الدينية كمسؤول عن كل مباهج الدنيا و لذاتها و إغراءاتها و الفساد و الهرطقة وهو يسكن دوماً في الطبقة السادسة من السماء .
أما في الديانة الزرادشتية فنرىأن هناك تطورا كبيراً قد لحق شخصية الشيطان فنجدها أكثر وضوحا و أكثر تحديداً منها في بقية الأديان القديمة , و يسمى الشيطان في الزرادشتية بأهريمان (Ahriman) و سمى كذلك أنكرامينو (Angramanyu) , وعلى الرغم من وجود شخصية دروج (Druj) والتي هي التجسم الأنثوي للشر و تمثل جميع أعمال أهريمان الشريرة إلا أنه يبقى الشخصية الرئيسيةو الوحيدة الممثلة للشر بكل وضوح .



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:48 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [28]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

و كما رأينا فإن إحدى المميزات التي تتمتع بها الأديان القديمة في مفهومها عن الشر هي تعدد الكائنات الشريرة و عدم وجود شخصية واحدة رئيسية كما هو الحال في شيطان الأديان الحديثة , إضافة إلى ذلك نرى أن الصراع الموجود و المستمر بين هذه الكائنات وما تمثله من قوى شريرة و ظلامية مع نقيضها من قوى الخير هو صراع يجري دائماً بعيداً عن الإنسان بمعنى آخر أن الصراع بين هاتين القوتين هو صراع مباشر بينهما و لا دخل للإنسان فيه , فعالم النور في الديانة المندائية يرسل عدداً من الأثري (منداد هيي – هيبل زيوا) في رحلات إلى عالم الظلام لسحقه و قمع قواه الشريرة , كذلك في البابلية عندما تبعث الأرباب بالإله الشاب مردوخ لمقاتلة الربة تياميت و القضاء عليها و هذا ما تم فعلاً عندما استطاع هزيمتها و تقديم قائد جيوشها كنكو إلى الآلهة ليحكموا عليه بالموت و ليخلقوا من دمه الإنسان , و في الزرادشتية يستمر الصراع سجالاً بين الجانيبن , (أهورا مزدا) إله الخير و أهريمان إله الشر , إلى أن ينتهي الأمر بهزيمة عالم الظلام و شياطينه و لكن هزيمة مؤقتة و ليست نهائية ليبدأ بعدها الصراع من جديد , و في الديانة المصرية القديمة يستمر القتال و الصراع بين أوزيريس من جهة و بين سيث من جهة أخرى و كما أن عبادة أوزيريس تحظى بشعبية كبيرة في شمال مصر فأن عبادة سيثا هي الأخرى تحظى بشعبية كبيرة لدى أهل جنوب مصر , و ربما كان الصراع بين هذين الشعبين هو الأصل في اختلاف نظرتهما إلى هذين الإلهين . و من خلال هذه الصراعات المستمرة بين هذين القوتين المتناقضتين , نلاحظ أن المبادرة بالتحرك و الهجوم و الفعل يبدأ دائماً من جانب قوى الخير أو إله الخير أو عالم النور , بينما تكون حصة القوة المقابلة , قوة الشر هي رد الفعل و الدفاع فقط عن نفسها و وجودها من هذه المبادرات و الأفعال , فعالم النور في المندائية هو الذي يرسل الأثريين لمقارعة عوالم الظلام و كائناته و ليس في يد الكائنات الشريرة إلا القتال و الدفاع عن نفسها من هذا الخطر المحدق بها دون أن تستطيع أن تتخذ فعل المبادرة كما هو الحال في الجانب الآخر , وقد بدا ذلك واضحاً عندما رغب ملك الظلام أن يعلن الحرب على ملك النور و العوالم الأخرى : (.... سأصعد غلى تلك الأرض المشعة و أعلن الحرب على ملكها , سأنتزع منه تاجه و أضعه على رأسي , و سأكون ملك الأعالي و الأعماق) إلا أنه يعجز عن ذلك تماماً و يكتفي بالصراخ و الزئير دون فعل حقيقي يذكر . و نفس المشهد يتكرر في الديانة البابلية في رحلة مردوخ و مقاتلة الربة تياميت حيث تكون المبادرة بالتحرك و الهجوم و الفعل من قبل جانب الخير و كذلك هو الحال في الديانة الزرادشتية , في الصراع بين اله الخير أهورا مزدا و بين إله الشر أهريمان .



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:48 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [29]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

كذلك نلاحظ أن هناك تركيزاً ملفتاً للإنتباه في هذه الأديان على الشخصية الأنثوية باعتبارها رمزاً من رموز الشر أو الشيطان , ففي المندائية هناك (الروهة) و في البابلية (تياميت) و في الديانة الهندية (سيتالا و مايا) و في الزرادشتية نرى (دروج) , إضافة إلى إن معظم الشخصيات الشريرة الرئيسية في هذه الأديان هي آلهة مثل (الرب مارا) في الديانة الهندية و (الربة تياميت) في الزرادشتية و (الإله سيث) في الديانة المصرية , وهناك مسألة أخرى لا يسعنا إلا أن نذكرها و نحن نختتم أديان القسم الأول و هي إن معظم الشعوب التي كانت تدين بهذه العقائد قد إستعملت الرقى و التعاويذ للحماية من الشيطان و أذيته , إذ نرى أن لدى عقائد البابليين إن الرقى كانت شائعة الإستعمال , يحملها الناس لوقايتهم من أخطار العفاريت و حتى الأرباب كانت تحملها طلباً للسلامة و القوة بل و حتى مردوخ كما ذكرت أسطورة الخلق البابلية كان مزوداً بالسحر لدى محاربته تياميت , و كذلك نرى في الهند إن أحجار الخواتم و الرقى استخدمت و لبست و التي دون شك كانت في إعتقادهم تطرد الأرواح الشريرة , و أيضاً لدى المصريين كان إستعمال التعاويد أمراً شائعاً جداً و في المندائية ما زال المندائيون يستعملون السكندولة كوسيلة من وسائل الحماية ضد الكائنات الظلامية الشريرة مع ما تحمله السكندولة من رموز عالم الظلام نفسه إن مبدأ محاربة الشر بالشر أو برموزه قد أخذ شكلاً آخر لدى بعض العقائد المتطرفة في نظرتهاللشيطان , إذ اعتقد أهل هذه العقائد إن عبادة الشيطان هي الوسيلة الأكثر ضماناً للوصول إلى عالم النور , بمعنى آخر , الوصول إلى النور من خلال الظلام , وقد بدا ذلك واضحاً لدى بعض الفرق الثنوية و منها المانوية و الشامانية اللتان تؤمنان أن إله الخير و النور قد ترك الأرض للشيطان ولو إلا حين , و كذلك الفرقة الأورفية و الكاثارية التي ظهرت بين العشائر الألمانية في القرون الوسطى , و أيضاً البوجمولية في بلاد البلقان و الألبية في فرنسا الجنوبية .



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
قديم 09-01-2013, 01:48 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [30]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

أديان القسم الثاني:
تحدثنا و بشكل مختصر عن مفهوم الشيطان أو الكائنات الشريرة و عالمها الظلامي في بعض الأديان القديمة , نرى أن هذا المفهوم أو هذه الصورة قد تغيرت و بشكل كامل و جذري مع مجئ الديانة اليهودية ليستمر هذا التغيير و يتبلور بشكل أكبر في الديانة المسيحية و أخيراً في الإسلام , و على الرغم من وجود العديد من الإشارات في العهد القديم إلى العفاريت و الشياطين و الأرواح الشريرة إلا أن الشيطان كان يتمتع بمنزلة خاصة و مكانة معروفة و محددة ككائن معين و محدد له شخصيته و مكانته التي لايضاهيها أصلاً غيره من العفاريت و الأرواح الشريرة.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أسطورة, الشيطان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آدم وحواء أسطورة؟ كلارا العذراء علم الأساطير و الأديان ♨ 25 03-11-2016 11:45 PM
إسطورة / قصّة قدموس وأوروبا فينيق علم الأساطير و الأديان ♨ 2 01-26-2016 12:31 AM
أسطورة ليليث Lilith مُنْشقّ علم الأساطير و الأديان ♨ 0 02-28-2015 11:47 PM
أسطورة طوفان نوح السيد مطرقة11 الأرشيف 0 08-30-2013 12:42 PM
أسطورة الشيطان . السيد مطرقة11 الأرشيف 1 08-30-2013 04:22 AM